المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم - إمتاع الأسماع - جـ ٦

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس]

- ‌فصل في ذكر ذرية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سلالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر سبط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌نبدة

- ‌فصل [في العقب والعاقب]

- ‌فصل في ذكر أزواج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أم المؤمنين خديجة بنت خويلد]

- ‌[أم المؤمنين سودة بنت زمعة] [ (1) ]

- ‌[أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر]

- ‌غزيّة

- ‌[أم المؤمنين حفصة بنت عمر]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت خزيمة]

- ‌[أم المؤمنين أم سلمة]

- ‌[أم المؤمنين زينب بنت جحش]

- ‌[أم المؤمنين أم حبيبة]

- ‌أم المؤمنين جويرية بنت الحارث

- ‌أم المؤمنين صفية بنت حيي

- ‌أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث

- ‌فصل [جامع لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[أم شريك]

- ‌[العالية]

- ‌[الكلابية]

- ‌[أسماء بنت عمرو]

- ‌[قتيلة بنت قيس]

- ‌[الجونيّة]

- ‌[مليكة بنت كعب]

- ‌[أم هانئ]

- ‌[صفية بنت بشامة]

- ‌[ليلى بنت الخطيم]

- ‌[خولة بنت الهذيل]

- ‌[شراف بنت قطام]

- ‌[ضباعة بنت عامر]

- ‌[الكلبية]

- ‌[أمامة بنت الحارث]

- ‌[جمرة بنت الحارث]

- ‌[درة بنت أبى سلمة]

- ‌[أمامة بنت حمزة]

- ‌[أم حبيب]

- ‌[سناء بنت أسماء بنت الصلت]

- ‌[فصل في] ذكر قوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجماع

- ‌فصل [في ذكر سراري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مارية] [ (2) ] [ (3) ]

- ‌[ريحانة]

- ‌فصل في ذكر أسلاف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[سلفاه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب أم المساكين]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[أسلافه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌[سلفه صلى الله عليه وسلم من قبل مارية]

- ‌فصل في ذكر أحماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[حمو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة

- ‌حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل صفية]

- ‌[حموه صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة]

- ‌فصل في ذكر أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل خديجة]

- ‌[إخوة خديجة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل سودة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل عائشة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة]

- ‌[أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم سلمة]

- ‌[أولاد عمّ أمّ سلمة]

- ‌إخوة أم سلمة

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل زينب بنت جحش

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل أم حبيبة

- ‌إخوة أم حبيبة

- ‌صهره صلى الله عليه وسلم من قبل جويرية

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل ميمونة

- ‌[أصهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونساء أعمامه]

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم أزواج عماته

- ‌أصهاره صلى الله عليه وسلم من قبل بناته

- ‌فصل في ذكر من كان في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أولاد نسائه

- ‌فصل في ذكر موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر إماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر خدّام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يلازم باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر الحاجب الّذي كان يستأذن على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر صاحب طهور رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر من كان يغمز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر عدة ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل في ذكر لباس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌[وأما الكمة والقلنسوة والقناع]

- ‌وأمّا القميص

- ‌وأما الرّداء

- ‌وأما القباء والمفرّج

- ‌وأما البردة

- ‌وأما الجبّة

- ‌وأما الحلّة

الفصل: ‌فصل في ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌فصل في ذكر موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

اعلم أن موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الرجال نحو السبعين، ومن الإماء نحو العشرة، وذكر سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن أبيه عن جده قال:

أعتق النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أربعين نفسا:

زيد بن حارثة بن شراحبيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن كنانة بكر بن عوف بن عذرة ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير ابن سبإ يشجب بن يعرب بن قحطان، أبو أسامة الكلبي، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحيد أمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سليلة من بنى معن من طى.

خرجت تزور قومها وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر بن [شيع] بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان، في الجاهلية ومرّوا على أبيات بنى معن- رهط أم زيد- فاحتملوا زيدا وهو غلام يفعة، فوافوا به سوق عكاظ، وقيل سوق حباشة، وزيد يومئذ ابن ثمانية أعوام، فعرضوه للبيع، فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم، ويقال: بستمائة درهم، وقيل:

اشتراه حكيم، ثم وهبه لعمته خديجة، فلما تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه وتبناه، ويقال: بل اشتراه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الشام لخديجة حين توجّه مع ميسرة قيّمها، فوهبته له.

ص: 302

وزعم أبو عبيدة أن زيد بن حارثة لم يكن اسمه زيدا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم سمّاه باسم جده [][ (1) ] حتى يتبنّاه.

وفي مصنف أبى بكر بن أبى شيبة:

حدثنا أبو أسامة، حدثنا عبد الملك، حدثنا أبو فزارة قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة غلاما ذا ذؤابة، قد أوقفه قومه بالبطحاء يبيعونه، فأتى خديجة فقال: رأيت غلاما بالبطحاء، قد أوقفوه ليبيعوه، ولو كان لي ثمنه لاشتريته، قالت: وكم ثمنه؟ قال: سبعمائة درهم، قالت: خذ سبعمائة [درهم][ (2) ] واذهب فاشتره، فاشتراه، فجاء به إليها [وقال] [ (3) ] : أما إنه لو كان لي لأعتقته، قالت: هو لك، فأعتقه [ (4) ] .

وكان أبو زيد لما فقده قال شعرا يبكيه به:

بكيت على زيد ولم أدر فأفعل

أحىّ فيرجى أم أتى دونه الأجل؟

فو اللَّه ما أدرى وإن كنت سائلا

أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل؟

فيا ليت شعرى هل لك الدهر رجعة؟

فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

[ (1) ] بياض بالأصل.

[ (2) ] زيادة للسياق.

[ (3) ] زيادة للسياق.

[ (4) ] ونحوه في (المستدرك) ، وحذفه الذهبي من (التلخيص) لضعفه.

ص: 303

تذكرنيه الشمس عند طلوعها

وتعرض ذكراه إذا قارب الطّفل

وإن هبت الأرواح هيّجن ذكره

فيا طول ما حزني عليه ويا وجل

سأعمل نصّ العيس في الأرض جاهدا

ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل [ (1) ]

حياتي أو تأتى عليّ منيّتى

وكل امرئ فان وإن غرّه الأمل

وأوصى به عمرا وقيسا كليهما

وأوصى يزيدا ثم من بعده جبل

يعنى يزيد بن كعب وهو ابن عم زيد وأخوه لأمه، ويعنى بجبل جبلة ابن حارثة أخا زيد، وكان أسنّ منه، فاتفق أن قوما من كلب حجوا فرأوا زيد بن حارثة فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا أهلي هذه الأبيات، فإنّي أعلم أنهم قد جزعوا عليّ، وهي:

ألكنى [ (2) ] إلى قومي وإن كنت نائيا

فإنّي قطين [ (3) ] البيت عند المشاعر

[ (1) ] العيس: الإبل.

[ (2) ] كذا في (خ) ، (صفة الصفوة)، وفي (الاستيعاب) :«أحن» .

[ (3) ] كذا في (خ) ، (صفة الصفوة)، وفي (الاستيعاب) :«قعيد» .

ص: 304

فكفوا عن الوجد الّذي قد شجاكم

ولا تعملوا في الأرض نصّ الأباعر

فإنّي بحمد اللَّه في خير أسرة

كرام معدّ كابرا بعد كابر

فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال: ابني ورب الكعبة! ووصفوا له موضعه وعند من هو، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه،

وقدما مكة، فسألا عن النبي، فقيل: فهو في المسجد، فدخلا عليه فقالا:[يا ابن عبد اللَّه][ (1) ] ، يا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللَّه وجيرانه تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه، [فإنا سنرفع لك في الفداء] قال: من هو؟ قالوا: زيد بن حارثة، فقال [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم] :

فهلا غير ذلك؟ قالوا: وما هو؟ قال: ادعوه فأخيّره، فإن اختاركم فهو لكم [بغير فداء] ، وإن اختارني فو اللَّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني [أحدا]، قالا: قد زدتنا على النّصف، وأحسنت، فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، قال: من هذا؟ قال: هذا أبى، وهذا عمى، قال: فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك، فاخترنى واخترهما، [فقال زيد] : ما أنا بالذي اختار عليك أحدا، أنت منى [مكان] الأب والعم، فقالا: ويحك يا زيد! أختار العبوديّة على الحرية، وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك! قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا.

[ (1) ] زيادة للسياق.

ص: 305

فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا، ودعي زيد بن محمد حتى جاء اللَّه بالإسلام، [فأنزل اللَّه جل جلاله: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [ (1) ]، وقال: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [ (2) ] ، فدعى يومئذ زيد بن حارثة، ودعي الأدعياء إلى آبائهم، [فدعى المقداد إلى عمرو، وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود، وكان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبناه][ (3) ] .

قال الزهري: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة، وقد روى من وجوه أن أول من أسلم خديجة، وهو الحق، وشهد زيد بدرا، وزوجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة بن زيد، وبه كان يكنى، وكان يقال لزيد حبّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين، ويقال بعشرين سنة، وزوّجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، ثم طلقها زيد فخلف عليها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون وطعنوا في ذلك وقالوا:

محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل اللَّه تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ [ (4) ] ، ونزلت ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [ (5) ] .

[ (1) ] الأحزاب: 40.

[ (2) ] الأحزاب: 5.

[ (3) ] زيادة للسياق من (الاستيعاب) .

[ (4) ] الأحزاب: 40.

[ (5) ] الأحزاب: 5.

ص: 306

وتزوج زيد بأم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط [ (1) ] ، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة، وأمها أم حكيم [وهي] البيضاء بنت عبد المطلب [بن هاشم] كما هاجرت [إلى المدينة] ، فولدت له زيد [بن زيد] ورقية، مات زيد صغيرا، وماتت رقية في حجر عثمان رضى اللَّه عنها.

وطلق زيد بن حارثة أم كلثوم، فخلف عليها عبد الرحمن بن عوف رضى اللَّه عنه، ثم الزبير بن العوام، ثم عمرو بن العاص. وتزوج زيد أيضا بدرّة بنت أبى لهب [ثم طلقها] ، وبهند بنت العوام.

ولما هاجر زيد نزل على كلثوم بن الهدم [ (2) ] ، ويقال على سعد بن خيثمة، وآخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين حمزة [بن عبد المطلب] ، وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين أراد القتال، وآخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين أسيد بن حضير.

وقالت عائشة رضى اللَّه عنها: ما بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمّره عليه، وإن بقي بعده استخلفه على المدينة.

وقال سلمة بن الأكوع: غزوت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زيد ابن حارثة تسع غزوات، يؤمره فيها علينا.

استشهد يوم مؤتة سنة ثمان وهو أمير وله خمسون سنة، وكان قصيرا آدم شديد الأدمة، في أنفه فطس، وفضائله كثيرة، رضى اللَّه عنه [ (3) ] .

[ (1) ](الإصابة) : 8/ 291- 292، ترجمة رقم (12227)، (الاستيعاب) : 1953- 1956، ترجمة رقم (4203) .

[ (2) ](الإصابة) : 5/ 617- 618، ترجمة رقم (7449) .

[ (3) ] له ترجمة في: (جمهرة أنساب العرب) : 453- 54، (المستدرك) : 3/ 235- 241، (سير أعلام النبلاء) : 1/ 220، ترجمة رقم (36)، (طبقات ابن سعد) : 2/ 90- 91، (طبقات خليفة) : 6، (تاريخ خليفة) : 89، (التاريخ الكبير) : 3/ 390، (التاريخ الصغير) : 1/ 23، (الجرح والتعديل) : 3/ 559، (الاستيعاب) : 2/ 542- 547، ترجمة رقم (843) ،

ص: 307

وأسامة بن زيد بن حارثة الكلبي أبو زيد، وقيل أبو خارجة، وقيل أبو محمد، الحبّ ابن الحبّ، أمه أم أيمن بركة، مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكانت سنة يوم توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، وقيل: تسع عشرة، وقيل: ثمان عشرة، وسكن وادي القرى، وفرض له عمر خمسة آلاف، وتوفى سنة ثمان أو تسع وخمسين، وقيل سنة أربع وخمسين.

قال عبد الرازق: أخبرنا معمر عن الزهري قال: كان أسامة بن زيد يخاطب بالأمير حتى مات. يقولون بعثه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وقال عمر بن شيبة في كتاب (أخبار مكة) : حدثنا ابن لهيعة، [قال] :

أخبرنى أبو الأسود قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح، وأسامة بن زيد ردفه، وعليه حلة ذي يزن، عجبت قريش وقالوا: أسامة رديف الملك وعليه حلة ذي يزن، فقال أسامة: ما تعجبون من حلة ذي يزن، فو اللَّه لأنا خير منه، ولأبى خير من أبيه [ (1) ] .

[ () ](تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 202- 203، (تهذيب التهذيب) : 3/ 346- 347، ترجمة رقم (737)، (الإصابة) : 2/ 598- 602، ترجمة رقم (2892)، (خلاصة تذهيب الكمال) :

1/ 350، ترجمة رقم (248)، (أسماء الصحابة الرواة) : 245- 246، ترجمة رقم (345)، (الثقات) : 3/ 134، (تلقيح فهوم أهل الأثر) : 373، (صفة الصفوة) : 199- 201، ترجمة رقم (13) .

[ (1) ]

الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن سلام، عن عياض، قال: أهدى حكيم بن حزام للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الهدنة- حلة ذي يزن، اشتراها بثلاثمائة دينار، فردها وقال: لا أقبل هدية مشرك، فباعها حكيم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من اشتراها له. فلبسها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما رآه حكيم فيها قال:

ما ينظر الحكام بالفصل بعد ما

بدا سابق ذو غرّة وجحول

فكساها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، فرآها عليه حكيم فقال: بخ بخ يا أسامة! عليك حلة ذي يزن! فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قل له: وما يمنعني وأنا خير منه، وأبى خير من أبيه.

[الغرة: البياض يكون في وجه الفرس، والجحول: جمع جحل: وهو البياض يكون في قوائم الفرس] . (سير أعلام النبلاء)، ثم قال في هامشه: سنده على انقطاعه تالف، يزيد بن عياض: قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال: يحيى ليس بثقة، وقال على: ضعيف، ورماه مالك بالكذب، وقال النسائي وغيره:

متروك، وقال الدار قطنى: ضعيف.

ص: 308

وقال أبو بكر بن أبى شيبة: حدثنا شريك عن العباس بن دويح، عن البهي، عن عائشة قال:: عثر أسامة بعتبة الباب، فشج في وجهه، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أميطى عنه الأذى، فقذرته، فجعل يمص الدم ويمجّه عن وجهه [وقال:] ، لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه [ (1) ] .

وأبو رافع أسلم، وقيل إبراهيم وقيل: هرمز، [وقيل: ثابت] ، وأسلم أشهرها، كان قبطيا، وكان للعباس بن عبد المطلب، فوهبه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما بشّره بإظهار العباس إسلامه أعتقه.

وقال ابن وهب: أخبرنى عمرو بن الحارث [عن بكير بن][ (2) ] عبد اللَّه بن الأشج ليحدثه أن الحسن بن على بن أبى رافع أخبره عن أبيه، أنه أقبل بكتاب قريش إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فلما رأيته ألقى في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول اللَّه! إني واللَّه لا أرجع إليهم أبدا، فقال صلى الله عليه وسلم: إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع إليهم، فإن كان في قلبك الّذي في قلبك الآن فارجع،

قال: فرجعت إليهم، ثم أقبلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

[ (1) ] له ترجمة في (مسند أحمد) : 5/ 199، (طبقات ابن سعد) : 4/ 61- 72، طبقات خليفة:

6، 297، (تاريخ خليفة) : 100 و 226، (التاريخ الكبير) : 2/ 20، (المعارف) : 44- 45، 146، 166، (الجرح والتعديل) : 2/ 283، (المستدرك) : 3/ 596، (الاستيعاب) : 1/ 75- 77، ترجمة رقم (21)، (تهذيب التهذيب) : 1/ 182- 183، ترجمة رقم (391)، (الإصابة) : 1/ 49، ترجمة رقم (89)، (خلاصة تذهيب الكمال) : 1/ 66، ترجمة رقم (351)، (كنز العمال) : 13/ 270، (الوافي) : 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 313، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (زاد المعاد) : 1/ 114، (طبقات ابن سعد) : 1/ 114، (المواهب اللدنية) :

2/ 123.

[ (2) ] زيادة للسياق من (الإحسان) .

ص: 309

[فأسلمت][ (1) ] خرّجه ابن حبّان [ (2) ] .

وقال بكير: وأخبرنى أن أبا رافع كان قبطيا، وهو الّذي توجّه مع زيد بن حارثة من المدينة لحمل عيال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما هاجر، وهو الّذي عمل المنبر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أثل الغابة، وتزوج سلمى مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التي ورثها من أمه فولدت له عبيد اللَّه بن أبى رافع، كاتب على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه.

ورافع هو الّذي بشّر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بولادة إبراهيم عليه السلام، فوهب له غلاما، وهو الّذي توجّه مع رجل من الأنصار ليخطبا ميمونة بنت الحارث على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن إسحاق عن حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال أبو رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كنت غلاما للعباس، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، فكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه، فلما جاء مصاب أهل بدر

[ (1) ] زيادة للسياق من (الإحسان) .

[ (2) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 11/ 233، كتاب السير، باب الموادعة والمهادنة، ذكر الإخبار عن نفى جواز حبس الإمام أهل العهد وأصحاب بردهم في دار الإسلام، حديث رقم (4877)، وقال في هامشه: إسناده صحيح

وقوله: «لا أخيس العهد» ، قال الخطابي في (معالم السنن) : 2/ 317: معناه: لا أنقض العهد ولا أفسده من قولك: خاس الشيء في الوعاء: إذا فسد.

وفيه من الفقه: أن العقد يرعى مع الكافر كما يرعى مع المسلم، وأن الكافر إذا عقد لك عقد أمان، فقد وجب عليك أن تأمنه، وأن لا تغتاله في دم، ولا مال، ولا منفعة.

وقوله: «لا أحبس البرد» ، فقد يشبه أن يكون المعنى في ذلك: أن الرسالة تقتضي جوابا، والجواب لا يصل إلى المرسل إلا على لسان الرسول بعد انصرافه، فصار كأنه عقد له العهد مدة مجيئه ورجوعه، واللَّه تعالى أعلم. مختصرا من (المرجع السابق) .

ص: 310

وجدنا في أنفسنا عزاء وقوة، وكان ضعيفا أعمل الأقداح واجتهد في حجرة زمزم خشيت أنا أن أخسر أقداحى وعندي أم الفضل جالسة، وقد سررنا بما جاءنا من خبر أهل بدر، إذ قتل الفاسق أبو لهب، فجلس ووافى أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقال أبو لهب: إليّ يا ابن أخى، ما خبر الناس [ (1) ] ؟ فقال: ما هو إلا أن لقيناهم حتى منحناهم أكتافنا، ولقينا رجال [ (2) ] على خيل بلق، فقلت: تلك الملائكة، فلطمني أبو لهب لطمة شديدة، وثاورته [ (3) ] فضرب بى الأرض، فقالت له أم الفضل: أراك استضعفته إذ غاب سيده، وأخذت شيئا فشجّته [ (4) ] ، فقام ذليلا، فو اللَّه ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه اللَّه بالعدسة [ (5) ] فقتله، ولقد ترك حتى أبين، وعذل ابناه في ذلك، فصبا عليه الماء ومات، ودفن بأعلى مكة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه بها [من خلف الحائط][ (6) ] .

وقد شهد أبو رافع أحدا وما بعدها، وله عدة أحاديث، خرّج له الجماعة، ومات قبل قتل عثمان رضى اللَّه عنه بقليل، وقيل مات في خلافة

[ (1) ] في (ابن هشام) : «يا ابن أخى، أخبرنى كيف كان أمر الناس؟» .

[ (2) ] في (المرجع السابق) : «لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض» .

[ (3) ] ثاورته: وثبت إليه.

[ (4) ] في (المرجع السابق) : «فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته فلعت [شقّت] في رأسه شجة منكرة» .

[ (5) ] العدسة: قرحة كانت العرب تتشاءم بها، ويرون أنها تعدى أشدّ العدوي، فلما رمى بها أبو لهب تباعد عنه بنوه، فبقي ثلاثا لا تقرب جنازته، ولا يدفن، فلما خافوا السّبّه دفعوه بعود في حفرته، ثم قذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه.

وقال ابن إسحاق في رواية يونس: لم يحفروا له، ولكن أسند إلى الحائط، وقذفت عليه الحجارة من خلف الحائط

وروى: بئرة خطرة تخرج في الجسم تشبه الطاعون تقتل صاحبها سريعا. (سيرة ابن هشام) : 3/ 198 [هامش] .

[ (6) ] زيادة للسياق من (المرجع السابق) .

ص: 311

على رضى اللَّه عنه، وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن: حدثني عبيد اللَّه أن أبا رافع وهو رويفع، كان لسعيد بن العاص أبى أحيحة، فورثه عنه بنوه وهم ثمانية، وقبل عشرة، فأعتقهم كلهم إلا واحدا، يقال إنه خالد بن سعيد تمسك بنصيبه منه، وقد قيل إنما أعتق منهم ثلاثة، واستمسك بعض القوم بحقهم منه، فأتى رافع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستعينه على من لم يعتقه منهم، فكلمهم فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فوهبوه له فأعتقه.

وقيل: إن الّذي [تمسك بنصيبه] من أبى رافع هو خالد بن سعيد بن العاص وحده، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعتق إن شئت نصيبك، قال: ما أنا بفاعل، قال: فبعه قال: ولا، قال: فهبه لي، قال: ولا، قال: فأنت على حقك منه، فلبث ما شاء اللَّه، ثم أتى خالد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: قد وهبت ذلك بعد قبول الهبة [ (1) ] .

وكان رافع يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنه [ما][ (2) ] كان لسعيد بن العاس [إلا][ (2) ] سهما واحدا، فاشترى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك السهم فأعتقه. ويقال أبتاعه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويقال: لما ولى عمرو بن سعيد الأسدي المدينة، دعي رافعا، فلما أتاه قال: مولى من أنت؟ قال:

مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فضربه مائة سوط، ثم قال له: مولى من أنت؟ قال:

مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط أخرى، ثم قال له: مولى من أنت؟

قال: مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فضربه مائة سوط ثالثة، فلما رأى أنه لا يرفع عنه

[ (1) ] في (الاستيعاب) : ثم أتى خالد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: قد وهبت نصيبي منه لك يا رسول اللَّه، وإنما حملني على ما صنعته الغضب الّذي كان في نفسي، فأعتق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نصيبه ذلك بعد بعد قبول الهبة، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

[ (2) ] زيادة للسياق من المرجع السابق.

ص: 312

الضرب، قال له: مولى من أنت؟ قال مولاك [ (1) ] .

وقد جعل أبو عمر يوسف بن عبد البر رافعا هو أبو رافع، وذكر الاختلاف فيه، هل كان للعباس أو لسعيد بن العاص، وما في ملك سعيد من الاختلاف، ثم قال: وهذا اضطراب كبير في ملك سعيد بن العاص وولايته، ولا يثبت من جهة النقل [ (2) ] .

[وما روى أنه كان للعباس، فوهبه للنّبيّ صلى الله عليه وسلم أولى وأصح إن شاء اللَّه تعالى لأنهم قد أجمعوا أنه مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا يختلفون في ذلك، وعقب أبى رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند الناس، وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته، فولدت له عبيد اللَّه بن أبى رافع، وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدت معه خيبر، وكان عبيد اللَّه بن أبى رافع خازنا وكاتبا لعلى رضى اللَّه عنه، وشهد أبو رافع أحدا والخندق وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد بدرا، وإسلامه قبل بدر، إلا أنه كان مقيما بمكة، وكان قبطيا، ومات في خلافة عثمان رضى اللَّه عنه][ (3) ] .

[ (1) ] قال الحافظ في (الإصابة) فلما ولى عمرو بن سعيد المدينة، أرسل إلى البهي بن أبى رافع، فقال له:

من مولاك؟ قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فضربه مائة سوط، ثم قال له: من مولاك؟ فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط، فلما خاف أن يموت قال: أنا مولاكم، فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد ابن العاص مدحه البهي بن أبى رافع، وهجا عمرو بن سعيد، فهذا يبين أن صاحب هذه القصة غير أبى رافع والد عبد اللَّه بن أبى رافع، إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي (الإصابة) : 7/ 126.

[ (2) ](الاستيعاب) : 1/ 84.

[ (3) ] ما بين الحاصرتين مطموس في (خ) ، واستدركناه من (الاستيعاب) .

له ترجمة في: (سيرة ابن هشام) : 3/ 197، 5/ 20، (الاستيعاب) : 1/ 83- 85، ترجمة رقم (34) ، 4/ 1656- 1657، ترجمة رقم (2948)، (الإصابة) : 7/ 135- 136، ترجمة رقم (9880)، (مسند أحمد) : 6/ 8 و 390، (طبقات ابن سعد) : 4/ 73- 75، (المعارف) :

145-

146، (الجرح والتعديل) : 2/ 149، (المستدرك) : 3/ 690، 100- 101، ترجمة رقم (406)، (سير الإعلام) : 2/ 16- 17، ترجمة رقم (3)، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (المواهب اللدنية) : 2/ 123- 124، (الوافي) 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 313، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (زاد المعاد) : 1/ 114، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498.

ص: 313

وأبو أنسه [ (1) ] ، أبو مشرّح [ (2) ] ، من مولّدى السراة فأعتقه [ (3) ] ، وكان يحاذي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس، وهو مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان [يدعوه] بعضهم بأبي مسروح، وذكر فيمن شهد بدرا [ (4) ] ، وسماه بعضهم أبو أنسة، وأنه استشهد يوم بدر، ولم يعرف قاتله [ (5) ] .

وقال الواقدي: رأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر، وأنه قد شهد يوم أحد، وبقي بعد ذلك، وتوفّى في خلافة أبى بكر رضى اللَّه عنه [ (6) ] .

[و] أبو كبشة، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال العسكري: اسمه قيلاوس، وقال ابن حبان: يقال اسمه سلمة، ويقال: أوس، وهو الصحيح- انتهى.

[ (1) ] كذا في (خ)، وفي سائر المراجع:«أنسة» .

[ (2) ](زاد المعاد) .

[ (3) ](طبقات ابن سعد) .

[ (4) ] قال ابن هشام- وقد ذكر عدد إبل المسلمين يوم بدر-: قال ابن إسحاق: وكان حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة، وأبو كبشة، وأنسة، موليا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعتقبون بعيرا، ثم قال- وقد ذكر من حضر بدرا من المسلمين-: قال ابن إسحاق: وأنسة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأنسة حبشي.

[ (5) ] ذكره الديار بكرى في (تاريخ الخميس) ، فيمن شهد بدرا، وكذلك ابن هشام في (السيرة) .

[ (6) ] ذكره الواقدي في (المغازي) ، فيمن شهد سرية حمزة بن عبد المطلب، وفيمن شهد بدرا، وقال:

حدثني ابن أبى حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قتل أنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم ببدر. له ترجمة في: (مغازي الواقدي) : 1/ 9، 24، 46، 136، (سيرة ابن هشام) : 3/ 233، (تاريخ الخميس) : 1/ 396، (زاد المعاد) : 1/ 116 (عيون الأثر) : 2/ 314، (طبقات ابن سعد) : 1/ 497، (صفة الصفوة) : 1/ 77.

وفي ص 720 من النسخة (خ) ما نصه: أصل، ابن محمد مولى دنا عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق بن عبيد اللَّه بن أبى رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أصبغ بن خليل، أنه أخذ نسخة كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، كتاب من محمد رسول اللَّه لفتاه أسلم، إني أعتقتك للَّه عتقا مبتولا، اللَّه أعتقك، وله المن عليّ وعليك، وأنت حرّ لا سبيل لأحد عليك إلا سبيل الإسلام، وعصمة الإيمان، شهد على ذلك أبو بكر، وشهد عمر، وشهد عثمان، وشهد عليّ، وكتب معاوية بن أبى سفيان،

هكذا نقل هذا الخبر من خط الحاكم المستنصر باللَّه، وقال: وجدت على كتاب من كتب ابن عبد الملك بن أيمن فذكر بنصه.

ص: 314

وقيل اسمه سليم، كان من مولدي أرض دوس، وقيل: من مولدي مكة، وقيل: من فارس، ابتاعه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وشهد بدرا وما بعدها، ونزل لما هاجر على كلثوم بن الهدم، ويقال على سعد بن خيثمة [ (1) ] .

وتوفّي في أول يوم من خلافة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، [و] قيل:

يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، وقيل: مات سنة ثلاث عشرة، وذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الأولى [ (2) ] .

[ (1) ] قال ابن هشام- وقد ذكر منزل حمزة وزيد وأبى مرثد، وابنه، وأنسة وأبى كبشة-: قال ابن إسحاق: ونزل حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة، وأبو مرثد كنّاز بن حصن، قال ابن هشام:

ويقال: ابن حصين، وابنه مرثد الغنويان، حليف حمزة بن عبد المطلب، وأنسة، وأبو كبشة، موليا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، على كلثوم بن هدم، أخى بنى عمرو بن عوف بقباء، ويقال: بل نزلوا على سعد بن خيثمة.

ويقال: بل نزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة، أخى بنى النجار. كل ذلك يقال.

(سيرة ابن هشام) : 2/ 326- 327.

[ (2) ] قال أبو عمر في (الاستيعاب) : أبو كبشة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عقبة وابن إسحاق، توفى سنة ثلاث عشرة في اليوم الّذي استخلف فيه عمر بن الخطاب، وقد قيل: إن أبا كبشة هذا توفى سنة ثلاث وعشرين في العام الّذي ولد فيه عروة بن الزبير.

واختلف في السبب الّذي كانت كفار قريش من أجله تقول للنّبيّ: صلى الله عليه وسلم: ابن أبى كبشة، فقيل: إنه كان له جدّ من قبل أمه، وهو أبو قيلة. وقيلة أم وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهو من بنى غبشان من خزاعة، يدعى أبا كبشة، كان يعبد الشعرى، ولم يكن أحد من العرب يعبد الشعرى غيره، خالف العرب في ذلك، فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما كانت العرب عليه، قالوا: هذا ابن أبى كبشة.

وقد قيل: بل نسب إلى جدّ أبى أمه أمنة بنت وهب الزهرية، كان يدعى: أبا كبشة.

وقيل: إن عمرو بن زيد بن لبيد النجاري من بنى البخار، وهو والد سلمى أم عبد المطلب، كان يدعى أبا كبشة فنسب إليه.

وقيل: إن أباه من الرضاعة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي زوج حليمة السعدية، كان يدعى أبا كبشة، فنسبوه إليه. له ترجمة في:(الاستيعاب) : 4/ 1738، ترجمة رقم (3143)، (عيون الأثر) : 2/ 314، (زاد المعاد) : 1/ 114، (المستدرك) : 1/ 178، (سيرة ابن هشام) :

2/ 326- 327، (الوافي) : 1/ 87، (المواهب اللدنية) : 2/ 123.

ص: 315

وصالح بن عدي شقران، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف، فوهب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل اشتراه منه وأعتقه، وقيل:

ورثه من أبيه فأعتقه بعد بدر. وشهد بدرا وهو مملوك فاستعمله على الأسرى، ولم يسهم له، فأحذاه كل رجل له أسير، فأصاب أكثر مما أصابه رجل من القوم من القسم.

واستعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على جميع ما وجد في رحال أهل المريسيع من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء، وجمع الذرية ناحية، وسأل أهل المريسيع كيف وجدتم شقران؟ فقالوا: أشبع بطوننا، وشدّ وثاقنا، وأوصى به عند موته، وكان فيمن حضر غسله عند موته، ونزل في قبره صلى الله عليه وسلم.

ولأبى شقران يقول عمر رضى اللَّه عنه حين وجهه إلى أبى موسى الأشعري: وقد وجهت إليك عبد الرحمن بن صالح، الرجل الصالح شقران، فاعرف له مكان ابنه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتوفى شقران في خلافة عمر رضى اللَّه عنه [ (1) ] .

يسار مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، في غزاة قراره الكدر، لما انصرف وقد ظفر حتى إذا صلّى الصبح إذا هو بيسار فرآه يصلّى، فأمر القوم أن يقسموا غنائمهم،

فقالوا: يا رسول اللَّه، إن أقوى لنا أن نسوق النعم جميعا، فإن فينا من يضعف عن حقله الّذي يصير له، فقال صلى الله عليه وسلم: اقتسموا، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن كان أنابك العبد الّذي رأيته يصلّى، فنحن نعطيكه في

[ (1) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 2/ 735، ترجمة رقم (1233)، (الإصابة) : 3/ 351- 253، ترجمة رقم (3920)، (سيرة ابن هشام) : 6/ 83- 84، 87، (عيون الأثر) : 2/ 314، (زاد المعاد) : 1/ 115، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498، (الوافي) : 1/ 87، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (المواهب اللدنية) : 2/ 123، (مغازي الوافدى) : 105، 107، 115، 116، 153، 410، (صفة الصفوة) : 1/ 77.

ص: 316

سهمك، فقال: قد طبتم به نفسا؟ قالوا: نعم، فقبله وأعتقه،

وارتحل وقدم المدينة، فجعله في لقاحه يرعاها، فأغار عليها قوم من عرينة، ويقال: من عكل، فأخذوا يسارا فغرزوا الشوك في عينيه ولسانه، وقطعوا يديه ورجليه حتى مات، وأدخل المدينة ميتا، وهربوا بالسرح فأدركوا، وذلك في سنه ست [ (1) ]، وقال الكلبي: أصاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسارا في غزاة بنى ثعلبة بن سعد فأعتقه [ (2) ] .

[و] فضالة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يماني نزل الشام فولد بها. قاله الواقدي، وقال الهيثم: لم يكن لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مولى يقال له فضالة [ (3) ] .

[و] سفينة، واسمه مفلح، وقيل: مهران بن فرّوخ، وقيل: نجران، وقيل:

[ (1) ] وبلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الخبر، فبعث في أثرهم عشرين فارسا، واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري، فأدركوهم، فأحاطوا بهم وأسروهم، وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالغابة، فخرجوا بهم نحوه، فلقوه بالزّغابة بمجتمع السيول، وأمر بهم فقطعت أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، فصلبوا هناك، وأنزل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً [المائدة: 33] ، فلم يسمل بعد ذلك عينا، وكانت اللقاح خمس عشرة لقحة غزارا، فردّوها إلى المدينة، ففقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها لقحة تدعى الحناء، فسأل عنها، فقيل: نحروها. (طبقات ابن سعد) .

[ (2) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1581، ترجمة رقم (2803)، (طبقات ابن سعد) : 2/ 93، سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين، 2/ 119، سرية غالب بن عبد اللَّه الليثي إلى الميفعة، (مغازي الواقدي) : 2/ 568- 571، 726- 727، (الإصابة) : 6/ 681- 682، ترجمة رقم (9347)، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (المواهب اللدنية) : 2/ 123، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (الوافي) : 1/ 87.

[ (3) ] قال الحافظ في (الإصابة) : فضالة، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، من أهل اليمن، نقل جعفر المستغفري أنه نزل الشام، وأن أبا بكر محمد بن محمد بن حزم ذكره في موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عمر في (الاستيعاب) : نحو ذلك، وذكره محمد بن سعد في (الطبقات) عن الواقدي، وقال: نزل الشام فولده بها. له ترجمة في (الإصابة) : 5/ 374، ترجمة رقم (7003)، (الاستيعاب) : 3/ 1264، ترجمة رقم (2084)، (الوافي) : 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 314، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (تاريخ الخميس) : 2/ 179، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498.

ص: 317

قيس، وقيل: رومان، وقيل: رباح، وقيل: أحمد، وقيل: طهمان، وقيل:

سفينة بن مارفنة، ويقال: عمر أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو البختري [ (1) ] .

كان من مولدي الأعراب، وقيل: من أبناء دارين، مولى أم سلمة [رضى اللَّه عنها]، وقيل: مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعتقه عليه السلام، وقيل: أعتقته أم سلمة، واشترطت عليه خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ما عاش، وقيل: وهبته للنّبيّ عليه السلام فأعتقه [ (2) ] .

وخرّج الحاكم من حديث عبد الوارث بن سعيد، حدثنا سعيد بن جمهان، حدثني سفينة قال: قالت لي أم سلمة [رضى اللَّه عنها] : أعتقك واشترط عليك أن تخدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما عشت، قال: قلت: لو أنك لم تشترطى عليّ ما فارقت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما عشت، قال: فأعتقتني، واشترطت عليّ أن أخدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما عشت [ (3) ] .

وقال ابن عبد البر: مهران مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو غير سفينة عند أكثرهم،

وقال سعيد بن جمهان [ (4) ] عن سفينة: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

أبسط كساءك، فقال للقوم: أطرحوا أمتعتكم فيه، ثم قال: احمل فإنما

[ (1) ] قال الحافظ في (الإصابة) : سفينة، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قيل: كان اسمه مهران، وقيل: طهمان، وقيل: مروان، وقيل: نجران، وقيل رومان، وقيل: ذكوان، وقيل: كيسان، وقيل: سليمان، وقيل: سنة- بالمهملة والنون، وقيل: بالمعجمة- وقيل: أيمن، وقيل مرقنة، وقيل: أحمر، وقيل: أحمد، وقيل:

رباح، وقيل: مفلح، وقيل: عمير، وقيل: معتب، وقيل: قيس، وقيل: عبس، وقيل: عيسى، فهذه واحد وعشرون قولا، وكان أصله من فارس، فاشترته أم سلمة، ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم. (الإصابة) : 3/ 132.

[ (2) ] المرجع السابق.

[ (3) ](المستدرك) : 2/ 232، كتاب العتق، حديث رقم (2849/ 9)، وقال عنه الذهبي في (التلخيص) : صحيح، وفيه:«فأعتقتني واشترطت ذلك» ، 3/ 702، كتاب معرفة الصحابة، حديث رقم (6549/ 2147) ، وسكت عند الذهبي في (التخليص) .

[ (4) ] في (خ) : «جمهان» ، وما أثبتناه من (المستدرك) .

ص: 318

أنت سفينة، قال: فلو كان وقر بعير، أو بعيرين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة لحملته [ (1) ] .

وفي رواية: سماني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سفينة، وذلك أنى خرجت معه ومع أصحابه يمشون، فثقل عليهم متاعهم، فحملوه عليّ، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: احمل فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ وقر بعير ما ثقل عليّ، وكان يسكن بطن نخلة، مات بعد السبعين [ (2) ] .

[و] ثوبان بن بجدد، ويقال: ابن جحدر أبو عبد اللَّه، ويقال: أبو عبد الرحمن، من أهل السّراة، وهو موضع بين مكة واليمن. وقيل: إنه من حمير، وقيل: إنه حكمىّ من حكم بن سعد العشيرة، أصابه سبيا فاشتراه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأعتقه، ولم يزل معه حضرا وسفرا، إلى أن توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى الشام ونزل الرملة، ثم انتقل إلى حمص، وتوفى بها سنة أربع وخمسين، وله أحاديث، خرّج له مسلم وأصحاب السنن [ (3) ] .

[و] أنجشة العبد الأسود، وقيل كان حبشيا يكنى أبا حارثة، كان يسوق أو يقود بنساء النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، وكان حسن الحداء، وكانت الإبل تزيد في الحركة بحدائه، فقال له عليه السلام: رويدا يا أنجشة، رفقا بالقوارير يعنى النساء. عدّه البلاذري من موالي رسول

[ (1) ](الاستيعاب) : 2/ 684- 685، ترجمة رقم (1135) .

[ (2) ] سبق تخريج هذا الخبر مع الإشارة إلى ترجمة سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

[ (3) ] روى مائة حديث وثمانية وعشرين حديثا، ذكره ابن حزم، وقال البرقي: روى عنه نحو من خمسين حديثا، له ترجمة في (الاستيعاب) : 1/ 218، ترجمة رقم (282)، (الإصابة) : 1/ 413، ترجمة رقم (968)، (أسماء الصحابة الرواة) : 60، ترجمة رقم (34)، (الثقات) : 3/ 48، (الجرح والتعديل) : 2/ 469، (تهذيب التهذيب) : 2/ 28، ترجمة رقم (54)، (المواهب اللدنية) : 2/ 123، (الوافي) : 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 314، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498.

ص: 319

اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ] .

[و]

أبو لبابة، واسمه زيد بن المنذر من بنى قريظة، أبتاعه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو مكاتب فأعتقه، وهو الّذي روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«من قال أستغفر اللَّه الّذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه [غفرت له ذنوبه] ولو كان فرّ من الزحف» [ (2) ] أخرجه أبو داود [ (3) ] .

وابنه يسار بن زيد يروى عن أبيه زيد، وعنه ابنه بلال بن يسار، ذكر ابن حبان [أبا] لبابة هذا في موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عبد البر: أبو لبابة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مذكور في مواليه [ (4) ] .

وأبو لقيط، ذكره بعضهم في موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر: لا أعرفه [ (5) ] .

[ (1) ] له ترجمة في: (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (الوافي) : 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 314، (المواهب اللدنية) : 2/ 124، (الاستيعاب) : 1/ 140، ترجمة رقم (151)، (الإصابة) : 1/ 119- 120، ترجمة رقم (261) .

[ (2) ] قال الحافظ في (الإصابة) : المعروف أن الّذي روى الحديث المذكور هو زيد بن بولا، وما بين الحاصرتين تصويب للسياق منه.

[ (3) ]

(عون المعبود) : 4/ 266، تفريع أبواب الوتر، حديث رقم (1514)، ولفظه: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حفص بن عمر بن مرة الشنى، حدثني أبى عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار ابن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبى يحدثنيه عن جدي، أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:«من قال: أستغفر اللَّه الّذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. غفر له وإن كان قد فرّ من الزحف» .

[ (4) ] ولأبى لبابة ترجمة في: (الإصابة) : 7/ 350، ترجمة رقم (10466)، (الاستيعاب) : 4/ 1740، ترجمة رقم (3149)، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (الوافي) : 1/ 87، (عيون الأثر) :

2/ 314.

[ (5) ] كذا في (الاستيعاب) : 4/ 1742، ترجمة رقم (3152)، لكن قال الحافظ في (الإصابة) : أبو لقيط مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كان عبدا حبشيا أو نوبيا، بقي إلى زمن عمر رضى اللَّه عنه، وذكره محمد ابن حبيب في كتاب (المحبر) .

وقال جعفر المستغفري: كان عند الديوان في خلافة عمر رضى اللَّه عنه، له ترجمة في:(الإصابة)

ص: 320

[و] أبو مويهبة، وهو أبو موهبة، من مولدي مزينة، اشتراه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وشهد المريسيع، وكان يقود بعائشة رضى اللَّه عنها بعيرها، قال ابن عبد البر: لا يوقف له على اسم، حديثه حسن في استغفار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه [ (1) ] .

[و] مدعم، غلام النبي صلى الله عليه وسلم، من مولدي حمير، ويكنى أبا سلام، ويقال: إن أبا سلام غيره، وكان مدعم من هدية فروة بن عمرو الجذامىّ، ويقال: من هدية رفاعة بن زيد [بن وهب][ (2) ] الجذامي، أصابه سهم غرب بوادي القرى وهو يحط رحل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن عبد البر: مدعم العبد الأسود، خبره مشهور بخيبر، ويوم خيبر قتل شهيدا، قيل إنه كان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأن الّذي أهداه له رفاعة بن زيد بن وهب الجذامىّ، أصابه سهم غرب فقتله. حديثه عند مالك وغيره.

وقيل: إن العبد الأسود غير مدعم، كذا قال ابن عبد البر، وكلاهما قتل بخيبر.

وقال الواقدي في (مغازية) : وكان رجل أسود مع النبي صلى الله عليه وسلم يمسك دابته عند القتال، يقال له كركرة، فقتل يومئذ، يعنى يوم خيبر، فقيل: يا رسول اللَّه: استشهد كركرة، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه الآن ليحرق في النار على شملة غلّها.

[ () ] 7/ 352، ترجمة رقم (10470)، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 180.

[ (1) ] له ترجمة في (الاستيعاب) : 1764- 1765، ترجمة رقم (3196)، (الإصابة) : 7/ 393- 394، ترجمة رقم (10589)، (الثقات) : 3/ 452، (التاريخ الكبير) : 9/ 73، (الجرح والتعديل) : 9/ 444، (تعجيل المنفعة) : 522، (أسماء الصحابة الرواة) : 286، ترجمة رقم (422)، (الوافي) : 1/ 87، (تاريخ الخميس) : 2/ 187، (عيون الأثر) : 2/ 314، (صفة الصفوة) 1/ 78.

[ (2) ] زيادة للنسب من (الاستيعاب) .

ص: 321

وقال في مسير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى: فكان أبو هريرة يحدث قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى، وكان رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قد وهب لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبدا أسودا يقال له:

مدعم، وكان يرحل لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما نزلنا بوادي القرى، انتهينا إلى يهود وقد ضوى إليها ناس من العرب، فبينا مدعم يحط رحل النبي عليه السلام، وقد استقبلنا يهود بالرمي، حيث نزلنا، ولم نكن على تعبئة، وهم يصيحون في آطامهم.

فيقبل سهم غائر فأصاب مدعما فقتله، فقال الناس:

هنيئا له الجنة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كلا والّذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم يصبها المقسم تشتعل عليه نارا، فلما سمع بذلك الناس جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشراك [ (1) ] أو شراكين، فقال النبي عليه السلام: شراك [من نار] ، أو شراكان من نار.

فقد بين الواقدي أنهما اثنان، أحدهما كركرة، وهو الّذي قتل بخيبر، والآخر مدعم، وهو الّذي قتل بوادي القرى [ (2) ] .

وكركرة غلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البرّ: مدعم العبد الأسود، خبره مشهور بخيبر، ويوم خيبر قتل شهيدا، قيل إنه كان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

قال البلاذري: أهدى إليه فأعتقه، ويقال: مات على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مملوك [ (3) ] .

[ (1) ] الشراك: أحد سيور النعل التي على وجهها.

[ (2) ] له ترجمة في: (الإصابة) : 6/ 60- 61 ترجمة رقم (7861)، 709- 710 (الاستيعاب) : 4/ 1468، ترجمة رقم (2538) ، (مغازي الواقدي)، (الكامل في التاريخ) : 2/ 222، 312، (تاريخ الطبري) : 3/ 154، 171، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (المواهب اللدنية) : 2/ 123، (عيون الأثر) : 2/ 317، (تاريخ الخميس) : 2/ 179، (الوافي) : 1/ 87، (طبقات ابن سعد) :

1/ 498.

[ (3) ](الإصابة) : 5/ 587.

ص: 322

وقال البخاري في كتاب الجهاد من (الصحيح) : حدثنا على بن عبد اللَّه، حدثنا سفيان عن عمرو قال: كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له:

كركرة فمات، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هو في النار، فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءة قد غلها [ (1) ] .

وقد ذكر البخاري في كتاب [المغازي][ (2) ] ، في غزوة خيبر من عدة طرق عن أبى هريرة، أن مدعما قتل بوادي القرى [ (3) ] ، كما ذكر الواقدي [ (4) ] .

وذكره أبو داود أيضا في سننه [ (5) ] ، ولم يذكر أبو عمر بن عبد البر كركرة في كتاب (الأصحاب) ، وهو أحفظ الناس لصحيح البخاري، وأعرفهم ب (مغازي الواقدي) ، غير أن الإحاطة ممتنعة إلا على اللَّه الّذي أحاط بكل شيء علما. وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر كركرة في الموالي [ (6) ] .

[و] أبو ضمرة، وهو ابن ضميرة، قال البخاري: اسمه سعد الحميرىّ من آل ذي يزن. وقال أبو حاتم فيه: سعيد الحميرىّ، وقيل: اسمه روح بن

[ (1) ](فتح الباري) : 6/ 230- 231، كتاب الجهاد والسير باب (190) القليل من الغلول، حديث رقم (3074) ، وفي الحديث تحريم قليل الغلول وكثيره،

وقوله صلى الله عليه وسلم: «هو في النار» ،

أي يعذب على معصيته، أو المراد: هو في النار إن لم يعف عنه.

[ (2) ] في (خ) : «الإيمان والنذور» ، وصوبناه من (فتح الباري) .

[ (3) ](فتح الباري) : 7/ 620، كتاب المغازي، باب (39) ، غزوة خيبر، حديث رقم (4234) ، 11/ 625 كتاب الأيمان والنذور، باب (33) ، هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزرع والأمتعة، حديث رقم (6707) .

[ (4) ](مغازي الواقدي) : 681.

[ (5) ](عون المعبود) : 7/ 270- 271، كتاب الجهاد، باب (143) في تعظيم الغلول، حديث رقم (2708)، قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي.

[ (6) ] له ترجمة في: (الإصابة) : 5/ 587، ترجمة رقم (7405)، (الوافي) : 1/ 87، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 179.

ص: 323

سندرة، وقيل: روح بن شيرزاد، وقيل: سمه إسماعيل بن أبى أويس، والأول أصح.

وهو من العرب، ممن أفاء اللَّه على رسوله فأعتقهم، ثم خيّر أبا ضمرة أن يقيم معه أو يلحق بقومه، فاختار المقام، فكتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأهل بيته كتابا بأن يحفظهم كل من لقيهم من المسلمين، فذكروا أن لصوصا لقوا قوما منهم، فأخرجوا كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يعرضوا لهم.

ووفد حسين بن [عبد][ (1) ] اللَّه بن ضميرة على المهدي بن أبى جعفر المنصور، وجامعه بهذا الكتاب، فأخذه المهدي، وقبّله، ووضعه على عينيه، وأعطى حسينا ثلاثمائة دينار، ويقال: خمسمائة دينار [ (2) ] .

وقال ابن الكلبي: كان لعلى بن أبى طالب رضى اللَّه عنه غلام يكنى أبا ضمرة، وليس هو هذا [ (3) ] .

[و] رباح، أبو أيمن، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو أسود، كان يؤذن على النبي عليه السلام أحيانا إذا انفرد، وله ذكر في حديث الإيلاء، قال البلاذري: ثم صيّره مكان يسار حين قتل، وكان يقوم بأمر لقاحه عليه السلام [ (4) ] .

[ (1) ] في (خ) : «عبيد» ، وما أثبتناه من كتب السيرة.

[ (2) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1695، ترجمة رقم (3051)، (الإصابة) : 3/ 495، ترجمة رقم (4208 ز)، (الإصابة) : 7/ 226، ترجمة رقم (10154)، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 179، (الوافي) : 1/ 87، (المعارف) :148.

[ (3) ] قال ابن هشام- وقد ذكر سرية زيد بن حارثة إلى مدين-: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة نحو مدين، ومعه ضميرة مولى على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه، (سيرة ابن هشام) : 6/ 47- 48.

[ (4) ] له ترجمة في: (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 178، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (المواهب اللدنية) : 2/ 123، (طبقات ابن سعد) : 1/ 498، (الإصابة) : 2/ 452- 453، ترجمة رقم (2567)، (الوافي) : 1/ 87، (الاستيعاب) : 2/ 487، ترجمة رقم (747) .

ص: 324

[و] هشام، مولى النبي صلى الله عليه وسلم راوي حديث [ (1) ] : إن لي امرأة لا تدفع كفّ لامس [ (2) ] .

[و] أبو هند، قيل اسمه عبد اللَّه، مولى فروة بن عمرو البياضي، كان حجام النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه: إنما أبو هند [ (3) ] رجل من الأنصار فأنكحوا وأنكحوا إليه [يا بنى بياضة][ (4) ] ففعلوا، ولم يشهد بدرا، وشهد ما بعدها، ولقي النبي عليه السلام بعرق الظبية بحميت مملوء حيسا [ (5) ] .

قال البلاذري: وقال قوم: وهب بنو بياضة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولاء أبى هند [ (6) ] .

وأيمن بن عبيد بن عمرو بن بلال بن أبى الجرباء بن قيس بن مالك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم، وهو الجبليّ بن غنم بن عوف بن الخزرج، وهو أيمن بن أم أيمن، مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمه، عدّة ابن عساكر في موالي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

[ (1) ]

عن هشام مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا تمنع يد لامس، قال: طلقها، قال إنها تعجبني قال: فاستمتع بها.

[ (2) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1541، ترجمة رقم (2688)، (الإصابة) : 6/ 546، ترجمة رقم (8982)، (الوافي) : 1/ 87، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314.

[ (3) ] كذا في (خ)، وفي (الاستيعاب) :«امرؤ» .

[ (4) ] زيادة للسياق من (الاستيعاب) .

[ (5) ] قال ابن إسحاق- وقد ذكر غزوة بدر-: ولقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك الموضع، أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحميت مملوء حيسا. [الحيس السمن يخلط بالتمر والدقيق، ويعجن] . (سيرة ابن هشام) : 3/ 194.

[ (6) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1772، ترجمة رقم (3209)، (الإصابة) : 7/ 448، ترجمة رقم (10679)، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (الوافي) : 1/ 87.

ص: 325

قال فيه ابن عبد البر: أيمن بن عبيد الحبشي، ونسبه البلاذري كما ذكرنا، وثبت أيمن يوم حنين فيمن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن إسحاق في من استشهد يومئذ [ (1) ] .

وحنين، كان عبدا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم يخدمه، وإذا توضّأ أخرج وضوءه إلى أصحابه، وكانوا إما شربوه وإما مسحوا به، فحبس الوضوء فكان لا يخرج به إليهم، فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال [حنين][ (2) ] حبسته عندي فجعلته في جرّ، فإذا أعطشت شربته، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا؟.

ثم وهبه لعمه العباس رضى اللَّه عنه فأعتقه، وقد قيل: إنه مولى على بن أبى طالب [ (3) ] .

[و] ضميرة بن أبى ضميرة، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، له ولأبيه أبى ضمرة صحبة، ويروى أن ضميرة أصابه سبيا، فمرّ النبي عليه السلام بأمه وهي تبكى فقال: ما يبكيك؟ أضائقة أنت؟ أعارية أنت؟ فقالت: فرّق بيني وبين ابني، فابتاعه منه ببكر وقال: لا تفرق بين الوالدة وولدها، ثم أرسل إلى الّذي عنده ضميرة فدعاه، فابتاعه منه ببكر وأعتقه [ (4) ] .

[ (1) ] له ترجمة في: (سيرة ابن هشام) : 4/ 319، 5/ 111، 5/ 128، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (طبقات ابن سعد) : 1/ 497، (الاستيعاب) : 1/ 128- 129، ترجمة رقم (131)، (الإصابة) : 1/ 170- 171، ترجمة رقم (394)، (عيون الأثر) : 2/ 313.

[ (2) ] زيادة للسياق والبيان.

[ (3) ] له ترجمة في: (الوافي) : 1/ 87، (الإصابة) : 2/ 140- 141، ترجمة رقم (1875)، (الاستيعاب) : 1/ 412، ترجمة رقم (585)، (عيون الأثر) : 2/ 314.

[ (4) ]

رواه البخاري في (التاريخ) ، والحسين بن سفيان، من طريق ابن أبى ذئب، عن حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة، عن أبيه عن جده ضميرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بأمّ ضميرة وهي تبكى، فقال: ما يبكيك؟ قالت:

يا رسول اللَّه، فرّق بيني وبين ابني، فأرسل إلى الّذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر.

قال الحافظ في

ص: 326

وطهمان، وقيل: مهران، وقيل: ميمون، وقيل باذام، وقيل: كيسان، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، اختلف فيه على عطاء بن السائب، فقيل: كيسان، وقيل: مهران، وقيل: طهمان، وقيل: ذكوان، كل ذلك في حديث تحريم الصدقة على آل النبي عليه السلام [ (1) ] .

[ () ](الإصابة) : وللحديث شاهد عند ابن إسحاق بسند منقطع، وقد تابع ابن أبى ذئب أيضا إسماعيل ابن أبى أويس، وأخرجه محمد بن سعد، وأورده البغوي عنه عن إسماعيل بن أبى أويس، أخبرنى حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة بن أبى ضميرة، أن الكتاب الّذي كتبه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى ضمرة، فذكره كما تقدم.

ومن حديث ضميرة، ما أخرجه البغوي من رواية القعنبي عن حسين بن ضميرة، عن أبيه عن جده، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي اللَّه، أنكحنى فلانة، قال: ما معك تصدقها إياه؟ قال:

ما معى شيء، قال: لمن هذا الخاتم؟ قال: لي، قال: فأعطها إياه: فأنكحه.

وأنكح آخر على سورة البقرة، ولم يكن معه شيء.

أورده البغوي في ترجمة أبى ضميرة على ظاهر السياق، وإنما هو من رواية ضميرة، وقول القعنبي عن حسين بن ضميرة تجوّز فيه، فنسبه لجده وهو حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة، فالحديث لضميرة، لا لولده.

وزعم عبد الغنى المقدسي في (العمدة) ، أن ضميرة هذا هو اليتيم الّذي صلّى مع أنس لما صلّى النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم، قال: فقمت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا. له ترجمة في:(الإصابة) :

3/ 495- 496، ترجمة رقم (4208 ز)، (التاريخ الكبير) : 4/ 341- 342، ترجمة رقم (3060)، (الثقات) : 3/ 199، (الوافي) : 1/ 87.

[ (1) ]

ذكره ابن حبان في الصحابة، وروى البغوي والطبراني من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، قال: أوصى أبى بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت على فقالت:

حدثني مولى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان، أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تحل الصدقة لي ولا لأهل بيتي.

قال البغوي: وروى عن شريك، فقال: مهران، وقيل: ميمون، وقيل: باذام. قال الحافظ في (الإصابة) : قلت: وقيل أيضا: هرمز، وقيل: كيسان، وهي رواية جرير عن عطاء، وقيل: مهران، وهو أصحها، فإنّها رواية سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب في هذا الحديث. له ترجمة في:

(الإصابة) : 2/ 406- 407، ترجمة رقم (2441) ، 3/ 546، ترجمة رقم (4301)، (الثقات) : 3/ 199.

ص: 327

وعبيد، مولى النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه سليمان التيمي ولم يسمع منه، بينهما رجل، وله حديث هل كان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة غير المكتوبة، قال صلاة بين المغرب والعشاء، وحديث اللتين اغتابتا،

فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: قيئا، فقاءتا قيحا ودما ولحما عبيطا [ (1) ] ،

ويقال: فيه عبد بن عبد الغفار.

وقفيز [مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (2) ] .

ومأبور، القبطي الخصىّ، ابن عم مارية، أهداه المقوقس لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو ومارية، وسيرين، في أشياء غير ذلك، ويقال: اسمه سمهورس، أسلم بعد قدومه بالمدينة، ومات بها سنه ستين، ودفن بالبقيع، وقد شاخ، وهو

[ (1) ] قال ابن حبان: له صحبه، وذكره ابن السكن في الصحابة وقال: لم يثبت حديثه. وقال البلاذري:

يقال إنه كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مولى يقال له عبيد، روى عنه حديثين، وقال ابن أبى حاتم، عن أبيه:

مرسل، وتبع في ذلك البخاري كعادته.

وقال أحمد: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن عبيد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة؟ قال: نعم، بين المغرب والعشاء.

وأخرج أيضا هو وابن السكن، من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، سمعت رجلا يحدث في مجلس أبى عثمان، عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فجلستا تغتابان

الحديث، واللحم العبيط: غير النضيج.

وأخرجه ابن أبى خيثمة، وأبو يعلى، من رواية حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر بينهما أحدا.

قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) : لم يسمع سليمان من عبيد بينهما رجل. له ترجمة في:

(الإصابة) : 4/ 421- 422، ترجمة رقم (5373 ز)، (الثقات) : 3/ 284، (الاستيعاب) : 3/ 1020، ترجمة رقم (1747)، (لسان العرب) : 7/ 347.

[ (2) ] ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج هو وأبو عوانة، من طريق زهير بن محمد، عن أبى بكر بن عبيد اللَّه بن أنس، قال: كان للنّبيّ صلى الله عليه وسلم غلام اسمه قفيز. وأخرجه ابن مندة، وقال: تفرد به محمد بن سليمان الحراني عن زهير.

قال الحافظ في (الإصابة) : وهو ضعيف، وفي شيخه مقال، وهو من زيادات أبى عوانة، عن مسلم، وقد ضبطه عبد الغنى بن سعيد بقاف وفاء آخره زاي بوزن عظيم ترجمته في (الإصابة) : 5/ 453، ترجمة رقم (7135)، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 179.

ص: 328

الّذي كان يتّهم بمارية، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يضرب عنقه، فوجد مجبوب الذكر [ليس له ذكر] ، فكف عنه، ومن حينئذ عرف أنه خصىّ [ (1) ] .

ونافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، له حديث: لا يدخل الجنة شيخ زان ولا مستكبر ولا منان على اللَّه بعمله،

روى عنه خالد بن أبى أمية [ (2) ] .

وأبو بكرة، نفيع بن مسروح، ويقال: نفيع بن الحارث بن كلده بن عمرو ابن علاج بن أبى سلمة بن عبد العزى بن عبد عوف بن قسى، وهو ثقيف، وأمه سمية جارية الحارث بن كلده، وكان من عبيد الحارث، وهو أخو زياد بن أبيه لأمه سمية، وكان أبو بكرة يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويأبى أن ينتسب ويقول: أنا من إخوانكم في الدين، فإن أبى الناس إلا أن ينسبونى، فأنا نفيع بن مسروح، وأرادوه على الدعوى فأبى، وقال لبنيه عند الموت: أبى مسروح الحبشي.

ويقال: إن سمية كانت من أهل زندورد من كسكر، يقال لها يا سيج، سرقها الكوّاء اليشكربى، أبو عبد اللَّه بن الكوّاء فخرج إلى الطائف فأتى الحارث بن كلدة، وكان طبيب العرب، فداواه فبرأ، فوهب له سمية.

ويقال إنها كانت أمة لدهقان الأبلّة، فقدم الحارث الأبلة، فعالج ذلك

[ (1) ](الإصابة) : 5/ 699- 702، ترجمة رقم (7587)، (المواهب اللدنية) : 2/ 124، (صفة الصفوة) : 1/ 78.

[ (2) ] أخرجه البخاري ومطين، والحسن بن سفيان، والبغوي، وابن أبى داود، وابن السكن، وابن شاهين، والطبراني، وابن مندة، من طريق أبى سعيد الأشج، عن عقبة بن خالد، عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبى أمية، فذكر الحديث مثله، لكن فيه تقديم وتأخير قال البغوي: ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الصباح بن يحيى، عن خالد بن أمية.

ص: 329

الدهقان، فوهبها له، فقدم بها الطائف ووقع عليها، فولدت له على فراشه غلاما سماه نافعا، ثم وقع عليها فجاءته بنفيع، وهو أبو بكرة، وكان أسودا، فقال الحارث: واللَّه ما هذا بابني، ولا كان في آبائي أسود، فقيل له:

إن جاريتك ذات ريبة لا تدفع كف لامس، فنسب أبو بكرة إلى مسروح غلام الحارث بن كلدة، ونفى نافعا بسبب أبى بكرة.

ثم إن الحارث تزوج صفية بنت عبيد بن أسيد بن علاج الثقفي، ومهرها سمية، فزوّجتها صفية عبدا لها روميا يقال له عبيد فولدت منه زيادا فأعتقته صفية، فلما غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الطائف قال: من خرج إليّ فهو حرّ، فوثب نفيع الجدار فخرج إليه هو وآخر فأعتقهما فكانا مواليه.

ويقال: إنه تدلى من سور الطائف ببكر، ونزل إلى النبي عليه السلام، فكناه أبا بكرة، فغلبت عليه كنيته، وخشي الحارث بن كلدة أن يفعل نافع مثل ما فعل أبو بكرة، فقال له: أبى أنت وشبيهي فلا تفعل كما فعل العبد الخبيث، فأثبت نسب نافع يومئذ.

وروى أن رقيقا من رقيق ثقيف دعاهم أبو بكرة، إلى الإسلام فأسلموا، وبعثوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستأمرونه في قتال ثقيف في الحصن ويعلمونه أنهم قد أسلموا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرسولهم: كم هم؟ فقال: ثمانون، فقال: إني أخاف عليهم أن يقتلوا، ولكن ليخرجوا إلينا، فيدلى منهم أربعون رجلا أو أكثر، ونذرت ثقيف بالباقين فحبسوهم، فأعتق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذين نزلوا إليه.

وقال الواقدي: كانوا تسعة عشر فيهم الأزرق، وكان عبدا روميا حدّادا، وتدلى أبو بكرة من الحصن على بكرة، فقال له النبي عليه السلام: كيف جئت؟ قال: تدلّيت على بكرة، فقال: أنت أبو بكرة

ص: 330

ويقال: كان يعرف بالطائف بأبي بكرة، لأنه كانت له بكرة يعلفها ويركبها، وكان عتبة بن غزوان [ (1) ] قد تزوج أردة بنت الحارث بن كلدة [ (2) ] ، من صفية بنت عبيد، فلما استعمل عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه عتبة بن غزوان على البصرة، قدم معه نافع وأبو بكرة وزياد البصرة بذلك السبب، فسكن أبو بكرة البصرة، وبها مات سنة إحدى وخمسين، وهو ممن شهد على المغيرة بن شعبة أنه زنى بأم جميل بنت محجن بن الأفقم، فجلده عمر رضى اللَّه عنه، وهو ممن اعتزل الحسن بن على، وهو من فضلاء الصحابة وعبّادهم، وله ولأولاده أخبار كثيرة [ (3) ] .

وواقد، ويقال: أبو واقد، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم روى عنه زاذان قوله: من أطاع اللَّه فقد ذكره، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، ومن عصى

[ (1) ] هو عقبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نشيب بن وهيب بن وهب بن يزيد بن سالم بن عبد عوف ابن الحارث بن مازن بن منصور، بدريّ أحدىّ، من المهاجرين الأولين، وهو الّذي بنى البصرة لعمر بن الخطاب رضى اللَّه تعالى عنهما، وهو أول أمير ملكها. (جمهرة أنساب العرب) .

[ (2) ] أردة بنت الحارث بن كلدة الثقفي: زوج عتبة بن غزوان، ذكرها البلاذري وغيره، وقالوا: إنها كانت مع عتبة بالبصرة، وهو أمير عليها، ومن أجلها قدم أبو بكرة وأخويه من أمه: نافع وزياد (الإصابة) .

[ (3) ] له ترجمة في: (مغازي الوافدى) : 3/ 931- 932، (الكامل في التاريخ) : 3/ 443، 489، (تاريخ الطبري) : 3/ 595، 4/ 69، 72، 83، 5/ 167، 169، 292، (الإصابة) : 6/ 467- 468، ترجمة رقم (8799) ، 7/ 46، ترجمة رقم (9626)، (الاستيعاب) : 1614- 1615، ترجمة رقم (2877)، (المواهب اللدنية) : 2/ 124 (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 77- 78 (عيون الأثر) : 2/ 314.

قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا نافع، إنك سيصيبك بعدي خصاصة [الخصاصة: الفقر] ، فاذكر شأنك للناس يرحموك، قال: وسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة شيخ زان

الحديث، وزاد:

ولا مدمن خمر، ولا عاق لوالديه، ولم يذكر قوله: ولا منان على اللَّه بعمله.

(الإصابة) : 6/ 414، ترجمة رقم (8674)، (عيون الأثر) : 2/ 314.

ص: 331

اللَّه فلم يذكره، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن [ (1) ] .

وهرمز، شهد بدرا مملوكا [ (2) ] .

وأبو الحمراء، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قيل: اسمه هلال بن الحارث، وقيل هلال بن ظفر السّلمى، أصابه سبيا، وخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بحمص، له حديث أنه كان يمر ببيت فاطمة وعلى رضى اللَّه عنهما فيقول: السلام عليكم [ (3) ] أهل البيت الحديث [ (4) ] .

وأبو سلمى، ويقال: أبو سلام، وقيل: اسمه حريث روى عنه أبو سلام الأسود الحبشي، ويعد في الشاميين، وبعضهم يعده في الكوفيين، وقد اختلف في حديثه على أبى سلام الأسود.

[ (1) ]

ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، والطبراني في معجمه، وأخرجا من طريق زاذان، عن واقد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، ومن عصى اللَّه فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن.

له ترجمة في: (الإستيعاب) : 4/ 1551، ترجمة رقم (2715)، (الإصابة) : 6/ 595- 596، ترجمة رقم (9104)، (عيون الأثر) : 2/ 314، (الوافي) : 1/ 87، (المواهب اللدنية) : 2/ 124، (صفة الصفوة) : 1/ 78.

[ (2) ]

قال الثوري، عن عطاء بن السائب، قال: أتيت أم كلثوم بنت عليّ بشيء من الصدقة فردّتها، وقالت: حدثني مولى للنّبيّ صلى الله عليه وسلم يقال له مهران أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم. أخرجه أحمد، والبغوي، وابن شاهين، من طريق الثوري. وقال البخاري، عن أبى نعيم، عن سفيان: يقال له مهران أو ميمون، وقال حماد بن زيد عن عطاء: كسان، أو هرمز، وفي اسمه اختلاف.

له ترجمة في: (الإصابة) : 5/ 630، ترجمة رقم (7478) ، (7479) ، 6/ 232، ترجمة رقم (8268) ، 6/ 534، ترجمة رقم (8954)، (عيون الأثر) : 2/ 314.

[ (3) ] في (خ)«عليك» وما أثبتناه أجو للسياق.

[ (4) ]

هلال بن الحمراء، حديثه عند أبى إسحاق السبيعي، عن أبى داود القاصّ، عن أبى الحمراء، قال: أقمت بالمدينة شهرا، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأتى منزل فاطمة وعليّ كل غداة فيقول: الصلاة الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

له ترجمة في: (الاستيعاب) :

4/ 1542، ترجمة رقم (2691)، (الإصابة) : 6/ 584- 585، ترجمة رقم (9079) ، 7/ 94، ترجمة رقم (9783) .

ص: 332

وذكر أبو عمر بن عبد البر، أن أبا سلمى راعى النبي عليه السلام، ثم ذكر أبا سلمى آخر غيره، وقال مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا أدرى أهو راعى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره، أم غيره [ (1) ] .

وأبو صفية، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كان من المهاجرين [و] كان يوضع له نطع، ويجاء بزنبيل فيه حصا فيسبح به إلى نصف النهار [و] ويقال: اسمه عبيد [ (2) ] .

وأبو عبيد، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويقال: - خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (3) ] ،

[ (1) ] أبو سلمى، راعى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قيل:

اسمه حريث، من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: بخ بخ [الخمس] كلمات ما أثقلهن في الميزان: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه،

روى عنه أبو سلام الأسود الحبشي.

قال: رأيته في مسجد الكوفة، يعدّ أبو سلمى هذا في الشاميين، لأن حديثه هذا شامي، وبعضهم يعده في الكوفيين، وقد اختلف في حديثه هذا على أبى سلام الأسود. (الاستيعاب) : 4/ 1683، ترجمة رقم (3015)، (الإصابة) : 7/ 185- 186، ترجمة رقم (10039) .

[ (2) ] أبو صفية مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال البخاري: عداده في المهاجرين، وأخرجه من طريق المعلى بن عبد الرحمن، سمعت يونس بن عبيد يقول لأمه: ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية- وكان من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بالنوى.

تابعه عبد الواحد بن زيد، عن يونس بن عبيد عن أمه، قالت: رأيت أبا صفية رجلا من المهاجرين يسبح بالنوى. أخرجه البغوي.

وأخرج من وجه آخر عن أبى بن كعب، عن أبى صفية، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع، ويؤتى بحصى فيسبح به إلى نصف النهار فإذا صلّى الأولى ورجع أتى به فيسبح حتى يمسى.

(الإصابة) : 7/ 222، ترجمة رقم (10141)، (الاستيعاب) : 4/ 1693، ترجمة رقم (3048) .

[ (3) ] أبو عبيد، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وأخرج حديثه الترمذي في الشمائل، والدارميّ من طريق شهر بن حوشب عنه، قال: طبخت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم قدرا، وكان يعجبه الذراع

الحديث، ورجاله رجال الصحيح، إلا شهر بن حوشب.

قال البغوي: له صحبة، حدثني عباس، عن يحيى بن معين، قال: أبو عبيد الّذي روى عنه شهر، هو من الصحابة.

ص: 333

قال ابن عبد البر [ (1) ] : لم أقف على اسمه، له رواية من حديثه،

أنه كان يطبخ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما فقال له: ناولني الذراع

الحديث خرجه الإمام أحمد [ (2) ] .

وأبو عسيب، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، له صحبة، وسمّاه بعضهم: أحمر، له حديث: الطاعون شهادة، وكان يخضب لحيته ورأسه، ويواصل بين ثلاث في الصيام، ويصلّى الضحى، ويصوم البيض [ (3) ] ، وكان في سريره

[ (1) ]

أبو عبيد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويقال: خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لا أقف على اسمه، وله رواية، من حديثه أنه كان يطبخ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما فقال له: ناولني الذراع

الحديث.

[ (2) ](مسند أحمد) : 4/ 535- 536،

حديث أبى عبيد رضى اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (15537) : حدثنا عبد اللَّه، حدثني أبى، حدثنا عفان، حدثنا أبان العطار، حدثنا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبى عبيد «أنه طبخ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قدرا فيه لحم، فقال رسول اللَّه ناولني ذراعها، فناولته، فقال: ناولني ذراعها، فناولته، فقاله: ناولني ذراعها، فقال: يا نبي اللَّه: كم للشاة من ذراع؟ قال: والّذي نفسي بيده لو سكت لأعطتك ذراعاً ما دعوت» ، (سنن الدارميّ) : 1/ 22، باب ما أكرم به النبي صلى الله عليه وسلم في بركة طعامه، (دلائل أبى نعيم) : 2/ 436،

ذكر الأخبار التي أخرجتها أسلافنا في جملة دلائله صلى الله عليه وسلم، قصة أذرع وأكتاف الشاة، حديث رقم (346)، (الشمائل المحمدية) :

141، حديث رقم (170) ، وقال في هامشه، وفي سنده ضعف، فرجاله ثقات، غير شهرين حوشب فهو ضعيف، وقال عنه الحافظ: «صدوق كثير الإرسال والأوهام، وللحديث شواهد لصحة هذه القصة إن شاء اللَّه تعالى، وأبو عبيد هو مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، (الاستيعاب) : 4/ 1709، ترجمة رقم (3076)، (الإصابة) : 7/ 269، ترجمة رقم (10224) .

[ (3) ] قال في (الاستيعاب) : أبو عسيب مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، له صحبة ورواية، أسند عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثين: أحدهما في الحمى والطاعون.

روى عنه مسلم بن عبيد أبو نصيرة، وقال القاسم بن حمزة: رأيت أبا عسيب خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخضب لحيته ورأسه. قيل: اسم أبى عسيب: أحمر.

وقال الحافظ في (الإصابة) : أبو عسيب مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مشهور بكنيته، وقد تقدم ذكر من قال في أحمر أنه اسمه وذكر من قال إنه سفينة مولى أم سلمة، والراجح أنه غيره.

وأخرج حديثه أحمد، والحارث بن أبى أسامة، والطبراني، والحاكم أبو أحمد، من طريق يزيد بن هارون، عن مسلم بن عبيد، عنه في الحمى والطاعون. ووقع عند الحاكم، عن مسلم بن عبيدة، عن أبى بصير بإثبات الهاء في عبيدة، دون بصير، والأول الصواب.

وأخرج له ابن مندة حديثا آخر من رواية حشرج بن نباتة، عن أبى بصير، وإسناده حسن.

ص: 334

جلجل [ (1) ] فإذا حركه جاءت إليه ابنته ميمونة [ (2) ] .

وذكوان، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، حديثه عند عطاء بن السائب، عن بعض بنات عليّ، عن طهمان أو ذكوان- على الشك-[مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أنه حدثها قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

الحديث] [ (3) ] .

[ (1) ] الجلجل: الجرس ونحوه.

[ (2) ] ميمونة بنت أبى عسيب، ويقال: عنبسة، جزم بالأول أبو نعيم، وبالثاني أبو عمر، فقال: ميمونة بنت أبى عنبسة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، روت عنه في الدعاء.

وقال ابن مندة: ميمونة بنت عنبسة، ويقال: بنت أبى عنبسة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم،

روى حديثها مشجع ابن مصعب، عن ربيعة بن يزيد، عن منبه، عن ميمونة بنت أبى عنبسة، أن امرأة من حريش أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا عائشة: أغيثينى بدعوة من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تطمننى، فقال: ضعى يدك اليمين على فؤادك فامسحيه، وقولي: اللَّهمّ داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغثنى بفضلك عمن سواك.

قال ربيعة: فدعوت به فوجدته جيدا، ووصله أبو نعيم من هذا الوجه، وقال: ميمونة بنت أبى عسيب. (الاستيعاب) : 4/ 1715، ترجمة رقم (3092) ، 4/ 1919، ترجمة رقم (4102)، (الإصابة) : 7/ 275، ترجمة رقم (10247) ، 8/ 132- 133، ترجمة رقم (11785) .

[ (3) ]

قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا ذكوان، أو يا طهمان- شكّ المحدّث- إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وإن مولى القوم من أنفسهم.

وروى البغوي، والطبراني من طريق شريك عن عطاء بن السائب، قال: أوصى أبى بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت على- فقالت: حدثني مولى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقال له: طهمان، أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تحل الصدقة لي ولا لأهل بيتي.

قال البغوي: وروى عن شريك، قال: مهران، وقيل: ميمون، وقيل: باذام، ولا أدرى أيهما الصواب.

قال الحافظ في (الإصابة) : وقيل فيه أيضا: هومز، وقيل: كيسان، وهي رواية جرير عن عطاء، وقيل:

مهران، وهو أصحها، فإنّها رواية سفيان الثوري عن عطاء بن السائب في هذا الحديث.

(الاستيعاب) : 2/ 467، ترجمة رقم (712)، (الإصابة) : 2/ 406- 407، ترجمة رقم (2441)، (الثقات) : 3/ 121، وما بين الحاصرتين تصويب من (الاستيعاب) .

ص: 335

[و] زيد، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حديثه في الاستغفار [ (1) ] ، يرويه عنه ابنه يسار بن زيد، خرّجه أبو داود والترمذي، ويروى عن يسار بن زيد ابنه بلال [ (2) ] .

وزيد بن بولا، [مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (3) ] .

وسابق، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، عدّه ابن عساكر في الموالي، وقال ابن عبد البر: روى عنه حديث واحد من حديث الكوفيين، اختلف فيه شعبة ومسعر، والصحيح فيه عنهما ما رواه هيثم وغيره، عن أبى عقيل عن سابق ابن ناجية، عن أبى سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم [ (4) ] .

قال: ولا يصح سابق في الصحابة، قلت: هذا الحديث الّذي ذكره أبو عمر بن عبد البرّ، خرّجه أبو داود، وابن ماجة، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) : من قال حين يصبح ويمسى ثلاثا: رضيت باللَّه ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، كان حقا على اللَّه أن يرضيه يوم القيامة. رواه هاشم بن بلال

[ (1) ] في (خ) : «الاستسقاء» ، وما أثبتناه من (الاستيعاب) .

[ (2) ] زيد أبو يسار، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، سمع النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار، روى حديثه ابنه يسار بن زيد، وليسار بن زيد ابن يسمى بلالا،

روى عن أبيه يسار، عن جده زيد، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال استغفر اللَّه الّذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له.

قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حفص بن عمر الشّنى، حدثني أبى، عن عمرو بن مرة، سمعت بلال بن يسار، (الاستيعاب) : 2/ 559- 560، ترجمة رقم (863) .

[ (3) ] زيد بن بولا مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أبو يسار، له حديث عند أبى داود والترمذي، من رواية ولده بلال ابن يسار بن زيد: حدثني أبى عن جدي، ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا- بالموحدة- وقال غيره:

اسمه زيد. وقال ابن شاهين: كان نوبيا، أصابه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى ثعلبة، فأعتقه. (الإصابة) :

2/ 592، ترجمة رقم (2881 ز) ، 625، ترجمة رقم (2949) .

[ (4) ] له ترجمة في: (الثقات) : 6/ 433، (تهذيب التهذيب) : 3/ 372، ترجمة رقم (797)، (الاستيعاب) : 2/ 682، ترجمة رقم (1128)، (الإصابة) : 3/ 274، ترجمة رقم (3732) .

ص: 336

قاضى واسط، عن سابق بن ناجية عن أبى سلام [ (1) ] .

وسلمان الفارسيّ، أبو عبد اللَّه، يقال: مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويعرف بسلمان الخير، أصله من فارس، ثم من رامهرمز [ (2) ] من قرية يقال لها:

[ (1) ]

(جامع الأصول) : 4/ 243- 244، حديث رقم (2225) ولفظه:

قال: قلت لأنس حدثني حديثا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: سمعته يقول: «من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، كان حقا على اللَّه أن يرضيه يوم القيامة. [هذه الرواية أخرجها رزين كما قال المصنف، ورواها بنحوها ابن ماجة رقم (3870) في الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، من حديث مسعر عن أبى عقيل، عن سابق عن أبى سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بلفظ ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسى وحين يصبح: رضيت باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، إلا كان حقا على اللَّه أن يرضيه يوم القيامة، وهو حديث حسين] .

وفي رواية: أنه كان بحمص، فمر به رجل، فقالوا: هذا خادم النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لم تتداوله بينك وبينه رجال، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:

وذكر الحديث، ولم يذكر يوم القيامة،

أخرج الرواية الثانية أبو داود، والأولى رزين. [رواه أبو داود رقم (5072) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، وفي سنده سابق بن ناجية، لم يوثقه غير ابن حبان، ولكن يشهد له حديث ثوبان الّذي بعده، فهو به حسن، ورواه أيضا النسائي، وابن أبى شيبة في (المصنف) : 6/ 36، حديث رقم (29272)، والحاكم في (المستدرك) : 1/ 518، حديث رقم (1905/ 105) ، وغيرهم.

قوله: «لم تتداوله» ، التداول: الاستعمال والمباشرة، والمراد: لم تأخذه عن أحد، وإنما ترويه أنت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.

[ (2) ] رام بالفارسية: المراد والمقصود، وهرمز: أحد الأكاسرة، فكأن هذه اللفظة مركبة: معناها: مقصود هرمز، أو مراد هرمز، وقال حمزة: رامهرمز اسم مختصر من رامهرمز أردشير، وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، والعامة يسمونها رامز، كسلا منهم عن تتمة اللفظة بكمالها واختصارها، ورامهرمز من بين مدن خوزستان تجمع النخل والجوز والأترج، وليس ذلك يجتمع بغيرها من مدن خوزستان، [وردت في حديث سلمان الفارسي رضى اللَّه عنه، يقول: أنا من رامهرمز] . (معجم البلدان) : 3/ 19، موضع رقم (5315) .

ص: 337

جىّ [ (1) ] ، وقيل من أصبهان [ (2) ]، وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان ابن الإسلام، من بنى آدم.

وله خبر طويل في إسلامه، حاصله أنه كان يطلب دين اللَّه، ويتبع من يرجو ذلك عنده، فدان بالنصرانية، وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذلك على مشقات نالته، وتداوله في ذلك بضعة عشر رتا [ (3) ] ، من رت [ (3) ] إلى رت [ (3) ] حتى أفضى إلى النبي عليه السلام، فاشتراه من قوم يهود.

روى ابن عبد البر من طريق على بن المديني، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثنا عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه: أن سلمان أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصدقة فقال: هذه صدقة عليك وعلى أصحابك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا سلمان! إنّا لا تحل لنا الصدقة، فدفعها، ثم جاءه من الغد بمثلها فقال: هذه هدية لك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: كلوا.

ثم اشترى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سلمان بكذا وكذا درهما من يهود على أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل يقوم عليه حتى يدرك، قال: فغرس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النخل كله إلا نخلة غرسها عمر، فأطعم النخل كله إلا النخلة التي غرس عمر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من غرس هذه النخلة؟ قالوا: عمر، قال:

فقطعها، وغرسها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأطعمت من عامها.

[ (1) ] جىّ بالفتح ثم التشديد: اسم مدينة ناحية أصبهان القديمة، (المرجع السابق) : 2/ 235، موضع رقم (3425) .

[ (2) ] أصبهان: مدينة عظيمة مشهورة، من أعلام المدن وأعيانها، ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حدّ الاقتصاد إلى غاية الإسراف (المرجع السابق) : 1/ 2444، موضع رقم (729) .

[ (3) ] الرّت: الرئيس من الرجال في الشرف والعطاء، وجمعه رتوت، وهؤلاء رتوت البلد. (لسان العرب) :

2/ 34.

ص: 338

وصحح الحاكم أن أبا بكر [رضى اللَّه عنه] اشترى سلمان فأعتقه، وشهد سلمان الخندق وما بعدها، وعمل لعمر رضى اللَّه عنه على المدائن، وتوفى سنة خمس وثلاثين، وقيل أول سنة ست وثلاثين، وكان يعمل الحوض بيده، ويعيش منه ويتصدق بعطائه، وكان خيّرا، فاضلا، عالما، زاهدا، متعففا، ولا يقبل من أحد شيئا، وفضائله كثيرة، رضى اللَّه عنه [ (1) ] .

وجبر، [مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم] قال الواقدي: وحدثني شيخ من خزاعة، عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان لبني عبد الدار غلام يقال له: جبر، وكان يهوديا، فسمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، يقرأ سورة يوسف [عليه السلام] ، فعرف الّذي ذكر في ذلك، فاطمأن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأخبر أهله بإسلامه، فعذبوه أشد العذاب حتى قال لهم الّذي يريدون، فلما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه، فأعطاه ثمنه فاشترى نفسه، فأعتق واستغنى، ونكح امرأة يقال لها شرف [ (2) ] .

[ (1) ] له ترجمة في: (الاستيعاب) : 2/ 634- 638، ترجمة رقم (1014)، (والإصابة) : 3/ 141- 142، ترجمة رقم (3359)، (سيرة ابن هشام) : 1/ 192، 2/ 41- 42، 44، 45- 49، 3/ 38، 4/ 176، 182، (المستدرك) : 3/ 691- 699.

[ (2) ] في (الاستيعاب) : «وتزوج امرأة ذات شرف في بنى عامر» وحكى مقاتل بن حبان في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] وقوله تعالى: وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً [الفرقان: 30] . ترجمته في (الاستيعاب) : 452- 453، ترجمة رقم (107 ز) .

ص: 339