الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في ذكر إماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
وأما الإماء:
فأم أيمن، بركة، قيل: كانت من الحبشة الذين قدموا لهدم البيت [الحرام]، وقيل: هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وتعرف بأم الظّباء.
ورثها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من أبيه، وخمسة أباعر، وقطيع غنم، فأعتقها لما تزوج خديجة [رضى اللَّه عنها]، ويقال: بل كانت مولاة أبيه فورث ولاءها، ويقال: كانت لأمّه فورثها منها فأعتقها، وقيل: كانت لأمه فأعتقها، وكانت تحضن النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوم عليه، وتلطف به بعد وفاة أمه.
وقال لها [جده عبد المطلب] : يا بركة، لا تغفلي عن ابني، فإنّي وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وأن أهل الكتاب يزعمون أنه نبي هذه الأمة.
وتزوجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو بن بلال بن أبى الجرباء بن قيس بن مالك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم، وهو الحبلىّ بن غنم ابن عوف بن الخزرج، فنقلها إلى يثرب، فولدت له أيمن بن عبيد، فكنيت به وغلبت عليها كنيتها.
ومات عنها عبيد فرجعت إلى مكة، فكانت فارغة لم تتزوج بعد، فلما ملك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، وبلغ زوّجها إياه فولدت له أسامة ابن زيد، وهي ممن هاجر الهجرتين،
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: أم أيمن أمى بعد أمى، ويقول: هذه بقية أهل بيتي،
وكان يزورها، وكان أبو بكر وعمر رضى اللَّه عنهما يزورانها، كما كان عليه السلام يزورها، وشربت
بوله عليه السلام.
توفّيت بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، وقيل: توفيت بعد عمر رضى اللَّه عنه، في زمن عثمان رضى اللَّه عنه، ولها فضائل مرويّة [ (1) ] وخضرة، ذكرها البلاذري في الإماء اللاتي أعتقهن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وذكرها أيضا ابن مندة [ (2) ] .
وأميمة، [خادم النبي صلى الله عليه وسلم][ (3) ] .
ورزينة، خادم النبي صلى الله عليه وسلم حديثها في فضل يوم عاشوراء، وقد قيل: إنها لصفية بنت حيي، روى حديثها أبو يعلى في مسندة [ (4) ] .
[ (1) ] لها ترجمة في: (أعلام النساء) : 1/ 127- 128، (الإستيعاب) : 4/ 1793- 1795، ترجمة رقم (3252)، (الإصابة) : 8/ 169- 173، ترجمة رقم (11898)، (جمهرة أنساب العرب) :
355، (مسند أحمد) : 6/ 421، (طبقات ابن سعد) : 8/ 223- 227، (طبقات خليفة) :
331، (المعارف) : 144، 145، 150، 164، 239، (الجرح والتعديل) : 9/ 461، (المستدرك) : 4/ 63- 64، (تهذيب التهذيب) : 12/ 486، (خلاصة تذهيب الكمال) :
3/ 386، (شذرات الذهب) : 1/ 15.
[ (2) ](الإصابة) : 7/ 609، ترجمة رقم (11095)، (صفة الصفوة) : 1/ 78، وقال الحافظ في (الإصابة) : وذكرها البلاذري أيضا، ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب ابن مردويه.
[ (3) ] قال أبو عمر في (الاستيعاب) : خدمت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحديثها عند أهل الشام، وقال الحافظ في (الإصابة) : روى عنها جبير بن نفير الحضرميّ، لها ترجمة في:(الاستيعاب) : 4/ 1791، (الإصابة) : 7/ 516، ترجمة رقم (10868)، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (أعلام النساء) :
1/ 94، (عيون الأثر) : 2/ 314.
[ (4) ] رزينة- بفتح أولها، وقيل: بالتصغير، وقيل: بتقديم الزاى على الراء، مولاة صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أيضا خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال أبو عمر في (الاستيعاب) : حديثها عند البصريين في يوم عاشوراء، قال الحافظ في (الإصابة) : أخرجه ابن أبى عاصم، وابن مندة، من طريق عليلة- بمهملة مصغرة- بنت الكميت، حدثتني أمى أمينة، عن أمة اللَّه بنت رزينة، قالت: سألت أمي رزينة: ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في صوم عاشوراء؟ قالت: إنه كان ليصومه ويأمرنا بصيامه. لفظ ابن مندة.
لها ترجمة في: (الاستيعاب) : 4/ 1838، ترجمة رقم (3339)، (الإصابة) : 7/ 644، ترجمة رقم (11170)، (أعلام النساء) : 1/ 447.
ورضوى، ذكرها الواقدي في الموالي النبويّة [ (1) ] .
وروضة، [خادم النبي صلى الله عليه وسلم][ (2) ] .
وربيحة، ذكرها البلاذري فيمن أعتقهن النبي صلى الله عليه وسلم [ (3) ] .
وسلمى، أم رافع، مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لها: مولاة رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] ، وهي امرأة أبى رافع المذكور في الموالي، وهي التي قبلت فاطمة ابنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [في ولادتها] ، وكانت تقبل خديجة رضى اللَّه عنها في ولادتها إذا ولدت من النبي صلى الله عليه وسلم، وهي [التي] قبلت مارية أم إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكانت قابلة فاطمة الزهراء عليها السلام في الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم رضى اللَّه عنهم، وهي التي غسّلتها أيضا مع عليّ ومع أسماء بنت عميس رضى اللَّه عنهم، وشهدت خيبر، حديثها في مسند أبى يعلى [ (4) ] .
[ (1) ] لها ترجمة في: (الإصابة) : 7/ 609، ترجمة رقم (11095) ، 645، ترجمة رقم (11172)، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (الوافي) :
1/ 87.
[ (2) ] ذكرها محمد بن هارون الروياني في مسندة، من طريق سفيان الثوري، عن رجل، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان للنّبيّ صلى الله عليه وسلم جارية اسمها روضة وأورد الحافظ في (الإصابة) روضة أخرى، ثم
قال: ذكرها الطبري في (التفسير) ، في تفسير سورة النور، عند قوله تعالى: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها [النور: 27] ، فأخرج من طريق هيثم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين، ويونس بن عبيد، عن عمر بن سعيد الثقفي، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأمة له يقال لها روضة: قومي إلى هذا فعلميه، فإنه لا يحسن يستأذن، فقولي له: يقول: السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل. (الإصابة) : 7/ 657- 658، ترجمة رقم (11195) ، (11196) .
[ (3) ] ربيحة، بالتصغير والمهملة، مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذكرها ابن سعد في (الطبقات)، والحافظ ابن حجر في (الإصابة) : 7/ 640، ترجمة رقم (11163)، (عيون الأثر) : 2/ 314.
[ (4) ] ذكرها الحافظ في (الإصابة) ثم قال: وفي الترمذي من طريق فائد مولى أبى رافع، عن على بن
وسيرين، أخت مارية القبطية، أهداهما جميعا المقوقس من مصر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاتخذ مارية لنفسه، وأقامت عنده سيرين، حتى كانت غزاة المريسيع، وقال عبد اللَّه بن أبىّ بن سلول ما قال، وذكر جعيل بن سراقة وجهجاه، ما قالا، وكانا من فقراء المهاجرين.
قال ابن أبىّ: ومثل هذين يكثر على قومي، وقد أنزلنا محمدا في ذروة كنانة وعزها، واللَّه لقد كان جعيل يرضى أن يسكت فلا يتكلم، فصار اليوم يتكلم.
وقال ابن أبىّ في صفوان بن معطل، ورماه بما رماه به من الإفك، فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
أمسى الجلاليب قد راعوا وقد كثروا [ (1) ]
…
وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
[ () ] عبيد اللَّه بن أبى رافع، عن جدته، وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كان يكون برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قرحة [ولا نكبة] إلا أمرنى [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم] أن أضع عليها الحناء.
(الإصابة) : 7/ 709- 710، (سنن الترمذي) : 4/ 343، كتاب الطب، باب (13) ما جاء في التداوي بالحناء، حديث رقم (2054)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث فائد، وروى بعضهم هذا الحديث عن فائد، وقال: عن عبيد اللَّه بن على عن جدته سلمى، وعبيد اللَّه بن على أصحّ، ويقال: سلمى، لها ترجمة في:(الوافي) : 1/ 87، (المواهب اللدنية) :
2/ 124، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تهذيب التهذيب) : 12/ 454، ترجمة رقم (2815)، (أعلام النساء) : 2/ 254، (الاستيعاب) : 4/ 1862- 1863، ترجمة رقم (3383)، (الإصابة) : 7/ 709- 710، ترجمة رقم (11325) .
[ (1) ] في (ديوان حسان) :
أمسى الخلابيس قد عزّوا وقد كثروا
…
وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
الخلابيس: الذين يأتون من هاهنا ومن هاهنا، ولم يعرف لها واحد، وكان المنافقون يسمون المهاجرين بالجلابيب، ويعنى حسان بأنه أمسى بيضة البلد، أنه أصبح كبيضة النعامة حين تتركها بالفلاة ولا تحتضنها. (الديوان) :160.
فلما قدموا المدينة جاء صفوان بن معطل إلى جعيل بن سراقة فقال:
انطلق بنا نضرب حسان، فو اللَّه ما أراد غيرك وغيري، ولنحن أقرب إلى رسول اللَّه منه، فأبى جعيل أن يذهب وقال: لا أفعل إلا أن يأمرني رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] ولا تفعل أنت حتى تؤامر رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] في ذلك.
فأبى صفوان عليه، فخرج مصلتا السيف حتى ضرب حسان بن ثابت في نادى قومه، فوثبت الأنصار إليه، فأوثقوه رباطا، وكان الّذي ولى ذلك منه ثابت بن قيس بن شماس، فأسره أسرا قبيحا، فمر بهم عمارة بن حزم فقال: ما تصنعون؟ أمرا من أمر رسول اللَّه ورضاه؟ أم من أمر فعلتموه؟
قالوا: ما علم به رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم]، قال: لقد اجترأت، خلّ عنه، ثم جاء به، وأشارت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسوقهما، فقال حسان: يا رسول اللَّه! شهر عليّ السيف في نادي قومي، ثم ضربني لأن أموت، ولا أرانى إلا ميّتا من جراحتى، فأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، علي صفوان فقال: ولم ضربته وحملت السلاح عليه؟ وغيّظ عليه، فقال: يا رسول اللَّه! آذاني وهجاني، وسفّه عليّ، وحسدني على الإسلام.
ثم أقبل حسان فقال: أسفهت على قوم أسلموا، ثم قال: احبسوا صفوان، فإن مات حسان فاقتلوه به، فخرجوا بصفوان، فبلغ سعد بن عبادة رضي الله عنه ما صنع بصفوان، فخرج إلى قومه من الخزرج حتى أتاهم فقال: عهدتم إلى رجل من قوم رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] تؤذونه، وتهجونه بالشعر وتشتمونه، فغضب لما قيل له، ثم أسرتموه أقبح الأسر، ورسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] بين أظهركم؟ قالوا: فإن رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] أمرنا بحبسه وقال: إن مات صاحبكم فاقتلوه، قال: واللَّه إن أحب إلى رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] للعفو، ولكن رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] قد قضى لكم بالحق، وإن رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] ليحب أن يترك صفوان، واللَّه لا أبرح حتى يطلق.
فقال حسان: ما كان لي من حق فهو لك يا أبا ثابت، وأبى قومه، فغضب قيس ابنه غضبا شديدا وقال: عجبا لكم! ما رأيت كاليوم أن حسان قد ترك حقه، وتأبون أنتم، ما ظننت أن أحدا من الخزرج يردّ أبا ثابت في أمر يهواه، فاستحيا القوم وأطلقوه من الوثاق.
فذهب به سعد إلى بيته فكساه حلة، ثم
خرج صفوان حتى دخل المسجد ليصلّى فيه، فرآه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: صفوان؟ قالوا: نعم يا رسول اللَّه، قال: من كساه؟ قالوا: سعد بن عبادة، قال: كساه اللَّه من ثياب الجنة، ثم كلّم سعد بن عبادة حسان بن ثابت، فقال: لا أكلمك أبدا إن لم تذهب إلى رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] فتقول كل حق لي قبل صفوان فهو لك يا رسول اللَّه، فأقبل حسان في قومه حتى وقف بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول اللَّه! كل حق لي قبل صفوان بن معطل فهو لك، قال: قد أحسنت وقبلت ذلك، وأعطاه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أرضا براحا، وهي بيرحاء وما حولها، وسيرين، وأعطاه سعد بن عبادة حائطا كان يجدّ مالا كثيرا عوضا له مما عفا عن حقه.
وقد روى أن حسان حبس صفوان، فلما برأ حسان أرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إليه فقال: يا حسان، أحسن فيما أصابك، فقال: هو لك يا رسول اللَّه، فأعطاه براحا، وأعطاه سيرين عوضا، فولدت له عبد الرحمن ابن سيرين.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا فائد مولى عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن على بن أبى رافع، عن جدته سلمى، قالت: كان خدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنا، وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، أعتقهن رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] كلهن [ (1) ] .
[ (1) ] لها ترجمة في: (مغازي الواقدي) : 2/ 436- 438، (الإصابة) : 7/ 722- 723، ترجمة
وميمونة، بنت أبى عنبسة بن سعيد، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء، قاله ابن عبد البر [ (1) ]، ولها في مسند الإمام أحمد حديث:
[ () ] رقم (11360)، (الإصابة) : 7/ 722- 723، ترجمة رقم (11360)، (الإستيعاب) :
4/ 1868، ترجمة رقم (3396)، (أعلام النساء) : 2/ 278، (عيون الأثر) : 2/ 314، (سيرة ابن هشام) : 4/ 272.
[ (1) ] قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) بعد ذكر ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ميمونة أخرى مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديثها عند أهل الشام في فضل بيت المقدس، إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول. روى عنها زياد بن أبى سودة، والقاسم بن عبد الرحمن. (ترجمة رقم (4100) .
ثم قال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها أبو يزيد الضبيّ، أيوب بن أبى خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم، وعتق ولد الزنا، حديث ليس بالقوى ترجم رقم (4101) .
ثم قال: ميمونة بنت أبى عنبسة [أو أبى عسيب] ، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء. ترجمة رقم (4102) .
قال الحافظ في (الإصابة) : ميمونة بنت سعد، ويقال: سعيد، كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وروت عنه، وروى عنها زياد، وعثمان ابنا أبى سودة، وهلال بن أبى هلال، وأبو يزيد الضبيّ، وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز، وأيوب بن خالد بن صفوان، وطارق بن عبد الرحمن، وغيرهم.
روى لها أصحاب السنن الأربعة، مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح، عن زياد بن أبى سودة، عن ميمونة، وليست زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن بيت المقدس، قال:
أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه
…
الحديث.
ثم قال الحافظ: قد صرح زياد بن أبى سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد، فالظاهر أنهما واحدة، وسبق ابن عبد البر إلى التفرقة بينهما، أبو على بن السكن، فقال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، رويت عنها أحاديث، ثم
ساق من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن القاسم، عن ميمونة مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: يا ميمونة، تعوذى باللَّه من عذاب القبر، قالت: وإنه لحق؟ قال: نعم،
والغيبة والبول،
من طريق أبى يزيد الضبيّ، عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن ولد الزنا، فقال: لا خير فيه
…
الحديث.
قال: وهذا أخرجه الزهري من هذا الوجه،
ومن طريق أيوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: مثل الرافلة [المتبخترة] في الزينة [في غير أهلها] كمثل الظلمة لا نور فيها، ثم قال: ميمونة مولاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن ولد الزنا فقال: لا خير فيه، نعلان أجاهد بهما [ (1) ] في سبيل اللَّه أحب إلى من أن أعتق ولد الزنا [ (2) ] .
وحديث: يا نبي اللَّه! أفتنا في بيت [ (3) ] المقدس، قال: أرض المنشر والمحشر [ائتوه][ (4) ] فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة، [فيما سواه [ (4) ]] قالت: أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه؟ قال: فيهدي إليه زيتا يسرج فيه، فإن من أهدى له كان كمن صلّى فيه [ (5) ] .
ولها أيضا حديث: الرافلة في الزينة في غير أهلها، كانت كالظلمة يوم القيامة، لا نور لها [ (6) ] .
وأم ضميرة، تقدم لها ذكر في خبر ابنها ضميرة، وأنهما [أعتقهما][ (7) ] .
وأم عيّاش، كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وبعث بها مع ابنته رقية لما تزوجها عثمان رضي الله عنهما. قالت: كنت أمغث لعثمان التمر غدوة فيشربه
[ (1) ] في (خ) : «أهديهما» ، وما أثبتناه من (المسند) .
[ (2) ](مسند أحمد) : 6/ 463، حديث ميمونة بنت سعد، الحديث رقم (27077) .
[ (3) ] في (خ) : «أرض المقدس) ، وما أثبتناه من (المسند) .
[ (4) ] زيادة للسياق من (المسند) .
[ (5) ](مسند أحمد) : 6/ 463، حديث ميمونة بنت سعد، الحديث رقم (27079) .
[ (6) ] لها ترجمة في: (الإصابة) : 8/ 129- 131، ترجمة رقم (11780) ، (11781)، (الاستيعاب) : 4/ 1918- 1919، ترجمة رقم (1401) ، (1402) ، (1403)، (الوافي) :
1/ 87، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 87، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تهذيب التهذيب) : 21/ 481، ترجمة رقم (2899)، (أعلام النساء) : 5/ 140- 141، (ذيل تاريخ الطبري) : 11/ 621، (طبقات ابن سعد) : 8/ 223، (خلاصة تذهيب الكمال) :
3/ 393، ترجمة رقم (152)، (الثقات) : 3/ 408.
[ (7) ](الإصابة) : 3/ 495- 496، ترجمة رقم (4208 ز)، (الاستيعاب) : 4/ 1695، ترجمة رقم (3051) .
عشية، وأنبذه عشية فيشربه غدوة [فسألني ذات يوم، فقال: تخلطين فيه شيئاً؟ قلت: أجل، قال فلا تعودي][ (1) ]، قال ابن عبد البر: روى عنها عنبسة بن سعيد، وحديثها منقطع الإسناد [ (2) ] .
وريحانة، تقدم ذكرها.
ونفيسة [ (3) ] ، وهبتها له زينب بنت جحش [رضى اللَّه عنها] .
ومارية، جدة المثنى بن صالح بن مهران، لها حديث: صافحت رسول اللَّه [صلى الله عليه وسلم] فلم أر ألين من كفه.
ومارية، أم الرباب، تطأطأت للنّبيّ عليه السلام حتى صعد حائطا ليلة فرّ من المشركين. عدّها ابن عبد البرّ من خدام النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في هذه: لا أدرى أهي الأولى قبلها أم لا؟ [ (4) ] .
[ (1) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من الإصابة.
[ (2) ] لها ترجمة في: (الإستيعاب) : 4/ 1949، ترجمة رقم (4192)، (الإصابة) : 8/ 271، ترجمة رقم (12190) .
[ (3) ] نفيسة، جارية زينب بنت جحش، وهبتها للنّبيّ صلى الله عليه وسلم لما رضى عليها، بعد أن كان غضب عليها وهجرها شهرا، سماها عليّ بن أحمد بن يوسف في كتاب (أخبار النساء) ، وأصل القصة عند أحمد ولم يسمّها.
(الإصابة) : 8/ 143، ترجمة رقم (11819) .
[ (4) ] لها ترجمة في: (المواهب اللدنية) : 2/ 124، (الوافي) : 1/ 87، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 1/ 314، (أعلام النساء) : 5/ 11، (الاستيعاب) :
4/ 1911، ترجمة رقم (4090)، وهي التي قال فيها: لا أدرى أهي الأولى قبلها أم لا، 4/ 1913، ترجمة رقم (4092)، (الإصابة) : 8/ 113- 114، ترجمة رقم (11738) ، (11739) .