المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من اسمه النعمان - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ٢٩

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ اسمه مهلب ومهنا ومهند

- ‌ المهلب بن أَبي حبيبة البَصْرِيّ

- ‌ مهند بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ويُقال: مهدي تقدم

- ‌من اسمه مؤثر ومورق

- ‌من اسمه مُوسَى

- ‌ موسى بْن إبراهيم بْن عبد الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي ربيعة بن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن

- ‌ مُوسَى بن أَبي تميم المدني

- ‌ مُوسَى بن جعفر بن مُحَمَّد بن علي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب القرشي الهاشمي العلوي

- ‌ مُوسَى بن جهضم، أَبُو جهضم

- ‌ مُوسَى بْنُ سَرْوَانَ، فِي تَرْجَمَةِ: مُوسَى بْنِ ثَرْوَانَ

- ‌ مُوسَى بن سُلَيْمان بْن إِسماعيل بْن القاسم المنبجي

- ‌ مُوسَى بن شَيْبَة الحضرمي المِصْرِي

- ‌ مُوسَى بن عَبد اللَّهِ بن إسحاق بن طلحة بن عُبَيد الله القرشي التَّيْمِيّ الطلحي المدني

- ‌ مُوسَى بن عَبد اللَّهِ بن أَبي أمية القرشي المخزومي

- ‌ مُوسَى بن عَبد الله بن يزيد الأَنْصارِيّ الخطمي الكوفي

- ‌ مُوسَى بن عُمَير التميمي العنبري الكوفي

- ‌(تمييز) مُوسَى بن عُمَير الأَنْصارِيّ

- ‌ مُوسَى بن الفضل الربعي البَصْرِيّ

- ‌ مُوسَى بْن قريش بْن نافع التميمي البخاري

- ‌ مُوسَى بن كردم

- ‌ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الهذلي حجازي

- ‌ مُوسَى بن أَبي مُوسَى الأشعري الكوفي

- ‌ مُوسَى بن نجدة الحنفي اليمامي

- ‌ مُوسَى بن فلان بن أنس بن مالك الأَنْصارِيّ

- ‌ مُوسَى الجهني، هو: ابن عَبد اللَّهِ. تقدم

- ‌ موسى الحناط، هو: ابن أَبي عِيسَى. تقدم

- ‌ مُوسَى الصغير، هو: ابن مسلم. تقدم

- ‌ مُوسَى الكبير، هو: ابن أَبي كثير. تقدم

- ‌ مُوسَى القارئ، هو: ابن عِيسَى. تقدم

- ‌ مُوسَى، عن شبل بن عباد المكي، هو: ابن مسعود. تقدم

- ‌ موسى

- ‌من اسمه مؤمل وملازم

- ‌ مؤمل بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ

- ‌من اسمه ميسرة وميمون وميناء

- ‌ ميمون بن عَبد الله

- ‌ ميمون المكي

- ‌ ميمون، أَبُو سهل صاحب السقط

- ‌باب النون

- ‌من اسمه نابل وناتل وناجية

- ‌مِنْ اسمه ناشرة وناصح وناعم ونافذ

- ‌من اسمه نافع ونائل

- ‌ نافع بن أَبي أنس، هو أَبُو سهيل نافع بْن مالك بْن أَبي عامر الأصبحي، يأتي

- ‌ نافع بن جبير، مولى علي

- ‌ نافع، ويُقال: رافع، أَبُو غالب الباهلي الخياط. يأتي فِي الكنى

- ‌من اسمه نباتة ونبهان ونبيح ونبيشة ونبيط ونبيه

- ‌من اسمه نجدة ونجيح ونجيد ونجي

- ‌ نجدة بن المبارك السلمي الكوفي

- ‌ نجيد بْن عِمْران بْن حصين الخزاعي

- ‌من اسمه نذير ونزار ونزال ونسير ونسي

- ‌من اسمه نصر

- ‌ نصر بن حزن، ويُقال: عبدة بن حزن (بخ) . تقدم فيمن اسمه عبدة

- ‌ نصر بن سلام

- ‌ نصر بن عاصم الليثي البَصْرِيّ

- ‌ نصر بن عاصم الأنطاكي

- ‌ نصر بن علي الكوفي

- ‌ نصر بن عَمْرو الحمصي

- ‌ نصر بن المهاجر المصيصي

- ‌من اسمه نصير

- ‌من اسمه نضر ونضرة ونضلة

- ‌ النضر بن شَيْبَانَ الحداني البَصْرِيّ

- ‌ النضر بن عَبد اللَّهِ الأصم

- ‌ومِمَّنْ يُسَمَّى النَّضر بن عَبد اللَّهِ من رواة الحديث:

- ‌(تمييز) النضر بن عَبد اللَّهِ بن ماهان الدينوري

- ‌(تمييز) النضر بن عَبد اللَّهِ الحلواني

- ‌‌‌ النضرالقيسي، هو ابن عَبد اللَّهِ. تقدم

- ‌ النضر

- ‌من اسمه النعمان

- ‌ النعمان بن سالم الطائفي

- ‌ النعمان بن مُرَّةَ الأَنْصارِيّ الزرقي المدني

- ‌من اسمه نعيم

- ‌ نعيم بن ربيعة الأزدي

- ‌ نعيم بن عَبد الله بْن همام القيني الشامي الكاتب

- ‌ نعيم بن يزيد

الفصل: ‌من اسمه النعمان

‌من اسمه النعمان

6438 -

ع: النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس (1)، ويُقال: ابن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج الأَنْصارِيّ الخزرجي، أَبُو عَبد الله المدني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن صاحبه، وأمه عُمَرة بنت رواحة أخت عَبد اللَّهِ بن رواحة.

قال الواقدي (2) : ولد عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة، وهُوَ أول مولود ولد فِي الأنصار بعد قدوم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المدينة،

(1) طبقات ابن سعد: 6 / 53، وتاريخ الدوري: 2 / 606، وابن الجنيد، الترجمة 178،

وتاريخ خليفة: 94، 136، 304، ومسند أحمد: 4 / 267، 375، وعلل أحمد: 1 / 38، 80، 162، و2 / 25، 191، وتاريخ البخاري الكبير: 8 / الترجمة 2223، وتاريخه الصغير: 1 / 108، 114، 141، والكنى لمسلم، الورقة 58، وثقات العجلي، الورقة 54، والمعارف لابن قتيبة: 294، والمعرفة ليعقوب: 1 / 381، و2 / 229، 446، 622، 624، و3 / 19، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 199، 659، 660، وتاريخ واسط: 51، 52، 127، 129، 223، 250، والجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2033، ورجال صحيح مسلم لابن منجوية، الورقة 183، الاستيعاب: 4 / 1496، ورجال البخاري للباجي: 2 / 775، والجمع لابن القيسراني: 2 / 531، وأسد الغابة: 5 / 22، وسير اعلام النبلاء: 3 / 411، والكاشف: 3 / الترجمة 5942، وتجريد اسماء الصحابة: 2 / الترجمة 1216، وتذهيب التهذيب: 4 / الورقة 98، وتاريخ الاسلام: 3 / 88، ونهاية السول، الورقة 400، وتهذيب التهذيب: 10 / 447 - 449، والتقريب: 2 / 303، وخلاصة الخزرجي: 3 / الترجمة 8725، وشذرات الذهب: 1 / 63.

(2)

انظر طبقات ابن سعد: 6 / 53.

ص: 411

وقيل (1) : ولد بعد سنة أو أقل من سنة، وقيل: ولد قببل وفاة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بثماني سنين، وقيل: بست سنين، والأول أصح لأن الأكثر يقولون: ولد هو، وعبد الله بن الزبير عام اثنين من الهجرة، وروي عن جابر بن عَبد الله ان قال: أنا أسن منه، يعني من النعمان بن بشير، بنحو من عشرين سنة، لقد جهدت أن أغزو بدرا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأبى أبي يومئذ حبسني عَلَى بناته، وما ولد النعمان قبل بدر إلا بثلاثة أشهر أو أربعة.

وَقَال يَحْيَى بن مَعِين (2) : أهل المدينة يقولون: لم يسمع من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأهل العراق يصححون سماعه منه.

وَقَال فيما رَوَاهُ عباس الدوري (3) عَنه: ليس يروي عن النعمان ابن بشير عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حديث فِيهِ سمعت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا فِي حديث الشعبي فإنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول" إن فِي الجسد مضغة" والباقي من حديث النعمان إنما هو عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليس فِيهِ سمعت (4) .

رَوَى عَن: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن خاله عَبد اللَّهِ بن رواحة

(1) انظر الاستيعاب: 4 / 1496.

(2)

انظر تاريخ الدوري: 2 / 607.

(3)

تاريخه: 2 / 606.

(4)

بقية كلامه: قال يحيى وأهل المدينة ينكرون ان يكون النعمان بن بشير سمع من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. وَقَال ابن الجنيد قال رجل ليحيى بن مَعِين وانا اسمع: النعمان بن بشير سمع من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شيئا؟ قال: أهل المدينة يقولون لا كان صغيرا، ونحن نروي كما قد علمتم سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. (سؤالاته، الترجمة 178) .

ص: 412

(خ) ، وعُمَر بن الخطاب (م ق) ، وعائشة أم المؤمنين (ت ق) .

رَوَى عَنه: أزهر بْن عَبد اللَّهِ الحرازي الحمصي (د س) ، ومولاه وكاتبه حبيب بن سالم (م 4) ، وحبيب بن يَِسَاف (س) عَلَى خلاف فِيهِ، والحسن البَصْرِيّ (س) ، وأَبُو الْقَاسِمِ حسين بن الحارث الجدلي (د) ، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف (خ م ت س ق) ، وخيثمة بْن عَبْد الرحمن الجعفي (م) ، وسالم بن أبي الجعد الغطفاني (خ م) ، وسماك بن حرب (م 4) ، وعامر الشعبي (ع) ، وعَبد اللَّهِ بن عتبة بن مسعود (ق) عَلَى شك فِي ذلك، وعبد الرحمن بن عرق الحمصي (ق) ، وعُبَيد الله بن عَبد الله بْن عتبة بْن مسعود (م د س ق) ، وعروة بْن الزبير بْن العوام (م د س) ، وأَبُو ميسرة عَمْرو بن شرحبيل، والعيزار بن حريث العبدي (د س) ، ومالك بن أدي بن زياد الأشجعي الحمصي، وابنه مُحَمَّد بن النعمان بْن بشير (خ م ت س ق) ، وأَبُو الضحى مسلم بن صبيح الكوفي (س) ، والمفضل بن المهلب بن أَبي صفرة الأزدي (د س) ، وأَبُو طلحة نعيم بن زياد الأَنْمَاري (ف س) ، والهيثم بن مالك الطائي (بخ) ، ويسيع الحضرمي (بخ 4) ، وأَبُو إسحاق السبيعي (خ م ت) ، وأَبُو الأشعث الصنعاني (ت سي) ، وأَبُو سلام الأسود (م) ، وأَبُو صالح الحارثي (سي) ، وأَبُو عازب (ق) ، وأبو قلابة الجرمي (د س ق) .

ذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة، وَقَال: قال مُحَمَّد بن عُمَر: ونزل النعمان بن بشير وولده الشام والعراق زمن معاوية ثم صار عامتهم بعد ذلك إِلَى المدينة وبغداد، ولهم بقية وعقب.

ص: 413

وَقَال أَبُو حاتم (1) : كَانَ أميرا عَلَى الكوفة تسعة أشهر.

وَقَال الحافظ أَبُو نعيم: لَهُ ولأبويه صحبة، توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولَهُ ثماني سنين وسبعة أشهر، كَانَ أميرا للكوفة فِي عهد معاوية.

وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي (2) : حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إبراهيم أن أبا مسهر حدثهم، عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز، أن أبا الدرداء ولي القضاء، يعني بدمشق، ثم فضالة بْن عُبَيد، ثم النعمان بْن بشير.

وَقَال أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عِيسَى البغدادي فِي تسمية من نزل حمص من الأنصار: النعمان بن بشير الأَنْصارِيّ ولي عَلَى حمص ليزيد بن معاوية، وحدث عَنْهُ جماعة من أهل حمص.

وَقَال مُحَمَّد بن سعد (3) : أَخبرنا عَبد اللَّهِ بْنُ بكر السهمي، قال: حَدَّثَنَا حاتم بْن أَبي صغيرة، عن سماك بن حرب أن معاوية استعمل النعمان بن بشير عَلَى الكوفة، وكَانَ والله من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم.

وَقَال يزيد بن أيهم، عن الهيثم بن مالك الطائي: سمعت النعمان بن بشير يقول عَلَى المنبر: إن للشيطان مصالي وفخوخا، وإن من مصالي الشيطان وفخوخه: البطر بأنعم الله، والفخر بعطاء الله، والكبر عَلَى عباد الله، واتباع الهوى فِي غير ذات الله.

وَقَال القاضي أَبُو عَبد اللَّه الحسين بن إِسماعيل المحاملي:

(1) الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2033.

(2)

تاريخه: 199.

(3)

طبقاته: 6 / 54.

ص: 414

حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَبي سَعْد، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ الحسين بن الربيع، قال: حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قال: لما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص وفد عَلَيْهِ أعشى همدان، قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال: جئت لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضي ديني. قال: فأطرق النعمان، ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما شئ. ثم قال: هيه، كأنه ذكر شيئا، فقام فصعد المنبر، فَقَالَ: يا أهل حمص - وهم يومئذ فِي الديوان عشرون ألفا - هَذَا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم فما ترون منه؟ قَالُوا: أصلح الله الأمير، احتكم لَهُ. فأبى عليهم. قَالُوا: فإنا قد حكمنا لَهُ عَلَى أنفسنا من كل رجل فِي العطاء بدينارين يعجلها لَهُ من بيت المال، فعجل لَهُ أربعين ألف دينار، فقبضها ثم أنشأ يَقُولُ:

فلم أر للحاجات عند انكماشها • كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير.

إِذَا قال أوفى بالمقال ولم يكن • كمدل إِلَى الأقوام حبل غرور.

متى أكفر النعمان لم أك شاكرا • وما خير من لا يقتدي بشكور.

وَقَال بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بن عَمْرو: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبير بْن نفير، عَن أبيه أنه أتى بيت المقدس يريد الصلاة فِيهِ، فجلس إِلَى رجل قد اجتمع الناس عَلَيْهِ، فَقَالَ: من الرجل؟ فقلت: رجل من أهل حمص. قال: كيف وجدتم إمارة النعمان بن بشير؟ فذكرت خيرا، قال: إِذَا أتيته فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ وقُلْ لَهُ إن فضالة بن عُبَيد يقول لك قوله لك وقولك لَهُ. فقلت: والله ما أدري ما هَذَا؟ قال: إني سأبينه لك: لقيته بالمدينة وهُوَ معني بالجهاد، فقلت: أين تريد؟ فَقَالَ: إني ابتعت نفسي من الله

ص: 415

أني أجاهد أو أهاجر إِلَى الشام ولا أزال فيها حَتَّى يدركني الموت. قال: فقلت لَهُ: لقد أفلحت إِذَا، ولكني أرى فيك غير هَذَا! قال: فَقَالَ لي: ما رأيت فِي؟ فقلت: كأني بك أتيت الشام أتيت معاوية فدخلت عَلَيْهِ، فانتسبت لَهُ، فقلت: أنا النعمان بن بشير بن سَعْدٍ، وخالي عَبد اللَّهِ بن رواحة، فتقول لَهُ أقاويل وتحدثه بالخرافات فيستعملك عَلَى مدينة، إما أن تهلكهم وإما أن يهلكوك.

وَقَال مُحَمَّد بن سعد: أخبرت عَن أَبِي اليمان الحمصي، عَنْ إِسماعيل بْنِ عياش، عن يَزِيدَ بْنِ سَعِيد، عَنْ عَبد المَلِك بن عُمَير أن بشير بن سعد جاء بالنعمان بن بشير إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فقَالَ: يا رَسُول اللَّهِ ادع لابني هَذَا. فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تبلغ ما بلغت، ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام.

قال الهيثم بن عدي: قتله أهل حمص بعد مرج راهط.

وَقَال أَبُو الحسن بْن سميع: كَانَ أميرا عَلَى حمص، قتل في الفتنة أيام ابن الزبير.

وَقَال خليفة بن خياط (1) ، وأبو عُبَيد القاسم بْن سلام، وأَحمد ابن عَبد اللَّهِ بْنِ البرقي، وغير واحد: قتل سنة أربع وستين.

وَقَال خليفة بْن خياط في موضع آخر: وفي أول سنة خمس وستين قتل النعمان بن بشير، وكَانَ حين قتل أهل المرج، خرج من حمص فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله (2) .

(1) تاريخه: 94.

(2)

انظر طبقاته: 304.

ص: 416

وَقَال يعقوب بْن سفيان: سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: مات يزيد سنة أربع وستين، وراهط سنة خمس وستين ولقيت الخيل النعمان بن بشير فقتل فيما بين دمشق وحمص يوم راهط، وكَانَ زبيريا.

وَقَال علي بن عثمان النفيلي عَن أَبِي مسهر: كان النعمان ابن بشير عاملا عَلَى حمص لابن الزبير، فلما تمرون أهل حمص خرج هاربا، فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله.

وَقَال علي بن مُحَمَّد المدائني (1) ، عن يعقوب بن داود الثقفي، وغيره لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط وكانت (2) للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي خلافة مروان بن الحكم، فأراد النعمان بن بشير أن يهرب من حمص، وكَانَ عاملا عليها، فخالف (3) ودعا لابن الزبير فقتله (4) أهل حمص.

وَقَال المفضل بن غسان الغلابي، وأَبُو سُلَيْمان بن زبر الربعي: قتل سنة ست وستين. زاد الغلابي: بسلمية.

روى له الجماعة (5) .

6439 -

ت س: النعمان بن ثابت التَّيْمِيّ (6) ، أَبُو حنيفة

(1) الاستيعاب: 4 / 1499.

(2)

في المطبوع من الاستيعاب: وذلك.

(3)

تحرف في المطبوع من الاستيعاب إلى: فخاف.

(4)

في المطبوع من الاستيعاب: فطلبه.

(5)

هذا هو آخر الجزء الخامس عشر بعد المئتين من نسخة المؤلف التي بخطه.

(6)

طبقات ابن سعد: 6 / 368، و7 / 322، وتاريخ الدوري: 2 / 607، وابن محرز، =

ص: 417

الكوفي، مولى بني تيم الله بن ثعلبة، فقيه أهل العراق، وإمام أصحاب الرأي، وقيل: إنه من أبناء فارس.

رأى أنس بْن مالك.

ورَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن المنتشر، وإِسماعيل بْن عَبد المَلِك بْن أَبي الصفيراء، وجبلة بن سجيم، وأبي هند الحارث ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهمداني، والحسن بن عُبَيد اللَّه، والحكم بْن عتيبة، وحماد بْن أَبي سُلَيْمان، وخالد بن علقمة، وربيعة بن أَبي عَبْد الرَّحْمَنِ، وزبيد اليامي، وزياد بن علاقة، وسَعِيد بن مسروق الثوري، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وأبي رؤبة شداد

= الترجمة 240، وابن الجنيد، التراجم 96، 194، 424، وابن طهمان، الترجمة 397، وطبقات خليفة 167، 327، وعلل أحمد: 1 / 110، 124، 126، 168، 219، 236، 358، 385، وتاريخ البخاري الكبير: 8 / الترجمة 2253، وتاريخه الصغير: 2 / 43، 100، 230، واحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 95، والكنى لمسلم، الورقة 30، وثقات العجلي، الورقة 30، وابو زرعة الرازي: 664، وسؤالات الآجري لابي داود: 5 / الورقات 13، 28، 39، 45، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، انظر الفهرس، وضعفاء النَّسَائي، الترجمة 586، وضعفاء العقيلي، الورقة 218، والجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2062، والمجروحين لابن حبان: 3 / 61، والكامل لابن عدي: 3 / الورقة 166، وسنن الدارقطني: 1 / 323 وسؤالات السهمي له، الترجمة 383، وتاريخ الخطيب: 13 / 323، والسابق واللاحق: 349، والمحلى لابن حزم: 2 / 141، و8 / 272، والكامل في التاريخ، انظر الفهرس، وسير اعلام النبلاء: 6 / 390، وتاريخ الاسلام: 6 / 135، والكاشف: 3 / الترجمة 5943، وديوان الضعفاء، الترجمة 4389، وتذكرة الحفاظ: 1 / 168، والعبر، انظر الفهرس، وميزان الاعتدال: 4 / الترجمة 9092، ونهاية السول، الورقة 400، وتهذيب التهذيب: 10 / 817، والتقريب: 2 / 303، وخلاصة الخزرجي: 3 / الترجمة 7526، وشذرات الذهب: 1 / 227.

ص: 418

ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وشيبان بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ النحوي وهُوَ من أقرانه، وطاووس بن كَيْسَانَ - فيما قيل، وطريف أبي سفيان السعدي، وأبي سفيان طلحة بْن نافع، وعاصم بْن كليب، وعاصم بن أَبي النجود، (س) وعامر الشعبي، وعَبد اللَّه بن أَبي حبيبة، وعبد الله بْن دينار، وعون بْن عَبد الله بْن عتبة بْن مسعود، وقابوس بن أَبي وعبد الكريم أبي أمية البَصْرِيّ، وعَبد المَلِك بن عُمَير، وعدي بن ثابت الأَنْصارِيّ، وعطاء بن أَبي رباح (ت) ، وعطاء بن السَّائِبِ، وعطية بن سعد العوفي، وعكرمة مولى ابن عباس، وعلقمة بن مرثد، وعلي بن الأقمر، وعلي بن الحسن الزراد، وعَمْرو بن دينار، وعوف بن عَبد اللَّهِ بْنِ عتبة بن مسعود، وقابوس بن أَبي ظبيان، والقاسم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن مسعود، وقتادة بن دعامة، وقيس بن مسلم الجدلي، ومحارب بن دثار، ومحمد بن الزبير الحنظلي، ومحمد بن السَّائِبِ الكلبي، وأبي جعفر مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْن علي بْن أَبي طالب، ومحمد بن قيس الهمداني، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ، ومحمد بن المنكدر، ومخول بن راشد، ومسلم البطين، ومسلم الملائي، ومعن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ومقسم، ومنصور بْن المعتمر، وموسى بْن أَبي عائشة، وناصح بن عَبْدِ اللَّهِ المحلمي، ونافع مولى ابن عُمَر، وهشام بْن عروة، وأبي غسان الهيثم بن حبيب الصراف، والوليد ابن سريع المخزومي، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِيّ، وأبي حجية يَحْيَى بن عَبد اللَّهِ الكندي، ويحيى بن عَبد اللَّهِ الجابر، ويزيد بْن صهيب الفقير، ويزيد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكوفي، ويونس بن عَبد الله بْن أَبي فروة، وأبي إِسْحَاق السبيعي، وأَبِي بَكْر بْن عَبد اللَّهِ بْن

ص: 419

أبي الجهم، وأبي جناب الكلبي، وأبي حصين الأسدي، وأبي الزبير المكي، وأبي السوار ويُقال: أبي السوداء السلمي، وأبي عون الثقفي، وأبي فروة الجهني، وأبي معبد مولى ابن عباس، وأبي يعفور العبدي.

رَوَى عَنه: إبراهيم بْن طهمان، والأبيض بن الأَغَر بن الصباح المنقري، وأسباط بن مُحَمَّد القرشي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأسد بْن عَمْرو البجلي القاضي، وإِسماعيل بن يَحْيَى الصيرفي، وأيوب بن هاني الجعفي، والجارود بن يزيد النَّيْسَابُورِيّ، وجعفر بْن عون، والحارث بن نبهان، وحبان بن علي العنزي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، والحسن بن فرات القزاز، والحسين بْن الْحَسَن بْن عطية العوفي، وحفص بْن عَبْد الرحمن البلخي القاضي، وحكام بْن سلم الرازي، وأبو مطيع الحكم بْن عَبد اللَّهِ البلخي، وابنه حماد بن أَبي حنيفة، وحمزة بن حبيب الزيات، وخارجة بن مصعب السرخسي، وداود بن نصير الطائي، وأَبُو الهذيل زفر بن الهذيل التميمي، وزيد بن الحباب العكلي، وسابق الرَّقِّيّ، وسعد بن الصلت قاضي شيراز، وسَعِيد بن أَبي الجهم القابوسي، وسَعِيد بن سلام بن أَبي الهيفاء العطار البَصْرِيّ، وسلم بن سالم البلخي، وسُلَيْمان بن عَمْرو النخعي، وسهل بن مزاحم، وشعيب بن إِسْحَاقَ الدمشقي، والصباح بن محارب، والصلت بن الحجاج الكوفي، وأبو عاصم الضحاك بْن مخلد، وعامر بن الفرات النَّسَوِيّ، وعائذ بْن حبيب، وعباد بْن العوام، وعَبد اللَّهِ بْن المبارك، وعَبد اللَّهِ بْن يَزِيدَ المقرئ، وأبو يحيى عبد الحميد بْن عَبْد الرحمن الحماني (ت) ، وعبد الرزاق بن همام،

ص: 420

وعبد العزيز بْن خالد التِّرْمِذِيّ، وعبد الكريم بْن مُحَمَّد الجرجاني، وعبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بن أَبي رواد، وعبد الوارث بْن سَعِيد، وعُبَيد اللَّه بْن الزبير القرشي، وعُبَيد الله بن عَمْرو الرَّقِّيّ، وعُبَيد الله بن مُوسَى، وعتاب بن مُحَمَّد بن شوذب، وعلي بن ظبيان الكوفي الْقَاضِي، وعلي بن عاصم الواسطي، وعلي بْن مسهر، وعَمْرو بْن مُحَمَّد العنقزي، وأَبُو قطن عَمْرو بن الهيثم القطعي، وعيسى بن يونس (س) ، وأبو نعيم الفضل بْن دكين، والفضل بْن موسى السيناني، والقاسم بن الحكم العرني، والقاسم بْن معن المسعودي، وقيس بْن الربيع، ومُحَمَّد بْن أبان العنبري الكوفي، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بْن الحسن بْن أتش الصنعاني، ومحمد بن الحسن الشيباني، ومحمد بن خالد الوهبي، ومحمد ابن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، ومحمد بْن الفضل بْن عطية، ومحمد بْن القاسم الأسدي، ومحمد بن مسروق الكوفي، ومحمد بْن يزيد الواسطي، ومروان بن سالم، ومصعب بن المقدام، والمعافى بن عِمْران الموصلي، ومكي بْن إِبْرَاهِيم البلخي، وأبو سهل نصر بْن عَبْد الكريم البلخي المعروف بالصيقل، ونصر بن عَبد المَلِك العتكي، وأَبُو غالب النضر بن عَبد اللَّهِ الأزدي، والنضر بن مُحَمَّد المروزي، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني، ونوح بن دراج الْقَاضِي، وأَبُو عصمة نوح بن أَبي مريم، وهشيم بن بشير، وهوذة ابن خليفة، والهياج بن بسطام البرجمي، ووكيع بْن الجراح، ويحيى بْن أيوب المِصْرِي، ويحيى بن نصر بن حاجب، ويحيى ابن يمان، ويزيد بن زريع، ويزيد بْن هارون، ويونس بْن بُكَيْر الشيباني، وأَبُو إسحاق الفزاري، وأَبُو حمزة السكري، وأَبُو سعد

ص: 421

الصاغاني، وأَبُو شهاب الحناط، وأَبُو مقاتل السمرقندي، والقاضي أَبُو يوسف.

قال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العِجْلِيّ (1) : أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي تيمي من رهط حمزة الزيات، وكَانَ خزازا يبيع الخز.

وَقَال مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ البكائي (2)، عن عُمَر بن حماد بن أَبي حنيفة: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى، فأما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابت عَلَى الإسلام، وكَانَ زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة، فأعتق، فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة ثم لبني قفل، وكَانَ أَبُو حنيفة خزازا، ودكانه معروف فِي دار عَمْرو بن حريث.

وَقَال إِسماعيل بْن عَبد الله بْن ميمون (3)، عَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ: كَانَ أَبُو حنيفة من أهل بابل (4) .

وَقَال النضر (5) بن مُحَمَّد المروزي، عن يَحْيَى بن النضر القرشي: كَانَ والد أبي حنيفة من نسا.

وَقَال سُلَيْمان بن الربيع (6)، عن الحارث بن إدريس: أَبُو حنيفة أصله من ترمذ.

(1) ثقاته، الورقة 54.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 324 - 325.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 325.

(4)

بقية كلامه في تاريخ الخطيب" وربما قال في قول البابلي كذا.

(5)

تاريخ الخطيب: 13 / 325.

(6)

تاريخ الخطيب: 13 / 325.

ص: 422

وَقَال أَحْمَد بْن إسحاق بْن البهلول بن حسان التنوخي الأَنْبارِيّ (1) ، عَن أبيه، عن جده: ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار.

وَقَال مكرم بن أَحْمَدَ الْقَاضِي (2) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيد اللَّهِ بْنِ شاذان المروزي، قال: حَدَّثني أَبِي، عَنْ جَدِّي، قال: سمعت إِسماعيل بن حماد بن أَبي حنيفة يَقُولُ: أنا إِسماعيل بن حماد ابن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدي فِي سنة ثمانين، وذهب ثابت إِلَى عَلِي بْن أَبي طَالِب وهُوَ صغير فدعا لَهُ بالبركة فِيهِ وفي ذريته ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أَبي طالب فينا. قال: والنعمان بن المرزبان أَبُو ثابت هو الذي أهدى لعلي بن أَبي طالب الفالوذج فِي يوم النيروز، فَقَالَ: نورزونا كل يوم.

وقِيلَ: كَانَ ذلك فِي المهرجان، فَقَالَ: مهرجونا كل يوم.

أَخبرنا بذلك يوسف بْن يعقوب الشيباني، قال: أَخبرنا زيد ابن الحسن الكندي، قال: أَخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، قال أَخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي بْن ثابت الحافظ، قال: أَخبرنا القاضي أَبُو عَبد اللَّهِ الحسين بْن علي الصيمري، قال: أَخبرنا عُمَر ابن إِبْرَاهِيمَ المقرئ، قال: حَدَّثَنَا مكرم بن أحمد، فذكره.

(1) نفسه.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 325 - 326.

ص: 423

وَقَال مُحَمَّد بن سعد العوفي (1) : سمعت يَحْيَى بن مَعِين يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ.

وَقَال صالح بن مُحَمَّد الأسدي الحافظ: سمعت يَحْيَى بن مَعِين يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ثقة فِي الحديث.

وَقَال أحمد بْن مُحَمَّد بْن القاسم بن محرز (2)، عن يحيى ابن مَعِين: كَانَ أَبُو حنيفة لا بأس بِهِ.

وَقَال مرة (3) : كَانَ أَبُو حنيفة عندنا من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هبيرة عَلَى القضاء فأبى أن يكون قاضيا.

وبالإسناد المذكور إِلَى أَبِي بَكْر الْحَافِظ، قال (4) : أَخبرنا الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قال: أَخبرنا عَلِي بْن عَمْرو الحريري أن الْقَاضِي أبا القاسم علي بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُود الصيدناني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن شجاع ابن الثلجي، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبي مالك، عَن أَبِي يوسف، قال: قال أَبُو حنيفة: لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم وأسأل عن عواقبها، فقيل: تعلم القرآن. فقلت: إِذَا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره؟ قَالُوا: تجلس فِي المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك، أو يساويك فِي الحفظ، فتذهب رئاستك. قلت: فان

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 319.

(2)

سؤالاته، الترجمة 240.

(3)

نفسه.

(4)

تاريخه: 13 / 331 - 332.

ص: 424

سمعت الحديث وكتبته حَتَّى لم يكن فِي الدنيا أحفظ مني؟ قَالُوا: إِذَا كبرت وضعفت حدثت واجتمع عليك الأحداث والصبيان ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب، فيصير عارا عليك فِي عقبك. فقلت: لا حاجة لي فِي هَذَا. ثم قلت: أتعلم النحو فقلت: إِذَا حفظت النحو والعربية ما يكون آخر أمري؟ قَالُوا: تقعد معلما، فأكثر رزقك ديناران إِلَى الثلاثة قلت: وهَذَا لا عاقبة لَهُ. قلت: فإن نظرت فِي الشعر فلم يكن أحد أشعر مني ما يكون (1) أمري؟ قَالُوا: تمدح هَذَا فيهب لك أو يحملك عَلَى دابة أو يخلع عليك خلعة، وإن حرمك هجوته فصرت تقذف المحصنات، فقلت: لا حاجة لي فِي هَذَا. قلت: فإن نظرت فِي الكلام ما يكون آخره؟ قَالُوا: لا يسلم من نظر فِي الكلام من مشنعات الكلام فيرمى بالزندقة، فإما أن تؤخذ فتقتل، وإما أن تسلم فتكون مذموما ملوما. قلت: فإن تعلمت الفقه؟ قَالُوا: تسأل وتفتى الناس وتطلب للقضاء وإن كنت شابا. قلت: ليس فِي العلوم شيء أنفع من هَذَا فلزمت الفقه وتعلمته (2) .

وبه، قال: أَخبرنا الخلال (3)، قال: أَخبرنا الحريري ان

(1) في نسخة المؤلف التي بخطه ضبب المؤلف في هذا الموضع.

(2)

هذه حكاية موضوعة مختلفة لا تصح إسنادا ولا متنا، ففي إسنادها من ليس بثقة، فمحمد بن شجاع كذاب معروف كما في الميزان (3 / الترجمة 7664) ، ثم ان أبا حنيفة رحمه الله ما طلب العلم للرئاسة والدنيا حتى يفكر مثل هذا التفكير الفاسد، ولم يكن في زمانه قد ظهر اصطلاح سماع الصبيان للحديث، بل وجد بعد ذلك بكثير، ولم يكن علم الكلام قد وجد آنذاك، فهذه كلها تدل على وضعها وتفاهة واضعها.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 332 - 333.

ص: 425

النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد بن خازم، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن حماد، عَنِ الْحَسَنِ بن زياد، عن زفر بن الهذيل، قال: سمعت أبا حنيفة يَقُولُ: كنت أنظر فِي الكلام حَتَّى بلغت فِيهِ مبلغا يشار إِلَى فِيهِ بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أَبي سُلَيْمان فجاءتني امرأة يوما (1)، فقالت لي (2) : رجل لَهُ امرأة أمه أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن (3) تسأل حمادا، ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فَقَالَ: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حَتَّى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت، فقد حلت للازاوج. فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي فِي الكلام، وأخذت نعلي فجلست إِلَى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يغيرها من الغد فأحفظها ويخطئ أصحابه. فَقَالَ: لا يجلس فِي صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة فأحببت أن أعتزله وأجلس فِي حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي، وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد، فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله، فجئت فجلست معه، فجاءه فِي تلك الليلة نعي قرابة لَهُ قد مات بالبصرة، وترك مالا، ولَيْسَ لَهُ وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حَتَّى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوأبي،

(1) قوله: يوما" سقط من المطبوع من تاريخ الخطيب.

(2)

قوله: لي" سقط من المطبوع ايضا.

(3)

قوله: أن" كذلك سقط من المطبوع.

ص: 426

فغاب شهرين، ثم قدم فعرضت عَلَيْهِ المسائل، وكانت نحوا من ستين مسألة، فوافقني فِي أربعين، وخالفني فِي عشرين، فآليت عَلَى نفسي أن لا أفارقه حَتَّى يموت، فلم أفارقه حَتَّى مات (1) .

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ (2)، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي، قال: حَدَّثني أبي، قال: قال أَبُو حنيفة: قدمت البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فِيهِ، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت عَلَى نفسي أن لا أفارق حمادا حَتَّى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة.

وبه، قال: أَخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر الداوودي (3)، قال: أَخبرنا عُبَيد الله بن أَحْمَد بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، قال: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني، قال: سمعت أبا حنيفة يَقُولُ: رأيت رؤيا فأفزعتني (4) ، رأيت كأني أنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت البصرة، فأمرت رجلا يسأل محمد بن سيرين، فسأله، فَقَالَ: هَذَا رجل ينبش أخبار رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وبِهِ، قال: أَخبرنا الْحَسَن بْن أَبي بَكْر (5)، قال: حَدَّثَنَا محمد

(1) قال الإمام الذهبي متعقبا هذه الحكاية: الله أعلم بصحتها (السير: 6 / 398) .

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 333.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 334 - 335.

(4)

في المطبوع من تاريخ الخطيب زاد في هذا الموضع كلمة: حتى.

(5)

تاريخ الخطيب: 13 / 336 - 337.

ص: 427

ابن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن الصواف، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد المروزي، قال: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قال: حَدَّثَنَا أَبُو وهب مُحَمَّد ابن مزاحم، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بن المبارك يَقُولُ: لولا أن الله

عزوجل أغاثني بأبي حنيفة، وسفيان كنت كسائر الناس.

وبه، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بْنُ القاسم الشاهد (1) بالبصرة، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ المادرائي، قال: أَخبرنا أَحْمَدُ بْنُ زهير إجازة، قال: أَخْبَرَنِي سُلَيْمان بن أَبي شيخ.

(ح) قال: وأخبرني أَبُو بشر (2) الوكيل، وأَبُو الفتح الضبي، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ بْن صدقة الفرائضي، وهَذَا لفظ حديثه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبي خيثمة (3)، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار، قال: قيل للقاسم بْن معن بْن عَبْد الرحمن ابن عَبد اللَّهِ بْنِ مسعود: ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة؟ قال: ما جلس الناس إِلَى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة، وَقَال لَهُ القاسم: تعال معي إليه، فجاء فلما جاء إليه لزمه، وَقَال: ما رأيت مثل هَذَا.

زاد الفرائضي: قال سُلَيْمان: وكَانَ أَبُو حنيفة ورعا سخيا.

وبه، قال: أَخبرنا البرقاني (4)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو العباس بْن

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 337.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 337.

(3)

تحرف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: أحمد بن خيثمة.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 337 - 338.

ص: 428

حمدان لفظا قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصباح، قال: سمعت الشافعي مُحَمَّد بن إدريس، قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك فِي هَذِهِ السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته. وبه، قال: حَدَّثَنِي الصوري (1)، قال: أَخبرنا الخصيب بْن عَبد اللَّهِ الْقَاضِي بمصر، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الطرسوسي، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ جابر البزاز، قال: سمعت جعفر بن مُحَمَّد بن عيسى بن نوح يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عيسى ابن الطباع يَقُولُ: سمعت روح بن عبادة يقول: كنت عند ابن جُرَيْج سنة خمسين يعني ومئة، وأتاه موت أبي حنيفة، فاسترجع، وتوجع، وَقَال: أي علم ذهب؟ قال: ومات فيها ابن جُرَيْج.

وبه، قال: أَخبرنا الخلال (2)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي بْن عَفَّان، قال: حَدَّثَنَا ضرار بن صرد، قال: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ قال: سفيان أحفظ للحديث، وأَبُو حنيفة أفقه.

وبه، قال: أَخبرنا الخلال (3)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي بْن عَفَّان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كريب، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بن المبارك يقول.

(ح) قال: وأخبرني مُحَمَّد (4) بن أَحْمَدَ بن يعقوب، قال:

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 238.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 242.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 242.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 242 - 243.

ص: 429

أَخبرنا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بن الفضل المذكر، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سَعِيد المروزي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو حمزة يَعْلَى بن حمزة، قال: سمعت أبا وهب مُحَمَّد بن مزاحم يَقُول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بْن أَبي رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بْن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.

وبه، قال: أَخبرنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ (1)، قال: أَخبرنا عثمان بْن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو حمزة المروزي، قال: سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزي، قال: قال عَبد اللَّهِ يعني ابن المبارك: إِذَا اجتمع سفيان، وأَبُو حنيفة فمن يقوم لهما عَلَى فتيا.

وبه، قال: أَخبرنا الحسين (2) بْن علي بْن محمد المعدل، قال: حَدَّثَنَا علي بْن الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني (3)، قال: حَدَّثَنَا الوليد بْن شجاع، قال: حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن شقيق، قال: كان عَبد الله بْن المبارك يَقُولُ: إِذَا اجتمع هذان عَلَى شيء فذاك قوي. يعني: الثوري، وأبا حنيفة.

وبه، قال: أَخبرنا أبو نعيم (4) الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 243.

(2)

نفسه.

(3)

في المطبوع من تاريخ الخطيب زاد في هذا الموضع: قال: حَدَّثَنَا أحمد بْن زهير.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 243.

ص: 430

ابن إبراهيم بن علي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَة الحراني، قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعت ابْن المبارك يقول: إن كَانَ أحد ينبغي لَهُ أن يقول برأيه، فأبو حنيفة ينبغي لَهُ أن يقول برأيه.

وبه، قال: حدثني عبدا لباقي (1) بن عبد الكريم، قال: أَخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُمَر الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبي الربيع، قال: سمعت بشر بن الحارث يَقُولُ: سمعت عَبد اللَّهِ بن داود.

(ح) : قال جدي: وحدثنيه إبراهيم بن هاشم، قال بشر: حدثنيه عَنِ ابْنِ دَاوُدَ، قال: إِذَا أردت الآثار، أو قال الحديث وأحسبه قال: والورع، فسفيان. وإِذَا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة.

وبه، قال: أَخبرنا الخلال (2)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بن شهاب العبدي، قال: حَدَّثَنَا جندل بن والق، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بشر، قال: كنت أختلف إِلَى أبي حنيفة وإلى سفيان، فآتى أبا حنيفة فيقول لي: من أين جئت؟ فأقول: من عند سفيان، فيقول: لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة والأسود حضرا لاحتاجا إِلَى مثله. فأتي سفيان فيقول: من أين جئت؟ فأقول من عند أبي حنيفة فيقول: لقد جئت من عند أفقه أهل الارض.

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 343 - 344.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 344.

ص: 431

وبه، قال: أَخبرنا عَلِيُّ (1) بْنُ القاسم البَصْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إسحاق المادرائي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قال: حَدَّثَنَا بكر بن يَحْيَى بن زبان، عَن أبيه، قال: قال لي أَبُو حنيفة: يا أهل البصرة أنتم أورع منا ونحن أفقه منكم.

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو نعيم الحافظ (2)، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم ابن عَبد اللَّهِ الأصبهاني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قال: حَدَّثَنَا الجوهري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قال: كَانَ أَبُو حنيفة صاحب غوص فِي المسائل.

وبه، قال: أَخبرنا الجوهري (3)، قال: أَخبرنا مُحَمَّد بْن عِمْران المرزباني، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الخصيبي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو مسلم الكجي إبراهيم بن عَبد اللَّهِ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سَعِيد أَبُو عَبد اللَّهِ الكاتب، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بْن دَاوُد الخريبي يَقُولُ: يجب عَلَى أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة فِي صلاتهم. قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه.

وبه قال: أَخبرنا الخلال (4)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد البلخي، قال: سمعت شداد بن حكيم يَقُولُ: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة.

(1) نفسه.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 345.

ص: 432

وَقَال النخعي (1) : حَدَّثَنَا إِسماعيل بْنُ مُحَمَّد الفارسي، قال: سمعت مكي بن إِبْرَاهِيمَ ذكر أبا حنيفة، فَقَالَ: كَانَ أعلم أهل زمانه.

وبه، قال: أَخبرنا العتيقي (2)، قال: أَخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُمَر بْن نَصْر بْن مُحَمَّد الدِّمَشْقِيّ بها، قال: حَدَّثني أَبِي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بْن علي بْن سَعِيد الْقَاضِي، قال: سمعت يَحْيَى بن مَعِين يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بن سَعِيد القطان يَقُولُ: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. قال يَحْيَى بن مَعِين: وكَانَ يَحْيَى بن سَعِيد يذهب فِي الفتوى إِلَى قول الكوفيين ويختار قوله من أقوالهم ويتبع رأيه من بين أصحابه.

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ (3)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن إِبْرَاهِيم بْن علي، قال: سمعت حمزة بن علي البَصْرِيّ يَقُولُ: سمعت الربيع يَقُولُ: سمعت الشافعي يَقُولُ: الناس عيال عَلَى أبي حنيفة فِي الفقه.

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو طَاهِرٍ (4) مُحَمَّدُ بْنُ علي بن مُحَمَّد بن يوسف (5) الواعظ، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن يَحْيَى الدقاق، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ أَبُو إسحاق البخاري،

(1) نفسه.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 345 - 346.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 346.

(4)

نفسه.

(5)

قوله: يوسف" في المطبوع من تاريخ الخطيب: يونس".

ص: 433

قال: حَدَّثَنَا عباس بن عزير أَبُو الْفَضْلِ القطان، قال: حَدَّثَنَا حرملة ابن يَحْيَى، قال: سمعت مُحَمَّد بن إدريس الشافعي يَقُولُ: الناس عيال على هؤلاء الخمسة: من أراد أن يتبحر فِي الفقه فهو عيال عَلَى أبي حنيفة، قال: وسمعته، يعني الشافعي - يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ممن وفق لَهُ الفقه، ومن أراد أن يتبحر فِي الشعر فهو عيال على زهير بْن أَبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على مُحَمَّد بْن إسحاق، ومن أراد أن يتبحر فِي النحو فهو عيال على الكسائي، ومن أراد أن يتبحر فِي تفسير القرآن فهو عيال عَلَى مقاتل بن سُلَيْمان.

وبه، قال: أَخبرنا عَلِيّ بْن المحسن المعدل (1)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الكاغدي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين البلخي، قال: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عَمْرو (2) يَقُولُ: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عَلَيْهِ صلاة الفجر بوضوء (3) العشاء أربعين سنة، فَكَانَ عامة الليل يقرأ جميع القرآن فِي ركعة واحدة، وكَانَ يسمع بكاؤه بالليل حَتَّى يرحمه جيرانه وحفظ عَلَيْهِ أنه ختم القرآن فِي الموضع الذي توفي فيه سبعين ألف (4) مرة.

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 354.

(2)

تحرف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: أسد بن عُمَر.

(3)

في المطبوع من تاريخ الخطيب" بوضوء صلاة العشاء.

(4)

في المطبوع من تاريخ الخطيب: سبعة آلاف". وهو الاولى الذي كتب بحاشية نسخة المؤلف، الذي قد يصدق!

ص: 434

وبه، قال: أَخبرنا الحسين (1) بْن مُحَمَّد أَخُو الخلال، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن مُحَمَّد بن حمدان المهلبي ببخارى، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا قيس بن أَبي قيس، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حرب المروزي، قال: حَدَّثَنَا إِسماعيل بْن حماد بْن أَبي حنيفة، عَن أبيه، قال: لما مات أبي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله قال: رحمك الله غفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك وفضحت القراء.

وبه قال: أَخبرنا الخلال (2)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن (3) بْن مكرم، قال: حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، عَن أَبِي يوسف، قال: بينا أنا أمشي مَعَ أبي حنيفة إذ سمعت (4) رجلا يقول لرجل: هَذَا أَبُو حنيفة لا ينام الليل، فَقَالَ أَبُو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل، فَكَانَ يَحْيَى الليل صلاة ودعاء وتضرعا.

وَقَال النخعي أيضا (5) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفان، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حفص البزاز، قال: سمعت حفص بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سمعت مسعر بن كدام يَقُولُ: دخلت ذات ليلة المسجد،

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 354.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 355.

(3)

في نسخة المؤلف التي بخطه ضبب عليها المؤلف.

(4)

في المطبوع من تاريخ الخطيب: إد سمع.

(5)

تاريخ الخطيب: 13 / 356.

ص: 435

فرأيت رجلا يصلي، فاستمليت (1) قراءته، فقرأ سبعا، فقلت: يركع، ثم قرأ الثلث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ القرآن حَتَّى ختمه كله فِي ركعة، فنظرت فإذا هو أَبُو حنيفة.

وَقَال النخعي أيضا (2) : حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن رستم المروزي، قال: سمعت خارجة بن مصعب يَقُولُ: ختم القرآن فِي ركعة (3) أربعة من الأئمة: عثمان ابن عفان، وتميم الداري، وسَعِيد بن جبير، وأَبُو حنيفة.

قال: وَقَال إبراهيم بن مخلد: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الباهلي، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن نصر، قال: كَانَ أَبُو حنيفة ربما ختم القرآن فِي شهر رمضان ستين ختمة!

وَقَال النخعي أيضا (4) : حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْنُ الربيع، قال: حَدَّثَنَا حبان بن مُوسَى، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بن المبارك يَقُولُ: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها، فقالوا: أَبُو حنيفة. قال: وَقَال سُلَيْمان بن الربيع: سمعت مكي بن إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: جالست الكوفيين فما رأيت منهم أورع من أبي حنيفة.

وَقَال النخعي أيضا (5) : حَدَّثَنَا الحسين بن الحكم الحبري،

(1) في نسخة المؤلف التي بخطه ضبب عليها المؤلف وفي المطبوع من تاريخ الخطيب: فاستحليت.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 356 - 357.

(3)

تحرف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: الكعبة.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 357 - 358.

(5)

تاريخ الخطيب: 13 / 358.

ص: 436

قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حفص البزاز، قال: كَانَ حفص بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَرِيك أبي حنيفة وكَانَ أَبُو حنيفة يجهز عَلَيْهِ فبعث إليه فِي رفقة بمتاع وأعلمه أن فِي ثوب كذا وكذا عيبا، فإذا بعته فبين، فباع حفص المتاع ونسي أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أَبُو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.

وبه، قال: أَخبرنا الْحَسَن (1) بْن أَبي بَكْر، قال: حَدَّثَنَا محمد ابن أَحْمَدَ بْن الْحَسَن الصواف، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد المروزي، قال: سمعت حامد بن آدم يَقُول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن المبارك يَقُولُ: ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة، وقد جرب بالسياط والأموال.

قال: وَقَال مَحْمُود بن مُحَمَّد المروزي (2) : سمعت إِبْرَاهِيم بْن عَبد اللَّهِ الخلال ذكروا لَهُ عن حامد بن آدم أنه قال: سمعت عَبد اللَّهِ بن المبارك يَقُولُ: ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة. فَقَالَ: من رأيي أن أخرج إِلَى حامد فِي هَذَا الحديث الواحد أسمعه منه.

وبه، قال: أَخبرنا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ الواسطي (3)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ حماد بن سُفْيَانَ بالكوفة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّد بن الفرزدق الفزاري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبد اللَّهِ عَمْرو بن أَحْمَدَ بن عَمْرو بن السرح بمصر، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيْمان الجعفي الكوفي،

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 359.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 358 - 359.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 326.

ص: 437

قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ معبد، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد اللَّهِ بْن عَمْرو الرَّقِّيّ، قال: كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلي (1) قضاء الكوفة، فأبى عَلَيْهِ، فضربه مئة سوط وعشرة أسواط فِي كل يوم عشرة أسواط، وهُوَ عَلَى الإمتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله.

وبه، قال: أَخبرنا التنوخي (2)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ الدوري، قال: أَخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ أَخُو أبي الليث الفرائضي، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أَبي شيخ، قال: حدثني الربيع ابن عاصم مولى بني فزارة، قال: أرسلني يزيد بن عُمَر بن هبيرة، فقدمت بأبي حنيفة فأراده عَلَى بيت المال، فأبى، فضربه أسواطا.

وبه، قال: أَخبرنا الخلال (3)، قال: أَخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا سوادة بن عَلِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا خارجة بن مصعب بن خارجة، قال: سمعت مغيث بن بديل يَقُولُ: قال خارجة بن مصعب: أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة آلاف درهم، فدعى ليقبضها، فشاورني، وَقَال: هَذَا رجل أن رددتها عَلَيْهِ غضب وإن قبلتها دخل علي فِي ديني ما أكره، فقلت: إن هَذَا المال عظيم فِي عينه، فإذا دعيت لتقبضها فقل: لم يكن هَذَا أملي من أمير المؤمنين. فدعى ليقبضها، فَقَالَ ذلك، فرفع إليه خبره، فحبس الجائزة. قال: فَكَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يشاور فِي أمره غيري.

(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب: أن يلي له.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 127.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 359 - 360.

ص: 438

وَقَال النخعي (1) أيضا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن عَلِي بْن عَفَّان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبد المَلِك الدقيقي، قال: سمعت يزيد بن هارون يَقُولُ: أدركت الناس فما رأيت أحدا أعقل ولا أفضل ولا أورع من أبي حنيفة.

وَقَال النخعي أيضا (2) : حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قال: سمعت محمد ابن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، قال: كَانَ أَبُو حنيفة يتبين عقله فِي منطقه ومشيه ومدخله ومخرجه.

وبه، قال: أَخبرنا الحسين (3) بْن علي الحنيفي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زهير، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْن أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار، قال: ما رأى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا إكراما لأصحابه. قال حجر: كَانَ يقال: إن دوي الشرف أتم عقولا من غيرهم.

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ (4)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرازي، قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا إِسماعيل بْن حماد بْن أَبي حنيفة، قال: كَانَ لنا جار طحان رافضي، وكَانَ لَهُ بغلان سمى أحدهما أبا بكر والآخر عُمَر، فرمحه ذات ليلة أحدهما

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 364.

(2)

نفسه.

(3)

تاريخ الخطيب: 13 / 360.

(4)

تاريخ الخطيب: 13 / 364.

ص: 439

فقتله، فأخبر أَبُو حنيفة، فَقَالَ: انظروا البغل الذي رمحه الذي سماه عُمَر، فنظروا فَكَانَ كذلك! وبه، قال: أَخبرنا الحسين (1) بْن علي الحنيفي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْن الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا أحمد بْن زهير، قال: أَخْبَرَنِي سُلَيْمان بن أَبي شيخ، قال: قال مساور الوراق:

كنا من الدين قبل اليوم فِي سعة • حَتَّى ابتلينا بأصحاب المقاييس.

قاموا من السوق إذ قلت مكاسبهم • فاستعملوا الرأي عند الفقر والبؤس.

أما العريب فأمسوا لا عطاء لهم • وفي الموالي علامات المغاليس.

فلقيه أَبُو حنيفة فَقَالَ: هجوتنا، نحن نرضيك، فبعث إليه بدراهم، فَقَالَ:

إِذَا ما أهل مصر بادهونا • بداهية من الفتيا لطيفة

أتيناهم بمقياس صحيح • صليب من طراز أبي حنيفة.

إِذَا سمع الفقيه بِهِ حواه • وأثبته بحبر فِي صحيفة

وبه، قال: أَخبرنا أبو القاسم (2) الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن عُمَر الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عَبد اللَّهِ بن المبارك أبا حنيفة:

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 362.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 350.

ص: 440

رأيت أبا حنيفة كل يوم • يزيد نبالة ويزيد خيرا

وينطق بالصواب ويصطفيه • إِذَا ما قال أهل الجور جورا.

يقايس من يقايسه بلب • فمن ذا تجعلون لَهُ نظيرا.

كفانا فقد حماد وكانت • مصيبتنا بِهِ أمرا كبيرا.

فرد شماتة الأعداء عنا • وأبدى بعده علما كثيرا.

رأيت أبا حنيفة حين يؤتى • ويطلب علمه بحرا غزيرا.

إِذَا ما المشكلات تدافعتها • رجال العلم كَانَ بها بصيرا.

وبه، قال: أَخبرنا عَلِيّ (1) بْن القاسم البَصْرِيّ الشاهد، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إسحاق المادرائي، قال: ذكر أَبُو دَاوُدَ يعني السجستاني ولم أسمعه منه، عن نصر بن عَلِيٍّ، قال: سمعت ابن داود يقول: الناس فِي أبي حنيفة حاسد وجاهل وأحسنهم عندي حالا الجاهل.

وبه، قال: أَخبرنا مُحَمَّد (2) بْن الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الأهوازي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي بالأهواز، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عزرة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الحارثي، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن دَاوُد يقول: الناس فِي أبي حنيفة رجلان: جاهل بِهِ وحاسد لَهُ.

وبه، قال: أَخبرنا الأهوازي (3)، قال: أَخبرنا محمد بن اسحاق

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 367.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

ص: 441

الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد الواسطي، قال: حَدَّثَنَا سفيان ابن وكيع، قال: سمعت أبي يقول: دخلت عَلَى أبي حنيفة فرأيته مطرقا مفكرا، فَقَالَ لي: من أين أقبلت (1) ؟ من عند شَرِيك، ورفع رأسه، وأنشأ يقول:

أن يحسدوني فإني غير لائمهم • قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم مابي وما بهم • ومات أكثرنا غيظا بما يجد

قال وكيع: وأظنه كان بلغه عنه شئ.

وبه، قال: أَخبرنا مُحَمَّد (2) بْن أحمد بْن رزق، قال: أَخبرنا أَحْمَدُ بْنُ شعيب البخاري، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى القمي، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد (3) قاضي الري، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: كنا عن ابن عائشة، فذكر حديثا لأبي حنيفة، فَقَالَ بعض من حضر: لا نريده، فَقَالَ لهم: أما إنكم لو رأيتموه لأردتموه، وما أعرف لَهُ ولكم مثلا إلا ما قال الشاعر:

أقلوا عليهم ويلكم لا أبالكم من اللوم • أو سدوا المكان الذي سدوا.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي عبدا لباقي بن عبد الكريم بن عُمَر

(1) ضبب المؤلف في هذا الموضع، لورودها هكذا، وفي المطبوع من تاريخ الخطيب: قلت:.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 368.

(3)

ضبب المؤلف في هذا الموضع في نسخته التي بخطه، وهي كذلك في تاريخ الخطيب الذي ينقل منه.

ص: 442

المؤدب (1)، قال: أَخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، قال: حَدَّثَنَا جدي، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سهل، قال: سمعت يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، قال: سَمِعْتُ يزيد ابن هارون يقول، وذكر أبا حنيفة، فَقَالَ: أَبُو حنيفة رجل من الناس خطؤه كخطأ الناس، وصوابه كصواب الناس.

وبه، قال: أَخبرنا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بن الفضل الصيرفي (2)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق الصغاني، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مَعِين، قال: سمعت عُبَيد بن أَبي قرة يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بن ضريس يَقُولُ: شهدت سفيان وأتاه رجل، فَقَالَ لَهُ: ما تنقم عَلَى أبي حنيفة؟ قال: وماله؟ قال: سمعته يقول: آخذ بكتاب الله، فما لم أجد فبسنة رَسُول اللَّهِ، فما لم أجد فِي كتاب الله ولا فِي سنة رَسُول اللَّهِ أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم وأدع من شئت منهم ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فأما إِذَا انتهى الأمر أو جاء إِلَى إبراهيم، والشعبي، وابن سيرين، والحسن، وعطاء، وسَعِيد بن المُسَيَّب وعدد رجالا، فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا. قال: فسكت سفيان طويلا، ثم قال كلمات برأيه ما بقي أحد فِي المجلس إلا كتبه (3) : نسمع الشديد من

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 369.

(2)

تاريخ الخطيب: 13 / 368.

(3)

ضبب المؤلف في هذا الموضع، لورودها هكذا.

ص: 443

الحديث فنخافه، ونسمع اللين فنرجوه، ولا نحاسب الأحياء، ولا نقضي عَلَى الأموات، نسلم ما سمعنا، ونكل ما لا نعلم إِلَى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم.

قد ذكرنا فيما مضى أن مولد أبي حنيفة كَانَ فِي سنة ثمانين، وذكرنا عن روح بن عبادة وغيره أن وفاته كانت فِي سنة خمسين ومئة.

وكذلك قال أَبُو نُعَيْمٍ (1) ، والهيثم بْن عدي (2) ، وقعنب بْن المحرر (3) ، وسَعِيد بْن كثير (4) بْن عفير فِي آخرين، وهُوَ المحفوظ.

زاد ابن عفير: فِي رجب.

وزاد الهيثم: ببغداد.

وَقَال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي خيثمة (5) عَن يحيى بْن مَعِين: مات سنة إحدى وخمسين ومئة.

وَقَال مكي بن إِبْرَاهِيمَ البلخي (6) : مات سنة ثلاث وخمسين ومئة، ولقيته بالكوفة، وببغداد، وبمكة.

وَقَال أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ الأَسلميّ (7) : حَدَّثَنَا الحسن بن يوسف

(1) تاريخ الخطيب: 13 / 421.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

نفسه.

(5)

تاريخ الخطيب: 13 / 422.

(6)

تاريخ الخطيب: 13 / 422.

(7)

تاريخ الخطيب: 13 / 422 - 423.

ص: 444

الرجل الصالح، قال: يوم مات أَبُو حنيفة صلى عَلَيْهِ ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عَلَيْهِ ابنه حماد، وغسله الحسن بن عمارة ورجل آخر (1) .

روى له التِّرْمِذِيّ في كتاب" العلل" من" جامعه" قوله: ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي، ولا أفضل من عطاء بن أَبي رباح.

وروى له النَّسَائي (2) حديث أبي رزين، عَنِ ابْنِ عباس، قال: ليس عَلَى من أتى بهيمة حد.

6440 -

خت م 4: النعمان بن راشد الجزري (3) ، أبو

(1) أَبُو حنيفة النعمان بْن ثابت امام كبير من الأئمة، فقيه عظيم من فقهاء الاسلام، وقد تكلم فيه بعض الناس وتطاولوا عليه بسبب الرأي، وزعموا ان الإمام الذهبي ترجمه في" الميزان" وهي ترجمة مدسوسة، ففي خزانة كتبي نسخة المؤلف التي بخطه، مصورة، وليس فيها ترجمته. وهو وان لم يكن من المعنيين بالدراسات الحديثية أو التفرع للحديث رواية ودراية كغيره من اعلام المحدثين في زمانه، لكنه فقيه الاسلام غير مدافع، فينظر إليه من هذا الجانب، من غير تعصب.

(2)

السنن الكبرى كما في تحفة الاشراف (6176) .

(3)

تاريخ الدوري: 2 / 608، وابن طهمان، الترجمة 171، وابن الجنيد، الترجمة 742، 784، وعلل ابن المديني: 75، 76، وعلل أحمد: 1 / 137، و2 / 36، 136، 251، وتاريخ البخاري الكبير: 8 / الترجمة 2248، وتاريخه الصغير: 2 / 68، وضعفاؤه الصغير، الترجمة 371، والمعرفة ليعقوب: 1 / 253، 345، 370، و2 / 453، 760، وتاريخ واسط: 66، وضعفاء النَّسَائي، الترجمة 587، وضعفاء العقيلي، الورقة 218، والجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2060، وثقات ابن حبان: 7 / 532، والكامل لابن عدي: 3 / الورقة 169، وثقات ابن شاهين، الترجمة 1476، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 183، والمحلى لابن حزم: 6 / 121، ورجال البخاري للباجي: 2 / 776، والجمع لابن القيسراني: 2 / 532، =

ص: 445

إسحاق الرَّقِّيّ، مولى بني أمية.

قال البخاري (1)، وغيره: إنه أَخُو إسحاق بن راشد.

وأنكر ذلك أَحْمَد بن حَنْبَلٍ (2) ، وغيره.

وَقَال أَبُو حاتم (3) : لم يصح عندي أنه أخوه.

رَوَى عَن: زيد بن أَبي أنيسة، وعَبد الله بن مسلم بن شهاب (خت) أخي الزُّهْرِيّ، وعَبد المَلِك بن أَبي محذورة، ومحمد بن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (خت م 4) ، وميمون بْن مهران.

رَوَى عَنه: جرير بن حازم (م ت س ق) ، وحماد بْن زيد (د س) ، وزيد بن حبان، وعبد الرحمن بْن ثابت بْن ثوبان، وعَبد المَلِك بن جُرَيْج (س) وهُوَ من أقرانه، ووهيب بن خالد (خت س) .

قال علي بن المديني (4) : ذكر يَحْيَى بن سَعِيد القطان النعمان ابن راشد فضعفه جدا.

= وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 164، والكاشف: 3 / الترجمة 5944، وديوان الضعفاء الترجمة 4390، والمغني: 2 / الترجمة 6651، وتذهيب التهذيب: 4 / الورقة 101، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 31، وتاريخ الاسلام: 5 / 308، وميزان الاعتدال: 4 / الترجمة 9093، ونهاية السول، الورقة 401، وتهذيب التهذيب: 10 / 452، والتقريب: 2 / 304، وخلاصة الخزرجي: 3 / الترجمة 7527.

(1)

تاريخه الكبير: 8 / الترجمة 2248.

(2)

انظر العلل ومعرفة الرجال: 2 / 136.

(3)

الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2060.

(4)

نفسه.

ص: 446

وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْنِ حنبل (1) : سَأَلتُ أبي عنه، فَقَالَ: مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير (2) .

وَقَال معاوية بن صالح (3) عَن يحيى بْن مَعِين: ضعيف.

وكذلك قال عباس الدُّورِيُّ (4) عَن يَحْيَى.

وَقَال فِي موضع آخر (5) : لَيْسَ بشيءٍ (6) .

وقَال البُخارِيُّ (7) : فِي حديثه وهم كثير، وهُوَ صدوق في الاصل.

(1) الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2060.

(2)

وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد عَن أبيه ايضا: والنعمان بن راشد ليس بقوي في الحديث تعرف فيه الضعف. (العلل ومعرفة الرجال: 2 / 251) .

(3)

ضعفاء العقيلي، الورقة 218.

(4)

تاريخه: 2 / 608.

(5)

نفسه.

(6)

وَقَال الدوري عنه ايضا: ثقة. (تاريخه: 2 / 608) . وَقَال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن مَعِين يقول: النعمان بن راشد ضعيف الحديث. قلت: ضعيف فيما روى عن الزُّهْرِيّ وحده؟ قال: عن الزُّهْرِيّ وعن غير الزُّهْرِيّ هو ضعيف الحديث. (سؤالاته، الترجمة 742) . وَقَال ابن الجنيد أيضا: سمعت يحيى بن مَعِين يقول: النعمان بن راشد جزري، وإسحاق بن راشد جزري، ليس بأخيه، ولا بينهما قرابة ولا رحم. قلت ليحيى: أيهما أعجب إليك؟ قال: ليس هما في الزُّهْرِيّ بذاك. قلت ففي غير الزُّهْرِيّ؟ قال: ليس باسحاق بأس. (سؤالاته، الترجمة 784) . وَقَال ابن طهمان عَنه: محمد بن أَبي حفصة ليس بذاك القوي، مثل النعمان بن راشد في الزُّهْرِيّ (الترجمة 171) . وَقَال أبو بكر: سمعت ابن مَعِين يقول: النعمان بن راشد ثقة. (رجال البخاري للباجي: 2 / 777) .

(7)

تاريخه الكبير: 8 / الترجمة 2248.

ص: 447