الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر التعريض:
تعريض مدح أبي بكر يقدّمني
…
في سبق حُليِّهم مع موصليهم
هذا النوع -أعني التعريض- نوع لطيف في بابه، وهو عبارة عن أن يكني المتكلم بشيء عن آخر، لا يصرح به، ليأخذه السامع لنفسه ويعلم المقصود منه، كقول القائل: ما أقبح البخل، فيعلم أنك أردت أن تقول له: أنت بخيل. وكقول بعضهم للآخر: لم تكن أمي زانية، يعرض بأن أمه زانية، والتعريض نوع من الكناية، ومن أمثلته الشعرية قول الحجاج، يعرض بمن تقدمه من الأمراء:
لست براعي إبل ولا غنم
…
ولا بجزار على ظهر وضم1
والشواهد على هذا النوع كثيرة، ولكن أردت أن أجعل العمدة فيه على بيتي المنتظم في سلك بديعيتي، فإنه من الأمثلة البديعة، وليس في هذا النوع له مثال، ولكن نبدأ ببيت الشيخ صفي الدين رحمه الله لأجل الترتيب، وهو:
ومن أتى ساجدًا لله ساعته
…
ولم يكن ساجدًا في العمر للصنم
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله قوله:
تطويل تعريض شانئهم يعظمهم
…
والرفض أقبح شيء موجب الأضم2
1 الوضم: الخشبة التي يقطع عليها الجزار اللحم.
2 الشانئ: المبغض والكاره. الأضم: الحقد والعداوه.
وبيتي الذي أطنبت في وصفه، هو قولي بعد:
جمعت مؤتلفًا فيه ومختلفًا
…
مدحًا وقصرت عن أوصاف شيخهم
تعريص مدح أبي بكر يقدمني
…
في سبق حليهم مع موصليهم