الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر المجاز:
وهو المجاز إلى الجنات إن عمرت
…
أبياته بقبول سابغ النعم
المجاز: هو عبارة عن تجوز الحقيقة، فإن المراد منه أن يأتي المتكلم بكلمة يستعملها في غير ما وضعت له في الحقيقة في أصل اللغة، هذا رأي السكاكي وأصحاب المعاني والبيان، وقال البديعيون: المجاز عبارة عن تجوز الحقيقة، بحيث يأتي المتكلم إلى اسم موضوع لمعنى فيخصه، إما أن يجعله مفردًا بعد أن كان مركبًا، أو غير ذلك من وجوه الاختصاص.
والمجاز جنس يشتمل على أنواع كثيرة، كالاستعارة والمبالغة والإرداف والتمثيل والتشبيه، وغير ذلك مما عدل فيه عن الحقيقة الموضوعة للمعنى المراد. وهذه الأنواع وإن كانت من المجاز، فكونها متعددة لخلوها عن معنى زائد عن تجوز الحقيقة، كالاستعارة والتشبيه وبقية ما ذكره من الأنواع، فلما لم يكن له غير تجوز الحقيقة اختصارًا، أفرد باسم المجاز إذ لا يليق به غيره.
وعمل الشريف الرضي كتابًا سماه: "مجاز القرآن" ومات قبل استيفائه، ومن أمثلته الشعرية قول العتابي:
يا ليلة لي بحوّارين ساهرة
…
حتى تكلم في الصبح العصافير
قوله: ساهرة، مجاز.
وبيت الشيخ صفي الدين قوله:
صالوا فنالوا الأماني من مرادهم
…
ببارق في سوى الهيجاء لم يشم
المجاز في بيت الشيخ صفي الدين في لفظة بارق.
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم. وبيت الشيخ عز الدين قوله:
أحيا فؤادي مجازي نحو حجرته
…
وقد دهشت لجمع فيه مزدحم
وبيت بديعيتي تقدمه قولي: إني تجردت لمدح النبي صلى الله عليه وسلم وقلت بعده في المجاز:
وهو المجاز إلى الجنات إن عمرت
…
أبياته بقبول سابغ النعم