الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض الْمَوَاضِع. وَذَلِكَ إِذا قلت: إِن زيدا وَالله ليقومن لِأَن النُّون تخلص للاستقبال.
وَقد تدخل عَلَيْهِ اللَّام وَحدهَا وَلَا يلْتَفت إِلَى اللّبْس إِلَّا أَن ذَلِك قَلِيل جدا بَابه الشّعْر نَحْو)
قَوْله: انْتهى.
وَأنْشد بعده: يَمِينا لنعم السيدان وجدتما على أَن نعم إِذا وَقعت جَوَاب قسم لَا يربطها بالقسم إِلَّا اللَّام وَحدهَا كَمَا هُنَا. وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتِّينَ بعد السبعمائة وَفِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْخمسين بعد الْمِائَة.
-
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)
(حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفة فَاجر
…
لناموا فَمَا إِن من حَدِيث وَلَا صالي)
على أَن قَوْله: لناموا جَوَاب الْقسم وَجَاز الرَّبْط بِاللَّامِ من غير قد لضَرُورَة الشّعْر وَيجب تَقْدِير قد بعد اللَّام لِأَن لَام الِابْتِدَاء لَا تدخل على الْمَاضِي الْمُجَرّد. وَفِيه أُمُور: أَحدهَا: كَيفَ يَصح دَعْوَى الضَّرُورَة مَعَ قَوْله قبل: فَإِن كَانَ الْفِعْل الْمَاضِي مثبتاً فَالْأولى الْجمع بَين اللَّام وَقد. وَهل فِيهِ إِلَّا ترك الأولى وَلم يقل أحد إِنَّه ضَرُورَة.
على أَنه قد جَاءَ فِي أفْصح الْكَلَام قَالَ تَعَالَى: وَلَئِن أرسلنَا ريحًا فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَن أقَاتل فِي سَبِيل الله فأقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل أخرجه البُخَارِيّ.
-
وَفِي الحَدِيث عَن امْرَأَة من غفار أَنَّهَا قَالَت: وَالله لنزل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِلَى الصُّبْح فَأَنَاخَ.
وَفِي حَدِيث سعيد بن زيد أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول: من أَخذ شبْرًا من الأَرْض ظلما الحَدِيث.
وَإِنَّمَا فِي ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا: أَنَّهَا أحد الجائزين ذكرهَا أكثري وحذفها كثير وَذهب إِلَيْهِ الزَّمَخْشَرِيّ وَغَيره.
قَالَ فِي الْمفصل: وَلَام جَوَاب الْقسم فِي نَحْو: وَالله لَأَفْعَلَنَّ وَتدْخل على الْمَاضِي كَقَوْلِك: وَالله لكذب.)
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: حَلَفت لَهَا بِاللَّه الْبَيْت. وَالْأَكْثَر أَن تدخل عَلَيْهِ قد كَقَوْلِك: وَالله لقد خرج. انْتهى.
وَقَالَ ابْن مَالك فِي شرح التسهيل: إِن كَانَ الْفِعْل متصرفاً فالأكثر أَن يقْتَرن بِاللَّامِ مَعَ قد كَقَوْلِه تَعَالَى: تالله لقد آثرك الله علينا وَقد يَسْتَغْنِي بِاللَّامِ فِي النثر وَالنّظم. ثمَّ أورد الْآيَة وَالْأَحَادِيث وَالشعر.
ثَانِيهَا: أَنَّهَا لابد مِنْهَا إِمَّا لفظا وَإِمَّا تَقْديرا كالماضي الْوَاقِع حَالا. قَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة لَام الْقسم تدخل على فعلين أَحدهمَا الْمَاضِي
كَقَوْلِه تَعَالَى: تالله لقد آثرك الله علينا وَرُبمَا حذفت اللَّام قَالَ تَعَالَى: قد أَفْلح من زكاها أَي: لقد أَفْلح. وَقد حذفت قد كَقَوْلِه: حَلَفت بِاللَّه حلفة فَاجر الْبَيْت
أَي: لقد نَامُوا. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: قَالَ الْجَمِيع: حق الْمَاضِي الْمُثبت المجاب بِهِ الْقسم أَن يقرن بِاللَّامِ.
وَقد قيل فِي: أَصْحَاب الْأُخْدُود: إِنَّه جَوَاب الْقسم على إِضْمَار اللَّام وَقد جَمِيعًا للطول.
وَقَالَ: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفةً
…
...
…
... . الْبَيْت أَي: لقد نَامُوا. فأضمر قد.
قَالَ ابْن جني: وَأما قَوْله تَعَالَى: وَلَئِن أرسلنَا ريحًا الْآيَة. فَقَالَ الْخَلِيل: مَعْنَاهَا ليظلن فأوقع الْمَاضِي موقع الْمُسْتَقْبل.
وَقَالَ ابْن هِشَام: زعم قوم أَن قد هُنَا مضمرة وَهُوَ سَهْو لِأَن ظلوا مُسْتَقْبل لِأَنَّهُ مُرَتّب على الشَّرْط وساد مسد جَوَابه فَلَا سَبِيل فِيهِ إِلَى قد إِذْ الْمَعْنى ليظلن. وَلَكِن النُّون لَا تدخل فِي الْمَاضِي.
ثَالِثهَا: إِن كَانَ الْمَاضِي قَرِيبا من زمن الْحَال أدخلت عَلَيْهِ اللَّام وَقد نَحْو: تالله لقد آثرك الله علينا. وَإِن كَانَ بعيداُ من زمن الْحَال أدخلت عَلَيْهِ اللَّام وَحدهَا كَهَذا الْبَيْت. وَهَذَا مَذْهَب ابْن عُصْفُور وَمن تبعه.
-
قَالَ ابْن هِشَام: وَالظَّاهِر فِي الْآيَة وَالْبَيْت عكس مَا قَالَ إِذْ المُرَاد فِي الْآيَة: لقد فضلك الله علينا بِالصبرِ وسيرة الْمُحْسِنِينَ وَذَلِكَ مَحْكُوم بِهِ فِي الْأَزَل وَهُوَ متصف بِهِ مذ عقل. وَالْمرَاد فِي)
الْبَيْت أَنهم نَامُوا قبل مَجِيئه.
أَقُول وَرُبمَا أوردهُ إِنَّمَا هُوَ بِحَسب نفس الْأَمر فيهمَا وَأما بِحَسب الْوُقُوع والظهور فزمان الإيثار حَالي قطعا. وَمُرَاد الشَّاعِر أَنهم استغرقوا فِي النّوم لَا أَنهم فِي أول النّوم. وَهَذِه الْإِرَادَة كَاذِبَة فِي نفس الْأَمر وَإِنَّمَا قَالَهَا للْمَرْأَة لتأمن انتباههم فتطاوعه. وَيدل على مَا قُلْنَا قَوْله: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفة فَاجر وَلَو كَانَ مُرَاده أَنهم فِي أَوَائِل نومهم لنفرها عَن المطاوعة. فَتَأمل.
الْأَمر الثَّانِي: أَنه ذكر جَوَاز الِاقْتِصَار على أَحدهمَا فِي طول الْكَلَام فأفهم أَنه لَا يجوز حذف أَحدهمَا دون الطول وحذفهما مَعَ الطول.
أما الأول فقد قَالَ أَبُو حَيَّان فِي شرح التسهيل: لَا حَاجَة إِلَى قيد الطول فقد جَاءَ فِي كَلَام الفصحاء حذف اللَّام وإبقاء قد.
قَالَ زُهَيْر:
(تالله قد علمت نفس إِذا قذفت
…
ريح الشتَاء بيُوت الْحَيّ بالعنن)
وَقَالَ أَيْضا: تالله قد علمت سراة بني ذبيان عَام الْحَبْس والأصر
وَأما الثَّانِي فَجَائِز حذفهما كَقَوْلِه تَعَالَى: قتل أصحب الْأُخْدُود وَهُوَ جَوَاب قَوْله: وَالسَّمَاء ذَات البروج.
الْأَمر الثَّالِث: لم يعادل اللَّام مَعَ رُبمَا أَو بِمَا كَمَا عادلها مَعَ قد وَقد عادلها ابْن مَالك بهما أَيْضا.
قَالَ فِي التسهيل: وَلَا يَخْلُو دون استطالة الْمَاضِي الْمُثبت المجاب بِهِ من اللَّام مقرونة بقد أَو رُبمَا أَو بِمَا مرادفتها إِن كَانَ متصرفاً وَإِلَّا فَغير مقرونة. وَقد يَلِي لقد أَو لبما الْمُضَارع الْمَاضِي وَمثل فِي شَرحه للام المقرونة بربما فِي الْمَاضِي بقول الشَّاعِر:
…
(لَئِن نزحت دَار للبنى لربما
…
غنينا بِخَير والديار جَمِيع)
وَبقول عمر بن أبي ربيعَة:
(فلئن بَان أَهله
…
لبما كَانَ يؤهل)
وَمثل فِي الْمُضَارع بلقد قَول الشَّاعِر:)
(لَئِن أمست ربوعهم يباباً
…
لقد تَدْعُو الْوُفُود لَهَا وفودا)
وبلبما قَول الآخر:
(فلئن تغير مَا عهِدت وأصبحت
…
صدقت فَلَا بدل وَلَا ميسور)
(لبما يساعف فِي اللِّقَاء وَليهَا
…
فَرح بِقرب مزارها مسرور)
وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي لبما: إِن الْبَاء سَبَبِيَّة وَمَا مَصْدَرِيَّة وَيقدر بعد اللَّام فعل أَي: لبان بِمَا كَانَ يؤهل.
الْأَمر الرَّابِع: لم يذكر حكم اللَّام مَعَ مَعْمُول الْمَاضِي إِذا تقدم عَلَيْهِ هَل يَكْتَفِي بهَا أَو يجوز ضم قد إِلَيْهَا. وَكَأَنَّهُ سكت عَنهُ ليعلم حكمه بِالْقِيَاسِ إِلَى مَعْمُول الْمُضَارع إِذا تقدم فَإِنَّهُ يجب الِاكْتِفَاء بِاللَّامِ.
قَالَ ابْن مَالك فِي التسهيل: وَيجب الِاسْتِغْنَاء بِاللَّامِ الدَّاخِلَة على مَا تقدم من مَعْمُول الْمَاضِي كَمَا استغني بالداخلة على مَا تقدم من مَعْمُول الْمُضَارع. وَمثل لَهُ فِي شَرحه بقول أم حَاتِم:
…
(لعمري لقدماً عضني الْجُوع عضةً
…
فآليت أَن لَا أمنع الدَّهْر جائعا)
قَالَ: وَقد اجْتمع شذوذان فِي قَول عَامر بن قدامَة:
(فلبعده لَا أخلدن وَمَا لَهُ
…
بدل إِذا انْقَطع الإخاء فودعا)
أَحدهمَا: عدم الِاسْتِغْنَاء بتقدم اللَّام عَن النُّون. وَالثَّانِي: دُخُولهَا على جَوَاب منفي فَلَو كَانَ مثبتاً لَكَانَ دُخُولهَا عَلَيْهِ مَعَ تقدم اللَّام أسهل.
الْأَمر الْخَامِس: قَوْله: إِن هَذِه اللَّام لَام الِابْتِدَاء لَا تدخل على الْمَاضِي الْمُجَرّد فَلَا بُد من تَقْدِير قد مُخَالف لكَلَام ابْن السراج قَالَ فِي الْأُصُول فِي بَاب إِن وَأَخَوَاتهَا: وَإِذا كَانَ خبر إِن فعلا مَاضِيا لم يجز أَن تدخل عَلَيْهِ اللَّام الَّتِي تدخل على خَبَرهَا إِذا كَانَ اسْما فَلَا تَقول: إِن زيدا لقام وَأَنت تُرِيدُ هَذِه اللَّام لِأَن هَذِه اللَّام لَام الِابْتِدَاء. إِلَى أَن قَالَ: فَإِن قَالَ قَائِل: أَرَانِي أَقُول: لأقومن ولينطلقن فأبدأ بِاللَّامِ وأدخلها على الْفِعْل قيل لَهُ: لَيست هَذِه اللَّام تِلْكَ اللَّام. هَذِه تلحقها النُّون وتلزمها وَلَيْسَت الْأَسْمَاء دَاخِلَة فِي هَذَا الضَّرْب وَإِنَّمَا سَمِعت وَالله لقام زيد.
-
لناموا فَمَا إِن من حَدِيث وَلَا صالي فَهَذِهِ اللَّام الَّتِي تكون مَعهَا النُّون غير مُقَدّر فِيهَا الِابْتِدَاء. تَقول: قد علمت أَن زيدا ليقومن)
وَأَن زيدا لقام فَلَا تكسر إِن كَمَا كنت تكسرها فِي قَوْلك: أشهد إِن مُحَمَّدًا لرَسُول الله.
انْتهى.
وَقَالَ ابْن عُصْفُور: وَمن النَّاس من زعم أَنه لابد من قد ظَاهِرَة أَو مقدرَة فَإِنَّهُ قَاس ذَلِك على اللَّام الدَّاخِلَة على خبر إِن فَكَمَا لَا تدخل تِلْكَ اللَّام على الْمَاضِي فَكَذَلِك هَذِه اللَّام عِنْده.
وَذَلِكَ بَاطِل لِأَن لَام إِن إِنَّمَا لم يجز دُخُولهَا على الْمَاضِي لِأَن قياسها أَن لَا تدخل على الْخَبَر إِلَّا إِذا كَانَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى نَحْو: إِن زيدا ليقوم فَيقوم يشبه قَائِما لِأَن هَذِه اللَّام هِيَ لَام الِابْتِدَاء فَلَمَّا تعذر دُخُولهَا على الْمُبْتَدَأ دخلت فِي الْخَبَر الَّذِي هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى أَو مَا أشبه مَا هُوَ الْمُبْتَدَأ فِي الْمَعْنى.
وَلَيْسَ كَذَلِك اللَّام الَّتِي فِي جَوَاب الْقسم. وَأَيْضًا فَإِن قد تقرب من الْحَال فَإِذا أردنَا الْقسم على الْمَاضِي الْبعيد من زمن الْحَال لم يجز الْإِتْيَان بهَا. انْتهى.
وَكَلَام ابْن السراج نَص مدلل لَا دَافع لَهُ وَهُوَ إِمَام الْبَصرِيين كسيبويه. وَلَيْسَ وَرَاء عبادان قَرْيَة.
وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة لامرئ الْقَيْس مطْلعهَا:
وَقد شرحنا فِي مَوَاضِع مُتعَدِّدَة خَمْسَة وَعشْرين بَيْتا من أَولهَا إِلَى هُنَا. وَبعده:
(فَأَصْبَحت معشوقاً وَأصْبح بَعْلهَا
…
عَلَيْهِ القتام كاسف الْحَال والبال)
وَقَوله: فَمَا إِن من حَدِيث
…
... . إِلَخ إِن زَائِدَة مُؤَكدَة للنَّفْي وَكَذَلِكَ من.
وَحَدِيث يحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى الْكَلَام فَيقدر مُضَاف أَي: ذِي حَدِيث وَيحْتَمل أَن يكون صفة بِمَعْنى محادث كالعشير بِمَعْنى المعاشر.
وصالي من
صلي بالنَّار إِذا قرب مِنْهَا وَدفع بحرارتها ألم الْبرد. وَحَدِيث مَرْفُوع تَقْديرا على أَنه مُبْتَدأ وسوغ الِابْتِدَاء بِهِ تقدم النَّفْي وَخَبره مَحْذُوف أَي: مستيقظ.
والبعل: الزَّوْج. وَأَرَادَ بالقتام سَواد الْعرض. والكاسف: الْمُتَغَيّر.
ذكر ابْن الْحباب السَّعْدِيّ فِي كتاب مساوي الْخمر أَن امْرأ الْقَيْس لما كَانَ منادماً لقيصر رَأَتْهُ ابْنَته فعشقته وراسلها فَصَارَ إِلَيْهَا وفيهَا قَالَ: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفة فَاجر الْبَيْت مَعَ أَبْيَات أخر وَلم يزل يصير إِلَيْهَا إِلَى أَن أخبر بذلك أَصْحَابه وَفِيهِمْ الطماح بن قيس الْأَسدي فَقَالَ لَهُ: ائتنا بأمارة. فَأَتَاهُ بقارورة من طيب الْملك وَذَلِكَ بِفضل سكره.)
وَكَانَ أَبُو امْرِئ الْقَيْس قد قتل قيسا أَبَا الطماح فتحيل الطماح حَتَّى أَخذهَا فأنفذ بهَا إِلَى قَيْصر وَأخْبرهُ بِالْحَدِيثِ فَعرفهُ وَعلم صِحَّته. ثمَّ إِن امْرِئ الْقَيْس نَدم على إفشاء سره إِلَى الطماح فَفِي ذَلِك يَقُول:
(إِذا الْمَرْء لم يخزن عَلَيْهِ لِسَانه
…
فَلَيْسَ على شَيْء سواهُ بخزان)
فَلَمَّا ذهب امْرُؤ الْقَيْس بالجيش الَّذِي أمده بِهِ قَيْصر أَتَى الطماح إِلَى قَيْصر وَقد تغير على امْرِئ الْقَيْس فَقَالَ: أَيهَا الْملك أهلكت جَيْشًا بعثته مَعَ المطرود الَّذِي قتل أَبوهُ وَأهل بَيته وَمَا تُرِيدُ إِلَى نَصره وَكلما قتل بعض الْعَرَب بَعْضًا كَانَ خيرا لَك. قَالَ: فَمَا الرَّأْي قَالَ: أَن تدارك جيشك وترده وتبعث إِلَى امْرِئ الْقَيْس بحلة مَسْمُومَة. فَفعل فَدخل امْرُؤ الْقَيْس الْحمام فاطلى ولبسها وَقد رق جلده لقروح كَانَت بِهِ فتساقط لَحْمه. ورد قَيْصر جَيْشه وَقدم امْرُؤ الْقَيْس أنقرة فَأَقَامَ بهَا يعالج قروحه إِلَى أَن هلك بهَا.