المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثالث بعد الثمانمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١٠

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثمانمانة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

الفصل: ‌(الشاهد الثالث بعد الثمانمائة)

(لعمري مَا الديباج خرقت وَحده

ولكنما خرقت جلد الْمُهلب)

فأحضر الْمُهلب حبيباً وَقَالَ: صدق زِيَاد مَا خرقت إِلَّا جلدي تبْعَث عَليّ هَذَا فيهجوني.

-

وَفِي تَارِيخ الذَّهَبِيّ: أَن زياداً شهد فتح إصطخر مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَطَالَ عمره وَحدث عَن أبي مُوسَى وَعبد الله بن عمر وَحدث عَنهُ طَاوُوس وَغَيره. وَله وفادة على هِشَام بن عبد الْملك. وامتدح عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب.

وَأنْشد بعده: رُبمَا تكره النُّفُوس.

هُوَ قِطْعَة من بَيت من قصيدة لأمية بن أبي الصَّلْت وَهُوَ: رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأُم ر لَهُ فُرْجَة كحل العقال وَتقدم شَرحه مفصلا فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الأربعمائة.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

(فَذَلِك إِن يلق الْمنية يلقها

حميدا وَإِن يسْتَغْن يَوْمًا فَرُبمَا)

على أَنه قد يحذف الْفِعْل بعد رُبمَا وَالتَّقْدِير: رُبمَا يتَوَقَّع ذَلِك.

ص: 9

وَقدره بَعضهم: رُبمَا أعانك أَو هُوَ معِين لَك.

(لحا الله صعلوكاً مناه وهمه

من الدَّهْر أَن يلقى لبوساً ومطعما)

(ينَام الضُّحَى حَتَّى إِذا اللَّيْل جنه

تبيت مسلوب الْفُؤَاد مورما)

(وَلَكِن صعلوكاً يساور همه

ويمضي على الهيجاء ليثاً مصمما)

(فَذَلِك إِن يلق الكريهة يلقها

حميدا وَإِن يسْتَغْن يَوْمًا فَرُبمَا)

قَالَ صَاحب الأغاني: هَذَا الشّعْر يُقَال إِنَّه لعروة بن الْورْد وَيُقَال هُوَ لحاتم الطَّائِي وَهُوَ الصَّحِيح.

أَقُول: أَبْيَات عُرْوَة رائية وَلَيْسَت هَذِه لَهُ.

ولحاتم قصيدة على هَذَا الروي وَلَيْسَ فِيهَا هَذِه الأبيات وفيهَا مَا يشبهها وَهُوَ:

(وليل بهيم قد تسربلت هوله

إِذا اللَّيْل بالنكس الضَّعِيف تجهما)

(وَلنْ يكْسب الصعلوك مَالا وَلَا غنى

إِذا هُوَ لم يركب من الْأَمر مُعظما.)

(يرى الخمص تعذيباً وَإِن يلق شبعةً

يبت قلبه من قلَّة الْهم مُبْهما)

(وَلَكِن صعلوكاً يساور همه

ويمضي على الْأَيَّام والدهر مقدما)

ص: 10

.

(يرى رمحه ونبله ومجنه

وَذَا شطب لين المهزة مخذما)

(وأحناء سرج قاتر ولجامه

معداً لَدَى الهيجاء طرفا مسوما)

وَرَأَيْت فِي ذيل أمالي القالي أبياتاً على هَذَا النمط غير معزوة لقائلها وَهِي:

(لحا الله صعلوكاً إِذا نَالَ مذقةً

توسد إِحْدَى ساعديه فهوما)

(مُقيما بدار الذل غير مناكر

إِذا ضيم أغضى جفْنه ثمَّ برشما)

(يلوذ بأذراء المشاريب طامعاً

يرى الْمَنْع والتعبيس من حَيْثُ يمما)

(يضن بِنَفس كدر الْبُؤْس عيشها

وجود بهَا لَو صانها كَانَ أحزما)

(فَذَاك الَّذِي إِن عَاشَ عَاشَ بذلة

وَإِن مَاتَ لم يشْهد لَهُ النَّاس مأتما)

(بأرضك فاعرك جلد جَنْبك إِنَّنِي

رَأَيْت غَرِيب الْقَوْم لَحْمًا موضما))

وَالله أعلم بقائل أَبْيَات الشَّاهِد.

ص: 11

وَقَوله: لحا الله صعلوكاً أَي: قبحه الله وشوهه. والصعلوك بِالضَّمِّ: من لَا يملك شَيْئا.

واللبوس: اللبَاس.

وجنه اللَّيْل: ستره. ومورماً: منتفخاً من الْغم. يَعْنِي: قبح الله الصعلوك الَّذِي يكسل عَن اكْتِسَاب مَا يَكْفِيهِ.

ويساور يواثب. والهم: أول الْعَزْم وَهُوَ إِرَادَة الشَّيْء بِدُونِ فعله. والهم: الْحزن أَيْضا. وَاللَّيْث: الْأسد. والمصمم: الْمَاضِي فِي عزمه لَا يثنيه شَيْء وَقَوله: فَذَلِك أَي: ذَلِك الصعلوك الَّذِي يساور همه وَلَا يثنيه شَيْء عَن الْغَزْو للغنائم إِن أَدْرَكته الْمنية قبل بُلُوغ الأمنية لقيها مَحْمُودًا إِذْ كَانَ قد فعل مَا وَجب عَلَيْهِ وَأقَام عذره فِي مَطْلُوبه باستفراغ الوسع فِي السَّعْي لَهُ.

وَإِن نَالَ الْغنى يَوْم فكثيراً مَا يحمد أمره. فالمحذوف بعد رب هُوَ مَا ذَكرْنَاهُ بعد كثيرا. وَهُوَ الْمُنَاسب للمعنى لَا مَا تقدم.

وَخبر قَوْله: وَلَكِن صعلوكاً مَحْذُوف يقدر بعد تَمام الْبَيْت أَي: وَهُوَ الْمَدْعُو لَهُ بِالْخَيرِ والممدوح عِنْد النَّاس بِدَلِيل مَا قبله وَهُوَ لحا الله صعلوكاً إِلَخ فَإِنَّهُ ضد لَهُ وَتَكون الجملتان يساور ويمضي صفتين لصعلوك وَيكون قَوْله: فَذَلِك إِن يلق

. إِلَخ تَفْصِيلًا لجِهَة الدُّعَاء والمدح.

فَذَلِك مُبْتَدأ وَالْجُمْلَة الشّرطِيَّة خَبره.

وَقَالَ شرَّاح الحماسة مِنْهُم المرزوقي: قَوْله: إِن يلق الْمنية خبر قَوْله: وَلَكِن صعلوكاً كَمَا لَو انْفَرد عَن قَوْله فَذَلِك لكنه لما ترَاخى الْخَبَر عَن الْمخبر عَنهُ وتباعد الْمُقْتَضى عَن الْمُقْتَضِي لَهُ أَتَى بقوله: فَذَلِك مُشِيرا بِهِ إِلَى الصعلوك فَصَارَ إِن يلق خَبرا عَنهُ. وساغ ذَلِك لِأَن المُرَاد بِالْأولِ وَالثَّانِي شَيْء وَاحِد. هَذَا كَلَامه.

ص: 12

وَقد وَقع هَذَا الْبَيْت فِي شعر عُرْوَة بن الْورْد بقافية رائية كَذَا:

أَي: إِن نَالَ الْغنى يَوْمًا فَمَا أحقه بذلك وَمَا أليقه بِهِ.

وَقد اسْتشْهد بِهِ شرَّاح الألفية وَغَيرهم على أَن أَجْدَر صِيغَة تعجب حذف مِنْهُ المتعجب مِنْهُ حذفا غير قياسي إِذْ لَا يجوز ذَلِك فِي أفعل بِهِ إِلَّا إِذا كَانَ مَعْطُوفًا على آخر مَذْكُور مَعَه المتعجب مِنْهُ كَقَوْلِه تَعَالَى: أسمع بهم وَأبْصر أَي: وَأبْصر بهم. وَكَذَلِكَ التَّقْدِير فِي الْبَيْت.)

وأجدر بِهِ أَي: بالاستغناء.

وَقَالَ الْعَيْنِيّ: بِهِ أَي: بِكَوْنِهِ حميدا. فَتَأمل.

وَهَذَا الْبَيْت آخر قصيدة لعروة بن الْورْد اخْتَار مِنْهَا أَبُو تَمام ثَمَانِيَة أَبْيَات أوردهَا فِي الحماسة وَهِي:

(لحا الله صعلوكاً إِذا جن ليله

مصافي المشاش آلفاً كل مجزر)

(يعد الْغنى من نَفسه كل لَيْلَة

أصَاب قراها من صديق ميسر)

(ينَام عشَاء ثمَّ يصبح ناعساً

يحت الْحَصَا عَن جنبه المتعفر)

(يعين نسَاء الْحَيّ مَا يستعنه

ويمسي طليحاً كالبعير المحسر)

(وَلَكِن صعلوكاً صفيحة وَجهه

كضوء شهَاب القابس المتنور)

(مطلاً على أعدائه يزجرونه

بِسَاحَتِهِمْ زجر المنيح المشهر)

(فَذَلِك إِن يلق الْمنية يلقها

حميدا وَإِن يسْتَغْن يَوْمًا فأجدر)

ص: 13

وَقَوله: لحا الله صعلوكاً

إِلَخ قَالَ المرزوقي: لحا الله: كلمة تسْتَعْمل فِي السب وَأَصله اللوم والقشر.

يَقُول: زَاد الله فقرا لكل فَقير يرضى من عيشه بِأَن يطوف فِي المجازر إِذا أظلم اللَّيْل ويلتقط المشاش مِنْهَا كَأَنَّهُ يصافيها ويلازمها حبا.

وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا على وَجه الْإِنْكَار أَي: لم يقنع بذلك وَمَاله يسف لمثل هَذِه المطامع الخسيسة وَلَا يطْلب معالي الْأُمُور.

والمشاش: كل عظم هش دسم. ومصافي المشاش صفة لصعلوك وَالْإِضَافَة لفظية وَسكن الْيَاء من مصافي ضَرُورَة. والمجزر بِفَتْح الزاء وَكسرهَا: الْموضع الَّذِي ينْحَر فِيهِ الْإِبِل.

وَقَوله: يعد الْغنى

إِلَخ يَقُول: لفرحه بِمَا يَنَالهُ من كَسبه الدنيء يعد إِذا أصَاب الْقرى لَدَى صديق ولدت لَهُ شِيَاه فاتسع اللَّبن عِنْده الْغنى حَاصِلا عِنْده.

وَالْميسر: ضد المجنب يُقَال: يسر الرجل ويسرت غنمه وجنب الرجل إِذا قلت الحلوبة فِي إبِله وغنمه وأضاف الْقرى إِلَى ضمير اللَّيْلَة مجَازًا وَالْمرَاد قراه فِيهَا.

وَقَوله: ينَام عشَاء

إِلَخ يَقُول: ينَام هَذَا الصعلوك لدناءة عمته واستيلاء الكسل عَلَيْهِ ومكسبه قبل اللَّيْل لِأَن همته فِي رَاحَته وحرصه على مَا يسد جوعه بِهِ ثمَّ يَأْتِي الصَّباح عَلَيْهِ)

وَهُوَ ناعس بعد غير قَاض حَاجته من الرقاد وَلَا ضجر فِي مضطجعه بالتساقط يَنْفِي عَن جنبه مَا لصق بِهِ من الْحَصَا وَالتُّرَاب لِأَنَّهُ نَام بِلَا وطاء.

-

وَقَوله: يحت الْحَصَا أَي: يسْقطهُ فَهُوَ قريب من يحط. والعفر: التُّرَاب.

ص: 14

وَقَوله: وَلَكِن صعلوكاً

إِلَخ صفحة الرجل وصفيحته: عرض وَجهه أَي: ضوء صفحة وَجهه. يَقُول: وَلَكِن فَقِيرا مشرق الْوَجْه صافي اللَّوْن لَا يتخشع لفقره فَكَأَن ضوء وَجهه ضوء القابس أَي: ذِي القبس أَي: النَّار. والمتنور: المستضيء بضوء النَّار.

وَقَوله: مطلاً على أعدائه

إِلَخ اطل على كَذَا: أوفى عَلَيْهِ. والمنيح: قدح لَا نصيب لَهُ.

يَقُول: وَلَكِن الْفَقِير المضيء الْوَجْه الَّذِي يسْعَى فِي غناهُ فيشرف على أعدائه غازياً وهم يزجرونه وقتا بعد وَقت كَمَا يزْجر هَذَا الْقدح فِي خُرُوجه وَمَعَ ذَلِك يرد.

قَالَ التبريزي: كَانَ الأيسار يقفون عِنْد المفيض فيتكلم كل وَاحِد مِنْهُم كَأَنَّهُ يُخَاطب قدحه فيأمره بالفوز ويزجره من أَن يخيب فَذَلِك زَجره.

وَقَوله: إِذا بعدوا

إِلَخ يَقُول: لَا يأمنونه وَإِن بعدوا بل يتشوفونه تشوف الْغَائِب المنتظر.

وَأنْشد بعده وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:

(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس

إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس)

على أَن الْوَاو فِي وبلدة وَاو رب وبلدة مجرورة بِرَبّ المحذوفة.

ص: 15

وَكَذَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب مَا يضمر فِيهِ الْفِعْل الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره بعد حرف على أَن بَلْدَة جر بإضمار رب. وَجعل هَذَا تَقْوِيَة لإضمار الْفِعْل مَعَ قوته إِذْ جَازَ إِضْمَار حرف الْجَرّ مَعَ ضعفه.

وَالْوَاو عِنْده حرف عطف غير عوض من رب إِلَّا أَنَّهَا دَالَّة عَلَيْهَا وأضمرت لذَلِك وَهِي عِنْده غير عوض من رب.

وَقد أوضحه ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف وَبَينه دَلَائِل: أَن رب محذوفة وَأَن الْجَرّ بهَا وَأَن الْوَاو للْعَطْف لَا لِأَنَّهَا عوض عَنْهَا. وحقق أَن رب حرف لَا اسْم خلافًا للكوفيين فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ.

وأنشده سِيبَوَيْهٍ ثَانِيًا فِي بَاب مَا يخْتَار فِيهِ النصب لِأَن الآخر لَيْسَ من نوع الأول من أَبْوَاب الِاسْتِثْنَاء قَالَ: النصب لُغَة الْحجاز وَذَلِكَ مَا فِيهَا أحد إِلَّا حمارا جاؤوا بِهِ على معنى)

وَلَكِن حمارا وكرهوا أَن يبدلوا الآخر من الأول فَيصير كَأَنَّهُ من نَوعه.

وَأما بَنو تَمِيم فَيَقُولُونَ: لَا أحد فِيهَا إِلَّا حمَار أَرَادوا: لَيْسَ فِيهَا إِلَّا حمَار وَلكنه ذكر أحد توكيداً ليعلم أَن لَيْسَ بهَا آدَمِيّ ثمَّ أبدل فَكَأَنَّهُ قيل: لَيْسَ فِيهَا إِلَّا حمَار وَإِن شِئْت جعلته إنسانها كَقَوْلِك: مَا لي عتاب إِلَّا السَّيْف. وَمثل ذَلِك:

(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس

إِلَّا اليعافير

... . الْبَيْت)

فاليعافير بدل من أنيس.

وَكَذَا اورده الْفراء فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: إِلَّا قوم يُونُس شَاهدا

للإبدال فِي الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع على لُغَة تَمِيم.

وَكَذَا أوردهُ صَاحب الْكَشَّاف عِنْد تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: قل لَا يعلم من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض الْغَيْب إِلَّا الله.

ص: 16

والبلدة: الْقطعَة من الأَرْض وَمُطلق الأَرْض. والأنيس: من يؤنس بِهِ من النَّاس. واليعافير: جمع يَعْفُور وَهُوَ ولد الظبية وَولد الْبَقَرَة الوحشية أَيْضا.

وَقَالَ بَعضهم: اليعفور: تَيْس الظباء. والعيس: إبل بيض يخالط بياضها شقرة جمع اعيس وَالْأُنْثَى عيساء.

والبيتان من رجز لجران الْعود وأوله:

(قد نَدع الْمنزل يَا لميس

يعتس فِيهِ السَّبع الجروس)

(إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس

وبقر ملمع كنوس)

كَأَنَّمَا هن الْجَوَارِي الميس هَذَا مَا رَأَيْته فِي ديوانه.

وَقَالَ شَارِحه مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عُرْوَة الْأَزْدِيّ: لميس: اسْم امْرَأَة. ويعتس: يطْلب بِاللَّيْلِ مَا يَأْكُلهُ. والجروس: بِالْجِيم: فعول من الجرس وَهُوَ الصَّوْت الْخَفي.

وَالذِّئْب بدل من السَّبع. وَذُو لبد: الْأسد. ولبد بِكَسْر فَفتح: جمع لبدة بِكَسْر فَسُكُون وَهُوَ مَا بَين كَتفيهِ من الْوَبر المتلبد. والهموس: الْخَفِيف الْوَطْء.

ويروى:

بسابساً لَيْسَ بهَا أنيس)

بدل قَوْله: وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس.

فَلَا شَاهد فِيهِ وَهُوَ جمع بسبس وَهُوَ القفر والملمع: الَّذِي فِيهِ لمع جمع لمْعَة وَهِي بَيَاض وَسَوَاد. والكنوس: المتخذة كناساً. والكناس: مأوى الظباء وبقر الْوَحْش.

والجواري: جمع جَارِيَة. والميس: جمع ميساء من الميس وَهُوَ التَّبَخْتُر فِي الْمَشْي.

(دَار لليلى خلق لبيس

لَيْسَ بهَا من أَهلهَا أنيس)

(إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس

وبقر ملمع كنوس)

ص: 17

والخلق: الداثر الدارس. واللبيس: المتلبس على من كَانَ يعرفهُ فَلَا يتحققه.

ورأيته أَيْضا فِي كتاب أَبْيَات الْمعَانِي بِخَط أبي الْفَتْح بن جني وَعَلِيهِ إجَازَة بِخَط أبي عَليّ الْفَارِسِي كتبهَا لِابْنِ جني لما قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ تأليف أبي عُثْمَان الأشنانداني سعيد بن هَارُون من رِوَايَة ابْن دُرَيْد كَذَا:

(يَا لَيْتَني وَأَنت يَا لميس

فِي بلد لَيْسَ بِهِ أنيس)

إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس وعَلى هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ لَا شَاهد فِيهِ.

وجران الْعود لقب شَاعِر من بني ضنة بن نمير بن عَامر بن صعصعة. والجران

بِكَسْر الْجِيم.

وَالْعود بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَآخره دَال مُهْملَة هُوَ المسن من الْإِبِل.

كتب ياقوت بن عبد الله الْحَمَوِيّ فِي حَاشِيَة مُخْتَصر جمهرة ابْن الْكَلْبِيّ: وَمن بني ضنة بن نمير: جران الْعود الشَّاعِر واسْمه عَامر بن الْحَارِث بن كلفة وَقيل: كلدة.

وَإِنَّمَا سمي جران الْعود لقَوْله يُخَاطب امرأتيه:

(خُذ حذرا يَا ضرتي فإنني

رَأَيْت جران الْعود قد كَاد يصلح)

والجران: بَاطِن الْعُنُق الَّذِي يَضَعهُ الْبَعِير على الأَرْض إِذا مد عُنُقه لينام وَكَانَ يعْمل مِنْهُ الأسواط. فَهُوَ يهددهما. انْتهى.

ص: 18

وَكتب أَيْضا فِي الْهَامِش الدَّاخِل: وَمن بني ضنة بن نمير جران الْعود صَاحب الضرتين اللَّتَيْنِ ضربتاه وخنقتاه فَعمد إِلَى جمل فنحره وسلخ جرانه وَهُوَ جلد مَا بَين اللبة إِلَى اللحيين من بَاطِن ثمَّ مرنه وَجعل مِنْهُ سَوْطًا وَهُوَ يَقُول:)

عَمَدت لعود فالتحيت جرانه

...

... . الْبَيْتَيْنِ فَسُمي جران الْعود وَذهب اسْمه فَلَا يعرف. انْتهى.

وضنة بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون.

قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء كَانَ جران الْعود والرحال خدنين

فَتزَوج كل وَاحِد مِنْهُمَا امْرَأتَيْنِ فلقيا مِنْهُمَا مَكْرُوها فَقَالَ جران الْعود قصيدةً يذمهما ويشكو مِنْهُمَا تقدم مِنْهَا بيتان.

وَمِنْهَا:

(أَلا لَا تغرن امْرأ نوفلية

على الرَّأْس بعدِي أَو ترائب وضح)

(وَلَا فَاحم يسقى الدهان كَأَنَّهُ

أساود يزهيها لعينك أبطح)

وفيهَا يَقُول:

(جرت يَوْم جِئْنَا بالركاب نزفها

عِقَاب وتشحاج من الطير متيح)

(فَأَما الْعقَاب فَهِيَ منا عُقُوبَة

وَأما الْغُرَاب فالغريب المطوح)

(هِيَ الغول والسعلاة حلقي مِنْهُمَا

مكدح مَا بَين التراقي مجرح)

(خذا نصف مَالِي واتركا لي نصفه

وَبينا بذم فالتعزب أروح)

ص: 19