الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن وَمَا يستصحبه الْمُسَافِر من الْمَتَاع والأثاث. وَغير هُنَا للاستثناء الْمُنْقَطع.
وَالْمعْنَى قرب الارتحال لَكِن إبلنا لم تذْهب بمتاعنا إِلَى الْآن مَعَ عزمنا على الرحيل وَكَأَنَّهَا ذهبت. فجملة قد زَالَت بهَا المحذوفة فِي مَحل رفع خبر لكأن. وقد تروى بِكَسْر دالها للروي وبتنوينه للترنم أَي: لقطعه فَإِن الترنم هُوَ التَّغَنِّي والتغني يحصل بِأَلف الْإِطْلَاق لقبولها لمد الصَّوْت فِيهَا فَإِذا أنشدوا وَلم يترنموا جاؤوا بِهَذَا التَّنْوِين.
وبهذين الْوَجْهَيْنِ أوردهُ ابْن هِشَام فِي موضِعين من الْمُغنِي.
وَنقل ابْن الملا فِي شَرحه عَن ابْن جني فِي الخصائص أَن الرِّوَايَة هُنَا قدي بِمَعْنى حسبي وَالْيَاء ضمير لَا حرف إِطْلَاق. وَعَلِيهِ يكون خبر كَأَن مُفردا
لَا جملَة وَيكون اسْمهَا ضمير الترحل أَي: كَأَنَّهُ قدي أَي: كَأَن ذَلِك الترحل حسبي.
وَالْبَيْت من قصيدة للنابغة الذبياني تقدم فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعِشْرين بعد الْخَمْسمِائَةِ.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
(تمشي بهَا الدرماء تسحب قصبها
…
كَأَن بطن حُبْلَى ذَات أونين متئم)
على أَن كَأَن إِذا وَقع بعْدهَا مُفْرد فاسمها يكون غير ضمير شَأْن. وَالتَّقْدِير: كَأَن بَطنهَا بطن حُبْلَى. وَإِنَّمَا عدل عَن ضمير الشَّأْن لِأَن خَبره لَا يكون إِلَّا جملَة.
وَهَذَا الْبَيْت ثَانِي بَيْتَيْنِ أوردهما ابْن دُرَيْد عَن أبي عُثْمَان سعيد بن هَارُون الأشنانداني فِي كتاب أَبْيَات الْمعَانِي قَالَ: أَنْشدني لرجل من بني سعد بن زيد مَنَاة:
(وخيفاء ألْقى اللَّيْث فِيهَا ذراعه
…
فسرت وَسَاءَتْ كل ماش ومصرم)
تمشي بهَا الدرماء تسحب قصبها
…
...
…
...
…
الْبَيْت خيفاء: رَوْضَة فِيهَا رطب ويبيس وهما لونان: أَخْضَر وأصفر. وكل لونين خيف وَبِه سمي الْفرس إِذا كَانَت إِحْدَى عينيها كحلاء وَالْأُخْرَى زرقاء. وَسمي الْخيف خيفاً لِأَن فِيهِ حِجَارَة سُودًا وبيضاً.
-
وَقَوله: ألْقى اللَّيْث فِيهَا ذراعه يَقُول: مطرَت بِنَوْء الذِّرَاع وَهِي ذِرَاع الْأسد فسرت الْمَاشِي أَي: صَاحب الْمَاشِيَة وَسَاءَتْ المصرم: الَّذِي لَا مَال لَهُ لِأَن الْمَاشِي يرعيها مَاشِيَته والمصرم يتلهف على مَا يرى من حسنها وَلَيْسَ لَهُ مَا يرعيها.
وَقَوله: تمشي بهَا الدرماء يَعْنِي الأرنب وَإِنَّمَا سميت الدرماء لتقارب خطوها وَذَلِكَ لِأَن الأرانب تدرم درماً تقَارب خطوها وتخفيه لِئَلَّا يقص
أَثَرهَا فَيُقَال: درماء. وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: دارمة.
وَقَوله: تسحب قصبها وَهَذَا مثل. والْقصب: المعى مَقْصُور وَالْجمع أقصاب.
وَإِنَّمَا أَرَادَ بالقصب الْبَطن بِعَيْنِه واستعاره. يَقُول: فالأرنب قد عظم بَطنهَا من أكل الْكلأ وسمنت فَكَأَنَّهَا حُبْلَى. والأونان: العدلان.
يَقُول: كَأَن عَلَيْهَا عَدْلَيْنِ لخُرُوج جنبيها وانتفاجهما. وَيُقَال: أون الْحمار وَغَيره إِذا شرب حَتَّى ينتفخ جنباه. انْتهى.
ونقلته من نُسْخَة بِخَط أبي الْفَتْح عُثْمَان بن جني وَعَلَيْهَا خطّ أبي عَليّ الْفَارِسِي فِي أَولهَا وَآخِرهَا بِالْإِجَازَةِ لَهُ وَرَوَاهَا عَن ابْن دُرَيْد عَن الأشنانداني. وَكَذَا شرحهما عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ فِي شرح نقد الشّعْر لقدامة.)
وَقَوله: فِيهَا رطب ويبيس الرطب بِضَم الرَّاء: المرعى الْأَخْضَر من بقول الرّبيع.
وَبَعْضهمْ يَقُول: الرّطبَة كغرفة: الخلا وَهُوَ الغض من الْكلأ. واليبيس من النَّبَات على فعيل: مَا يبس مِنْهُ. والنوء: سُقُوط نجم من الْمنَازل فِي الْمغرب مَعَ الْفجْر وطلوع رقيبه من
الْمشرق يُقَابله من سَاعَته إِلَى ثَلَاثَة عشر يَوْمًا. وَهَكَذَا كل نجم مِنْهَا إِلَى انْقِضَاء السّنة.
وَكَانَت الْعَرَب تضيف الأمطار والرياح وَالْحر وَالْبرد إِلَى السَّاقِط مِنْهَا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِلَى الطالع مِنْهَا فِي سُلْطَانه فَتَقول: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا. وذراع الْأسد: كوكبان نيران ينزلهما الْقَمَر.
وَاللَّيْث من أَسمَاء الْأسد. والْمَاشِيَة: المَال من الْإِبِل وَالْغنم وَبَعْضهمْ يَجْعَل الْبَقر من الْمَاشِيَة. وَمَشى