الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)
لواحق الأقراب فِيهَا كالمقق على أَن الْكَاف فِيهِ زَائِدَة. قَالَ ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة: المقق: الطول وَلَا يُقَال فِي الشَّيْء كالطول إِنَّمَا يُقَال: فِيهِ طول فَكَأَنَّهُ قَالَ: فِيهَا مقق أَي: طول. انْتهى.
وَالْبَيْت لرؤبة بن العجاج. قَالَ الْأَصْمَعِي فِي شَرحه: هُوَ مثل قَوْلهم: هُوَ كذي الْهَيْئَة أَي: هُوَ ذُو هَيْئَة.
وَكَذَا قَالَ ابْن السراج فِي الْأُصُول وَأَبُو عَليّ فِي البغداديات قَالَ: وَأما مَجِيء الْكَاف حرفا زَائِدا لغير معنى التَّشْبِيه فكقولهم فِيمَا حدّثنَاهُ عَن أبي الْعَبَّاس: فلَان كذي الْهَيْئَة يُرِيدُونَ فلَان ذُو لواحق الأقراب فِيهَا كالمقق أَي: فِيهَا مقق لِأَنَّهُ يصف الأضلاع بِأَن فِيهَا طولا وَلَيْسَ يُرِيد أَن شَيْئا مثل الطول نَفسه.
وَمِنْه: لَيْسَ كمثله شَيْء.
وَمِنْه أَيْضا: أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة تَقْدِيره: أَرَأَيْت الَّذِي حَاج إِبْرَاهِيم فِي ربه وَالَّذِي مر على قَرْيَة. انْتهى.
قَالَ أَبُو حَيَّان: وَحكى الْفراء انه قيل لبَعض الْعَرَب: كَيفَ تَصْنَعُونَ الأقط قَالَ: كهين يُرِيد هيناً. وَمن زيادتها قَول بَعضهم: كمذ أخذت فِي حَدِيثك جَوَابا لمن قَالَ لَهُ: مذ كم لم تَرَ فلَانا يُرِيد: مذ أخذت. انْتهى.
وَمِنْه يعلم أَنه لَا وَجه لتخصيص زيادتها بالضرائر الشعرية كَمَا زعم ابْن عُصْفُور.
واللواحق: جمع لاحقة اسْم فَاعل من لحق كسمع لُحُوقا: ضمر وهزل.
والأقراب: جمع قرب بضمة فَسُكُون وبضمتين: الخاصرة وَقيل: من الشاكلة إِلَى مراق الْبَطن. يُرِيد أَنَّهَا خماص الْبُطُون. وَضمير فِيهَا للأقراب.
والمقق بِفَتْح الْمِيم وَالْقَاف: الطول وَقَالَ اللَّيْث: الطول الْفَاحِش فِي دقة. فَقَوله: كالمقق مَرْفُوع الْموضع على الِابْتِدَاء وَخَبره الظّرْف قبله وَالْجُمْلَة حَال من الأقراب.
وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة تزيد على مِائَتي بَيت شرحنا قِطْعَة كَبِيرَة مِنْهَا فِي الشَّاهِد الْخَامِس من أول الْكتاب وَهُوَ من جملَة أَبْيَات كَثِيرَة فِي وصف أتن حمَار الْوَحْش الَّتِي شبه نَاقَته بهَا فِي الجلادة والعدو السَّرِيع لَا فِي وصف الْخَيل كَمَا زعم الْعَيْنِيّ وَتَبعهُ غَيره. فَيَنْبَغِي أَن نشرح أبياتاً)
قبله حَتَّى يَتَّضِح مَا قُلْنَا.
وَقد وصف حمَار الْوَحْش بِأَبْيَات إِلَى أَن قَالَ:
(أحقب كالمحلج من طول القلق
…
كَأَنَّهُ إِذْ رَاح مسلوس الشمق)
فِي الصِّحَاح: الأحقب: حمَار الْوَحْش سمي بذلك لبياض فِي حقْوَيْهِ وَالْأُنْثَى حقباء.
والمحلج قَالَ صَاحب الْمِصْبَاح: حلجت الْقطن حلجاً من بَاب ضرب. والمحلج بِكَسْر الْمِيم: خَشَبَة يحلج بهَا حَتَّى يخلص الْحبّ من
الْقطن.
قَالَ الْأَصْمَعِي: شبهه بالمحلج لصلابته. وَيَنْبَغِي أَن يُقَال: ولكثرة حركته واضطرابه. وَمن طول القلق هُوَ وَجه الشّبَه وَهُوَ كِنَايَة عَن عدم سكونه. والقلق: الِاضْطِرَاب. د
وَرَاح: نقيض غَدا يُقَال: سرحت الْمَاشِيَة بِالْغَدَاةِ وراحت بالْعَشي أَي: رجعت. وَالْعَامِل فِي إِذا مَا فِي كَأَن من معنى التَّشْبِيه. يصف رُجُوعه إِلَى مَأْوَاه. ومسلوس خبر كَأَنَّهُ وَهُوَ من السلاس بِالضَّمِّ وَهُوَ ذهَاب الْعقل.
والمسلوس: الْمَجْنُون وَقد سَلس بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول. والشمق: النشاط مصدر شمق كفرح. وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ مرح الْجُنُون.
(نشر عَنهُ أَو أَسِير قد عتق
…
منسرحاً إِلَّا ذعاليب الْخرق)
نشر بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل أَي: كشف عَنهُ وَهُوَ من النشرة بِالضَّمِّ. قَالَ صَاحب الْقَامُوس: هِيَ رقية يعالج بهَا الْمَجْنُون وَالْمَرِيض وَقد نشر عَنهُ. وانتشر: انبسط كتنشر.
وَفِي الصِّحَاح: والتنشير من النشرة وَهِي كالتعويذ والرقية. وَجُمْلَة: نشر حَال من ضمير مسلوس.
يَقُول: كَانَ هَذَا الْحمار الأحقب كالاً من كَثْرَة حركته فحين أَرَادَ الرُّجُوع إِلَى مَأْوَاه نشط شوقاً إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُ مَجْنُون نشاط زَالَ جُنُونه ومريض شوق ذهب داؤه. وَالتَّعْبِير بالجنون عَن كَثْرَة اللهج بالشَّيْء وفرط الْميل إِلَيْهِ مستفيض.
وأسير مَعْطُوف على مسلوس. وَعتق العَبْد من بَاب ضرب وعتاقاً وعتاقة: صَار حرا.
وَالِاسْم الْعتْق بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْحُرِّيَّة. وَهُوَ عاتق أَي: حر. وَأعْتقهُ: جعله حرا فَهُوَ مُعتق بِكَسْر التَّاء وَذَلِكَ مُعتق بِفَتْحِهَا.
يَقُول: هَذَا الأحقب يشبه أَسِيرًا صَادف غرَّة فتفلت من أسره فهرب أَشد الْهَرَب.)
والمنسرح بِالسِّين والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ: الْخَارِج من ثِيَابه وَهُوَ حَال من ضمير رَاح. والذعاليب بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة: جمع ذعلوب كعصفور.
والذعالب: جمع ذعلبة بِالْكَسْرِ وهما قطع الْخرق وَقَالَ أَبُو عَمْرو: أَطْرَاف الثِّيَاب وَقَالَ صَاحب الْقَامُوس: أَو مَا تقطع نمه فَتعلق. وثوب ذعاليب: خلق.
وَهَذَا تَمْثِيل يُؤَيّد أَن هَذَا الأحقب انسرح من وبره إِلَّا بقايا بقيت عَلَيْهِ. وَهَذَا مِمَّا ينشطه. وروى صَاحب الصِّحَاح: منسرحاً عَنهُ ذعاليب الْخرق فَيكون حَالا سببياً. وَضمير عَنهُ رَاجع للأحقب. وذعاليب فَاعل منسرحاً. وَالْمعْنَى: تساقط عَنهُ وبره كُله.
قَالَ ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: الحرق بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ المفتوحتين هُوَ تَحت الْوَبر من قَوْلهم: حرق شعره أَي: تقطع ونسل. وَلَيْسَ للخرق هُنَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَجه. وَهُوَ على مَا أوردته فِي شعر رؤبة.
(منتحياً من قَصده على وفْق
…
صَاحب عادات من الْورْد الغفق)
فِي الصِّحَاح: أنحى فِي سيره أَي: اعْتمد على الْجَانِب الْأَيْسَر. والانتحاء مثله. هَذَا هُوَ الأَصْل ثمَّ صَار الانتحاء الِاعْتِمَاد والميل فِي كل وَجه. انْتهى.
وَفِيه نظر فَإِن حَقِيقَة الانتحاء أَخذ النَّحْو أَي: النَّاحِيَة والجانب فَمن أَيْن يدْخل الْأَيْسَر فِي مَفْهُومه
وَالْقَصْد كَمَا فِي الْمِصْبَاح: مصدر قصدت الشَّيْء وَله وَإِلَيْهِ من بَاب ضرب: طلبته بِعَيْنِه. وَهُوَ على قصد أَي: رشد. وَيَأْتِي بِمَعْنى: استقامة الطَّرِيق. والوفق بِفتْحَتَيْنِ كَمَا فِي الْقَامُوس: مصدر وفقت أَمرك كرشدت: صادفته مُوَافقا.
وَصَاحب عادات ومنتحياً: حالان من ضمير الأحقب فِي رَاح. والورد بِالْكَسْرِ فِي الْمِصْبَاح: ورد الْبَعِير وَغَيره المَاء يردهُ وروداً: بلغه ووافاه من غير دُخُول وَقد يكون دُخُولا. وَالِاسْم الْورْد بِالْكَسْرِ.
-
والغفق بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالْفَاء هُوَ أَن ترد الْإِبِل كل سَاعَة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ظلّ يتغفق المَاء إِذا جعل يشرب سَاعَة فساعة. وَهُوَ وصف الْورْد بتأويله بوصفه بالمتكرر والمتعدد. وَإِذا كَانَ ورده مُتَعَددًا فِي الْيَوْم فَهُوَ يسْرع ليرد المَاء. فَهَذِهِ الْعَادة مِمَّا تنشطه للإسراع أَيْضا.)
(ترمي ذِرَاعَيْهِ بجثجات السُّوق
…
ضرجاً وَقد أنجدن من ذَات الطوق)
فَاعل ترمي صوادق الْعقب الْآتِي. وَضمير ذِرَاعَيْهِ للأحقب. والجثجات بجيمين ومثلثتين قَالَ الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات: هُوَ جمع الْوَاحِدَة جثجانة.
وَأَخْبرنِي أَعْرَابِي من ربيعَة أَن الجثجاثة ضخمة يستدفئ بهَا الْإِنْسَان إِذا عظمت. ومنابتها القيعان وَلها زهرَة صفراء تنْبت على هَيْئَة العصفر.
وَقَالَ غَيره من الْأَعْرَاب: هُوَ من الأمرار وَهُوَ أَخْضَر ينْبت بالقيظ لَهُ زهرَة طيبَة الرّيح تَأْكُله الْإِبِل إِذا لم تَجِد غَيره. وَقَالَ أَبُو نصر: الجثجاث شَبيه بالقيصوم. ولطيب رِيحه ومنابته فِي الرياض.
قَالَ الشَّاعِر:
…
(فَمَا رَوْضَة بالحزن طيبَة الثرى
…
يمج الندى جثجاثها وعرارها)
(بأطيب من فِيهَا إِذا جِئْت طَارِقًا
…
وَقد أوقدت بالمجمر اللدن نارها)
والسوق بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو: مَوضِع وَكَذَلِكَ ذَات الطوق بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو. وَلم أر من ذكرهمَا. وَقد راجعت مُعْجم مَا
استعجم ومعجم الْبلدَانِ والمرصع والصحاح والعباب والقاموس فَمَا وجدتهما فِيهَا.
يُرِيد أَن الأحقب يَسُوق أتنه فَهِيَ تمشي قدامه وَمن شدَّة سرعتها يتكسر هَذَا النبت فيتطاير كَسره فتصيب ذِرَاعَيْهِ.
وضرجاً بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْجِيم: مصدر ضرجه بِمَعْنى شقَّه وَهُوَ هُنَا حَال من الجثجاث بتأويله باسم الْمَفْعُول أَي: مضروجة. وأنجدن: صرن إِلَى نجد. والنجد: مَا ارْتَفع من الأَرْض.
وَجُمْلَة قد أنجدن: حَال من فَاعل ترمي. وَفِيه مُبَالغَة فِي جلادتها فَإِن الطُّلُوع من منخفض إِلَى مُرْتَفع أَمر شاق وَهِي مَعَ هَذِه الْحَال يتكسر الجثجاث من شدَّة وَطئهَا.
(صوادق الْعقب مهاذيب الولق
…
مستويات الْقد كالجنب النسق)
صوادق: فَاعل ترمي الْمُتَقَدّم وَهُوَ جمع صَادِقَة اسْم فَاعل من الصدْق وَهُوَ كَمَا يكون فِي القَوْل يكون فِي الْفِعْل بِمَعْنى التحقق. والعقب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف: الجري الَّذِي يَجِيء بعد الجري الأول.
يُقَال: لهَذَا
الْفرس عقب حسن. وَفِيه مُبَالغَة حَيْثُ يتَحَقَّق جري هَذِه الأتن بعد تعبها وكلالها)
فَهِيَ لَا تفتر أبدا. ومهاذيب: جمع مهذابة كمطاعيم جمع مطعامة مُبَالغَة هاذبة بِمَعْنى مسرعة.
يُقَال: هذب هذباً وهذابة أَي: أسْرع. وَيُقَال أَيْضا: أهذب وهذب وهاذب بِمَعْنَاهُ.
وَفِي الصِّحَاح: الإهذاب والتهذيب: الْإِسْرَاع فِي الطيران والعدو وَالْكَلَام. وَهُوَ صفة صوادق وَكَذَلِكَ مستويات.
والولق بِفَتْح الْوَاو: مصدر ولق يلق من بَاب فَرح بِمَعْنى الْإِسْرَاع. وَالْإِضَافَة بِمَعْنى فِي. يُرِيد: أَنَّهُنَّ سراع فِي عدوهن.
-
وَالْقد بِكَسْر الْقَاف قَالَ صَاحب الْقَامُوس: الطَّرِيقَة. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْحذاء يُقَال: حذاؤهن وَاحِد. انْتهى.
وَأَرَادَ بالحذاء مصدر حاذيته أَي: قاربته. وَالْجنب هُوَ مَا تَحت الْإِبِط إِلَى الكشح. والنسق فعل بِمَعْنى منسوق يُقَال: در نسق أَي: منسوق وَفعله نسقت الدّرّ نسقاً من بَاب قتل: نظمته.
يَقُول: كأنهن فِي قرب بَعضهنَّ لبَعض كأضلاع الْجنب فَلَا تتأخر إِحْدَاهُنَّ عَن صاحبتها. يُرِيد: أَنَّهُنَّ فِي السرعة سَوَاء فَلَا يفضل بَعْضهَا على بعض.
(تحيد عَن أظلالها من الْفرق
…
من غائلات اللَّيْل والهول الزعق)
حاد عَن الشَّيْء حيدة وحيوداً: تنحى وَبعد. وَالْجُمْلَة استئنافية. وَالْفرق: مصدر فرق كفرح بِمَعْنى خَافَ. وَهُوَ عِلّة لقَوْله: تحيد. وحرفا الْجَرّ متعلقان بتحيد. وَهَذَا مثل قَوْلهم: فلَان يفرق من ظله.
وغائلات اللَّيْل: الصياد والأسد وَالذِّئْب وَمَا أشبه ذَلِك. وَهَذَا مِمَّا يزِيد الأتن نشاطاً فِي الْإِسْرَاع. والهول: مصدر هاله من بَاب قَالَ بِمَعْنى أفزعه.
والزعق بِفَتْح الزَّاي الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة: مصدر زعق كفرح وَهُوَ الْخَوْف فِي اللَّيْل. فَهُوَ بدل
…