المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثامن بعد الثمانمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١٠

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثمانمانة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

الفصل: ‌(الشاهد الثامن بعد الثمانمائة)

وترجمة رؤبة تقدّمت فِي الشَّاهِد الْخَامِس من أول الْكتاب.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

(وَلَيْلَة نحس يصطلي الْقوس رَبهَا

وأقطعه اللَّاتِي بهَا يتنبل)

على أَن وَاو رب إِن كَانَت فِي أثْنَاء القصيدة فَهِيَ للْعَطْف على سَابق كَهَذا الْبَيْت فَإِنَّهُ من أَوَاخِر قصيدة لامية للشنفرى وَالْوَاو فِيهِ للْعَطْف والمعطوف عَلَيْهِ مُتَقَدم عَلَيْهِ بِثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ بَيْتا.

وَيَنْبَغِي أَولا أَن نبين الْمَعْطُوف قبل الْمَعْطُوف عَلَيْهِ فَنَقُول: إِن لَيْلَة مجرورة بِرَبّ المحذوفة وَهِي حرف زَائِد صناعَة عِنْد الْجُمْهُور لَا يتَعَلَّق بِشَيْء وجوابها أول الْبَيْت بعْدهَا وَهُوَ:

(دعست على غطش وبغش وصحبتي

سعار وإرزيز ووجر وأفكل)

(فأيمت نسواناً وأيتمت إلدةً

وعدت كَمَا ابدأت وَاللَّيْل أليل)

فدعست هُوَ: جَوَاب رب. قَالَ الْخَطِيب التبريزي فِي شَرحه: دعست: دفعت دفعا بإسراع وعجلة.

يَقُول: سريت على هَذِه الْحَال فليلة مجرورة لفظا مَنْصُوبَة محلا على الظَّرْفِيَّة لدعست أَي: سريت ليَالِي كَثِيرَة من مثل هَذِه اللَّيْلَة. وَلَا يجوز أَن يكون مَفْعُولا بِهِ لدعست لِأَنَّهُ فعل لَازم.)

وَهَذِه الصُّورَة خَارِجَة عَن قَول ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي إِن مجرور رب فِي نَحْو: رب رجل صَالح عِنْدِي رفع على الِابْتِدَاء وَفِي نَحْو: رب رجل صَالح

ص: 34

لقِيت نصب على المفعولية وَفِي نَحْو: رب رجل صَالح لَقيته رفع أَو نصب كَمَا فِي: هَذَا لَقيته. انْتهى.

فليلة ظرف لدعست وقدمت عَلَيْهِ لِأَنَّهَا جرت بِرَبّ الْوَاجِبَة التصدر. فالمعطوف بِالْوَاو هُوَ دعست لَا لَيْلَة لما بَينا. وَجُمْلَة: دعست إِحْدَى الْجمل المعطوفات والمعطوف عَلَيْهِ بعد عشْرين بَيْتا من أول القصيدة وَهُوَ:

(أَدِيم مطال الْجُوع حَتَّى أميته

وأضرب عَنهُ الذّكر صفحاً فأذهل)

وأديم هُوَ الْمَعْطُوف عَلَيْهِ عدَّة جمل من أَحْوَال افتخر بهَا الشَّاعِر سَاقهَا مساق المباهاة بهَا والتمدح.

أَولهَا: افتخاره بصبره على الْجُوع وَهُوَ خَمْسَة أَبْيَات.

-

وأغدو على الْقُوت الزهيد ثَالِثهَا: افتخاره بسبقه القطا إِلَى المنهل وَأَنَّهَا لَا تشرب إِلَّا سؤره وَهُوَ سِتَّة أَبْيَات أَولهَا: وتشرب أسآري القطا رَابِعهَا: افتخاره بِأَنَّهُ إِذا نَام لَا فرَاش لَهُ إِلَّا الأَرْض وَلَا وسَادَة لَهُ إِلَّا ذراعه مَعَ استطراد شَيْء آخر وَهُوَ تِسْعَة أَبْيَات أَولهَا: وآلف وَجه الأَرْض عِنْد افتراشها خَامِسهَا: افتخاره بِأَنَّهُ لَا يجزع من فقر وَلَا يبطر من غنى وَهُوَ ثَلَاثَة أَبْيَات وَهِي:

ص: 35

(وأعدم أَحْيَانًا وأغنى وَإِنَّمَا

ينَال الْغنى ذُو البعدة المتبذل)

(فَلَا جزع من خلة متكشف

وَلَا مرح تَحت الْغنى أتخيل)

(وَلَا تزدهي الأجهال حلمي وَلَا أرى

سؤولاً بأعقاب الْأَقَاوِيل أنمل)

وَلَيْلَة نحس يصطلي الْقوس رَبهَا فَإِن قلت: لم عطفت على الْأَبْعَد وَلم تعطفه على الْأَقْرَب قلت: الأَصْل فِي المعطوفات أَن تعطف على الأول مَا لم يكن مَانع كَأَن يكون العاطف حرفا مُرَتبا كالفاء وَثمّ وَحِينَئِذٍ يكون الْعَطف على الْأَقْرَب.

فَإِن قلت: إِن جملَة أَدِيم استئنافية لَا مَحل لَهَا من الْإِعْرَاب فَأَي تشريك للعاطف بالْعَطْف)

عَلَيْهَا إِذْ التَّابِع كل ثَان أعرب بإعراب سَابِقَة من جِهَة وَاحِدَة قلت: هَذَا فِيمَا إِذا كَانَ للمعطوف عَلَيْهِ إِعْرَاب وَأما إِذا لم يكن لَهُ إِعْرَاب فَهُوَ مَا قَالَه السَّيِّد فِي شرح الْمِفْتَاح: فَائِدَة الْعَطف بِالْوَاو فِيمَا لَا مَحل لَهُ من الْإِعْرَاب هِيَ التَّشْرِيك وَالْجمع بَين مضموني الجملتين فِي التحقق بِحَسب نفس الْأَمر.

فَإِن قلت: اجْتِمَاعهمَا واشتراكهما فِي ذَلِك التحقق مَعْلُوم بِدُونِ الْوَاو لدلَالَة الجملتين على تحقق مضمونهما فِي الْوَاقِع فيجتمعان فِيهِ قطعا. قلت: مَا ذكرته إِنَّمَا هُوَ بِدلَالَة عقلية رُبمَا لم تكن مَقْصُودَة فبالعطف يتَعَيَّن الْقَصْد إِلَى بَيَان الِاجْتِمَاع وتتقوى الدّلَالَة الْعَقْلِيَّة بالوضعية ويندفع أَيْضا توهم الإضراب عَن الْجُمْلَة الأولى إِلَى الثَّانِيَة. انْتهى.

وَقَالَ فِي الْهَامِش أَيْضا مَا نَصه: يَعْنِي انك إِذا قلت: زيد قَائِم وَعَمْرو قَاعد فقد دلّ الجملتان على تحقق مدلوليهما فِي الْوَاقِع فيفهم اجْتِمَاعهمَا فِيهِ

ص: 36

بِلَا حَاجَة إِلَى الْوَاو.

فَأجَاب بِأَن هَذِه دلَالَة عقلية يجوز أَن تكون مَقْصُودَة وَأَن لَا تكون فَإِذا أُتِي بِالْوَاو تعين الْقَصْد وتأيدت الدّلَالَة فَانْدفع توهم الإضراب فِيمَا يحْتَملهُ فَكَأَنَّهُ قيل: اجْتمع قيام زيد وقعود عَمْرو فِي الْوَاقِع.

وَمِنْهُم من جعل دفع توهم الإضراب هُوَ الْمَقْصُود الْأَصْلِيّ من الْعَطف فِي هَذَا الْبَاب.

وَلَيْسَ بِذَاكَ. فَإِذا قيل: اكس زيدا وأطعمه كَانَ الْمَعْنى: اجْمَعْ بَينهمَا. فَتَأمل. انْتهى.

وَقد خلا الْمُغنِي وشروحه من هَذِه الْفَائِدَة ومحلها هِيَ الْجُمْلَة التابعة لجملة لَا مَحل لَهَا من الْإِعْرَاب.

وَجوز الزَّمَخْشَرِيّ وَغَيره فِي شرح هَذِه القصيدة أَن يكون جملَة أَدِيم خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: أَنا أَدِيم وَعَلِيهِ فَلَا إِشْكَال.

وَقد شرحنا ثَمَانِيَة أَبْيَات من أول هَذِه القصيدة فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْعِشْرين بعد الْمِائَتَيْنِ وَقد شرح أَرْبَعَة أَبْيَات أخر بعْدهَا فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْعِشْرين بعد السبعمائة.

وَقد شرح الْبَيْت الْمَعْطُوف عَلَيْهِ مَعَ خَمْسَة أَبْيَات فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعِشْرين بعد السبعمائة.

وَبَيت وتشرب أسآري القطا قد شرح مَعَ خَمْسَة أَبْيَات فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالْخمسين بعد الْخَمْسمِائَةِ. ولنشرح هُنَا هَذِه الأبيات السِّتَّة فَنَقُول:

ص: 37

قَوْله: وأعدم أَحْيَانًا

إِلَخ أعدم الرجل يعْدم إعداماً إِذا افْتقر فَهُوَ معدم وعديم. وأغنى)

من غَنِي من المَال غنى من بَاب رَضِي.

قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أعدم الرجل بِالْألف إِذا صَار ذَا عدم كأجرب الرجل إِذا صَار ذَا إبل جربى والبعدة قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: بِضَم الْبَاء وَكسرهَا: اسْم للبعد يُقَال: بَيْننَا بعدة من الأَرْض والقرابة.

والمتبذل: الَّذِي لَا يصون نَفسه.

-

وَقَوله: فَلَا جزع

إِلَخ هَذَا تَفْرِيع مِمَّا قبله وجزع خبر مُبْتَدأ أَي: أَنا جزع. والخلة بِفَتْح الْمُعْجَمَة: اختلال الْحَال بالفقر. والمتكشف: الَّذِي يظْهر فقره. والمرح بِكَسْر الرَّاء: الشَّديد الْفَرح. والتخيل: التكبر. وَتَحْت: ظرف لمرح وَيجوز أَن يكون لأتخيل. وَقَوله: وَلَا تزدهي الأجهال

إِلَخ الازدهاء: الاستخفاف. والأجهال: جمع جهل وَهُوَ قَلِيل وَالْكثير جهول.

والحلم بِالْكَسْرِ: الأناة وَالْوَقار. وَلَا أرى بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول من رُؤْيَة الْعين. وسؤولاً: حَال أَي: ذُو سُؤال وَجُمْلَة: أنمل صفة لسؤول وَالْبَاء مُتَعَلقَة بأنمل. يُقَال: أنمل الرجل إنمالاً إِذا نم وَنقل الْكَلَام على وَجه الْإِفْسَاد. والنملة بِالضَّمِّ: النميمة.

وَقَوله: وَلَيْلَة نحس

إِلَخ النحس: ضد السعد. قَالَ الْخَطِيب التبريزي والزمخشري: أَرَادَ بِهِ الْبرد. وَجُمْلَة: يصطلي الْقوس رَبهَا فِي مَوضِع الصّفة لليلة وربها أَي: صَاحبهَا فَاعل مُؤخر.

والقوس مَنْصُوب بِنَزْع الْخَافِض لِأَنَّهُ يُقَال اصطليت بالنَّار فَهُوَ على حذف مُضَاف أَيْضا أَي: يصطلي بِنَار الْقوس.

والقوس مؤنث سَمَاعي وَلذَا أعَاد ضميرها مؤنثاً. والاصطلاء هُوَ التدفؤ بالنَّار وَهُوَ أَن يجلس البردان قَرِيبا مِنْهَا لتصل حَرَارَتهَا إِلَيْهِ. وأقطعه بِالنّصب

ص: 38

عطفا على الْقوس وَهُوَ جمع قطع بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الطَّاء وَهُوَ سهم يكون نصله قَصِيرا عريضاً.

ويتنبل: يَرْمِي بهَا. وَإِذا اصطلى الْأَعرَابِي بقوسه وسهامه لشدَّة الْبرد فَلَيْسَ وَرَاء ذَلِك فِي الشدَّة شَيْء.

-

وَقَوله: دعست على غطش

إِلَخ الغطش بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة هُوَ الظلمَة من قَوْله تَعَالَى: وأغطش لَيْلهَا أَي: أظلمه.

والبغش بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة: الْمَطَر الْخَفِيف. وَجُمْلَة: وصحبتي سعار

إِلَخ حَال من التَّاء فِي دعست.

والصحبة بِالضَّمِّ: مصدر صَحبه يَصْحَبهُ وَأَرَادَ بِهِ الصاحب. والسعار بِضَم السِّين الْمُهْملَة)

بعْدهَا عين مُهْملَة وَهُوَ حر يجده الْإِنْسَان فِي جَوْفه من شدَّة الْجُوع وَالْبرد. والإرزيز بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْمُهْملَة قَالَ صَاحب الصِّحَاح: هِيَ الرعدة.

وَقَالَ التبريزي: إرزيز إفعيل يكون من شَيْئَيْنِ من الارتزاز أَي: الثُّبُوت يُرِيد أَن يجمد فِي مَكَانَهُ من شدَّة الْبرد وَمن الرز وَهُوَ صَوت أحشائه من الشدَّة.

والوجر بِفَتْح وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا رَاء مُهْملَة قَالَ التبريزي: هُوَ الْخَوْف وَمِنْه يُقَال: أَنا أوجر والأفكل: أفعل قَالَ صَاحب الصِّحَاح: هِيَ الرعدة وَلَا يبْنى مِنْهُ فعل يُقَال: أَخذه أفكل إِذا ارتعد من برد أَو خوف وَهُوَ منصرف فَإِن سميت بِهِ رجلا لم تصرفه فِي الْمعرفَة للتعريف وَوزن الْفِعْل وصرفته فِي النكرَة. وعَلى هَذَا فَمَعْنَى الإرزيز مَا ذكره التبريزي.

قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَمَوْضِع لَيْلَة نحس نصب بدعست أَي: دعست فِي لَيْلَة نحس. وَيجوز أَن يكون دعست صفة لليلة والعائد مَحْذُوف أَي: دعست فِيهَا وَيكون جَوَاب رب محذوفاً وَهُوَ تَعَمّدت أَو قصدت. وعَلى غطش مَوْضِعه حَال أَي: دَاخِلا فِي ظلمَة ومطر.

ص: 39

وَقَوله: فأيمت نسواناً هُوَ مَعْطُوف على دعست أَي: جعلت النِّسَاء أيامى جمع أيم كسيد وَهِي الَّتِي لَا زوج لَهَا. وأيتمت إلدة أَي: جعلت الْأَوْلَاد أيتاماً. يُرِيد أَنه قتل أَزوَاج النِّسَاء وآباء الْأَوْلَاد. إلدة بِكَسْر الْهمزَة أَصله ولدة جمع وليد وَهُوَ الصَّبِي. قَالَه صَاحب الصِّحَاح.

-

قَالَ التبريزي: يُقَال: ولدة وإلدة إِذا كَانَت الْوَاو مَكْسُورَة قلبتها همزَة مَكْسُورَة إِن شِئْت وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت الْوَاو مَضْمُومَة قلبتها همزَة مَضْمُومَة كَمَا قَالُوا فِي وُجُوه أجوه فَهَذَا مطرد فِيهَا. انْتهى.

وَقَالَ المعرب: إِبْدَال الْوَاو الْمَكْسُورَة همزَة قَلِيل غير مطرد بِخِلَاف المضمومة.

وَقَوله: وعدت كَمَا أبدأت قَالَ التبريزي: أبدأت: ابتدأت يُقَال من أَيْن أبدأ الركب أَي: من أَيْن ابْتَدَأَ وطلع. وأليل: ثَابت الظلمَة جدا مستحكم. يُقَال: نَهَار أنهر وَشهر أشهر ودهر أدهر إِذا كمل. انْتهى.

وَقَالَ صَاحب الصِّحَاح: وليل أليل أَي: شَدِيد الظلمَة. قَالَ المعرب: الْكَاف فِي كَمَا نعت لمصدر مَحْذُوف وَمَا مَصْدَرِيَّة أَي: عدت عوداً كإبدائي. وَجُمْلَة: وَاللَّيْل أليل حَال من التَّاء فِي عدت.

والشنفرى: شَاعِر جاهلي تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْعِشْرين بعد الْمِائَتَيْنِ.)

ص: 40

وَأنْشد بعده: أشارت كُلَيْب بالأكف الْأَصَابِع

على أَن كليباً مجرور بإلى المحذوفة وَهُوَ شَاذ.

وَهَذَا عجز وصدره: إِذا قيل أَي النَّاس شَرّ قَبيلَة وَتقدم شَرحه مفصلا فِي الشَّاهِد السَّادِس بعد السبعمائة.

وَأنْشد بعده: تبينن هَا لعمر الله ذَا قسما على أَنه إِذا جِيءَ بهَا التنيبه بَدَلا من حرف الْقسم فَلَا بُد من مَجِيء ذَا بعد الْمقسم بِهِ سَوَاء كَانَت لَفْظَة الْجَلالَة مُفْردَة مجرورة بالحرف الْمُقدر نَحْو: لَا هَا الله ذَا وإي هَا الله ذَا أَي: وَالله فيهمَا أَو كَانَت مجرورة بِإِضَافَة لعمر إِلَيْهَا نَحْو: تبينن هَا لعمر الله ذَا قسما قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب مَا يكون مَا قبل الْمَحْلُوف بِهِ عوضا من اللَّفْظ بِالْوَاو: قَوْلك: إِي هَا الله ذَا تثبت ألف هَا لِأَن الَّذِي بعْدهَا مدغم وَمن

الْعَرَب من يَقُول: إِي هَا لله ذَا فيحذف الْألف الَّتِي بعد الْهَاء وَلَا يكون فِي الْمقسم بِهِ إِلَّا الْجَرّ لِأَن قَوْلهم: هَا صَار عوضا من اللَّفْظ بِالْوَاو فحذفت

ص: 41

تَخْفِيفًا على اللِّسَان.

أَلا ترى أَن الْوَاو لَا تظهر هَا هُنَا كَمَا تظهر فِي قَوْلك: وَالله. فتركهم الْوَاو الْبَتَّةَ يدلك أَنَّهَا ذهبت من هَذَا تَخْفِيفًا على اللِّسَان وعوضت مِنْهَا هَا. وَلَو كَانَت تذْهب من هُنَا كَمَا تذْهب من قَوْلهم: الله لَأَفْعَلَنَّ إِذا لأدخلت الْوَاو.

وَأما قَوْلهم: ذَا فَزعم الْخَلِيل أَنه الْمَحْلُوف عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قَالَ: إِي وَالله لِلْأَمْرِ هَذَا فَحذف الْأَمر لِكَثْرَة استعمالهم هَذَا فِي كَلَامهم وَقدم هَا كَمَا قدم قوم هَا هُوَ ذَا وَهَا أَنا ذَا. وَهَذَا قَول الْخَلِيل.

وَقَالَ زُهَيْر: وَمن ذَلِك قَوْلهم: آللَّهُ لتفعلن صَارَت الْألف هَا هُنَا بِمَنْزِلَة هَا ثمَّ. أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول أَو الله كَمَا لَا يَقُولُونَ: هَا وَالله فَصَارَت الْألف هَا هُنَا وَهَا يعاقبان الْوَاو لَا يثبتان جَمِيعًا.

وَقد تعاقب ألف اللَّام حرف الْقسم كَمَا عاقبته ألف الِاسْتِفْهَام وَهَا فتظهر فِي ذَلِك الْموضع)

الَّذِي يسْقط فِي جَمِيع مَا هُوَ مثله للمعاقبة وَذَلِكَ قَوْلك: أفأ لله لتفعلن.

أَلا ترى لَو قلت أفو الله لم تثبت وَتقول: نعم الله لتفعلن وإي الله لتفعلن لِأَنَّهُمَا ليسَا بِبَدَل.

أَلا ترى أَنَّك تَقول: إِي وَالله نعم وَالله.

انْتهى كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَإِنَّمَا نَقَلْنَاهُ برمتِهِ لتعرف مَا فِي كَلَام الشَّارِح من الْخلَل.

قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ تَقْدِيم هَا الَّتِي للتّنْبِيه على ذَا وَقد حَال بَينهمَا بقوله:

لعمر الله وَالْمعْنَى: تعلمن لعمر الله هَذَا مَا أقسم بِهِ. وَنصب قسما

ص: 42