المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الرابع والسبعون بعد الثمانمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١٠

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثمانمانة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

الفصل: ‌(الشاهد الرابع والسبعون بعد الثمانمائة)

الرجل وأمشى إِذا كثرت مَاشِيَته. والمصرم: اسْم فَاعل من أَصْرَم الرجل أَي: افْتقر. وتمشي بتَشْديد الشين الْمَكْسُورَة: مُبَالغَة تمشي. وَضمير بهَا لخيفاء والدرماء بِالدَّال وَجُمْلَة تسحب: حَال من الدرماء. والْقصب بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة: اسْم فَرد كعسر.

فِي الصِّحَاح: هُوَ المعى يُقَال هُوَ يجر قصبه. وَذَات: صفة أولى لحبله ومتئم: صفة ثَانِيَة. والأون بِفَتْح الْألف وَسُكُون الْوَاو فِي الصِّحَاح: هُوَ أحد جَانِبي الخرج. تَقول: خرج ذُو أونين وهما كالعدلين.

وَمِنْه قَوْلهم: أون الْحمار إِذا أكل وَشرب وامتلأ بَطْنه وامتدت خاصرتاه فَصَارَ مثل الأون. والانتفاج بِالْجِيم: الِارْتفَاع يُقَال: انتفج جنبا الْبَعِير أَي: ارتفعا. ومتئم: اسْم فَاعل من أتأمت الْمَرْأَة كأفعلت إِذا وضعت اثْنَيْنِ فِي بطن فَهِيَ متئم فَإذْ كَانَ ذَلِك عَادَتهَا فَهِيَ متآم كمفعال. والولدان توأمان يُقَال: هَذَا توأم هَذَا على فوعل وَهَذِه توأمة هَذِه.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:

(وَيَوْما توافينا بِوَجْه مقسم

كَأَن ظَبْيَة تعطو إِلَى وارق السّلم)

ص: 411

أما الرّفْع فَيحْتَمل أَن تكون ظَبْيَة مُبْتَدأ وَجُمْلَة تعطو: خَبره وَهَذِه الْجُمْلَة الاسمية خبر كَأَن وَاسْمهَا ضمير شَأْن مَحْذُوف. وَيحْتَمل أَن تكون ظَبْيَة خبر كَأَن وتعطو صفته وَاسْمهَا مَحْذُوف وَهُوَ ضمير الْمَرْأَة لِأَن الْخَبَر مُفْرد.

هَذَا تَقْرِير كَلَامه على وَجه الرّفْع. وَيرد على الْوَجْه الأول انه لَا يَصح الِابْتِدَاء بظبية لما تقدم فِي قَوْله: كَأَن قبس يعلى بهَا حِين تشرع وَالْوَجْه الثَّانِي هُوَ الظَّاهِر وَهُوَ كَلَام سِيبَوَيْهٍ كَمَا تقدم. وَقَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ رفع ظَبْيَة على الْخَبَر وَحذف الِاسْم وَالتَّقْدِير: كَأَنَّهَا ظَبْيَة. وَكَذَا قَالَ ابْن الشجري وَابْن يعِيش وَغَيرهم.

-

قَالَ ابْن هِشَام فِي شرح أَبْيَات ابْن النَّاظِم: وَفِيه شذوذ لكَون الْخَبَر مُفردا مَعَ حذف الِاسْم.

وَقَالَ ابْن الملا فِي شرح الْمُغنِي: توافينا إِمَّا بِلَفْظ الْغَيْب أَو بِلَفْظ الْخطاب للْمَرْأَة على مَا صرح بِهِ الْعَيْنِيّ فَيكون التَّقْدِير فِي حذف الِاسْم على الِاحْتِمَالَيْنِ: كَأَنَّهَا أَو كَأَنَّك. هَذَا كَلَامه.

وَمَا نَقله عَن الْعَيْنِيّ لَا أصل لَهُ وَإِنَّمَا قَالَ توافينا فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فِيهِ وَهُوَ الضَّمِير الرَّاجِع إِلَى الْمَرْأَة الَّتِي يمدحها.

وَقَول الشَّارِح: ويروى بِنصب ظَبْيَة على إِعْمَال كَأَن هَذَا الإعمال مَعَ التَّخْفِيف خَاص بضرورة كَأَن وريديه وشاءا خلب وَعَلِيهِ يكون جملَة تعطو: صفة ظَبْيَة وَلَا يجوز أَن تكون خبر كَأَن كَمَا جوزه الْعَيْنِيّ وَاقْتصر عَلَيْهِ السُّيُوطِيّ فِي شرح أَبْيَات الْمُغنِي وَإِن جَازَ الْإِخْبَار عَن

ص: 412

النكرَة فِي بَاب إِن لما قَالَه الشَّارِح الْمُحَقق فِي آخر الْبَاب لِأَنَّهُ لَيْسَ مُرَاد الشَّاعِر الْإِخْبَار عَن الظبية بِمَا ذكر وَإِنَّمَا مُرَاده تَشْبِيه الْمَرْأَة بالظبية فَالْخَبَر مَحْذُوف قدره ابْن النَّاظِم ظرفا قَالَ: وَالتَّقْدِير: كَأَن مَكَانهَا ظَبْيَة.

وَقدره الأعلم وَابْن الشجري وَابْن السَّيِّد فِي أَبْيَات الْمعَانِي وَابْن يعِيش وَغَيرهم ضميرها أَو اسْم إشارتها وَالتَّقْدِير: كَأَن ظَبْيَة تعطو إِلَى وارق السّلم هِيَ أَو هَذِه الْمَرْأَة. قَالَ ابْن هِشَام: وَهَذَا إِنَّمَا يَصح على جعل الْمُشبه مشبهاً بِهِ وَبِالْعَكْسِ لقصد الْمُبَالغَة.)

وَمن روى بجر ظَبْيَة فعلى أَن أَن زَائِدَة بَين الْجَار وَالْمَجْرُور وَالتَّقْدِير: كظبية. وعد ابْن عُصْفُور زِيَادَة أَن هُنَا من الضرائر الشعرية. وَقَالَ ابْن هِشَام فِي المغمي: هُوَ نَادِر.

وَقد أورد الْمبرد هَذِه الْأَوْجه الثَّلَاثَة فِي الْكَامِل قَالَ: حَدثنِي التوزي عَن أبي زيد قَالَ: سَمِعت الْعَرَب تنشد هَذَا الْبَيْت فتنصب الظبية وترفعها وتخفضها:

أما رَفعهَا فعلى الضَّمِير يُرِيد: كَأَنَّهَا ظَبْيَة. وَهَذَا شَرط أَن وَكَأن إِذا خففتا إِنَّمَا هُوَ على حذف الضَّمِير. وعَلى هَذَا: علم أَن سَيكون مِنْكُم.

وَمن نصب فعلى غير ضمير واعملها مُخَفّفَة عَملهَا مثقلة لِأَنَّهَا تعْمل لشبهها بِالْفِعْلِ فَإِذا خففت عملت عمل الْفِعْل الْمَحْذُوف كَقَوْلِك: لم يَك زيد مُنْطَلقًا.

فالفعل إِذا حذف يعْمل عمله تَاما فَيصير التَّقْدِير: كَأَن ظَبْيَة تعطو إِلَى وارق السّلم هَذِه الْمَرْأَة وَحذف الْخَبَر لما تقدم من ذكره.

وَمن قَالَ: كَأَن ظَبْيَة جعل أَن زَائِدَة وأعمل الْكَاف أَرَادَ: كظبية وَزَاد أَن. انْتهى.

وَهَذَا الْبَيْت اخْتلف فِي قَائِله: فَعِنْدَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ لِابْنِ صريم الْيَشْكُرِي. وَكَذَا قَالَ النّحاس والأعلم.

وَقَالَ القالي فِي أَمَالِيهِ: هُوَ لأرقم الْيَشْكُرِي. وَقَالَ

ص: 413

أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِيمَا كتبه عَلَيْهَا: هُوَ لراشد ببن شهَاب الْيَشْكُرِي. وَلم يرو الْمفضل هَذَا الْبَيْت فِي قصيدته.

أَقُول: رَأَيْت القصيدة الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا لراشد وَلَيْسَ فِيهَا هَذَا الْبَيْت وَلَا الأبيات الْآتِيَة.

وَقَالَ ابْن المستوفي: هُوَ لِابْنِ أَصْرَم الْيَشْكُرِي. وَوَجَدته لعلباء بن أَرقم الْيَشْكُرِي.

وَقَالَ ابْن بري فِي حَاشِيَة الصِّحَاح: هُوَ لباغت بن صريم وَيُقَال: لعلباء بن أَرقم الْيَشْكُرِي قَالَه فِي امْرَأَته وَهُوَ الصَّحِيح. وَبعده:

(وَيَوْما تُرِيدُ مالنا مَعَ مَالهَا

فَإِن لم ننلها لم تنمنا وَلم تنم)

(فَقلت لَهَا: إِلَّا تناهي فإنني

أَخُو الشَّرّ حَتَّى تقرعي السن من نَدم)

انْتهى.

وَضبط ابْن هِشَام باغتاً فَقَالَ: هُوَ مَنْقُول من بغته بِالْأَمر إِذا فاجأه بِهِ. وَنَقله الْعَيْنِيّ عَنهُ وَلم يزدْ عَلَيْهِ.

وَنسب ابْن الملا إِلَى الْعَيْنِيّ شَيْئا لم يقلهُ قَالَ: قَالَ الْعَيْنِيّ: هُوَ بالثاء الْمُثَلَّثَة.)

وَقَوله: وَيَوْما توافينا

إِلَخ يَوْم: ظرف مُتَعَلق بتوافينا وَلَا يجوز أَن يجر بِجعْل الْوَاو وَاو رب لِأَنَّهُ لم يرد إنْشَاء التكثير أَو التقليل وَإِنَّمَا أخبر عَن أحوالها فِي الْأَيَّام.

وَلم يتَنَبَّه لَهُ الْعَيْنِيّ وَله الْعذر لِأَنَّهُ لم يقف على مَا بعده فَقَالَ: وأنشده بعض شرَّاح الْمفصل بِالْجَرِّ وَقَالَ: الْوَاو فِيهِ وَاو رب. وتوافينا: تَأْتِينَا يُقَال: وافيته موافاة: إِذا أَتَيْته.

ص: 414

وَقَالَ الْعَيْنِيّ وَتَبعهُ السُّيُوطِيّ: الموافاة: هِيَ الْمُقَابلَة بِالْإِحْسَانِ وَالْخَيْر والمجازاة الْحَسَنَة. وفاعل توافينا ضمير الْمَرْأَة الَّتِي يمدحها وَالْبَاء فِي قَوْله: بِوَجْه بِمَعْنى مَعَ. هَذَا كَلَامه.

قَالَ الأعلم: الْمقسم: المحسن وَأَصله من القسمات وَهِي مجاري

الدُّمُوع وأعالي الْوَجْه وَيُقَال لَهَا أَيْضا: التناصف لِأَنَّهَا فِي منتصف الْوَجْه إِذا قسم وَهِي أحسن مَا فِي الْوَجْه وأنوره فينسب إِلَيْهِ الْحسن فَيُقَال لَهُ: القسام لظُهُوره هُنَاكَ وتبينه. انْتهى.

وَقَالَ الْمبرد فِي الْكَامِل: زعم أَبُو عُبَيْدَة أَن القسمات مجاري الدُّمُوع واحدتها قسْمَة بِكَسْر السِّين فيهمَا.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي القسمات: أعالي الْوَجْه. وَلم يُبينهُ بِأَكْثَرَ من هَذَا. وَقَول أبي عُبَيْدَة مشروح.

وَيُقَال من هَذَا: رجل قسيم وَرجل مقسم وَوجه قسيم وَوجه مقسم. وَأنْشد الْبَيْت.

وَقَالَ القالي فِي أَمَالِيهِ: يَقُولُونَ قسيم وسيم. فالقسيم: الْحسن الْجَمِيل. والقسام: الْحسن وَالْجمال.

وَأنْشد يَعْقُوب بن السّكيت: يسن على مراغمها القسام

ص: 415

وَقَالَ العجاج:

وَرب هَذَا الْبَلَد الْمقسم أَي: المحسن. وَقَالَ أَرقم الْيَشْكُرِي. وَأنْشد الْبَيْت مَعَ الْبَيْت الَّذِي بعده فَقَط ثمَّ قَالَ: والوسيم: الْحسن الْجَمِيل أَيْضا. والميسم: الْحسن وَالْجمال. انْتهى.

وَفرق بَينهمَا الثعالبي فِي فَقَالَ: إِن الْمَرْأَة إِذا كَانَ حسنها فائقاً كَأَنَّهُ قد وسيم فَهِيَ وسيمة فَإِذا قسم لَهَا حَظّ وافر من الْحسن فَهِيَ قسيمة. وتعطو فسره الْمبرد قَالَ: تعطو: تنَاول يُقَال: عطا يعطو إِذا تنَاول. وأعطيته: ناولته.

وَعَلِيهِ لابد من تَضْمِينه معنى تميل لتعديه بإلى. وَفِي الْقَامُوس: العطو: التَّنَاوُل وَرفع الرَّأْس وَالْيَدَيْنِ وظبي عطو مُثَلّثَة وكعدو: يَتَطَاوَل إِلَى الشّجر ليتناول مِنْهُ. انْتهى. وَعَلِيهِ فَلَا)

تضمين. ووارق: لُغَة فِي مُورق فَإِن يُقَال: ورق الشّجر يرق وأورق يورق وورق توريقاً إِذا خرج ورقه. وَرُوِيَ بدله: إِلَى ناضر السّلم من النضارة وَهِي الْحسن. وَأَرَادَ بِهِ خضرته. وَالسّلم بِفتْحَتَيْنِ: ضرب من شجر الْبَادِيَة يعظم وَله شوك واحدته سَلمَة. وَقَالَ الْمبرد: السّلم شجر بِعَيْنِه كثير الشوك

ص: 416

فَإِذا أَرَادوا أَن يحتطبوه شدوه ثمَّ قطعوه. وَمن ذَلِك قَول الْحجَّاج: وَالله لأحزمنكم حزم السلمة.

وَقَوله: وَيَوْما تُرِيدُ مالنا

إِلَخ مَا: مَوْصُولَة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاللَّام مَفْتُوحَة فيهمَا أَي تطلب مَا فِي أَيْدِينَا من المَال مَعَ مَا فِي يَدهَا من المَال فَإِن

لم نعطها مطلوبها آذتنا وكلمتنا بِكَلَام يمنعنا النّوم وَلم تنم هِيَ لتحزننا.

قَالَ ابْن السيرافي: يُرِيد أَنه يسْتَمْتع بحسنها يَوْمًا وتشغله يَوْمًا آخر بِطَلَب مَاله فَإِن منعهَا آذته وكلمته بِكَلَام يمنعهُ من النّوم. والخصوم: جمع خصم وَهُوَ مصدر إِي: فِي مخاصمات وَهُوَ منون. وعرامة بِالنّصب وَهِي مصدر عرم يعرم من بَابي نصر وَضرب وعرامة بِالْفَتْح وَهِي والمآلي: جمع مئلاة قَالَ صَاحب الصِّحَاح: والمئلاة بِالْهَمْز على وزن المعلاة: الْخِرْقَة الَّتِي تمسكها الْمَرْأَة عِنْد النوح وتشير بهَا وَالْجمع المآلي.

وَرَأَيْت فِي كتاب النِّسَاء الناشزات تأليف أبي الْحسن الْمَدَائِنِي قَالَ: كَانَت امْرَأَة علياء بن أَرقم الْيَشْكُرِي قد فركته فَقَالَ:

(أَلا تلكم عرسي تصد بوجهها

وتزعم فِي جاراتها أَن من ظلم)

(أَبونَا وَلم أظلم بِشَيْء عَلمته

سوى مَا ترَوْنَ فِي القذال من الْقدَم)

ص: 417

(نظل كأنا فِي خصوم عرامة

تسمع جيراني التألي وَالْقسم)

فيوماً تُرِيدُ مالنا مَعَ مَا لَهَا

... . إِلَى آخر الأبيات وَكَذَا رَأَيْت فِيمَا كتبه ابْن السَّيِّد على كَامِل الْمبرد إِلَّا أَنه قَالَ: لعلباء بن أَرقم الْعجلِيّ. وَكَأَنَّهُ تَحْرِيف من النَّاسِخ.

وَرُوِيَ الْبَيْت الثَّانِي كَذَا: سوى مَا أبانت فِي القذال من الْقدَم وَمن نسب إِلَيْهِم هَذَا الشّعْر كلهم شعراء جاهليون. وَأنْشد بعده)

-

وَهُوَ من شَوَاهِد س:

(فلست بآتيه وَلَا أستطيعه

ولاك اسْقِنِي إِن كَانَ ماؤك ذَا فضل)

على أَن حذف النُّون من لَكِن لالتقاء الساكنين ضَرُورَة تَشْبِيها بِالتَّنْوِينِ أَو بِحرف الْمَدّ واللين وَمن حَيْثُ كَانَت سَاكِنة وفيهَا غنة وَهِي فضل صَوت فِي الْحَرْف كَمَا أَن حرف الْمَدّ واللين سَاكن وَالْمدّ فضل صَوت.

وَكَذَا أوردهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب ضَرُورَة الشّعْر من أول كِتَابه قَالَ الأعلم: حذف النُّون لالتقاء الساكنين ضَرُورَة لإِقَامَة الْوَزْن وَكَانَ وَجه الْكَلَام أَن يكسر لالتقاء الساكنين شبهها فِي الْحَذف بِحرف الْمَدّ واللين إِذا سكنت وَسكن

ص: 418

مَا بعْدهَا نَحْو: يَغْزُو الْعَدو وَيَقْضِي الْحق ويخشى الله وَمِمَّا اسْتعْمل محذوفاً نَحْو: لم يَك وَلَا أدر. انْتهى.

وَالْبَيْت من قصيدة للنجاشي الْحَارِثِيّ.

وَقَبله:

(وَمَاء كلون الْغسْل قد عَاد آجناً

قَلِيل بِهِ الْأَصْوَات فِي بلد مَحل)

(وجدت عَلَيْهِ الذِّئْب يعوي كَأَنَّهُ

خليع خلا من كل مَال وَمن أهل)

(فَقلت لَهُ: يَا ذِئْب هَل لَك فِي فَتى

يواسي بِلَا من عَلَيْك وَلَا بخل)

(فلست بآتيه وَلَا أستطيعه

ولاك اسْقِنِي إِن كَانَ ماؤك ذَا فضل)

(فَقلت عَلَيْك الْحَوْض إِنِّي تركته

وَفِي صغوه فضل القلوص من السّجل)

(فطرب يستعوي ذئاباً كَثِيرَة

وعديت كل من هَوَاهُ على شغل)

وَهَذِه الْقطعَة أوردهَا ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب أَبْيَات الْمعَانِي والشريف المرتضى فِي أَمَالِيهِ والشريف الْحُسَيْنِي فِي حماسته.

وَكَانَ النَّجَاشِيّ عرض لَهُ ذِئْب فِي سفر لَهُ فَدَعَاهُ إِلَى الطَّعَام وَقَالَ لَهُ: هَل لَك ميل فِي أَخ يَعْنِي نَفسه يواسيك فِي طَعَامه بِغَيْر من وَلَا بخل فَقَالَ لَهُ الذِّئْب: قد دعوتني إِلَى شَيْء لم يَفْعَله السبَاع قبلي من مؤاكلة بني آدم وَهَذَا لَا يمكنني فعله وَلست بآتيه وَلَا أستطيعه وَلَكِن إِن كَانَ فِي مائك الَّذِي مَعَك فضل عَمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ فاسقني مِنْهُ.

وَهَذَا الْكَلَام وَضعه النَّجَاشِيّ على لِسَان الذِّئْب كَأَنَّهُ اعْتقد فِيهِ أَنه لَو كَانَ مِمَّن يعقل أَو يتَكَلَّم لقَالَ هَذَا القَوْل. وَأَشَارَ

ص: 419

بِهَذَا إِلَى تعسفه للفلوات الَّتِي لَا مَاء فِيهَا فيهتدي الذِّئْب إِلَى)

مظانه فِيهَا لاعتياده لَهَا.

وَالْغسْل بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة: مَا يغسل بِهِ الرَّأْس من سدر وخطمي وَنَحْو ذَلِك. يُرِيد أَن ذَلِك المَاء كَانَ متغير اللَّوْن من طول الْمكْث مخضراً ومصفراً وَنَحْوهمَا. والآجن بِالْمدِّ وَكسر وَقَوله: قَلِيل بِهِ الْأَصْوَات يُرِيد أَنه قفر لَا حَيَوَان فِيهِ والْبَلَد: الأَرْض وَالْمَكَان والْمحل: الجدب وَهُوَ انْقِطَاع الْمَطَر ويبس الأَرْض من الْكلأ والخليع: الَّذِي خلعه أَهله لجناياته وتبرؤوا مِنْهُ. وعَلَيْك: اسْم فعل بِمَعْنى الزم والحوض مَفْعُوله. والصغو بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة وسكرها وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة: الْجَانِب المائل. والسّجل بِفَتْح

السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم: الدَّلْو الْعَظِيمَة. وطرب فِي صَوته بِالتَّشْدِيدِ: رجعه ومدده. كَذَا فِي الْمِصْبَاح. والنَّجَاشِيّ اسْمه قيس بن عَمْرو بن مَالك من بني الْحَارِث بن كَعْب. قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: كَانَ النَّجَاشِيّ فَاسِقًا رَقِيق الْإِسْلَام وَمر فِي شهر رَمَضَان بِأبي سمال الْأَسدي بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ: مَا تَقول فِي رُؤُوس حملان فِي كرش فِي تنور قد أينع من أول اللَّيْل إِلَى آخِره.

قَالَ: وَيحك فِي شهر رَمَضَان تَقول هَذَا قَالَ: مَا شهر رَمَضَان وشوال إِلَّا سَوَاء. قَالَ: فَمَا تسقيني عَلَيْهِ قَالَ: شرابًا كَأَنَّهُ الورس يطيب النَّفس وَيجْرِي فِي الْعِظَام ويسهل الْكَلَام.

ودخلا الْمنزل فأكلا وشربا فَلَمَّا أَخذ فيهمَا الشَّارِب تفاخرا وعلت أصواتهما فَسمع جَار لَهما فَأتى عَليّ بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْ

ص: 420

هـ فَأخْبرهُ فَأرْسل فِي طلبهما. فَأَما أَبُو سماك فَإِنَّهُ شقّ الخص فهرب وَأخذ النَّجَاشِيّ فَأتي بِهِ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ: وَيحك ولداننا صِيَام وَأَنت مفطر فَضَربهُ ثَمَانِينَ سَوْطًا وزاده عشْرين سَوْطًا فَقَالَ: مَا هَذِه العلاوة يَا أَبَا الْحسن قَالَ: هَذِه لجراءتك على الله فِي شهر رَمَضَان. ثمَّ رَفعه للنَّاس فِي تبان. فهجا أهل الْكُوفَة فَقَالَ:

(إِذا سقى الله قوما صوب غادية

فَلَا سقى الله أهل الْكُوفَة المطرا)

(التاركين على طهر نِسَاءَهُمْ

والناكحين بشطي دجلة البقرا)

وَمن جيد شعره فِي مُعَاوِيَة:

(يَا أَيهَا الْملك المبدي عداوته

روئ لنَفسك أَي الْأَمر تأتمر)

(وَمَا شَعرت بِمَا أضمرت من حنق

حَتَّى أَتَتْنِي بِهِ الأنباء وَالنّذر)

(فَإِن نفست على الأقوام مجدهم

فابسط يَديك فَإِن الْمجد مبتدر))

(وَاعْلَم بِأَن عَليّ الْخَيْر من بشر

شم العرانين لَا يعلوهم بشر)

(نعم الْفَتى هُوَ إِلَّا أَن بَيْنكُمَا

كَمَا تفاضل نور الشَّمْس وَالْقَمَر)

ص: 421