المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثامن والعشرون بعد الثمانمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١٠

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثمانمانة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

الفصل: ‌(الشاهد الثامن والعشرون بعد الثمانمائة)

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

وَهُوَ من شَوَاهِد س:

(غَدَتْ من عَلَيْهِ بعد مَا تمّ ظمؤها

تصل وَعَن قيض بزيزاء مجهل)

على أَن على يتَعَيَّن أَن يكون اسْما إِذا دخل عَلَيْهَا حرف جر كَمَا هُنَا. وانقلاب ألفها مَعَ الضَّمِير يَاء كانقلاب ألف لَدَى مَعَه.

وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ مَعْنَاهَا حَقِيقَة ومجازاً ثمَّ قَالَ: فقد يَتَّسِع هَذَا فِي الْكَلَام وَيَجِيء كالمثل. وَهُوَ اسْم وَلَا يكون إِلَّا ظرفا. ويدلك على أَنه اسْم قَول بعض الْعَرَب: نَهَضَ من عَلَيْهِ.

-

وَقَالَ الشَّاعِر: غَدَتْ من عَلَيْهِ الْبَيْت قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ دُخُول من على على لِأَنَّهَا اسْم فِي تَأْوِيل فَوق كَأَنَّهُ قَالَ: غَدَتْ من فَوْقه. وَقَالَ الْخفاف فِي شرح الْجمل: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْمَعْنى: غَدَتْ من عِنْده لِأَنَّهَا بعد خُرُوج الفرخ من الْبَيْضَة انْتَقَلت الْفَوْقِيَّة إِلَى العندية فَصَارَت عِنْده لَا عَلَيْهِ.

قَالَ الْأُسْتَاذ ابْن خروف: بل الْفَوْقِيَّة ثَابِتَة مَا دَامَ صفة الفرخ وَإِن لم يكن تَحت. والفوقية بجناحها. انْتهى.

وصريح كَلَام سِيبَوَيْهٍ أَن اسميتها إِذا دخلت عَلَيْهَا من غير مُخْتَصّ بِالضَّرُورَةِ. وَهُوَ ظَاهر كَلَام غَيره أَيْضا خلافًا لِابْنِ عُصْفُور فَإِنَّهُ زعم أَن على فِي هَذَا الْبَيْت وَفِي أَبْيَات أخر أوردهَا اسْتعْملت اسْما للضَّرُورَة إِجْرَاء لَهَا مجْرى مَا هِيَ فِي مَعْنَاهُ وَهُوَ فَوق. وَلم أر من قَالَ إِنَّه ضَرُورَة غَيره.

ص: 147

وَمذهب سِيبَوَيْهٍ يرد قوليه: أَحدهَا: للفراء وَمن تبعه من الْكُوفِيّين وَهُوَ أَن: عَن وعَلى إِذا دخل عَلَيْهِمَا من باقيان على حرفيتهما لم ينتقلا إِلَى الاسمية. وَزَعَمُوا أَن من تدخل على حُرُوف الْجَرّ كلهَا سوى مذ وَاللَّام وَالْبَاء وَفِي.

وَثَانِيهمَا: لجَماعَة من الْبَصرِيين وَهُوَ ابْن الطراوة وَابْن طَاهِر وَابْن خروف وَأَبُو عَليّ الرندي وَأَبُو الْحجَّاج بن معزوز والأستاذ أَبُو عَليّ فِي أحد قوليه. زَعَمُوا أَن على اسْم دَائِما وَلَا تكون حرفا. وَزَاد الْأَخْفَش على سِيبَوَيْهٍ موضعا آخر من اسميتها وَذَلِكَ: إِذا كَانَ مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى وَاحِد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: أمسك عَلَيْك زَوجك وَقَول الشَّاعِر:)

(هون عَلَيْك فَإِن الْأُمُور

بكف الْإِلَه مقاديرها)

لِأَنَّهُ لَا يتَعَدَّى فعل الضَّمِير الْمُتَّصِل إِلَى ضَمِيره الْمُتَّصِل فِي غير بَاب ظن وفقد وَعدم.

قَالَ أَبُو حَيَّان: وَلَا بدل على اسميتها مَا ذكره الْأَخْفَش فقد جَاءَ: وهزي إِلَيْك واضمم إِلَيْك جناحك وَلَا نعلم أحدا ذهب إِلَى أَن إِلَى اسْم.

وَقَالَ ابْن هِشَام: وَفِيمَا قَالَه الْأَخْفَش نظر لِأَنَّهَا لَو كَانَت اسْما فِي هَذِه الْمَوَاضِع لصَحَّ حُلُول فَوق محلهَا وَلِأَنَّهَا لَو لَزِمت اسميتها لما ذكر لزم الحكم

ص: 148

باسمية إِلَى فِي نَحْو: فصرهن إِلَيْك وَهَذَا كُله يتَخَرَّج إِمَّا على التَّعْلِيق بِمَحْذُوف كَمَا قيل: فِي سقيا لَك وَإِمَّا على حذف مُضَاف أَي: هون على نَفسك واضمم إِلَى نَفسك.

وَلَا يحسن تَخْرِيج هَذَا على ظَاهره لِأَن بَابه الشّعْر وَلَا على قَول ابْن الْأَنْبَارِي: إِن إِلَى ترد اسْما يُقَال: انصرفت من إِلَيْك كَمَا تَقول: غَدَوْت من عَلَيْك لِأَنَّهُ إِن كَانَ ثَابتا فَفِي غَايَة الشذوذ. وَلَا على قَول ابْن عُصْفُور: إِن إِلَيْك إغراء وَالْمعْنَى: خُذ جناحك أَي: عصاك لِأَن إِلَى لَا تكون بِمَعْنى خُذ عِنْد الْبَصرِيين وَلِأَن الْجنَاح لَيْسَ بِمَعْنى الْعَصَا إِلَّا عِنْد الْفراء وشذوذ من الْمُفَسّرين.

انْتهى.

-

قَالَ أَبُو حَيَّان: وَمن قَالَ: إِن على لَا تكون إِلَّا اسْما يَقُول: إِنَّهَا معربة وَمن جوز أَن تنْتَقل إِلَى الاسمية بِدُخُول من عَلَيْهَا أَو على مَذْهَب الْأَخْفَش اخْتلفُوا: فَقَالَ بعض أشياخنا: هِيَ معربة إِذْ ذَاك.

وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الْقَاسِم: هِيَ مَبْنِيَّة وألفها كألف هَذَا فَهِيَ كعن وكاف التَّشْبِيه ومذ ومنذ إِذا كن أَسمَاء. انْتهى.

وَقد ذهب صَاحب الْكَشَّاف وَتَبعهُ الشَّارِح الْمُحَقق إِلَى أَنَّهُمَا مبنيان قَالَ فِي تَفْسِير حاشا لله من سُورَة يُوسُف: فَإِن قلت: فَلم جَازَ فِي حاشا لله أَن لَا ينون بعد إجرائه مجْرى بَرَاءَة لله قلت: مُرَاعَاة لأصله الَّذِي هُوَ الحرفية.

أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: جَلَست من عَن يَمِينه. تركُوا عَن غير مُعرب على أَصله وعَلى فِي قَوْله:

ص: 149

وَالْبَيْت من قصيدة لمزاحم الْعقيلِيّ عدتهَا أَرْبَعَة وَثَمَانُونَ بَيْتا مَذْكُورَة فِي مُنْتَهى الطّلب من أشعار الْعَرَب. وَقَبله:

(قطعت بشوشاة كَأَن قتودها

على خاضب يَعْلُو الأماعز مجفل))

(أذلك أم كدرية ظلّ فرخها

لقىً بشرورى كاليتيم المعيل)

(غَدَتْ من عَلَيْهِ بعد مَا تمّ ظمؤها

تصل وَعَن فيض بزيزاء مجهل)

(غدواً طوى يَوْمَيْنِ عَنهُ انطلاقها

كميلين من سير القطا غير مؤتلي)

الشوشاة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة: النَّاقة الْخَفِيفَة. والقتود بِضَم الْقَاف والمثناة الْفَوْقِيَّة: جمع قتد بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ خشب الرحل وَيجمع على أقتاد أَيْضا. والخاضب بمعجمتين هُوَ ذكر النعام الَّذِي أكل الرّبيع فاحمر ساقاه.

-

والأماعز: جمع أمعز بِالْعينِ الْمُهْملَة والزاء الْمُعْجَمَة وَهِي الأَرْض الْكَثِيرَة الْحَصْبَاء. ومجفل: اسْم فَاعل من أجفل بِمَعْنى نفر.

وَقَوله: أذلك أم كدرية الْإِشَارَة إِلَى الخاضب. والكدرية بِالضَّمِّ: القطاة الغبراء اللَّوْن. قَالَ صَاحب الصِّحَاح: الكدري ضرب من القطا وَهُوَ ثَلَاثَة أضْرب: كدري وجوني بِضَم الْجِيم وغطاط بِفَتْح الْمُعْجَمَة بعْدهَا مهملتان.

فالكدري: الغبر الألوان الرقش الظُّهُور والبطون الصَّقْر الحلوق وَهُوَ ألطف من الْجونِي كَأَنَّهُ نسب إِلَى مُعظم القطا وَهُوَ كدر. وَذَلِكَ: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف. وَالتَّقْدِير: أتلك الشوشاة ذَلِك الخاضب أم كدرية وَهُوَ تَشْبِيه بليغ بِحَذْف أَدَاة التَّشْبِيه. شبه نَاقَته فِي الخفة والسرعة بِأَحَدِهِمَا على طَرِيق الِاسْتِفْهَام التجاهلي.

وَلَا وَجه لقَوْل الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب: يُرِيد: أذلك الظليم أحب إِلَيْك أم قطاة كدرية.

ص: 150

وَقَالَ ابْن يعِيش: يُرِيد: أذلك الخاضب يشبه نَاقَتي فِي سرعتها أم كدرية يَعْنِي قطاة هَذِه صفتهَا. وَجُمْلَة: ظلّ فرخها لقىً

إِلَخ صفة لكدرية. واللقى بِفَتْح اللَّام وَالْقَاف: الْملقى والمطروح الَّذِي لَا يلْتَفت إِلَيْهِ.

وشرورى بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة والراءين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون الْوَاو بَينهمَا وَآخره ألف مَقْصُورَة.

قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي مُعْجَمه: هُوَ جبل بطرِيق مَكَّة إِلَى الْكُوفَة بَين بني أَسد وَبني عَامر.

ومعيل بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة الْمُشَدّدَة: الْفَقِير وَقيل: المهمل.

قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أَبْيَات أدب الْكَاتِب: شبه فرخها فِي انْفِرَاده سوء حَاله باليتيم.

-

قَالَ الْأَصْمَعِي: وَإِنَّمَا قَالَ: لقىً بشرورى لِأَن القطاة لَا تبيض إِلَّا بِأَرْض فِي فماحص ونقر وَلَا)

وَقَوله: غَدَتْ من عَلَيْهِ

إِلَخ قَالَ الفالي: فِي شرح اللّبَاب غَدا بِمَعْنى صَار يُقَال: غَدا زيد أَمِيرا أَي: صَار وَأنْشد الْبَيْت. وَقَالَ: أَي: انصرفت القطاة من فَوْقه. فَهُوَ غير مَخْصُوص بِوَقْت دون وَقت بِخِلَاف مَا إِذا اسْتعْمل فِي غير معنى صَار فَإِنَّهُ يخْتَص بِوَقْت الْغَدَاة. تَقول: غَدا زيد ذَاهِبًا أَي: ذهب بِالْغَدَاةِ. فَمَعْنَى غَدَتْ صَارَت إِذْ لَا يُرِيد انصرفت وانفلتت فِي وَقت الْغَدَاة فَقَط. انْتهى. وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ ابْن السَّيِّد وَغَيره عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ للأصمعي: كَيفَ قَالَ: غَدَتْ من عَلَيْهِ والقطاة إِنَّمَا تذْهب إِلَى المَاء لَيْلًا لَا غدْوَة فَقَالَ: لم يرد الْغدر وَإِنَّمَا هَذَا مثل للتعجيل. وَالْعرب تَقول: بكر إِلَيّ العشية وَلَا بكور هُنَاكَ.

وَأنْشد أَبُو زيد:

ص: 151

بكرت تلومك بعد وَهن فِي الندى وَإِنَّمَا الوهن فِي اللَّيْل. انْتهى. وَبِمَا ذكرنَا يزيف قَول بعض أفاضل الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: يَقُول: غَدَتْ القطاة وطارت غدْوَة إِلَى المَاء من فَوق فرخها. انْتهى.

وَاسم غَدَتْ الضَّمِير الْمُسْتَتر فِيهَا الْعَائِد إِلَى كدرية. وَقَوله: من عَلَيْهِ مُتَعَلق بِمَحْذُوف على أَنه خَبَرهَا.

وَبعد: ظرف لغدت وَمَا: مَصْدَرِيَّة وظمؤها: فَاعل تمّ. يُرِيد أَنَّهَا أَقَامَت مَعَ فرخها حَتَّى احْتَاجَت إِلَى وُرُود المَاء وعطشت فطارت تطلب المَاء عِنْد تَمام ظمئها.

وَأَرَادَ بِذكر الفرخ سرعَة طيرانها لتعود إِلَيْهِ مسرعة لِأَنَّهَا كَانَت تحضنه. والظمءْ بِالْكَسْرِ وَسُكُون الْمِيم مَهْمُوز الآخر: مُدَّة صبرها عَن المَاء وَهُوَ مَا بَين الشّرْب إِلَى الشّرْب.

قَالَ ابْن السّكيت فِي كتاب الْمعَانِي: قَوْله بعد مَا تمّ ظمؤها أَي: إِنَّهَا كَانَت تشرب فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَلَمَّا دَاء ذَلِك الْوَقْت طارت.

وروى الْمبرد فِي الْكَامِل: بعد مَا تمّ خمسها بِكَسْر الْخَاء. وَقَالَ: الْخمس: ظمء من أظمائها وَهِي أَن ترد ثمَّ تغب ثَلَاثًا ثمَّ ترد فيعتد بيومي وردهَا مَعَ ظمئها فَيُقَال: خمس. هَذَا كَلَامه.

وَظَاهره أَن الْخمس من أظماء القطا وَلَيْسَ كَذَلِك إِنَّمَا هُوَ

ص: 152

لِلْإِبِلِ. قَالَ ابْن السَّيِّد: الْخمس: وُرُود المَاء فِي كل خَمْسَة أَيَّام. وَلم يرد أَنَّهَا تصبر عَن المَاء خَمْسَة أَيَّام إِنَّمَا هَذَا لِلْإِبِلِ لَا للطير وَلكنه ضربه مثلا.

هَذَا قَول أبي حَاتِم وَلأَجل ذَلِك كَانَت رِوَايَة من روى: ظمؤها أحسن وَأَصَح معنى. وَظَاهر هَذَا أَيْضا أَن الظمء لَا يخْتَص بِالْإِبِلِ. وَيُؤَيِّدهُ قَول صَاحب الْقَامُوس: والظمء بِالْكَسْرِ: مَا بَين)

الشربين والوردين وَهُوَ من الظمأ كالعطش وزنا وَمعنى أَو أَشد الْعَطش وأهونه وأخفه. قَالَه أَبُو زيد. لَكِن صَاحب الصِّحَاح خصّه بِالْإِبِلِ قَالَ: الظمء مَا بَين الوردين وَهُوَ حبس الْإِبِل عَن المَاء إِلَى غَايَة الْورْد.

-

وَقَوله: تصل أَي: تصوت جملَة حَالية وَإِنَّمَا يصوت حشاها من يبس الْعَطش فَنقل الْفِعْل إِلَيْهَا لِأَنَّهُ إِذا صَوت حشاها فقد صوتت. وَإِنَّمَا يُقَال لصوت جناحها الحفيف.

قَالَ أَبُو حَاتِم: وَمعنى تصل تصوت أحشاؤها من اليبس والعطش. والصليل: صَوت الشَّيْء الْيَابِس يُقَال: جَاءَت الْإِبِل تصل عطشاً. وَقَالَ غَيره: أَرَادَ أَنَّهَا تصوت فِي طيرانها.

وَقَوله: وَعَن قيض إِن كَانَ مَعْطُوفًا على لعيه فَفِيهِ شَاهد آخر وَهُوَ اسمية عَن وَإِن كَانَ مَعْطُوفًا على من عَلَيْهِ فَعَن حرف. وَاقْتصر اللَّخْمِيّ على الأول.

والقيض بِفَتْح الْقَاف: قشر الْبَيْضَة الْأَعْلَى وَإِنَّمَا أَرَادَ قشر الْبَيْضَة الَّتِي خرج مِنْهَا فرخها أَو قشر الْبَيْضَة الَّتِي فَسدتْ فَلم يخرج مِنْهَا فرخ.

وَقَول السيرافي: وغدت عَن قيض يَعْنِي وَعَن فراخ لَا معنى لَهُ هُنَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهَا غَدَتْ عَن فرخ وَعَن قشر بيض خرج مِنْهُ هَذَا الفرخ أَو قشر بيض فسد فَلم يخرج مِنْهُ فرخ. وَالْأول هُوَ الظَّاهِر.

وَيُقَال للقيض: الخرشاء أَيْضا بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا سين مُعْجمَة فألف ممدودة. والقشر الرَّقِيق الَّذِي تَحْتَهُ

ص: 153

يُقَال لَهُ: الغرقئ بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا قَاف مَكْسُورَة فهمزة. والمح بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الْمُهْملَة: صفرَة الْبيض. قَالَ اللَّخْمِيّ: والآح: بَيَاض وَقَوله: بزيزاء مجهل الْجَار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بِمَحْذُوف على أَنه صفة لقيض. والزيزاء بزاءين معجمتين يرْوى بِكَسْر الأولى وَفتحهَا وَاقْتصر الْمبرد على الْكسر فَقَالَ: الزيزاء: مَا ارْتَفع من الأَرْض وَهُوَ مَمْدُود منصرف فِي الْمعرفَة والنكرة إِذا كَانَ لمذكر كالعلباء والحرباء. انْتهى.

-

يُرِيد أَن الْألف الممدودة فِيهِ لَيست للتأنيث إِنَّمَا هِيَ للإلحاق بحملاق كالعلباء فوزنه فعلال.

وَكَذَلِكَ اقْتصر عَلَيْهِ الْجَوْهَرِي فَقَالَ: الزيزاء بِالْمدِّ: مَا غلظ من الأَرْض. والزيزاء أخص مِنْهُ وَهِي الأكمة والهمزة فِيهِ مبدلة من الْيَاء يدل على ذَلِك قَوْلهم فِي الْجمع: الزيازي. وَمن قَالَ الزوازي جعل الْيَاء الأولى مبدلة من الْوَاو مثل القوافي فِي جمع قيقاءة. انْتهى.

وَقَالَ فِي تَفْسِير القيقاءة: إِنَّهَا الأَرْض الغليظة والهمزة مبدلة من الْيَاء وَالْيَاء الأولى مبدلة من)

الْوَاو. وَقصر صَاحب الْقَامُوس فِي قَوْله: الزيزاء بِالْكَسْرِ والزيزاء والزيزى والزازية: مَا غلظ من الأَرْض والأكمة الصَّغِيرَة كالزيزاءة والزيزاة. انْتهى.

وَقَالَ ابْن يعِيش: الزيزاء: الأَرْض الغليظة المستوية الَّتِي لَا شجر فِيهَا واحدتها زيزاءة. وَقيل: هِيَ الْمَفَازَة الَّتِي لَا أَعْلَام فِيهَا. وهمزته للإلحاق بِنَحْوِ حملاق وَهِي فِي الْحَقِيقَة منقلبة عَن ألف منقلبة عَن يَاء يدل على ذَلِك ظُهُورهَا

ص: 154

فِي درحاية لما بنيت على التَّأْنِيث عَادَتْ إِلَى الأَصْل.

ولغة هُذَيْل زيزاء بِفَتْح الزاء كالقلقال فالهمزة على هَذَا منقلبة عَن يَاء ووزنه فعلال وَالْأول فعلال. انْتهى. فالهمزة فِي كل من المكسور الزَّاي ومفتوحها أَصْلهَا يَاء زَائِدَة للإلحاق بِمَا ذكر وَلَيْسَت الْألف الممدودة فيهمَا للتأنيث.

أما الأول فَلِأَن فعلاء المكسور الْفَاء وَكَذَا المضموم الْفَاء عِنْد الْبَصرِيين لَا يكونَانِ إِلَّا للإلحاق.

وَأَجَازَ الْكُوفِيُّونَ ترك صرف فعلاء بِالْكَسْرِ على أَن يكون ألفها للتأنيث احْتَجُّوا بقوله تَعَالَى: تخرج من طور سيناء فِي قِرَاءَة الْكسر.

-

وَأجَاب البصريون بِأَن امْتِنَاعه من الصّرْف لَيْسَ من أجل أَن الْهمزَة للتأنيث وَإِنَّمَا هُوَ لِمَعْنى الْبقْعَة أَو الأَرْض فَاجْتمع فِيهِ التَّعْرِيف والتأنيث. وَأما الثَّانِي فللإلحاق أَيْضا.

فَإِن قلت: فعلاء بِالْفَتْح خَاص بالمؤنث. قلت: نعم وَلَكِن فِي غير المكرر. فَإِن قلت: فعلال بِالْفَتْح نَادِر وَلَا يلْحق بالنادر.

قلت: قَالَ الرضي فِي شرح الشافية إِن فعلالاً إِذا كَانَ فاؤه ولامه الأولى من جنس وَاحِد نَحْو: زلزال وخلخال غير نَادِر اتِّفَاقًا فَيجوز الْإِلْحَاق بِهِ. فَإِن قلت: قَالَ الْخفاف فِي شرح الْجمل: وَبَعْضهمْ يرويهِ زيزاء بِفَتْح الزَّاي والهمزة غير مَصْرُوف للتأنيث اللَّازِم كبيداء. انْتهى. فَهَذَا يدل على أَن الْهمزَة للتأنيث لَا للإلحاق.

ص: 155

قلت: يحمل حِينَئِذٍ على زِيَادَة الْألف المنقلبة همزَة للتأنيث. وعَلى هَذِه الرِّوَايَة يكون مجهل صفة لزيزاء. فَإِن قلت: مَا تصنع بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين وهما كسر الزَّاي وَفتحهَا مَعَ كسر الْهمزَة فيهمَا. قلت: قَالَ الجواليقي وَابْن يعِيش: من روى بزيزاء أَضَافَهُ إِلَى مجهل وَقدر حذف الْمَوْصُوف أَي: مَكَان مجهل. وَبِهَذَا يضمحل قَول ابْن الملا فِي شرح الْمُغنِي: وَالْعجب أَن السُّيُوطِيّ حكى فِي الزاء الْكسر وَالْفَتْح مَعَ أَن وَجه الْكسر لَا يَسْتَقِيم فِي الْبَيْت لِأَن الِاسْم مَعَه منصرف.

انْتهى.)

وَوجه توقفه أَن مجهلاً صفة لزيزاء وَالْوَصْف إِنَّمَا يتم على الْفَتْح للزاي والهمزة. وَإِمَّا إِن كسرت الأول فَهُوَ منصرف يَقْتَضِي الْإِضَافَة إِلَى الصّفة.

وَجَوَابه: أَن الْمُضَاف إِلَيْهِ مَحْذُوف نابت صفته عَنهُ كَمَا قُلْنَا.

وروى: ببيداء مجهل بدل قَوْله: بزيزاء مجهل. قَالَ ابْن السَّيِّد وَغَيره: الْبَيْدَاء: القفر الَّذِي يبيد من يسلكه أَي: يهلكه. والمجهل: الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَعْلَام يهتدى بهَا.

-

فَمن روى: ببيداء جعل المجهل صفة لَهَا وَمن روى: بزيزاء أضافها إِلَى المجهل. وَهَذِه رِوَايَة الْبَصرِيين. انْتهى.

وَفِي الْقَامُوس: وَأَرْض مجهل كمقعد: لَا يهتدى فِيهَا لَا يثنى وَلَا يجمع.

وَزعم الْعَيْنِيّ أَن زيزاء هُنَا علم بقْعَة فَإِنَّهُ بعد أَن نقل عَن الثَّعْلَبِيّ أَنَّهَا الأَرْض الغليظة قَالَ: قلت الزيزاء: منهل معِين من مناهل الْحَج من أَرض

ص: 156

الشَّام ينزل مِنْهَا إِلَى أَرض معَان من بِلَاد الشوبك.

ويروى بِفَتْح همزتها وَكسرهَا فَفَتحهَا على أَنه مَمْنُوع من الصّرْف. فَعِنْدَ الْبَصرِيين منع للعلمية والتأنيث لِأَنَّهُ بقْعَة وَعند الْكُوفِيّين لِأَن أَلفه للتأنيث. فعلى هَذَا يكون قَوْله: مجهل صفة لزيزاء.

وَأما كسرهَا فعلى الْإِضَافَة إِلَى مجهل.

هَذَا كَلَامه وَفِيه خطأ من وُجُوه: أَولهَا: لَا يَصح أَن يكون زيزاء فِي الْبَيْت المنهل الْمَذْكُور لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَمَا زعم لم تفارق القطاة فرخها لطلب المَاء وَلم يكن لَهَا ظمء وَلم يكن مَوضِع فرخها مجهلاً.

ثَانِيهَا: أَن ذَلِك المنهل إِنَّمَا هُوَ زيزاء بِدُونِ لَام التَّعْرِيف قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: زيزاء من قرى البلقاء: كَبِيرَة يَطَؤُهَا الْحَاج وَيُقَال: لَهُم بهَا سوق فِيهَا بركَة عَظِيمَة. وَأَصله فِي اللُّغَة الْمَكَان الْمُرْتَفع وَكَذَلِكَ هِيَ. انْتهى.

وَقَالَ صَاحب الْقَامُوس: زيزى كضيزى: مَوضِع بِالشَّام. فَرَوَاهُ بِالْقصرِ. وَلَا يعرف هَل هُوَ مَا ذكره ياقوت أم غَيره.

ثَالِثهَا: لم يقل أحد من الْبَصرِيين إِن زيزاء المكسور الأول مَمْنُوع من الصّرْف وَمَوْضِع الْخلاف عِنْدهمَا إِنَّمَا هُوَ فِي زيزاء بِالْكَسْرِ نكرَة فالبصريون يوجبون صرفه لِأَن ألف فعلاء بسكر الْفَاء لَيست للتأنيث.)

-

وَالْفراء وَمن تبعه يجوز منع الصّرْف على أَن الْألف للتأنيث ويستدل بِقِرَاءَة من طور سيناء بِالْكَسْرِ. وَأجَاب البصريون بِأَن منع صرفه إِنَّمَا هُوَ للعلمية والتأنيث لِأَنَّهُ علم

ص: 157