المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الحادي والعشرون بعد الثمانمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١٠

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثمانمانة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الثنمانمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

الفصل: ‌(الشاهد الحادي والعشرون بعد الثمانمائة)

(إِن يحسدوني فَإِنِّي غير لائمهم

قبلي من النَّاس أهل الْفضل قد حسدوا)

وَحكى أَبُو عُثْمَان عَن أبي زيد أَن الْعَرَب لَا تَقول: حسد حاسدك أَي: بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول لِأَنَّهُ إِذا قَالَ لَهُ ذَلِك دَعَا لَهُ بِأَن يكون لَهُ مَا يحْسد عَلَيْهِ وَلَكنهُمْ يَقُولُونَ: حسد لحاسدك. انْتهى.

وترجمة ربيعَة بن مقروم تقدّمت فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ بعد الستمائة.

وَأنْشد بعده

(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الثَّمَانمِائَة)

(وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير إِن كَانَت أبيحت دعاثره)

على أَن جير قد تسْتَعْمل فِي غير الْقسم كَمَا هُنَا فَإِنَّهَا حرف تَصْدِيق بِمَعْنى نعم بِدُونِ قسم.

وصنيع الْجَوْهَرِي يُوهم أَنَّهَا مَعَ الْقسم لِأَنَّهُ قَالَ: قَوْلهم جير لَا آتِيك بِكَسْر الرَّاء: يَمِين للْعَرَب وَمَعْنَاهَا حَقًا. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت بِعَيْنِه.

-

وَالْبَيْت أوردهُ أَبُو مُحَمَّد بن أَحْمد بن الخشاب مَعَ بَيت قبله وَهُوَ:

(تحمل من ذَات التنانير أَهلهَا

وقلص عَن نهي الدفينة حاضره)

ص: 103

وهما من قصيدة لمضرس الْأَسدي أوردهَا الْأَصْمَعِي فِي الأصمعيات وَهِي قصائد اخْتَارَهَا لهارون الرشد فاشتهرت بالأصمعيات. وَأورد مِنْهَا ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل سِتَّة تحمل من ذَات التنانير أَهلهَا ذَات التنانير غير مَوْجُود فِي المعجم للبكري قَالَ ابْن المستوفي: هُوَ مَوضِع. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: هِيَ عقبَة بحذاء زبالة.

قَالَ الْبكْرِيّ: زبالة بِضَم أَوله بعده مُوَحدَة قَالَ مُحَمَّد بن سهل: هِيَ بلد من أَعمال الْمَدِينَة سميت بزبالة بنت مَسْعُود من العماليق نزلت فِيهِ فَسُمي بهَا. أَي:

ارتحل أهل هَذَا الْبَلَد مِنْهُ.

وقلص أَي: ارْتَفع. وَالنَّهْي بِفَتْح النُّون وَكسرهَا وَسُكُون الْهَاء فيهمَا هُوَ الغدير.

الدفينة قَالَ الْعَيْنِيّ: هُوَ مَوضِع. وَقَالَ ابْن المستوفي هُوَ فعيلة من

ص: 104

قَوْلهم: دفنت الشَّيْء فَهُوَ مدفون ودفين وركية دَفِين إِذا اندفن بَعْضهَا. وَهَذِه الْكَلِمَة غير مَوْجُودَة أَيْضا فِي مُعْجم الْبكْرِيّ وَإِنَّمَا فِيهِ الدفين بِلَا هَاء قَالَ: وَهُوَ وَاد قريب من مَكَّة.

والحاضر: الْحَيّ الْعَظِيم قَالَه ابْن المستوفي. وَقَالَ السُّيُوطِيّ: هُوَ الْمُقِيم.)

وَفِي الصِّحَاح: الْحَاضِر: الْحَيّ الْعَظِيم وَهُوَ جمع كَمَا يُقَال: سامر للسمار. وَفُلَان حَاضر بِموضع كَذَا أَي: مُقيم. وَيُقَال: على المَاء حَاضر. وَقوم حضار إِذا حَضَرُوا الْمِيَاه ومحاضر وحضرة مثل كَافِر وكفرة.

وَقَوله: وقلن يَعْنِي النِّسَاء يَعْنِي أَنَّهُنَّ قُلْنَ: إِن ارتحلنا عَن هَذَا المَاء فَإِن أول مشرب نرده قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ قَالَ أَبُو عبيد السكونِي: الفردوس: مَاء لبني تَمِيم عَن يَمِين طَرِيق الْحَاج من الْكُوفَة. وفردوس بِلَا لَام: رَوْضَة دون الْيَمَامَة. وفردوس الإياد فِي بِلَاد بني يَرْبُوع.

وَالْهَاء فِي دعاثره يجوز أَن تعود على لفظ الفردوس وَيجوز أَن تعود على مشرب. وَأول مشرب: مُبْتَدأ وعَلى الفردوس: خَبره. ثمَّ اخبر بِأَجل جير أَي: نعم إِن كَانَت دعاثره مُبَاحَة غير مَمْنُوعَة.

وَهَذَا من تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يؤول إِلَيْهِ. وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف أَي: إِن كَانَت أبيحت دعاثره فانزلن بِهِ.

وَقَالَ الْعَيْنِيّ: على الفردوس: حَال وَالْخَبَر: مَحْذُوف أَي: قُلْنَ حَال كونهن نازلات على الفردوس: لنا أول مشرب.

ص: 105

قَالَ ابْن المستوفي: وجدته يرْوى: أَن كَانَت بِفَتْح الْهمزَة وَتَكون فِي مَوضِع الْمَفْعُول بِهِ. وَكسر إِن أولى أَي: إِن أول مشرب على الفردوس كَمَا ذكرتن مَا لم تمنع دعاثره.

ودعاثره مَعَ إِن الشّرطِيَّة غير مُبَاحَة لِأَن الشَّرْط قد يَقع وَقد لَا يَقع وَمَعَ أَن المصدرية مُبَاحَة.

وَالْأول أولى بِالْمَعْنَى.

وَقَالَ بعض فضلاء الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: رُوِيَ أَن بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وَالْكَسْر هُوَ رِوَايَة الْمفصل ولكليهما وَجه: أما وَجه الْفَتْح فَهُوَ أَن ذَلِك قد تحقق لأجل إِبَاحَة حياضه. وَأما وَجه الْكسر فَهُوَ أَن ذَلِك مُتَحَقق إِن كَانَ قد حصل الْإِبَاحَة لدعاثره. فَظهر أَن الْفَتْح فِي الْمَعْنى المُرَاد أقوى وَإِن لم يبعد مَعَ الثَّانِيَة. انْتهى.

وَهُوَ جمع دعثور بِالضَّمِّ. فِي الصِّحَاح: والعثور: الْحَوْض الْمُتَثَلِّم. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. وَقِيَاسه دعاثير إِلَّا أَنه حذف الْيَاء ضَرُورَة.

وَالْمشْرَب: مَوضِع الشّرْب. وَقَالَ بَعضهم: مصدر ميمي أَي: على الفردوس أول شرب نشربه.

وَقَوله: إِن كَانَت أبيحت دعاثره من بَاب التَّنَازُع فَإِن رفعت دعاثره بأبيحت فاسم كَانَ ضمير)

الدعاثر أَي: هِيَ. وَإِن رفعته بكانت فَفِي أبيحت ضميرها. وَجُمْلَة: أبيحت على الْوَجْهَيْنِ خبر كَانَت. وَأجل: حرف تَصْدِيق وجير توكيد لَهُ.

-

وَهَذَا الْبَيْت كَذَا فِي الْمفصل وَغَيره وَلم أره كَذَا فِي شعر مُضرس على مَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي وَإِنَّمَا الرِّوَايَة كَذَا:

(وقلن أَلا الفردوس أول محْضر

من الْحَيّ إِن كَانَت أبيرت دعاثره)

وَهَذَا لَيْسَ فِيهِ أجل جير. وَالَّذِي فِيهِ الشَّاهِد إِنَّمَا هُوَ شعر طفيل الغنوي وَهُوَ:

(فَلَمَّا بدا دمخ وَأعْرض دونه

غوارب من رمل تلوح شواكله)

(تحاثثن واستعجلن كل مواشك

بلؤمته لم يعد أَن شقّ بازله)

وَلِهَذَا قَالَ الصغاني عِنْد الْكَلَام على جير وإنشاد الْبَيْتَيْنِ الْأَخيرينِ من شعر طفيل الْمَذْكُور شَاهدا مَا نَصه: وَقد غير النُّحَاة هَذَا الشَّاهِد وجعلوه خُنْثَى وأنشدوا:

(وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير إِن كَانَت أبيحت دعاثره)

وَهُوَ مغير من شعر مُضرس بن ربعي وَهُوَ:

(وقلن أَلا الفردوس أول محْضر

من الْحَيّ إِن كَانَت أبيرت دعاثره)

ص: 106

وَقَوله: فَلَمَّا بدا دمخ هُوَ بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا خاء مُعْجمَة: جبل من جبال ضرية طوله فِي السَّمَاء ميل.

قَالَ ابْن السّكيت فِي شرح ديوَان طفيل: غواربه: أعاليه وشواكله: نواحيه وجنوبه.

وَقَوله: وقلن مَعْطُوف على بدا بِمَعْنى ظهر وَالنُّون ضمير الظعائن فِي

بَيت قبله وَهُوَ:

(تبصر خليلي هَل ترى من ظعائن

تحملن أَمْثَال النعاج عقائله)

ص: 107

النعاج: جمع نعجة شبه النِّسَاء بهَا. وعقيلة كل شَيْء: أفضله.

(ظعائن أبرقن الخريف وشمنه

وخفن الْهمام أَن تقاد قنابله)

أبرقن: دخلت أشهر الْحرم فخفن أَن يُغير عَلَيْهِنَّ فتنكبن ناحيته وتباعدن عَنهُ.

والشيم: النّظر إِلَى موقع الْغَيْث. والقنابل: جمع قنبلة كقنفذة وَهِي طَائِفَة من الْخَيل مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين وَنَحْوه:

(على إِثْر حَيّ لَا يرى النَّجْم طالعاً

من اللَّيْل إِلَّا وَهُوَ باد مَنَازِله)

النَّجْم: الثريا.)

يَقُول: هَذَا الْحَيّ لَا يرى النَّجْم طالعاً بظلمة إِلَّا رَحل إِلَى مَكَان آخر يَبْتَغِي النجعة فَكَأَنَّهُ أبدا فِي قفر لَا يُقِيمُونَ للمياه هم أبدا سيارة.

(شربن بعكاش الهبابيد شربةً

وَكَانَ لَهَا الأحفى خليطاً تزايله)

فَلَمَّا بدا دمخ

...

...

...

...

الْبَيْت

عكاش الهبابيد: مَاء وَهُوَ جمع هبود جمعه بِمَا حوله. والأحفى: بلد أَي: زايلته كَمَا تزايل الخليط.

وَقَوله: أَلا البردي أَلا: للتّنْبِيه فتدل على تحقق مَا بعْدهَا من جِهَة تركبها من همزَة الِاسْتِفْهَام وَلَا فَإِن الِاسْتِفْهَام إِذا دخل على النَّفْي أَفَادَ

ص: 108

التَّحْقِيق.

قَالَ ابْن السّكيت: يَعْنِي بالبردي غديراً ينْبت البردى. وَقَالَ الْبكْرِيّ فِي مُعْجم مَا استعجم: هُوَ غَدِير لبني كلاب. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت. والبردي: مُبْتَدأ وَأول مشرب: خَبره وَالْجُمْلَة: مقول وَقَوله: أجل جير

إِلَخ مقول لقَوْل مَحْذُوف أَي: فَقيل لَهُنَّ أجل جير إِلَخ. ورواء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ: جمع رَيَّان وريا كعطاش جمع عطشان وعطشى. وأسافل: جمع أَسْفَل وَهُوَ الْمَكَان المنخفض.

يُرِيد: إِن اجْتمع المَاء فِي أراضيه المنخفضة حَتَّى صَار غديراً فالبردي أول مشرب وَإِلَّا فَلَا.

فجواب الشَّرْط مَحْذُوف يدل عَلَيْهِ مَا قبله.

وَقد اسْتشْهد ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي بِهَذَا المصراع فَقَط. وَفِي بعض نسخه تَمام الْبَيْت من شعر طفيل كَمَا شرحنا. وَللَّه دره فِي صَنِيعه.

وَقَوله: تحاثثن

إِلَخ هَذَا جَوَاب لما وَالنُّون ضمير الظعائن. والحث: الْإِسْرَاع. وحث الْفرس على الْعَدو: صَاح بِهِ أَو وكزه بِرَجُل أَو ضرب. وتحاثثن: تسارعن. واستعجلت زيدا: طلبت عجلته. فَهُوَ مُتَعَدٍّ وكل مَفْعُوله.

ومواشك: اسْم فَاعل

واشك أَي: سارع. ومواشك صفة مَحْذُوف أَي: كل بعير مواشك.

واللؤمة بِضَم اللَّام وَسُكُون الْهمزَة.

قَالَ ابْن السّكيت: هِيَ مَتَاع الْإِبِل وَمَا يلقى عَلَيْهَا من رَحل ومفارش. وَجُمْلَة: لم يعد. . إِلَخ صفة لمواشك وَأَن: مَصْدَرِيَّة أَي: لم يتَجَاوَز شقّ نابه. يُرِيد أَنه كَامِل الفتوة. وشق: بِفَتْح قَالَ ابْن السّكيت: يُقَال شقّ نابه وشقا نابه وَنجم نابه وَفطر نابه وبزل نابه. وَأَصله)

الِاشْتِقَاق يُقَال: تبزل مَا بَينهم. انْتهى.

ص: 109

قَالَ صَاحب العياب: بزل الْبَعِير بزولاً: فطر نابه أَي: انْشَقَّ فَهُوَ بازل وبزول ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: رجل بازل إِذا احتنك تَشْبِيها بالبعير النَّازِل. وَفِي حَدِيث عَليّ رضي الله عنه: بازل عَاميْنِ حَدِيث سني أَي: أَنا فِي استكمال الْقُوَّة كَهَذا الْبَعِير مَعَ حَدَاثَة السن. والبازل أَيْضا: السن الَّتِي طلعت.

انْتهى.

وَإِنَّمَا قيد بقوله: لم يعد أَن شقّ

إِلَخ لِأَنَّهُ إِذا تجاوزه يكون ضَعِيف القوى لهرمه. وبزوله إِنَّمَا يكون بِدُخُولِهِ فِي السّنة التَّاسِعَة وَبعدهَا يشرع فِي الْهَرم.

وَقد رَأَيْت الْبَيْت الشَّاهِد فِي قصيدة قافية من شعر كَعْب بن زُهَيْر الصَّحَابِيّ وَهُوَ:

(وقلن أَلا البردي أول مشرب

أجل جير إِن كَانَت سقته بوارقه)

قَالَ شَارِح ديوانه أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول: البردي: مَوضِع. والبوارق: جمع بارقة يُرِيد: سَحَابَة وعدة أبياتها خَمْسَة عشر بَيْتا. وَكَعب قد أَخذه من طفيل الغنوي لِأَن طفيلاً جاهلي مُتَقَدم زَمَانه. وَقد مرت تراجمهم.

أما مُضرس فَفِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الثلمائة وَأما طفيل فَفِي

ص: 110