الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الثَّمَانمِائَة)
وَهُوَ من شَوَاهِد س:
(وَأقسم أَن لَو الْتَقَيْنَا وَأَنْتُم
…
لَكَانَ لكم يَوْم من الشَّرّ مظلم)
على أَن أَن عِنْد سِيبَوَيْهٍ موطئة كاللام فِي: لَئِن جئتني لأكرمنك. فَاللَّام فِي لَكَانَ إِذن جَوَاب الْقسم لَا جَوَاب لَو.
-
وَهَذَا نَص سِيبَوَيْهٍ: وَسَأَلته يَعْنِي الْخَلِيل عَن قَوْله تَعَالَى: وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق النَّبِيين لما آتيتكم من كتاب وَحِكْمَة ثمَّ جَاءَكُم رَسُول مُصدق لما مَعكُمْ لتؤمنن بِهِ ولتنصرنه فَقَالَ: مَا هَاهُنَا بِمَنْزِلَة الَّذِي ودخلتها اللَّام كَمَا فِي إِن وَاللَّام الَّتِي فِي الْفِعْل هُنَا. وَمثل هَذِه اللَّام الأولى أَن إِذا قلت: وَالله أَن لَو فعلت لفَعَلت. وَقَالَ: فأقسم أَن لَو الْتَقَيْنَا
…
...
…
...
…
الْبَيْت ف أَن فِي لَو بِمَنْزِلَة اللَّام فِي مَا فأوقعت هُنَا لامين: لَام للْأولِ وَلَام للجواب. وَلَام الْجَواب هِيَ الَّتِي يعْتَمد عَلَيْهَا الْقسم. فَكَذَلِك اللامان فِي قَول الله: لما آتيتكم الْآيَة. لَام للْأولِ وَأُخْرَى للجواب.
وَمثل ذَلِك: لمن تبعك مِنْهُم لأملأن جَهَنَّم مِنْكُم إِنَّمَا دخلت اللَّام على نِيَّة الْيَمين. انْتهى)
كَلَامه.
قَالَ النّحاس وَتَبعهُ الأعلم أَن هَاهُنَا توكيد كاللام فِي لَئِن. أَلا ترى أَن اللَّام لَا تدخل هَاهُنَا لَو قلت: أقسم لِأَن لَو فعلت لم يجز لِأَن اللَّام إِنَّمَا تدخل فِي الْقسم أَو فِيمَا كَانَ من سببيه نَحْو: وَالله لَئِن دخلت لأقومن فَدخلت فِي لأقومن لِأَنَّهُ الْمقسم عَلَيْهِ. وَدخلت فِي لَئِن لِأَنَّهَا من سَببه فأدخلت أَن مَعَ لَو تَأْكِيدًا مثل اللَّام. انْتهى.
وَكَذَا يكون الْجَواب للقسم لَو عدمت نَحْو: وَالله لَو قُمْت لأكرمتك. وَعَلِيهِ خرج الشَّارِح الْمُحَقق الْبَيْت الْآتِي كَمَا أَن اللَّام الموطئة سَوَاء ذكرت أم لم تذكر
يكون الْجَواب بعْدهَا للقسم لَا للشّرط نَحْو: وَالله لَئِن تأتني أَو وَالله إِن تأتني أكرمك.
وَقد تبع ابْن عُصْفُور سِيبَوَيْهٍ فِي شرح الْإِيضَاح فَقَالَ: وَإِذا توسطت لَو أَو لَوْلَا بَين الْقسم وَالْفِعْل الْوَاقِع جَوَابا لَهُ لزم أَن يكون الْفِعْل الْوَاقِع جَوَابا مَاضِيا لِأَنَّهُ مغن عَن جَوَاب لَو وَلَوْلَا الْمَحْذُوف ودال عَلَيْهِ. وَجَوَاب لَو وَلَوْلَا لَا يكون إِلَّا مَاضِيا فَوَجَبَ أَن يكون الدَّال عَلَيْهِ كَذَلِك.
وَقد يدْخلُونَ أَن على لَو تَوْطِئَة لجعل الْفِعْل الْوَاقِع بعْدهَا جَوَابا للقسم كَمَا يدْخلُونَ اللَّام على إِن الشّرطِيَّة. انْتهى.
وَبِمَا نقلنا عَن سِيبَوَيْهٍ يعلم أَن قَول ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: إِن أَن بَين الْقسم وَلَو زَائِدَة عِنْد سِيبَوَيْهٍ خلاف الْوَاقِع. وَهَذَا كَلَامه: الثَّانِي أَي: من الْمَوَاضِع الْأَرْبَعَة الَّتِي تزاد أَن فِيهَا أَن تقع بَين لَو وَفعل الْقسم مَذْكُورا كَقَوْلِه: فأقسم أَن لَو الْتَقَيْنَا
…
...
…
...
…
الْبَيْت
…
(أما وَالله أَن لَو كنت حرا
…
وَمَا بِالْحرِّ أَنْت وَلَا الْعَتِيق)
وَهَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ وَغَيره. انْتهى.
وَذهب ابْن عُصْفُور فِي شرح الْجمل إِلَى خلاف قَول سِيبَوَيْهٍ فَإِنَّهُ لما أنهى الْكَلَام على روابط الْجُمْلَة الْوَاقِعَة جَوَاب قسم قَالَ: إِلَّا أَن يكون جَوَاب الْقسم لَو وجوابها فَإِن الْحَرْف الَّذِي يرْبط الْمقسم بِهِ بالمقسم عَلَيْهِ إِذْ ذَاك إِنَّمَا هُوَ أَن نَحْو: وَالله أَن لَو قَامَ زيد لقام عَمْرو وَلَا يجوز الْإِتْيَان بِاللَّامِ كَرَاهَة الْجمع بَين لامين فَلَا يجوز: وَالله للو قَامَ زيد قَامَ عَمْرو. انْتهى.
-
وَأورد عَلَيْهِ نَاظر الْجَيْش فِي شرح التسهيل وَتَبعهُ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي أَن أَن لَو كَانَت للربط لوَجَبَ ذكرهَا وَلَا شُبْهَة فِي جَوَاز قَوْلنَا: وَالله لَو قَامَ زيد لقام عَمْرو. وَترك أَن فِي مثله أَكثر من)
ذكرهَا.
ونقضه الدماميني فِي شرح الْمُغنِي المزج بِاللَّامِ الدَّاخِلَة على جَوَاب لَو الْمَنْفِيّ كَقَوْلِه:
(وَلَو نعطى الْخِيَار لما افترقنا
…
وَلَكِن لَا خِيَار مَعَ اللَّيَالِي)
قَالَ: فَإِنَّهَا حرف رابط وَالْأَكْثَر تَركهَا نَحْو: وَلَو شَاءَ رَبك مَا فَعَلُوهُ. انْتهى.
أَقُول: دُخُول اللَّام على حرف النَّفْي فِي الْجَواب شَاذ وَهِي إِنَّمَا تدخل على الْجَواب الْمُثبت وبالشاذ لَا يرد النَّقْض.
وَذهب ابْن مَالك إِلَى عكس
مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ فَجعل الْجَواب للو سَوَاء اقترنت بِأَن أم لَا وَجعل جَوَاب الْقسم محذوفاً مدلولاً عَلَيْهِ بِجَوَاب لَو. وَالصَّحِيح مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ عملا بقاعدة اجْتِمَاع الْقسم وَالشّرط.
وَقَوله: وَأقسم لَو الْتَقَيْنَا وَأَنْتُم أَن بِفَتْح الْهمزَة وروى: وَأقسم لَو أَنا الْتَقَيْنَا فَلَا شَاهد فِيهِ.
وعَلى الأول همزَة الْتَقَيْنَا بالوصل نقل كسرتها إِلَى وَاو لَو فَبَقيَ الْجُزْء مفاعلن بِلَا يَاء. وَفِيه ضَرُورَة وَهِي الْعَطف على ضمير الرّفْع الْمُتَّصِل من غير تَأْكِيد بضمير رفع مُنْفَصِل أَو أَن يكون فِي الْكَلَام طول يقوم مقَام التَّأْكِيد.
قَالَ ابْن عُصْفُور فِي الضرائر: كَانَ الْوَجْه أَن يُقَال: الْتَقَيْنَا نَحن وَأَنْتُم إِلَّا
أَن ضَرُورَة الْوَزْن أوجبت حذف الضَّمِير الْمُؤَكّد. انْتهى.
وَمعنى الْبَيْت: لَو الْتَقَيْنَا متحاربين لأظلم نهاركم فصرتم مِنْهُ فِي مثل اللَّيْل. وَكَانَ: تَامَّة أَو نَاقِصَة وَلكم خَبَرهَا.
وَالْبَيْت من أَبْيَات للمسيب بن علس يُخَاطب بهَا بني عَامر بن ذهل بن ثَعْلَبَة وعامر هُوَ أَخُو شَيبَان بن ذهل فِي شَيْء صنعوه بحلفائهم.
وَقَبله: وَبعده:
(رَأَوْا نعما سُودًا فَهموا بِأَخْذِهِ
…
إِذا التف من دون الْجَمِيع المزنم)
(وَمن دونه طعن كَأَن رشاشه
…
عزالى مزاد والأسنة ترذم)
(أَلا تَتَّقُون الله يَا آل عَامر
…
وَهل يَتَّقِي الله الأبل المصمم)