الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحيزبون: الْعَجُوز. والبغام بِالضَّمِّ: صَوت تختلسه النَّاقة وَلَا تتمه. والمحسور: صوتٌ ضَعِيف.
وتريح بِالضَّمِّ: تستريح. والكور بِالضَّمِّ: الرحل بأداته. والدلاث: بِالْكَسْرِ: النَّاقة. والأشاجع: عروق ظَاهر الْكَفّ. والجانب: الْغَرِيب.)
ونار الحباحب بِالضَّمِّ: النَّار الَّتِي تظهر من قرع الحوافر. أَرَادَ أَنَّهَا ضَعِيفَة لَا يشعلونها خوفًا من الضَّيْف.
وَأنْشد بعده
3 -
(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)
وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: الطَّوِيل
(فَأَصْبَحت أَنى تأتها تبتئس بهَا
…
كلا مركبيها تَحت رجليك شَاجر)
على أَن أَنى فِيهِ شَرْطِيَّة مجرورة بِمن مضمرة أَي: من أَنى تأتها.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ بأنى من الْجَزَاء قَول لبيد: قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ جزم تأتها ب أَنى لِأَن مَعْنَاهَا معنى أَيْن وَمَتى
وَكِلَاهُمَا للجزاء.
وتبتئس جزمٌ على جوابها.
قَالَ أَبُو الْحسن الطوسي فِي شرح ديوَان لبيد قَالَ الْأَصْمَعِي: لم أسمع أحدا يجازى بأنى وَأَظنهُ أَرَادَ أياً تأتها يُرِيد أَي جَانِبي هَذِه النَّاقة أَتَيْته وجدت مركبه تَحت رجلك شاجراً أَي: ينحيك ويدفعك لَا يطمئن تَحت رجلك.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَنى تأتها مجازاة يَقُول: من أَي جانبٍ أتيت هَذِه النَّاقة وجدت كلا مركبيها شاجراً دافعاً لَك. وتبتئس: يصبك مِنْهَا بؤسٌ. يَقُول: كَيْفَمَا ركبت مِنْهَا الْتبس عَلَيْك الْأَمر.
وشاجرٌ: ملتبس. يُقَال: شَاجر مَا بَين الْقَوْم: إِذا اخْتلفُوا. وَيُقَال: شَجَره بِالرُّمْحِ إِذا دَفعه بِهِ وطعنه.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشاجر: المفرق بَين رجلَيْهِ وَقد شجر بَين رجلَيْهِ إِذا فرق بَينهمَا إِذا ركب.
انْتهى.
وَهَذَا مَبْنِيّ على إرجاع الضمائر المؤنثة إِلَى النَّاقة المفهومة من الْمقَام.
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن سَيّده فِي شرح أَبْيَات الْجمل. وَلم يرتضه اللَّخْمِيّ فِي شرحها. قَالَ: قد غلط ابْن سَيّده شَارِح الأبيات فِي الْبَيْت وَزعم أَنه يصف نَاقَة وَإِنَّمَا يصف داهيةً. وَلَو علم مَا قبله علم
(لي النَّصْر مِنْكُم وَالْوَلَاء عَلَيْكُم
…
وَمَا كنت فقعاً أنبتته القراقر)
(وَأَنت فقيرٌ لم تبدل خَليفَة
…
سواي وَلم يلْحق بنوك أصاغر)
)
(فَقلت ازدجر أحناء طيرك واعلمن
…
بأنك إِن قدمت رجلك عاثر)
…
(وَإِن هوان الْجَار للْجَار مؤلمٌ
…
وفاقرةٌ تأوي إِلَيْهَا الفواقر)
فَأَصْبَحت أَنى تأتها
…
...
…
... . . الْبَيْت
(فَإِن تتقدم تغش مِنْهَا مقدما
…
غليظاً وَإِن أخرت فالكفل فَاجر)
والفاقرة: الداهية الَّتِي تكسر فقار الظّهْر وَهِي الَّتِي يصف فِي الْبَيْت. شبهها بالدابة الشموس الَّتِي إِذا ركبهَا رمته عَن ظهرهَا. انْتهى.
أَقُول: الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الفاقرة غير ثابتٍ فِي رِوَايَة الطوسي فَيجوز أَن يكون ابْن سَيّده تبعه.
على أَن هَذَا لَا يُسمى غَلطا فَإِنَّهُ تَمْثِيل سَوَاء قيل داهية أَو نَاقَة أَو مركب.
قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه: الْعَرَب تشبه التنشب فِي العظائم بالركوب على المراكب الصعبة فَيَقُولُونَ: ركبت مني أمرا عَظِيما وَلَقَد ركبت مركبا صعباً وفلانٌ ركاب العظائم.
وَنَحْوه قَول الشَّاعِر: الطَّوِيل
(لَئِن جد أَسبَاب الْتِقَاط بَيْننَا
…
لترتحلن مني على ظهر شيهم)
وروى: تشتجر بدل تبتئس قَالَ ابْن السَّيِّد: مَعْنَاهُ تشتبك ويروى:
تَلْتَبِس وَمَعْنَاهُ كمعنى تشتجر. وشَاجر: مشتبك. وَقَالَ اللَّخْمِيّ: تشتجر مَأْخُوذ من شجر الرَّاكِب إِذا خَالف بَين رجلَيْهِ فَرفع رجلا وَوضع أُخْرَى وَهِي ركبةٌ متهيئة للسقوط. ويروى: تبتئس من بؤس الْحَال.
ويروى أَيْضا: تَلْتَبِس. ومركبيها: ناحيتيها اللَّتَيْنِ ترام مِنْهُمَا. وشاجر:
مُضْطَرب.
يَقُول: من ركبهَا فرقت بَين رجلَيْهِ فهوت بِهِ. ويروى: شاغر وَالْمعْنَى وَاحِد.
يعتب عَمه عَامر بن مَالك ملاعب الأسنة وَكَانَ قد ضرب جاراً للبيدٍ بِالسَّيْفِ فَغَضب لبيد لذَلِك فَقَالَ الشّعْر الَّذِي تقدم يعدد بلاءه عِنْده. وَفِي الشّعْر مَا يدل على ذَلِك وَهُوَ:
(من يَك عني جَاهِلا أَو مغمراً
…
فَمَا كَانَ بدعاً من بلائي عَامر)
(وَفِي كل يومٍ ذِي حفاظٍ بلوتني
…
فَقُمْت مقَاما لم يقمه العواور)
وكلا مُبْتَدأ وَالْخَبَر شَاجر. وتَحت رجليك مُتَعَلق بشاجر. وكلا عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسمٌ مفردٌ.
انْتهى.
وَقَوله: رجليك بالتثنية وَرُوِيَ بِالْإِفْرَادِ. قَالَ ابْن السَّيِّد: ويروى: رحلك والرحل للناقة مثل السرج للْفرس.)
-
والفاجر: المائل غير الْمُسْتَقيم.
وَكَانَ للبيدٍ جارٌ من بني الْقَيْن قد لَجأ إِلَيْهِ واعتصم بِهِ فَضَربهُ عَمه بِالسَّيْفِ فَغَضب لذَلِك لبيد وَقَالَ يعدد على عَمه بلاءه عِنْده وينكر فعله بجاره. وَأنْشد الأبيات السَّابِقَة.
وَقَالَ ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: قَوْله فَأَصْبَحت أَنى تأتها أَي: مَتى أتيت هَذِه الَّتِي وَقعت فِيهَا تَلْتَبِس بهَا أَي: تَلْتَبِس بمكروهها شَرها.
ويروى: تبتئس أَي: لَا يقربك النَّاس من أجلهَا. وكلا مركبي الخطة إِن تقدّمت أَو تَأَخَّرت شَاجر أَي: مُخْتَلف متفرق. والشاجر: الَّذِي قد دخل بعضه فِي بعض وَتغَير نظامه. وَأَرَادَ بالمركبين قادمة الرحل وآخرته. وعَلى هَذَا طَرِيق الْمثل.
يَقُول: لَا تَجِد فِي الْأَمر الَّذِي تُرِيدُ أَن تعمله مركبا وطيئاً وَلَا رَأيا صَحِيحا أَي: موضعك إِن ركبت مِنْهُ آذَاك وَفرق بَين رجليك وَلم تثبت عَلَيْهِ وَلم تطمئِن. هَذَا كَلَامه. وَهَذَا بِحُرُوفِهِ هُوَ وَلم يُورد أَبُو الْحسن الطوسي سَبَب هَذِه القصيدة وعدتها عِنْده ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ بَيْتا.
ولنذكر مَا شرح بِهِ الأبيات السَّابِقَة: قَوْله: من يَك عني جَاهِلا رَوَاهُ الطوسي: من كَانَ مني جَاهِلا. وَهَذَا أول القصيدة. يَقُول: من كَانَ يجهلني فَإِن عمي عَامِرًا يعرف بلائي. وبلاؤه: صَنِيعه وَعَمله. وعامر هُوَ ملاعب الأسنة.
والمغمر: الْمَنْسُوب إِلَى الْغمر بِالضَّمِّ
وَهُوَ الْجَهْل. والبدع بِالْكَسْرِ: كل حَدِيث أحدث أَي: لَيْسَ عامرٌ ببدعٍ من بلائي أَي: بِأول مَا عرف ذَلِك.
وَقَوله: وَفِي كل يَوْم إِلَخ هُوَ الْبَيْت الرَّابِع عشر من القصيدة. والعواور: الْجُبَنَاء والضعفاء جمع عوار بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد.
وَبعده قَوْله: لي النَّصْر مِنْكُم إِلَخ وَالرِّوَايَة عِنْد الطوسي: لي النَّصْر مِنْهُم وَالْوَلَاء عَلَيْكُم بالغيبة فِي الأول وَالْخطاب فِي الثَّانِي وَقَالَ: مِنْهُم أَي: من هَؤُلَاءِ الْمُلُوك وأردافهم الَّذين ذكرُوا.)
وَالْوَلَاء عَلَيْكُم يَقُول: يوالوني عَلَيْكُم. والفقع: ضربٌ من الكمأة وَهُوَ شَرها. والقرقر كجعفر: الأَرْض المستوية. وَفِي الْمثل: أذلّ من فقع بقرقرٍ. يَقُول: لم أكن ذليلاً.
وَقَوله: وَأَنت فَقير أَي: مُحْتَاج إِلَيّ. والخليفة هُنَا: خلفٌ يخلفه. يَقُول: أَنا خَلفك. وَلم يلْحق بنوك أَي: لم يكبروا لَهُ.
وَقَوله: فَقلت ازدجر إِلَخ الأحناء: جمع حنو بِالْكَسْرِ وَهِي الجوانب. وَقَوْلهمْ: ازدجر أحناء طيرك أَي: نواحيه يَمِينا وَشمَالًا وأماماً وخلفاً. وَيُرِيد بالطير الخفة. قَالَه الْجَوْهَرِي وَأنْشد الْبَيْت. وَقَالُوا: أَرَادَ بذلك انْظُر فِيمَا تعمله أمخطىءٌ أَنْت فِيهِ أم مُصِيب وَقَالَ الطوسي: ازدجر: ازجر أحناء قَوْلك إِنَّمَا هَذَا مثل يَقُول: ازدجر: ازجر أحناء قَوْلك أَي: عَن يَمِين وشمال وعَلى أَي حَال شِئْت.