الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخصية. قَالَ: وظرف الْعَجُوز: مزودها الَّذِي تخزن متاعها فِيهِ. والحنظل: نباتٌ مَعْرُوف وَيُقَال: العلقم.
وَرُوِيَ عَن أبي حَاتِم أَنه قَالَ: الحنظل هَا هُنَا: الثوم. اه.
وَتقدم مَا فِيهِ. وَقَوله إِن الشّعْر لشماء الهذلية يُنَافِيهِ أَوله: وَقَوله: لست أُبَالِي أَن أكون محمقه يُقَال: أحمقت الْمَرْأَة إِذا ولدت ولدا أَحمَق.
قَالَ التدميري: معنى الشّعْر أَن هَذِه الْمَرْأَة كَانَت تلاعب ابْنا لَهَا صَغِيرا وترقصه وَتنظر فِي أثْنَاء ذَلِك إِلَى خصيتيه فتفرح بِكَوْنِهِ ذكرا فَقَالَت: لست أُبَالِي إِذا ولدت الذُّكُور أَن يكون أَوْلَادِي حمقى وَأَن أكون أَنا محمقة أَي: أَلد الحمقى. وَذَلِكَ كُله فِرَارًا من الْبَنَات وكراهيةً لَهُنَّ.
وَأنْشد بعده
3 -
(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)
الْبَسِيط كَأَنَّهُ وَجه تركيين إِذْ غَضبا على أَنه إِذا أضيف الجزءان لفظا وَمعنى إِلَى متضمنيهما المتحدين بِلَفْظ وَاحِد فَلفظ الْإِفْرَاد فِي الْمُضَاف أولى من لفظ التَّثْنِيَة كَمَا فِي
الْبَيْت فَإِن تركيين متضمنان وَلَفْظهمَا مُتحد لجزأيهما وهما الْوَجْهَانِ فَإِن وَجه كل أحدٍ جُزْء مِنْهُ فَلَمَّا أضيف إِلَيْهِمَا أضيف بِلَفْظ الْمُفْرد وَهُوَ الْوَجْه. وَهَذَا أولى من أَن يَقُول: كَأَنَّهُ وَجها تركيين.
وَجمعه أولى من الْإِفْرَاد. فَلَو قَالَ: كَأَنَّهُ وُجُوه تركيين أولى من وَجه تركيين. هَذَا مُحَصل كَلَامه.
وإيضاحه أَن كل مَا فِي الْجَسَد مِنْهُ شيءٌ وَاحِد لَا ينْفَصل كالرأس وَالْأنف وَاللِّسَان وَالظّهْر والبطن وَالْقلب فَإنَّك إِذا ضممت إِلَيْهِ مثله جَازَ فِيهِ ثَلَاثَة أوجه: أَحدهمَا: الْجمع وَهُوَ الْأَكْثَر نَحْو قَوْله تَعَالَى: فقد صغت قُلُوبكُمَا. وَإِنَّمَا عبروا بِالْجمعِ وَالْمرَاد التَّثْنِيَة لِأَنَّهَا جمع. وَهَذَا لَا يلبس. وشبهوا هَذَا النَّوْع بقَوْلهمْ: نَحن فعلنَا.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسَأَلت الْخَلِيل عَن: مَا أحسن وُجُوههمَا فَقَالَ: لِأَن الِاثْنَيْنِ جَمِيع وَهَذَا بِمَنْزِلَة قَول الِاثْنَيْنِ: نَحن فعلنَا ذَاك وَلَكنهُمْ أَرَادوا أَن يفرقُوا بَين مَا يكون مُنْفَردا وَبَين مَا يكون شَيْئا من شَيْء. اه.
يُرِيد أَنهم قد استعملوا فِي قَوْلهم: مَا أحسن وُجُوه الرجلَيْن الْجمع مَوضِع الِاثْنَيْنِ كَمَا يَقُول الِاثْنَان: نَحن فعلنَا وَنحن إِنَّمَا هُوَ ضميرٌ موضوعٌ للْجَمَاعَة.
وَإِنَّمَا استحسنوا ذَلِك لما بَين التَّثْنِيَة وَالْجمع من التقارب من حَيْثُ كَانَت التَّثْنِيَة عددا تركب من ضم واحدٍ إِلَى وَاحِد. وَأول الْجمع وَهُوَ الثَّلَاثَة تركب من ضم واحدٍ إِلَى اثْنَيْنِ فَلذَلِك قَالَ:
وَقَوله: وَلَكنهُمْ أَرَادوا أَن يفرقُوا إِلَخ مَعْنَاهُ أَنهم أعْطوا الْمُفْرد حَقه من لفظ التَّثْنِيَة فَقَالُوا فِي رجل رجلَانِ وَفِي وجهٍ وَجْهَان وَلم يفعل ذَلِك أهل اللُّغَة الْعليا فِي قَوْلهم: مَا أحسن وُجُوه الرجلَيْن وَذَلِكَ أَن الْوَجْه الْمُضَاف إِلَى صَاحبه إِنَّمَا هُوَ شيءٌ من شَيْء.
فَإِذا ثنيت الثَّانِي مِنْهُمَا علم السَّامع ضَرُورَة أَن الأول لَا بُد أَن يكون وَفقه فِي الْعدة فَجمعُوا الأول كَرَاهَة أَن يَأْتُوا بتثنيتين متلاصقتين فِي مُضَاف ومضاف إِلَيْهِ. والمتضايفان يجريان مجْرى الِاسْم الْوَاحِد فَلَمَّا كَرهُوا أَن يَقُولُوا: مَا أحسن وَجْهي الرجلَيْن فَيَكُونُوا كَأَنَّهُمْ قد جمعُوا فِي اسْم وَاحِد)
بَين تثنيتين غيروا لفظ التَّثْنِيَة الأولى بِلَفْظ الْجمع إِذْ الْعلم مُحِيط بِأَنَّهُ لَا يكون للاثنين أَكثر من وَجْهَيْن فَلَمَّا أمنُوا اللّبْس فِي وضع الْوُجُوه مَوضِع الْوَجْهَيْنِ استعملوا أسهل اللَّفْظَيْنِ. كَذَا فِي أمالي ابْن الشجري.
وَهَذَا عِلّة الْبَصرِيين.
وَقَالَ الْفراء: إِنَّمَا خص هَذَا النَّوْع بِالْجمعِ لِأَن الشَّيْء الْوَاحِد مِنْهُ يقوم مقَام الشَّيْئَيْنِ حملا على الْأَكْثَر فَإِذا ضم إِلَى ذَلِك شيءٌ مثله كَانَ كَأَنَّهُ أَرْبَعَة فَأتى بِلَفْظ الْجمع.
وَهَذَا معنى حسنٌ من مَعَاني الْفراء.
قَالَ ابْن يعِيش: وَهَذَا من أصُول الْكُوفِيّين. وَيُؤَيِّدهُ أَن مَا فِي الْجَسَد مِنْهُ شَيْء وَاحِد فَفِيهِ الدِّيَة
وَهَذِه عبارَة الْفراء نقلناها تبركاً. قَالَ فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: وَالسَّارِق
والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا: وَفِي قِرَاءَة عبد الله: والسارقون والسارقات فَاقْطَعُوا أيمانهما وَإِنَّمَا قَالَ أَيْدِيهِمَا لِأَن كل شيءٍ موحد من خلق الْإِنْسَان إِذا ذكر مُضَافا إِلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدا جمع فَقيل: قد هشمت رؤوسهما وملأت ظهورهما وبطونهما ضربا. وَمثله: فقد صغت قُلُوبكُمَا.
وَإِنَّمَا اختير الْجمع على التَّثْنِيَة لِأَن أَكثر مَا تكون عَلَيْهِ الْجَوَارِح اثْنَيْنِ فِي الْإِنْسَان: الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والعينين فَلَمَّا جرى أَكْثَره على هَذَا ذهب بِالْوَاحِدِ مِنْهُ مَذْهَب التَّثْنِيَة.
وَقد يجوز هَذَا فِيمَا لَيْسَ من خلق الْإِنْسَان وَذَلِكَ أَن تَقول للرجلين: خليتما نساءكما وَأَنت تُرِيدُ امْرَأتَيْنِ وخرقتما قمصكما. وَإِنَّمَا ذكرت ذَلِك لِأَن من النَّحْوِيين من كَانَ لَا يُجِيزهُ إِلَّا فِي خلق الْإِنْسَان. وكلٌّ سَوَاء. اه.
وَكَذَا قَالَ ابْن الشجري فِي هَذَا قَالَ: وجروا على هَذَا السّنَن فِي الْمُنْفَصِل عَن الْجَسَد فَقَالُوا: مد الله فِي أعماركما ونسأ الله فِي آجالكما. وَمثله فِي الْمُنْفَصِل فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: ضع رحالهما. اه.
أَقُول: كَذَا فِي الشَّرْح أَيْضا.
وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي أَوَائِل
كِتَابه: وضعا رحالهما بالماضي لَا بِالْأَمر. قَالَ: وَقَالُوا: وضعا وَقَالَ فِي أَوَاخِر كِتَابه: زعم يُونُس أَنهم يَقُولُونَ: ضع رحالهما وغلمانهما وَإِنَّمَا هما اثْنَان.
هَذَا حكم مَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَسَد شيءٌ وَاحِد فَإِن كَانَ اثْنَيْنِ كَالْيَدِ وَالرجل فتثنيته إِذا ثنيت الْمُضَاف إِلَيْهِ وَاجِبَة لَا يجوز غَيرهَا. تَقول: فقأت عينيهما وَقطعت أذنيهما لِأَنَّك لَو قلت:)
أعينهما وآذانهما لالتبس بأنك أوقعت الْفِعْل بالأربع.
فَإِن قيل: فقد جَاءَ فِي الْقُرْآن: فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا فَجمع الْيَد وَفِي الْجَسَد يدان فَهَذَا يُوجب بِظَاهِر اللَّفْظ إِيقَاع الْقطع بالأربع. فَالْجَوَاب أَن المُرَاد فَاقْطَعُوا أيمانهما. وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مصحف عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه.
فَلَمَّا علم بِالدَّلِيلِ الشَّرْعِيّ أَن الْقطع مَحَله الْيَمين وَلَيْسَ فِي الْجَسَد إِلَّا يمينٌ وَاحِدَة جرت مجْرى آحَاد الْجَسَد فَجمعت كَمَا جمع الْوَجْه وَالظّهْر والبطن.
الثَّانِي من الْوُجُوه الثَّلَاثَة: الْإِفْرَاد. وَلم يذكر سِيبَوَيْهٍ هَذِه
الْمَسْأَلَة وَذَلِكَ نَحْو قَوْلك: مَا أحسن رأسهما وَضربت ظهر الزيدين وَذَلِكَ لوضوح الْمَعْنى إِذْ لكل وَاحِد شيءٌ وَاحِد من هَذَا النَّوْع فَلَا يشكل فَأتي بِلَفْظ الْإِفْرَاد إِذْ كَانَ أخف.
قَالَ الْفراء فِي تَفْسِير تِلْكَ الْآيَة: وَقد يجوز أَن تَقول فِي الْكَلَام: السَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا يمينهما لِأَن الْمَعْنى الْيَمين من كل واحدٍ مِنْهُمَا كَمَا قَالَ الشَّاعِر: الوافر
وَقَالَ الآخر: الْبَسِيط
(الواردون وتيمٌ فِي ذرا سبأٍ
…
قد عض أَعْنَاقهم جلد الجواميس)
من قَالَ: ذرا بِالضَّمِّ جعل سبأ جبلا ومنقال: ذرا بِالْفَتْح أَرَادَ موضعا.
وَيجوز فِي الْكَلَام أَن تَقول: ائْتِنِي بِرَأْس شَاتين ورأسي شَاة.
فَإِذا قلت: رَأْسِي شَاة فَإِنَّمَا أردْت رَأس هَذَا الْجِنْس. وَإِذا قلت: بِرَأْس شَاتين فَإنَّك تُرِيدُ بِهِ الرَّأْس من كل شَاة.
قَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك:
(كَأَنَّهُ وَجه تركيين قد غَضبا
…
مستهدفٌ لطعانٍ غير تذبيب)
اه.
وَقَوله: رَأْسِي شَاة هَذِه مَسْأَلَة زَائِدَة على مَا ذكرُوا فِي هَذَا الْبَاب اسْتُفِيدَ جَوَازهَا مِنْهُ.
قَالَ ابْن خلف: وَقَرَأَ بعض الْقُرَّاء: فبدت لَهما سوءتهما بِالْإِفْرَادِ. وَالْعجب من ابْن الشجري فِي حمله الْإِفْرَاد على ضَرُورَة الشّعْر فَإِنَّهُ لم يقل أحدٌ إِنَّه من قبيل الضَّرُورَة. قَالَ: وَلَا يكادون يستعملون هَذَا إِلَّا فِي الشّعْر. وأنشدوا شَاهدا عَلَيْهِ:
كَأَنَّهُ وَجه تركيين قد غَضبا
…
...
…
... . الْبَيْت)
وَتَبعهُ ابْن عُصْفُور فِي كتاب ضرائر الشّعْر وَالصَّحِيح أَنه غير مُخْتَصّ بالشعر.
الثَّالِث: التَّثْنِيَة. وَهَذَا على الأَصْل وَظَاهر اللَّفْظ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد يثنون مَا يكون بَعْضًا لشَيْء.
زعم يُونُس أَن رؤبة كَانَ يَقُول:
مَا أحسن رأسيهما.
وَقَالَ الراجز: الرجز ظهراهما مثل ظُهُور الترسين قَالَ الْفراء فِي تَفْسِير تِلْكَ الْآيَة: وَقد يجوز تثنيتهما. قَالَ أَبُو ذوئب الشَّاعِر: الْكَامِل
(فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ
…
كنوافذ العبط الَّتِي لَا ترقع)
اه.
وَقَالَ ابْن الشجري: وَمن الْعَرَب من يُعْطي هَذَا حَقه كُله من التَّثْنِيَة فَيَقُولُونَ: ضربت رأسيهما وشققت بطنيهما وَعرفت ظهريكما وَحيا الله وجهيكما.
فمما ورد بِهَذِهِ اللُّغَة قَول الفرزدق: الطَّوِيل بِمَا فِي فؤادينا من الشوق والهوى وَقَول أبي ذُؤَيْب: اراد: بطعناتٍ نوافذ كنوافذ العبط: جمع العبيط وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي ينْحَر لغير دَاء. اه.
وَالْجمع فِي هَذَا الْبَاب هُوَ الْجيد الْمُخْتَار وَبِه نزل الْقُرْآن الْعَظِيم.
وَالْبَيْت الشَّاهِد قافيته رائية لَا بائية.
وَهُوَ من قصيدة عدتهَا سِتَّة عشر بَيْتا للفرزدق هجا بهَا جَرِيرًا تهكم بِهِ وَجعله امْرَأَة. وَهَذِه عشرَة أَبْيَات بعد ستةٍ من أَولهَا:
(مِمَّا تأمرون عباد الله أَسأَلكُم
…
بشاعرٍ حوله درجان مختمر)
(لَئِن طلبتم بِهِ شأوي لقد علمت
…
أَنِّي على الْعقب خراجٌ من القتر)
(وَلَا يحامي على الْأَنْسَاب منفلقٌ
…
مقنعٌ حِين يلقى فاتر النّظر)
(هدرت لما تلقتني بجونتها
…
وخشخشت أَي حفيف الرّيح فِي الْعشْر)
(ثمَّ اتقتني بجهمٍ لَا سلَاح لَهُ
…
كمنخر الثور معكوساً من الْبَقر)
(معلنكس الكين مجلومٍ مشافره
…
ذِي ساعدين يُسمى دارة الْقَمَر)
(كَأَنَّهُ وَجه تركيين قد غَضبا
…
مستهدفٌ لطعانٍ غير منجحر)
(كَأَن رمانةً فِي جَوْفه انفلقت
…
يكَاد يُوقد نَارا لَيْلَة القرر)
(هَل يغلبن بظرها أيري إِذا اطعنا
…
والطاعن الأول الْمَاضِي من الظفر)
قَوْله: مَا تأمرون عباد الله إِلَخ مَا: استفهامية وعباد الله: منادًى وَالْبَاء من قَوْله: بشاعر مُتَعَلق بقوله: تأمرون أَو هُوَ بِمَعْنى عَن مُتَعَلق بأسألكم. وَأَرَادَ بالشاعر جَرِيرًا. ومختمر: صفة ثَانِيَة لَهُ اسْم فَاعل من اختمرت الْمَرْأَة أَي: لبست الْخمار بِالْكَسْرِ وَهُوَ ثوبٌ تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا. وَجُمْلَة: حوله درجان صفةٌ أولى لشاعر. نسبه إِلَى أَنه امْرَأَة:
والدرج بِالضَّمِّ وَهُوَ وعَاء الطّيب كالحقة والعلبة.
وَقَوله: لَئِن طلبتم بِهِ شأوي إِلَخ بِهِ أَي بِهَذَا الشَّاعِر. والشأو بِفَتْح الشين وَسُكُون الْهمزَة: الْغَايَة والسبق. يَقُول: إِن أردتم مِنْهُ أَن يبلغ غايتي أَو يسبقني.
وَاللَّام فِي لَئِن موطئة للقسم وَجُمْلَة: لقد علمت: جَوَاب الْقسم وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف يدل عَلَيْهِ جَوَاب الْقسم. وفاعل علمت ضمير شَاعِر وَالْمرَاد بِهِ امْرَأَة. وعَلى بِمَعْنى مَعَ. والْعقب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْقَاف: جري الْفرس بعد جريه الأول. والْخراج: مُبَالغَة خَارج. والقتر بِفَتْح الْقَاف والمثناة الْفَوْقِيَّة: الْغُبَار. يَقُول: لَا يُمكن أَن تبلغ شأوي فضلا عَن السَّبق فَإِنَّهَا تعلم أَنِّي كثيرا مَا خرجت من الْغُبَار أَي: إِذا كَانَ أحدٌ سَابِقًا شققت غباره فسبقته وَخرجت من غباره. وَهَذَا بعد التَّعَب والجري الْكثير فَكيف أكون فِي أول جريٍ.
وَقَوله: وَلَا يحامي على الأحساب أَرَادَ بالمنفلق: ذاتٌ لَهَا انفلاق وَهُوَ كِنَايَة عَن ذَات الْفرج.
والانفلاق: الانشقاق. ومقنع: ذَات قناع.
وَحين مُتَعَلق بمقنع. ويلقى: بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول من اللقي.
وفاتر النّظر أَي: ضَعِيف النّظر. وَهَذِه الْأَوْصَاف الثَّلَاثَة من أَوْصَاف النِّسَاء.
وَقَوله: هدرت لما تلقتني إِلَخ الجونة بِضَم الْجِيم: العلبة
ودرج الطّيب. والخشخشة: صَوت السِّلَاح وَنَحْوه. وحفيف مفعول مُطلق أَي: خشخشته كحفيف الرّيح. والحفيف بِالْحَاء الْمُهْملَة وفاءين وَهُوَ صَوت الرّيح إِذا مرت على الْأَشْجَار. والْعشْر بِضَم فَفتح: شجر عظيمٌ لَهُ شوك. والهدير: صَوت شقشقة الْجمل.
يَقُول: لما برزت لمحاربتي وَكَانَ سلاحها جونتها وَكَانَ صَوتهَا مؤنثاً ضَعِيفا كصوت الرّيح الْمَارَّة بالأشجار هدرت عَلَيْهَا كالفحل الهائج فأدهشتها.)
وَقَوله: ثمَّ اتقتني بجهمٍ لَا سلَاح لَهُ إِلَخ الجهم: الغليظ الثخين وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن فرجهَا.
وَأَرَادَ بِالسِّلَاحِ الشّعْر النَّابِت حوله وَشبهه بمنخر الثور حَالَة كَونه معكوساً. وَالْعَكْس: أَن يشد حبلٌ فِي منخره إِلَى رسغ يَدَيْهِ ليذل وَحِينَئِذٍ يرى شقَّه أوسع. وَأَصله فِي الْبَعِير.
وَقَوله: معلنكس الكين المعلنكس: الكثيف الْمُجْتَمع. وَقَالَ شَارِح ديوانه: هُوَ الْكثير اللَّحْم. والكين بِالْفَتْح: لحم الْفرج من دَاخل. والمشافر: جمع شفر بِالضَّمِّ على خلاف الْقيَاس وشفر كل شَيْء: حرفه. والمجلوم: المقصوص شعره بالجلم بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام وَهُوَ المقص وَنَحْوه. ومعلنكس ومجلوم كِلَاهُمَا بِالْجَرِّ صفتان لجهم وَكَذَا قَوْله: ذِي ساعدين وَجُمْلَة: يُسمى إِلَخ. وَأَرَادَ بالساعدين الأسكتين أَي: حرفيه وسماهما ساعدين لغلظهما وطولهما.
وَقَوله: كَأَنَّهُ وَجه تركيين إِلَخ أَي: كَأَن ذَلِك الجهم المُرَاد بِهِ الْفرج. شبه كل فلقه مِنْهُ بِوَجْه تركي. والأتراك غِلَاظ الْوُجُوه عراضها
حمرها. وَإِذا: ظرفٌ عَامله مَا فِي كَأَن من معنى التَّشْبِيه. وَعند غضبهم تشتد وُجُوههم حمرَة.
وروى الْفراء وَغَيره: قد غَضبا فَتكون الْجُمْلَة حَالا من تركيين على طرز قَوْله تَعَالَى: أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا.
ومستهدف صفة لوجه وَهُوَ اسْم فَاعل من استهدف. قَالَ صَاحب الْعباب: واستهدف أَي: انتصب.
قَالَ النَّابِغَة فِي صفة فرج: الْكَامِل
(وَإِذا طعنت طعنت فِي مستهدفٍ
…
رابي المجسة بالعبير مقرمد)
وَشَيْء مستهدفٍ أَي: عريض. اه. والطعان بِالْكَسْرِ: مصدر طعنه بِالرُّمْحِ طَعنا وطعاناً. وَغير بِالرَّفْع صفة لمستهدف. والنجحر: اسْم فَاعل من انجحر أَي: دخل حجره بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة يُقَال: أجحرته أَي: ألجأته إِلَى أَن دخل جُحْره فانجحر.
وَقَوله: كَأَن رمانة إِلَخ يُرِيد أَن دَاخل ذَلِك الْفرج محمرٌّ شَدِيد الْحَرَارَة. ويُوقد: يشعل. والقرر: جمع قُرَّة بِالضَّمِّ: الْبرد كغرفة وغرف.
وَقَوله: هَل يغلبن بظرها إِلَخ يغلبن مُؤَكد بالنُّون الْخَفِيفَة. والبظر: لحْمَة بَين شفري الْفرج)
تقطعها الخاتنة. وَالْمَرْأَة الَّتِي لم يختن بظرها يُقَال لَهَا: بظراء. وَمِنْه قَوْلهم فِي الشتم: يَا ابْن البظراء واطعنا أَصله تطاعنا وَالْألف ضمير البظر والأير.
وَقَوله: والطاعن الأول إِلَخ أَي: من يطعن أَولا هُوَ