المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الثالث والخمسون بعد الخمسمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٧

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(النكرَة والمعرفة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْعلم)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(أَسمَاء الْعدَد)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الْمُذكر والمؤنث)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْمثنى)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الفصل: ‌(الشاهد الثالث والخمسون بعد الخمسمائة)

غدْوَة وَهِي مَا بَين صَلَاة الصُّبْح وطلوع الشَّمْس. والْأَشْقَر من الْخَيل: الَّذِي حمرته صَافِيَة. والشقرة فِي الْإِنْسَان: حمرَة يعلوها بَيَاض. ويغتال: يهْلك يُقَال: اغتاله أَي: أهلكه. وَعين الْفِعْل واوٌ.

اسْتعَار يغتال لقطع الْمسَافَة بِسُرْعَة شَدِيدَة فَإِن أصل اغتاله بِمَعْنى قَتله على غرَّة وغفلة. والصَّحرَاء: الْبَريَّة. وَقَالَ اللَّيْث: الصَّحرَاء: الفضاء الْوَاسِع. وَقَالَ النَّضر: الصَّحرَاء من الأَرْض: الملساء مثل ظهر الدَّابَّة الأجرد لَيْسَ بهَا شَجَرَة وَلَا آكام وَلَا جبال.

وَلم أَقف على تَتِمَّة هَذَا الشّعْر. وَهُوَ الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان. وَتَقَدَّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة.

وَأنْشد بعده)

3 -

(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الوافر مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا على أَن مقتوينا جمع مقتوي بياء النِّسْبَة الْمُشَدّدَة فَلَمَّا جمع جمع تصحيحٍ حذفت يَاء النِّسْبَة. والمقتوي بِفَتْح الْمِيم: نِسْبَة إِلَى المقتى بِفَتْحِهَا فقلبت الْألف واواً فِي النِّسْبَة كَمَا تَقول: معلويٌّ فِي النِّسْبَة إِلَى مُعلى. والمقتى: مصدرٌ ميمي.

قَالَ صَاحب الصِّحَاح: القتو: الْخدمَة وَقد قتوت أقتو قتواً ومقتًى أَي: خدمت مثل غزوت أغزو غزواً ومغزًى.

قَالَ:

ص: 427

المنسرح

(إِنِّي امرؤٌ من بني فَزَارَة لَا

أحسن قتو الْمُلُوك والخببا)

وَيُقَال للخادم: مقتويٌّ بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الْيَاء كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى المقتى. وَيجوز تَخْفيف يَاء النِّسْبَة كَمَا قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا انْتهى.

قَالَ ابْن جني فِي الخصائص: كَانَ قِيَاسه إِذا جمع أَن يُقَال: مقتويون ومقتويين كَمَا إِذا جمع بصريٌّ وكوفي قيل: كوفيون وبصريون إِلَّا أَنه جعل علم الْجمع معاقباً لياء النِّسْبَة فَصحت اللَّام لنِيَّة الْإِضَافَة إِلَى النِّسْبَة وَلَوْلَا ذَلِك لوَجَبَ حذفهَا لالتقاء الساكنين وَأَن يُقَال: مقتون ومقتين كَمَا يُقَال: هم الأعلون وهم المصطفون.

ثمَّ قَالَ صَاحب الصِّحَاح: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ رجلٌ من بني الحرماز: هَذَا رجل مقتوينٌ وَهَذَانِ رجلَانِ مقتوينٌ وَرِجَال مقتوينٌ كُله سَوَاء. وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّث. وهم الَّذين يعْملُونَ للنَّاس بِطَعَام بطونهم.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن مقتويٍّ ومقتوين فَقَالَ: هَذَا بِمَنْزِلَة الْأَشْعَرِيّ والأشعرين. انْتهى.

وَالْوَاو من مقتوين فِي رِوَايَة أبي عبيد مَكْسُورَة وَالنُّون منونة بِالرَّفْع.

وَزَاد عَلَيْهِ أَبُو زيد فِي نوادره فتح الْوَاو قَالَ: رجل مقتوينٌ ورجالٌ

ص: 428

مقتوينٌ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَالنِّسَاء وَهُوَ الَّذِي يخْدم الْقَوْم بِطَعَام بَطْنه.)

وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

(تهددنا وأوعدنا رويداً

مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا)

الْوَاو مَفْتُوحَة وَبَعْضهمْ يكسرها أَي: مَتى كُنَّا خدماً لأمك. انْتهى.

وَقد تكلم أَبُو عَليّ فِي كتاب الشّعْر على هَذِه اللَّفْظَة وَبَين وُجُوه اسْتِعْمَالهَا مَعَ شرح كَلَام أبي زيد وَغَيره فَلَا بَأْس بإيراد لاكمه وَإِن كَانَ فِيهِ طول. قَالَ:

أنْشد أَبُو زيد: مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا قَالُوا: رجل مقتويٌّ وَقَالُوا فِي الْجمع مقتوون كَمَا قَالُوا أشعريٌّ وأشعرون فحذفوا ياءي النّسَب فَأَما تصحيحهم الْوَاو فَإِن شِئْت قلت صححوها فِي الْجمع الَّذِي على حد التَّثْنِيَة كَمَا صححوها فِي جمع التكسير حَيْثُ قَالُوا مقاتوة كَمَا أَنهم لما حذفوا ياءي النّسَب فِي الْجمع على حد التَّثْنِيَة حذفوهما فِي التكسير فَقَالُوا: المهالبة.

وَإِن شِئْت قلت: بنوا مقتوون على الْجمع كَمَا بنوا مذروان على حد التَّثْنِيَة.

أَلا ترى أَنهم لم يفردوا الْوَاحِد مِنْهُ بِغَيْر حرف التَّثْنِيَة كَمَا لم يفردوا وَاحِد مذروان وَإِنَّمَا اسْتعْمل وَاحِد بِحرف النّسَب مقتوي.

وَفِيه قَول آخر وَهُوَ أَو الْوَاو صحت لما كَانَت النِّسْبَة مُرَادة فِي الْكَلِمَة فصححت بِالْوَاو مَعَ الْحَذف كَمَا صحت مَعَ الْإِثْبَات ليَكُون تصحيحها دلَالَة على إِرَادَة النّسَب كَمَا صحت الْوَاو وَالْيَاء فِي عور وصيد

ص: 429

ليعلم أَن الْفِعْل لِمَعْنى مَا يلْزم تَصْحِيح الْوَاو فِيهِ. وَكَذَلِكَ ازدوجوا واعتوروا.

أَلا ترى أَنَّك لَو بنيت مِنْهُ افتعلوا لَا تُرِيدُ فِيهِ معنى تفاعلوا لأعللت. فَأَما النُّون فقد فتحت كَمَا فتحت فِي مُسلمُونَ وَقد جعلت حرف الْإِعْرَاب كَمَا جعلت فِي سِنِين وَنَحْوه حرف الْإِعْرَاب.

حُكيَ ذَلِك عَن أبي عُبَيْدَة وَحَكَاهُ أَبُو زيد إِلَّا أَن أَبَا زيد حكى الْفَتْح وَالْكَسْر فِيمَا قبل الْيَاء فِيمَن جعل النُّون حرف إِعْرَاب وحكيا جَمِيعًا: رجلٌ مقتوين ورجلان مقتوين وَرِجَال مقتوين.

قَالَ أَبُو زيد: وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَالنِّسَاء.

فَأَما مَا انْفَرد أَبُو زيد بحكايته من كسر الْوَاو الَّتِي قبل الْيَاء وَفتحهَا فَالْأَصْل فِيهِ الْكسر أَلا ترى أَنَّك لَو أثبت يَاء النّسَب لَقلت مقتويون فَإِذا حذفتها وَأَنت تريدها وَجب تَقْدِير الكسرة)

كَمَا كَانَت تقدر مَعَ الياءين لَو أثبتهما.

فَالَّذِي فتح إِنَّمَا أبدل من كسرة الْوَاو فَتْحة كَمَا أبدل الكسرة من الفتحة فِي قَوْله: الوافر

وَلَكِنِّي أُرِيد بِهِ الذوينا فأبدل من الفتحة فِي الْوَاو الكسرة. يدلك على أَن الأَصْل فِيهَا الْفَتْح قَوْله تَعَالَى: ذواتا أفنان.

وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك فِي الفتحة والكسرة لِأَنَّهُمَا كالمثلين.

أَلا ترى أَنهم قد حركوا بِالْفَتْح مَكَان الْكسر فِي جَمِيع مَا لَا ينْصَرف وَجعلُوا النصب والجر على لفظ وَاحِد فِي التَّثْنِيَة وضربي الْجمع الْمُسلم فِي التَّأْنِيث والتذكير. فَكَمَا كَانَت كل وَاحِدَة من الكسرة والفتحة فِي

ص: 430

هَذِه الْمَوَاضِع بِمَنْزِلَة الْأُخْرَى كَذَلِك جَازَ أَن تفتح الْوَاو وتكسر من مقتوين فِيمَا رَوَاهُ أَبُو زيد.

فَأَما إجراؤه الْكَلِمَة وَهِي جمعٌ على الْوَاحِد فِيمَا اجْتمع أَبُو زيد وَأَبُو عُبَيْدَة فِي حكايته فوجهه فَكَمَا أجْرى الْوَاحِد على الْجَمِيع كَذَلِك فِي مقتوين وصف الْوَاحِد بِالْجَمِيعِ. وَكَأن الَّذِي حسن ذَلِك أَنه فِي الأَصْل مصدر.

أَلا ترى أَنه مفعل من القتو والمصدر يكون للْوَاحِد والجميع على لفظ وَاحِد فَلَمَّا دخله الْوَاو وَالنُّون وَكَانَا معاقبين لياء النّسَب صارتا كَأَنَّهُمَا لغير معنى الْجمع كَمَا كَانَتَا فِي ثبة وبرة لما كَانَتَا عوضا من اللَّام المحذوفة لم يَكُونَا على حَالهمَا فِي غير مَا هما فِيهِ عوض.

أَلا ترى أَن نَحْو طَلْحَة لَا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون. فَجرى مقتوون على الْوَاحِد والجميع كَمَا يجْرِي الْمصدر عَلَيْهِمَا. وَهَذَا الاعتلال يسْتَمر فِي قَول من لم يَجْعَل النُّون حرف إِعْرَاب وَفِي قَول من جعلهَا حرف إِعْرَاب.

أَلا ترى أَن من قَالَ سِنِين فَجعل النُّون حرف إِعْرَاب فَهُوَ فِي إِرَادَته الْجمع كَالَّذي لم يَجْعَلهَا حرف إِعْرَاب.

وَمن هَذَا الْبَاب إنشاد من أنْشد: الرجز قدني من نصر الخبيبين قدي من أنْشدهُ على الْجمع أَرَادَ الخبيبين وَنسب إِلَى أبي خبيب يُريدهُ وَيُرِيد شيعته. وعَلى هَذَا قِرَاءَة من قَرَأَ: سلامٌ على إل ياسين أَرَادَ النّسَب إِلَى الياس. وكما جمع هَذَا النَّحْو على حد

ص: 431

وَمن هَذَا الْبَاب: الأعجمون فِي قَوْله تَعَالَى: وَلَو نزلناه على بعض الأعجمين. وَمن زعم أعجمين)

جمع أعجم فقد غلط لِأَن نَحْو أعجم لَا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون كَمَا أَن عجماء لَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء إِذا كَانَت صفة. فَإِنَّمَا أعجمون جمع أعجمي وَحذف يَاء النّسَب. وَإِنَّمَا أعجم وأعجمي مثل أَحْمَر وأحمري يُرَاد بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا مَا يُرَاد بِالْآخرِ. إِلَّا أَن حكم اللَّفْظ مُخْتَلف.

فَأَما الْألف فِي قَوْله: مقتوينا فتحتمل ضَرْبَيْنِ: من قَالَ مقتوينٌ فالألف بدلٌ من التَّنْوِين كَالَّتِي فِي رَأَيْت رجلا.

وَمن قَالَ هَؤُلَاءِ مقتوون ومقتوين فالألف للإطلاق كَقَوْلِه: الوافر

أقلي اللوم عاذل والعتابا انْتهى.

وَفِيه لُغَة أُخْرَى وَهِي ضم الْمِيم وَلم أر من ذكرهَا وَمن شرحها غير أبي الْحسن الْأَخْفَش فِيمَا كتبه على نَوَادِر أبي زيد وَغير أبي عَليّ. قَالَ فِي أَوَاخِر البغداديات: قد كتبنَا فِي هَذِه الْأَجْزَاء وَفِي غَيرهَا شرح قَوْله: مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا ودللنا على صِحَة قَول الْخَلِيل فِيهِ من أَنه جمعٌ يُرَاد بِهِ النّسَب على حد الأعجمين والأشعرين وَهَذَا دَلِيل بَين على صِحَة قَول الْخَلِيل. فَأَما مَا أنشدناه أَبُو الْحسن الْأَخْفَش ليزِيد بن الحكم قَوْله:

ص: 432

الطَّوِيل

(تبدل خَلِيلًا بِي كشكلك شكله

فَإِنِّي خَلِيلًا صَالحا بك مقتوي)

فَإِنَّهُ أنشدناه عَن أَحْمد بن يحيى مقتوي بِضَم الْمِيم وَهَكَذَا صِحَّته.

وَحدثنَا عَن أَحْمد بن يحيى أَنه قَالَ: المقتوي من الْخدمَة. وَهُوَ عندنَا كَمَا قَالَ. وَشَرحه أَنه مفعللٌ فالواو الصَّحِيح فِي الْكَلِمَة لَام الْفِعْل وَالْيَاء منقلبة عَن اللَّام الزَّائِدَة وَأَصله وَاو.

وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه مثل احمررت فَأَما الْوَاو فَصحت كَمَا صحت فِي ارعويت وَنَحْوه إِذْ لَا يجوز أَن يتوالى فِي الْكَلِمَة إعلال لامين وَلَا إعلال عين وَلَام

لم يُوجد ذَلِك فِي شَيْء إِلَّا فِيمَا حكم لَهُ بالقلة.

وَفِي هَذِه القصيدة حُرُوف أخر مثلهَا وَهُوَ قَوْله: محجوي ومدحوي وَهُوَ من حجا ودحا.

ويدلك أَيْضا على مَا ذكرنَا من أَن مقتوي فِي الْبَيْت مفعللٌ وَأَن الْمِيم لَيْسَ بمفتوح إِنَّمَا هُوَ مِيم مفعلل تعديه إِلَى قَوْله خَلِيلًا. والمفتوحة الْمِيم لَا تتعدى إِلَى شَيْء لِأَنَّهُ لَيْسَ باسم فَاعل.)

فَإِن قلت: أَرَأَيْت مفعللٌ نَحْو مرعوٍ مُتَعَدِّيا فِي مَوضِع فَيجوز تعدِي هَذَا الَّذِي فِي الْبَيْت أَو لَيْسَ هَذَا الْبَاب يَجِيء كُله غير مُتَعَدٍّ فَالْقَوْل فِيهِ أَن هَذَا الْبَاب من اسْم الْفَاعِل كَمَا قلت غير متعدٍّ كَمَا أَن فعله كَذَلِك إِلَّا أَن الشَّاعِر للضَّرُورَة يجوز أَن يكون حمل ذَلِك على الْمَعْنى فعداه.

وَالْمعْنَى: فَإِنِّي خَلِيلًا بك خادمٌ. فَحَمله على هَذَا الْمَعْنى وعداه. وَإِن شِئْت أضمرت شَيْئا دلّ عَلَيْهِ مقتوي فتنصبه بِهِ. انْتهى.

ص: 433

وَتَبعهُ ابْن جني فِي الْمُحْتَسب قَالَ قَالُوا: ارعوى افْعَل واقتوى أَي: خدم وساس فمقتوٍ فِي بَيت يزِيد مفعل من القتو وَهُوَ الْخدمَة. وخليلاً عندنَا مَنْصُوب بِفعل مُضْمر يدل عَلَيْهِ مقتو وَذَلِكَ أَن افْعَل لَا يتَعَدَّى إِلَى الْمَفْعُول بِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ: فَإِنِّي أخدم وأسوس أَو أتعهد أَو أستبدل بك خَلِيلًا. وَدلّ مقتو على ذَلِك الْفِعْل. انْتهى.

وَقد شرحنا قصيدة يزِيد بن الحكم فِي أول بَاب الْمَفْعُول مَعَه فِي الشَّاهِد الثَّمَانِينَ بعد الْمِائَة.

وَالْبَيْت من معلقَة عَمْرو بن كُلْثُوم التغلبي تقدم سَببهَا وَشرح أبياتٍ مِنْهَا مَعَ تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّامِن والثمانين بعد الْمِائَة.

وَهَذِه أبياتٌ مِنْهَا:

(بِأَيّ مشيئةٍ عَمْرو بن هندٍ

تطيع بِنَا الوشاة وتزدرينا)

(بِأَيّ مشيئةٍ عَمْرو بن هندٍ

نَكُون لقيلكم فِيهَا قطينا)

(تهددنا وأوعدنا رويداً

مَتى كُنَّا لأمك مقتوينا)

قَوْله: بِأَيّ مَشِيئَة مُتَعَلق بتطيع. وعَمْرو منادى مبنيٌّ على الضَّم. قَالَ شرَّاح الْمُعَلقَة: هُوَ مَنْصُوب على أَنه إتباع لقَوْله: ابْن هِنْد كَمَا قيل: منتن فأتبعوا الْمِيم التَّاء وَالْقِيَاس الضَّم.

ص: 434

وَعَمْرو بن هندٍ هُوَ ملك الْحيرَة فِي الْجَاهِلِيَّة قَتله صَاحب هَذِه الْمُعَلقَة وَتقدم سَبَب قَتله هُنَاكَ. وتزدرينا: تحتقرنا. وَالْمعْنَى: أَي شيءٍ دعَاك إِلَى هَذِه الْمَشِيئَة وَلم يظْهر منا ضعف يطْمع الْملك فِينَا حَتَّى يصغي إِلَى من يشي بِنَا عِنْده ويغريه بِنَا فيحقرنا وَتَقْدِير تطيع بِنَا أَي: فِي أمرنَا. والقيل بِفَتْح الْقَاف: من هُوَ دون الْملك. وفيهَا أَي: فِي الْمَشِيئَة. والقطين: جمع قاطن من قطن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ.)

يَقُول: كَيفَ شِئْت يَا عَمْرو أَن نَكُون خدماً ورعايا لمن وليتموه أمرنَا أَي: مَا دعَاك إِلَى هَذِه الْمَشِيئَة وَلم يظْهر منا ضعفٌ يطْمع الْملك فِينَا.

وَقَوله: تهددنا وأوعدنا رويداً هَذَا استهزاءٌ بِهِ. وَهُوَ بِالْجَزْمِ على أَنه أَمر أَي: ترفق فِي تهددنا وإيعادنا وَلَا تبالغ فيهمَا مَتى كُنَّا خدماً لأمك حَتَّى نهتم بتهديدك ووعيدك إيانا وروى: تهددنا وتوعدنا بالمضارع على الْإِخْبَار. ثمَّ قَالَ: رويداً أَي: دع الْوَعيد والتهديد

قَالَ شرَّاح الْمُعَلقَة قَالُوا: وعدته فِي الْخَيْر وَالشَّر فَإِذا لم تذكر الْخَيْر قلت: وعدته وَإِذا لم تذكر الشَّرّ قلت: أوعدته.

وَذكر ابْن الْأَنْبَارِي أَنه يُقَال: وعدت الرجل خيرا وشراً وأوعدته خيرا وشراً. فَإِذا لم تذكر الْخَيْر قلت: وعدته. وَإِذا لم تذكر الشَّرّ قلت: أوعدته.

وَقَوله: فَإِن قناتنا إِلَخ قَالَ الزوزني: الْعَرَب تستعير للعز اسْم الْقَنَاة. يَقُول: إِنَّا قناتنا أَبَت أَن تلين لأعدائنا قبلك. يُرِيد: أَن عزهم أَبى أَن يَزُول بمحاربة أعدائهم لِأَن عزهم منيعٌ لَا يرام.

ص: 435