المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الأربعون بعد الخمسمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٧

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(النكرَة والمعرفة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْعلم)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(أَسمَاء الْعدَد)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الْمُذكر والمؤنث)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْمثنى)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الفصل: ‌(الشاهد الأربعون بعد الخمسمائة)

(أَسمَاء الْعدَد)

أنْشد فِيهِ

3 -

(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الرجز حَتَّى استشاروا بِي إِحْدَى الإحد على أَن إِحْدَى يسْتَعْمل فِي الْمَدْح وَنفي الْمثل. فَمَعْنَى هُوَ إِحْدَى الإحد: داهيةٌ هِيَ إِحْدَى الإحد.

قَالَ الدماميني فِي شرح التسهيل: إِن قلت: كَيفَ حمل إِحْدَى الإحد مَعَ أَنه للمؤنث على الْمُذكر قلت: لِأَن المُرَاد بِهِ داهيةٌ وَاحِدَة من الدَّوَاهِي وَمثله يحمل على الْمُذكر فَتَقول: هُوَ داهيةٌ من الدَّوَاهِي.

وَأحد الأحدين المُرَاد بِهِ إِحْدَى الدَّوَاهِي وَلَكنهُمْ يجمعُونَ مَا يستعظمونه جمع الْعَاقِل وَإِن لم يكن عَاقِلا. فَمن قَالَ: هُوَ أحد الأحدين فقد رَاعى مُطَابقَة لفظ هُوَ فَلذَلِك ذكر اللَّفْظَيْنِ جَمِيعًا.

وَمن قَالَ إِحْدَى الإحد رَاعى الْمَعْنى فَلذَلِك أَتَى بِإِحْدَى لِأَن ألفها إِمَّا للتأنيث أَو للإلحاق وَلكنهَا تشبه فِي اللَّفْظ ألف التَّأْنِيث فأضافها إِلَى جمع الْمُؤَنَّث وَهُوَ الإحد بِكَسْر الْألف وَفتح الْحَاء. وَفِيه لُغَة أُخْرَى وَهُوَ ضم الْألف وَفتح الْحَاء.

وَالْمَشْهُور فِي هَذَا الْجمع أَعنِي فعل بِضَم الْفَاء أَن يكون مُفْردَة فعلةً مؤنثاً بِالتَّاءِ كغرف جمع غرفَة لكنه جمع بِهِ الْمُؤَنَّث بِالْألف كأحدى حملا لَهَا على أُخْتهَا أَو يقدر لَهُ مُفْرد مؤنث بهَا كَمَا حَقَّقَهُ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف فِي جمع ذكرى وَذكر.

ص: 347

وكما اإِحْدَى الْأَحَد مَعْنَاهُ: إِحْدَى الدَّوَاهِي كَذَلِك معنى أحد الأحدين

لَا يخْتَص اسْتِعْمَاله بالعقلاء لكِنهمْ يجمعُونَ مَا يستعظمونه جمع الْعُقَلَاء.)

قَالَ صَاحب اللّبَاب: مَا لَا يعقل يجمع جمع الْمُذكر فِي أَسمَاء الدَّوَاهِي تَنْزِيلا لَهُ منزلَة الْعُقَلَاء فِي شدَّة النكاية. والداهية: الْأَمر الْعَظِيم. ودواهي الدَّهْر: مَا يُصِيب النَّاس من عَظِيم نوبه.

والدهي بِسُكُون الْهَاء: النكر وجودة الرَّأْي. يُقَال: رجلٌ داهية بَين الدهي والدهاء بِالْمدِّ. وَقد يُضَاف إِحْدَى إِلَى ضمير الإحد.

قَالَ أَبُو زيد: يُقَال: لَا يقوم لهَذَا الْأَمر إِلَّا ابْن إِحْدَاهَا أَي: الْكَرِيم من الرِّجَال. وَهَذَا تَفْسِير بِالْمَعْنَى.

وَزعم أَبُو حَيَّان أَن إِحْدَى الإحد خاصٌّ بالمؤنث. قَالَ: كَمَا قَالُوا: هُوَ أحد الأحدين وَهِي إِحْدَى الإحد يُرِيدُونَ التَّفْضِيل فِي الدهاء وَالْعقل بِحَيْثُ لَا نَظِير لَهُ. قَالَ: استثاروا بِي إِحْدَى الإحد انْتهى.

وَهَذَا الْبَيْت الَّذِي أوردهُ يرد عَلَيْهِ.

وَيُقَال أَيْضا: هُوَ وَاحِد الواحدين نَقله صَاحب الْقَامُوس. وَيُقَال أَيْضا: هُوَ وَاحِد الأحدين وَوَاحِد الْآحَاد حَكَاهُمَا صَاحب الْعباب.

وَلَا تخْتَص إِضَافَة إِحْدَى وَوَاحِد وأحدٍ إِلَى الْجمع من لَفظه. قَالَ صَاحب الْكَشَّاف عِنْد قَوْله تَعَالَى: إِنَّهَا لإحدى الْكبر أَي:

ص: 348

لإحدى البلايا والدواهي: الْكبر. وَمعنى كَونهَا إِحْدَاهُنَّ أَنَّهَا مِنْهُنَّ واحدةٌ فِي الْعظم لَا نَظِير لَهَا كَمَا تَقول: هِيَ إِحْدَى النِّسَاء.

وَقَالَ أَيْضا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: لَيَكُونن أهْدى من إِحْدَى الْأُمَم: من الْأمة الَّتِي يُقَال لَهَا: إِحْدَى الْأُمَم تَفْضِيلًا لَهَا على غَيرهَا فِي الْهدى والاستقامة.

قَالَ صَاحب الْكَشْف: أَقُول: دلالتها على تفضيلها على سَائِر الْأُمَم لَيْسَ بالواضح بِخِلَاف وَاحِد الْقَوْم وَنَحْوه ثمَّ وَجههَا بِأَنَّهُ على أسلوب: الْكَامِل انْتهى.

قَالَ شَيخنَا الخفاجي: يُرِيد أَن وَاحِدًا بِمَعْنى مُنْفَرد وَيلْزم من انْفِرَاده امتيازه وعظمته بِخِلَاف إِحْدَى فَإِنَّهُ اسمٌ لجزء الشَّيْء فَلَا دلَالَة لَهُ على التَّعْظِيم إِلَّا أَن يُقَال إِن الْبَعْض يدل عَلَيْهِ كَمَا فِي الْبَيْت لِأَن فِيهِ إبهاماً والإبهام يسْتَعْمل للتعظيم. وَلَك أَن تَقول: لَا حَاجَة إِلَى هَذَا لِأَن)

الزَّمَخْشَرِيّ أَشَارَ إِلَى أَن إِحْدَى هُنَا بِمَعْنى وَاحِدَة. انْتهى.

ورد الدماميني على صَاحب الْكَشَّاف بِأَن الَّذِي ثَبت اسْتِعْمَاله للمدح أحد وَإِحْدَى مضافين إِلَى جمع من لَفْظهمَا واستعملوا ذَلِك أَيْضا فِي الْمُضَاف إِلَى الْوَصْف نَحْو: هُوَ أحد الْعلمَاء. أما فِي أَسمَاء الْأَجْنَاس مثل الْأُمَم فَفِيهِ نظر. انْتهى.

ص: 349

قَالَ شَيخنَا: لَا حَاجَة إِلَى النَّقْل لِأَنَّهُ إِن كَانَ استفادته من أحد بِمَعْنى وَاحِد ومنفرد فَهُوَ معنى حقيقيٌّ لَا معنى لنخصصه. وَإِن كَانَ لِأَن إِبْهَام الْبَعْض يفِيدهُ فَهُوَ مجازيٌّ فَهُوَ لَا يقْتَصر فِيهِ على السماع.

وَفِي الحماسة: الْكَامِل

(يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي مَا إِن لَهُم

من مذهبٍ عَنهُ وَلَا من مقصر)

وَقَالَ زُهَيْر: الطَّوِيل انْتهى.

وَقد سمع فِي إِحْدَى قطعهَا عَن الْإِضَافَة سُئِلَ ابْن عَبَّاس رضي الله عنه عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ آخر فَقَالَ: إِحْدَى من سبع يَصُوم شَهْرَيْن وَيطْعم.

قَالَ ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة: يُرِيد بِهِ إِحْدَى سني يُوسُف عليه السلام المجدبة. فَشبه حَاله بهَا فِي الشدَّة. أَو من اللَّيَالِي السَّبع الَّتِي أرسل الله فِيهَا الْعَذَاب على عَاد. انْتهى.

وَهَذَا يرد على ابْن مَالك فِي قَوْله فِي التسهيل: وَلَا يسْتَعْمل إِحْدَى فِي غير تنييف دون إِضَافَة فَإِن إِحْدَى قد اسْتعْملت بِلَا إِضَافَة إِلَّا أَن يزْعم أَن الأَصْل أَنَّهَا إِحْدَى الإحد من سبع فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ.

والبيتان من رجز للمرار بن سعيد الفقعسي أورد بعضه الْأَصْبَهَانِيّ

ص: 350

فِي الأغاني قَالَ: كَانَ المرار قَصِيرا مفرط الْقصر ضئيل الْجِسْم. وَفِي ذَلِك يَقُول:

(عدوني الثَّعْلَب عِنْد الْعدَد

حَتَّى استثاروا بِي إِحْدَى الإحد)

(ليثاً هزبراً ذَا سلاحٍ مُعْتَد

يَرْمِي بطرفٍ كالحريق الموقد)

يَقُول: حسبوني من عداد الثعالب عِنْد لِقَاء الْأَبْطَال أروغ عَنْهُم وَلَا أكافحهم.

وَحَتَّى بِمَعْنى إِلَى. واستثاروا: هيجوا من ثار إِلَى الشَّرّ إِذا نَهَضَ واستثاره: أنهضه. وثارت والتجريد كَمَا فِي الْكَشْف هُوَ تَجْرِيد الْمَعْنى المُرَاد عَمَّن قَامَ بِهِ تصويراً لَهُ بِصُورَة المستقل مَعَ)

إِثْبَات مُلَابسَة بَينه وَبَين الْقَائِم بِهِ بأداة أَو سِيَاق. والأداة هُنَا الْبَاء كَمَا يُقَال: لقِيت بك أسداً واسْأَل بِهِ خَبِيرا.

قَالَ صَاحب الْكَشْف: وَلَعَلَّ جعلهَا إلصاقية أوجه أَي: كَائِنا مُلْصقًا بك. وَالْمرَاد التَّصْوِير الْمَذْكُور لِأَن الإلصاق هُوَ الأَصْل فقد سلم عَن الْإِضْمَار وَأفَاد الْمُبَالغَة الزَّائِدَة. انْتهى.

قَالَ شَيخنَا الخفاجي: وَفِيه أَن السَّبَب مبدأٌ أَو منشأٌ للمسبب كَمَا أَن المنتزع مَعَ المنتزع مِنْهُ كَذَلِك فَهُوَ أقرب إِلَى التَّجْرِيد وَمُجَرَّد الإلصاق لَا يفِيدهُ. انْتهى. وإِحْدَى: مَنْصُوب بفتحة مقدرَة مفعول للْفِعْل قبله أَي: إِحْدَى

ص: 351

الدَّوَاهِي.

قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: إِحْدَى الإحد وَنَحْوه أبلغ الْمَدْح.

وَقَالَ صَاحب الْعباب وَتَبعهُ صَاحب الْقَامُوس: يُقَال فِي الْأَمر المتفاقم: إِحْدَى الإحد أَي: الْأَمر المشتد الصعب من تفاقم الْأَمر إِذا عظم.

وَفِي أَمْثَال الميداني قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا أبلغ الْمَدْح كَمَا يُقَال: واحدٌ لَا نَظِير لَهُ. التَّأْنِيث للْمُبَالَغَة بِمَعْنى الداهية. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت وَقَالَ: يضْرب لمن لَا نِهَايَة لدهائه وَلَا مثل لَهُ فِي نكرائه.

(إِنَّكُم لَا تنتهوا عَن الْحَسَد

حَتَّى يدليكم إِلَى إِحْدَى الإحد)

وَقَوله: ليثاً هزبراً إِلَخ هَذَا تفسيرٌ وَعطف بَيَان لإحدى الإحد. واللَّيْث: الْأسد وَكَذَلِكَ الهزبر. وذَا سلَاح: صفة لقَوْله ليثاً.

وَكَذَلِكَ قَوْله: معتدي إِلَّا أَنه وقف على لُغَة ربيعَة فِي تسكين الْمَنْصُوب. وَهُوَ من الاعتداء.

قَالَ فِي الصِّحَاح: والعدوان: الظُّلم الصراح وَقد عدا عَلَيْهِ وتعدى عَلَيْهِ واعتدى كُله بِمَعْنى.

وَقَوله: يَرْمِي إِلَخ هُوَ صفة أُخْرَى لقَوْله: ليثاً. والطّرف: نظر الْعين. والْحَرِيق: المحرق. والموقد بِفَتْح الْقَاف. أَرَادَ أَن عينه فِي غَضَبه حَمْرَاء كالنار الموقدة الملتهبة.

ص: 352

والمرار بن سعيد: شاعرٌ إسلامي فِي الدولة المروانية وَكَانَ لصاً من لصوص الْعَرَب.

وَتَقَدَّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالتسْعين بعد الْمِائَتَيْنِ. وَهُوَ بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء الأولى.

تَتِمَّة قد ذكر الشَّارِح الْمُحَقق بعد هَذَا الْبَيْت إِحْدَى وَعشْرين كلمة من الْكَلِمَات الَّتِي تخْتَص بِالنَّفْيِ)

وَهِي فِي أَكثر النّسخ محرفة غير منتفع بهَا فَرَأَيْنَا من الْإِحْسَان ضَبطهَا وَشَرحهَا ابْتِغَاء لوجه الله عز وجل وَهِي: الأولى: عريب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء قَالَ ابْن السَّيِّد: أَي: مَا بهَا

مُعرب يبين كَلَامه ويعربه. وَقد قَالُوا: مَا بهَا معربٌ فِي هَذَا الْمَعْنى. وَكَذَا قَالَ صَاحب الْقَامُوس.

الثَّانِيَة: ديار أَصله ديوار فيعال من دَار يَدُور فأدغم. قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح إصْلَاح الْمنطق: ديار من الدَّار إِمَّا أَن يكون فعلا من ذَلِك وَكَانَ حكمه دوار لِأَن دَارا من الْوَاو بِدَلِيل قَوْله فِي تحقيرها: دويرةٌ.

قَالَ يَعْقُوب فِي إصْلَاح الْمنطق: وَفِي جمعهَا أدؤر قلبت واوه همزَة لانضمامها كأجوهٍ فِي وُجُوه.

وَإِمَّا أَن يكون فيعالاً أَصْلهَا ديوار فأدغم. وَقد غلط يَعْقُوب فِي ديار لِأَن ذَا الرمة اسْتَعْملهُ فِي الْوَاجِب فَقَالَ:

ص: 353

الطَّوِيل

(إِلَى كل ديارٍ تعرفن شخصه

من القفر حَتَّى تقشعر ذوائبه)

الثَّالِثَة: دَاري مَنْسُوب إِلَى الدَّار. والداري أَيْضا: رب النعم سمي بذلك لِأَنَّهُ مقيمٌ فِي دَاره فنسب إِلَيْهَا. وَإِذا أَرَادوا الْمُبَالغَة فِي لُزُوم الرجل الدَّار قَالُوا: دارية وَالْهَاء للْمُبَالَغَة.

والداري: الْعَطَّار أَيْضا وَهُوَ منسوبٌ إِلَى دارين: فرضة بِالْبَحْرَيْنِ وفيهَا سوقٌ وَكَانَ يحمل الْمسك من الْهِنْد إِلَيْهَا. والداري أَيْضا: نوتي السَّفِينَة وملاحها مَنْسُوب إِلَى دارين أَيْضا.

وَهَذِه الثَّلَاثَة لَا تلتزم النَّفْي. وَأما تَمِيم الدَّارِيّ الصَّحَابِيّ فمنسوب إِلَى الدَّار أحد آبَائِهِ.

قَالَ ابْن السَّيِّد: هُوَ منسوبٌ فَكَانَ قِيَاسه داريٌّ لِأَن دوراً جمع دَار وَإِذا نسب إِلَى الْجمع فَالْحكم أَن يرد ذَلِك الْجمع إِلَى الْوَاحِد.

وَأما أَبُو عمر الدوري فَلَيْسَ مَنْسُوبا إِلَى الدّور الَّتِي هِيَ جمع دَار إِنَّمَا هُوَ منسوبٌ إِلَى موضعٍ بالعراق يُقَال لَهُ: دور. انْتهى.

وَزَاد بَعضهم: دؤريٌّ بهمز الْوَاو قَالَ القالي فِي أَمَالِيهِ: قَالَ اللحياني:

ص: 354

دؤري بِالْهَمْز غلط عندنَا.

وَزَاد صَاحب الْقَامُوس مَا بهَا ديور وَهُوَ فيعول. وَهَذِه الْخَمْسَة من مَادَّة وَاحِدَة.

الْخَامِسَة: طوريٌّ. قَالَ ابْن السَّيِّد: هُوَ منسوبٌ إِلَى الطّور وَهُوَ الْجَبَل أَي: مَا بهَا إنسيٌّ وَلَا وحشيٌّ. وَقَالَ القالي: هُوَ مَنْسُوب إِلَى الطورة وَهِي فِي بعض اللُّغَات: الطَّيرَة. انْتهى.

نقل صَاحب الْعباب عَن ابْن دُرَيْد أَن الطورة بِكَسْر الطَّاء فِي بعض اللُّغَات مثل الطَّيرَة)

بِكَسْرِهَا وَفتح الْيَاء أَي: التطير. وَكَونه مَنْسُوبا إِلَى هَذَا بعيد. وَالصَّوَاب الأول. وَمثله طورانيٌّ بِزِيَادَة الْألف وَالنُّون. قَالَ صَاحب الْعباب: الطوري: الوحشي والغريب.

قَالَ ذُو الرمة: الطَّوِيل

(أعاريب طوريون من كل قريةٍ

يحيدون عَنْهَا من حذار المقادر)

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: وَقَوله: طوريون واحدهم طوري وطوراني كَذَلِك وهما الوحشي من النَّاس قالالعجاج: الرجز

وبلدةٍ لَيْسَ بهَا طوري انْتهى.

وعَلى هَذَا لَا يلْزم طوريٌّ النَّفْي.

السَّادِسَة: طاويٌّ بِأَلف وواو نَقله القالي عَن اللحياني. وَقَالَ: مَا بهَا طاويٌّ غير مَهْمُوز.

وضبطها صَاحب الْقَامُوس بِضَم الطَّاء وَفتح الْهمزَة وَهِي عين الْفِعْل وَكسر الْوَاو وَهِي لَام الْفِعْل وياء مُشَدّدَة.

وَلم أر من

ص: 355

ذكر هَذِه الْكَلِمَة فِي عداد نظائرها كَذَا كَابْن السّكيت فَإِنَّهُ عقد لَهَا فصلا فِي أَوَاخِر إصْلَاح الْمنطق. وكالقالي فِي أَمَالِيهِ فَإِنَّهُ ذكر جملَة كَثِيرَة مِنْهَا. وَذكر صَاحب الْقَامُوس فِيهَا لغتين أُخْرَيَيْنِ ذكرهمَا القالي وَلم يذكر الأولى: إِحْدَاهمَا: طوئيٌّ بِتَأْخِير الْهمزَة عَن الْوَاو مَعَ ضم الطَّاء وَسُكُون الْوَاو. وعَلى هَذِه اقْتصر صَاحب الصِّحَاح.

وَالثَّانيَِة: طؤويٌّ بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْهمزَة وَكسر الْوَاو. وَلم يذكر ابْن السّكيت غير هَذِه.

قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه: وطؤويٌّ من طاء يطوء مثل طاع يطوع إِذا ذهب فِي الأَرْض. غير فَظهر بِهَذَا التَّحْقِيق أَن طاوياً الْمَذْكُور أَولا فِي كَلَام صَاحب الْقَامُوس مقلوب أَيْضا وَأَصله طوئي فَتكون الثَّلَاثَة من مَادَّة وَاحِدَة وَهِي طاء وواو وهمزة. وَلَو

كَانَت الْكَلِمَة معتلة كَمَا زعم صَاحب الْقَامُوس تبعا لصَاحب الصِّحَاح كَيفَ يَصح إِيرَاد طوئي بِتَأْخِير الْهمزَة فِيهَا.

وَقد ذكرت هَذِه الْكَلِمَة فِي التسهيل كَمَا فِي الشَّرْح فَقَالَ الدماميني فِي شَرحه: هِيَ بطاء مُهْملَة مَفْتُوحَة فهمزة سَاكِنة فواو فياء نسب. كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي بعض النّسخ. وَقد قيل: إِنَّه من الطي أَي: مَا بهَا أحد يطوي.)

قَالَ ابْن هِشَام: هَذَا لَا يَصح لاخْتِلَاف الْمَادَّة إِلَّا إِن قيل: إِن الْهمزَة مثلهَا فِي العألم.

ص: 356

قلت: لَا يَصح لِأَن الطي مادته طاء فواو فياء بِدَلِيل طويت.

وَوَقعت فِي بعض النّسخ لَفْظَة طأويٌّ مضبوطة بِفَتْح الْهمزَة. وَلَا يَتَأَتَّى أَن يكون من الطي أصلا. وَقد يُقَال: إِنَّه من وطئ فقلبت فَاء الْكَلِمَة إِلَى مَوضِع اللَّام. انْتهى كَلَام الدماميني.

وَالتَّحْقِيق مَا نَقَلْنَاهُ عَن ابْن السَّيِّد وَبِه تلتئم لغاتها وَيَزُول الْإِشْكَال. هَذَا وَفِي غَالب نسخ الشَّرْح: طاري بالراء. وَقد أثْبته ابْن الصَّائِغ على هَامِش التسهيل وَقَالَ: هُوَ الْغَرِيب الَّذِي طَرَأَ على الْبِلَاد. وَعَلِيهِ تكون الْكَلِمَة مَهْمُوزَة اللَّام أبدلت يَاء لانكسار مَا قبلهَا وتطرفها. لَكِن يرد أَن هَذِه الْكَلِمَة غير لَازِمَة للنَّفْي.

السَّابِعَة: أرم أوردهَا ثَعْلَب فِي الفصيح قَالَ شراحه: بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء. وَأما الإرم بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الرَّاء فَهُوَ الْعلم وَهُوَ حجارةٌ يَجْعَل بَعْضهَا على بعض فِي الْمَفَازَة وَالطَّرِيق يهتدى بهَا. كَذَا قَالَ شَارِحه الْهَرَوِيّ.

الثَّامِنَة: أريم بِزِيَادَة الْيَاء على مَا قبلهَا. وَكِلَاهُمَا وصفٌ وَيُقَال أَيْضا: آرم على فَاعل.

قَالَ ابْن السَّيِّد: أرم وآرم على فعل وفاعل مَعْنَاهُمَا آكل. يُقَال: أرم يأرم أرماً من بَاب ضرب إِذا أكل. والأرم: الأضراس جمع آرم لِأَنَّهَا تأرمٍ أَي: تَأْكُل. وَمِنْه قيل: فلانٌ يحرق عَلَيْك الأرم أَي: يصرف بأنيابه عَلَيْك غيظاً يَعْنِي يصوت.

قَالَ الشَّاعِر: الرجز

(نبئت أحماء سليمى أَنما

ظلوا غضاباً يحرقون الأرما)

ص: 357

وَيُزَاد فِي آخر الأول يَاء النِّسْبَة فَيُقَال: أرميٌّ نَقله القالي عَن ابْن الْأَعرَابِي وَصَاحب الْعباب.

وَضَبطه صَاحب الْقَامُوس بضبطين لم أجد وَاحِدًا مِنْهُمَا لأحد. قَالَ: إرميٌّ كعنبي ويحرك وَيُقَال: أيرميٌّ أَيْضا نَقله القالي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا وَصَاحب الْعباب عَن أبي خيرة. وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة مقلوب أريمي. وَزَاد صَاحب الْقَامُوس: كسر أَوله.

التَّاسِعَة: كتيع بِفَتْح الْكَاف وَكسر الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة. قَالَ ابْن السَّيِّد: هُوَ من قَوْلك: أجمع أَكْتَع.

(أجد الْحَيّ فاحتملوا سرَاعًا

فَمَا بِالدَّار إِذْ ظعنوا كتيع)

وَزَاد صَاحب الْعباب عَن ابْن عباد كتاع كغراب. وَقد جَاءَ الكتيع بِمَعْنى الْمُفْرد من النَّاس فَالْأولى أَن يكون مِنْهُ.)

الْعَاشِرَة: كراب بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد الرَّاء وَهُوَ فعال من الكراب يُقَال: كربت الأَرْض كراباً إِذا قلبتها للحرث. وَلم يذكر هَذِه الْكَلِمَة ابْن السّكيت.

الْحَادِيَة عشرَة: دعويٌّ بِضَم الدَّال وَسُكُون الْعين وَكسر الْوَاو وياء النِّسْبَة.

قَالَ ابْن السّكيت: هُوَ من دَعَوْت. وَوَقع شَارِحه دوعيٌّ وَقَالَ: هُوَ من

الدُّعَاء نسب على غير قِيَاس وَكَانَ قِيَاسه دعوي أَو دعائي. انْتهى وَلم أره لغيره.

ص: 358

الثَّانِيَة عشرَة: شفر بِفَتْح الشين وَضمّهَا مَعَ سُكُون الْفَاء فيهمَا حَكَاهُمَا القالي عَن اللحياني.

قَالَ ابْن السَّيِّد: مَا بهَا شفر أَي: مَا بهَا قَلِيل وَلَا كثير من قَوْلك: شفر بِالتَّشْدِيدِ إِذا قل.

وَزَاد صَاحب الْعباب عَن الْفراء: شفرة بِالْفَتْح وَالْهَاء وَأنْشد عَن شمر: الطَّوِيل

(رَأَتْ إخوتي بعد الْجَمِيع تفَرقُوا

فَلم يبْق إِلَّا وَاحِدًا مِنْهُم شفر)

وَقَول الشَّارِح الْمُحَقق: وَقد لَا يصحب نفيا أَي: يَقع فِي الْإِيجَاب. وَأورد لَهُ صَاحب الْعباب قَول ذِي الرمة: الطَّوِيل وَقَالَ: أَي: تمر بِنَا.

ويروى: إِلَى سفر يُرِيد: الْمُسَافِرين.

الثَّالِثَة عشرَة: دبيٌّ بِضَم الدَّال وَكسر الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة بعْدهَا يَاء نِسْبَة. فِي الْعباب: قَالَ الْكسَائي: هُوَ من دببت أَي: لَيْسَ فِيهَا من يدب.

وَقَالَ ابْن السَّيِّد: هَذَا على غير الْقيَاس وَالْقِيَاس دبيبيٌّ لِأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى الدبيب.

الرَّابِعَة عشرَة: دبيج بِكَسْر الدَّال وَكسر الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة. قَالَ ابْن السَّيِّد: هُوَ من الدبج وَهُوَ النقش والتزيين.

وَرَوَاهُ بَعضهم: دبيح بِالْحَاء الْمُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون فعيلاً من قَوْلهم: دبح الرجل بِالتَّشْدِيدِ إِذا طأطأ رَأسه. انْتهى.

وَقَالَ صَاحب الْعباب: شكّ أَبُو عبيدٍ فِي الْجِيم

ص: 359

والحاء وَسَأَلَ عَنهُ بالبادية جمَاعَة من الْأَعْرَاب فَقَالُوا: مَا بِالدَّار دبيٌّ وَمَا زادوا على ذَلِك. وَوجد بِخَط أبي مُوسَى الحامض: مَا بِالدَّار دبيحٌ كوقع بِالْجِيم عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ ابْن فَارس: الْحَاء فِي هَذِه الْكَلِمَة أَقيس من الْجِيم. قَالَ: وَإِن كَانَ بِالْجِيم كَمَا قيل: فَلَيْسَ من هَذَا وَلَعَلَّه يكون من دبي من الدبيب ثمَّ حولت يَاء النِّسْبَة جيماً على لُغَة من يفعل ذَلِك.)

وَقَالَ القالي: أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: الرجز

(هَل تعرف الْمنزل من ذَات الهوج

لَيْسَ بهَا من الأنيس دبيج)

الْخَامِسَة عشرَة: وابرٌ بِالْوَاو وَكسر الْمُوَحدَة. قَالَ ابْن السَّيِّد: يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ ذَا وبرٍِ أَي: مَالك إبل. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ مخيم بخباء من وبر. وَأنْشد القالي عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطَّوِيل

(يَمِينا أرى من آل زبان وابراً

فيفلت مني دون مُنْقَطع الْحَبل)

وَالْفِعْل منفيٌّ فِي جَوَاب الْقسم أَي: لَا أرى. وَأنْشد صَاحب الْعباب أَيْضا: الطَّوِيل

(فَأَبت إِلَى الْحَيّ الَّذين وَرَاءَهُمْ

جريضاً وَلم يفلت من الْجَيْش وابر)

وَفِي غَالب نسخ الشَّرْح: آبر بدل وابر وَهُوَ اسْم فَاعل من

ص: 360

أبرت النَّخْلَة إِذا أصلحتها باللقح.

وَلم أر من ذكرهَا فِي هَذِه الْكَلِمَات مَعَ أَنَّهَا لَا تلْزم النَّفْي.

وَوَقع فِي التسهيل أَيْضا آبر قَالَ الدماميني: هُوَ تَحْرِيف من النساح فَإِن آبراً يسْتَعْمل فِي الْإِيجَاب وَالصَّوَاب: وابر بِالْوَاو.

السَّادِسَة عشرَة: آبز قَالَ الشَّارِح: هُوَ بالزاي وَهُوَ اسْم فَاعل من أبز الظبي يأبز أبزاً وأبوزاً: وثب أَو تطلق فِي عدوه. والآبز أَيْضا: الْإِنْسَان الَّذِي يستريح فِي عدوه ثمَّ يمْضِي. وَلم أرها أَيْضا فِي هَذِه الْأَلْفَاظ مَعَ أَنَّهَا لَا تلْزم النَّفْي.

وَإِن قُلْنَا إِنَّهَا وابز أَولهَا وَاو فَلَيْسَتْ مَادَّة الْوَاو وَالْبَاء وَالزَّاي مَوْجُودَة. وَلَا أَشك أَن هَذِه الْكَلِمَة تصحفت على الشَّارِح إِمَّا من آبن بالنُّون وَمد الْهمزَة وَهِي فِي التسهيل ونقلها القالي عَن ابْن الْأَعرَابِي.

قَالَ الدماميني: آبن على زنة اسْم الْفَاعِل من أبنه إِذا عابه أَي: مَا فِيهَا من يعيب وَذَلِكَ جنس الْإِنْسَان وَإِمَّا من وَابْن نقل القالي عَن اللحياني: مَا بهَا وابنٌ بِالْوَاو وَالْمُوَحَّدَة.

قَالَ صَاحب الْقَامُوس: وَمَا فِي الدَّار وابنٌ بِالْمُوَحَّدَةِ كصاحب أَي: أحد مَأْخُوذ من الوبنة وَهِي الجوعة.

السَّابِعَة عشرَة: تأمور. قَالَ ابْن السَّيِّد: حكى أَبُو زيد: مَا بهَا تأمور أَي: أحد بِالْهَمْز. وَيُقَال أَيْضا: مَا فِي الرَّكية تامور يَعْنِي المَاء. وَكَذَا نقل القالي عَن أبي زيد. والتامور بِلَا همز: الدَّم.

وَيُقَال: دم النَّفس.

قَالَ أَوْس بن حجر يحضض عَمْرو بن هِنْد على بني حنيفَة فِي قتل الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء:

ص: 361

الْكَامِل)

(أنبئت أَن بني سحيمٍ أدخلُوا

أبياتهم تامور نفس الْمُنْذر)

قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي مهجة نَفسه. والتامور: الْخمر والزعفران أَيْضا.

الثَّامِنَة عشرَة: تؤمور بِضَم التَّاء والهمز نقل القالي عَن اللحياني: مَا بهَا تامور وَلَا تؤمور

التَّاسِعَة عشرَة: تومور بِضَم التَّاء بِلَا همز.

الْعشْرُونَ: تومريٌّ بِضَم التَّاء وَالْمِيم. قَالَ ابْن السّكيت: وَمَا بهَا تومري مَنْسُوب إِلَى تامور.

وبلادٌ خلاءٌ: لَيْسَ بهَا تومري. وَيُقَال للْمَرْأَة: مَا رَأَيْت تومرياً أحسن مِنْهَا للْمَرْأَة الجميلة أَي: لم أر خلقا. وَمَا رَأَيْت تومرياً أحسن مِنْهُ. انْتهى.

قَالَ شَارِحه ابْن السَّيِّد: تومري مَنْسُوب إِلَى التامور وَهُوَ دم الْقلب نِسْبَة على غير قِيَاس.

وَهَذِه الْكَلِمَات الْأَرْبَعَة من مَادَّة التَّمْر.

الْحَادِيَة وَالْعشْرُونَ: نميٌّ بِضَم النُّون وَتَشْديد الْمِيم وَتَشْديد الْيَاء. قَالَ صَاحب الْقَامُوس: وَمَا بهَا نميٌّ كقميٍّ: أحد. والنمي أَيْضا: الخيلنة وَالْعَيْب والطبيعة وجوهر الْإِنْسَان وَأَصله.

وَقَالَ القالي: هُوَ من نممت وَهُوَ منسوبٌ على خلاف الْقيَاس إِلَى النمة بِالْكَسْرِ وَهُوَ القملة.

فالنمي مَعْنَاهُ: ذُو قمل. وَهَذِه الْكَلِمَة لَيست مَوْجُودَة فِي الْإِصْلَاح وَهِي مَذْكُورَة فِي التسهيل.

هَذَا مَا ذكره الشَّارِح الْمُحَقق. وَهُوَ فِي هَذَا تابعٌ لِابْنِ مَالك.

ص: 362

وَبقيت كلماتٌ أخر أوردهَا ابْن السّكيت هِيَ: صافر. قَالَ شَارِحه: هُوَ اسْم فَاعل من صفر الرجل يصفر صفيراً إِذا صَوت بِنَفسِهِ.

ونافخ ضرمة بِفَتْح الضَّاد وَالرَّاء قَالَ شَارِحه: أَي: نافخ حطبة فِيهَا نَار.

ولاعي قروٍ بِالْعينِ الْمُهْملَة وَفتح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا وَاو. قَالَ شَارِحه: أما لاعي فلاعقٌ حَرِيص يُقَال: رجلٌ لعوٌ ولعاً وكلبة لعوة كَذَلِك. والقرو: ميلغة الْكَلْب فَكَأَن مَعْنَاهُ مَا بهَا كلبٌ وَلَا ذِئْب.

وَقَالَ صَاحب الصِّحَاح: يُقَال: مَا بهَا لاعي قروٍ أَي: مَا بهَا لاعي قروٍ أَي: مَا بهَا من يلحس عساً مَعْنَاهُ مَا بهَا أحد.

وَمِنْهَا: مَا بهَا ناخر قَالَ شَارِحه: ناخر: اسْم فَاعل من نخر ينخر إِذا ردد نَفسه فِي خيشومه.

وَمِنْهَا: مَا بهَا نابح قَالَ شَارِحه: يَعْنِي كَلْبا. يُقَال: نبح الْكَلْب ينبح بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا فَهُوَ)

نابح ونباح.

وَمِنْهَا: أنيسٌ. قَالَ شَارِحه: هُوَ فعيل من أنس بالشَّيْء. غير أَنه لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْجحْد.

قَالَ: الرجز وبلدةٍ لَيْسَ بهَا أنيس

ص: 363

وَيرد عَلَيْهِ قَوْله كَمَا يَأْتِي قَرِيبا: الوافر

(أذئب القفر أم ذئبٌ أنيسٌ

أصَاب الْبكر أم حدث اللَّيَالِي)

وَأورد أَيْضا: مَا بهَا داعٍ وَلَا مُجيب.

وَلَا يخفى أَن هَذَا لَا يخْتَص بِالنَّفْيِ.

وَلم يزدْ شَارِحه على قَوْله: داعٍ من الدُّعَاء ومجيب من الْإِجَابَة.

وَأورد: مَا بهَا راغٍ وَلَا ثاغٍ. قَالَ شَارِحه: قد تستعملان فِي غير النَّفْي لِأَن الثغاء صَوت الْمعز والرغاء صَوت الْإِبِل. وَمَعْلُوم أَنَّهُمَا قد يستعملان فِي الْإِيجَاب وَالنَّفْي.

وَهَذِه كَلِمَات أخر من أمالي القالي: مَا بهَا دويٌّ مَنْسُوب إِلَى الدوية.

وَقَالَ صَاحب الصِّحَاح: مَا بهَا دويٌّ أَي: أحد مِمَّن يسكن الدو وَهُوَ أَرض من أَرض الْعَرَب.

وَرُبمَا قَالُوا: داوية قلبوا الْوَاو الأولى الساكنة ألفا لانفتاح مَا قبلهَا. وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ.

وَمِنْهَا: مَا بهَا عينٌ. وَزَاد أَبُو عبيد عَن الْفراء: مَا بهَا عائن. وَزَاد اللحياني: مَا بهَا عائنة. قَالَ صَاحب الصِّحَاح: عائنة بني فلَان: أَمْوَالهم ورعيانهم. وَمَا بهَا عائن وَكَذَلِكَ مَا بهَا عينٌ أَي: أحد. وبلدٌ قَلِيل الْعين أَي: قَلِيل النَّاس. انْتهى.

ص: 364