المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٧

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(النكرَة والمعرفة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْعلم)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(أَسمَاء الْعدَد)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الْمُذكر والمؤنث)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْمثنى)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الفصل: ‌(الشاهد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة)

وَنسب العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف الْبَيْت الشَّاهِد لزرارة بن فروان من بني عَامر بن صعصعة وَقَالَ: الْفَاء فِي فروان مَفْتُوحَة.

وَلم أر زُرَارَة هَذَا فِي الْأَقْسَام الْأَرْبَعَة من الْإِصَابَة وَلَا فِي جمهرة الْأَنْسَاب لِابْنِ الْكَلْبِيّ. وَالله أعلم.

وَلَقَد أَمر على اللَّئِيم يسبني

على أَنه يجوز وصف الْمُعَرّف بِاللَّامِ الجنسية بالنكرة كَمَا هُنَا فَإِن جملَة يسبني نكرَة وَقعت وَصفا للئيم.

وَفِيه أَنهم قَالُوا: الْجمل لَا تتصف بتعريف وَلَا تنكير. وَقَالُوا أَيْضا: إِن الْجُمْلَة بعد الْمُعَرّف بِاللَّامِ الجنسية يحْتَمل أَن تكون حَالا مِنْهُ وَأَن تكون وَصفا لَهُ. ومثلوا بِهَذَا الْبَيْت. مِنْهُم ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي وَغَيره.

وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الْكَامِل

(أزف الترحل غير أَن رِكَابنَا

لما تزل برحالنا وَكَأن قد)

ص: 197

على أَن قد كلمة مُسْتَقلَّة يصلح الْوَقْف عَلَيْهَا.

وَهَذَا الْفَصْل قد أَخذه الشَّارِح الْمُحَقق من سر الصِّنَاعَة لِابْنِ جني وَهَذِه عِبَارَته فِيهِ قَالَ: وَذهب الْخَلِيل إِلَى أَن حرف التَّعْرِيف بِمَنْزِلَة قد فِي الْأَفْعَال وَأَن الْهمزَة وَاللَّام جَمِيعًا للتعريف.

وَحكي عَنهُ أَنه كَانَ يسميها أل كَقَوْلِنَا: قد وَأَنه لم يكن يَقُول الْألف وَاللَّام كَمَا لَا تَقول فِي قد الْقَاف وَالدَّال. وَيُقَوِّي هَذَا الْمَذْهَب

قطع أل فِي أَنْصَاف الأبيات نَحْو قَول عبيد: الرمل المرفل

(يَا خليلي اربعا واستخبرا ال

منزل الدارس من أهل الْحَلَال)

(مثل سحق الْبرد عفى بعْدك ال

قطر مغناه وتأويب الشمَال)

وَهَذِه قطعةٌ لِعبيد مَشْهُورَة عَددهَا بضعَة عشر بَيْتا يطرد جَمِيعهَا على هَذَا الْقطع الَّذِي ترَاهُ إِلَّا بَيْتا وَاحِدًا من جُمْلَتهَا. وَلَو كَانَت اللَّام وَحدهَا حرفا للتعريف لما جَازَ فصلها من الْكَلِمَة الَّتِي عرفتها لاسيما وَاللَّام سَاكِنة والساكن لَا ينوى بِهِ الِانْفِصَال.

وَيُقَوِّي ذَلِك أَيْضا قَول الآخر: الرجز

(عجل لنا هَذَا وألحقنا بذال

الشَّحْم إِن قد أجمناه بجل)

فإفراده أل وإعادته إِيَّاهَا فِي الْبَيْت الثَّانِي يدل من مَذْهَبهم على قُوَّة اعْتِقَادهم لقطعها فَصَارَ قطعهم أل وهم يُرِيدُونَ الِاسْم بعْدهَا كَقطع النَّابِغَة قد وَهُوَ يُرِيد الْفِعْل بعْدهَا.

وَذَلِكَ قَوْله:

(أفد الترحل غير أَن رِكَابنَا

لما تزل برحالنا وَكَأن قد)

ص: 198

أَلا ترى أَن التَّقْدِير فِيهِ: وَكَأن قد زَالَت فَقطع قد من الْفِعْل كَقطع أل من الِاسْم. وعَلى هَذَا أَيْضا قَالُوا فِي التَّذَكُّر: قَامَ ال إِذا نَوَيْت بعده كلَاما

أَي: الْحَارِث وَالْعَبَّاس فَجرى هَذَا مجْرى قَوْلك فِي التَّذَكُّر: قدي أَي: قد انْقَطع أَو قد قَامَ أَو قد استخرج وَنَحْو ذَلِك.

وَإِذا كَانَ أل عِنْد الْخَلِيل حرفا وَاحِدًا فقد كَانَ يَنْبَغِي أَن تكون همزته مَقْطُوعَة ثَابِتَة كقاف قد وباء بل إِلَّا أَنه لما كثر استعمالهم لهَذَا الْحَرْف عرف مَوْضِعه فحذفت همزته كَمَا حذفوا: لم يَك وَلم أدر وَلم أبل.)

ويؤكد هَذَا القَوْل عنْدك أَيْضا أَنهم قد أثبتوا هَذِه الْهمزَة بِحَيْثُ تحذف همزات الْوَصْل الْبَتَّةَ وَذَلِكَ نَحْو قَول الله عز وجل: الله أذن لكم و: آلذكرين حرم أم الْأُنْثَيَيْنِ وَنَحْو قَوْلهم فِي الْقسم: أفأ لله ولاها الله ذَا. وَلم نر همزَة الْوَصْل ثبتَتْ فِي نَحْو هَذَا فَهَذَا كُله يُؤَكد أَن همزَة أل لَيست بِهَمْزَة وصل وَأَنَّهَا مَعَ اللَّام كقد وَهل وَنَحْوهمَا. انْتهى كَلَامه.

ثمَّ أَخذ فِي تأييد الْمَذْهَب بِكَوْن اللَّام هِيَ الْمعرفَة ونفض مَذْهَب الْخَلِيل فَقَالَ: وَأما مَا يدل على أَن اللَّام وَحدهَا هِيَ حرف التَّعْرِيف وَأَن الْهمزَة إِنَّمَا دخلت عَلَيْهَا لسكونها فَهُوَ جر الْجَار إِلَى مَا بعد حرف التَّعْرِيف وَذَلِكَ نَحْو قَوْلهم: عجبت من الرجل ومررت بالغلام فنفوذ الْجَرّ بحرفه إِلَى مَا بعد التَّعْرِيف يدل على أَن حرف التَّعْرِيف غير فاصلٍ عِنْدهم بَين الْجَار وَالْمَجْرُور.

وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ فِي نِهَايَة اللطافة والاتصال بِمَا عرفه. وَإِنَّمَا كَانَ

ص: 199

كَذَلِك لِأَنَّهُ على حرف وَلَو كَانَ حرف التَّعْرِيف عِنْدهم حرفين كقد وَهل لما جَازَ الْفَصْل بِهِ بَين الْجَار وَالْمَجْرُور لِأَن قد وهَل كلمتان بائنتان قائمتان بأنفسهما. أَلا ترى أَن أَصْحَابنَا أَنْكَرُوا على الْكسَائي وَغَيره فِي قِرَاءَته: ثمَّ ليقطع بِسُكُون اللَّام.

وَكَذَلِكَ: ثمَّ ليقضوا تفثهم لِأَن ثمَّ قَائِمَة بِنَفسِهَا لِأَنَّهَا على أَكثر من حرف وَاحِد وَلَيْسَت كواو الْعَطف وفائه لِأَن تينك ضعيفتان متصلتان بِمَا بعدهمَا فلطفتا عَن نِيَّة فصلهما وقيامهما بأنفسهما. وَكَذَلِكَ لَو كَانَ حرف التَّعْرِيف فِي نِيَّة الِانْفِصَال لما جَازَ نُفُوذ الْجَرّ إِلَى مَا بعد حرف التَّعْرِيف.

وَهَذَا يدل على شدَّة امتزاج حرف التَّعْرِيف بِمَا عرفه. وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لقلته وَضَعفه عَن قِيَامه بِنَفسِهِ وَلَو كَانَ حرفين لما لحقته هَذِه الْقلَّة وَلَا تجَاوز حرف الْجَرّ إِلَى مَا بعده.

ودليلٌ آخر يدل على شدَّة اتِّصَال حرف التَّعْرِيف بِمَا دخل عَلَيْهِ وَهُوَ أَنه قد حدث بِدُخُولِهِ معنى فِيمَا عرفه لم يكن قبل دُخُوله وَهُوَ معنى التَّعْرِيف فَصَارَ الْمُعَرّف كَأَنَّهُ غير ذَلِك المنكور وشيءٌ سواهُ.

أَلا ترى إِلَى إجازتهم الْجمع بَين رجل وَالرجل قافيتين فِي شعر وَاحِد من غير استكراه وَلَا اعْتِقَاد إبطاء. فَهَذَا يدلك على أَن حرف التَّعْرِيف كَأَنَّهُ مَبْنِيّ مَعَ مَا عرفه كَمَا أَن يَاء التحقير

ص: 200

فَكَمَا جَازَ أَن يجمع بَين رجلكم ورجيلكم قافيتين وَبَين درهمكم ودراهمكم كَذَلِك جَازَ أَيْضا أَن يجمع بَين رجل وَالرجل لِأَن للنكرة شَيْء سوى الْمعرفَة كَمَا أَن المكبر غير المصغر)

وكما أَن الْوَاحِد غير الْجَمِيع.

فَهَذَا أَيْضا دليلٌ قوي يدل على أَن حرف التَّعْرِيف مَبْنِيّ مَعَ مَا عرفه أَو كالمبني مَعَه.

ويزيدك تأنيساً بِهَذَا أَن حرف التَّعْرِيف نقيض التَّنْوِين لِأَن التَّنْوِين دَلِيل التنكير كَمَا أَن هَذَا الْحَرْف دَلِيل التَّعْرِيف.

فَكَمَا أَن التَّنْوِين فِي آخر الِاسْم وَاحِد فَكَذَلِك حرف التَّعْرِيف من أَوله يَنْبَغِي أَن يكون حرفا وَاحِدًا.

فَأَما مَا يحْتَج بِهِ الْخَلِيل من انْفِصَاله عَنهُ بِالْوُقُوفِ عَلَيْهِ عِنْد التَّذَكُّر فَإِن ذَلِك لَا

يدل على أَنه فِي نِيَّة الِانْفِصَال مِنْهُ لِأَن لقَائِل أَن يَقُول: إِنَّه حرف وَاحِد وَلَكِن الْهمزَة لما دخلت على اللَّام فَكثر اللَّفْظ بهَا أشبهت اللَّام بِدُخُول الْهمزَة عَلَيْهَا من جِهَة اللَّفْظ لَا الْمَعْنى مَا كَانَ من الْحُرُوف على حرفين نَحْو: هَل وَلَو وَمن وَقد فَجَاز فصلها فِي بعض الْمَوَاضِع. وَهَذَا الشّبَه اللَّفْظِيّ موجودٌ فِي كثير من كَلَامهم.

أَلا ترى أَن أَحْمد وبابه مِمَّا ضارع الْفِعْل لفظا إِنَّمَا روعيت بِهِ مشابهة اللَّفْظ فَمنع مَا يخْتَص وَمن الشّبَه الفظي مَا حكى سِيبَوَيْهٍ من صرفههم جندلاً وذلذلاً وَذَلِكَ أَنه لما فقد الْألف الَّتِي فِي جنادل وذلاذل من اللَّفْظ أشبها الْآحَاد نَحْو: علبط وخزخز فصرفا كَمَا صرفا وَإِن كَانَ الْجَمِيع من وَرَاء الْإِحَاطَة بِالْعلمِ أَنه لَا يُرَاد هُنَا إِلَّا الْجمع فغلب شبه اللَّفْظ بِالْوَاحِدِ وَإِن كَانَت الدّلَالَة قد قَامَت من طَرِيق الْمَعْنى على إدارة الْجمع.

وَهَذَا الشّبَه

ص: 201

اللَّفْظِيّ أَكثر من أَن أضبطه لَك. فَكَذَلِك جَازَ أَن تشبه اللَّام لما دخلت الْهمزَة عَلَيْهَا فكثرتها فِي اللَّفْظ بِمَا جَاءَ من الْحُرُوف على حرفين: نَحْو بل وَقد وَلنْ.

وكما جَازَ الْوُقُوف عَلَيْهَا مَعَ التَّذَكُّر لما ذَكرْنَاهُ من مشابهتها قد وبل كَذَلِك جَازَ أَيْضا قطعهَا فِي المصراع الأول ومجيء مَا تعرف بِهِ فِي المصراع الثَّانِي نَحْو مَا أنشدناه لِعبيد.

وَأما قَوْله سُبْحَانَهُ: آلذكرين حرم وَقَوله: آللَّهُ أذن لَهُم فَإِنَّمَا جَازَ احتمالهم لقطع همزَة الْوَصْل مَخَافَة التباس الِاسْتِفْهَام بالْخبر. وَأَيْضًا فقد يقطعون فِي المصراع الأول بعض الْكَلِمَة وَمَا هُوَ مِنْهَا أصل ويأتون بالبقية فِي أول المصراع الثَّانِي.

فَإِذا جَازَ ذَلِك فِي أنفس الْكَلم وَلم يدل على انْفِصَال بعض الْكَلِمَة من بعض فَغير مُنكر أَيْضا أَن يفصل لَام الْمعرفَة فِي المصراع الأول وَلَا يدل ذَلِك على أَنَّهَا عِنْدهم فِي نِيَّة الِانْفِصَال كَمَا لم يكن)

ذَلِك فِيمَا هُوَ من أصل الْكَلِمَة.

(يَا نفس أكلا واضطجا

عاً نفس لست بخالدة)

وَهُوَ كثير. وَمِنْه قَول الْأَعْشَى: الْخَفِيف

(حل أَهلِي مَا بَين درنا فبادو

لي وحلت علوِيَّة بالسخال)

وَإِذا جَازَ قطع همزَة الْوَصْل الَّتِي لَا اخْتِلَاف بَينهم فِيهَا نَحْو مَا أنْشدهُ أَبُو الْحسن: الطَّوِيل

(أَلا لَا أرى اثْنَيْنِ أحسن شِيمَة

على حدثان الدَّهْر مني وَمن جمل)

ص: 202

فَأن يجوز قطع الْهمزَة الَّتِي هِيَ مُخْتَلف فِي أمرهَا وَهِي مَفْتُوحَة أَيْضا مشابهةٌ لما لَا يكون من الْهَمْز إِلَّا قطعا نَحْو همزَة أَحْمَر أولى وأجدر. إِلَى آخر مَا ذكر فَإِنَّهُ أَطَالَ وأطاب بضعفي مَا نقلنا.

وَقد أوردهُ الشَّارِح الْمُحَقق فِي الجوازم وَفِي كَأَن من الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ أَيْضا على أَن الْفِعْل بعد قد مَحْذُوف أَي: كَأَن قد زَالَت.

وَقد أوردهُ ابْن هِشَام على أَن الْفِعْل يجوز حذفه بعْدهَا لقَرِينَة وَفِي التَّنْوِين أَيْضا على أَن دَال قد لحقها تَنْوِين الترنم قَالَ: تَنْوِين الترنم وَهُوَ اللَّاحِق للقوافي الْمُطلقَة بَدَلا من حرف الْإِطْلَاق وَهُوَ الْألف وَالْوَاو وَالْيَاء وَذَلِكَ فِي إنشاد بني تَمِيم.

وَظَاهر قَوْلهم أَنه تَنْوِين مُحَصل للترنم. وَقد صرح بذلك ابْن يعِيش.

وَالَّذِي صرح بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من الْمُحَقِّقين أَنه جِيءَ بِهِ لقطع الترنم وَأَن الترنم وَهُوَ التَّغَنِّي يحصل بأحرف الْإِطْلَاق لقبولها لمد الصَّوْت فِيهَا فَإِذا أنشدوا وَلم يترنموا جاؤوا بالنُّون فِي مَكَانهَا.

وَلَا يخْتَص هَذَا التَّنْوِين بِالِاسْمِ بِدَلِيل قَوْله: وَكَأن قدن الْبَيْت. انْتهى.

وَالْبَيْت من قصيدة للنابغة الذبياني وَهُوَ من أَوَائِل القصيدة وَهِي:

(أَمن ال مية رائحٌ أَو مغتدي

عجلَان ذَا زادٍ وَغير مزود)

(زعم البوارح أَن رحلتنا غَدا

وبذاك تنعاب الْغُرَاب الْأسود)

(لَا مرْحَبًا بغدٍ وَلَا أَهلا بِهِ

إِن كَانَ تَفْرِيق الْأَحِبَّة فِي غَد)

ص: 203

أزف الترحل

...

...

...

. الْبَيْت قَالَ شَارِح ديوانه: قَوْله: أَمن ال مية يُخَاطب نَفسه كالمستثب وَالنُّون من أَمن متحركة بفتحة)

همزَة أل الملقاة عَلَيْهَا لتحذف تَخْفِيفًا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: تَقْدِيره أم آل مية أَنْت رائح أَو مغتد. ورائح: من رَاح يروح رواحاً. ومغتد: من اغتدى أَي: ذهب وَقت الْغَدَاة وَهُوَ ضد الرواح. وعجلَان: من العجلة نَصبه على الْحَال. وذَا: حالٌ من ضمير عجلَان وَقيل: بدل مِنْهُ.

والزاد فِي هَذَا الْموضع: مَا كَانَ من تَسْلِيم ورد تَحِيَّة. وتنعاب الْغُرَاب: صياحه. والبوارح: جمع بارح وَهُوَ مَا ولاك مياسره يمر من ميامنك إِلَى مياسرك. وَالْعرب تتطير بالبارح وتتفاءل بالسانح.

وأزف: من بَاب فَرح أَي: دنا. وروى بدله: أفد وَهُوَ مثله وزنا وَمعنى. والترحل: الرحيل. وغير مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع. والركاب: الْإِبِل وَاحِدهَا رَاحِلَة من غير لَفظهَا. ولما: جازمةٌ بِمَعْنى لم. وتزل بِضَم الزَّاي من زَالَ يَزُول زوالاً أَي: فَارق. وَالْبَاء للمعية. والرّحال: جمع رَحل وَهُوَ مَا يستصحبه الْإِنْسَان من الأثاث. وكَأَن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة.

قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق فِي بَابهَا: الْأَفْصَح عِنْد تخفيفها إلغاؤها وَإِذا لم تعملها لفظا فَفِيهَا ضمير شَأْن مُقَدّر فاسمها ضمير الشَّأْن وَالْجُمْلَة المحذوفة بعد قد خَبَرهَا. وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله فِي كَأَن.

وَنقل ابْن الملا فِي شرح الْمُغنِي عَن ابْن جني فِي الخصائص

ص: 204

أَنه جوز أَن يكون قدي هُنَا بِمَعْنى حسبي أَي: وَكَأن ذَلِك حسبي ف قدي وَحده هُوَ الْخَبَر. هَذَا كَلَامه.

وَأنْشد بعده الرمل المرفل

(يَا خليلي اربعا واستخبرا ال

منزل الدارس من أهل الْحَلَال)

على أَن الْخَلِيل اسْتدلَّ على أَن حرف التَّعْرِيف أل لَام اللَّام وَحدهَا بفصل الشَّاعِر إِيَّاهَا من الْمُعَرّف بهَا. وَلَو كَانَت اللَّام وَحدهَا حرف تَعْرِيف لما جَازَ فصلها من الْمُعَرّف لَا سِيمَا وَاللَّام سَاكِنة.

وَقد تقدم بَيَانه ونقضه فِي الْبَيْت قبله.

قَالَ ابْن جني فِي الْمنصف وَهُوَ شرح تصريف الْمَازِني الْمُسَمّى بالملوكي: قد ذهب بَعضهم إِلَى أَن الْألف وَاللَّام جَمِيعًا للتعريف بِمَنْزِلَة قد فِي الْأَفْعَال وَلَكِن هَذِه الْهمزَة لما كثرت فِي الْكَلَام)

وَعرف موضعهَا والهمزة مستثقلة حذفت فِي الْوَصْل لضربٍ من التَّخْفِيف.

قَالُوا: وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الشَّاعِر إِذا اضْطر فصلها من الْكَلِمَة كَمَا تفصل قد. من ذَلِك قَوْله: الرجز

(عجل لنا هَذَا وألحقنا بذا ال

شَحم إِنَّا قد مللناه بجل)

فقطعها فِي الْبَيْت الأول ثمَّ ردهَا فِي أول الْكَلِمَة بعد. لِأَنَّهَا مرت

ص: 205

فِي الْبَيْت الأول فَكَأَنَّهَا لما تَبَاعَدت أنسيها وَلم يعْتد بهَا. وَهَذَا أحد مَا يدل عِنْدِي على أَن مَا كَانَ من الرجز على ثَلَاثَة أَلا ترى أَنه رد أل فِي أول الْبَيْت الثَّانِي. لِأَن الأول بيتٌ كَامِل قد قَامَ بِنَفسِهِ وتمت أجزاؤه فَاحْتَاجَ فِي ابْتِدَاء الْبَيْت الثَّانِي أَن يعرف الْكَلِمَة الَّتِي فِي أَوله فَلم يعْتد بالحرف الَّذِي كَانَ فَصله لِأَنَّهُمَا ليسَا فِي بيتٍ وَاحِد.

وَلَو كَانَ هَذَانِ البيتان بَيْتا وَاحِدًا كَمَا يَقُول من يُخَالف لما احْتَاجَ إِلَى رد حرف التَّعْرِيف.

أَلا ترى أَن عبيدا لما جَاءَ بقصيدة طَوِيلَة الأبيات وَجعل آخر المصراع الأول أل لم يعد الْحَرْف فِي أول المصراع الثَّانِي لما كَانَا مصراعين وَلم يكن كل وَاحِد

مِنْهُمَا بَيْتا قَائِما بِرَأْسِهِ. وَذَلِكَ قَوْله:

(يَا خليلي اربعا واستخبرا ال

منزل الدارس من أهل الْحَلَال)

فطرد هَذِه القصيدة وَهِي بضعَة عشر بَيْتا على هَذَا الطرز إِلَّا بَيْتا وَاحِدًا وَهُوَ:

(فانتحينا الْحَارِث الْأَعْرَج فِي

جحفلٍ كالليل خطار العوالي)

فَهَذَا مَا عِنْدِي فِي هَذَا. وَقد كَانَ أَبُو عَليّ يحْتَج أَيْضا على أبي الْحسن بشيءٍ غير هَذَا.

انْتهى.

وَقَالَ ابْن جني فِي بَاب التَّطَوُّع بِمَا لَا يلْزم من الخصائص قَالَ:

ص: 206

وَهُوَ أمرٌ قد جَاءَ فِي الشّعْر الْقَدِيم والمولد جَمِيعًا مجيئاً وَاسِعًا. وَهُوَ أَن يلْتَزم الشَّاعِر مَا لَا يجب عَلَيْهِ ليدل بذلك على غزارة وسعة مَا عِنْده.

وَأورد قصائد إِلَى أَن قَالَ: وعَلى ذَلِك مَا أنشدنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ عَن أبي إِسْحَاق لعبيدٍ من قَوْله: الرمل المرفل

(يَا خليلي اربعا واستخبرا ال

منزل الدارس من أهل الْحَلَال)

(مثل سحق الْبرد عفى بعْدك ال

قطر مغناه وتأويب الشمَال)

(وَلَقَد يغنى بِهِ جيرانك ال

ممسكو مِنْك بِأَسْبَاب الْوِصَال))

(ثمَّ أودى ودهم إِذا أزمعوا ال

بَين وَالْأَيَّام حالٌ بعد حَال)

(فَانْصَرف عَنْهُم بعنس كالوأى ال

جأب ذِي الْعَانَة أَو شَاة الرمال)

(نَحن قدنا من أهاضيب الملا ال

خيل فِي الأرسان أَمْثَال السعالي)

(شزباً يعسفن من مَجْهُولَة ال

أَرض وعثاً من سهولٍ أَو رمال)

(فانتجعنا الْحَارِث الْأَعْرَج فِي

جحفلٍ كالليل خطار العوالي)

(ثمَّ عجناهن خوصاً كالقطا ال

قاربات المَاء من أَيْن الكلال)

(نَحْو قرصٍ يَوْم جالت جَوْلَة ال

خيل قباً عَن يمينٍ أَو شمال)

(كم رئيسٍ يقدم الْألف على ال

سابح الأجرد ذِي الْعقب الطوَال)

ص: 207

(قد أَبَاحَتْ جمعه أسيافنا ال

بيض فِي الروعة من حَيّ حَلَال)

(منزلٌ دمنه آبَاؤُنَا ال

مورثونا الْمجد فِي أولى اللَّيَالِي)

(مَا لنا فِيهَا حصونٌ غير مَا ال

مُفْرَدَات الْخَيل تعدو بِالرِّجَالِ)

(فِي روابي عدملي شامخ ال

أنف فِيهِ إِرْث مجدٍ وجمال)

(فاتبعنا دأب أولانا الأولى ال

موقدي الْحَرْب ومروي بالحبال)

وَقَالَ القصيدة كلهَا على أَن آخر مصراع كل بَيت مِنْهَا منتهٍ إِلَى لَام التَّعْرِيف غير بَيت وَاحِد وَهُوَ قَوْله: فانتجعنا الْحَارِث إِلَى آخِره فَسَار هَذَا الْبَيْت الَّذِي نقض القصيدة أَن تمْضِي على تَرْتِيب وَاحِد هُوَ الْجُزْء.

وَذَلِكَ أَنه دلّ على أَن هَذَا الشَّاعِر إِنَّمَا تساند إِلَى مَا فِي طبعه وَلم يتجشم إِلَّا مَا فِي نهضته وَوَضعه من غير اغتصاب لَهُ وَلَا استكراه ألجأ إِلَيْهِ إِذْ لَو كَانَ ذَلِك على خلاف مَا حددناه وَأَنه إِنَّمَا صنع الشّعْر صنعا لَكَانَ قمنا أَن لَا ينْقض ذَلِك بِبَيْت وَاحِد يوهيه ويقدح فِيهِ. وَهَذَا وَاضح. انْتهى.

وَقَوله: يَا خليلي مثنى خَلِيل. واربعا بِأَلف التَّثْنِيَة من ربع

ص: 208

زيدٌ بِالْمَكَانِ يربع بِفَتْح الْبَاء فيهمَا إِذا اطْمَأَن وَأقَام بِهِ. واستخبرا أمرٌ مُسْند إِلَى ألف التَّثْنِيَة. والْحَلَال: جمع حَال بِمَعْنى نَازل.

وَفِي الْقَامُوس: الْحَلَال: جمع حلَّة بِكَسْر الْمُهْملَة فيهمَا وهم الْقَوْم النُّزُول وَجَمَاعَة بيُوت النَّاس أَو مائَة بَيت والمجلس والمجتمع.)

وَقَوله: مثل سحق الْبرد إِلَخ السحق بِالْفَتْح: الثَّوْب الْبَالِي وَقد سحق ككرم سحوقة بِالضَّمِّ كأسحق. والْبرد بِالضَّمِّ: ثوبٌ مخطط: فَهُوَ من قبيل إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَوْصُوف. وَعفى تعفية: غطاه تَغْطِيَة ومحاه.

والقطر أَي: الْمَطَر فَاعله. ومغناه: مَفْعُوله. والمغنى: الْمنزل الَّذِي غَنِي بِهِ أَهله ثمَّ ظعنوا أَو عَام من غَنِي بِالْمَكَانِ كرضي إِذا أَقَامَ فِيهِ. والتأويب: الرُّجُوع وَالْمرَاد تردد هبوبها. والشمَال: الرّيح الْمَعْرُوفَة.

وَقَوله: وَلَقَد يغنى هُوَ من غَنِي الْمَذْكُور. والممسكو أَصله الممسكون حذفت نونه تَخْفِيفًا.

قَالَ ابْن جني فِي المُصَنّف: قَوْله: الممسكو أَرَادَ الممسكون وَلكنه حذف النُّون لطول الِاسْم لَا للإضافة. وَعِنْدِي فِيهِ شيءٌ لَيْسَ فِي قَوْله: الحافظو عَورَة

الْعَشِيرَة وَذَلِكَ أَن حرف التَّعْرِيف مِنْهُ فِي المصراع الأول وَبَقِيَّة الْكَلِمَة فِي المصراع الثَّانِي والمصراع كثيرا مَا يقوم بِنَفسِهِ حَتَّى يكَاد يكون بَيْتا كَامِلا وَكَثِيرًا مَا تقطع همزَة الْوَصْل فِي أول المصراع الثَّانِي نَحْو قَوْله:

ص: 209

الْبَسِيط

(لتسمعن وشيكاً فِي دِيَاركُمْ:

الله أكبر يَا ثَارَاتِ عثمانا)

وَقد أجَاز أَبُو الْحسن الخرم فِي أول المصراع الثَّانِي بِخِلَاف الْخَلِيل وَجَاء ذَلِك فِي الشّعْر كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس: المتقارب

(وعينٌ لَهَا حدرةٌ بدرة

شقَّتْ مآقيهما من دبر)

فَلَمَّا كَانَ أول الممسكو فِي المصراع الأول وَبَاقِيه فِي المصراع الثَّانِي وهما كالبيتين ازدادت الْكَلِمَة طولا وازداد حذف النُّون جَوَازًا. وَلَيْسَ الحافظو كَذَلِك. فَهَذَا فصلٌ فِيهِ لطف وكلا الاسمين إِنَّمَا وَجب فِيهِ الْحَذف لطوله.

وَقَوله: ثمَّ أودى أَي: هلك. وأزمعوا: من أزمعت الْأَمر وَعَلِيهِ: أَجمعت أَو ثَبت عَلَيْهِ.

وَقَوله: وَالْأَيَّام حالٌ أَي: ذَات حالٍ وَتغَير.

وَقَوله: بعنسٍ كالوأى العنس بِالْفَتْح: النَّاقة الصلبة. والوأى بِفَتْح الْوَاو والهمزة بعْدهَا ألف مَقْصُورَة: الْحمار الوحشي. والجأب بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهمزَة: الْحمار الغليظ. والْعَانَة بالنُّون: الأتان وَهُوَ المُرَاد هُنَا والقطيع من حمر الْوَحْش وَالشَّاة الْوَاحِدَة من الْغنم للذّكر وَالْأُنْثَى أَو تكون من الضَّأْن والمعز والظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش وَالْمَرْأَة الْجمع شَاءَ. كَذَا فِي الْقَامُوس.)

وأهاضيب الملا: اسْم مَكَان. وأهاضيب: جمع هضاب جمع هضبة وَهِي الْجَبَل المنبسط

ص: 210

قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي المعجم: الملا: بِفَتْح الْمِيم وَالْقصر: موضعٌ من أَرض كلب وَمَوْضِع فِي ديار طيىء. والسعالي: جمع سعلاة وَهِي أُنْثَى الغول.

وَقَوله: شزباً إِلَخ وَهُوَ جمع شازب: الضامر الْيَابِس. والعسف: الْأَخْذ على غير الطَّرِيق. ووعثاً: مفعول يعسفن جمع أوعث بِمَعْنى وعث. والوعث بِالْفَتْح: الطَّرِيق الْعسرَة كالوعث بِكَسْر الْعين. وَقَوله: من سهول أَو رمال بَيَان لقَوْله رعثا.

وَقَوله: فانتجعنا الْحَارِث إِلَخ من انتجع فلَانا أَي: أَتَاهُ طَالبا معروفه. وَهنا تهكم وسخرية.

والْحَارث الْأَعْرَج هُوَ من مُلُوك لشام. وَأمه مَارِيَة ذَات القرطين. والجحفل بِفَتْح الْجِيم: الْجَيْش الْكثير. والخطار: المضطرب. والعوالي: الرماح جمع عالية والعالية: أَعلَى الْقَنَاة أَو النّصْف الَّذِي يَلِي السنان.

وَقَوله: ثمَّ عجناهن يُقَال: عاج رَأس الْبَعِير أَي: عطفه بالزمام. والخوص بِالضَّمِّ: جمع أخوص وخوصاء وَهِي الغائرة الْعَينَيْنِ. والقاربات من الْقرب بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ سير اللَّيْل لورد الْغَد. والأين: الإعياء. والكلال بِمَعْنَاهُ أَيْضا.

وَقَوله: نَحْو قرص بِالضَّمِّ: مَوضِع. وقباً: جمع أقب وصفٌ من القبب بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ دقة الخصر وضمور الْبَطن.

وَقَوله: كم رَئِيس يقدم الْألف الرئيس: سيد الْقَوْم وَكَبِيرهمْ.

ص: 211

والسابح: الْفرس الْحسن الجري. والأجرد: الْقصير الشّعْر. والْعقب بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف: الجري بعد الجري. والطوَال: بِالضَّمِّ بِمَعْنى الطَّوِيل وَجمعه: مفعول أَبَاحَتْ وأسيافنا: فَاعله. والقدموس بِالضَّمِّ: الْقَدِيم وَالسِّين زَائِدَة. والمورثونا الْمجد: جمع مورث ونَا ضمير الْمُتَكَلّم مَعَ الْغَيْر والْمجد بِالنّصب مفعول.

وَقَوله: مَا لنا فِيهَا أَي: فِي تِلْكَ الدَّار. والْمُفْردَات بِفَتْح الرَّاء: الَّتِي أفردت عَن غَيرهَا ومَا زَائِدَة وَالْخَيْل بدل من الْمُفْردَات.

وَقَوله: فِي روابي إِلَخ جمع رابية وَهِي مَا علا من الأَرْض. والعدملي بِضَم الْعين وَسُكُون الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَضم الْمِيم وَكسر اللَّام قَالَ صَاحب الْقَامُوس: العدمل والعدملي والعدامل والعداملي مضمومات: كل مسن قديم والضخم الْقَدِيم من الشّجر وَمن الضباب. والْإِرْث)

بِالْكَسْرِ: الأَصْل.

وَقَوله: فاتبعنا دأب أولانا إِلَخ أَي: دأب عشيرتنا الأولى أَي: آبَائِنَا الأقدمين. وَالْأولَى الثَّانِيَة بدل من الأولى وَهِي اسْم إِشَارَة بِمَعْنى أُولَئِكَ. والموقدين صفة لَهُ أَو بدل وحذفت نونه للإضافة.

وَعبيد هُوَ عبيد بن الأبرص الْأَسدي بِفَتْح الْعين وَكسر الْمُوَحدَة وَهُوَ

ص: 212

شاعرٌ جاهلي تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْمِائَة.

وَقَوله فِي الْبَيْت الآخر: عجل لنا هَذَا وألحقنا الْبَيْت هُوَ من أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ. وَهَذَا نَصه فِي الْمَسْأَلَة: وَزعم الْخَلِيل أَن الْألف وَاللَّام اللَّتَيْنِ يعْرفُونَ بهما حرفٌ وَاحِد كقد وَأَن لَيست وَاحِدَة مِنْهُمَا مُنْفَصِلَة من الْأُخْرَى كانفصال ألف

الِاسْتِفْهَام فِي قَوْله: أَزِيد وَلَكِن الْألف كألف ايم فِي ايم الله وَهِي مَوْصُولَة كَمَا أَن ألف ايم مَوْصُولَة. إِلَى أَن قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيل: وَمِمَّا يدلك على أَن تِلْكَ مفصولة من الرجل وَلم يبن عَلَيْهَا وَأَن الْألف وَاللَّام فِيهَا بِمَنْزِلَة قد قَول الشَّاعِر: الرجز

(دع ذَا وَعجل ذَا وألحقنا بذال

بالشحم إِنَّا قد مللناه بجل)

قَالَ: هِيَ هَا هُنَا كَقَوْل الرجل وَهُوَ يتَذَكَّر قدي ثمَّ يَقُول قد فعل. وَلَا يفعل مثل هَذَا علمناه بشيءٍ مِمَّا كَانَ من الْحُرُوف الموصولة. وَيَقُول الرجل أَلِي ثمَّ يتَذَكَّر. فقد سمعناهم يَقُولُونَ ذَلِك وَلَوْلَا أَن الْألف وَاللَّام بِمَنْزِلَة قد وسوف لكانتا بِنَاء بني عَلَيْهِ الِاسْم لَا يُفَارِقهُ ولكنهما جَمِيعًا بِمَنْزِلَة هَل وَقد وسوف يدخلَانِ للتعريف. انْتهى نَصه.

وَقَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِي قَوْله بذال وَأَرَادَ: بذا الشَّحْم ففصل

ص: 213