المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد التاسع والستون بعد الخمسمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٧

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(النكرَة والمعرفة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْعلم)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(أَسمَاء الْعدَد)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الْمُذكر والمؤنث)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(بَاب الْمثنى)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الفصل: ‌(الشاهد التاسع والستون بعد الخمسمائة)

وينظر: خبر ثَان أَو حَال من ضمير خزيان. وَينظر: يتحير. وَقد حمل قَوْله تَعَالَى: وَأَنْتُم حينئذٍ تنْظرُون على أَن معنى تتحيرون.

وَقَوله: فَأَبت إِلَى فهم. إِلَى آخِره أَبَت: رجعت. وفهم: قَبيلَة تأبط شرا.

وَقَوله: وَكم مثلهَا إِلَخ أَي: مثل هَذِه الخطة فارقتها بِالْخرُوجِ مِنْهَا وَهِي مغلوبة تصفر وَأَنا الْغَالِب. وَقيل مَعْنَاهُ: كم مثل لحيان فارقتها وَهِي تتلهف كَيفَ أفلت.

وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْكَلَام على هَذَا الْبَيْت فِي بَاب الْفِعْل وَفِي أَفعَال المقاربة.

وَقد تقدّمت تَرْجَمَة تأبط شرا فِي الشَّاهِد الْخَامِس عشر من أَوَائِل الْكتاب.

وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

الوافر

(مَتى مَا تلقني فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا)

على أَن يجوز اتِّفَاقًا أَن يُقَال: أليتان بتاء التَّأْنِيث إِلَى آخر مَا نَقله عَن أبي عَليّ.

وَقد نقل عَنهُ ابْن الشجري فِي الْمجْلس الثَّالِث من أَمَالِيهِ خلاف

ص: 507

هَذَا قَالَ: قَالَ أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْفَارِسِي: قد جَاءَ من الْمُؤَنَّث بِالتَّاءِ حرفان لم يلْحق فِي تثنيتهما التَّاء وَذَلِكَ قَوْلهم: خصيان وأليان فَإِذا أفردوا قَالُوا: خصية وألية.

وَأنْشد أَبُو زيد: الرجز وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: الرجز

(كَأَن خصييه من التدلدل

ظرف عجوزٍ فِيهِ ثنتا حنظل)

انْتهى.

وَقد جَاءَت فِي قَوْله: روانف أليتيك تَاء التَّأْنِيث كَمَا ترى فالعرب إِذن مختلفةٌ فِي ذَلِك. انْتهى كَلَام ابْن الشجري.

وَهَذَا كَلَام الصِّحَاح قَالَ: الألية بِالْفَتْح: ألية الشَّاة. فَإِذا ثنيت قلت: أليان فَلَا تلْحقهُ التَّاء.

وأنشده الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل على أَن الْحَال قد تَجِيء من الْفَاعِل وَالْمَفْعُول مَعًا كفردين فَإِنَّهُ حالٌ مِنْهُمَا فِي تلقني.

وَكَذَا أنْشدهُ فِي الْكَشَّاف عِنْد قَوْله تَعَالَى: أَن لَا تكلم النَّاس ثَلَاثَة أيامٍ إِلَّا رمزاً فِي قِرَاءَة من قَرَأَ: رمزاً بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ جمع رموز كرسل جمع رَسُول. ورمزاً بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ جمع رامز

ص: 508

كخدم جمع خَادِم. قَالَ: هُوَ حالٌ مِنْهُ وَمن النَّاس دفْعَة كَمَا فِي الْبَيْت بِمَعْنى إِلَّا مترامزين كَمَا يكلم النَّاس الْأَخْرَس بِالْإِشَارَةِ ويكلمهم. ومَتى: جازمة وتلقني: شَرطهَا وترجف: جزاؤها. وَرُوِيَ: ترْعد: بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول. وروانف: فَاعل ترجف.

قَالَ أَبُو عَليّ فِي الْمسَائِل البصرية: وتستطارا جزمٌ عطف على ترْعد فَحَملته على الأليتين أَو على معنى الروانف لِأَنَّهُمَا اثْنَان فِي الْحَقِيقَة. وَهَذَا أحسن من أَن تحمله على أَن فِي وتستطاروا ضمير الروانف وَتجْعَل الْألف بَدَلا من النُّون الْخَفِيفَة لِأَن الْجَزَاء وَاجِب.)

وَقد جَاءَ: وَمهما تشأ مِنْهُ فَزَارَة تمنعا

إِلَّا أَن هَذَا إِن لم يضْطَر إِلَيْهِ وزن كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ فِي الْكَلَام. انْتهى.

وَتَبعهُ ابْن السَّيِّد فِي أَبْيَات الْمعَانِي قَالَ: تستطارا جزمٌ بالْعَطْف على ترْعد بِحمْلِهِ على الأليتين أَو على معنى الروانف لِأَنَّهُمَا اثْنَتَانِ فِي الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا جَمعهمَا اتساعاً.

وَقَالَ قوم: تستطار محمولٌ على الروانف وَفِيه ضميرها وَكَانَ الْوَجْه أَن يَقُول: تستطر إِلَّا أَنه أَتَى بالنُّون الْخَفِيفَة فانفتحت الرَّاء فَلم تسْقط الْألف الَّتِي هِيَ عين الْفِعْل وأبدل من النُّون ألفا.

وَمثله قَول الآخر:

ص: 509

الطَّوِيل وَمهما تشأ مِنْهُ فَزَارَة تمنعا يُرِيد: تمنعن. وَالْقَوْل الأول اخْتِيَار أبي عَليّ لِأَنَّهُ اضْطر فِي الْبَيْت الثَّانِي وَلم يضْطَر فِي تستطار لِأَنَّهُ لَهُ حمله على معنى التَّثْنِيَة فَهُوَ بِمَنْزِلَتِهِ فِي الْكَلَام. انْتهى.

وَزَاد ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ وَقَالَ: معنى تستطار تستخف. وَيحْتَمل وَجْهَيْن من الْإِعْرَاب أَحدهمَا: أَن يكون مَجْزُومًا مَعْطُوفًا على جَوَاب الشَّرْط وَأَصله تستطاران فَسَقَطت نونه للجزم.

فالألف على هَذَا ضميرٌ عَائِد على الروانف وَعَاد إِلَيْهَا وَهِي جمعٌ ضمير تَثْنِيَة لِأَنَّهَا من الجموع الْوَاقِعَة فِي مواقع التَّثْنِيَة نَحْو قَوْلك: وُجُوه الرجلَيْن فَعَاد الضَّمِير على مَعْنَاهَا دون لَفظهَا إِذْ الْمَعْنى رانفتا أليتيك.

كَمَا أَن معنى الْوُجُوه من قَوْلك: حَيا الله وجوهكما معنى الْوَجْهَيْنِ لِأَنَّهُ لَا يكون لواحدٍ أَكثر من وَجه كَمَا أَنه لَيْسَ للألية إلارانفة وَاحِدَة.

وَالْجَوَاب الثَّانِي: أَن يكون نصبا على الْجَواب بِالْوَاو بِتَقْدِير: وَأَن تستطار فالألف على هَذَا لإِطْلَاق القافية وَالتَّاء للخطاب وَهِي فِي الْوَجْه الأول للتأنيث. وَيجوز أَن تجْعَل التَّاء فِي هَذَا الْوَجْه أَيْضا لتأنيث الروانف وَجَاء الْجَواب بعد الشَّرْط وَالْجَزَاء كَمَا يَجِيء بعد الْكَلَام الَّذِي لَيْسَ بِوَاجِب كالنهي وَالنَّفْي.

وَمثله فِي انتصاب الْجَواب بِالْوَاو بعد الشَّرْط وَالْجَزَاء قَوْله

ص: 510

عَزَّ وَجَلَّ: إِن يَشَأْ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظَهره ثمَّ قَالَ: أَو يوبقهن بِمَا كسبوا ويعف عَن كثير وَيعلم الَّذين يجادلون. وَمن)

(فَإِن يهْلك أَبُو قَابُوس يهْلك

ربيع النَّاس والشهر الْحَرَام)

(ونأخذ بعده بذناب عيشٍ

أجب الظّهْر لَيْسَ لَهُ سَنَام)

قد رُوِيَ: ونأخذ جزما بالْعَطْف على جَوَاب الشَّرْط وَرُوِيَ نصبا على الْجَواب وَرُوِيَ رفعا أَيْضا على الِاسْتِئْنَاف. انْتهى.

وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ: يجوز أَن يكون مَعْطُوفًا على ترجف وألحقت بِهِ نون التوكيد الْخَفِيفَة فقلبت ألفا فِي الْوَقْف إِلَّا أَن إِلْحَاق نون التوكيد فِي جَوَاب الشَّرْط ضَعِيف.

وَيجوز أَن يكون مَنْصُوبًا على أحد الْوَجْهَيْنِ:

أَحدهمَا: مَذْهَب الْكُوفِيّين بِالْوَاو الَّتِي يسمونها وَاو الصّرْف مثلهَا عِنْدهم فِي قَوْله تَعَالَى: ويعف عَن كثيرٍ وَيعلم فِي قِرَاءَة الْأَكْثَرين.

وَالثَّانِي: مَذْهَب الْبَصرِيين وَهُوَ أَن يكون مَعْطُوفًا على مُقَدّر مثلهَا عِنْدهم فِي قَوْله وَيعلم أَي: لينتقم وَيعلم. إِلَّا أَنه لَا يُمكن التَّقْدِير لفعل مَنْصُوب لِأَنَّهُ فِي الْمَعْنى سَبَب وَلَو قدر فعل مَنْصُوب لَكَانَ مسبباً فَيَنْبَغِي أَن يكون التَّقْدِير لاسمٍ مَنْصُوب مفعول من أَجله كَأَنَّهُ قيل: ترجف روانف أليتيك خوفًا واستطارة.

ص: 511

فَلَمَّا أَتَى بِالْفِعْلِ مَوضِع استطارةً وَعطف على الْمُقدر وَجب أَن يكون مَنْصُوبًا مثله فِي قَوْلك: والروانف: أَطْرَاف الأليتين واحدته رانفة. وتستطار بِمَعْنى يطْلب مِنْك أَن تطير خوفًا وجبناً. وَالْعرب تَقول لمن اشْتَدَّ بِهِ الْخَوْف: طارت نَفسه خوفًا.

وَمِنْه قَوْله: الوافر أَقُول لَهَا وَقد طارت شعاعاً وَقَالَ هَا هُنَا: وتستطارا كَأَنَّهُ طلب مِنْهُ أَن يطير من الْخَوْف. وَالضَّمِير فِي وتستطارا للمخاطب لَا للروانف إِذْ لَا تطلب من الروانف استطارة وَإِنَّمَا الْمَقْصُود طلبه من الْمُخَاطب.

انْتهى.

وَقَوله: كَأَنَّهُ قيل ترجف روانف أليتيك خوفًا واستطارة هُوَ أَجود مِمَّا نَقله الْعَيْنِيّ بِأَن نَصبه بِأَن فِي تَقْدِير مصدر مَرْفُوع بالْعَطْف على مصدر ترجف تَقْدِيره: ليكن مِنْك رجف الروانف والاستطارة.

وَقَالَ ابْن يعِيش: قَوْله: وتستطارا يحْتَمل وُجُوهًا:)

أَحدهَا: أَن يكون مَجْزُومًا بِحَذْف النُّون فَالضَّمِير للروانف وَعَاد إِلَيْهَا الضَّمِير بِلَفْظ التَّثْنِيَة لِأَنَّهَا تَثْنِيَة فِي الْمَعْنى.

وَالثَّانِي: أَن يكون عَائِدًا إِلَى الأليتين.

ص: 512

وَالْآخر: أَن يكون الضَّمِير مُفردا عَائِدًا إِلَى الْمُخَاطب وَالْألف بدلٌ من نون التوكيد. انْتهى مُخْتَصرا.

وَنَقله الْعَيْنِيّ بِحُرُوفِهِ وَلم يعزه. وَلَا يخفى اختلاله فَإِنَّهُ قَالَ: فِيهِ وُجُوه. وَلم يذكر غير الْجَزْم وَكَانَ يجب أَن يُقَابله بِالنّصب كَمَا فعله غَيره وَيَقُول بعده: وَالضَّمِير للمخاطب وَالْألف للإطلاق ويدرج عود الضَّمِير إِلَى الأليتين فِي صُورَة الْجَزْم.

أَو يَقُول: وتستطاروا مجزوم فِي مرجع ضَمِيره أوجه ثَلَاثَة. وَجعله تعدد احْتِمَال مرجع الضَّمِير وُجُوهًا مُقَابلَة للجزم فَاسد فَإِن الثَّلَاثَة مُحْتَملَة فِي صُورَة الْجَزْم. فَتَأمل.

وَزَاد الْعَيْنِيّ بعد هَذَا: وَيُقَال الضَّمِير الْمُفْرد عَائِد إِلَى الروانف تَقْدِيره: تستطاران هِيَ. انْتهى.

وَهَذَا هُوَ الأول مِمَّا ذكره ابْن يعِيش بِعَيْنِه فَذكره تكرارٌ لَهُ.

وَالْبَيْت من أبياتٍ عدتهَا ثَلَاثَة عشر بَيْتا لعنترة الْعَبْسِي خَاطب بهَا عمَارَة بن زيادٍ الْعَبْسِي.

قَالَ الأعلم فِي شرح شعره فِي الْأَشْعَار السِّتَّة وَابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: كَانَ عمَارَة يحْسد عنترة على شجاعته إِلَّا أَنه كَانَ يظْهر تحقيره وَيَقُول لِقَوْمِهِ: إِنَّكُم قد أَكثرْتُم من ذكره ولوددت أَنِّي لَقيته خَالِيا حَتَّى أريحكم مِنْهُ وَحَتَّى أعلمكُم أَنه عبد.

وَكَانَ عمَارَة مَعَ كَثْرَة جوده كثير المَال وَكَانَ عنترة لَا يكَاد يمسك إبِلا وَلَكِن يُعْطِيهَا إخْوَته

ص: 513

وَهَذِه أبياتٌ سِتَّة مِنْهَا وَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى بقيتها فِي أفعل التَّفْضِيل: الوافر

(أحولي تنفض استك مذرويها

لتقتلني فها أَنا ذَا عمارا)

(مَتى مَا تلقني فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا)

(وسيفي صارمٌ قبضت عَلَيْهِ

أشاجع لَا ترى فِيهَا انتشارا)

(حسامٌ كالعقيقة فَهُوَ كمعي

سلاحي لَا أفل وَلَا فطَارَا)

(وكالورق الْخفاف وَذَات غربٍ

ترى فِيهَا عَن الشَّرْع ازورارا)

(ومطرد الكعوب أحص صدقٌ

تخال سنانه بِاللَّيْلِ نَارا)

وَقَوله: أحولي تنفض إِلَخ الْهمزَة للاستفهام الإنكاري التوبيخي. وحَولي: ظرف لتنفض و)

استك: فَاعل تنفض ومذرويها: مَفْعُوله.

وَالْمعْنَى: أتتوعدني وتهددني واستك تضيق عَن ذَلِك. وتنفض مذرويها مثلٌ لخفته بالوعيد وطيشه. يُقَال: جَاءَ فلانٌ ينفض مذرويه إِذا جَاءَ يتهدد.

وَقد شرح السَّيِّد المرتضى قدس الله روحه هَذِه الْكَلِمَة فِي أَمَالِيهِ أحسن شرح فِي كلامٍ نَقله لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ وَقع فِيهِ: ترى أحدهم يملخ فِي الْبَاطِل ملخاً ينفض مذرويه وَيَقُول: هَا أَنا ذَا فاعرفوني.

قَالَ: الملخ هُوَ التثني والتكسر يُقَال: ملخ الْفرس إِذا لعب. والمذروان: فرعا الأليتين. هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَأنْشد بَيت عنترة.

وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة راداً عَلَيْهِ: لَيْسَ المذروان

ص: 514

فرعي الأليتين بل هما الجانبان من كل شَيْء تَقول الْعَرَب: جَاءَ فلانٌ يضْرب أصدريه وَيضْرب عطفيه وينفض مذرويه وهما منكباه. وَذكر أَنه سمع رجلا من نصحاء الْعَرَب يَقُول: قنع مذرويه يُرِيد جَانِبي رَأسه وهما فوداه. وَإِنَّمَا سميا بذلك لِأَنَّهُمَا يذريان أَي: يشيبان.

والذرى: الشيب. قَالَ: وَهَذَا أصل الْحَرْف ثمَّ استعير للمنكبين والأليتين والطرفين من كل شَيْء.

وَقَالَ أُميَّة بن أبي عائذٍ الْهُذلِيّ يذكر قوساً: المتقارب

(على عجس هتافة المذروي

ن زوراء مضجعةٍ فِي الشمَال)

أَرَادَ: قوساً ينبض طرفاها. قَالَ: فَلَا معنى لوصف الرجل الَّذِي كره الْحسن بِأَن يُحَرك أليتيه وَلَا من شَأْن من يبذخ وينبه على نَفسه يَقُول: هَا أَنا ذَا فاعرفوني أَن يُحَرك أليتيه.

وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه يضْرب عطفيه وَهَذَا مِمَّا يُوصف بِهِ المرح المختال.

وَرُبمَا قَالُوا: جَاءَنَا ينفض مذرويه إِذا تهدد وتوعد لِأَنَّهُ إِذا تكلم وحرك رَأسه نفض قُرُون قَالَ المرتضى قدس الله روحه: وَلَيْسَ الَّذِي ذكره أَبُو عُبَيْدَة بِبَعِيد لِأَن من شَأْن المختال الَّذِي يزهى بِنَفسِهِ أَن يَهْتَز ويتثنى فتتحرك أعطافه وأعضاؤه. ومذرواه من جملَة مَا يَهْتَز ويتحرك لِأَنَّهُمَا بارزان من جِسْمه فَيظْهر فيهمَا

ص: 515

الاهتزاز. وَإِنَّمَا خص المذروان بِالذكر مَعَ أَن غَيرهمَا يَتَحَرَّك أَيْضا على طَرِيق التقبيح على هَذَا المختال والتهجين لفعله.

وَقَول ابْن قُتَيْبَة: لَيْسَ من شَأْن من يبذخ أَن يُحَرك أليتيه لَيْسَ بِشَيْء لِأَن الْأَغْلَب من شَأْن)

البذاخ المختال الاهتزاز وتحريك الأعطاف. على أَن هَذَا يلْزمه فِيمَا قَالَه لِأَنَّهُ لَيْسَ من شَأْن كل متوعد أَن يُحَرك رَأسه وينفض مذرويه. فَإِذا قَالَ إِن ذَلِك فِي الْأَكْثَر قيل لَهُ مثله.

هَذَا مَا أوردهُ السَّيِّد المرتضى رحمه الله.

وَقَوله: جَاءَ فلانٌ يضْرب أصدريه قَالَ ابْن السّكيت فِي إصْلَاح الْمنطق بدله: جَاءَ يضْرب أزدريه إِذا جَاءَ فَارغًا.

قَالَ شَارِحه ابْن السَّيِّد: قَوْله: يضْرب أزدريه إِنَّمَا أَصله أصدريه فأبدلوا مَكَان الصَّاد حرفا يُطَابق الدَّال فِي الْجَهْر وَعدم الإطباق وَهِي الزَّاي.

والأصدران: عرقان يضربان تَحت الصدغين لَا يفرد لَهُ وَاحِد. وَمَعْنَاهُ أَنه جَاءَ فَارغًا نَادِما خائباً يلطم صدغيه وَيضْرب أعلاهما إِلَى أسفلهما ندماً وتحسراً خديه. انْتهى.

وَاعْلَم أَن لاكم ابْن قُتَيْبَة مأخوذٌ من كَلَام أبي مَالك نَقله عَنهُ

ص: 516

أَبُو الْقَاسِم عَليّ ابْن حَمْزَة الْبَصْرِيّ فِيمَا كتبه على الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام من تَبْيِين غلطاته فِيهِ.

قَالَ أَبُو الْقَاسِم: وَرُوِيَ عَن أبي عُبَيْدَة: المذرى: طرف الألية. والرانفة: ناحيتها. ثمَّ قَالَ إِخْبَارًا عَن نَفسه: يُقَال: المذروان أَطْرَاف الأليتين وَلَيْسَ لَهما وَاحِد وَهَذَا أَجود الْقَوْلَيْنِ لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهما واحدٌ فَقيل: مذرًى لَكَانَ فِي التَّثْنِيَة مذريان بِالْيَاءِ. وَمَا كَانَت فِي التَّثْنِيَة بِالْوَاو.

قَالَ أَبُو الْقَاسِم: كَانَ يجب عَلَيْهِ إِذْ سمت بِهِ نَفسه إِلَى الرَّد على أبي عُبَيْدَة معمرٍ ابْن الْمثنى أَن يضْبط مَا يروي أَولا وَإِلَّا فَهُوَ كَالَّذي لم يتم.

والمذروان والرانفان بِمَعْنى وَاحِد وَقد فرق بَينهمَا فَجعل المذروين الطَّرفَيْنِ وَعبر عَنْهُمَا بالأطراف وَجعل الرانفة النَّاحِيَة وَلَيْسَ كَذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره. وَكَلَام أبي مَالك أحكا لِأَنَّهُ أتم. المذروان: أعالي الأليتين وأعالي القرنين أَيْضا

وَكَذَلِكَ أعالي الْمَنْكِبَيْنِ. وَكَذَلِكَ الروانف الْوَاحِدَة رانفة. وَأنْشد بَيت عنترة. فَفِي هَذَا القَوْل دليلٌ على أَن المذروين لَيْسَ باسمٍ لشيءٍ وَاحِد.

وَمَعَ هَذَا فقد قَالَ أَبُو يُوسُف بن السّكيت فِي بَاب الْمثنى: جَاءَ ينفض مذرويه إِذا جَاءَ يتوعد. وَجَاء يضْرب أزدريه إِذا جَاءَ فَارغًا وَيُقَال بالصَّاد أَيْضا.

وَهَذَا وَإِن كَانَ غير مَا قَالَ أَبُو مَالك فإليه يرجع لِأَن تَحْرِيك الْمَنْكِبَيْنِ من فعال المتوعد فيريد أَنه متوعدٌ هَذَا فعاله ومحركٌ مَنْكِبَيْه إِنَّمَا تتحرك لَهُ فروعهما وأعاليهما كَمَا قَالَ أَبُو مَالك. وَمَا)

حَكَاهُ فِي وَاحِد المذروين كَلَام

ص: 517

أبي عمرٍ والشَّيْبَانِيّ فَلم ينْسبهُ إِلَيْهِ. انْتهى كَلَامه.

قَالَ ابْن الشجري: وَهَذَا الْحَرْف مِمَّا شَذَّ عَن قِيَاس نَظَائِره وَكَانَ حَقه أَن تصير واوه إِلَى الْيَاء كَمَا صَارَت إِلَى الْيَاء فِي قَوْلهم: ملهيان ومغزيان لِأَن الْوَاو مَتى وَقع فِي هَذَا النَّحْو طرفا رَابِعا فَصَاعِدا اسْتحق الانقلاب إِلَى الْيَاء حملا على انقلابه فِي الْفِعْل نَحْو: يلهي ويغزي.

وَإِنَّمَا انقلبت الْوَاو يَاء فِي قَوْلك: ملهيان ومغزيان وَإِن لم تكن طرفا لِأَنَّهَا فِي تَقْدِير الطّرف من حَيْثُ كَانَ حرف التَّثْنِيَة لَا يحصن مَا اتَّصل بِهِ لِأَن دُخُوله كخروجه.

وَصحت الْوَاو فِي المذروين لأَنهم بنوه على التَّثْنِيَة فَلم يفردوا فيقولوا: مذرًى كَمَا قَالُوا: ملهًى فَصحت لذَلِك كَمَا صحت الْوَاو وَالْيَاء فِي العلاوة وَالنِّهَايَة فَلم يقلبا إِلَى الْهمزَة لأَنهم بنوا الاسمين على التَّأْنِيث.

وكما صحت الْيَاء فِي الثنايين من قَوْلهم: عقلته بثنايين إِذا عقلت يَدَيْهِ جَمِيعًا بطرفي حَبل لأَنهم صاغوه مثنى. وَلَو أَنهم تكلمُوا بواحده. لقالوا: ثَنَاء مَهْمُوز كرداء ولقالوا فِي تثنيته: ثناءين كردائين. انْتهى.

وَعمارَة هُوَ أحد بني زِيَاد الْعَبْسِي وهم: الرّبيع وَعمارَة وقيسٌ وَأنس كل وَاحِد مِنْهُم قد رَأس فِي الْجَاهِلِيَّة وقاد جَيْشًا. وأمهم فَاطِمَة بنت الخرشب

الأنمارية وَكَانَت إِحْدَى المنجبات.

وَهِي الَّتِي سُئِلت: أَي بنيك أفضل فَقَالَت: الرّبيع بل عمَارَة بل قيس بل أنس.

ثمَّ قَالَت:

ص: 518

ثكلتهم إِن كنت أَدْرِي أَيهمْ أفضل هم كالحلقة المفرغة لَا يدرى أَيْن طرفاها.

وَكَانَ لكل وَاحِد مِنْهُم لقبٌ فَكَانَ عمَارَة يُقَال لَهُ: الْوَهَّاب وَكَانَ الرّبيع يُقَال لَهُ: الْكَامِل وقيسٌ يُقَال لَهُ: الْجواد وَأنس يُقَال لَهُ: أنس الْحفاظ. وَكَانَ عمَارَة آلى على نَفسه أَن لَا يسمع صَوت أسيرٍ يُنَادي فِي اللَّيْل إِلَّا افتكه.

وَقَوله: مَتى مَا تلقني فردين أَي: منفردين أَنا وَأَنت خَاصَّة لَيْسَ معي معِين وَلَيْسَ مَعَك معِين. ومَا: زَائِدَة.

قَالَ ابْن الشجري: والرانفة: طرف الألية الَّذِي يَلِي الأَرْض إِذا كَانَ الْإِنْسَان قَائِما.

وروى بدل فردين: خلوين بِالْكَسْرِ أَي: خاليين. وروى أَيْضا: برزين بِالْكَسْرِ أَي: بارزين. وسَيفي صارم إِلَخ الصارم: الْقَاطِع. والأشاجع: عصب ظَاهر الْكَفّ وَاحِدهَا أَشْجَع.

قَالَ ابْن الشجري: هِيَ عروق ظَاهر الْكَفّ وَاحِدهَا أَشْجَع وَبِه سمي الرجل. وَهُوَ قبل)

التَّسْمِيَة مصروفٌ كَمَا ينْصَرف أفكلٌ. وَيُقَال: رجل عاري الأشاجع إِذا كَانَ قَلِيل لحم الْكَفّ.

وَقَوله: لَا ترى فِيهَا انتشارا قَالَ الأعلم: يصف أَنه سليم العصب شَدِيد الْخلق. والانتشار: انتشار العصب وَهُوَ انتفاخها كانتشار الْفرس فِي يَدَيْهِ.

ص: 519

وَقَوله: حسمٌ كالعقيقة إِلَخ يَقُول: هُوَ صافٍ براق كالقطعة من الْبَرْق وَهِي الْعَقِيقَة.

وَيُقَال الْعَقِيقَة: السحابة تَنْشَق عَن الْبَرْق. والكمع بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْمِيم الضجيج.

يَقُول: هُوَ ملازمٌ لي وَإِن كنت مُضْطَجعا.

وَقَوله: لَا أفل أَرَادَ سلاحي لَا فل فِيهِ وَلَا فطَارَا. والأفل: الَّذِي فِيهِ فلول. والفطارا بِضَم الْفَاء: المشقق. يَقُول: هُوَ حَدِيد السِّلَاح تامها.

وَقَالَ ابْن الشجري: الْعَقِيقَة الشقة من الْبَرْق وَهِي مَا تنعق مِنْهُ. وانعقاقه: تشققه. والكمع والكميع: الضجيج وَجَاء فِي الحَدِيث النَّهْي عَن المكامعة والمكاعمة. والمكامعة: أَن يضطجع الرّجلَانِ فِي ثوب وَاحِد لَيْسَ بَينهمَا حاجز. والمكاعمة: أَن يقبل الرجل الرجل على فِيهِ.

وَقَوله: لَا أفل وَلَا فطَارَا أَي: لَا فل فِيهِ وَلَا فطر. والفل: الثلم. وَالْفطر: الشق. وَمَوْضِع قَوْله: كالعقيقة وصفٌ لحسام فَفِي الْكَاف ضمير عَائِد على الْمَوْصُوف. وانتصاب أفل على الْحَال من الْمُضمر فِي الْكَاف وَالْعَامِل فِي الْحَال مَا فِي الْكَاف من معنى التَّشْبِيه وَالتَّقْدِير: حسامٌ يشبه الْعَقِيقَة غير منفل وَلَا منفطر. انْتهى.

وَقَوله: وكالورق الْخفاف إِلَخ يَعْنِي سهاماً جعل نصالها بِمَنْزِلَة الْوَرق فِي خفتها. وَأَرَادَ: بعض سلاحي سهامٌ مثل الْوَرق الْخفاف بِكَسْر الْخَاء جمع خَفِيف ضد الثقيل.

وَقَوله: وَذَات غرب يَعْنِي قوساً. وغربها: حَدهَا بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة. والشَّرْع بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء الْمُهْملَة: جمع شرعة بِكَسْر فَسُكُون وَهِي الأوتار. والازورار: الميلان.

ص: 520