الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج من الفقه الهندوسي
أنتقل بك إلى نماذج من الفقه الهندوسي، لإعطاء نما ذ ج من الفقه الهندوسي سنعتمد على مصدر مهم جدًّا هو الكتاب "منوبهراما ساستر" هو كتاب جامع يحتوي على الشرائع التي تطبعها الطائفة الهندوسية.
ويقول ناشر الكتاب: إنه مؤلف عتيق لا نعرف مبدأه ولا مؤلفه وقد زعم البعض أنه من تأليف أول إنسان على الأرض، أو أول عارف وضعه بإلهام من الله في زمان غارق في القدم ولكن الأصح أنه وضع في فترة متتالية بعيد ما بينها فقد ورد ذكره في المؤلفات التي يرجع عهدها إلى القرن السابع قبل الميلاد مما يدل على أن بعض أجزائه كتب قبلها، وبه ذكر لما وقع في العصر البوذي، وهو على العموم يحمي الشرائع التي لا يحيد عنها الهندوس المتدينون حتى الآن، وسنقتبس من هذا الكتاب بعض النظم والقوانين الخاصة بالسلطة الحاكمة وبالمرأة، ثم بعض النظم المالية.
الملك خلق الله الملك ليسوقنا البلد، ويدافع عنها؛ ولذلك لا تحتقرن ملكا وإن كان طفلًا رضيعًا؛ لأنه إله في صورة إنسان فوق الأرض وقد منح الله الملك السلطان الذي يعاقب به المذنبين، فلا ملك إلا بسلطان، ولا طاعة إلا بسلطان العقاب، وعلى الملك أن يصطفي لنفسه الوزراء من الأسر الطيبة ممن اتصفوا بالعلم والشجاعة والنزاهة، وإنما جاز له ذلك لأن الرجل الواحد يصعب عليه القيام بأعباء الملك الثقيلة وعلى الملك أن يختار سفراءه من أهل العلم والفراسة الذين تكفيهم الإرشادات للنفوذ إلى الأسرار العميقة؛ وليعلم الملك أن البهمي، وإن ساءت سيرة فله أن ينصح الملك إذا شاء، وعلى الملك الرفق بالطيبين والشدة مع الأشرار؛ فالملك العادل الذي لا يداهن الناس يحبه الناس.
أما الكلام عن المرأة تعيش المرأة وليس لها خيار سواءً كانت بنتا صغيرة أو شابة أو عجوزًا البنت في خيار أبيها والمتزوجة في خيار بعلها والأرملة في خيار أبنائها، وليس
لها أن تستقل أبدًا، وعلى المرأة أن ترضى بمن ارتضاه لها والدها بعلًا فتخدمه طول حياته، ولا تفكر في رجل آخر بعد وفاته، بل عليها حينئذٍ أن تهجر ما تشتهيه من الأكل اللذيذ، واللبس الحسن، والزينة كلها، وتعيش أرملة إلى آخر عمرها، وإن وجدت زوجها لا يعتني بها، ويحب امرأة غيرها، فلا تحقد عليه، ولا تقصر في خدمته، ونيل مرضاته، فقد نيطت جنة المرأة برضاء بعلها، فلا تفعلن شيئًا لا يرضاه بعلها، وليس لواله البنت أن ينال شيئًا من المال، أو المتاع عند تزويجها لأن من يفعل ذلك فكأنه باع بنته والأسرة التي تحترم المرأة؛ فإن الآلهة تخصها بعطفها وأما الأسرة التي تحتقر فيها المرأة؛ فإن حسناتها تذهب سدى، والأوفق أن تشهد النساء للنساء، والرجال للرجال، والشهادة النساء، وإن كن نزيهات لا يقام لها كبير الوزن؛ لأن عقولهن لا توازن فيها.
يحب الزوج زوجته وليعلم أنها تلده في صورة ابنه فهي خليقة بحب زوجها والمرأة سيدة بيتها فعلى الرجل أن يسلمها مقاليد البيت وواجباتها أن تلد وأن تربي أولادها وتدبر أمور منزلها ولتعلم المرأة أن عظمتها منوطة بعظمة زوجها والذي قال لرجل: إني أزوجك ابنتي فلا يحل له أن يرجع عن قوله ويخلف وعده وإن فعل ذلك؟ باسم الذي يقتل ألف نفس بريئة وإذا ابتلى أحدًا بزوجة شريرة خداعة قاسية القلب، فله أن يطلقها ويطردها من بيته، وليعيش الزوجان بالحب والوفاء؛ لأنهما لم يقترنا على اسم الله ليفترقا أو يتباغضا.
ومن الكلام عن الملك والمرأة إلى كلام عن مسائل اقتصادية لا يجوز أكل الربا الفاحش، ولصاحب المال أن يأخذ روبية وربع -وربع روبية- ربًا عن مائة روبية في كل شهر.
وإذا حاول عم صبي صغير أن يستولي على أملاكه؛ فيمنعه الملك من ذلك، ويحول الأملاك إلى إدارته حتى يبلغ الصبي الرشد والعقار الذي لا يوجد له صاحبه يبقيه الملك في يده ثلاث سنوات؛ فإن لم يعرف صاحبه خلال هذه المدة يصبح ملكا للملك بعدها، وإذا وجدت لقطة في مكان أمر الملك بحفظها حتى يوجد صاحبها، والذي يسرق مثل هذا المال يلقي أمام فيل ليدوسه نكال لجنايته، وكما تمس العلقة الدم قليلًا قليلًا، كذلك يجب على الملك أن يكتفي بالقليل من الضرائب على رعيته، فيأخذ من أرباح الفضة والذهب النصف، ومن الحبوب الثمن أو السدس ومن ثمار الأشجار السدس، وكذلك قصب السكر، والعطور، والعقاقير.
أما الصناع والعمال والمنبوذون فيسخرهم الملك يومًا واحدًا في كل شهر لأعماله؛ فهذه الضريبة التي عليهم أن يدفعوها.
والولد الأكبر هو الذي يرث والديه، أما إخوته وأخواته، فكلهم يعيشون تحت أمره لأن الأخ الأكبر بمنزلة الأب، والذي ليس له ابن يجوز أن يقول لزوج ابنته إن ولد لها ولد هو الذي يرثني ويقوم مقام ابني، ولينظم الملك بواسطة الخبراء أثمان السلع المتقلبة كل خمسة أيام إلى خمسة عشر ولا يملك الولد والزوجة والرقيق شيئًا، وكل ما يحرزونه ملك لعائلته ولا يجوز للملك أن يفرض ضريبة على الأعمى والأبله، والكسح، وابن السبيل ومن يساعد المتبتلين إلى الكتاب المقدس.