الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استرداد ذرات النور
ويأتي الكلام عن العقيدة الثانية أو المبدأ الثاني استرداد ذرات النور:
وصل الآن سير التقدم الكوني إلى المرحلة التي تم عندها إنقاذ الإنسان الأول، وكانت عناصر النور ما تزال في مخاضات الظلام، وبالتالي فقد استمرت نفسه وروحه مكبلتين ومشوهتي، ن وقد تطلبتا أن يتم تحريرهما وإعادتهما إلى عالم النور، ونفذت الروح الحية هذه المهمة وقد دعيت هذه الروح في التعاليم الإيرانية باسم مهريازد أحيانًا أي: الإله مسرا.
هذا؛ وقد أعطته بعض المصادر الإغريقية اسم خالق الكوني المادي، وهي تسمية موائمة تمامًا بالنظر إلى حقيقة أنه كان بالتعبير الدقيق خالق الكون المرئي؛ لأنه عاقب شياطين الظلام الذين يدعون باسم أركون وسلخ جلودهم، وصنع المساء منها؛ بينما صنع الجبال من عظامهم والأرض من برازهم، وتشكل الكون من عشر سماوات وثمانية أفلاك ورفع واحد من أبناء الروح الحية السموات عالية، وكان اسمه حامل التألق، وهو صافد زيوا في السريانية.
وقام ابن آخر بتثبيت الأفلاك الثمانية على كتفه وهو سيكالا وأطلس باللغة اللاتينية، وبدأت الروح الحية مهمة التحرير؛ حيث طهرت الذرات النورانية التي لم تكن قد تلوثت، وصنعت الشمس والقمر منها، أو فلكي النور كما دُعي عادة، وحول الذرات التي كانت قد تلوثت بشكل جزئي، وحولت ذرات التي كانت قد تلوثت بشكل جزئي إلى نجوم.
وتم اشتقاق هذه الأفكار من علم هيئة الإيراني مسيولوجي كان مألوفًا لفترة طويلة، وبسبب أن الكواكب كانت قاسية، فقد كانت خمسة أيام من الأسبوع قاسية، ولم يكن لطيفًا من بينها سوى يومي الأحد والاثنين.
وبقيت هناك تلك الذرات التي كانت قد عانت المزيد من مواجتها مع الظلام، واستلزم أمر إعادتها وجود إجراء معقد، وشرع إله العظمة بخلق فيض جديد كانت أهم شخصياته الرسول الثالث، واسمه أسقادا باللغة السريانية، وتعني: الرسول، ويسمى أحيانًا باسم مسرا في التعاليم الإيرانية.
وكان الرسول الثالث أبًا لعذارى الاثنتين عشرة للنور، واللواتي احتللن أمكنتهن على أنهن الاثنتا عشرة علامة لمنازل دائرة البروج، وتم اختراع قطعة ألهية أصيلة، وهي عبارة عن عجلة كونية ضخمة جدًّا، كأنها كوكب وتشبه ناعورة الماء، وحددت ذرات نوره للشمس والقمر، وبذخت ذرات النور المتقدة كعامود من نور يعرف باسم عامود المجد، وذلك في النصف الأول من الشهر، واتجه نحو القمر الذي أصبح بدرًا بعدما امتلأ وتضخم بذرات النور، وتم ترشيد ذرات النور خلال النصف الثاني من الشهر من القمر إلى الشمس، ومن هناك إلى جنة نور.
ويقوم وراء هذا كله حسب المعايير العلمية الحديثة مفاهيم ساذجة جدًّا، وهي الأفكار الإيرانية الهندية القديمة المتعلقة بتطهير الروح الإنسانية بوساطة هذا الصعود إلى الكواكب القمرية والشمسية، كما أن فكرة عامود النور الممتد من الأرض إلى السماء، والمؤلف من ذرات متصاعدة من النور هو مجرد فكرة قديمة عن طريق المجرة درب التبانة، المتشكل من أرواح الموتى المتصاعدة باستمرار نحو سماء النجوم الثابتة، وقد سيطر هذا التفسير المسيولوجي على العقائد في العصور القديمة بشكل عام، وبالنسبة لماني فإنه في هذه الحالة قد تبنى سلسلة من الأفكار، كانت عامة ومتداولة في العصور القديمة، ومتأصلة في إيران والشرق الأوسط.