الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد ابن محمد بن نصر بن قيس الخزرجي
«1»
ثالث الملوك من بني نصر، يكنى أبا عبد الله.
أوّليّته: معروفة.
حاله: كان من أعاظم أهل بيته، صيتا وهمّة، أصيل المجد، مليح الصورة، عريق الإمارة، ميمون النّقيبة، سعيد النّصبة، عظيم الإدراك؛ تهنّأ العيش مدة أبيه، وتملّى «2» السياسة في حياته، وباشر الأمور بين يديه، فجاء نسيج وحده إدراكا، ونبلا، وفخارا، وشأوا «3» . ثم تولّى الأمر بعد أبيه فأجراه على ديدنه؛ وتقيّل «4» سيرته، ونسج على منواله. وقد كان الدهر ضايقه في حصّته، ونغّصه ملاذّ الملك بزمانة «5» سدكت «6» بعينيه لمداخلة «7» السّهر، ومباشرة أنوار ضخام الشمع، إذ كانت تتّخذ له منها جذوع في أجسادها مواقيت تخبر بانقضاء ساعات الليل، ومضيّ الرّبع «8» ، وعلى التزامه لكنّه وغيبوبته في كسر بيته، فقد خدمته السّعود، وأمّلت بابه الفتوح، وسالمته الملوك، وكانت أيامه أعيادا. وكان يقرض الشعر ويصغي إليه ويثيب عليه، فيجيز الشعراء، ويرضخ «9» للندماء، ويعرف مقادير «10» العلماء، ويواكل الأشراف والرؤساء، ضاربا في كل إصلاح «11» بسهم، مالئا «12» من كل تجربة وحنكة، حارّ النّادرة، حسن التوقيع، مليح الخطّ، تغلب «13» عليه الفظاظة والقسوة.
شعره: كان «1» له شعر مستظرف من مثله، لا بل يفضل به الكثير ممّن ينتحل الشعر من الملوك. ووقعت «2» على مجموع له، ألّفه بعض خدّامه، فنقلت «3» من مطوّلاته:[السريع]
واعدني وعدا وقد أخلفا
…
أقلّ شيء في المليح «4» الوفا
وحال عن عهدي ولم يرعه
…
ما ضرّه لو أنّه «5» أنصفا
ما بالها لم تتعطّف على
…
صبّ «6» لها ما زال مستعطفا
يستطلع الأنباء من نحوها
…
ويرقب البرق إذا ما هفا
خفيت سقما عن عيون الورى
…
وبان حبّي بعد ما قد خفا
لله كم من ليلة بتّها
…
أدير من ذاك اللّمى قرقفا «7»
متّعتني بالوصل منها وما
…
أخلفت وعدا «8» خلت أن يخلفا
ومنها:
ملّكتك القلب وإني امرؤ
…
عليّ ملك الأرض قد وقّفا
أوامري في الناس مسموعة
…
وليس منّي في الورى أشرفا
يرهف سيفي في الوغى مصلتا «9»
…
ويتّقى عزمي إذا ما أرهفا
وترتجى يمناي يوم النّدى
…
تخالها السّحب غدت وكفا
نحن ملوك الأرض من مثلنا
…
حزنا تليد الفخر والمطرفا
نخاف إقداما ونرجى ندى
…
لله ما أرجى وما أخوفا
لي راية في الحرب كم غادرت
…
ربع العدا قاعا بها صفصفا
يا ليت شعري والمنى جمّة
…
والدّهر يوما هل يرى منصفا
هل يرتجي العبد «10» تدانيكم
…
أو يصبح الدهر له مسعفا