الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للإمام النووي (676) ه
ـ
مؤلفه:
هو الإمام الحافظ، االقدوة شيخ الإسلام، أبو زكريا محيي الدين بن شرف بن مُري بن حسن بن حسين الحزامي، النووي، الدمشقي.
والحزامي نسبة إلى جده، والنووي نسبة إلى نوى، مدينة بالجولان، وهي الآن بسوريا.
ولد رحمه الله تعالى في سنة (631) هـ، وتوفي سنة (676) هـ.
ونشأ في بيت العز والتقوى والصلاح، وتتلمذ على مشايخ عصره
وممن أخذ عنهم الحديث وعلومه:
1 -
المحدث الإمام ضياء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن يوسف المرادي الأندلسي (667) هـ (1).
2 -
الإمام الزاهد تقي الدين مسند الشام، أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد ابن فضل، المعروف بابن الواسطي الصالحي الحنبلي (602 - 692) هـ (2).
3 -
زين الدين أبو البقاء خالد بن يوسف النابلسي الدمشقي (3) وغيرهم كثير.
وترجمة الإمام النووي منثورة في مؤلفات كثيرة، وقد ذكر محقق كتابة «التلخيص شرح الجماع الصحيح» مصادر ترجمته على سبيل
(1)«تاريخ الإسلام» 15/ 139.
(2)
«تاريخ الإسلام» 15/ 745.
(3)
«تاريخ الإسلام» 15/ 84.
الاستيعاب، كما ذكر الرسائل العلمية في الجامعات المصرية وغيرها، وينظر على سبيل المثال:«تاريخ الإسلام للذهبي» (15/ 324)، و «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (8/ 295) وغيرها.
وممن أفرده بالترجمة من العلماء: تلميذه علاء الدين على بن إبراهيم ابن العطار (724) هـ في كتاب: «تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين» .
وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902) هـ في كتابه «المنهل الروي في ترجمة الإمام النووي» .
وللحافظ السيوطي (911) هـ كتابان في ترجمته. وغير ذلك كثير.
له من المؤلفات الكثير وأقوال العلماء في الثناء عليه لا حصر لها، ومصنفاته تدل على إمامته وتميزه على أقرانه، حتى لقب بشيخ الإسلام، ومنها شرحه على الصحيحين.
وفاته: توفي رحمه الله ليلة الأربعاء الثلث الأخير من الليل رابع عشر سنة (676) هـ بنوى ودفن بها صبيحة الليلة المذكورة.
الكتاب
هذا الكتاب من أواخر ما كتب النووي، ولذا حالت الوفاة دون إتمامه، وقدم له بمقدمة موجزة، يحتاج إليها كل طالب علم يريد المعرفة بالجامع الصحيح، وتحدث فيها عن رواه الصحيح، واقتصر فيها على أشهر رواية، وهي رواية الفربري، ولم يشر إلى الروايات الأخرى، ثم ذكر سبعة من رواة الجامع الصحيح عن الفربري، ثم أشار إلى ما اشتهر من هذه الروايات في بلاد الشام، وهي رواية أبي الوقت السجزي، ثم ترجم للبخاري، كما تكلم عن الصحيح، وشرط البخاري فيه، وعدد أحاديثه، وتبع في ذلك ما روي عن الحمويي رحمه الله تعالى، ثم ذكر عدة فصول أخرى تتعلق بالصحيح،
ثم ترجم للرواة الذين روى الصحيح من خلالهم إلى البخاري، فترجم للفربري، والحمويي، وأبى الوقت، والزبيدي، وشيخه أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن قدامة.
ثم عقد عشرين فصلًا تتعلق بقواعد علوم الحديث، ثم ذكر الباعث له على تأليف هذا الشرح، وأبان منهجه في الكتاب حيث يقول:
شرح متوسط بين المختصرات والمبسوطات، لا من المختصرات المخلات ولا من المبسوطات المخلات
…
إلخ.
روايته للصحيح:
اختار الإمام النووي رحمه الله رواية أبي الوقت السجزي ليعتمد عليها في شرحه، وهي أشهر رواية عند المشارقة في ذلك الوقت، وذلك لا تكاد تجد مشرقيا إلا ويروى الصحيح من هذه الطريق.
ورواية أبي الوقت هي عن الحمويي عن الفربري عن البخاري وقد اتصلت له هذه الرواية عن شيخه العلامة أبي محمد عبد الرحمن بن الشيخ الصالح الإمام المجمع على جلالته أبى عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي عن الزبيدي عن أبي الوقت.
وهو في شرحه مثل كثير من الشراح يذكر الحديث بما يدل عليه، وقد يذكر جملة من الحديث تدل عليه، إذا كان الحديث طويلًا، كما فعل في حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي (1) والمحقق يذكر الحديث بتمامه من السلطانية.
وهو حينما يحكى اختلافًا للرواة في لفظه، لا يميز بين الرواة، فيكتفي بقوله: روى كذا وكذا، ولكنه يوجه جميع الروايات الواردة في اللفظة.
(1) 1/ 318، 1/ 337، 338.
وهذا الكتاب من أواخر ما ألفة النووي رحمه الله تعالى، والتي حالت دون إتمامه منيتُهُ، وقد تناول بالشرح باب بدء الوحي وكتاب الإيمان إلى آخر حديث فيه وقد نال إعجاب العلماء، واستفاد منه جمع من العلماء ممن قاموا بشرح الصحيح بعده ومنهم:
1 -
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الكرماني (786) هـ في شرحه «الكواكب الدراري» .
2 -
سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن (804) هـ في شرحه «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» .
3 -
الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني (851) هـ في شرحه «فتح الباري» .
4 -
وبدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني (855) هـ في شرحه «عمدة القاري» .
5 -
وشهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني (923) هـ في «إرشاد الساري» وغيرهم.
طبعات الكتاب:
وقد طبع شرحه هذا لأول مرة عام (1347) هـ طبعته إدارة الطباعة المنيرية بالقاهرة في (280) صفحة من القطع الكبير كما صورته دار الكتب العلمية في بيروت في (280) صفحة من غير تاريخ ضمن مجموعة شروح هي:
1 -
شرح النووي هذا المذكور.
2 -
إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري للقسطلاني (923) هـ.
3 -
عون الباري لحل أدلة البخاري لصديق حسن خان القنوجي (1307) هـ.
جاعلين الشروح الثلاثة في جداول، وفي أعلى الصفحة «شرح النووي» ، وبعده «شرح القسطلاني» ، ثم تحتها «عون الباري» .
ثم أفرد الكتاب مستقلًا الدكتور مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة بجامعة دمشق.
ثم الطبعة التي اعتمدت عليها، وهي طبعة دار طيبة في المملكة العربية السعودية، بتحقيق أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي في مجلدين، وذلك في سنة (1429 هـ - 2008 م).