الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة
(الجمعة) فلما قرأ: * (وآخرين منهم لم يلحقوا بهم) *، قال رجل: من هؤلاء
يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو
ثلاثا قال: وفينا سلمان الفارسي، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده
على سلمان ثم قال: الحديث.
قلت: وقد صح بلفظ آخر، وهو: " لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من
فارس أو قال: من أبناء فارس حتى يتناوله ". أخرجه مسلم (6 / 191) وأحمد (
2 / 308 - 309) من طريق زيد بن الأصم عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وله طريق أخرى عن أبي هريرة وفيه سبب وروده، وهو ما أخرجه بن أبي
حاتم وابن جرير من طريق مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
هريرة قال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: * (وإن تتولوا
يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) * قالوا: يا رسول الله من هؤلاء
الذين إن تولينا استبدل بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف
سلمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال: هذا وقومه، لو كان الدين.. ". قال
الحافظ بن كثير: " تفرد به مسلم بن خالد الزنجي وقد تكلم فيه بعض الأئمة ".
قلت: وهو ضعيف من قبل حفظه والسبب الذي ساقه للحديث يخالف ما رواه أبو الغيث
عن أبي هريرة في اللفظ الأول. (انظر الاستدراك رقم 14 / 1) وروي بلفظ " لو
كان العلم
…
" ويأتي في " الضعيفة " (2054) . وله شاهد من حديث ابن عمر
مرفوعا بلفظ: " رأيت غنما كثيرة سوداء، دخلت فيها غنم كثيرة بيض، قالوا فما
أولته يا رسول الله؟ قال: العجم، يشركونكم في دينكم وأنسابكم. قالوا:
العجم يا رسول الله؟ قال: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم
، وأسعدهم به الناس ".
1018
- " رأيت غنما كثيرة سوداء، دخلت فيها غنم كثيرة بيض، قالوا: فما أولته يا
رسول الله؟ قال: العجم،
يشركونكم في دينكم وأنسابكم. قالوا: العجم يا
رسول الله؟ قال: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم،
وأسعدهم به الناس " (1) .
أخرجه الحاكم (4 / 395) من طريق هاشم بن القاسم: حدثنا عبد الرحمن ابن (
الأصل: عن) عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال:" صحيح على شرط البخاري " ووافقه الذهبي
. قلت: وهو كما قالا لولا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار تكلم فيه غير
واحد من قبل حفظه، وقد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " ثقة، قال ابن
معين وغيره: في حديثه ضعف ". وقال في " الميزان ": " صالح الحديث، وقد
وثق ". وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يخطىء ".
قلت: فحسب مثله أن يحسن حديثه، أما الصحة فلا. نعم للحديث شواهد يتقوى بها.
فقد أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان "(1 / 9) من طريق عمرو بن شرحبيل عن
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به، دون الشطر الثاني، ولفظه
: " رأيت الليلة غنما سودا تتبعني، ثم أردفتها غنم عفر، فقال أبو بكر: تلك
العرب اتبعتك، ثم أردفتها الأعاجم، فقال صلى الله عليه وسلم: كذلك عبرها
الملك بسحر ". ثم أخرجه من طريق أخرى عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة به. ومن
طريق سوار بن مصعب عن عبد الحميد أبي غياث عن الشعبي عن النعمان بن بشير به.
أخرجه أبو نعيم (1 / 209 / 267)(2) . ثم أخرجه (1 / 10) عن عمرو بن مرة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر مرفوعا.
(1) كذا الأصل، وهو غير مفهوم، ولعل الصواب:" وأسعد بهم الناس ". اهـ.
(2)
قلت: وفي متن هذا الطريق زيادة منكرة بلفظ " ومن دخل في هذا الدين فهو عربي ". وإسنادها ضعيف جدا، ولذلك أوردتها في الضعيفة (2052) . اهـ.