الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ففي هذه
الحالة يقال: " إسناده صحيح " ولا يزاد عليه فيقال " على شرطهما " حتى يكون
آخر الرجال في السند من شيوخهما. ولعلك تنبهت مما سبق أنه لابد لطالب هذا
العلم من ملاحظة كون السند من الحاكم إلى شيخ الشيخين في نفسه صحيحا أيضا، فقد
لاحظنا في كثير من الأحيان تخلف هذا الشرط، والطالب المبتدئ في هذا العلم لا
يخطر في باله في مثل هذه الحالة الكشف عن ترجمة شيخ الحاكم مثلا أو الذي فوقه
ولو فعل لوجد أنه ممن لا يحتج به وحينئذ فلا فائدة في قول الحاكم في إسناد
الحديث أنه صحيح على شرط الشيخين وهو كذلك إذا وقفنا بنظرنا عند شيخ صاحبي
" الصحيحين " فصاعدا ولم نتعد به إلى من دونهم من شيخ الحاكم فمن فوقه. وهذه
مسألة هامة لا تجدها مبسوطة - في علمي - في شيء من كتب المصطلح المعروفة،
فخذها بقوة واحفظها لتكون على بينة فيها وتتفهم شيئا من دقائق هذا العلم الذي
قل أهله. والله ولي التوفيق.
وللحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ: " كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم
القرن وحنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن
يؤمر قبل ذلك ". أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " وغيره.
وروي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه وهو الآتي بعده.
(انظر الاستدراك رقم 66 / 19) .
1079
- " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر
أن ينفخ، فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا:
حسبنا الله ونعم الوكيل توكلنا على الله ربنا، - وربما قال سفيان: على الله
توكلنا - ".
روي من حديث أبي سعيد الخدري وابن عباس وزيد بن أرقم وأنس بن مالك وجابر
ابن عبد الله والبراء بن عازب.
1 -
أما حديث أبي سعيد الخدري فيرويه عطية العوفي عنه به. أخرجه ابن المبارك
في " الزهد "(1597) والترمذي (1 / 70 / 316) وابن ماجة (4273) وأحمد
(3 / 7 و 73) وأبو نعيم في " الحلية "(5 / 105 و 7 / 130 و 312) من طرق
عنه، وقال الترمذي:" حديث حسن ".
قلت: يعني أنه حسن لغيره وذلك لأن عطية العوفي ضعيف، فرواه جماعة عنه هكذا
ورواه آخرون على وجهين آخرين كما يأتي. وتابعه أبو صالح عن أبي سعيد به.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(71 / 1) وابن حبان (2569) والحاكم (4 /
559) من طريقين عن الأعمش عن أبي صالح به، وقال الحاكم: " ولولا أن أبا
يحيى التيمي على الطريق لحكمت للحديث بالصحة على شرط الشيخين ".
قلت: قد تابعه جرير عن الأعمش عند أبي يعلى وابن حبان، فالسند صحيح على
شرطهما.
2 -
وأما حديث ابن عباس فيرويه مطرف عن عطية عنه به. أخرجه أحمد (1 / 326)
والحاكم عن مطرف عن عطية.
3 -
وأما حديث زيد بن أرقم فيرويه خالد بن طهمان عن عطية به. أخرجه أحمد (4
/ 374) وابن عدي (ق 116 / 1) .
قلت: وعطية قد عرفت أنه ضعيف ومن ضعفه أنه اضطرب في إسناده، فرواه على هذه
الوجوه الثلاثة، والأول هو الأكثر عنه وكل الرواة عن عطية ذكروه بلفظ " صاحب
القرن " سوى حجاج عند ابن ماجه وحده فرواه بلفظ: " إن صاحبي الصور بأيديهما
قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ". وحجاج مدلس وقد عنعنه. ونحوه حديث أبي
مرية في الحديث الآتي بعده.
4 -
وأما حديث أنس فيرويه أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب:
حدثنا عفان حدثنا همام عن قتادة عنه به دون قوله " قال المسلمون.. ".