الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه أنه غير محفوظ بهذا
اللفظ، لكن الطريق الأخرى والشاهد مما يقويه ويدل على أن له أصلا أصيلا.
والله أعلم.
1272
- " من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السطان افتتن وما ازداد أحد
من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا ".
رواه أحمد (2 / 371 و 440) وابن عدي (14 / 1) عن إسماعيل ابن زكريا عن
الحسن بن الحكم النخعي عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا
وقال: " لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن زكريا وهو حسن الحديث يكتب حديثه ".
قلت: وهذا سند حسن فإن بقية رجال الإسناد ثقات كلهم، وإسماعيل احتج به
الشيخان، وقال الحافظ:" صدوق يخطىء قليلا ". وخالفه شريك فقال: عن الحسن
ابن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من بدا جفا ". أخرجه أحمد (4 / 297) .
قلت: وشريك سيىء الحفظ لا يحتج به إذا تفرد فكيف إذا خالف؟ .
1273
- " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من هم
يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ".
أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن "(25 / 1) عن محمد بن
آدم المصيصي حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الأحوص عن عبد
الله يعني ابن مسعود مرفوعا.
قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن آدم
المصيصي وهو ثقة
كما قال النسائي وغيره. ورواه الآجري في " الغرباء "(1 / 2) من هذا الوجه
والترمذي (2 / 104) من طريق أخرى عن حفص به دون السؤال. وقال: " حسن صحيح
". وله شاهدان من حديث سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو بن العاص عند
الداني بإسنادين صحيحين. ورواه الهروي في " ذم الكلام "(146 / 1)
والبيهقي في " الزهد الكبير "(ق 23 / 2) عن جابر بن عبد الله. والهروي
أيضا عن سهل بن سعد وابن عمر وعبد الرحمن بن سنة. ورواه عن كثير بن عبد
الله عن أبيه عن جده نحوه. ورواه اللالكائي في " السنة "(1 / 26 / 1) عن
جابر وعن أبي هريرة مثل حديث ابن مسعود وأصله في " مسلم "(1 / 90) وابن
عدي (36 / 1) عن سهل أيضا وكذا الدولابي (1 / 192 - 193) . ولوين في
" قطعة من حديثه "(2 / 1) عن ابن عمر دون السؤال. ورواه تمام في " الفوائد
" (148 / 1) عن سليمان بن سلمة الخبائري حدثنا المؤمل بن سعيد الرحبي عن
إبراهيم بن أبي عبلة عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. لكن الخبائري متروك. ورواه
ابن عدي (234 / 1) عن إسماعيل بن عياش حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
عن يونس بن سليم عن جدته عن ميمونة عن عبد الرحمن ابن سنة مرفوعا. وقال:
" لا أعلم لعبد الرحمن بن سنة غير هذا الحديث ولا يعرف إلا من هذه الرواية ".
ورواه الترمذي (2 / 105) وابن عدي (273 / 2) من طريق كثير ابن عمرو بن
عوف عن أبيه عن جده مرفوعا وقال ابن عدي: " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع
عليها ". وأما الترمذي فقال: " حديث حسن صحيح "
قلت: وهذا من تساهله، فإن كثيرا هذا ضعيف جدا، وفي حديثه جملة لم ترد في
شيء من الطرق ولفظها:
" وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل
". ثم رواه البيهقي من طريق كثير بن مروان الشامي حدثنا عبد الله بن يزيد
الدمشقي - الذي كان بالباب - قال: حدثني أبو الدرداء وأبو أمامة الباهلي
وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع قالوا: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: فذكره إلا أنه قال: " الذين يصلحون إذا فسد الناس، ولا يماروا
(!) في دين الله ولا يكفروا (!) أهل القبلة بذنب ". ثم رواه من طريق يحيى
ابن المتوكل قال: حدثتني أمي أنها سمعت سالم ابن عبد الله بن عمر - قال يحيى
وقد رأيت سالما يحدث - عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
فذكره إلى قوله " للغرباء " وزاد: " ألا لا غربة على مؤمن، ما مات مؤمنا "
وقال: " ورواه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر دون قوله " فطوبى
للغرباء " إلى آخره، ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم " ثم ساقه عن محمد بن زيد
بسنده، ومن حديث أبي حازم عن أبي هريرة إلى قوله " فطوبى للغرباء " وقال:
" رواه مسلم ". وقد روي الحديث بزيادة أخرى بلفظ: " إن الإسلام بدأ غريبا
وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال النزاع (1) من
القبائل ". رواه الدارمي (2 / 311 - 312) وابن ماجة (2 / 478) وأحمد
وابنه عبد الله (1 / 398) والبيهقي في " الزهد الكبير "(ق 24 / 2)
والبغوي في " شرح السنة "(1 / 10 / 2) عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا وقال البغوي: " هذا حديث صحيح ".
(1) قال البيهقي: " النزاع جمع نزيع ونازع وهو الغريب الذي نزع من أهله
وعشيرته وأراد بقوله " طوبى للغرباء " المهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله
عز وجل ". اهـ.