الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر عبد اللَّه بن محمّد بن ربيعة القداميّ في كتاب «1» فتوح الشام له أنّ خالد بن الوليد أرسله إلى أبي عبيدة يخبره بتوجّهه إليهم، وكان يقال له عمرو بن ذي النور.
وأخرج ابن سعد، من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: ثم رجع الطفيل بن عمرو إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان معه حتى قبض، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا، فلما فرغوا من طليحة ثم ساروا إلى اليمامة استشهد الطفيل بها، وجرح ابنه عمرو، وقطعت يده، ثم صحّ، فبينما هو عمر إذ أتي بطعام فتنحّى، فقال: مالك؟ لعلك تتحفّظ لمكان يدك؟
قال: أجل. قال: لا واللَّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، ففعل ذلك، ثم خرج إلى الشام مجاهدا، فاستشهد باليرموك.
وروينا في فوائد أبي طاهر الذّهليّ، من طريق محمد بن عبد الرحمن الأزدي، عمن أدرك من قومه، عن عمرو بن ذي النور
…
فذكر قصة السوط الّذي دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم لأبيه، فكان يستضيء به، وذلك قيل له ذو النور.
5895- عمرو بن طلق:
الجنيّ. ويقال عمرو بن طارق» .
أخرج الطّبرانيّ في الكبير، من طريق عثمان بن صالح، حدثني عمرو الجنيّ، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ سورة النجم، فسجد وسجدت معه.
وأخرج ابن عديّ من وجه آخر، عن عثمان بن صالح، قال: رأيت عمرو بن طلق الجنّي، فقلت له: هل رأيت رسول اللَّه «3» صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: نعم، وبايعته، وأسلمت، وصليت خلفه الصبح، فقرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين.
5896- عمرو بن طلق:
بن زيد بن أمية بن كعب «4» بن غنم بن سواد الأنصاري.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وذكروه فيمن شهد أحدا.
وقال أبو عمر: لم يذكره موسى بن عقبة في البدريين.
5897
-
عمرو «5» بن العاص
«6» :
بن وائل بن هاشم بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم بن
(1) في أ: في كتابه.
(2)
أسد الغابة ت (3967) ، الاستيعاب ت (1951) .
(3)
في أ: فقلت: رأيت رسول اللَّه.
(4)
أسد الغابة ت (3970)، الاستيعاب ت (1952) :.
(5)
من أول هنا بداية نسخة ل.
(6)
أسد الغابة ت (3971) ، مسند أحمد 4/ 202، طبقات ابن سعد 4/ 254، 7/ 493، نسب قريش 409، طبقات خليفة 147، 970، 2820، المحبر 77، 121، 177، تاريخ البخاري 6/ 303، المعارف 285، المستدرك 3/ 452، 455، المعرفة والتاريخ 1/ 323، تاريخ الطبري 4/ 558، مروج الذهب 3/ 212، الولاة والقضاة الفهرس جمهرة أنساب العرب 163، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، تاريخ بن عساكر 13/ 245، جامع الأصول 9/ 103، تهذيب الكمال 1038، الكامل 3/ 274، الحلة السيراء 1/ 13، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 30، تاريخ الإسلام 2/ 235، تهذيب التهذيب 3/ 101 مرآة الجنان 1/ 119، العقد الثمين 6/ 398 غاية النهاية (ت) 2455، تهذيب التهذيب 8/ 56، النجوم الزاهرة 1/ 113، خلاصة تهذيب الكمال 246، شذرات الذهب 1/ 53 حسن المحاضرة 1/ 224، البداية والنهاية 4/ 236، 238، 8/ 24، 27، المغازي 2/ 741.
عمرو بن هصيص «1» بن كعب بن لؤيّ القرشي السهمي، أمير مصر، يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا محمد.
أمّه النابغة، من بني عنزة، بفتح المهملة والنون.
أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان، وقيل بين الحديبيّة وخيبر، وكان يقول: أذكر اللّيلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب. وقال ذاخر المعافري «2» : رأيت عمرا على المنبر أدعج أبلج «3» قصير القامة.
وذكره الزّبير بن بكّار، والواقديّ بسندين لهما- أنّ إسلامه كان على يد النجاشي، وهو بأرض الحبشة.
وذكر الزّبير بن بكّار أنّ رجلا قال لعمرو: ما أبطأ بك «4» عن الإسلام وأنت أنت في عقلك؟ قال: إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدّم، وكانوا ممّن [يواري «5» حلومهم الخبال]«6» فلما بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأنكروا عليه فلذنا بهم «7» ، فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبّرنا فإذا حقّ بيّن، فوقع في قلبي الإسلام، فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه، فبعثوا إليّ فتى منهم، فناظرني في ذلك، فقلت: أنشدك اللَّه ربك وربّ من قبلك ومن بعدك، أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال: نحن أهدى. قلت: فنحن أوسع
(1) في أ، ل، ت، هـ: يقصص، وفي د: يعصيص.
(2)
في أ، ت، هـ، ل: المغاضري.
(3)
الدّعج والدّعجة: السواد في العين وغيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد، وقيل الدّعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية 2/ 119 أي مشرق الوجه مسفره النهاية 1/ 151.
(4)
في أ، ل، ت: ما بطأ بك.
(5)
في أ: يوازي.
(6)
في ل: يوازي خلوبهم الجبال، في خلوبهم الجبال، وفي ت: خلوبهم الجبال.
(7)
في أ: قلدناهم.
عيشا أم هم؟ قال: هم. قلت: فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا، وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء.
وقد وقع في نفسي أن الّذي يقوله محمد من أنّ البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حقّ، ولا خير في التمادي في الباطل.
وأخرج البغويّ بسند جيد، عن عمر «1» بن إسحاق أحد التابعين، قال: استأذن جعفر بن أبي طالب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في التوجه إلى الحبشة، فأذن له، قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص، قال: لما رأيت مكانه قلت: واللَّه لأستقلنّ لهذا ولأصحابه، فذكر قصتهم مع النجاشي، قال: فلقيت جعفرا خاليا فأسلمت. قال: وبلغ ذلك أصحابي فغنموني وسلبوني كلّ شيء، فذهبت إلى جعفر، فذهب معي إلى النجاشي فردّوا عليّ كلّ شيء أخذوه.
ولما أسلم كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يقرّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وولّاه غزاة ذات السلاسل، وأمدّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عمان، فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الّذي افتتح قنّسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية، وولّاه عمر فلسطين.
أخرج ابن أبي خيثمة من طريق الليث، قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد اللَّه أن يمشي على الأرض إلا أميرا.
وقال إبراهيم بن مهاجر، عن الشعبيّ، عن قبيصة بن جابر: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا [أبين قرآنا]«2» ، ولا أكرم خلقا، ولا أشبه سريرة بعلانية منه.
وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ: كان عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه يقول:
أشهد أنّ خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد، وكان الشعبي يقول: دهاة العرب في الإسلام أربعة، فعدّ منهم عمرا، وقال: فأما عمرو فللمعضلات.
وقد روى عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أحاديث.
روى عنه ولداه: عبد اللَّه، ومحمد، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو قيس مولى عمرو، وعبد الرحمن بن شماسة، وأبو عثمان النهدي، وقبيصة بن ذؤيب، وآخرون.
(1) في أ: عمير.
(2)
في أ: أثبت رأيا.
ومن مناقبه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أمّره كما تقدم.
وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة- رفعه: عمرو بن العاص من صالحي قريش، ورجال سنده ثقات، إلا أنّ فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة.
وأخرجه البغويّ، وأبو يعلى، من هذا الوجه، وزاد: نعم أهل البيت عبد اللَّه، وأبو عبد اللَّه، وأم عبد اللَّه.
وأخرجه ابن سعد بسند رجاله ثقات إلى ابن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة، وزاد- يعني عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
وأخرج أحمد بسند حسن عن عمرو بن العاص، قال: بعث إليّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك» ، ثم ائتني. فأتيته، فقال:«إنّي أريد أن أبعثك على جيش فيسلّمك اللَّه ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة» . فقلت: يا رسول اللَّه، ما أسلمت من أجل المال، بل أسلمت رغبة في الإسلام. قال:«يا عمرو، نعمّا بالمال الصّالح المرء الصّالح» «1» .
وأخرج أحمد، والنّسائيّ، بسند حسن، عن عمرو بن العاص، قال: فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا، ففعلت مثله، فخطب النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:«ألا يكون فزعكم إلى اللَّه ورسوله، ألا فعلتم كما فعل هذان الرّجلان المؤمنان» .
وولي عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب، وهو الّذي افتتحها، وأبقاه عثمان قليلا ثم عزله، وولّى عبد اللَّه بن أبي سرح، وكان أخا عثمان من الرضاعة، فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر، ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين عليّ ومعاوية، فلحق بمعاوية، فكان معه يدبّر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين، ثم سار في جيش جهّزه معاوية إلى مصر، فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الّذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها، ثم اختلفوا فقيل بستّ، وقيل بثمان، وقيل بأكثر من ذلك، قال يحيى بن بكير: عاش نحو تسعين سنة. وذكر ابن البرقي، عن يحيى بن بكير، عن الليث: توفّي وهو ابن تسعين سنة.
قلت: قد عاش بعد عمر عشرين سنة. وقال العجليّ: عاش تسعا وتسعين سنة. وكان
(1) أخرجه أحمد 4/ 197 والبخاري في الأدب (299) والحافظ ذكره في الفتح 8/ 75.