الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من وجه آخر عن أم الهيثم، لكن قال في نسبها فضالة بن معاوية بن ربيعة الجشمي.
ويمكن الجمع بين هذا الاختلاف بأن عبد اللَّه سقط من رواية الطبراني، كما سقط أبو بكر من رواية ابن السكن وغيره، ويكون أبو بكر اسمه معاوية، وقد أورد ابن فتحون هذا الحديث مستدركا به على أبي عمر في ترجمة «1» معاوية معتمدا على هذه الرواية، ولا معنى لاستدراكه لاتّحاد المخرج. واللَّه أعلم.
4586- عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق
«2» :
وهو عبد اللَّه بن عبد اللَّه، بن عثمان، وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: مات قبل أبيه.
وثبت ذكره في البخاري في قصة الهجرة عن عائشة، قالت: وكان عبد اللَّه بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش وهو غلام شابّ فطن، فكان يبيت عندهما ويخرج من السحر فيصبح مع قريش.
وذكر الطّبريّ في «تاريخه» أن عبد اللَّه بن أريقط الدئلي الّذي كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع بعد أن وصل النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أخبر عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة، فخرج عبد اللَّه بعيال أبي بكر، وصحبتهم طلحة بن عبيد اللَّه حتى قدموا المدينة.
وقال أبو عمر: لم أسمع له بمشهد إلا في الفتح وحنين والطائف، فإن أصحاب المغازي ذكروا أنه رمي بسهم، فجرح ثم اندمل ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة.
وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة: أتخافون أن تكونوا دفنتم عبد اللَّه بن أبي بكر وهو حي، فاسترجعت، فقالت «3» : أستعيذ باللَّه.
(1) في أ: مستدركا له على أبي عمر في ترجمته.
(2)
أسد الغابة ت (2843) ، الاستيعاب ت (1492) ، التاريخ الصغير 1/ 300، عنوان النجابة 113، تاريخ الإسلام 3/ 49، تجريد أسماء الصحابة 1/ 300، البداية والنهاية 6/ 338، الأعلام 4/ 99، التاريخ الكبير 3/ 2- 5/ 2، الطبقات 18، بقي بن مخلد 666، 777، الطبقات الكبرى 1/ 229، 238- 2/ 158، 281، 287، 3/ 112، 173، 201- 8/ 62، 165، 265، 266، الوافي بالوفيات 17/ 85.
(3)
في ط: فقال.
ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر: هل فيكم من يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد: أنا بريته ورشته، وأنا رميت به. فقال: الحمد للَّه، أكرم [اللَّه]«1» عبد اللَّه بيدك ولم يهنك بيده، قال: ومات بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، وفيهم الهيثم بن عدي وهو واه، قالوا: لما مات نزل حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وكان يعدّ من شهداء الطّائف.
قال المرزباني في معجم الشّعراء: أصابه حجر في حصار الطّائف فمات شهيدا، وكان قد تزوّج عاتكة وكان بها معجبا فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلّقها فطلّقها ثم ندم فقال:
أعاتك لا أنساك ما ذرّ شارق
…
وما لاح نجم في السّماء محلّق
لها خلق جزل ورأي ومنصب
…
وخلق سويّ في الحياة ومصدق
ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها
…
ولا مثلها في غير شيء تطلّق
[الطويل] وله فيها غير هذا.
فرّق له أبو بكر، فأمره بمراجعتها (فراجعها)«2» ومات وهي عنده، ولها مرثية.
روى البخاريّ في «تاريخه» من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري أنّ عبد اللَّه بن أبي بكر كان تزوّج «3» عاتكة بنت زيد بن عمرو أخت سعيد بن زيد وأنه قال لها عند موته: لك حائطي ولا تزوّجي «4» بعدي. قال: فأجابته إلى ذلك. فلما انقضت عدّتها خطبها عمر فذكر القصة في تزويجه.
ورواه غيره، فذكر معاتبة عليّ لها على ذلك.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كفن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بردي حبرة حتى مسّا جلده ثم نزعهما، فأمسكهما عبد اللَّه ليكفّن فيهما، ثم قال: وما كنت لأمسك شيئا منع اللَّه رسوله منه فتصدق بهما.
ورواه البخاريّ من وجه آخر، عن عروة. وأخرجه الحاكم في المستدرك، وهو عند أحمد في مسند عائشة رضي الله عنها ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة عن هشام،
(1) ليس في أ.
(2)
ليس في أ.
(3)
في أ: كان زوج عاتكة.
(4)
في أ: ولا تتزوجي.