الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزية، ظنه الّذي قبله، ولم يذكر لذلك مستندا، وكأنه لما رأى بعضهم استدركه على ابن عبد البر ظنه صاحب الحديث، لكن لم يردّه جزم ابن السكن بأن عبد الرحمن بن عمرو بن غزيّة ليست له رواية، ولم ينسب ابن الأثير تخريجه إلا لأبي موسى، وأبو موسى لما ذكره لم يزد على قوله: أورده الطبراني، ثم ساق الحديث من طريق الطبراني، ليس فيه تسمية والد عبد الرحمن ولا جدّه.
وقد أخرجه الباورديّ وابن شاهين في الصحابة، وأورداه والطبراني من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، أحد الضعفاء، عن محمد بن علي بن أبي جعفر، أنه حدّثه عن عمرو بن عمرو بن محصن الأنصاري، عن عبد الرحمن الأنصاري، أحد بني النجار، قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «من اقتراب السّاعة كثرة المطر، وقلّة النّبات، وكثرة القرّاء، وقلّة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلّة الأمناء» .
5193- عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني
«1» :
وقيل ابن عميرة، بالتصغير، بغير أداة كنية، وقيل ابن عمير، مثله بلا هاء، ويقال فيه القرشي.
قال أبو حاتم وابن السّكن: له صحبة، ذكره البخاري، وابن سعد، وابن البرقي، وابن حبان، وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة. وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذين نزلوا حمص، وكان اختارها.
وقال ابن حبان: سكن الشام «2» ، وحديثه عند أهلها.
وأخرج التّرمذيّ والطبرانيّ وغيرهما، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، وكان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية:«اللَّهمّ علّمه الكتاب والحساب، وقه العذاب» . لفظ الطبراني.
ولفظ الترمذي: اللَّهمّ اجعله هاديا مهديّا، واهد به.
وأخرج ابن قانع، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، أنه سمعه يحدّث عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نحو اللفظ الثاني.
(1) أسد الغابة ت (3368) ، الاستيعاب ت (1453) ، الثقات 3/ 252، تجريد أسماء الصحابة 1/ 353، تقريب التهذيب 1/ 493، الجرح والتعديل 5/ 273، تهذيب التهذيب 6/ 243، التاريخ الكبير 5/ 240، تهذيب الكمال 2/ 808، خلاصة تذهيب 2/ 147، الكاشف 2/ 179- بقي بن مخلد 355.
(2)
في أ: وقال ابن حبان: سكن الشام.
وأخرجه البخاريّ في «التاريخ» ، قال: قال لي أبو مسهر
…
فذكره بالعنعنة، ليس فيه: وكان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وذكره من طريق مروان، عن سعيد، فقال فيه: سمع عبد الرحمن، سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد: روى الوليد بن مسلم، عن شيخ من أهل دمشق، عن يونس بن ميسرة بن حلبس: سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون في بيت المقدس بيعة هدى» .
وله حديث آخر أخرجه أحمد من طريق جبير بن نفير «1» ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة- أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:«ما في النّاس نفس مسلمة يقبضها ربّها تحبّ أن ترجع إليكم. وإنّ لها الدّنيا وما فيها، إلّا الشّهيد» .
وأخرجه ابن أبي عاصم، وابن السّكن، من طريق سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللَّه البحراني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، قال: خمس حفظتهنّ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا صفر «2» ، ولا هامة، ولا عدوى، ولا يتمّ شهران ستّين يوما، ومن أخفر «3» ذمّة اللَّه لم يرح رائحة الجنّة» «4» .
وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة. فعجب من قول ابن عبد البر: حديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبت أحاديثه، ولا تصحّ صحبته.
وتعقبه ابن فتحون، وقال: لا أدري ما هذا، فقد رواه مروان بن محمد الطاطري، وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد- أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول.
قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين، وفات ابن فتحون أن يقول: هب أنّ هذا الحديث الّذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علّة الانقطاع، فما يصنع في بقية الأحاديث
(1) في أ: جبير بن سفيان.
(2)
كانت العرب تزعم أن في البطن حيّة يقال لها الصّفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك، وقيل: أراد به النسيء الّذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وهو تأخير المحرّم إلى صفر، ويجلعون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله. النهاية 3/ 35.
(3)
يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. النهاية 2/ 53.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 216، والهيثمي في الزوائد 5/ 104 عن علي بلفظه وقال رواه أبو يعلى وفيه ثعلبة بن يزيد الحماني وثقه النسائي وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.