الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن علقمة عن ابن عائذ، قال: عمرو بن معاوية: كنت ملزقا ركبتي بفخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
5983- عمرو بن معبد
بن الأزعر بن زيد بن العطاف «1» بن ضبيعة الأنصاري الأوسي.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وذكره موسى بن عقبة أيضا، لكن قال: عمير، بالتصغير.
5984- عمرو بن معديكرب
«2»
بن عبد اللَّه بن عمرو بن عصم بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه «3» ، وهو زبيد الأكبر، ابن صعب بن سعد العشيرة الزبيدي الشاعر الفارس المشهور. يكنى أبا ثور.
قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهلية، وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن.
قال ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قدم عمرو بن
(1) أسد الغابة ت (4031) ، الاستيعاب ت (1980) .
(2)
أسد الغابة ت (4032) ، الاستيعاب ت (1981) ، 134- المحبر لابن حبيب 261- و 303، سيرة ابن هشام 4/ 226، 227- ترتيب الثقات لابن العجليّ- 371، الثقات لابن حبان 7/ 378، المعرفة والتاريخ 1/ 332، مروج الذهب طبعة الجامعة اللبنانية 7771. و 1072، 1548 و 1563 و 1567 و 1573 و 2490 و 3520، المحاضرات لراغب الأصفهاني 2/ 373، ثمار القلوب 497، البدء والتاريخ 3/ 185، الهفوات النادرة 9، جمهرة أنساب العرب 411، عيون الأخبار 1/ 127، 129، تاريخ الطبري 3/ 132- 134، وانظر فهرس الأعلام 10/ 356، فتوح البلدان 142، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 146- ربيع الأبرار 1/ 334 و 4/ 16 و 318، الخراج وصناعة الكتابة 359، الأخبار الموفقيات 166، التاريخ الصغير 24، التاريخ الكبير 6/ 367، الجرح والتعديل 6/ 260، تاريخ خليفة 93 و 132 و 148، وطبقاته 74 و 190، المعارف 106، الشعر والشعراء 1/ 289- 291، الأغاني 15/ 208، 245، المؤتلف 156، معجم الشعراء للمرزباني 208، وفيات الأعيان 2/ 15، السمط الثمين 63، خزانة الأدب 1/ 422، العقد (انظر فهرس الأعلام 71/ 140، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 2/ 33، الزيارات 69 و 98- الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 260، التذكرة الحمدونية 1/ 272، الوفيات لابن قنفذ 49، 50، سرح العيون 243، الحور العين 110، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 95، 96، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 16، 141، المنازل والديار 2/ 288، لباب الآداب 180- 182، الكمال في الأدب للمبرد 1/ 363- تاريخ الإسلام 1/ 98.
(3)
في أ: شيبة.
معديكرب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم، [وله قصة]«1» مع قيس بن المكشوح المرادي.
وذكر ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة ابن خزيمة، قال: قال عمرو بن معديكرب لقيس بن مكشوح حين انتهى إليهم أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم: قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا فلن يخفى علينا.
فأتى قيس «2» فركب عمرو إلى المدينة، فنزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأجازه النبيّ صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى قومه، فأقام فيهم مسلما مطيعا، وكان عليهم فروة بن مسيك، فلما مات النبيّ صلى الله عليه وسلم ارتد عمرو.
وذكر ذلك سيف في كتاب «الرّدّة» وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عمرو بن معديكرب، فأرسله إلى أبي بكر، فعاود الإسلام.
قال الخطيب في «المتّفق والمفترق» : يقال: إنّ له وفادة: وقيل لم يلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته، وحضر القادسية، وأبلى فيها.
وروينا «3» في مناقب الشّافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، [حدثنا]«4» الشافعيّ، قال: وجّه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليّا، وخالد بن سعيد، إلى اليمن، فبلغ عمرو بن معديكرب ما قيل في جماعة من قومه، فقال لهم: دعوني آت هؤلاء القوم، فإنّي لم أسمّ لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما قال: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب، فابتدراه، كلّ منهما يقول خلّني وإياه. فقال عمرو: العرب تفزّع بي، وأراني لهؤلاء جزرا «5» ، فانصرف.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق خلاد بن يحيى، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، قال: بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال له:«إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم» ،
فمرّ ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معديكرب فكلمه فيهم، فوهبهم إياه، فوهب له عمرو سيفه الصّمصامة، فتسلّحه خالد [بن سعيد]«6» ، فقال له عمرو:
على صمصامة السيف السلام
(1) في أ: وذكر له قصة.
(2)
في أ: قال قيس.
(3)
في أ: وقد روينا.
(4)
في أ: قال لنا.
(5)
في أ: حرزا.
(6)
سقط في أ.
في أبيات له.
ومدح عمرو بن معديكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد.
وشهد عمرو فتوح الشام، وفتوح العراق، فقال ابن عائذ في المغازي: سمعت أبا مسهر يحدّث عن محمد بن شعيب، عن حبيب، قال: قال مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله «1» ، ثم انهزموا وتبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم «2» . فنزل ودعا بالجفان، ودعا من حوله، فقلت: من هذا؟ قيل:
عمرو بن معديكرب.
وقال الهيثم بن عديّ: أصيبت عينه يوم اليرموك.
وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وابن عائذ، وابن السّكن، وسيف بن عمر، والطّبرانيّ، وغيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمرّ على الصفوف، ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسودا أشدّاء، فإنّ الفارس «3» إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشّابة، فأصاب سية قوسه، فحمل عليه عمرو فطعنه فدقّ صلبه، ونزل إليه فأخذ سلبه.
وأخرجها ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، وفي آخرها: إذا جاءته نشّابة فأصابت قربوس سرجه، فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين، ثم احتزّ رأسه، وقال: اصنعوا هكذا.
وروى الواقديّ من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنحّوهم عنه.
ورأيت في ديوانه، رواية أبي عمرو الشيبانيّ، من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها:
والقادسيّة حين زاحم رستم
…
كنّا الكماة نهرّ كالأشطان
ومضى ربيع «4» بالجنود مشرّقا
…
ينوي الجهاد وطاعة الرّحمن «5»
[الكامل]
(1) في أ: فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فقتله،....
(2)
في أ: خباء له عظيم.
(3)
في أ: الفارسيّ.
(4)
ربيع هو ابن زياد الحارثي.
(5)
انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 162.
وأخرج «1» الطّبرانيّ عن محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كتب عمرو إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد.
وذكر ابن سعد عن الواقديّ، عن ربيعة، عن عثمان: لما ولي النعمان بن مقرّن كتب إليه لما توجه إلى نهاوند: إن في جندك عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد، فأحضرهما وشاورهما في الحرب.
وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق مغيرة بن مقسم، قال:
كتب عمر إلى سعد وإلى النعمان بن مقرّن [فذكر] نحوه، وزاد وجرير «2» بن عبد اللَّه البجلي، وعلباء بن الهيثم.
وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن عبد الملك نحو الأول، وزادوا: لا تعطهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
وقال ابن عائذ: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا جابر بن يحيى القارئ، قال:
لما افتتح سعد العراق [ودرّ له]«3» الخراج أوفد عمرو بن معديكرب إلى عمر يذكر له شجاعته، وحسن مؤازرته.
وقال البخاريّ في «تاريخه» : حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن أبي عمران، عن علقمة بن عبد اللَّه بن معقل بن يسار، قال: بعث عمر النعمان بن مقرن إلى نهاوند، وبعث معه عمرو بن معديكرب.
وأخرج ابن سعد والبغويّ، والهيثم بن كليب، والزبير في الموفقيات، والطبراني، وابن مندة، من طريق شرقي بن قطامي، عن أبي طلق الغامدي، عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معديكرب، قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا:
لبيك تعظيما إليك عذرا
…
هذي زبيد قد أتتك قسرا «4»
يقطعن خبتا وجبالا وعرا
[الرجز]
(1) في أ: وزاد وجرير.
(2)
في أ: وزاد وجرير.
(3)
في أ: ودركه.
(4)
ينظر والبيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) .
الحديث، وفيه: وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة، ونقف ببطن محسّر «1» يمنة عرفة، فرقا من أن يتخطّفنا الجن،
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أجيزوا «2» بطن عرفة، فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» «3» . قال: فعلّمنا النبيّ صلى الله عليه وسلم التلبية: لبيك اللَّهمّ لبيك
…
إلى آخرها.
لفظ الطبراني.
وقال في «الأوسط» : لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن محمد بن الصلت، عن محمد بن زياد، فخالف السند الأول، فقال عن شرقي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت عمرو بن معديكرب. وابن الصلت متروك.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن شرحبيل، كذا قال عمرو بن شمر فيهما.
قال عبد الغنيّ بن سعيد: اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة، وله حديث آخر في فضل بسم اللَّه الرحمن الرحيم موقوف، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، والدينَوَريّ في المجالسة بسندين كلّ منهما واه- أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب، فذكره.
وأخرج الدّولابيّ عن أبي بكر الوجيهي، عن أبيه، عن أبي صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند، فقتل النعمان بن مقرّن، ثم انهزم المسلمون. وقاتل عمرو بن معديكرب يومئذ حتى كان الفتح [فأثبتته] الجراحة فمات بقرية روذة «4» .
قال الوجيهيّ: وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي:
الطويل
لقد عادت الرّكبان حين تحمّلوا
…
بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا
فقل لزبيد بل لمذحج كلّها
…
رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا»
ومن طريق خالد بن قطن، حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب: كان قد رقد،
(1) بطن محسّر: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو 4/ 690 وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث: المزدلفة كلها موقف إلّا وادي محسّر. انظر معجم البلدان 1/ 533.
(2)
في أ: أخبروا.
(3)
أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12420 وعزاه إلى البغوي وابن مندة وابن عساكر.
(4)
روذة: محله بالريّ، وقيل قرية من قراها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 640.
(5)
ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1981) .
فلما أرادوا الرحيل أيقظوه، فقام، وقد مال شقّه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فقالت امرأته الجعفرية
…
فذكر البيتين.
وقال المرزبانيّ: مات في خلافة عثمان بالفالج. وقد جاوز المائة بعشرين سنة، وقيل بخمسين.
وحكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إمّا قتيلا وإما عطشا. وقيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين.
قلت: وقيل: إنه عاش بعد ذلك، ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا، من طريق جويرية بن أسماء، قال: شهد صفّين غير واحد أبناء خمسين ومائة، منهم عمرو بن معديكرب.
وأخرج أحمد بن سيار، وعمرو بن شبّة، من طريق رميح بن هلال، عن أبيه: رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة، أعظم ما يكون من الرجال، أجشّ الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: شهد عمرو بن معديكرب القادسية، وهو ابن مائة وست سنين. وقيل مائة وعشرة.
وقال أبو عمر: كان شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها:
أمن ريحانة الدّاعي السّميع
…
يؤرّقني وأصحابي هجوع
[الوافر] يقول فيها:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
…
وجاوزه إلى ما تستطيع «1»
[الوافر] وهو فحل في الشجاعة والشعر.
قال عمرو بن العلاء: لا يفضل عليه [فارس في العرب]«2» ، وهو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها:
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) ، والأصمعيات 172، 174، والأغاني 14/ 32.
(2)
في أ: شعراء العرب.