الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل أَبْرَهة]
146 - أَبْرَهَة بن شُرَحْبِيل بن أَبْرَهَة بن الصبَّاح الأَصبَحيّ الحِمْيري
(1)، قال في "الإصابة" نقلاً عن "أنساب الرُّشاطي" أنه وفد على رسول الله عليه السلام ففرش له رداءه وإنه كان بالشام يعدُّ من الحكماء ويروي عن النبي عليه السلام أحاديث. انتهى.
وأما جده فذكروا أنه الثاني والأربعون من أَقْيَال (2) اليمن، يُدعى بشَيْبَة الحَمْد، ملك ثلاثاً وتسعين (3) سنة. وفي "الإصابة" أيضاً أنه كان من الصحابة سكن مكة.
وأَبْرَهةُ رجلٌ (4) آخر من الأصحاب، أحد الثمانية الشاميين الذين وفدوا مع جعفر انتهى والظاهر أن شيبة الحمد ليس جده والله أعلم.
147 - أَبْرَهَة الأَشْرَم الحَبَشيّ، صاحب الفيل
(5)، تولى اليمن من قبل النجاشي بعد ملوك حِمْيَرَ تغلباً على أَرْيَاط بن أضحم (6) نائب النجاشي، فإنه تبارز معه على أن يكون الأمر للغالب، فرفع أرياط الحربة يريد يافوخه فوقعت على جبهته فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته، فبذلك لُقِّبَ الأشرم، ثم وثب غلامه عَثْوَرَة على أَرْيَاط من خلفه فقتله وأرسل أبرهة بالهُدنة إلى النجاشي يعترف له بالعبودية، ثم إنه رأى أن الناس يتجهّزون أيام الموسم للحج، فقال: لأبنينَّ لكم خيراً منه، فبنى كنيسة بصنعاء وسَمّاها القُلَّيْس (7) وحلاّها بالذهب والفضة وكتب إلى النجاشي يعلمه بما فعل ويستأذنه بصرف الحج إليها، فخرج رجل من كنانة فجاء ليلة بعذرة فلطخ قبلتها، فأغضبه ذلك، فحلف ليهدمنَّ الكعبة وسار بجيش ومعه فيلة، منها فيل أبيض
(1) ترجمته في "الإصابة في تمييز الصحابة"(1/ 16) و"تجريد أسماء الصحابة"(1/ 3) و"الأعلام"(1/ 82).
(2)
جاء في "لسان العرب"(قيل): الملك من ملوك حِمْيَر يتقيل من قبله من ملوكهم وجمعه أقيال وقُيُول.
(3)
انظر "المعارف" لابن قتيبة (636) وفيه أنه ملك ثلاثاً وسبعين سنة.
(4)
انظر "الإصابة"(1/ 17).
(5)
ترجمته في "المعارف"(638) و"فذلكة" ورق (71 ب).
(6)
في "تاريخ الطبري"(2/ 137): "أرياط أبو أصحم".
(7)
انظر خبرها في "آثار البلاد وأخبار العباد"(52).
يقال له محمود، فلما تهيأ للدخول وقَدَّم الفيل، فكان كلما وجّهوه إلى الحرم برك وإذا وجّهوه إلى جهة أخرى هَزوَلَ، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل فأهلكهم كما ذكر في القرآن (1)، وأصيب أَبْرَهَةُ في جسده فتساقط أنامله حتى قدموا به صنعاء وهو كفرخ الطّير، فهلك. من التواريخ.
* * *
(1) وذلك في قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبايبل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول} [الفيل: 1 - 5].