الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الصحيحين أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة (1).
وكان غزا خراسان في زمن عثمان، ثم تحول إلى مرو (2) فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية. كذا في "الإصابة".
1088 - بُزُرجِمهْر الحكيم المشهور من حكماء الشرق
(3)، استوزره أنوشروان ثم طرده وحبسه، ثم أخرج وأعيد إلى قصره ولم يزل على حاله إلى أن كفَّ بصره وضعف جسمه ومات. وله أخبار طويلة مذكورة في المفصَّلات.
1089 - أبو عبد الرحمن بُسر بن أرطاة، أو ابن أبي أرطاة، عُمَير بن عُويمر بن عِمْرَان القُرَشي العَامِري
(4)، المتوفى سنة ست وثمانين واختلف في صحبته، شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية وكان وجَّهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين وأمره أن ينظر من كان في طاعة عليٍّ فيوقع بهم، ففعل ذلك وكان يلي لمعاوية الأعمال وله أخبار شهيرة. كذا في "الإصابة".
1090 - عُمْدَةُ الشعراء أبو معاذ بَشَّار بن بُرْد [بن] يَرْجُوخ العُقَيْليّ بالولاء الشاعر المشهور الأعمى، الملقب بالمرعَّثْ
(5)، المتوفى مضروباً في البطيحة (6) بالقرب من البصرة سنة سبع وستين ومائة، وقد نَيَّف على تسعين سنة.
ذكر أبو الفرج في "الأغاني" من أحواله فصولاً كثيرة وهو بصري قدم بغداد وأصله من طُخَارسْتَان، من سبي المُهَلّب ويقال إنه ولد على الرّق وكان بُرد مولى لأم الظِّباء السدوسية
(1) رواه البخاري رقم (4473) ومسلم رقم (1814).
(2)
هي مرو الشاهجان وهي مرو العظمى، أشهر مدن خراسان وقصبتها. نصَّ عليه أبو الحاكم أبو عبد الله في "تاريخ نيسابور" مع كونه ألَّف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة والنسبة إليها مروزي على غير قياس. انظر "معجم البلدان"(5/ 112) و"الأمصار ذوات الآثار"(83).
(3)
ترجمته في "مروج الذهب"(1/ 305) و"نثر الدر"(7/ 65).
(4)
ترجمته في "الاستيعاب"(1/ 291) و"أسد الغابة"(3/ 213) و"سير أعلام النبلاء"(3/ 409) و"الوافي بالوفيات"(1/ 129 - 133) و"الإصابة"(1/ 243) و"الأعلام"(2/ 51). وكان من صغار الصحابة الكرام له عن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حديث: "لا تُقْطَعُ الأَيدي في الغَزْو" وحديث "اللهم أحسن عَاقبتنا في الأمور كُلِّها وأَجِرْنَا مِنْ خِزي الدُّنيا وعَذَابِ الآخرة" وهما عند الإمام أحمد في "المسند"(4/ 181).
(5)
ترجمته في "طبقات ابن المعتز"(21) و"الأغاني"(3/ 20) و"تاريخ بغداد"(7/ 114) و"الموشح"(246) و"وفيات الأعيان"(1/ 271) و"الوافي بالوفيات"(10/ 135 - 144) و"نكت الهميان"(125) و"شذرات الذهب"(2/ 301) و"الأعلام"(2/ 52).
(6)
في الأصل: (البطيحية) وهو تحريف صححناه من مصادره. والبطيحة أرض واسعة بين واسط والبصرة، انظر "معجم البلدان"(1/ 450).
واعتقته امرأةٌ عقيلية فنسب إليها وكان أكمه (1) ولد أعمى جاحظ الحدقتين، قد تَغَشَّاهُمَا لحم أحمر.
وكان ضخماً، عظيم الخلق والوجه، مجدراً، طويلاً أقبح الناس عمىً، وهو في أول مرتبة المُحْدَثين من الشعراء، المجيدين بإجماع الرُّواة (2) ورئاسته عليهم من غير خلاف واشتهر بالمدح والهجاء وأخذ الجوائز السَّنية من الخلفاء وقال الشعر وهو ابن عشر سنين وكان كثير التلون، شديد التعصب للعجم وإذا أراد الإنشاء صفّق بيديه وتنحنح وبصق يميناً وشمالاً ويأتي بالعجب.
وكان يمدح المهدي بن المنصور ورمي عنده بالزَّنْدَقَة فضربه سبعين سوطاً فمات. ذكره ابن خلِّكان. وشعره كثير مشهور.
1091 -
بِشْر (3) بن البَرَاء بن مَعْرُور (4)، صحابي ابن صحابي، شهد العقبة مع أبيه وشهد بدراً وما بعدها ومات بعد خيبر من أكلةٍ أكلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة. وروى عن النبي عليه السلام أنه سَمَّاه سَيِّدَ بني سلمة (5). ذكره في "الإصابة".
(1) في الأصل (أكمهاً). والأكمه: الذي ولد أعمى كما ذكر المؤلف. انظر "لسان العرب"(كمه).
(2)
فمن شعره في المشورة وهو من أحسن ما قيل في ذلك:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
…
بحزم نصيح أو نصاحة حازمِ
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة
…
فريش الخوافي تابع للقوادمِ
وما خير كفٍّ أمسك الغُلُّ أختها
…
وما خير سيف لم يؤيد بقائمِ
ومن شعره البيت السائر المشهور:
هل تعلمين وراء الحب منزلة
…
تدني إليك فإن الحب أقصاني
ومن شعره المشهور قوله:
يا قوم أُذني لبعض الحي عاشقة
…
والأُذن تعشق قبل العين أحياناً
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم
…
الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وقد رماه بالزندقة أيضاً ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب"(2/ 301) وقال: قيل: كان يفضِّلُ النار على الطين ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم ويُنسب إليه هذا البيت:
الأرض مظلمةٌ والنار مُشْرقَةٌ
…
والنار معبودةٌ مُذْ كانتِ النارُ
وقال: قال ابن قاضي شهبة: "زنادقة الدنيا أربع: بشّار بن بُرد وابن الراوندي وأبو حيَّان التوحيدي وأبو العلاء المَعَرِّي".
(3)
ضبط المؤلف اسمه على هامش الأصل الأصل فقال: "بكسر الباء وسكون الشين".
(4)
ترجمته في "الاستيعاب"(1/ 310) و"أسد الغابة"(1/ 218) و"سير أعلام النبلاء"(1/ 269) و"الوافي بالوفيات"(10/ 145) و"الإصابة"(1/ 150).
(5)
قطعة من حديث ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" وابن الأثير في "أسد الغابة" دون سند والحاكم في "المستدرك" مسنداً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وصححه ووافقه الذهبي وليس كما قالا، فإن فيه محمد بن يعلى السُّلمي لم يخرج له مسلم وهو ضعيف. قال البخاري فيه: ذاهب الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعَّفه العقيلي والساجي. وقال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. وقد استوفى الحافظ ابن حجر الكلام على هذا الحديث في "الإصابة"(1/ 248) في ترجمة (بشر بن البراء).