الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْنُسَ البَزَّاز بهَرَاة، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَلُّويه الدَّقَّاق، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالُوْيَه المُزَكِّيُّ، وَالوَزِيْر أَبُو الفَضْلِ البَلْعمِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَن الجَرَوِيّ، وَمَنْصُوْر بن مُحَمَّدٍ البَزْدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الحَامِض، وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْدُوَيه المَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظ بنُ بَدْرَان، أَخْبَرْنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُسْلِم، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مَطَر، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْح، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله عز وجل:{لَا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوْء مِنَ القَوْل إِلَاّ مَنْ ظُلِمَ} (1) .
قَالَ: ذَلِكَ فِي الضِّيَافَة، إِذَا أَتيتَ رَجُلاً، فَلَمْ يُضفْك، فَقَدْ رُخِّص لَكَ أَنْ تَقُولَ (2) .
132 - الفَرْغَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ *
شَيْخُ الصُّوْفِيَّة، الأُسْتَاذ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَرْغَانِيُّ (3)
(1) النساء: 148.
(2)
رواه ابن إسحاق فيما قاله ابن كثير 1 / 571 عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: هو الرجل ينزل بالرجل، فلا يحسن ضيافته، فيخرج فيقول: أساء ضيافتي ولم يحسن، وفي رواية: هو الضيف المحول رحله، فإنه يجهر لصاحبه بالسوء من القول، وكذا روي عن غير واحد، عن مجاهد نحو هذا.
(*) تاريخ ابن عساكر: 15 / 59 آ - 61 ب، العبر: 2 / 310، طبقات الأولياء: 302 - 305، النجوم الزاهرة: 3 / 279 - 280، شذرات الذهب: 2 / 329.
(3)
بفتح الفاء، وسكون الراء، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى " فرغانة "، وهي ولاية وراء الشاش، وراء جيحون وسيحون. " الأنساب ": 9 / 274 - 275.
أُسْتَاذ أَبِي بَكْرٍ الدُّقِّيِّ (1) ، كَانَ مِنَ المجتهدينَ فِي العِبَادَةِ.
قَالَ الدُّقِّي: مَا رَأَيْتُ مَنْ يُظهر الغِنَى مثلَه، يَلْبَسُ قمِيصين أَبيضين، وَرِدَاءً وَسرَاويل وَنَعْلاً نظيفاً، وَعِمَامَةً، وَفِي يَدهِ مِفْتَاح، وَلَيْسَ لَهُ بَيْتٌ، بَلْ ينطرحُ فِي المَسَاجِدِ، وَيطوِي الخمسَ ليَالِي وَالسّتّ (2) .
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرُّسْتُمِيّ: كَانَ الفَرْغَانِيُّ نسيجَ وَحْدِه، مَعَهُ كوز، فِيْهِ قَمِيْصٌ رقيقٌ، فَإِذَا أَتَى بَلَداً لَبِسَه، وَمَعَهُ مِفْتَاح منقوشٌ يطرحهُ إِذَا صَلَّى بَيْنَ يَدَيْهِ، يوهِم أَنَّهُ تَاجر.
عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ بَكْر: حَدَّثَنَا الدُّقِّيّ، سَمِعْتُ الفَرْغَانِيَّ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ دير طور سِينَاء، فَأَتَانِي مُطرَانهُم بِأَقوَامٍ كَأَنَّهُم نُشرُوا مِنَ القُبُوْر.
فَقَالَ: هَؤُلَاءِ يَأْكُلُ أَحَدُهُم فِي الأُسْبُوْع أَكلَة يفخرُوْنَ بِذَلِكَ.
فَقُلْتُ: كم صَبْرُ كبيرِكُم هَذَا؟
قَالُوا: ثَلَاثِيْنَ يَوْماً.
فَقَعدتُ فِي وَسطِ الدَّير أَرْبَعِيْنَ يَوْماً لَمْ آكل وَلَمْ أَشربْ (3) .
فَخَرَجَ إِلَيَّ مُطْرَانهُم وَقَالَ: يَا هَذَا قُمْ، أَفسدتَ قُلُوْبَ هَؤُلَاءِ.
فَقُلْتُ: حَتَّى أُتِمَّ سِتِّيْنَ يَوْماً، فَأَلَحُّوا فَخَرَجت (4) .
تُوُفِّيَ الفَرْغَانِيُّ سَنَة إِحْدَى وَثَلَاثِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
(1) هو محمد بن داود، الدقي، من كبار الصوفية، توفي بالشام سنة / 360 / هـ. انظر " طبقات الصوفية ": 448 - 450.
(2)
" طبقات الأولياء ": 303.
(3)
لا يعقل أن يبقى الإنسان حيا إذا امتنع أربعين يوما عن الطعام والشراب، وقد شاهدنا في عصرنا غير واحد قد صام أربعين يوما عن الطعام دون الشراب طلبا للاستشفاء، وتحت إشراف الاطباء، وسواء أصحت هذه الحكاية أم لم تصح، فليس هذا مما يحمده الإسلام ويرغب فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ويفطر.
(4)
" النجوم الزاهرة ": 3 / 279 - 280، وما بين حاصرتين منه.