الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَعِيْد، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ فِي دعَائِه: (اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعوذُ بِك مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّة وَالذِّلَّة، وَأَعوذُ بِك مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ (1)) .
إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
أَخْرَجَه الحَاكِمُ فِي (المُسْتَدْرك) .
وَرَوَاهُ: أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُوْسَى عَلَى المُوَافقَة.
وَرَوَاهُ: التِّرْمِذِيّ نَازلاً عَنْ حَمَّاد، وَلَهُ عِلَّة مِنْ أَجلهَا لَمْ (2) يُخرِجه مُسْلِم.
رَوَاهُ النَّسَائِيّ (3) مِنْ وُجُوه: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ المَذْكُوْر، فَقَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بنِ عيَاض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
277 - أَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْهُ حَسَّانُ بنُ مُحمَّدٍ *
الإِمَامُ الأَوْحدُ، الحَافِظُ، المُفْتِي، شَيْخُ خُرَاسَان، أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ هَارُوْنَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، العَابِدُ.
(1) هو في " المستدرك " 1 / 540، وصححه، ووافقه الذهبي، وأخرجه أبو داود (1544) ، والبيهقي 7 / 12 وأحمد 2 / 305 و325، والنسائي 8 / 261، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2443) .
ولم أجده في سنن الترمذي بعد البحث الشديد، وما أعلم أحدا من المحدثين نسبه إليه غير المؤلف. فلعله وهم منه رحمه الله.
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
8 / 266، ونص كلامه: خالفه الاوزاعي، قال: أخبرني محمود بن خالد، حدثنا الوليد عن أبي عمرو الاوزاعي، حدثني إسحاق بن عبد الله، حدثني جعفر بن عياض، حدثني أبو هريرة، والوليد مدلس وقد عنعن، لكن صرح بالتحديث عند ابن حبان (2442) ، وأخرجه ابن ماجه (3842) ، والحاكم 1 / 531، من طريق محمد بن مصعب القرقسائي، حدثنا الاوزاعي
…
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
ووافقه الذهبي مع أن محمد بن مصعب كثير الخطأ.
(*) المنتظم: 6 / 396، تذكرة الحفاظ: 3 / 895 - 897، العبر: 2 / 281، مرآة =
وُلِدَ: بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيّ، وَابنِ خُزَيْمَةَ، وَعِدَّة بِبَلَدِهِ، وَالحَسَنِ بنِ سُفْيَان بِنَسَا، وَأَحْمَد بنِ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الصُّوْفِيّ بِبَغْدَادَ، وَهَذِهِ الطَّبَقَة.
وَتَفَقَّهَ بِأَبِي العَبَّاس بن سُرَيْج، وَهُوَ صَاحِبُ وَجه فِي المَذْهب.
وَمن أَغرب مَا أَتَى بِهِ أَنَّهُ قَالَ: مَن كرّر الفَاتحَة مرَّتين بطَلَتْ صلَاتُه، وَهَذَا خِلَافُ نَصِّ الإِمَام.
وَقَالَ: الحِجَامَةُ تُفطِّر الحَاجمَ وَالمَحْجُوم، وَالتزم أَنَّهُ هُوَ المَذْهَب لصحَّة الأَحَادِيْث فِيْهِ.
وَهَذَا فِيْهِ نَظر، لأَنَّ الإِمَامَ (1) مَا ضعَّف الأَحَادِيْث، بَلِ ادَّعَى نَسخهَا (2) .
= الجنان: 2 / 343، طبقات الشافعية: 3 / 226 - 229، البداية والنهاية: 11 / 236، طبقات الحفاظ: 366، شذرات الذهب: 2 / 380.
(1)
أي الشافعي رحمه الله.
(2)
وهذا هو الصحيح، فقد قال ابن حزم فيما نقله عنه الحافظ في " الفتح " 4 / 155: صح حديث " أفطر الحاجم والمحجوم " بلا ريب، ولكن وجدنا من حديث أبي سعيد: أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم، وإسناده صحيح فوجب الاخذ به، لان الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجما أو محجوما.
قال الحافظ: والحديث المذكور أخرجه النسائي وابن خزيمة (1967) والدارقطني ص 239، ورجاله ثقات، لكن اختلف في رفعه ووقفه، وله شاهد من حديث أنس أخرجه الدارقطني ص 239، ولفظه: أول ما كرهت الحجامة للصائم، ثم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" أفطر هذان "، ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بالحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم، ورواته كلهم ثقات من رجال البخاري، إلا أن في المتن ما ينكر، لان فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قتل قبل ذلك، ومن أحسن ما ورد في ذلك ما رواه عبد الرزاق (7535) ، وأبو داود (2374) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة، ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه، وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر. وقوله:" إبقاء على أصحابه " =
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَابنُ مَنْدَة، وَأَبُو طَاهِر بن مَحْمِش، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِيْرِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّهْلِي الصَّفَّار، وَعِدَّة.
قَالَ الحَاكِمُ: صَنَّفَ أَبُو الوَلِيْدِ (المُسْتَخْرَجَ عَلَى صَحِيْح مُسْلِم)
وَصَنَّفَ (الأَحْكَام) عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ (1) .
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْب: سَأَلت أَبَا عليّ الثَّقَفِيَّ، فَقُلْتُ: مَنْ نسأَل بَعْدَك؟
قَالَ: أَبَا الوَلِيْدِ (2) .
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَبِي: أَيَّ شَيْء تَجْمعُ؟
قُلْتُ: أُخرِّج عَلَى (كتَاب البُخَارِيِّ) .
فَقَالَ: عَلَيْكَ (بكتَابِ مُسْلِم) ، فَإِنَّهُ أَكْثَرُ بَرَكَةً، فَإِنَّ البُخَارِيّ كَانَ يُنْسَب إِلَى اللَّفْظ (3) .
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الذُّهْلِيّ: وَمُسْلِم أَيْضاً نُسِبَ إِلَى اللَّفْظ، أَلَا تَرَاهُ كَيْفَ قَامَ مِنْ مَجْلِس الذُّهْلِيّ عَلَى رَأْس الملأِ لَمَّا قَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَقُوْلُ بقولِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، فَلَا يَقْرَبَنَّا؟
فَهَذِهِ مَسْأَلَة مُشْكِلَةٌ، وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ لَا يَرَوْنَ الخوضَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة، مَعَ أَنَّ البُخَارِيَّ رحمه الله مَا صرَّح بِذَلِكَ، وَلَا قَالَ: أَلفَاظُنَا بِالقُرْآن مَخْلُوْقَة.
بَلْ قَالَ: أَفعَالُنَا مَخْلوقَة، وَالمقروء الْمَلْفُوظ هُوَ كَلَامُ الله - تَعَالَى -، وَلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، فَالسُّكوت عَنْ تَوَسُّع العبارَات أَسلمُ للإِنسَان.
= يتعلق بقوله: " نهى " وانظر: " نصب الراية " 2 / 472، 473، و" الفتح " 4 / 153، 156، و" تلخيص الحبير " 2 / 191، 194.
(1)
" تذكرة الحفاظ ": 3 / 895.
(2)
المصدر السابق.
(3)
" تذكرة الحفاظ ": 3 / 895 - 896.
وَلقد كَانَ أَبُو الوَلِيْدِ هَذَا مِنْ أَركَانَ الدِّين.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ رثَاهُ أَبُو طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه - أَحدُ تَلَامِذته - بقصيدَة سِتِّيْنَ بيتاً (1) .
قَالَ الحَاكِمُ: أَرَانَا أَبُو الوَلِيْدِ نَقْشَ خَاتمه: اللهُ ثِقَةُ حَسَّانِ بن مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ: أَرَانَا عَبْد المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ: أَرَانَا الرَّبِيْع نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة الرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ: كَانَ نقش خَاتم الشَّافِعِيّ: الله ثِقَة مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ (2) .
هَذَا إِسْنَاد ثَابِت.
مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ: فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ، عَنِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو الوَلِيْدِ القُرَشِيّ الأُمَوِيّ الشَّافِعِيّ، إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ، وَأَزْهَد مَنْ رَأَيْتُ مِنَ العُلَمَاءِ وَأَعبَدُهُم، تَفَقَّهَ بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ سُرَيْج (3) .
قُلْتُ: مَاتَ مَعَهُ: عَالِمُ أَصْبَهَان القَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَحَافِظُ خُرَاسَان أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ زَيْد النَّيْسَابُوْرِيّ، وَمُسْنِد الْعَصْر بِمِصْرَ أَبُو الفَوَارِسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السِّنْدِيُّ الصَّابُونِي، وَمُسْنِدُ بَغْدَاد أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ العَطَشِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخُرَاسَانِيّ، وَمسنِدُ دِمَشْق أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِح سِنَان المَخْزُوْمِيّ، وَشيخ القُرَّاء أَبُو طَاهِر عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَبِي هَاشِم، وَالمُعَمَّر
(1)" تذكرة الحفاظ ": 3 / 895.
(2)
المصدر السابق.
(3)
" تذكرة الحفاظ ": 3 / 895.