الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ - جَحْظَة بسكُون الحَاء (1) -:مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ (2) .
وَقَدْ بلغَ الثَّمَانِيْنَ، وَلَمْ يدخُلْ فِي رِوَايَة الحَدِيْث، وَكَانَ رَأْساً فِي التَّنْجيمِ مقدَّماً فِي لَعِب النَّرْد.
وَلَهُ مُؤلَّف فِي الطبَائِخِي، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يتقدَّمه فِي صِنَاعَة الغِنَاء (3) .
غنَّى المُعْتَمِد، فَأَعطَاهُ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ.
أَكْثَر عَنْهُ صَاحِبُ (الأَغَانِي) ، وَالمُعَافَى النَّهْرَوَانِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ بنُ حَيُّوَيْه (4) .
85 - البَابُ أَبُو القَاسِمِ حُسَيْنُ بنُ رَوْحِ بنِ بَحْرٍ *
كَبِيْر الإِمَامِيَة، وَمَنْ كَانَ أَحَدَ الأَبْوَابِ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَان الْمُنْتَظر، الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو القَاسِم حُسَيْنُ بنُ رَوْح بن بَحْر القَيْنِي.
قَالَ ابْنُ أَبِي طَيّ فِي (تَارِيْخِهِ (5)) :نصَّ عَلَيْهِ بِالنِّيَابَة أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ العُمَرِيُّ (6) ، وَجَعَلَه مِنْ أَوَّلِ مَنْ يدْخُلُ حِيْنَ جَعَلَ الشِّيْعَة طبقَاتٍ.
(1) انظر " وفيات الأعيان ": 1 / 134.
(2)
المصدر السابق.
(3)
" تاريخ بغداد ": 4 / 65.
(4)
المصدر السابق.
(*) الوافي بالوفيات: 12 / 366 - 367، لسان الميزان: 2 / 283 - 284.
(5)
في الأصل: ابن بطي، وهو تصحيف.
وابن أبي طي: هو يحيى بن حميدة بن ظافر، الغساني عالم، مشهور، مؤرخ، شيعي.
توفي سنة / 630 / هـ وقد ذكر صاحب " كشف الظنون ": 1 / 277 تاريخه، وأشار إلى أنه مرتب على السنوات.
انظر ترجمته في " لسان الميزان ": 6 / 263 - 264 و" الذريعة ": 3 / 219 - 220.
(6)
انظر " الكامل ": 8 / 109.
قَالَ: وَقَدْ خَرَجَ عَلَى يَدَيْهِ توَاقيعُ كَثِيْرَةٌ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ صَارَتِ النِّيَابَةُ إِلَى حُسَيْنٍ هَذَا، فَجَلَسَ فِي الدَّارِ، وَحَفَّ بِهِ الشِّيْعَةُ، فَخَرَجَ ذكَاء الخَادِمُ، وَمَعَهُ عكازَة، وَمُدَرَّج (1) وَحُقَّه، وَقَالَ لَهُ:
إِن مولَانَا قَالَ: إِذَا دَفَنَنِي أَبُو القَاسِمِ حُسَيْنٌ، وَجَلَسَ، فَسُلِّمَ إِلَيْهِ هَذَا، وَإِذَا فِي الحُقِّ خَوَاتِيمُ الأَئِمَّة.
ثُمَّ قَامَ وَمَعَهُ طَائِفَة فَدَخَلَ دَارَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الشَّلْمَغَانِيِّ (2) ، وَكَثُرَتْ غَاشِيَتُهُ حَتَّى كَانَ الأُمَرَاء وَالوزرَاء يَرْكَبُوْنَ إِلَيْهِ وَالأَعيَانُ، وَتوَاصَفَ النَّاسُ عَقْلَهُ وَفَهْمه.
فَرَوَى: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: شَاهَدْتُهُ يَوْماً، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو عُمَرَ القَاضِي (3)، فَقَالَ لَهُ أَبُو القَاسِمِ: صوَابُ الرَّأْي عِنْد المُشْفِق عِبْرَةٌ عِنْد المتورِّط، فَلَا يَفْعَل القَاضِي مَا عَزَمَ عَلَيْهِ، فرَأَيْتُ أَبَا عُمَرَ قَدْ نَظَر إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟
فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكَ مَا عرفتَه، فمسأَلتِي مِنْ أَيْنَ لَكَ؟ فضولٌ، وَإِنْ كُنْت لَم تَعْرِفْه، فَقَدْ ظَفِرْتَ بِي.
قَالَ: فَقَبَضَ أَبُو عُمَرَ عَلَى يَدَيْهِ، وَقَالَ: لَا بَلْ وَاللهِ أُؤخِّرك ليومِي أَوْ لِغَدِي.
فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو القَاسِمِ: مَا رَأَيْتُ محجوجاً قَطُّ يلقَى البرهَانَ بنفَاقٍ مِثْلَ هَذَا، كَاشَفْتُه بِمَا لمَ أكَاشفُ بِهِ غَيْرَه.
وَلَمْ يَزَلْ أَبُو القَاسِمِ وَافرَ الحُرْمَة إِلَى أَنْ وَزر حَامِدُ بنُ العَبَّاسِ، فجَرَت لَهُ مَعَهُ خُطُوبٌ يطولُ شَرْحُهَا.
ثمَّ سَرَدَ ابْن أَبِي طَيّ تَرْجَمَتَه فِي أَورَاقٍ، وَكَيْفَ أُخِذَ وَسُجِنَ خَمْسَةَ
(1) مدرج: وهي الرقعة الملعونة كما في متن اللغة 2 / 396.
(2)
نسبة إلى شلمغان. قرية من نواحي واسط. والشلمغاني هذا هو المعروف بابن أبي العزاقر. صاحب المذهب المشهور في الحلول، وقد قتل سنة / 322 / هـ انظر " اللباب ": 2 / 27، و" الكامل ": 8 / 290 - 294.
(3)
محمد بن يوسف. قاضي القضاة. كان يضرب المثل بعقله وحلمه. توفي سنة / 320 / هـ. له ترجمة في " تاريخ بغداد ": 3 / 401 - 405.