الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
190 - الشِّبْلِيُّ أَبُو بَكْرٍ البَغْدَادِيُّ *
شَيْخُ الطَّائِفَةِ، أَبُو بَكْرٍ الشِّبلِيُّ (1) ، البَغْدَادِيُّ.
قِيْلَ: اسْمه دُلَف بنُ جَحْدَر.
وَقِيْلَ: جَعْفَر بن يُوْنُسَ.
وَقِيْلَ: جَعْفَر بن دُلَف (2) ، أَصلُه مِنَ الشِّبْليَّة - قريَة -.
وَمَوْلِدُهُ بِسَامَرَّاء.
وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبار حُجَّاب الخِلَافَة.
وَولِي هُوَ حجَابَة أَبِي أَحْمَدَ الْمُوفق (3) ، ثُمَّ لَمَّا عُزلَ أَبُو أَحْمَدَ مِنْ وَلَايَة، حضَرَ الشِّبْلِي مَجْلِسَ بَعْض الصَّالِحِيْنَ.
فتَاب ثُمَّ صَحِبَ الجُنَيْدَ وَغَيْرَهُ، وَصَارَ مِنْ شَأْنه مَا صَارَ.
وَكَانَ فَقِيْهاً عَارِفاً بِمَذْهَب مَالِك، وَكَتَبَ الحَدِيْثَ عَنْ طَائِفَةٍ.
وَقَالَ الشِّعْرَ، وَلَهُ أَلْفَاظٌ وَحِكَم وَحَال وَتَمَكُّن، لكنَّه كَانَ يحصُل لَهُ جفَافُ دِمَاغ وَسُكْرٍ.
فَيَقُوْلُ: أَشيَاء يُعتَذرُ عَنْهُ، فِيْهَا بِأْوٌ (4) لَا تكُون قدوَة.
(*) طبقات الصوفية: 337 - 348، حلية الأولياء: 10 / 366 - 375، تاريخ بغداد: 14 / 389 - 397، الرسالة القشيرية: 25 - 26، الأنساب: 7 / 282 - 284، المنتظم: 6 / 347 - 349، وفيات الأعيان: 2 / 273 - 276، العبر: 2 / 240 - 241، مرآة الجنان: 2 / 317 - 319، البداية والنهاية: 11 / 215 - 216، الديباج المذهب: 116 - 117، طبقات الأولياء: 204 - 213، النجوم الزاهرة: 3 / 289 - 290، شذرات الذهب: 2 / 338.
(1)
بكسر الشين المعجمة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى أشر وسنة - بلدة عظيمة وراء سمرقند - يقال لها: الشبلية.
وقد أورد السمعاني خبرا عنه في نسبته قال: " نوديت في سري يوما: شب لي، أي أحترق في، فسميت نفسي بذلك ".
أنظر " الأنساب ": 7 / 281، 282، 283.
(2)
انظر " طبقات الصوفية ": 337.
(3)
ابن الخليفة المتوكل، وأخو الخليفة المعتمد.
(4)
البأو: الكبر، والفخر.
حَكَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيّ الخَالدِي، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَابْن جُمَيْع الغَسَّانِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قِيْلَ إِنَّهُ مَرَّة قَالَ: آهِ.
فَقِيْلَ لَهُ: مِنْ أَيِّ شَيْء؟
قَالَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ مُجَاهد قَالَ لَهُ: أَيْنَ فِي العِلْمِ إِفسَاد مَا ينفع؟
قَالَ: قَوْله: {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعنَاق (1) } .
وَلَكِن يَا مُقْرِئ أَيْنَ مَعَكَ أَنَّ المحبَّ لَا يُعَذّب حَبيبه؟
فَسَكَتَ ابْنُ مُجَاهِد.
قَالَ: قَوْله: {نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُه قل فَلِمَ يُعَذِّبكُم} [الْمَائِدَة:18](2)
وَعَنْهُ: قَالَ: مَا قُلْتُ: الله إِلَاّ وَاسْتغفرتُ اللهَ مِنْ قَوْلِي: الله (3) .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَطَاء الرُّوذَبارِيُّ: سَمِعْتُ الشِّبْلِي يَقُوْلُ:
كتبتُ الحَدِيْث عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَجَالَسْتُ الفُقَهَاءَ عِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَ لَهُ يَوْم الجُمُعَةِ صيحَةٌ، فصَاح يَوْماً، فَتشوَّش الخَلْقُ، فَحرِدَ أَبُو عِمْرَانَ الأَشيب وَالفُقَهَاء فَجَاءَ إِلَيْهِم الشِّبْلِي، فَقَالُوا (4) :
يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا اشْتَبَه عَلَيْهَا دَمُ الْحيض بِالاسْتحَاضَة مَا تصنع؟
فَأَجَابَ بثَمَانيَةَ عشرَ جَوَاباً.
فَقَامَ أَبُو عِمْرَانَ، فَقبَّل رَأْسَه (5) .
(1) ذلك لأنه كان من شأن الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا، وفي الاستشهاد بالآية نظر، فإن ابن عباس فسرها بقوله: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها: حبا لها، وهو الذي اختاره ابن جرير، قال: لأنه لم يكن ليعذب حيوانا بالعرقبة ويهلك مالا من ماله بلا سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولا ذنب لها.
(2)
(قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم، بل أنتم بشر ممن خلق)، المائدة: 18 وانظر " تاريخ بغداد ": 14 / 392، وما بين حاصرتين منه.
(3)
" تاريخ بغداد ": 14 / 390.
(4)
يريدون أن يظهروا جهله بالفقه.
(5)
" تاريخ بغداد ": 14 / 393، وما بين حاصرتين منه.