الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأَمِيْرِ بلَالِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ (1) .
وَيُقَالُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ ثَلَاثِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
52 - البَرْبَهَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ *
شَيْخُ الحَنَابِلَة، القُدْوَة، الإِمَامُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ البَرْبهَارِيُّ (2) ، الفَقِيْه.
كَانَ قوَّالاً بِالْحَقِّ، دَاعِيَةً إِلَى الأَثر، لَا يَخَافُ فِي الله لومَةَ لَائِم.
صَحِبَ المَرُّوْذِيَّ (3) ، وَصَحِبَ سَهْل بن عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيَّ (4) .
فَقِيْلَ: إِنَّ الأَشْعَرِيَّ (5) لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ، فجَعَلَ يَقُوْلُ: رددتُ عَلَى الجُبَّائِيّ، رددْتُ عَلَى المَجُوْس، وَعَلَى النَّصَارَى.
فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، وَلَا نعرِفُ إِلَاّ مَا قَالَه الإِمَامُ أَحْمَد.
فَخَرَجَ (6) وَصَنَّفَ (الإِبَانَة (7)) فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ.
(1)" تاريخ بغداد ": 11 / 347.
(*) طبقات الحنابلة: 2 / 18 - 45، المنتظم: 6 / 323، العبر: 2 / 216 - 217، البداية والنهاية: 11 / 201، الوافي بالوفيات: 12 / 146 - 147، شذرات الذهب: 2 / 319.
(2)
بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء المهملة، وفتح الباء الثانية أيضا، والراء المهملة أيضا بعد الهاء والالف.
هذه النسبة إلى " بربهار " وهي الادوية التي تجلب من الهند. " الأنساب ": 2 / 125.
(3)
: ترجمته في " طبقات الحنابلة ": 1 / 56 - 63.
(4)
ترجمته في " طبقات الصوفية ": 206 - 211.
(5)
تقدمت ترجمته ص / 85 / من هذا الجزء.
(6)
أي الأشعري.
(7)
" الابانة عن أصول الديانة " مطبوع، يقال: إنه من آخر تصانيفه.
وَمِنْ عبارَة الشَّيْخِ البَرْبَهَارِيِّ، قَالَ: احذرْ صِغَار المُحدَثَاتِ مِنَ الأُمُور، فَإِنَّ صِغَارَ البِدَع، تعُودُ كِباراً، فَالكَلَامُ فِي الرَّبِّ عز وجل مُحدَثٌ وَبِدْعَة وَضَلَالَة، فَلَا نتكلَّم فِيْهِ إِلَاّ بِمَا وَصفَ بِهِ نَفْسَه، وَلَا نَقُوْلُ فِي صِفَاته: لِمَ؟ وَلَا كَيْفَ؟ وَالقُرْآن كَلَامُ اللهِ، وَتنَزِيْلُه وَنورُه لَيْسَ مخلوقاً، وَالمِرَاءُ فِيْهِ كُفْر (1) .
قَالَ ابْنُ بَطَّة (2) :سَمِعْتُ البَرْبَهَارِيَّ يَقُوْلُ: المُجَالَسَةُ لِلْمنَاصحَةِ فَتْحُ بَابِ الفَائِدَة، وَالمُجَالَسَةُ لِلْمُنَاظَرِة غَلْقُ بَابِ الفَائِدَة (3) .
وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ لَمَّا أَخذ الحُجَّاجُ (4) :يَا قَوْمُ إِنْ كَانَ يحتَاجُ إِلَى مَعُونَة مائَةِ أَلْفِ دِيْنَار، وَمائَةِ أَلْف دِيْنَار، وَمائَةِ أَلْف دِيْنَار - خَمْس مَرَّات - عَاونتُه.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ بَطَّة: لَوْ أَرَادَهَا لحصَّلَهَا مِنَ النَّاس.
قَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ: كَانَ لِلْبَرْبَهَارِيِّ مُجَاهِدَاتٌ وَمَقَامَات فِي الدِّين، وَكَانَ المخَالفون يُغلِظُون (5) قلب السُّلْطَان عَلَيْهِ.
فَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ أَرَادُوا حَبْسَه، فَاخْتَفَى. وَأُخِذَ كِبَارُ أَصْحَابِهِ،
(1) هذه العبارات من كتاب للبربهاري بعنوان " شرح كتاب السنة " نقل عنه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " صفحات، لخص فيها أهم معتقدات أهل السنة. أنظر " طبقات " الحنابلة ": 2 / 18 - 43.
(2)
هو عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان، أبو عبد الله العكبري، المعروف بابن بطة. توفي سنة / 387 / هـ " طبقات الحنابلة ": 2 / 124 - 153.
(3)
" مختصر طبقات الحنابلة ": 307.
(4)
في " طبقات الحنابلة ": 2 / 43.
" لما أخذ الحاج "، والخبر غامض، وأظن أنه قصد استيلاء القرامطة على الحجاج سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، وربما المقصود بالمعونة الخليفة المقتدر بالله.
والخبر بالرغم من غموضه - يشير إلى منزلة البربهاري الرفيعة في قلوب الناس، ويشير أيضا إلى تضعضع الخلافة، وأن عجزها عن القضاء على القرامطة ليس ناشئا عن فقر في المال
…
(5)
في " طبقات الحنابلة ": 2 / 44 " يغيظون ".
وَحُمِلُوا إِلَى البَصْرَةِ.
فَعَاقب الله الوَزِيْر ابْنَ مُقْلَة (1) ، وَأَعَاد الله البَرْبَهَارِيَّ إِلَى حشمته، وَزَادت، وَكَثُرَ أَصْحَابُه.
فَبَلغنَا أَنَّهُ اجتَازَ بِالجَانب الغربِي، فعَطَس فَشَمَّتَه (2) أَصْحَابُه، فَارْتَفَعَتْ ضجَّتُهم، حَتَّى سَمِعَهَا الخَلِيْفَةُ، فَأُخبر بِالحَال، فَاسْتهولهَا، ثُمَّ لَمْ تزلِ المُبتدعَةُ تُوحِش قلبَ الرَّاضِي، حَتَّى نُوديَ فِي بَغْدَاد: لَا يَجْتَمِع اثْنَانِ مِنْ أَصْحَابِ البَرْبَهَارِيّ، فَاخْتَفَى، وَتُوُفِّيَ مستتراً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ (3)، فَدُفِنَ بِدَار أُخْت توزون (4) فَقِيْلَ:
إِنَّهُ لمَّا كُفَّن، وَعِنْدَهُ، الخَادِم، صَلَّى عَلَيْهِ وَحدَهُ، فَنَظَرتْ هِيَ مِنَ الرَّوْشَن (5) ، فرأَت البَيْت ملآنَ رجَالاً فِي ثِيَاب بيض، يُصلُّوْنَ عَلَيْهِ، فَخَافتْ وَطلبت الخَادِم، فحلَفَ أَنَّ البَابَ لَمْ يُفتحْ (6) .
وَقِيْلَ: إِنَّهُ ترَكَ مِيرَاثَ أَبِيْهِ توَرُّعاً، وَكَانَ سَبْعِيْنَ أَلْفاً (7) .
قَالَ ابْنُ النَّجَّار (8) :رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ،
(1) ستأتي ترجمته رقم / 86 / من هذا الجزء.
(2)
شمت العاطس، وسمت عليه: دعا له أن لا يكون في حال يشمت به فيها.
والسين لغة.
" لسان العرب "(شمت) .
(3)
في " طبقات الحنابلة ": 2 / 44 " سنة تسع وعشرين ".
(4)
توزون، أحد القواد الاتراك، خلع عليه المتقي وجعله أمير الامراء، ودامت إماراته حتى وفاته سنة / 334 / هـ وهو الذي سمل المتقي بالله وخلعه، وبايع المستكفي.
أخباره في " الكامل ": 8 / 339 وما بعدها..وسيأتي نتف منها في ترجمة المتقي بالله ص / 104 / من هذا الجزء.
(5)
الكوة.
(6)
" طبقات الحنابلة ": 2 / 44 - 45.
(7)
" طبقات الحنابلة ": 2 / 43.
(8)
هو محمد بن محمود بن الحسن، أبو عبد الله، ابن النجار، مؤرخ، حافظ للحديث من أهل بغداد، من كتبه " ذيل تاريخ بغداد " توفي سنة / 643 / هـ له ترجمة في " طبقات الشافعية ": 5 / 41 (ط 1)