المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم - سير أعلام النبلاء - ط الرسالة - جـ ٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌1 - عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ بنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌2 - أَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ حُذَافَةَ بنِ قَيْسِ *

- ‌3 - أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - صُهَيْبُ بنُ سِنَانٍ أَبُو يَحْيَى النَّمِرِيُّ *

- ‌5 - أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ زَيْدُ بنُ سَهْلِ بنِ الأَسْوَدِ *

- ‌6 - أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيَارِ بنِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ البَلَوِيُّ *

- ‌7 - جَبْرُ بنُ عَتِيْكِ بنِ قَيْسِ بنِ هَيْشَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌8 - الأَشْعَثُ بنُ قَيْسِ بنِ مَعْدِيْ كَرِبَ الكِنْدِيُّ *

- ‌9 - حَاطِبُ بنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَمْرِو بنِ عُمَيْرِ بنِ سَلَمَةَ اللَّخْمِيُّ *

- ‌10 - أَبُو ذَرٍّ جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ الغِفَارِيُّ *

- ‌11 - العَبَّاسُ عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - عُمَيْرُ بنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ

- ‌13 - أَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بنُ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ *

- ‌14 - الحَكَمُ بنُ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ أَبُو مَرْوَانَ *

- ‌15 - كِسْرَى يَزْدَجِرْدُ بنُ شَهْرِيَارَ بنِ بَرْوِيْزَ *

- ‌16 - خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدٍ الأَسَدِيَّةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ **

- ‌17 - فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الهَاشِمِيَّةُ *

- ‌18 - فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم

- ‌19 - عَائِشَةُ بِنْتُ الصِّدِّيْقِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيَّةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ *

- ‌20 - أُمُّ سَلَمَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ المَخْزُوْمِيَّةُ *

- ‌21 - زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بنِ رِيَابٍ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ *

- ‌22 - زَيْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ الهِلَالِيَّةُ *

- ‌23 - أُمُّ حَبِيْبَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيَّةُ **

- ‌24 - أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ بَرَكَةُ مَوْلَاةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَاضِنَتُهُ *

- ‌25 - حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ العَدَوِيَّةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ *

- ‌26 - صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ سَعْيَةَ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ *

- ‌27 - مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ الهِلَالِيَّةُ *

- ‌28 - زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ * صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ * صلى الله عليه وسلم

- ‌30 - أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ * صلى الله عليه وسلم

- ‌ زَوْجَاتُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌31 - العَالِيَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ بنِ كِلَابٍ *

- ‌32 - أَسْمَاءُ بِنْتُ كَعْبٍ الجَوْنِيَّةُ *

- ‌33 - أُمُّ شَرِيْكٍ الأَنْصَارِيَّةُ النَّجَّارِيَّةُ **

- ‌34 - سَنَاءُ بِنْتُ أَسْمَاءَ بنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةُ *

- ‌35 - الكِلَابيَّةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بن سُفْيَانَ **

- ‌36 - الكِنْدِيَّةُ *

- ‌37 - قُتَيْلَةُ أُخْتُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ *

- ‌38 - خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيْمٍ **

- ‌39 - جُوَيْرِيَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ المُصْطَلِقِيَّةُ *

- ‌40 - سَوْدَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ زَمْعَةَ بنِ قَيْسٍ العَامِرِيَّةُ *

- ‌41 - صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌42 - أَرْوَى عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ * صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌44 - البَيْضَاءُ * أُمُّ حَكِيْمٍ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌45 - بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌46 - أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ *

- ‌48 - دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي لَهَبٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ *

- ‌49 - أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عُقْبَةَ الأُمَوِيِّةُ *

- ‌50 - أُمُّ عُمَارَةَ نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ *

- ‌52 - أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّةُ *

- ‌53 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيْدَ بنِ السَّكَنِ الأَشْهَلِيَّةُ أُمُّ عَامِرٍ *

- ‌54 - بَرِيْرَةُ مَوْلَاةُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ *

- ‌55 - أُمُّ سُلَيْمٍ الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ الأَنْصَارِيَّةُ *

- ‌56 - أُمُّ هَانِىء بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبِي طَالِبٍ *

- ‌57 - أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنِ بنِ بُجَيْرٍ الهِلَالِيَّةُ *

- ‌58 - أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدٍ الأَنْصَارِيَّةُ *

- ‌59 - أُمُّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةُ نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ *

- ‌60 - فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الفِهْرِيَّةُ *

- ‌فَصْلٌ فِي بَقِيَّةِ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ

- ‌61 - عُثْمَانُ بنُ حُنَيْفِ بنِ وَاهِبٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌62 - خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ بنِ جَنْدَلَةَ بنِ سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ *

- ‌63 - سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ أَبُو ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ *

- ‌64 - خَوَّاتُ بنُ جُبَيْرِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ البُرَكِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌66 - قَتَادَةُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ زَيْدِ بنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌67 - عَامِرُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَنْزِيُّ *

- ‌68 - أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌69 - عِيَاضُ بنُ غَنْمِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي شَدَّادٍ أَبُو سَعْدٍ الفِهْرِيُّ *

- ‌70 - سَلَمَةُ بنُ سَلَامَةَ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ الأَشْهَلِيُّ *

- ‌71 - النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبُو حَكِيْمٍ المُزَنِيُّ *

- ‌72 - مُعَاذُ بنُ الحَارِثِ بنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌73 - مُعَوِّذُ بنُ الحَارِث بنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌74 - عَوْفُ بنُ الحَارِثِ بنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌75 - رِفَاعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌76 - حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ بنِ جَابِرٍ العَبْسِيُّ *

- ‌77 - مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌78 - عُثْمَانُ بنُ أَبِي العَاصِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ *

- ‌79 - عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌80 - عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بنِ عَاصِمِ بنِ كَعْبٍ المَازِنِيُّ *

- ‌81 - حَارِثَةُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ نَفْعِ بنِ زَيْدِ بنِ عُبَيْدٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌82 - أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ *

- ‌83 - أَبُو أَيُّوْبَ الأَنْصَارِيُّ خَالِدُ بنُ زَيْدِ بنِ كُلَيْبٍ *

- ‌84 - عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَامِ بنِ الحَارِثِ الإِسْرَائِيْلِيُّ *

- ‌85 - زَيْدُ بنُ ثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ زَيْدٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌86 - تَمِيْمٌ الدَّارِيُّ أَبُو رُقَيَّةَ بنُ أَوْسِ بنِ خَارِجَةَ *

- ‌87 - أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ الحَارِثُ بنُ رِبْعِيٍّ *

- ‌88 - عَمْرُو بنُ عَبَسَةَ بنِ خَالِدِ بنِ حُذَيْفَةَ السُّلَمِيُّ *

- ‌89 - شَدَّادُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ المُنْذِرِ بنِ حَرَامٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌90 - عُقْبَةُ بن عَامِرٍ الجُهَنِيُّ المِصْرِيُّ *

- ‌91 - بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَسْلَمِيُّ *

- ‌92 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ *

- ‌93 - الحَكَمُ بنُ عَمْرٍو الغِفَارِيُّ *

- ‌94 - رَافِعُ بنُ عَمْرٍو الغِفَارِيُّ الكِنَانِيُّ *

- ‌95 - رَافِعُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ البَصْرِيُّ *

- ‌96 - الأَرْقَمُ بنُ أَبِي الأَرْقَمِ بنِ أَسِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌97 - أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ الأَنْصَارِيُّ المَدَنِيُّ *

- ‌98 - عَبْدُ اللهِ بنُ الأَرْقَمِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ القُرَشِيُّ *

- ‌99 - عَبْدُ اللهِ بنُ مُغَفَّلِ بنِ عَبْدِ نَهْمٍ بنِ عَفِيْفٍ المُزَنِيُّ *

- ‌100 - خُزَيْمَةُ بنُ ثَابِتِ بنِ الفَاكِهِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌101 - عَوْفُ بنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ الغَطَفَانِيُّ *

- ‌102 - مُعَيْقِيْبُ بنُ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ *

- ‌104 - أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ بنِ شَرَاحِيْلَ *

- ‌105 - عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ خَلَفٍ الخُزَاعِيُّ *

- ‌106 - حَسَّانُ بنُ ثَابِتِ بنِ المُنْذِرِ بنِ حَرَامٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌107 - كَعْبُ بنُ مَالِكِ بنِ أَبِي كَعْبٍ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ *

- ‌108 - جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مَالِكٍ البَجَلِيُّ *

- ‌109 - أَبُو اليَسَرِ كَعْبُ بنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ *

- ‌110 - أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ مَالِكُ بنُ رَبِيْعَةَ بنِ البَدَنِ *

- ‌111 - حُوَيْطِبُ بنُ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ *

- ‌112 - سَعِيْدُ بنُ يَرْبُوْعٍ القُرَشِيُّ *

- ‌113 - مَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بنِ أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ الزُّهْرِيُّ **

- ‌114 - أَبُو الغَادِيَةِ الصَّحَابِيُّ *

- ‌115 - صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ بنِ رَحَضَةَ بنِ المُؤَمَّلِ السُّلَمِيُّ *

- ‌116 - دِحْيَةُ بنُ خَلِيْفَةَ بنِ فَرْوَةَ بنِ فَضَالَةَ الكَلْبِيُّ *

- ‌117 - أَبُو جَهْمٍ بنِ حُذَيْفَةَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ *

- ‌118 - عُمَيْرُ بنُ سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌119 - صَفْوَانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ الجُمَحِيُّ *

- ‌120 - أَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ *

- ‌121 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَمُرَةَ بنِ حَبِيْبٍ العَبْشَمِيُّ *

- ‌122 - وَائِلُ بنُ حُجْرِ بنِ سَعْدٍ أَبُو هُنَيْدَةَ الحَضْرِمِيُّ *

- ‌123 - أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ الحَارِثُ بنُ عَوْفٍ *

- ‌124 - مَعْقِلُ بنُ يَسَارٍ المُزَنِيُّ البَصْرِيُّ *

- ‌125 - مَعْقِلُ بنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ **

- ‌126 - أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ *

الفصل: ‌11 - العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وَحْدَكَ، وَتَمُوْتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ) .

ثُمَّ نَزَلُوا، فَوَارَوْهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ عَبْدُ اللهِ حَدِيْثَهُ، وَمَا قَالَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيْرِهِ وَحْدَهُ إِلَى تَبُوْكٍ (1) .

وَعَنْ عِيْسَى بنِ عُمَيْلَةَ (2) : أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ يَحْلُبُ غُنَيْمَةً لَهُ، فَيَبْدَأُ بِجِيْرَانِهِ وَأَضْيَافِهِ قَبْلَ نَفْسِهِ (3) .

عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ:

رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ يَمِيْدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَظَنَنْتُهُ نَائِماً، فَدَنَوْتُ، وَقُلْتُ: أَنَائِمٌ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ؟

قَالَ: لَا، بَلْ كُنْتُ أُصَلِّي (4) .

‌11 - العَبَّاسُ عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- * (ع)

قِيْلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ الهِجْرَةِ، وَكَتَمَ إِسْلَامَهُ، وَخَرَجَ مَعَ قَوْمِهِ إِلَى بَدْرٍ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، فَادَّعَى أَنَّهُ مُسْلِمٌ، فَاللهُ أَعْلَمُ.

(1) بريدة بن سفيان، ضعيف، وقد تقدم تخريج الحديث في الصفحة (57) ت (2) .

(2)

كذا الأصل " عميلة " بالعين المهملة، ولم نجد له ترجمة، ويغلب على الظن أنه محرف، صوابه " عيسى بن نميلة " الفزاري مترجم في " تهذيب الكمال "1086.

(3)

أخرجه ابن سعد 4 / 235 من طريق الواقدي.

(4)

أخرجه ابن سعد 4 / 236 ورجاله ثقات.

(*) مسند أحمد: 1 / 206، طبقات ابن سعد: 4 / 5 - 33، التاريخ لابن معين: 294، تاريخ خليفة: 168، التاريخ الكبير: 7 / 2، المعارف: 118، 137، 156، 589، 592، تاريخ الفسوي: 1 / 295، أنساب الاشراف: 3 / 1 - 42، الجرح والتعديل 6 / 210 المستدرك 3 / 321 - 334، الاستبصار: 164، الاستيعاب: 2 / 810، ابن عساكر: 8 / 452 / 1، صفة الصفوة: 195، تهذيب الكمال: 658، تاريخ الإسلام: 2 / 98، العبر: 1 / 33، مجمع الزوائد: 9 / 268، تهذيب التهذيب: 5 / 214 - 215، الإصابة: 5 / 328، خلاصة تذهيب الكمال: 189، كنز: العمال: 13 / 502، شذرات الذهب: 1 / 38، تهذيب ابن عساكر: 7 / 229.

ص: 78

وَلَيْسَ هُوَ فِي عِدَادِ الطُّلَقَاءِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ قَدِمَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الفَتْحِ؛ أَلَا تَرَاهُ أَجَارَ أَبَا سُفْيَانَ بنَ حَرْبٍ.

وَلَهُ: عِدَّةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا: خَمْسَةٌ وَثَلَاثُوْنَ فِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) ، وَفِي (البُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ) حَدِيْثٌ، وَفِي (البُخَارِيِّ) حَدِيْثٌ، وَفِي (مُسْلِمٍ) ثَلَاثَةُ أَحَادِيْثَ (1) .

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللهِ، وَكَثِيْرٌ؛ وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ، وَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ العَبَّاسِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَمِيْرَةَ، وَعَامِرُ بنُ سَعْدٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نَوْفَلٍ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، وَنَافِعُ بنُ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ، وَابْنُهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ، وَآخَرُوْنَ.

وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ عُمَرَ.

فَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا دَنَا مِنَ الشَّامِ، تَنَحَّى وَمَعَهُ غُلَامُهُ، فَعَمَدَ إِلَى مَرْكَبِ غُلَامِهِ فَرَكِبَهُ، وَعَلَيْهِ فَرْوٌ مَقْلُوْبٌ، وَحَوَّلَ غُلَامَهُ عَلَى رَحْلِ نَفْسِهِ.

وَإِنَّ العَبَّاسَ لَبَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى فَرَسٍ عَتِيْقٍ، وَكَانَ رَجُلاً جَمِيْلاً، فَجَعَلتِ البَطَارِقَةُ يُسَلِّمُوْنَ عَلَيْهِ، فَيُشِيْرُ: لَسْتُ بِهِ، وَإِنَّهُ ذَاكَ.

قَالَ الكَلْبِيُّ: كَانَ العَبَّاسُ شَرِيْفاً، مَهِيْباً، عَاقِلاً، جَمِيْلاً، أَبْيَضَ، بَضّاً، لَهُ ضَفِيْرَتَانِ، مُعْتَدِلَ القَامَةِ.

وُلِدَ قَبْلَ عَامِ الفِيْلِ بِثَلَاثِ سِنِيْنَ.

قُلْتُ: بَلْ كَانَ مِنْ أَطْوَلِ الرِّجَالِ، وَأَحْسَنِهِمْ صُوْرَةً، وَأَبْهَاهُم،

(1) انظر البخاري 10 / 489 في الأدب، ومسلم (209) في الايمان، والبخاري 6 / 89 في الجهاد، ومسلم (34) في الايمان و (491) في الصلاة، و (1775) في الجهاد والسير.

ص: 79

وَأَجْهَرِهِمْ صَوْتاً، مَعَ الحِلْمِ الوَافِرِ، وَالسُّؤْدُدِ.

رَوَى: مُغِيْرَةُ، عَنْ أَبِي رَزِيْنٍ، قَالَ:

قِيْلَ لِلعَبَّاسِ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟

قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ (1) .

قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ لِلعَبَّاسِ ثَوْبٌ لِعَارِي بَنِي هَاشِمٍ، وَجَفْنَةٌ لِجَائِعِهِمْ، وَمَنْظَرَةٌ (2) لِجَاهِلِهِمْ.

وَكَانَ يَمْنَعُ الجَارَ، وَيَبْذُلُ المَالَ، وَيُعْطِي فِي النَّوَائِبِ.

وَنَدِيْمُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَبُو سُفْيَانَ بنُ حَرْبٍ.

ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيْبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بنِ الحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

كَانَ العَبَّاسُ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِيْنَةِ (3) .

(1) أورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 270، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره المتقي في " كنز العمال " 13 / 521، ونسبه لابن عساكر وابن النجار.

(2)

المنظرة: المرقة وقد تحرفت في المطبوع إلى " أناة "، وفي تهذيب ابن عساكر 7 / 228 " مقطرة "، قال في " اللسان ": وهي الفق وهي خشبة فيها خروق كل خرق على قدر سعة الساق يدخل فيها أرجل المحبوسين مشتق من قطار الابل، لان المحبوسين فيها على قطار واحد مضموم بعضهم إلى بعض، أرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قدر سعة سوقهم.

وفي ذلك يقول إبراهيم بن هرمة:

وكانت لعباس ثلاث نعدها * إذا ما جناب الحي أصبح أشهبا

فسلسلة تنهى المظلوم وجفنة * تباح فيكسوها السنان المزغبا

وحلة عصب ما تزال معدة * لعار ضريك ثوبه قد تهببا

(3)

" طبقات ابن سعد 4 / 31، وإسناده واه كما قال المؤلف.

وانظر " المستدرك " 3 / 321، وقال الحافظ في " الإصابة " والصحيح أن العباس أسلم يوم بدر.

ص: 80

إِسْنَادُهُ وَاهٍ.

عَنْ عُمَارَةَ بنِ عَمَّارِ بنِ أَبِي اليَسَرِ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

نَظَرْتُ إِلَى العَبَّاسِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ وَاقِفٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقُلْتُ:

جَزَاكَ اللهُ مِنْ ذِي رَحِمٍ شَرّاً! أَتُقَاتِلُ ابْنَ أَخِيْكَ مَعَ عَدُوِّهِ؟

قَالَ: مَا فَعَلَ، أَقُتِلَ؟

قُلْتُ: اللهُ أَعَزُّ لَهُ، وَأَنْصَرُ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ: مَا تُرِيْدُ إِلَيَّ؟

قُلْتُ: الأَسْرُ؛ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِكَ.

قَالَ: لَيْسَتْ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ.

فَأَسَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ (1) صلى الله عليه وسلم.

الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ:

جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِالعَبَّاسِ، قَدْ أَسَرَهُ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا أَسَرَنِي.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ آزَرَكَ اللهُ بِمَلَكٍ كَرِيْمٍ (2)) .

ابْنُ إِسْحَاقَ: عَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

أَسَرَ العَبَّاسَ أَبُو اليَسَرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(كَيْفَ أَسَرْتَهُ؟) .

قَالَ: لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، هَيْئَتُهُ كَذَا.

قَالَ: (لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيْمٌ (3)) .

ثُمَّ قَالَ لِلعَبَّاسِ: افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيْكَ عَقِيْلاً، وَنَوْفَلَ بنَ الحَارِثِ، وَحَلِيْفَكَ عُتْبَةَ بنَ جَحْدَمٍ (4) .

فَأَبَى، وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِماً قَبْلَ

(1) انظر " ابن سعد " 4 / 12.

(2)

رجاله ثقات.

وقد تحرفت في المطبوع " أسرني " إلى " أسيري ".

(3)

الخبر بنحوه عند ابن سعد 4 / 12 من طريق ابن إسحاق حدثني بعض أصحابنا، عن مقسم أبي القاسم، عن ابن عباس

(4) في الأصل: " مخدم " وما أثبتناه عن ابن عساكر، وفي " طبقات ابن سعد ": " عتبة بن

عمرو بن جحدم ".

سير 2 / 6

ص: 81

ذَلِكَ، وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُوْنِي.

قَالَ: (اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقّاً، فَاللهُ يَجْزِيْكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ) .

وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَرَفَ أَنَّ العَبَّاسَ أَخَذَ مَعَهُ عِشْرِيْنَ أُوْقِيَّةً ذَهَباً.

فَقُلْتُ (1) : يَا رَسُوْلَ اللهِ، احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَائِي.

قَالَ: (لَا، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللهُ مِنْكَ) .

قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ!

قَالَ: (فَأَيْنَ المَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ عِنْدَ أُمِّ الفَضْلِ، وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا، فَقُلْتَ: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي فَلِلْفَضْلِ كَذَا، لِقُثَمَ كَذَا، وَلعَبْدِ اللهِ كَذَا؟) .

قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيَرَهَا، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ (2) .

يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

بَعَثَتْ قُرَيْشٌ (3) إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ.

فَفَدَى كُلُّ قَوْمٍ أَسِيْرَهُمْ، بِمَا تَرَاضَوْا.

وَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ مُسْلِماً.

إِلَى أَنْ قَالَ: وَأُنزِلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيْكُم مِنَ الأَسْرَى (4) إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوْبِكُم خَيْراً يُؤتِكُم خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُم وَيَغْفِرْ لَكُم} [الأَنْفَالُ: 70] .

قَالَ: فَأَعْطَانِي اللهُ مَكَانَ العِشْرِيْنَ أُوْقِيَّةً فِي الإِسْلَامِ عِشْرِيْنَ عَبْداً،

(1) في " طبقات ابن سعد ": فقال العباس.

(2)

ذكره ابن سعد في " الطبقات " 4 / 13، 14 عن ابن إسحاق قال: قال رسول الله

(3)

في الأصل: قريشا.

(4)

الاسارى: جمع أسير، وهي قراءة أبي عمرو وكان أهل الشام في عصر المؤلف يقرؤون بقراءة أبي عمرو، ومع ذلك، فقد حذف محقق المطبوع ما في الأصل، وأثبت مكانها (الاسرى) وهي قراءة ما سوى أبي عمرو من القراء السبعة.

ص: 82

كُلُّهُمْ فِي يَدِهِ مَالٌ يَضْرِبُ بِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللهِ -تَعَالَى (1) -.

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَكْثَرُ الأُسَارَى فِدَاءً يَوْمَ بَدْرٍ العَبَّاسُ، افْتَدَى نَفْسَهُ بِمائَةِ أُوْقِيَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

أَمْسَى رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالأُسَارَى فِي الوَثَاقِ، فَبَاتَ سَاهِراً أَوَّلَ اللَّيْلِ.

فَقِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا لَكَ لَا تَنَامُ؟

قَالَ: (سَمِعْتُ أَنِيْنَ عَمِّي فِي وَثَاقِهِ) .

فَأَطْلَقُوهُ، فَسَكَتَ، فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ (2) صلى الله عليه وسلم.

إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُهَاجِرٍ: عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:

أَسَرَ العَبَّاسَ رَجُلٌ، وَوَعَدُوْهُ أَنْ يَقْتُلُوْهُ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِ العَبَّاسِ؛ زَعَمَتِ الأَنْصَارُ أَنَّهُمْ قَاتِلُوْهُ) .

فَقَالَ عُمَرُ: أَآتِيْهِمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟

فَأَتَى الأَنْصَارَ، فَقَالَ: أَرْسِلُوا العَبَّاسَ.

قَالُوا: إِنْ كَانَ لِرَسُوْلِ اللهِ رِضَىً، فَخُذْهُ.

سِمَاكٌ: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ - بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ - عَلَيْكَ بِالْعِيْرِ لَيْسَ دُوْنَهَا شَيْءٌ.

فَقَالَ العَبَّاسُ - وَهُوَ فِي وَثَاقِهِ -: لَا يَصْلُحُ.

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لِمَ؟) .

قَالَ: لأَنَّ اللهَ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ.

هَكَذَا رَوَاهُ: إِسْرَائِيْلُ.

وَرَوَاهُ: عَمْرُو بنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلاً.

(1) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله، وباقي رجاله ثقات، ونسبه السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 205 إلى ابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر، وأخرجه الحاكم 3 / 324 بسند حسن من طريق ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة

وصححه، ووافقه الذهبي.

(2)

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 4 / 12، 13 وقد سقط من المطبوع من قوله: " فأطلقوه

إلى قوله: " وسلم ".

ص: 83

إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسٍ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ، اسْتَأْذَنَهُ العَبَّاسُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ، حَتَّى يُهَاجِرَ مِنْهَا.

فَقَالَ: (اطْمَئِنَّ يَا عَمُّ، فَإِنَّكَ خَاتَمُ المُهَاجِرِيْنَ، كَمَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّيْنَ (1)) .

إِسْنَادُهُ وَاهٍ.

رَوَاهُ: أَبُو يَعْلَى، وَالشَّاشِيُّ (2) فِي (مُسْنَدَيْهِمَا) .

وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ مَرَاسِيْلِ الزُّهْرِيِّ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ (3) : الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْراً: فَبَدَأَ بِالعَبَّاسِ.

قَالَ: وَأُمُّهُ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بنِ كُلَيْبٍ.

وَسَرَدَ نَسَبَهَا إِلَى رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدٍّ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وُلِدَ أَبِي قَبْلَ أَصْحَابِ الفِيْلِ بِثَلَاثِ سِنِيْنَ.

وَبَنُوْهُ: الفَضْلُ - وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ - وَعَبْدُ اللهِ البَحْرُ (4) ، وَعُبَيْدُ اللهِ، وَقُثَمُ - وَلَمْ يُعْقِبْ - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ - تُوُفِّيَ بِالشَّامِ وَلَمْ يُعْقِبْ - وَمَعَبْدٌ - اسْتُشْهِدَ بِإِفْرِيْقِيَةَ - وَأَمُّ حَبِيْبٍ (5) .

وَأُمُّهُمْ: أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ الهِلَالِيَّةُ، وَفِيْهَا يَقُوْلُ ابْنُ يَزِيْدَ الهِلَالِيُّ:

(1) إسناده ضعيف جدا، فإن إسماعيل بن قيس، قال فيه البخاري والدارقطني: منكر

الحديث، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه منكر، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 269، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو متروك.

ونسبه المتقي في " الكنز " 3 / 519 إلى الشاشي وابن عساكر.

(2)

هو الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي محدث ما وراء النهر.

ومؤلف " المسند الكبير " توفي سنة 533 هـ.

ويوجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق.

" تذكرة الحفاظ " ص 848، 849.

(3)

" الطبقات " 4 / 5.

(4)

وفي " الطبقات " الحبر.

(5)

كذا الأصل " حبيب " وهو كذلك في " مجمع الزوائد " وفي " الطبقات ": وأم حبيبة.

ص: 84

مَا وَلَدَتْ نَجِيْبَةٌ مِنْ فَحْلِ

بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ أَوْ سَهْلِ

كَسِتَّةٍ مِنْ بَطْنِ أُمِّ الفَضْلِ

أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْلِ

قَالَ الكَلْبِيُّ: مَا رَأَيْنَا وَلَدَ أُمٍّ قَطُّ أَبْعَدَ قُبُوْراً مِنْ بَنِي العَبَّاسِ.

وَمِنْ أَوْلَادِ العَبَّاسِ: كَثِيْرٌ - وَكَانَ فَقِيْهاً - وَتَمَّامٌ - وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ قُرَيْشٍ - وَأُمَيْمَةُ؛ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ، وَالحَارِثُ بنُ العَبَّاسِ؛ وَأُمُّهُ: حُجَيْلَةُ بِنْتُ (1) جُنْدَبٍ التَّمِيْمِيَّةُ (2) .

فَعِدَّتُهُمْ عَشْرَةٌ.

الوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي البَدَّاحِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُوَيْمِ بنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقِيْلَ: هُوَ فِي مَنْزِلِ العَبَّاسِ.

فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: مَتَى نَلْتَقِي؟

فَقَالَ العَبَّاسُ: إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ (3) مَنْ هُوَ مُخَالِفٌ لَكُمْ، فَأَخْفُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الحَاجُّ، وَنَلْتَقِيَ نَحْنُ وَأَنْتُمْ، فَنُوْضِحُ لَكُمُ الأَمْرَ، فَتَدْخُلُوْنَ عَلَى أَمْرٍ بَيِّنٍ.

فَوَعَدَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ النَّفْرِ الآخِرِ بِأَسْفَلِ العَقَبَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَلَاّ يُنَبِّهُوا نَائِماً، وَلَا يَنْتَظِرُوا غَائِباً (4) .

وَعَنْ مُعَاذِ بنِ رِفَاعَةَ، قَالَ:

فَخَرَجُوْا بَعْدَ هَدْأَةٍ يَتَسَلَّلُوْنَ، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى ذَلِكَ المَكَانِ، مَعَهُ عَمُّهُ العَبَّاسُ وَحْدَهُ.

قَالَ: فَأَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ هُوَ، فَقَالَ:

يَا مَعْشَرَ الخَزْرَجِ! قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّداً إِلَى مَا دَعَوْتُمُوْهُ، وَهُوَ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيْرَتِهِ، يَمْنَعُهُ -وَاللهِ- مَنْ كَانَ مِنَّا عَلَى

(1) في الأصل " ابن " وهو خطأ.

(2)

" طبقات ابن سعد " 4 / 6، وانظر " المجمع " 9 / 271.

(3)

في الأصل " من قومهم ".

(4)

" طبقات ابن سعد " 4 / 7، والزيادة منه.

ص: 85

قَوْلِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ، وَقَدْ أَبَى مُحَمَّداً النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ؛ فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالحَرْبِ، وَاسْتِقْلَالٍ (1) بِعَدَاوَةِ العَرَبِ قَاطِبَةً، فَإِنَّهَا سَتَرْمِيْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، فَارْتَؤُوا رَأْيَكُمْ، وَائْتَمِرُوا أَمْرَكُمْ؛ فَإِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيْثِ أَصْدَقُهُ.

فَأُسْكِتُوا، وَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ، فَقَالَ:

نَحْنُ أَهْلُ الحَرْبِ، وَرِثْنَاهَا كَابِراً عَنْ كَابِرٍ.

نَرْمِي بِالنَّبْلِ حَتَّى تَفْنَى، ثُمَّ نُطَاعِنُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تَكَسَّرَ، ثُمَّ نَمْشِي بِالسُّيُوْفِ حَتَّى يَمُوْتَ الأَعْجَلُ مِنَّا.

قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابُ حَرْبٍ، هَلْ فِيْكُمْ دُرُوْعٌ؟

قَالُوا: نَعَمْ، شَامِلَةٌ.

وَقَالَ البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرٍ: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ، إِنَّا -وَاللهِ- لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا نَقُوْلُ لَقُلْنَا، وَلَكِنَّا نُرِيْدُ الوَفَاءَ، وَالصِّدْقَ، وَبَذْلَ المُهَجِ دُوْنَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَبَايَعَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالعَبَّاسُ آخِذٌ بِيَدِهِ، يُؤَكِّدُ لَهُ البَيْعَةَ (2) .

زَكَرِيَّا: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:

انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالعَبَّاسِ، وَكَانَ العَبَّاسُ ذَا رَأْيٍ.

فَقَالَ العَبَّاسُ لِلسَّبْعِيْنَ: لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُم وَلَا يُطِلِ الخُطْبَةَ؛ فَإِنَّ عَلَيْكُم عَيْناً.

فَقَالَ أَسْعَدُ بنُ زُرَارَةَ: سَلْ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ، وَسَلْ لِنَفْسِكَ وَلأَصْحَابِكَ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا بِمَا لَنَا عَلَى اللهِ وَعَلَيْكُم.

قَالَ: (أَسْأَلُكُم لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوْهُ، لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَسْأَلُكُم لِنَفْسِي وَأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُوْنَا، وَتَنْصُرُوْنَا، وَتَمْنَعُوْنَا مِمَّا تَمْنَعُوْنَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ) .

(1) في الأصل " واستقلالا ".

(2)

ابن سعد 4 / 7، 8 من طريق الواقدي.

ص: 86

قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ؟

قَالَ: (الجَنَّةُ) .

قَالَ: فَلَكَ ذَلِكَ (1) .

ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:

قَالَ أَبُو رَافِعٍ: كُنْتُ غُلَاماً لِلعَبَّاسِ، وَكَانَ الإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا، فَأَسْلَمَ العَبَّاسُ، وَكَانَ يَهَابُ قَوْمَهُ؛ فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، فَخَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، وَهُوَ كَذَلِكَ (2) .

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعَبْدِ بنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ جَدَّهُ عَبَّاساً قَدِمَ هُوَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَسَمَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: هَذَا وَهْمٌ، بَلْ كَانَ العَبَّاسُ بِمَكَّةَ، إِذْ قَدِمَ الحَجَّاجُ بنُ عِلَاطٍ، فَأَخْبَرَ قُرِيشاً عَنْ نَبِيِّ اللهِ بِمَا أَحَبُّوا، وَسَاءَ العَبَّاسَ، حَتَّى أَتَاهُ الحَجَّاجُ، فَأَخْبَرَهُ بِفَتْحِ خَيْبَرَ، فَفَرِحَ.

ثُمَّ خَرَجَ العَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمَهُ بِخَيْبَرَ مائَتَيْ وَسْقٍ كُلَّ سَنَةٍ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى فَتْحِ مَكَّةَ (3) .

يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ رَبِيْعَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُوْنَنِي فِي العَبَّاسِ، وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ، مَنْ آذَى العَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي)(4) .

(1) ابن سعد 4 / 9، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع، والزيادة منه.

(2)

أخرجه ابن سعد 4 / 10، والحاكم 3 / 323، وحسين بن عبد الله ضعيف، ثم هو مرسل.

(3)

أخرجه ابن سعد 4 / 17، 18.

(4)

أخرجه الترمذي (3758) في المناقب: باب مناقب العباس، وقال: هذا حديث حسن صحيح مع أن يزيد بن أبي زياد ضعيف، لكن في الباب ما يعضده، ويقويه، فعن علي عند الترمذي (2760) وعن أبي هريرة عنده أيضا (2761) وعن ابن مسعود عند الطبراني، وعن ابن عباس عند ابن عساكر.

والصنو: المثل، يقال لكل نخلتين طلعتا في منبت واحد: هما صنوان.

ص: 87

وَرَوَاهُ: خَالِدٌ الطَّحَّانُ عَنْ يَزِيْدَ، فَأَسْقَطَ المُطَّلِبَ.

وَثَبَتَ أَنَّ العَبَّاسَ كَانَ يَوْمَ حُنِيْنٍ، وَقْتَ الهَزِيْمَةِ، آخِذاً بِلِجَامِ بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَثَبَتَ مَعَهُ حَتَّى نَزَلَ النَّصْرُ (1) .

الأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، عَنِ العَبَّاسِ، قَالَ:

كُنَّا نَلْقَى النَّفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُمْ يَتَحَدَّثُوْنَ، فَيَقْطَعُوْنَ حَدِيْثَهُمْ.

فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (وَاللهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيْمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للهِ وَلِقَرَابَتِي (2)) .

إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.

إِسْرَائِيْلُ: عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ وَقَعَ فِي أَبٍ لِلْعَبَّاسِ كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ العَبَّاسُ.

فَجَاءَ قَوْمُهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ.

فَلَبِسُوا السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَصَعِدَ المِنْبَرَ، فَقَالَ:(أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ؟) .

قَالُوا: أَنْتَ.

قَالَ: (فَإِنَّ العَبَّاسَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءنَا) .

فَجَاءَ القَوْمُ، فَقَالُوا: نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ.

(1) أخرجه مسلم (1775) في الجهاد: باب في غزوة حنين، وابن هشام 2 / 444، وأحمد 1 / 207، وعبد الرزاق (9741) ، والحاكم 3 / 327، 328، كلهم من حديث الزهري، عن كثير بن عباس، قال: قال ابن عباس

وانظر " فتح الباري " 8 / 24.

(2)

رجاله ثقات إلا أنه منقطع كما قال المصنف.

ص: 88

رَوَاهُ: أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ (1)) .

ثَوْرٌ: عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ عَلَى العَبَّاسِ وَوَلَدِهِ كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ:(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْباً، اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ (2)) .

إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

رَوَاهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) .

إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي القَيْظِ، فَقَامَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَامَ العَبَّاسُ يَسْتُرُهُ بِكِسَاءٍ مِنْ صُوْفٍ، فَقَالَ:(اللَّهُمَّ اسْتُرِ العَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ (3)) .

لَهُ طُرُقٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ: ضُعِّفَ (4) .

سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ، قَالَ:

بَعَثَ ابْنُ الحَضْرَمِيِّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ؛ ثَمَانِيْنَ أَلْفاً مِنَ البَحْرَيْنِ، فَنُثِرَتْ عَلَى حَصِيْرٍ.

فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَفَ، وَجَاءَ النَّاسُ؛ فَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلَا وَزْنٌ، مَا كَانَ إِلَاّ قَبْضاً.

فَجَاءَ العَبَّاسُ بِخَمِيْصَةٍ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ، فَذَهَبَ يَقُوْمُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْفَعْ عَلَيَّ.

فَتَبَسَّمَ رَسُوْلُ اللهِ حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ - أَوْ نَابُهُ - فَقَالَ: (أَعِدْ فِي المَالِ طَائِفَةً، وَقُمْ بِمَا تُطِيْقُ) .

فَفَعَلَ.

قَالَ: فَجَعَلَ العَبَّاسُ يَقُوْلُ - وَهُوَ مُنْطَلِقٌ -: أَمَّا إِحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللهُ،

(1) 1 / 300، وسنده حسن ورواه ابن سعد في " الطبقات " 4 / 24، وصححه الحاكم 3 / 329، ووافقه الذهبي.

(2)

انظر التعليق رقم (1) ص 95.

(3)

أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3 / 326 وصححه فتعقبه الذهبي بقوله: إسماعيل ضعفوه.

(4)

انظر " المجمع " 9 / 269، و" كنز العمال " 3 / 520.

ص: 89

فَقَدْ أَنْجَزَهَا، يَعْنِي قَوْلَهُ:{قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيْكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوْبِكُم خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأَنْفَالُ: 70] .

فَهَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي، وَلَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ فِي الآخِرَةِ (1) .

أَبُو الزِّنَادِ: عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ سَاعِياً، فَمُنِعَ ابْنُ جَمِيْلٍ، وَخَالِدٌ، وَالعَبَّاسُ.

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيْلٍ إِلَاّ أَنْ كَانَ فَقِيْراً فَأَغْنَاهُ اللهُ! وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُوْنَ خَالِداً، إِنَّهُ قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؛ وَأَمَّا العَبَّاسُ، فَهِيَ عَلَيَّ وَمِثْلُهَا) .

ثُمَّ قَالَ: (أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ (2)) .

الأَعْمَشُ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:

قُلْتُ لِعُمَرَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ شَكَوْتَ العَبَّاسَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ (3) ؟) .

حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ ضُمَيْرَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ

(1) أخرجه ابن سعد 4 / 15، 16 والزيادة منه، ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا، وأخرجه بنحوه الحاكم 3 / 329، 330 من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري

وصححه، ووافقه الذهبي، وفيه " ما ينصع بالمغفرة " بدل " في الآخرة " وعند ابن سعد " في المغفرة ".

(2)

أخرجه البخاري 3 / 262، 263 في الزكاة: باب قول الله تعالى: (وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله)، ومسلم (983) في الزكاة: باب في تقديم الزكاة ومنعها، وأحمد 2 / 322، وأبو داود (1623) في الزكاة: باب في تعجيل الزكاة، والنسائي 3 / 33 في الزكاة: باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق.

(3)

أخرجه الترمذي (3760) في المناقب، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.

ص: 90

رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اسْتَوْصُوا بِالعَبَّاسِ خَيْراً، فَإِنَّهُ عَمِّي، وَصِنْوُ أَبِي) .

إِسْنَادُهُ وَاهٍ (1) .

مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ بنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ:

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَقِيْعِ الخَيْلِ (2) ، فَأَقْبَلَ العَبَّاسُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (هَذَا العَبَّاسُ عَمُّ نَبِيِّكُم، أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفّاً، وَأَوْصَلُهَا (3)) .

رَوَاهُ: عِدَّةٌ، عَنْهُ.

وَثَبَتَ مِنْ حَدِيْثِ أَنَسٍ:

أَنَّ عُمَرَ اسْتَسْقَى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكَ تَوَسَّلْنَا بِهِ؛ وَإِنَا نَسْتَسْقِي إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ العَبَّاسِ (4) .

(1) بل أكثر من واه، فإن حسين بن عبد الله بن ضميرة: كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، وقال أحمد: لا يساوي شيئا، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف.

(2)

النقيع: بالنون والقاف (وقد تحرف في المطبوع إلى البقيع بالباء) : وهو على عشرين فرسخا من المدينة، وقدره ميل في ثمانية أميال، حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيل المسلمين ترعى فيه.

انظر " الاموال " ص 376، و" المسند " 2 / 91، و155 و157، و" مجمع الزوائد " 4 / 158، وسنن البيهقي 6 / 146.

(3)

أخرجه الحاكم 3 / 328 من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن محمد بن طلحة، وصححه، ووافقه الذهبي، إلا أنه قال: فيه يعقوب بن محمد الزهري (وهو كثير الوهم) لكنه ساقه (أي الحاكم) من حديث أحمد بن صالح متابعا، وقد تابعه أيضا علي بن المديني، وأخرجه أحمد 1 / 185 من طريق علي بن عبد الله، حدثني محمد بن طلحة التيمي من أهل المدينة، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس.

" هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها ".

وهذا سند قوي.

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 268، وزاد نسبته إلى البزار وأبي يعلى، والطبراني في " الأوسط " وقال: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى، رجال الصحيح.

(4)

أخرجه البخاري 2 / 413 في الاستسقاء، باب سؤال الناس الامام الاستسقاء إذا قحطوا، و7 / 62 في فضائل الصحابة: باب ذكر العباس، من طريق الحسن بن محمد، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه =

ص: 91

الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنَا سَاعِدَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ بنِ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:

اسْتَسْقَى عُمَرُ عَامَ الرَّمَادَةِ بِالعَبَّاسِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَذَا عَمُّ نَبِيِّكَ نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِ، فَاسْقِنَا.

فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سَقَاهُمُ اللهُ.

فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ:

إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرَى لِلْعَبَّاسِ مَا يَرَى الوَلَدُ لِوَالِدِهِ، فَيُعَظِّمُهُ، وَيُفَخِّمُهُ، وَيَبَرُّ قَسَمَهُ؛ فَاقْتَدُوا أَيَّهَا النَّاسُ بِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَمِّهِ العَبَّاسِ، وَاتَّخِذُوْهُ وَسِيْلَةً إِلَى اللهِ فِيْمَا نَزَلَ بِكُم.

وَقَعَ لَنَا عَالِياً فِي (جُزْءِ البَانِيَاسِيِّ) .

وَدَاوُدُ: ضَعِيْفٌ (1) .

ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ أَحَداً مَا يُجِلُّ العَبَّاسَ أَوْ يُكْرِمُ العَبَّاسَ.

إِسْنَادُهُ صَالِحٌ.

وَيُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو (2) :

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ

= كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا.

قال: فيسقون.

قال الحافظ في " الفتح " وقد بين الزبير بن بكار في " الأنساب " صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر، قال.

" اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث "، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.

وكان ذلك عام الرمادة سنة ثمان عشرة.

(1)

أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3 / 334، ووصف الذهبي داود هناك بأنه متروك، وقد ترجمه في " الميزان " ونقل عن أحمد قوله: ليس بشيء، وقول البخاري: منكر الحديث.

والبانياسي: نسبة إلى بانياس.

بلد من بلاد الغور قريب من فلسطين.

وهو أبو عبد الله مالك

ابن أحمد بن علي بن الفراء البغدادي المتوفى سنة 485 هـ في الحريق العظيم الذي وقع ببغداد، في جمادى الآخرة من السنة المذكورة، وله سبع وثمانون سنة، مترجم في " المنتظم " 9 / 69، و" العبر " 3 / 308، 309.

(2)

سقطت واو " عمرو " من المطبوع.

ص: 92

اتَّخَذَنِي خَلِيْلاً، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، فَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيْمَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ، وَالعَبَّاسُ بَيْنَنَا، مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيْلَيْنِ) .

أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَةَ (1) ، وَهُوَ مَوْضُوْعٌ.

وَفِي إِسْنَادِهِ: عَبْدُ الوَهَّابِ العُرْضِيُّ الكَذَّابُ.

ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَامِرِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْعَبَّاسِ: (فِيْكُمُ النُّبُوَّةُ وَالمَمْلَكَةُ) .

هَذَا فِي (جُزْءِ ابْنِ دِيْزِيْلَ (2)) ، وَهُوَ مُنْكَرٌ (3) .

ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ الثِّقَةِ (4)، قَالَ:

كَانَ العَبَّاسُ إِذَا مَرَّ بِعُمَرَ أَوْ بِعُثْمَانَ، وَهُمَا رَاكِبَانِ، نَزَلَا حَتَّى يُجَاوِزَهُمَا إِجْلَالاً لِعَمِّ رَسُوْلِ اللهِ.

وَرَوَى: ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ:

قَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَاسْقِنَا. صَحِيْحٌ (5) .

(1) رقم (141) في " المقدمة " قال البوصيري في " الزوائد " ورقة 11: هذا إسناد ضعيف، لاتفاقهم على ضعف عبد الوهاب، بل قال فيه أبو داود: يضع الحديث، وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، وشيخ إسماعيل كان يدلس.

(2)

تصحف في المطبوع إلى " دبريل " وهو الحافظ الرحال أبو إسحاق، إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني، قال المؤلف في تذكرة الحفاظ " ص 608: وكان يلقب بسيفنة، وسيفنة:

طائر لا يحط على شجرة إلا أكل ورقها، وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخا إلا وينزفه.

توفي سنة 283 هـ.

ونقل توثيقه عن الحاكم.

(3)

استنكار المؤلف له من جهة متنه، وسهيل وهو ابن أبي صالح في كلام لا يحتمل تفرده بمثل هذا الخبر.

(4)

تحرفت في المطبوع إلى " أليفه ".

(5)

مر تخريجه في الصفحة 91 تعليق (4) وانظر " طبقات ابن سعد " 4 / 28، 29.

ص: 93

وَفِي ذَلِكَ يَقُوْلُ عَبَّاسُ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ:

بِعَمِّي سَقَى اللهُ الحِجَازَ وَأَهْلَهُ

عَشِيَّةَ يَسْتَسْقِي بِشَيْبَتِهِ عُمُرْ

تَوَجَّهَ بِالعَبَّاسِ فِي الجَدْبِ رَاغِباً

إِلَيْهِ، فَمَا إِنْ رَامَ حَتَّى أَتَى المَطَرْ

وَمِنَّا رَسُوْلُ اللهِ فِيْنَا تُرَاثُهُ

فَهَلْ فَوْقَ هَذَا لِلْمَفَاخِرِ مُفْتَخَرْ

أَبُو مَعْشَرٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، وَعَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ نُفَيْعٍ، قَالُوا:

لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، وَفُتِحَ عَلَيْهِ الفُتُوْحُ، جَاءهُ مَالٌ، فَفَضَّلَ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارَ، فَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ بَدْراً خَمْسَةَ آلَافٍ، خَمْسَةَ آلَافٍ، وَلِمَنْ لَمْ يَشْهَدْهَا وَلَهُ سَابِقَةٌ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، أَرْبَعَةُ آلَافٍ؛ وَفَرَضَ لِلْعَبَّاسِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً (1) .

سُفْيَانُ بنُ حَبِيْبٍ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى العَبَّاسِ، قَالَ:

رَأَيْتُ عَلِيّاً يُقَبِّلُ يَدَ العَبَّاسِ وَرِجْلَهُ، وَيَقُوْلُ: يَا عَمّ، ارْضَ عَنِّي (2) .

إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَصُهَيْبٌ لَا أَعْرِفُهُ.

عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ: عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: أَنَّهُ

(1) انظر " سنن البيهقي " 6 / 394، 350.

(2)

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (976) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن سفيان بن حبيب، عن شعبة، عن عمرو، عن أبي صالح ذكوان، عن صهيب قال: رأيت عليا يقبل يد العباس ورجليه.

ورجاله ثقات خلا صهبب هذا، فإنه لا يعرف كما قال المؤلف، وعجب أمره يحسن إسناده مع وجود مجهول في سنده.

ص: 94

قَالَ العَبَّاسُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَارِثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَمُّهُ (1) .

سَمِعَهُ مِنْهُ: يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ.

وَهُوَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ.

قَالَ الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ الحِزَامِيُّ: كَانَ يَكُوْنُ لِلْعَبَّاسِ الحَاجَةُ إِلَى غِلْمَانِهِ وَهُمْ بِالغَابَةِ، فَيَقِفُ عَلَى سَلْعٍ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَيُنَادِيْهِم، فَيُسْمِعُهُم.

وَالغَابَةُ نَحْوٌ مِنْ تِسْعَةِ أَمْيَالٍ.

قُلْتُ: كَانَ تَامَّ الشَّكْلِ، جَهْوَرِيَّ الصَّوْتِ جِدّاً، وَهُوَ الَّذِي أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يَهْتِفَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ (2) .

قَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ زَبْرٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ:

كَانَ لِلْعَبَّاسِ رَاعٍ يَرْعَى لَهُ عَلَى مَسِيْرَةِ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، فَإِذَا أَرَادَ مِنْهُ شَيْئاً صَاحَ بِهِ، فَأَسْمَعَهُ حَاجَتَهُ.

لَيْثٌ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

أَعْتَقَ العَبَّاسُ عِنْدَ مَوْتِهِ سَبْعِيْنَ مَمْلُوْكاً (3) .

عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:

وَبَقِيَ فِي بَيْتِ المَالِ بَقِيَّةٌ، فَقَالَ العَبَّاسُ لِعُمَرَ، وَلِلنَّاسِ: أَرَأَيْتُم لَوْ كَانَ فِيْكُم عَمُّ مُوْسَى، أَكُنْتُم تُكْرِمُوْنَهُ

(1) أخرجه الحاكم 3 / 333، وعبد الوهاب بن عطاء ضعفه أحمد والنسائي، وغيرهما، ووثقه آخرون، ثم هو مرسل، وفي " ميزان " المؤلف نقلا عن صالح جزرة: أنكروا عليه حديث ثور في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، وكان ابن معين يقول: هذا موضوع.

فلعل

الخفاف دلسه، فإنه بلفظة..عن " ثم ذكر الحديث، وهو في سنن الترمذي (3762) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري عن عبد الوهاب، عن ثور، عن مكحول، عن حذيفة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفيه: " اللهم اغفر للعباس وولده مغفره ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده ".

(2)

انظر " طبقات ابن سعد " 4 / 18، 19 والصفحة 88 تعليق (1) من هذا الكتاب.

(3)

" طبقات ابن سعد " 4 / 30.

ص: 95

وَتَعْرِفُوْنَ حَقَّهُ؟

قَالُوا: نَعَمْ.

قَالَ: فَأَنَا عَمُّ نَبِيِّكُم، أَحَقُّ أَنْ تُكْرِمُوْنِي.

فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسُ، فَأَعْطَوْهُ (1) .

قُلْتُ: لَمْ يَزَلِ العَبَّاسُ مُشْفِقاً عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُحِبّاً لَهُ، صَابِراً عَلَى الأَذَى، وَلَمَّا يُسْلِمْ بَعْدُ، بِحَيْثُ أَنَّهُ لَيْلَةَ العَقَبَةِ عُرِفَ، وَقَامَ مَعَ ابْنِ أَخِيْهِ فِي اللَّيْلِ، وَتَوَثَّقَ لَهُ مِنَ السَّبْعِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ مَعَ قَوْمِهِ مُكْرَهاً؛ فَأُسِرَ، فَأَبْدَى لَهُم أَنَّهُ كَانَ أَسْلَمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ.

فَمَا أَدْرِي لِمَاذَا أَقَامَ بِهَا؟!

ثُمَّ لَا ذِكْرَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَا يَوْمَ الخَنْدَقِ، وَلَا خَرَجَ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ، وَلَا قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ فِي ذَلِكَ شَيْئاً، فِيْمَا عَلِمْتُ.

ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُهَاجِراً قُبَيْلَ فَتْحِ مَكَّةَ؛ فَلَمْ يَتَحَرَّرْ لَنَا قُدُوْمُهُ.

وَقَدْ كَانَ عُمَرُ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ لَهُ دَاراً بِالثَّمَنِ، لِيُدْخِلَهَا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَامْتَنَعَ، حَتَّى تَحَاكَمَا إِلَى أُبِيِّ بنِ كَعْبٍ

، وَالقِصَّةُ (2) مَشْهُوْرَةٌ، ثُمَّ بَذَلَهَا بِلَا ثَمَنٍ (3) .

وَوَرَدَ أَنَّ عُمَرَ عَمَدَ إِلَى مِيْزَابٍ لِلْعَبَّاسِ عَلَى مَمَرِّ النَّاسِ، فَقَلَعَهُ.

فَقَالَ لَهُ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الَّذِي وَضَعَهُ فِي مَكَانِهِ.

فَأَقْسَمَ عُمَرُ: لَتَصْعَدَنَّ عَلَى ظَهْرِي، وَلَتَضَعَنَّهُ مَوْضِعَهُ (4) .

وَيُرْوَى فِي خَبَرٍ مُنْكَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى الثُّرَيَّا، ثُمَّ قَالَ: (يَا

(1)" طبقات ابن سعد " 4 / 30 وهو مرسل، وعلي بن زيد ضعيف.

(2)

تصحفت في المطبوع إلى " والبقية ".

(3)

أخرجه ابن سعد 4 / 21 من طريق يزيد بن هارون، عن أبي أمية بن يعلى، عن سالم أبي النضر، وأبو أمية بن يعلى قال المؤلف في " الميزان ": ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه إلا للخواص.

(4)

أخرجه أحمد 1 / 210، وابن سعد 4 / 20، وسنده حسن.

ص: 96

عَمّ، لَيَمْلِكَنَّ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ عَدَدُ نُجُوْمِهَا) .

وَقَدْ عَمِلَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ تَرْجَمَةَ العَبَّاسِ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَرَقَةً.

وَقَدْ عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

وَمَاتَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ، وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ.

وَعلَى قَبْرِهِ اليَوْمَ قُبَّةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ بِنَاءِ خُلَفَاءِ آلِ العَبَّاسِ (1) .

وَقَالَ خَلِيْفَةُ، وَغَيْرُهُ: بَلْ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ.

وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِيْنَ.

أَخْبَرَنَا المِقْدَادُ بنُ أَبِي القَاسِمِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ الأَخْضَرِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ حُضُوْراً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَاسِي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، أَخْبَرَنَا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، وَخَرَجَ العَبَّاسُ مَعَهُ يَسْتَسْقِي، وَيَقُوْلُ:

اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قَحَطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم تَوسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّكَ (2) .

قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: سُئِلَ العَبَّاسُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟

فَقَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، مَوْلِدُهُ بَعْدَ عَقْلِي أُتِيَ إِلَى أُمِي، فَقِيْلَ لَهَا: وَلَدَتْ آمِنَةُ غُلَاماً.

فَخَرَجَتْ بِي حِيْنَ أَصْبَحَتْ آخِذَةً بِيَدِي، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَمْصَعُ (3) بِرِجْلَيْهِ فِي عَرَصَتِهِ، وَجَعَلَ النِّسَاءُ يَجْبِذْنَنِي

(1) هذا كان في عصر المؤلف " أما الآن، فلم يبق لها أثر.

(2)

إسناده صحيح، وأخرجه البخاري 2 / 413، وابن سعد 4 / 28، 29 من طريق الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة به وقد تقدم.

(3)

يمصع: يتحرك.

سير 2 / 7

ص: 97

عَلَيْهِ، وَيَقُلْنَ: قَبِّلْ أَخَاكَ.

كَذَا ذَكَرَهُ بِلَا إِسْنَادٍ.

أَنْبَأَنَا طَائِفَةٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَبَرْزَدْ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ غَيْلَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَطَرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، سَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُوْلُ:

الَّذِي أُمِرَ بِذَبْحِهِ إِبْرَاهِيْمُ: هُوَ إِسْحَاقُ (1) .

وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

أَسْلَمَ العَبَّاسُ بِمَكَّةَ قَبْلَ بَدْرٍ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الفَضْلِ مَعَهُ حِيْنَئِذٍ، وَكَانَ مُقَامُهُ بِمَكَّةَ.

إِنَّهُ كَانَ لَا يَغْبَى (2) عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) مبارك بن فضالة، مدلس، وقد عنعن، فالخبر لا يصح، والقول بأن الذبيح هو، إسحاق، مذهب مؤوف مرغوب عنه، متلقى عن أحبار أهل الكتاب أو صحفهم من غير حجة، والصواب عند علما الصحابة والتابعين ومن بعدهم، أنه إسماعيل.

بل الظاهر من القرآن - كما يقول الحافظ ابن كثير في " بدايته " 1 / 158، 159 - بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل،

لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده:(وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) ومن جعله حالا، فقد تكلف، ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات.

وكتابهم فيه تحريف، ولا سيما هاهنا قطعا لا محيد عنه، فإن عندهم أن الله أمر أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة من المعربة:" بكره إسحاق " فلفظة: " إسحاق " هاهنا مقمحمة مكذوبة مفتراة، لأنه ليس هو الوحيد، ولا البكر، ذاك إسماعيل، وإنما حملهم على هذا حسد العرب الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل الذي ينتسبون إليه، فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم، فحرفوا كلام الله، وزادوا فيه، وهم قوم بهت، ولم يقروا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.

وانظر " زاد المعاد " 1 / 71، 75، بتحقيقنا، فقد توسع ابن القيم في هذا الموضوع، ووفاه حقه.

(2)

أي: لا يخفى: يقال غبي الشئ عن فلان وعليه ومنه غبا وغباوة إذا خفي الشئ عليه فلم يعرفه، قال الشاعر: في بلدة يغبى بها الخريت أي: يخفى وفي حديث الصوم " فإن غبي عليكم " أي: خفي، ورواه بعضهم " غبي " بالتشديد.

ص: 98

بِمَكَّةَ خَبَرٌ يَكُوْنُ إِلَاّ كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ.

وَكَانَ مَنْ هُنَاكَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ يَتَقَوَّوْنَ بِهِ، وَيَصِيْرُوْنَ إِلَيْهِ، وَكَانَ لَهُم عَوْناً عَلَى إِسْلَامِهِم.

وَلَقَدْ كَانَ يَطْلُبُ أَن يَقْدَمَ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مَقَامَكَ مُجَاهِدٌ حَسَنٌ) .

فَأَقَامَ بِأَمْرِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ (1) .

وَلو جَرَى هَذَا، لَمَا طَلَبَ مِنَ العَبَّاسِ فِدَاءً يَوْم بَدْرٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ بَعْدَ بَدْرٍ.

قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ:

اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الهِجْرَةِ.

فَكَتَبَ إِلَيْهِ: (يَا عَمُّ، أَقِمْ مَكَانَكَ، فَإِنَّ اللهَ يَخْتِمُ بِكَ الهِجْرَةَ كَمَا خَتَمَ بِيَ النُّبُوَّةَ (2)) .

إِسْمَاعِيْلُ: وَاهٍ.

وَرَوَى: عَبْدُ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (العَبَّاسُ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ) .

إِسْنَادُهُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ (3) .

وَقَدِ اعْتَنَى الحُفَّاظُ بِجَمْعِ فَضَائِلِ العَبَّاسِ رِعَايَةً لِلْخُلَفَاءِ.

وَبِكُلِّ حَالٍ، لَوْ كَانَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ يُوْرَثُ، لَمَا وَرِثَهُ أَحَدٌ بَعْدَ بِنْتِهِ وَزَوْجَاتِهِ، إِلَاّ العَبَّاسُ.

وَقَدْ صَارَ المُلْكُ فِي ذُرِّيَّةِ العَبَّاسِ، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ، وَتَدَاوَلَهُ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُوْنَ

(1) بل موضوع، فإن الواقدي متروك، وشيخه ابن أبي سبرة وهو أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي سبرة رموه بالوضع كما في " التقريب " وحسين بن عبد الله ضعيف، والخبر في " طبقات ابن سعد " 4 / 31.

(2)

أورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 269، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس، وهو متروك.

(3)

وهو كما قال لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وقد تساهل المصنف رحمه الله في " تلخيص المستدرك " 3 / 325، فوافق الحاكم على تصحيحه، وحسنه الترمذي (3759) فلم يصب.

ص: 99

خَلِيْفَةً إِلَى وَقْتِنَا هَذَا، وَذَلِكَ سِتُّ مائَةِ عَامٍ، أَوَّلُهُمُ السَّفَاحُ.

وَخَلِيْفَةُ زَمَانِنَا المُسْتَكْفِي، لَهُ الاسْمُ المِنْبَرِيُّ، وَالعَقْدُ وَالحَلُّ بِيَدِ السُّلْطَانِ المَلِكِ النَّاصِرِ - أَيَّدَهُمَا اللهُ -.

وَإِذَا اقْتَصَرْنَا مِنْ مَنَاقِبِ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذِهِ النُّبْذَةِ، فَلْنَذْكُرْ وَفَاتَهُ:

كَانَتْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ، وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً؛ وَلَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ هَذِهِ السِّنَّ مِنْ أَوْلَادِهِ، وَلَا أَوْلَادِهِمْ، وَلَا ذُرِّيَّتِهِ الخُلَفَاءِ.

وَلَهُ قُبَّةٌ عَظِيْمَةٌ شَاهِقَةٌ عَلَى قَبْرِهِ بِالبَقِيْعِ.

وَسَنَذْكُرُ وَلَدَهُ عَبْدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ الفَقِيْهَ مُفْرَداً.

جِنَازَةُ العَبَّاسِ:

عَنْ نَمْلَةَ بنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

لَمَّا مَاتَ العَبَّاسُ، بَعَثَتْ بَنُوْ هَاشِمٍ مَن يُؤْذِنُ أَهْلَ العَوَالِي: رَحِمَ اللهُ مَنْ شَهِدَ العَبَّاسَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ.

فَحَشَدَ النَّاسُ (1) .

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَارِيَةَ، قَالَ:

جَاءَ مُؤْذِنٌ بِمَوْتِ العَبَّاسِ بِقُبَاءَ عَلَى حِمَارٍ، ثُمَّ جَاءنَا آخَرُ عَلَى حِمَارٍ، فَاسْتَقْبَلَ قُرَى الأَنْصَارِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّافِلَةِ، فَحَشَدَ النَّاسُ.

فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى مَوْضِعِ الجَنَائِزِ، تَضَايَقَ، فَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى البَقِيْعِ.

فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ الخُرُوْجِ قَطُّ، وَمَا يَقْدِرُ أَحَدٌ يَدْنُو إِلَى سَرِيْرِهِ.

وَازْدَحَمُوا عِنْدَ

(1) ابن سعد 4 / 32.

ص: 100

اللَّحْدِ، فَبَعَثَ عُثْمَانُ الشُّرَطَةَ يَضْرِبُوْنَ النَّاسَ عَنْ بَنِي هَاشِمٍ، حَتَّى خَلَصَ بَنُوْ هَاشِمٍ، فَنَزَلُوا فِي حُفْرَتِهِ.

وَرَأَيْتُ عَلَى سَرِيْرِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ قَدْ تَقَطَّعَ مِنْ زِحَامِهِمْ (1) .

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَتْنِي عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ:

جَاءنَا رَسُوْلُ عُثْمَانَ وَنَحْنُ بِقَصْرِنَا عَلَى عَشْرَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ؛ أَنَّ العَبَّاسَ قَدْ تُوُفِّيَ، فَنَزَلَ أَبِي، وَسَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ، وَنَزَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنَ السَّمُرَةِ؛ فَجَاءنَا أَبِي بَعْدَ يَوْمٍ، فَقَالَ:

مَا قَدَرْنَا أَنْ نَدْنُوَ مِنْ سَرِيْرِهِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ، غُلِبْنَا عَلَيْهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ حَمْلَهُ (2) .

وَعَنْ عَبَّاسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْبَدٍ، قَالَ:

حَضَرَ غَسْلَهُ عُثْمَانُ، وَغَسَّلَهُ: عَلِيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَخَوَاهُ؛ قُثَمُ وَعُبَيْدُ اللهِ.

وَحَدَّتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ سَنَةً.

زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ [عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ] (3) بنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ العَبَّاسَ أَعْتَقَ سَبْعِيْنَ مَمْلُوْكاً عِنْدَ مَوْتِهِ (4) .

وَفِي (مُسْتَدْرَكِ الحَاكِمِ) : [عَنْ] مُحَمَّدِ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجِلُّ العَبَّاسَ إِجْلَالَ الوَالِدِ (5) .

(1) ابن سعد 4 / 32 والزيادة منه، وجاء في الأصل، والمطبوع من الطبقات " حارثة " بدل " جارية " وهو تصحيف.

(2)

ابن سعد 4 / 32، وفي الأصل " نائل " بدل " نابل " وما أثبتناه هو الصواب انظر " الإكمال " 7 / 325.

(3)

ما بين حاصرتين سقط من الأصل، واستدرك من ابن سعد 4 / 30، وقد تقدم الخبر في الصفحة 95 بالسند نفسه، وفيه هذه الزيادة التي سقطت هنا.

(4)

ابن سعد 4 / 30.

(5)

" المستدرك " 3 / 324، 325، ولفظه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجل العباس إجلال الولد والده خاصة خص الله العباس بها من بين الناس ".

ص: 101

وَلِعَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً: (العَبَّاسُ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ (1)) .

عَبْدُ الأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ: لَيِّنٌ.

يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي قَبِيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى العَبَّاسِ، سَمِعَ العَبَّاسَ يَقُوْلُ:

كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (انْظُرْ فِي السَّمَاءِ) .

فَنَظَرْتُ، فَقَالَ:(مَا تَرَى؟) .

قُلْتُ: الثُّرَيَّا.

فَقَالَ: (أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ (2)) .

رَوَاهُ: الحَاكِمُ.

وَعُبَيْدٌ: غَيْرُ ثِقَةٍ.

وَرَوَى: الحَاكِمُ، أَنَّ زَحْرَ (3) بنَ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بنِ مُنْهِبٍ (4)، سَمِعَ جَدَّهُ خُرَيْمَ بنَ أَوْسٍ يَقُوْلُ:

هَاجَرْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوْكٍ، فَسَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُوْلُ:

يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ.

قَالَ: (قُلْ، لَا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ) .

قَالَ:

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي

مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ (5)

(1) ضعيف، وقد تقدم تخريجه ص 99 تعليق (3) .

(2)

أخرجه أحمد 1 / 209، والحاكم 3 / 326 وسنده ضعيف لضعف عبيد بن أبي قرة، مترجم في " ميزان " المؤلف، وقد تحرف في المطبوع إلى " ابن المغيرة ".

(3)

في الأصل " حر " والتصويب من " الجرح والتعديل " و" الميزان " وقد تحرف في المطبوع إلى " جزء ".

(4)

تحرف في المطبوع إلى " منيب ".

(5)

قال ابن الأثير في " النهاية " أي: في الجنة حيث خصف آدم وحواء عليهما من ورق الجنة.

ومن قبلها: أي من قبل النزول إلى الأرض، والخصف: الضم والجمع.

ص: 102