الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ المَدِيْنَةَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُرِيْدُ غَزْوَ مَكَّةَ، فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يَزِيْدَ فِي الهُدْنَةِ، فَلَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ، فَقَامَ، فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ أُمِّ حَبِيْبَةَ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَجْلِسَ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَوَتْهُ دُوْنَهُ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ! أَرَغِبْتِ بِهَذَا الفِرَاشِ عَنِّي، أَمْ بِي عَنْهُ؟
قَالَتْ: بَلْ هُوَ فِرَاشُ رَسُوْلِ اللهِ، وَأَنْتَ امْرُؤٌ نَجِسٌ مُشْرِكٌ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ! لَقَدْ أَصَابَكِ بَعْدِي شَرٌّ (1) .
قَالَ عَطَاءٌ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شَوَّالٍ، أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أَمَرَهَا أَنْ تَنْفُرَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ (2) .
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ المَجِيْدِ بنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: دَعَتْنِي أُمُّ حَبِيْبَةَ عِنْدَ مَوْتِهَا، فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُوْنُ بَيْنَنَا مَا يَكُوْنُ بَيْنَ الضَّرَائِرِ، فَغَفَرَ اللهُ لِي وَلَكِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ.
فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكِ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَحَلَّلَكِ مِنْ ذَلِكَ.
فَقَالَتْ: سَرَرْتِنِي - سَرَّكِ اللهُ -.
وَأَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ.
24 - أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ بَرَكَةُ مَوْلَاةُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَاضِنَتُهُ *
(ق)
وَرِثَهَا مِنْ أَبِيْهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا
(1)" طبقات ابن سعد " 8 / 99، 100 (2) أخرجه مسلم (1292) في الحج: باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى قبل زحمة الناس، وابن سعد 8 / 100.
وجمع: علم للمزدلفة وابن شوال هو سالم مولى أم حبيبة.
(3)
أخرجه ابن سعد 8 / 100، والحاكم 4 / 22، 23.
(*) مسند أحمد: 6 / 421، طبقات ابن سعد: 8 / 223 - 227، طبقات خليفة: 331، المعارف: 144، 145، 150، 164، 239، الجرح والتعديل: 9 / 461، المستدرك: 4 / 63، 64، الاستيعاب: 4 / 1793، أسد الغابة: 7 / 37، تهذيب الكمال: 1678، العبر: =
عِنْدَمَا تَزَوَّجَ بِخَدِيْجَةَ.
وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
اسْمُهَا: بَرَكَةٌ، وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ الخَزْرَجِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَيْمَنَ، وَلأَيْمَنَ هِجْرَةٌ وَجِهَادٌ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ لَيَالِيَ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُوْلُ لأُمِّ أَيْمَنَ: (يَا أُمَّه) .
وَيَقُوْلُ: (هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي (1)) .
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ القَاسِمِ، قَالَ:
لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالمُنْصَرَفِ دُوْنَ الرَّوْحَاءِ، فَعَطِشَتْ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَجَهِدَتْ، فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السِّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ، فَشَرِبَتْ، وَكَانَتْ تَقُوْلُ:
مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ، وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الهَوَاجِرِ، فَمَا عَطِشْتُ (2) .
قَالَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ: عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلْطِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَقُوْمُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ) .
= 1 / 13، 59، مجمع الزوائد: 9 / 258، تهذيب التهذيب: 12 / 459 - 460، الإصابة: 13 / 177، خلاصة تدهيب الكمال: 497، شذرات الذهب: 1 / 15.
(1)
أخرجه ابن سعد 8 / 223، والحاكم 4 / 63 من طريق الواقدي.
(2)
أخرجه ابن سعد 8 / 224 وعنه الحافظ في " الإصابة " 13 / 178، ورجاله ثقات لكنه منقطع.
وقد تحرفت في المطبوع " فدلي " إلى " فنزل ".
قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا زَيْدٌ (1) .
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ:
جَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، احْمِلْنِي.
قَالَ: (أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ؟) .
قَالَتْ: إِنَّهُ لَا يُطِيْقُنِي، وَلَا أُرِيْدُهُ.
قَالَ: (لَا أَحْمِلُكِ إِلَاّ عَلَيْهِ)
يَعْنِي: يُمَازِحُهَا (2) .
الوَاقِدِيُّ: عَنْ عَائِذِ بنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ:
أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قَالَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ: سَبَّتَ اللهُ أَقْدَامَكُمْ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (اسْكُتِي، فَإِنَّكِ عَسْرَاءُ اللِّسَانِ (3)) .
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: دَخَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: سَلَامَ لاّ عَلَيْكُمْ.
فَرَخَّصَ لَهَا أَنْ تَقُوْلَ: السَّلَامُ (4) .
مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: عَنْ أَبِيْهِ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ:
إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَالِهِ النَّخْلَاتِ، حَتَّى فُتِحَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيْرُ، فَجَعَلَ يَرُدُّ.
وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ، أَوْ بَعْضُهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ أَعْطَى ذَاكَ أُمَّ أَيْمَنَ، فَسَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِيْهِنَّ.
فَجَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي، وَجَعَلَتْ تَقُوْلُ:
كَلَاّ -وَاللهِ- لَا يُعْطِيْكَهُنَّ، وَقَدْ أَعْطَانِيْهِنَّ. فَقَالَ
(1) أخرجه ابن سعد 8 / 224 من طريق عبيد الله بن موسى عن فضيل بن مرزوق.
وتلطف: أي تتحفه وتكرمه وتبر به.
ورجاله ثقات لكنه منقطع.
(2)
إسناده ضعيف لضعف أبي معشر، واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي، ثم هو مرسل.
وهو في " طبقات ابن سعد " 8 / 224 وتمامه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا، والابل كلها ولد الناقة.
(3)
ابن سعد 8 / 225.
(4)
ابن سعد 8 / 224.
سير 2 / 15
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَكِ كَذَا) .
وَتَقُوْلُ: كَلَاّ -وَاللهِ-
…
، وَذَكَرَ الحَدِيْثَ (1) .
الوَلِيْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ:
أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، إِذْ دَخَلَ الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ، فَصَلَّى صَلَاةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوْعَهَا، وَلَا سُجُوْدَهَا.
فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: أَتَحْسِبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إِنَّك لَمْ تُصَلِّ، فَعُدْ لِصَلَاتِكَ.
فَلَمَّا وَلَّى! قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟
فَقُلْتُ: الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ بنِ أُمِّ أَيْمَنَ.
فَقَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَحَبَّهُ (2) .
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِيْنَ مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
قِيْلَ لَهَا: أَتَبْكِيْنَ؟
قَالَتْ: وَاللهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَمُوْتُ؛ وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الوَحْيِ إِذِ انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السِّمَاءِ (3) .
وَرَوَى: قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ، بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ،
(1) إسناده صحيح، وهو في طبقات ابن سعد 8 / 225، وتمامه: أو كالذي قالت.
ويقول:
لك كذا، الذي أعطاها، حسبت أنه قال: عشرة أمثاله، أو قريبا من عشرة أمثاله، أو كما قال.
وأخرجه البخاري 7 / 316 في المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الاحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، ومسلم (1771) (71) في الجهاد والسير: باب رد المهاجرين إلى الانصار منائحهم، كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس رضي الله عنه.
(2)
أخرجه ابن سعد 8 / 225 من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد به، ورجاله ثقات، والزيادتان منه.
(3)
أخرجه ابن سعد 8 / 226 وإسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2454) في فضائل الصحابة، وابن ماجة (1635) في الجنائز، وأبو نعيم في " الحلية " 2 / 68، ثلاثتهم من طريق سليمان بن المغيرة بن ثابت، عن أنس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله، فقالت: ما أبكي ألا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء.