الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الهَاشِمِيَّةُ *
وَالِدَةُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
هِيَ حَمَاةُ فَاطِمَةَ، كَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ هَاشِمِيّاً.
قَالَهُ: الزُّبَيْرُ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ:
رَوَى: سَعْدَانُ بنُ الوَلِيْدِ السَّابَرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيٍّ أَلْبَسَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيْصَهُ، وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا.
فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ صَنَعْتَ هَذَا!
فَقَالَ: (إِنَّه لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرَّ بِي مِنْهَا، إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيْصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا) .
هَذَا غَرِيْبٌ (1) .
18 - فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ ** صلى الله عليه وسلم
- (ع)
سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا، البَضْعَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَالجِهَةُ المُصْطَفَوِيَّةُ،
(*) التاريخ لابن معين: 739، طبقات ابن سعد: 8 / 222، تاريخ خليفة: 180، المعارف: 71، 120، 203، المستدرك: 3 / 108، الاستيعاب: 4 / 1891، أسد الغابة:
7 / 217، مجمع الزوائد: 9 / 257، الإصابة: 13 / 77، كنز العمال: 13 / 635.
(1)
" الاستيعاب " 13 / 108، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 257، وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه سعدان بن الوليد السابري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وذكره صاحب " كنز العمال " 13 / 636، ونسبه لأبي نعيم في المعرفة، والديلمي.
(* *) مسند أحمد: 6 / 282، طبقات ابن سعد: 8 / 19 - 30، طبقات خليفة: 330، تاريخ خليفة: 65، 96، المعارف: 141، 142، 158، 200، حلية الأولياء: 2 / 39، 34، المستدرك: 3 / 151 - 161، الاستيعاب: 4 / 1893، جامع الأصول: 9 / 125، أسد الغابة: 7 / 220، تهذيب الكمال: 1690، تاريخ الإسلام: 1 / 360، العبر: 1 / 13، مجمع الزوائد: 9 / 201 - 212، تهذيب التهذيب: 12 / 440 - 442، الإصابة: 13 / 71، خلاصة تذهيب الكمال: 494، كنز العمال: 13 / 674، شذرات الذهب: 1 / 9 و10 و15.
أُمُّ أَبِيْهَا (1) ، بِنْتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبِي القَاسِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيَّةُ، الهَاشِمِيَّةُ، وَأُمُّ الحَسَنَيْنِ.
مَوْلِدُهَا قَبْلَ المَبْعَثِ بِقَلِيْلٍ.
وَتَزَوَّجَهَا الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، أَوْ قُبَيْلَهُ، مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: دَخَلَ بِهَا بَعْدَ وَقْعَةِ أُحُدٍ (2) ، فَوَلَدَتْ لَهُ الحَسَنَ، وَالحُسَيْنَ، وَمُحْسِناً، وَأُمَّ كُلْثُوْمٍ، وَزَيْنَبَ.
وَرَوَتْ عَنْ: أَبِيْهَا.
وَرَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا؛ الحُسَيْنُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُم.
وَرِوَايَتُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهَا وَيُكْرِمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيْهَا.
وَمَنَاقِبُهَا غَزِيْرَةٌ.
وَكَانَتْ صَابِرَةً، دَيِّنَةً، خَيِّرَةً، صَيِّنَةً، قَانِعَةً، شَاكِرَةً للهِ.
وَقَدْ غَضِبَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا الحَسَنِ هَمَّ بِمَا رَآهُ سَائِغاً مِنْ خِطْبَةِ بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ:(وَاللهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ نَبِيِّ اللهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ، وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيْبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِيْنِي مَا آذَاهَا (3)) .
فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ رِعَايَةً لَهَا، فَمَا تَزَوَّجَ عَلَيْهَا، وَلَا
(1) في " الإصابة " 13 / 71، و" أسد الغابة " 7 / 25 وكانت تكنى أم أبيها.
(2)
في " الإصابة " 13 / 73: وفي " الصحيحين " عن علي قصة الشارفين لما ذبحهما حمزة، وكان علي أراد أن يبني بفاطمة..وهذا يدفع قول من زعم أن تزويجه بها كان بعد أحد، فإن حمزة قتل بأحد.
وانظر حديث علي في البخاري 5 / 35 في الشرب: باب بيع الحطب والكلا، ومسلم (1979) في أول كتاب الاشربة.
(3)
أخرجه البخاري 7 / 67، 68 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي النكاح: باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف، ومسلم (2449) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (2069) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي (3866) في المناقب: باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، من حديث المسور بن مخرمة.
تَسَرَّى.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، تَزَوَّجَ، وَتَسَرَّى رضي الله عنهما.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَزِنَتْ عَلَيْهِ، وَبَكَتْهُ، وَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ! إِلَى جِبْرِيْلَ نَنْعَاهُ! يَا أَبتَاهُ! أَجَابَ رَبّاً دَعَاهُ! يَا أَبتَاهُ! جَنَّةُ الفِرْدَوْس مَأْوَاهُ!
وَقَالَتْ بَعْدَ دَفْنِهِ: يَا أَنَسُ، كَيْفَ طَابَتْ أَنفُسُكُم أَنْ تَحْثَوُا التُّرَابَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ (1) صلى الله عليه وسلم!
وَقَدْ قَالَ لَهَا فِي مَرَضِهِ: إِنِّي مَقْبُوْضٌ فِي مَرَضِي هَذَا، فَبَكَتْ.
وَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوْقاً بِهِ، وَأَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ.
فَضَحِكَتْ، وَكَتَمَتْ ذَلِكَ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم سَأَلَتْهَا عَائِشَةُ، فَحَدَّثَتْهَا بِمَا أَسَرَّ إِلَيْهَا (2) .
وَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: جَاءتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَامَ إِلَيْهَا، وَقَالَ:(مَرْحَباً بِابْنَتِي (3)) .
وَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوْهَا، تَعَلَّقَتْ آمَالُهَا بِمِيْرَاثِهِ، وَجَاءتْ تَطْلُبُ ذَلِكَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَحَدَّثَهَا:
أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (لَا نُوْرَثُ، مَا تَرَكْنَا
(1) أخرجه البخاري في " صحيحه " 8 / 113 في آخر المغازي.
باب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم.
من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم، جعل يتغشاه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه، فقال: ليس على أبيك كرب بعد هذا اليوم، فلما مات، قالت: يا أبتاه
…
(2) أخرجه البخاري 6 / 462 في الأنبياء: باب علامات النبوة في الإسلام، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي الاستئذان: باب من ناجى بين يدي الناس ومن لم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به، وأخرجه مسلم (2450) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (5217) .
(3)
قطعة من الحديث المتفق عليه المتقدم دون قوله " فقام إليها " فإنه لأبي داود (5217) والترمذي (3872) وسنده حسن، وصححه الحاكم 3 / 154، ووافقه الذهبي، ولفظ المتفق عليه: فلما رآها رحب بها، وقال: مرحبا بابنتي، وأجلسها عن يمينه.
صَدَقَةٌ (1)) .
فَوَجَدَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَعَلَّلَتْ (2) .
رَوَى: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ، أَتَى أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا فَاطِمَةُ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ.
فَقَالَتْ: أَتُحِبُّ أَنْ آذَنَ لَهُ.
قَالَ: نَعَمْ.
-قُلْتُ: عَمِلَتِ السُّنَّةَ رضي الله عنها فَلَمْ تَأْذَنْ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَاّ بِأَمْرِهِ -.
قَالَ: فَأَذِنَتْ لَهُ.
فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَتَرَضَّاهَا، وَقَالَ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُ الدَّارَ وَالمَالَ وَالأَهْلَ وَالعَشِيْرَةَ إِلَاّ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَمَرْضَاتِكُم أَهْلَ البَيْتِ.
قَالَ: ثُمَّ تَرَضَّاهَا حَتَّى رَضِيَتْ (3) .
تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ، أَوْ نَحْوِهَا (4) .
وَعَاشَتْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَأَكْثَرُ مَا قِيْلَ: إِنَّهَا عَاشَتْ تِسْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. وَالأَوَّلُ
(1) أخرجه البخاري 6 / 139، 141 في فرض الخمس، و7 / 259 في المغازي باب حديث بني النضير، و12 / 4 في أول الفرائض.
ومسلم (1759) في الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا نورث ما تركناه صدقة " من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه من المدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال " وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها، ولاعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر
…
الحديث.
(2)
تعللت: أي تلهت عنه وتشاغلت.
(3)
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 8 / 27، وإسناده صحيح، لكنه مرسل، وذكره الحافظ في " الفتح " 6 / 139، ونسبه إلى البيهقي وقال: وهو وإن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح.
(4)
تقدم في حديث عائشة أنها توفيت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
أَصَحُّ.
وَكَانَتْ أَصْغَرَ مِنْ زَيْنَبَ زَوْجَةِ أَبِي العَاصِ بنِ الرَّبِيْعِ؛ وَمِنْ رُقَيَّةَ زَوْجَةِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ.
وَقَدِ انْقْطَعَ نَسَبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَاّ مِنْ قِبَلِ فَاطِمَةَ؛ لأَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُهَا فِي صَلَاتِهِ (1) ، تَزَوَّجَتْ بِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ بِالمُغِيْرَةِ بنِ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيِّ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ، فَجَاءهَا مِنْهُ أَوْلَادٌ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: انْقَرَضَ عَقِبُ زَيْنَبَ.
وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ:(اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً (2)) .
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا تَلِيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ:(أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم)(3) .
(1) أخرج مالك في " الموطأ " 1 / 170 في قصر الصلاة في السفر: باب جامع الصلاة، والبخاري 1 / 487، 488 في سترة المصلي: باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة، ومسلم (543) في المساجد: باب جواز حمل الصبيان، من حديث أبي قتادة السلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي، وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها.
(2)
روي من حديث عائشة، وأم سلمة، ووائلة بن الاسقع، فأما حديث عائشة، فأخرجه مسلم (2424) في فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والحاكم 3 / 147، وأما حديث أم سلمة فأخرجه " أحمد " 6 / 292 و298 و304، والترمذي (3205) في التفسير والطبري 22 / 7 والحاكم 2 / 416 و3 / 147، وأما حديث واثلة فأخرجه أحمد 4 / 107، والطبري 22 / 716، والحاكم 2 / 416 و3 / 147، وفي الباب عن غير هؤلاء، انظر تفسير ابن كثير 3 / 483، 485، والدر المنثور 5 / 198، 199.
(3)
أخرجه أحمد 2 / 442، والحاكم 3 / 149، وتليد بن سليمان ضعيف وباقي رجاله ثقات.
وذكر له الحاكم شاهدا من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، إسماعيل بن عبد الرحمن، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم، وهذا الشاهد هو في " سنن الترمذي "(3870) .
رَوَاهُ: الحَاكِمُ فِي (المُسْتَدْرَكِ) .
وَفِيْهِ: مِنْ طَرِيْقِ أَبَانَ بنِ تَغْلِبٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا يُبْغِضُنَا أَهْلَ البَيْتِ أَحَدٌ إِلَاّ أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ)(1) .
إِسْرَائِيْلُ: عَنْ مَيْسَرَةَ بنِ حَبِيْبٍ، عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (نَزَلَ مَلَكٌ، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ) .
وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ المِنْهَالِ، رَوَاهُمَا الحَاكِمُ (2) .
يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ: عَنْ أَبِي سَلَاّمٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ:
دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ) .
ثُمَّ خَرَجَ، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلَاماً، فَأَعْتَقَتْهُ (3) .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ) . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (4) .
(1) أخرجه الحاكم 3 / 150، وصححه، وأقره الذهبي، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس.
(2)
3 / 151، وصححه، وأقره الذهبي، وفي الباب عن أبي هريرة رواه الطبراني فيما ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 201، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلي، ووثقه ابن حبان، وقد تقدم حديث عائشة المتفق عليه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:" أما ترضين أن تكوني سيدة أهل الجنة ".
(3)
سقط من المطبوع " فأعتقته ".
(4)
هو الطيالسي صاحب " المسند " وهو فيه 2 / 354، وكان على المصنف رحمه الله أن يقيده حتى لا يلتبس بأبي داود السجستاني صاحب السنن، فإنه المتبادر عند الاطلاق، وأخرجه النسائي 8 / 158 في الزينة، والحاكم 3 / 152، 153 من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أسماء، عن ثوبان
…
وأخرجه أحمد 5 / 278، 279 من طريق همام، والنسائي 8 / 158 من طريق هشام كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه قد =
دَاوُدُ بنُ أَبِي الفُرَاتِ: عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً: (أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ: خَدِيْجَةُ، وَفَاطِمَةُ (1)) .
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بنِ غَفَلَةَ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عَمِّهَا
= أعل بالانقطاع، فقد نقل ابن القيم في " تهذيب السنن " 6 / 126 عن ابن القطان قوله: وعلته أن الناس قالوا: إن رواية يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام منقطعة، على أن يحيى قال: حدثني زيد بن سلام، وقد قيل: إنه دلس ذلك، ولعله كان أجازه زيد بن سلام، فجعل يقول: حدثنا زيد.
وهذا النوع من التدليس بينه الحافظ ابن حجر في " طبقات المدلسين " فقال: ويلتحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الاخبار عن الاجازة موهما السماع، ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئا.
وقال المؤلف في " ميزانه " في ترجمة يحيى بن أبي كثير: وروايته عن زيد بن سلام منقطعة، لأنها من كتاب وقعت له.
ومع كل ما تقدم، فقد صحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه أياضا الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 1 / 557 في باب الترهيب من منع الزكاة.
وما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني بالاستناد إلى هذا الحديث وغيره مما أورده في " آداب الزفاف " من تحريم تحلي النساء بالذهب المحلق، وإباحة غير المحلق لهن، فقد خالف بذلك إجماع
المسلمين سلفا وخلفا على إباحة تحلي النساء بالذهب محلقا وغير محلق كالطوق والخاتم والسوار، والخلخال والقلائد، وقد نقل الاجماع غير واحد من العلماء المحققين كالجصاص الرازي في " أحكام القرآن " 4 / 477 والقرطبي في " تفسيره " 16 / 71، 72، والنووي في " المجموع " 4 / 442 و6 / 40، والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " 10 / 317 - ولا يتسع هذا التعليق لبيان وهاء رأيه هذا الذي انفرد به، والشبهات التي أثارها حول هذه المسألة، ونحيل القارئ الكريم على كتاب " إباحة التحلي بالذهب المحلق للنساء " للشسيخ الفاضل إسماعيل بن محمد الأنصاري! فقد تكفل بالرد عليه، وتوهين ما استند إليه من الأحاديث التي يظن أنها تدل على مدعاه، ونقل عن العلماء أن المراد منها - على فرض صحتها - غير ما ذهب إليه، وأورد نصوصا من الكتاب والسنة الصحيحة تدل على صحة ما ذهب إليه جماهير السلف والخلف من العلماء، وقد أجاد في كل ذلك وأفاد، فجزاه الله عنا خير الجزاء.
(1)
إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 1 / 293، وصححه الحاكم 2 / 594، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 223، وزاد نسبته إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: ورجالهم رجال الصحيح.
الحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، فَاسْتَشَارَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:(أَعَنْ حَسَبِهَا تَسْأَلُنِي؟) .
قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ أَعْلَمُ مَا حَسَبُهَا، وَلَكِنْ أَتَأْمُرُنِي بِهَا؟
فَقَالَ: (لَا، فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي، وَلَا أَحْسَبُ إِلَاّ أَنَّهَا تَحْزَنُ، أَوْ تَجْزَعُ) .
قَالَ: لَا آتِي شَيْئاً تَكْرَهُهُ (1) .
وَقَدْ رَوَى: التِّرْمِذِيُّ فِي (جَامِعِهِ)، مِنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ:
أَنَّهَا قِيْلَ لَهَا: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟
قَالَتْ: فَاطِمَةُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ؛ وَمِنَ الرِّجَالِ زَوْجُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ صَوَّاماً قَوَّاماً (2) .
قُلْتُ: لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ.
وَفِي (الجَامِعِ) لِزَيْدِ بنِ أَرْقَمَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمَا وَلابْنَيْهِمَا: (أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم)(3) .
وَكَانَ لَهَا مِنَ البَنَاتِ: أُمُّ كُلْثُوْمٍ؛ زَوْجَةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَزَيْنَبُ؛ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
الأَعْمَشُ: عَنْ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ، قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ: اكْفِي فَاطِمَةَ الخِدْمَةَ خَارِجاً، وَتَكْفِيْكِ هِيَ العَمَلَ فِي البَيْتِ، وَالعَجْنَ، وَالخَبْزَ، وَالطَّحْنَ (4) .
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نُعْمٍ: عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (فَاطِمَةُ
(1) هو في " المستدرك " 3 / 158، وصححه الحاكم على شرط الشيخين بهذه السياقة، وعلق عليه الذهبي بقوله: هو مرسل قوي.
(2)
هو في " سنن الترمذي "(3874) في المناقب، وفي سنده جميع بن عمير التميمي، قال ابن عدي: هو كما قال البخاري: في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.
ومع ذلك فقد حسن الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم 3 / 157، ولم يتعقبه الهذبي في مختصره كما فعل هنا.
(3)
تقدم تخريجه في الصفحة 122 التعليق (3) .
(4)
رجاله ثقات.
سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلَاّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ (1)) .
عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ: عَنْ كَثِيْرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا:
(كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟) .
قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟) .
قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ (2) عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) .
رَوَاهُ: أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَكَثِيْرٌ: وَاهٍ، وَسَقَطَ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِمْرَانَ.
عِلْبَاءُ بنُ أَحْمَرَ: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ: خَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ، وَآسِيَةُ (3)) .
وَرَوَى: أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ:(خَيْرُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ) .
مَعْمَرٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً:(حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ أَرْبَعٌ)
…
، الحَدِيْثَ.
وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا، وَهُوَ:(حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ، وَخَدِيْجَةُ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم)(4) .
(1) أخرجه الحاكم 3 / 154، وصححه، ووافقه الذهبي.
(2)
سقط من المطبوع من قوله " العالمين " إلى هنا.
(3)
إسناده صحيح، وقد تقدم تخريجه في الصفحة 124 التعليق رقم (1) وقد تحرف في المطبوع " علباء بن أحمر " إلى " عباد بن أحمد ".
(4)
حديث صحيح، وقد مر تخريجه في الصفحة 117 التعليق رقم (1) .
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ الذُّهَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ مَلَكاً اسْتَأذَنَ اللهَ فِي زِيَارَتِي، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أُمَّتِي، وَأَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ) .
غَرِيْبٌ جِدّاً، وَالذُّهْلِيُّ: مُقِلٌّ (1) .
وَيُرْوَى نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً.
مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ: عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلَاماً وَحَدِيْثاً بِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَبَّلَهَا، وَرَحَّبَ بِهَا، وَكَذَلِكَ كَانَتْ هِيَ تَصْنَعُ بِهِ (2) .
مَيْسَرَةُ: صَدُوْقٌ.
الزُّهْرِيُّ: عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً (3) .
قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَذَا أَثْبَتُ الأَقَاوِيْلِ عِنْدَنَا.
قَالَ: وَصَلَّى (4) عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ.
(1) قال المؤلف عنه في " ميزانه " لا يكاد يعرف، ثم أورد حديثه هذا، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 183، ونسبه للطبري، وأعله بجهالة الذهلي.
وفي حديث حذيفة الطويل عند الترمذي (3781)" إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي، ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " وسنده حسن.
(2)
إسناده حسن، أخرجه أبو داود (5217) في الأدب: باب ما جاء في القيام، والترمذي (3871) في المناقب.
باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وصححه الحاكم 3 / 154، ووافقه الذهبي.
(3)
" المستدرك " 3 / 162.
(4)
تحرفت في المطبوع إلى " دخل ".
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: مَاتَتْ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، أَوْ نَحْوِهَا، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.
وَرَوَى: يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، قَالَ:
مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَهِيَ تَذُوْبُ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِيْهَا بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ بَيْنَ فَاطِمَةَ وَبَيْنَ أَبِيْهَا شَهْرَانِ (1) .
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وُلِدَتْ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الكَعْبَةَ.
قَالَ: وَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ.
وَذَكَرَ المُسَبِّحِيُّ: أَنَّ فَاطِمَةَ تَزَوَّجَ بِهَا عَلِيٌّ بَعْدَ عُرْسِ عَائِشَةَ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ، وَلِفَاطِمَةَ يَوْمَئِذٍ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةُ أَشْهُرٍ وَنِصْفٌ.
قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى، عَنْ عَوْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ.
وَعَنْ عُمَارَةَ بنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:
أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ، فَيَصِفُهَا (2) .
قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلَا أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
(1)" المستدرك " 3 / 163.
(2)
أي: يظهر حجم أعضائها.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلَا يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لَا تَدْخُلِي.
فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ (1) .
قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: هِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلَامِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى فَاطِمَةَ حِيْنَ مَرِضَتْ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَتْ لَهُ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهَا، وَكَلَّمَهَا، فَرَضِيَتْ عَنْهُ (2) .
رَوَى: إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بنِ فُلَانِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَلْمَى، قَالَتْ:
مَرِضَتْ فَاطِمَةُ
…
، إِلَى أَنْ قَالَتْ: اضْطَجَعَتْ عَلَى فِرَاشِهَا، وَاسْتَقْبَلَتِ القِبْلَةَ، ثُمَّ قَالَتْ:
وَاللهِ إِنِّي مَقْبُوْضَةٌ السَّاعَةَ، وَقَدِ اغْتَسَلْتُ، فَلَا يَكْشِفَنَّ لِي أَحَدٌ كَنَفاً.
فَمَاتَتْ، وَجَاءَ عَلِيٌّ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ (3) .
هَذَا مُنْكَرٌ.
(1) في سنده جهالة، وهو في " الحلية " 2 / 43 و" المستدرك " 3 / 163، 164 وفيه مخالفة لما في الصحيح من أن عليا دفنها ليلا، ولم يعلم أبا بكر، فكيف يمكن أن تغسلها زوجه أسماء وهو لا يعلم، وورع أسماء يمنعها ألا تستأذنه، وانظر سنن الدراقطني 1 / 194، وسنن البيهقي 3 / 396، و" تلخيص الحبير " 2 / 143.
(2)
تقدم تخريجه في الصفحة 121 تعليق (3) .
(3)
هو في طبقات ابن سعد 8 / 27 وإسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق، ولين علي بن فلان بن أبي رافع، والاصح كما قال الترمذي عبيد الله بن علي بن أبي رافع، فقد ترجمه الحافظ في = سير 2 / 9
أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ:
كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ، لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً.
فَجَاءتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ (1) رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَلَمَّا رَآهَا، رَحَّبَ بِهَا، قَالَ:(مَرْحَباً بِابْنَتِي) .
ثُمَّ أَقْعَدَهَا عَنْ يَمِيْنِهِ، أَوْ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَضَحِكَتْ.
فَلَمَّا قَامَ، قُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُوْلُ اللهِ بِالسِرِّ وَأَنْتَ تَبْكِيْنَ، عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَالِي عَلَيْكِ مِنْ حَقٍّ، لَمَا أَخْبَرْتِنِي مِمَّ ضَحِكْتِ؟ وَمِمَّ بَكَيْتِ؟
قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِي سِرَّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنْ حَقٍّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي.
قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فِي المَرَّةِ الأُوْلَى، حَدَّثَنِي:(أَنَّ جِبْرِيْلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَأَنِّي لَا أَحْسِبُ ذَلِكَ إِلَاّ عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجَلِي، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَنِعْمَ السَّلَفُ لَكِ أَنَا) .
فَبَكَيْتُ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي، قَالَ:(أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟) .
قَالَتْ: فَضَحِكْتُ.
أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ (2) ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ فِرَاسٍ.
وَهُوَ فَرْدٌ غَرِيْبٌ.
= " والتقريب " فيمن اسمه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وقال: ويقال فيه علي بن عبيد الله: لين الحديث.
ورواه بنحوه أحمد في " المسند " 6 / 461 من طريق أبي النضر، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أم سلمى، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 210، 211 عن أحمد، وقال: وفيه من لم أعرفه.
والكنف هنا: الثوب، وقد تصحفت في " الطبقات " وفي المطبوع إلى " كتفا " بالتاء.
(1)
تحرفت في المطبوع إلى " مشي ".
(2)
6 / 462 في الأنبياء: باب علامات النبوة في الإسلام، وأخرجه أيضا 11 / 67 في الاستئذان: باب من ناجى بين يدي الناس، ولم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به، من طريق موسى، عن أبي عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، وأخرجه مسلم (2450) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، من طريق فضيل بن حسين، وزكريا بن أبي زائدة كلاهما عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة.
مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّهَا قَالَتْ لِفَاطِمَةَ: أَرَأَيْتِ حِيْنَ أَكْبَبْتِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَيْتِ، ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ، فَضَحِكْتِ؟
قَالَتْ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنَّنِي أَسْرَعُ أَهْلِهِ بِهِ لُحُوْقاً، وَقَالَ:(أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَاّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ) ، فَضَحِكْتُ (1) .
ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ، إِلَاّ أَنْ يَكُوْنَ الَّذِي وَلَدَهَا (2) .
جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ (3) .
إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهُ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا فَاطِمَةَ، فَسَارَّهَا، فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَضَحِكَتْ.
فَقُلْتُ لَهَا، فَقَالَتْ: أَخْبَرَنِي بِمَوْتِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ، فَضَحِكْتُ (4) .
وَرَوَى: كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ:
كَمَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِيْهَا سَبْعِيْنَ مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَقَالَتْ لأَسْمَاءَ:
إِنِّي لأَسْتَحْيِي أَنْ أَخْرُجَ غَداً عَلَى
(1) سنده حسن، وذكره المتقي في " كنز العمال " 13 / 675، ونسبه لابن أبي شيبة، والزيادة منه.
(2)
أخرجه الحاكم 3 / 160، 161، وصححه ووافقه الذهبي مع أن فيه تدليس ابن إسحاق وقد عنعن.
(3)
أخرجه الترمذي (3868) والحاكم في " المستدرك " 3 / 155، وصححه ووافقه الذهبي.
(4)
أخرجه أحمد 6 / 240، وإسناده صحيح.
الرِّجَالِ مِنْ خِلَالِهِ جِسْمِي.
قَالَتْ: أَوَلَا نَصْنَعُ لَكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَصَنَعَتِ النَّعْشَ، فَقَالَتْ: سَتَرَكِ اللهُ كَمَا سَتَرْتِنِي (1) .
هِلَالُ بنُ خَبَّابٍ: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ} ، دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، فَبَكَتْ.
فَقَالَ: (لَا تَبْكِيْنَ، فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقاً بِي) .
فَضَحِكَتْ (2) .
إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الفَرْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا)(3) .
(1) ذكره السيوطي في " الوسائل إلى معرفة الاوائل " ص 38، ونسبه إلى أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن في " المعرفة " عن عبد الله بن بريدة، قال: " لبثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين بين يوم وليلة، فقالت: إني لاستحيي من خلل هذا النعش إذا حملت فيه، فقالت لها امرأة - لا أدري أسماء بنت عميس أو أم سلمة - إن شئت عملت لك شيئا يعمل بالحبشة، ويحمل فيه النساء، قالت: أجل فاصنعيه، فصنعت النعش، فلما رأته، قالت: سترك الله.
قال: فما زالت النعوش تصنع بعدها.
(2)
هلال بن خباب: قال الحافظ في " التقريب ": صدوق تغير بأخرة، وأورده الهيثمي في
" المجمع " 7 / 144، وقال: رواه الطبراني في حديث طويل
…
وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في " المسند " 1 / 217 من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعيت إلى نفسي " بأنه مقبوض في تلك السنة.
وعطاء بن السائب قد اختلط.
(3)
إسحاق الفروي: هو إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، وهو سيء الحفظ، ومع ذلك فقد صحح حديثه هذا الحاكم 3 / 154، ووافقه الذهبي.
وشجنة: بضم الشين وكسرها: الرحم المشتبكة.
غَرِيْبٌ.
وَرَوَاهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيُّ، فَخَالَفَ الفَرْوِيُّ.
وَرَوَى: الحَاكِمُ فِي (مُسْتَدْرَكِهِ) ، وَمُحَمَّدُ بنُ زُهَيْرٍ النَّسَوِيُّ هَذَا، عَنْ أَبِي سَهْلٍ بنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي.
شُعَيْبٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، أَنَّ المِسْوَر أَخْبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيّاً رضي الله عنه خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ، أَتَتْ، فَقَالَتْ:
إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ.
فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِيْنَ تَشَهَّدَ، فَقَالَ:(أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ، فَحَدَّثَنِي، فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوْهَا، وَإِنَّهَا -وَاللهِ- لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ) .
فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ (1) .
وَرَوَاهُ: الوَلِيْدُ بنُ كَثِيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِنَحْوِهِ.
وَفِيْهِ: (وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِيْنِهَا) .
ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: (فَاطِمَةُ (2)) .
وَيُرْوَى: عَنْ أُسَامَةَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَلَفْظُهُ: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
وفي " المسند " 4 / 5، والترمذي (3869) من حديث ابن الزبير مرفوعا " إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها " وصححه الترمذي، والحاكم 3 / 159، وهو كما قال.
وفي المتفق عليه من حديث المسور " فإنما هي بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها ".
(1)
أخرجه البخاري 7 / 67، 68 في فضائل أصحاب النبي: باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومسلم (2449)(96) في فضائل الصحابة، وأبو داود (2069) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء.
(2)
رجاله ثقات، وابن قسيط: هو يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي.
أخرج حديثه الستة.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلَاةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ:(الصَّلَاةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ*، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً} ) . [الأَحْزَابُ (1) : 33]
يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُوْرُ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ: وَهَذَا لَفْظُهُ:
سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، سَمِعتُ أَبَا الحَمْرَاءِ يَقُوْلُ:
رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَيَقُوْلُ: {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ
…
} الآيَةَ، [الأَحْزَابُ (2) : 33] .
وَمِمَّا يُنْسَبُ إِلَى فَاطِمَةَ، وَلَا يَصِحُّ:
مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ
…
أَلَا يَشَمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا
…
صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا
وَلَهَا فِي (مُسْنَدِ بَقِيٍّ) : ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، مِنْهَا حَدِيْثٌ وَاحِدٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (3) .
(1) أخرجه أحمد 3 / 259، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ومع ذلك، فقد حسنه الترمذي (3206) في التفسير.
(2)
أبو داود: هو نفيع بن الحارث النخعي الكوفي القاص الهمذاني الاعمى، قال البخاري: يتكلمون فيه، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال ابن حبان: لا تجوز الرواية عنه، وأبو الحمراء: هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه، واسمه: هلال بن الحارث، أو ابن ظفر.
والخبر أخرجه ابن جرير في " تفسيره " 22 / 6، من طريق سفيان بن وكيع، عن أبي نعيم، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي داود، عن أبي الحمراء.
(3)
انظر البخاري 8 / 103، 104 في المغازي: باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم (2450) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.