المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: التقاء الساكنين - شرح الكافية الشافية - جـ ٤

[ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌باب: الحكاية

- ‌فصل: في مدتي الإنكار والتذكر

- ‌باب: التذكير والتأنيث

- ‌فصل: "ألف التأنيث المقصورة

- ‌فصل: في ألف التأنيث الممدودة

- ‌باب: المقصور والممدود

- ‌باب: الأخبار بالذي وفروعه

- ‌باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

- ‌فصل: في كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

- ‌باب: جمع التكسير وما يتعلق به

- ‌فصل

- ‌باب: التصغير

- ‌فصل: في تصغير المبهمات والتصغير المسمى ترخيمًا

- ‌باب: النسب

- ‌باب: الإمالة

- ‌باب: الوقف

- ‌باب: التقاء الساكنين

- ‌فصل:

- ‌فصل: في زيادة همزة الوصل وتمييزها من همزة القطع

- ‌باب: الإبدال

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في أحكام الهمزة المفردة

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في نوادر الإعلال

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في الحذف

- ‌فصل:

- ‌فصل: في الإدغام اللائق بالتصريف

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌[فصل: في بناء مثالٍ من مثال

- ‌باب: في تصريف الأفعال والأسماء المشتقة

- ‌فصل: في تصريف الفعل غير الثلاثي وما يتعلق بذلك]

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

الفصل: ‌باب: التقاء الساكنين

‌باب: التقاء الساكنين

"ص":

لا يلتقي في الوصل ساكنان

إلا إذا بان ادغام الثاني

واعتل أول وما يحويهما

لفظ بإفرادٍ صريحٍ وسما

ولين أولٍ كفى المستفهما

من قبل "ال" ليرفع (1) التوهما

كذاك ناوى الوقف حين سكنا

آخر نحو نون فاعن اللذ (2) عنى

وحرف (3) مد قبل مدغم فصل

تقديرًا أو لفظًا ثبوته حظل

(1) ط "لترفع".

(2)

س ش ط "ما" في مكان "اللذ".

(3)

ط "أول حرف" في مكان "وحرف".

ص: 2002

وإن يمد أول والثان لم

يلتزم ادغامه فليلتزم (1)

في الأول (2) الحذف و"حلقتا" ندر

قبل "البطان" دون حذفٍ واشتهر

ومد "إي" و"ها" أقر وحذف

من قبل لام "الله" أعني في الحلف

وأول مؤخر إن لم يمد

ولم يؤكد فهو مكسورًا يرد

وحذف تنوينٍ قليل ونزر

نون "لدن" بالكسر والحذف (3) كثر

وحيث كان الثان تنوينًا كسر

أول إن يسلم كـ"إيهٍ" فاعتبر

والفتح في نحو "مريبًا الذي"

وكـ"قم الليل قليلًا" احتذي

وإن يل (4) الثاني ضم ألزما (5)

نحو "قل ادعوا" فاكسرن أو (6) اضمما

(1) ع "فليتزم" في مكان "فليلتزم".

(2)

ع "فالأول" في مكان "في الأول".

(3)

الأصل "بالحذف والكسر".

(4)

ع ط "يلي" في مكان "يل".

(5)

ع "ألزما" في مكان "لزما".

(6)

ط "واضمما" -بالواو.

ص: 2003

وحذف ما أسقط إن أدرك ما

يليه عارض التحرك الزما

وشذ نحو: "لم تنام العينا"

و"قد رمات القلب خود (1) عينا"

والفتح حق نون "من" من قبل "أل"

وحذفها في الشعر غير مستقل

كـ"إنما (2) للحي م الميت (3) النصب"

وكسرها من قبل غير "ال" وجب

والفتح نزر، وكذاك الكسر

من قبل "ال" قد جاء وهو نزر

وشذ قول بعضهم "لاك اسقني"

بحذف نونٍ لاضطرارٍ بين

وقبل "ال" وغيره اكسر نون "عن"

وشذ ضمها إن "ال" بها اقترن

وكسر واو "لو" على الضم رجح

وفي "اشتروا" ونحوه العكس اتضح

وفتح واو (4)"اشتروا الضلاله"

عزا ابن جنيٍ لذي (5) عداله

(1) الخود: الشابة الناعمة الحسنة الخلق.

(2)

ط "كإما" في مكان "كإنما".

(3)

الأصل وط "ملميت".

(4)

ك "وإما" في مكان "وأو".

(5)

ط "لذا" في مكان "لذي".

ص: 2004

"ش": يلتقي الساكنان في الوقف -مطلقًا.

ولا يلتقيان في الوصل إلا وهما في كلمةٍ واحدةٍ، وأولهما (1) حرف لين، وثانيهما مدغم نحو:"دابة" و"دويبة" و"حوج زيد".

فإن كان المدغم مفصولًا، أي من كلمة أخرى، وقبل حرف اللين حركة تجانسه حذف حرف اللين نحو [قوله تعالى]{ما الله بغافل} (2).

و[قوله]{وَاتَّقُوا اللَّه} (3) و [قوله]{أَفِي اللَّهِ شَك} (4).

واكتفي بعد همزة الاستفهام بمد الأول نحو "الغلام قام"؟

وكذلك اكتفي بمد الأول في لام، ميم ونحوهما (5) لأن الناطق بهن ناوٍ للوقف.

ومثال المدغم المفصول تقديرًا "اضربُنّ" و"اضرِبِنّ".

(1) ع ك "أولهما" -بسقوط الواو.

(2)

ورد هذا التعبير في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها الآيات 74، 85، 140، 144، 149، من سورة البقرة، 99 من آل عمران.

(3)

ورد هذا التعبير في آيات كثيرة منها 278 البقرة، 102 أل عمران، 1 النساء.

(4)

من الآية رقم "10" من سورة "إبراهيم".

(5)

الأصل "ونحوها" في مكان "ونحوهما".

ص: 2005

فإن النون لحجزه من الفعل بالواو والياء في حكم كلمة منفصلة ولولا ذلك لقيل "اضربون" كما قيل "حوج زيد".

فإن كان أول (1) الساكنين حرف مد. والثاني غير مدغم، أو مدغمًا إدغامًا غير لازم لزم حذف حرف المد، متصلًا كان (2) كألف "يخاف" إذا قيل فيه "لم يخف".

أو منفصلًا كألف "ما" إذا قلت: "ما اسمك"؟

وشذ قولهم: "التقت حلقتا البطان" -بثبوت الألف- والجيد حذفها.

وقالوا في القسم: "ها الله" و"إي الله" -بحذف الألف- والياء على القياس، وبإثباتهما على الشذوذ.

ثم نبهت على أن أول الساكنين إذا كان آخر كلمة، ولم يكن حرف مد، ولا نون توكيد يكسر، فدخل في ذلك التنوين.

ثم نبهت على جواز حذفه بقلة كقراءة أبي عمرو [من (3) طريق عبد الوارث (4): ]"أحد الله الصمد".

(1) ع "أولين" في مكان "أول".

(2)

ع ك سقط "كان".

(3)

سقط ما بين القوسين من ع ك.

(4)

عبد الوارث بن سعيد بن ذكان التنوري، العنبري، البصري، إمام حافظ مقرئ، ثقة ولد سنة 102 هـ عرض القرآن على أبي عمرو، وروى عنه ابنه عبد الصمد وغيره مات سنة 180 هـ.

ص: 2006

ثم نبهت على أن نون "لدن" تحذف (1) كثيرًا كقولك "ما رأيته من لد الصباح". وربما كسرت كقول الراجز:

(1217)

- تنهض الرعدة في ظهيري

(1218)

- من لدن الظهر إلى العصير

ثم أشرت إلى أن أول (2) الساكنين يكسر إذا كان ثانيهما تنوينًا نحو "إيهٍ" و"صهٍ".

ثم نبهت على أن الكسرة قد تستثقل فيجاء بالفتحة مكانها كقراءة بعضهم "مريبًا الذي"(3) - بفتح التنوين- ومثله [قوله تعالى: ]{الم، اللَّهُ} (4).

وإه ولي ثاني الساكنين ضمة لازمة جاز كسر الأول وضمه نحو [قوله تعالى: ]{فَمَنِ اضْطُر} (5) و [قوله: ] {وَلَقَدِ

(1) ك "يحذف".

(2)

ع "أو" في مكان "أول".

(3)

من الآية رقم "25، 26" من سورة "ق"

(4)

الآية "1" وما بعدها من سورة "آل عمران".

(5)

من الآية رقم "3" من سورة "المائدة".

1217، 1218 - رجز قال العيني 3/ 429: أقول قائله راجز من رجاز طيئ لم أقف على اسمه ولم ينسبه السيوطي في الهمع 1/ 215، ولا الشنقيطي في الدرر 1/ 174، ولا الأشموني 2/ 262 الرعدة: اضطراب الجسم من فزع أو حمى أو غيرهما.

ص: 2007

اسْتُهْزِئ} (1) و [قوله: ]{قُلِ ادْعُوا اللَّه} (2).

وإذا حذف حرف مد لسكون ما بعده، ثم عرض تحريك ما بعده لساكن آخر لم يرد المحذوف.

ولذلك لم ترد ألف "يشاء" من [قوله تعالى: ]{مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْه} (3)، ولا ياء "يريد" في [قوله تعالى: ] {لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (4)، ولا واو "يكون" في [قوله: ] {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (5).

وإلى هذا أشرت بقولي:

وحذف ما أسقط إن أدرك ما

يليه عارض التحرك الزما

ثم نبهت على أن بعض العرب قد يعتد بالحركة العارضة فيرد المحذوف فيقول في "رمت المرأة"(6) وأنشد الكسائي:

(1) من الآية 10 الأنعام، 22 الرعد، 41 الأنبياء.

(2)

من الآية رقم "110" من سورة "الإسراء".

(3)

من الآية رقم "39" من سورة "الأنعام".

(4)

من الآية رقم "41" من سورة "المائدة".

(5)

من الآية رقم "1" من سورة "البينة".

(6)

ع ك سقطت "المرأة".

ص: 2008

(1219)

- يا حب قد أمسينا

(1220)

- ولم تنام العينا

وفي هذا شاهدان:

شاهد على رد الألف اعتدادًا بحركة الميم وهي عارضة.

وشاهد على حذف نون التثنية دون إضافة.

وإن كان أول الساكنين نون "من" فتحت مع "أل" وكسرت مع ما سواه، وقد تكسر مع "أل" وتفتح مع ما سواه.

وكثر في الشعر حذف نونها مع "أل" ومن ذلك قول بعضهم:

(1221)

- ليس بين الحي والميت سبب

إنما للحي م الميت النصب (1)

وقد عامل "لكن" معاملة "من" بعض الشعراء فقال:

(1222)

- فلست بآتيه ولا أستطيعه

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

(1) ع ك "نصب".

1219، 1220 - رجز أنشده البغدادي في الخزانة 3/ 339.

الحِب: -بكسر الحاء- المحب والمحبوب.

العينا: قال البغدادي: أراد "العينان" فحذف النون.

1221 -

من الرمل استشهد به المصنف في شرح التسهيل 1/ 102 ولم ينسبه، ولم أعثر على من نسبه إلى قائل.

1222 -

من الطويل ينسب للنجاشي الحارثي من أبيات، والحديث=

ص: 2009

وإذا كان أول الساكنين نون "عن" كسرت قبل كل ساكن.

وبعض العرب يضمها قبل "أل" وهي لغة رديئة.

وإن كان أول الساكنين واوًا مفتوحًا ما قبلها فالاختيار ضمها إن كانت واو جمع، ويجوز كسرها وفتحها (1).

وإن كانت لغير جمع فالاختيار كسرها، ويجوز ضمها.

قال أبو الفتح ابن جني: "قرأ يحيي بن يعمر (2)، وابن أبي إسحاق (3) "اشتروِا الضلالة" (4).

= على لسان ذئب استضافة النجاشي للطعام والشراب، فقبل الذئب الشراب واعتذر عن عدم قبول الطعام "الحماسة الشجرية 297، أمالي المرتضى 2/ 211، المعاني الكبير لابن قتيبة 207، فرحة الأديب 103، أمالي الشجرى 1/ 315".

وقد رأيت البيت الشاهد في ديوان امرئ القيس الكندي منسوبًا إليه ص 364 وهو من شواهد سيبويه 1/ 9.

(1)

ع ك "فتحها وكسرها".

(2)

يحيى بن يعمر العداوي البصري، تابعي جليل، عرض على ابن عمر وابن عباس على أبي الأسود الدؤلي، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن أبي إسحاق.

قال البخاري في تاريخه: "حدثنا ابن الوليد عن هارون بن موسى: أو من نقط المصحف يحيى بن يعمر" توفي سنة 90 هـ.

(3)

يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي أحد القراء العشرة، إمام أهل البصرة، ومقرها، وكان لا يلحق في كلامه، وأقرأ أهل زمانه مات سنة 205 هـ.

(4)

من الآية رقم "16" من سورة "البقرة".

ص: 2010

وحكى أبو الحسن فيها الفتح، ورواه قطرب -أيضًا- والضم أفشى (1)، ثم الكسر، ثم الفتح (2).

والله أعلم [بالصواب، وإليه المرجع والمآب، عليه توكلت وإليه متاب (3)].

(1) ع ك "أقيس" في مكان "أفشى".

(2)

قال ابن جني في المحتسب 1/ 54: ومن ذلك قراءة يحيي بن يعمر، وابن أبي إسحاق وأبي السمال "اشتروِا الضلالة".

قال أبو الفتح: في هذه الواو ثلاث لغات: الضم والكسر، وحكى أبو الحسن فيها الفتح، ورويناه -أيضًا- عن قطرب، والحركة في جميعها لسكون الواو وما بعدها، والضم أفشى، ثم الكسر ثم الفتح.

وإنما كان الضم أقوى لأنها واو جمع فأرادوا الفرق بينها وبين واو "أو" و"لو" لأن تلك مكسورة نحو قول الله سبحانه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِم} ، ومنهم من ضمها فيقول:"لَوُ اطلعت"، كما كسر أبو السمال وغيره من العرب واو الجمع تشبيهًا لها بواو "لو".

وأما الفتح فأقلها، والعذر فيه خفة الفتحة مع ثقل الواو، وأيضًا فإن الغرض في ذلك إنما هو التبلغ بالحركة لاضطرار الساكنين إليها، فإذا وقعت من أي أجناسها أقنعت في ذلك.

(3)

سقط ما بين القوسين من ع وك، وجاءت في الأصل، وهذه العبارة تؤيد ما ذهبنا إليه من أن المصنف -رحمه الله تعالى- شرح القسم الخاص بالنحو مستقلا عن القسم الخاص بالصرف، فختم قسم النحو بهذه العبارة، كما قدم بين يدي قسم الصرف بمقدمة، فلما جمع القسمين بين دفتي كتاب واحد استغنى عن مقدمة قسم الصرف.

ص: 2011

[فصل (1): يبين فيه ما يصرف وما لا يصرف وما يتعلق بذلك (2)]

"ص"

تغيير بنيةٍ لمعنى قصدا

تصريفها كجعل "جود"(3): "أجودا"

وهو من الحرف وشبهه امتنع

ومن يصرف ما سواهما يطع

"ش"

التصريف: تحويل الكلمة من بنية إلى غيرها لغرضٍ لفظي أو معني.

ولا يليق ذلك إلا بمشتق، أو بما هو من جنس مشتق، والحرف غير مشتق، ولا مجانس لمشتق، فلا يصرف هو ولا ما توغل في شبهه من الأسماء. [وقولي: ]

. . . . . . . . . . .

ومن يصرف ما سواهما يطع

أي: من رام تصريف ما ليس حرفًا، ولا شبيه حرفٍ يُوافق، ولا يُنازع فإنه يحاول تصريف ما يليق به التصريف.

(1) جاء بجانب هذا العنوان في الأصل: "بلغ مقابلة بأصل عليه خط المصنف رحمه الله".

(2)

سقط ما بين القوسين من س، ش، ط، ع، ك، وجاء مكانه "باب التصريف".

(3)

الجود: صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير لغير عوض.

ص: 2012

ثم من التصريف ضروري كصوغ الأفعال من مصادرها، والإتيان بالمصادر على وفق أفعالها، وبناء "فعال" و"فعول" من "فاعل" قصدًا للمبالغة.

وغير ضروري كبناء مثالٍ من مثالٍ كقولنا: "ضربت" وهو مثال "دحرج" من "ضرب".

"ص"

ونقصه عن الثلاثة اجتنب

إلا بحذف كـ"يدٍ" و"كل" و"طب"

"ش"

أي: ما سوى الحرف، والمضاهي للحرف لا يكون أحرفه أقل من ثلاثة إلا بحذف، وذلك في الأسماء مثل "يد" فإنه على حرفين في اللفظ، وهو في الأصل ثلاثي، ويرد إلى أصله في الجمع، والتصغير، والاشتقاق منه كقولهم:"يديته" إذا أصبت يده.

ومثل بـ"كل" و"طب" تنبيهًا على أن الفعل قد يصير إلى مثل ما صار إليه الاسم من النقص.

فـ"كل" محذوف الفاء. و"طب" محذوف العين.

وقد لا يبقى من الفعل إلا حرف واحد نحو "ق" في الأمر بالوقاية، وسيأتي بيان ما هو من الحذف مقيس، وما هو منه شاذ [إن شاء الله تعالى](1).

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل.

ص: 2013

"ص"

ومنتهى أحرف فعلٍ جردا

من زائدٍ أربعة كـ"عربدا"(1)

"ش"

بدئ (2) بالفعل لأنه أمكن في التصريف إذ مداره على الاشتقاق وكل فعلٍ مشتق من مصدرٍ موجودٍ أو مقدر؛ بخلاف الاسم.

وقد جرت عادة النحويين ألا يذكروا في أبنية الفعل المجرد فعل الأمر (3)، ولا فعل ما لم يسم فاعله.

مع أن مذهب البصريين أن فعل الأمر أصل من نفسه اشتق من المصدر ابتداء كاشتقاق الماضي والمضارع منه.

ومذهب سيبويه (4)، والمازني (5) أن فعل ما لم يسم فاعله أصل -أيضًا.

فكان ينبغي على هذا إذا عدت صيغ الفعل المجرد من

(1) عربد: ساء خلقه.

(2)

الأصل "بدأ".

(3)

ع ك "فعل أمر".

(4)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 2، 1/ 19.

(5)

قال أبو عثمان: أقل الأصول في الأسماء عددًا الثلاثة نحو زيد وعمرو، وبكر وعدل، وبرد، وجبل، وفخذ، وعضد، وزفر، ومعنى.

والأفعال نحو "ضرب" و"علم" و"ضرب" و"ظرف".

[ينظر المصنف لابن الجني شرح تصريف المازني 1/ 17].

ص: 2014

الزيادة أن يذكر للرباعي ثلاث صيغ:

- صيغة للماضي المصوغ للفاعل كـ"دحرج".

- وصيغة له مصوغًا للمفعول كـ"دحرج".

- وصيغة للأمر كـ"دحرج".

إلا أنهم استغنوا بالماضي المصوغ للفاعل عن الآخرين لجريانهما (1) على سنةٍ مطردة (2).

ولا يلزم من ذلك انتفاء أصالتهما، كما لم يلزم من الاستدلال على المصادر المطردة بأفعلها انتفاء الأصالة عنها.

"ص"

وافتح أو (3) اكسر ثاني الثلاثي

أو ضم واحفظ جامع الثلاث

"ش"

لما كان المراد فعل الفاعل وأوله لا يكون إلا مفتوحًا لم يحتج إلى ذكر الأول، بل بين أن ثانيه إما مفتوح كـ"ذهب" وإما مكسور كـ"شرب"، وإما مضموم كـ"قرب".

وقد يكون فيه لغتان كـ"خطف" و"خطف"(4) و"زبر"

(1) ك "لجريانها".

(2)

ع ك "سنن مطرد".

(3)

ك "واكسر".

(4)

خطف: مر سريعًا، وخطف الشيء: استلبه واختلسه أو أخذه بسرعة وفي التنزيل العزيز: {إِلَاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِب} .

ص: 2015

و"زبر" -أي: جاد رأيه- و"مكث"(1) و"مكث".

وقد يكون فيه ثلاث لغاتٍ وهو المراد بـ:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . جامع الثلاث

كـ"نبغ الماء"(2) و"نبغ الرجل" إذا ظهر في أمر من بين أقرانه، و"بَهِت" إذا تحير، والأفصح "بُهِت".

واستغنى بذكر ما فيه ثلاث لغات عن ذكر ما فيه لغتان؛ لأنه أقرب إلى الأصل، وهو اتحاد اللفظ عند اتحاد المعنى.

وإذا ثبت وجدان الأبعد كان الأقرب بالوجدان أحرى.

"ص"

وتبلغ (3) الستة بالصنفين (4)

بزائداتٍ أو بزائدين

"ش"

المراد "بالصنفين": الفعل الثلاثي الأصول، والرباعي الأصول.

فبلوغ الستة بزائدات، كقولك في "خرج":"استخرج" وفي "غدن الشعر": "اغدودن" أي: لان واسود.

وبلوغ الستة بزائدين كقولك في مطاوع "ثعجر الماء"

(1) مكث بالمكان: توقف وانتظر وفي التنزيل العزيز: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيد} .

(2)

نبع الماء من الأرض: خرج.

(3)

ع "يبلغ".

(4)

ع "بالضعفين".

ص: 2016

أي: صبه: "اثعنجر" أي كثر وفاض.

"ص"

ويبلغان خمسة كـ"استعجلا"

و"احرنجم""اختار""ارعوى""تسربلا"

"ش"

"استعجل" سداسي اللفظ ثلاثي الأصل؛ لأن (1) أصله "عجل".

و"احر نجم" [سداسي اللفظ رباعي الأصل لأنه مطاوع "حرجم" بمعنى جمع.

و"اختار"(2)] خماسي (3) اللفظ ثلاثي الأصل؛ لأن (4) أصله "خار".

و"ارعوى" مطاوع "رعوته" -إذا كففته- وهو في المعتل نظير "احمر" في الصحيح.

وأصله: "ارعوو" كما أن أصل "احمر": "احمرر" فقبلوا الواو الثانية ألفًا لتحركها في الأصل، وانفتاح ما قبلها.

و"تسربل" خماسي اللفظ رباعي الأصل، ومعناه: لبس سربالًا (5)، يقال: سربلته فتسربل.

(1) ع ك "لأنه" في مكان "لأن".

(2)

سقط ما بين القوسين من ع.

(3)

ع "ثلاثي" في مكان "خماسي".

(4)

ع ك "لأنه" في مكان "لأن".

(5)

السربال: القميص أو الدرع، أو كل ما يلبس، وفي التنزيل العزيز:{وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} .

ص: 2017

"ص"

وجعل ذي ثلاثة ذا أربعة

فاشٍ كـ"واصل ذا وأكرم من معه"

"ش"

الثلاثي المجعول رباعيًّا ملحق بالرباعي، وغير ملحق به.

فالملحق: ما له مصدر شبيه بـ"دحرجة".

وغير الملحق: ما ليس كذلك.

فالأول كـ"بيطر"(1) و"جهور"(2) و"قطرن البعير" أي طلاه (3) بالقطران (4).

والثاني: كـ"أكرم" و"كرم" و"كارم".

"ص"

ومنتهى اسمٍ جردوا خمس (5) وما

سواه سبع منتهاه فاعلما

"ش"

حروف الهجاء تذكر وتؤنث فباعتبار تذكيرها تثبت التاء في عددها وباعتبار تأنيثها تسقط (6) التاء من عددها، وقد استعمل في هذه الأرجوزة الوجهان.

(1) بيطر الدابة: شق حافرها ليعالجها.

(2)

جهور: رفع صوته بالقول.

(3)

طلاه: دهنه.

(4)

القطران: عصارة شجر الأرز والأبهل تطبخ ثم تطلى به الإبل، وفي التنزيل العزيز:{سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَان} ؛ لأنه شديد الاشتعال.

(5)

ع "جرد وخمس".

(6)

سقط من الأصل "تسقط".

ص: 2018

وحاصل هذا البيت:

أن الاسم المجرد من الزيادة لا يتجاوز خمسة أحرف -وسيأتي ذكر أمثلة الخماسي.

وأن المزيد فيه لا يتجاوز سبعة أحرف نحو: "احرنجام" و"استخراج" إلا بتاء تأنيثٍ، أو ياءي (1) النسب، أو علامة تثنية، أو علامة جمع؛ لأن هذه زوائد مقدر انفصالها.

فمما جاوز السبعة بتاء التأنيث "قرعبلانة" -وهو اسم دويبة (2) -

وكذلك قولهم للجزرة (3) البرية "اصطفلينة" والجمع: "اصطفلين".

"ص"

وغير آخر الثلاثي افتح وضم

واكسر وزد تسكين ثانيه تعم (4)

لكن تلاقي الضم والكسر (5) اطرح

و"فعل" نزر وعكس لم يصح

(1) ع ك "ياء" في مكان "ياءي".

(2)

سقط من الأصل "دويبة".

(3)

ع "للجزلة".

(4)

ط "تؤم" في مكان "تعم".

(5)

ط ع ك "الكسر والضم".

ص: 2019

وبعد طرح ذين تبقى (1) عشرة

أوزانها بما مضى مقررة (2)

"ش"

عزا إلى غير آخر الثلاثي، وهو أوله وثانيه الحركات الثلاث بلا تقييد فعلم (3) أن ذلك يكون فيهما بتوافق، وتخالف.

فللتوافق ثلاثة أوزان: "فَعَل" و"فِعِل" و"فُعُل"(4).

وللتخالف ستة أوزانٍ ممكنةٍ أهمل منها اثنان يتلاقى فيهما الضم والكسر، فبقي أربعة مضاف إليها الثلاثة الأول، وثلاثة آخر بتسكين الثاني فتصير عشرة كـ:"فلس"(5) و"فرس" و"كبد" و"عضد"(6) و"جذع"(7) و"صلع"(8) و"إبل" و"برد"(9) و"صرد"(10) و"عنق.

(1) ع ك "يبقى".

(2)

ع ك جاء هذا الشطر كما يلي:

. . . . . . . . . . .

معروفة أوزانها مشتهرة

(3)

ع "يعلم" في مكان "فعلم".

(4)

سقط من ع "وفعل".

(5)

الفلس: القشرة على ظهر السمكة، وعملة يتعامل بها مضروبة من غير الذهب والفضة.

(6)

العضد: ما بين المرفق إلى الكتف، والمعين، وفي التنزيل العزيز:{وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} .

(7)

الجذع: ساق النخلة ونحوها.

(8)

الضلع: العود فيه اعوجاج، وعظم من عظام قفص الصدر منحن.

(9)

البرد: كساء مخطط يلتحف به.

(10)

الصرد: طائر أكبر من العصفور ضخم الرأس والمنقار يصيد الحشرات، وكان العرب يتشاءمون به.

ص: 2020

[وشذ ضم الأول مع كسر الثاني في "دئل" لدويبة (1)، و"رئم" للسه (2)، و"وعل" (3)، للوعل (4)].

واستمر الإهمال في "فِعُل" لأن الخروج من كسرٍ إلى ضم أثقل من العكس.

[وقد ذكر ابن جني أن](5) بعض القراء (6) الشواذ (7) قرأ (8)، "والسماء ذات الحِبُك"(9)، ووجهها بأن قال (10):"أراد أن يقرأ بكسر الحاء والباء فبعد نطقه بالحاء مكسورة مال إلى القراءة المشهورة فنطق بالباء مضمومة".

وهذا التوجيه لو اعترف به من عزيت القراءة إليه لدل على عدم الضبط، ورداءة (11) التلاوة: ومن هذا شأنه لم يعتمد (12)

(1) من الفصيلة الكلبية أصغر من الذئب وقد يطلق عليها "ابن آوى".

(2)

السه: العجز، وقد يراد بها حلقة الدبر.

(3)

الوعل: تيس الجبل وهو من جنس المعز الجبلية له قرنان قويان منحنيان مثل السيفين.

(4)

سقط ما بين القوسين من ع.

(5)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(6)

ع ك "قراء" في مكان "القراء".

(7)

هو الحسن كما في المحتسب 2/ 286.

(8)

الآية رقم "7" من سورة "الذاريات".

(9)

الحبك: الطرائق التي تكون في السماء من آثار الغيم.

(10)

المحتسب 2/ 286.

(11)

ع "إلى التلاوة" بزيادة "إلى".

(12)

ع "يعتد" في مكان "يعتمد".

ص: 2021

على ما يسمع منه لإمكان عروض أمثال (1) ذلك منه.

"ص"

وللرباعي إن يجرد (2)"فَعْلَل"

[و"فِعْلِل" و"فُعْلُل" و"فِعلَل" (3)]

كذا "فِعَلّ"(4) وقليل "فُعلَل"

وربما استعمل (5) أيضًا "فِعلُل"

[لذاهبٍ يحج بين المقدس

ذي منقل، وبرجد، وبرنس] (6)

"ش"

"فَعْلَل" كـ"صعلب" و"فِعْلِل" كـ"زبرج" للذهب، والسحاب الرقيق و"فُعْلُل" كـ"دملج"(7) و"فِعْلَل" كـ"قلفع"(8) للطين اليابس المتقلع و"فِعَلّ" كـ"فطحل" وهو اسم لدهر قديمٍ، قال بعضهم هو اسم زمن خروج نوح صلى الله عليه وسلم (9) من الفلك وقيل غير ذلك (10).

(1) ع ك "مثل" في مكان "أمثال".

(2)

ط "تجرد".

(3)

ع سقط ما بين القوسين.

(4)

في الأصل "فعلل" في مكان "فعل".

(5)

الأصل "استعملوا" في مكان "استعمل".

(6)

ورد ما بين القوسين في ك فقط.

(7)

الأصل "برثن" في مكان "دملج" والدملج: سوار يحيط بالعضد، والحجر الأملس.

(8)

الأصل "قلقع".

(9)

الأصل "عليه السلام" في مكان "صلى الله عليه وسلم".

(10)

قيل هو السيل العظيم، وقيل: الضخم الممتلئ، وقيل: الغزير العلم.

ص: 2022

و"فعلل" كـ"طحلب"(1) وهذا المثال صحيح من جهة النقل برواية الأخفش (2)، وأهل الكوفة.

لكنه (3) لم يثبت في شيء مما نقوله فتح إلا والضم فيه مسموع.

بخلاف "فعلل" بضم اللام فإن أكثره لم يسمع فيه فتح كـ"برثن" للمخلب و"عرفط"(4) لشجر (5) و"برجد" لكساء مخطط.

وحكى ابن جني (6) أن جوز القطن الفاسد يقال له "خرفع".

(1) الطحلب: خضرة تعلو الماء الآسن، وهي نباتات بسيطة غير زهرية، وغير مميزة إلى سوق أو أوراق أو جذور، منها الأخضر والأصفر والبني والأحمر، والأزرق تعيش في الماء العذب والمالح، وفي الأرض الرطبة.

(2)

ينظر الخصائص 1/ 67 والأمالي الشجرية 2/ 99.

(3)

ع ك "لكن" في مكان "لكنه".

(4)

نبات من العضاه من الفصيلة القرنية.

(5)

ع ك "للشجر".

(6)

قال ابن جني في "الخصائص" 1/ 68: "وكذلك ما امتنعوا من بنائه في الرباعي وهو "فعلل" هو لاستكراههم الخروج من كسر إلى ضم، وإن كان بينهما حاجز؛ لأنه ساكن فضعف لسكونه عن الاعتداد به حاجزًا.

على أن بعضهم حكى "زئبر" و"ضئيل" و"خرفع".

وحكيت عن بعض العرب "اصبع".

وهذه ألفاظ شاذة لا تعقد بابًا، ولا يتخذ مثلها قياسًا".

ص: 2023

ويقال -أيضًا- لزئير (1) الثوب "زئير"(2) وللضئبل -وهو من أسماء الداهية- "ضئبل".

"ص"

وللخماسي أتى "فعللل"

وهكذا الـ"فِعْلَلّ" والـ"فُعَلِّل"

وزد "فُعَلِّلًا" وزن بـ فنعلل"

"هندلعًا" ورد دعوى "فعللل"

"ش"

للخماسي المجرد من الزيادة أربعة أوزان:

"فَعَلَّل" كـ"شقحطب" للكبش العظيم القرنين، و"خدرنق" العنكبوت.

و"فَعْلَلِل" كـ"قهبلس" لحشفة الذكر و"جحرش" للأفعى العظيمة.

و"فِعْلَلّ" كـ"قرطعب" وهو الشيء الحقير و"جردحل" وهو البعير الغليظ.

و"فُعَلِّل" كـ"خبعثن" للأسد و"قذعمل" للبعير الضخم.

(1) ع "لزبير".

(2)

سقط من الأصل "زئبر".

والزئبر: الزغب والوبر الذي يعلو المنسوجات، ويقال: أخذ الثوب بزئبره: أي أخذه جميعه.

ص: 2024

و"هندلع" اسم بقلة زعم ابن السراج أن نونه أصل، وأن وزنه "فعللل".

فيلزم على قوله أن تكون نون "كنهبل (1) أصلًا؛ لأن زيادتها لم تثبت (2) إلا لأن الحكم بأصالتها موقع في وزن لا نظير له.

وذلك لازم لا محالة من ادعاء أصالة نون "هندلع" مع أن نون "هندلع" ساكنة ثانية فأشبهت نون "عنبس"(3) و"حنظل"(4) و"سنبل"(5) و"قنفخر"(6) و"خنضرف"(7).

(1) في اللسان: كنهبل -بفتح الباء وضمها: شجر عظام من العضاه قال سيبويه: أما كنهبل -بضم الباء- فالنون فيه زائدة لأنه ليس في الكلام مثال "سفرجل" -بضم الجيم.

(2)

ع ك "يثبت".

(3)

العنبس: الأسد، وهو فنعل من العبوس وهو تقطيب ما بين العينين.

(4)

الحنظل: نبت مفترش ثمرته في حجم البرتقالة، فيها لب شديد المرارة، ويقال: حظلت الإبل حظلًا: أكثرت من أكل الحنظل فمرضت؛ لأنها قلما تأكله.

(5)

السنبلة: الزرعة المائلة، والسنبل: جزء النبات الذي يتكون فيه الحب يقال: أسبل الزرع وسنبل: أخرج سنبله.

(6)

القنفخر، والقفاخر: الضخم الجثة.

(7)

الخنضرف: المرأة النصف، وهي مع ذلك تشبب، وقيل: هي الضخمة الكثيرة اللحم، الكبيرة الثديين.

ص: 2025

وهذا زائدة لسقوطها في العبوس، والحظل والإسبال والقفاخر، والخضرفة (1).

ولا (2) يكاد يوجد (3) نظير "كنهبل" في زيادة نونٍ ثانيةٍ متحركةٍ وقد حكم مع ذلك عليها بالزيادة فالحكم على نون "هندلع" بالزيادة أولى.

"ص"

وهكذا "فعلل" و"فعلل"

ليسا بأصلين كذاك "فعلل"

وأصلها "فعنلل""فعالل"

وفعليل فادر أو "فعالل"

"ش"

مثال "فعلل": "علبط" -وهو الضخم- و"عجلط" و"عكلط" -وهو اللبن الشديد الانعقاد- ويقال له أيضًا: "عجالط" و"عكالط" وهو الأصل؛ لأنه لم يرد من هذا النوع (4) دون الألف إلا وروي مستعملًا بألفٍ، فعلم أنه الأصل.

وأيضًا لو كان وضع هذا النوع أصلًا (5) لكان من يقول في "كَبِد": "كَبْد" أولى بأن يقول في "عُلَبِط": "عُلَبْط" لزيادة الثقل.

(1) الخضرفة: العجوز، وفي المحكم: الخضرفة: هرم العجوز، وفضول جلدها.

(2)

هـ "ولا تكاد".

(3)

ع "يؤخذ" في مكان "يوجد".

(4)

ع "النون" في مكان "النوع".

(5)

الأصل "أصيلا" في مكان "أصلا".

ص: 2026

لكنه لم يقل ذلك، فعلم أن المانع من ذلك كون الألف مرادة، فأبقوا ما كان يليها على ما كان عليه ليعلم أن الألف في حكم الموجود.

وأيضًا: فلو كان نحو "علبط" أصلي (1) الوضع لم يفروا إلى السكون في نحو: "فعلت" حشية توالى أربع حركات فيما هو كشيء واحد؛ لأن تقدير أصالة "علبط" مستلزم لاغتفار توالي أربع حركات في كلمة واحدة.

فاغتفار ذلك في "فعلت" وليس كلمة واحدة أحق.

فالقول بأصالة نحو "علبط" موجب لكون "فعلت" أولى من "فعلت" وذلك فاسد. وما أدى إلى الفاسد فاسد.

ومثال "فَعَلُل" بضم اللام "عرتن" وهو شجر يدبغ به ويقال له أيضًا: "عرنتن" على وزن قرنفل وهو الأصل.

ومثال "فَعَلِل" بفتح الفاء وكسر اللام الأولى: "حنثر" للخسيس الذي ينفى (2) من متاع البيت، و"جندل" للأرض ذات الحجارة.

وأصل هذا النوع عند البصريين: "فعالل".

وعند الكوفيين: "فعليل" كـ"حمصيص" -وهو اسم بقلة (3).

(1) الأصل "أصيل" في مكان "أصلي".

(2)

ع ك "الذي يبقى" في مكان "الذي ينفي".

(3)

طيبة الطعم، تنبت في الرمل، وهي من أحرار البقول، الواحدة: حمصيصة وفي ع "حمضيض" في مكان "حمصيص".

ص: 2027