المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح - شرح الكافية الشافية - جـ ٤

[ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌باب: الحكاية

- ‌فصل: في مدتي الإنكار والتذكر

- ‌باب: التذكير والتأنيث

- ‌فصل: "ألف التأنيث المقصورة

- ‌فصل: في ألف التأنيث الممدودة

- ‌باب: المقصور والممدود

- ‌باب: الأخبار بالذي وفروعه

- ‌باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

- ‌فصل: في كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

- ‌باب: جمع التكسير وما يتعلق به

- ‌فصل

- ‌باب: التصغير

- ‌فصل: في تصغير المبهمات والتصغير المسمى ترخيمًا

- ‌باب: النسب

- ‌باب: الإمالة

- ‌باب: الوقف

- ‌باب: التقاء الساكنين

- ‌فصل:

- ‌فصل: في زيادة همزة الوصل وتمييزها من همزة القطع

- ‌باب: الإبدال

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في أحكام الهمزة المفردة

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في نوادر الإعلال

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل: في الحذف

- ‌فصل:

- ‌فصل: في الإدغام اللائق بالتصريف

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌[فصل: في بناء مثالٍ من مثال

- ‌باب: في تصريف الأفعال والأسماء المشتقة

- ‌فصل: في تصريف الفعل غير الثلاثي وما يتعلق بذلك]

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل:

الفصل: ‌باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

‌باب: كيفية التثنية، وجمعي التصحيح

(1)

"ص"

افتح أخير (2) ما تثني (3) موصلا

بما على ذاك دليلًا جعلا

وألف المقصور إن زادت على

ثلاثةٍ فالياء منها أبدلا

كذا الذي اليا أصله نحو "الفتى"

والجامد الذي أميل كـ"متى"

كذا الذي ألفه تصير يا

في موضع ما (4) كـ"إلى" اسمًا فادر يا

في غير ذاك الواو أبدل من ألف

وأولها ما كان قبل قد ألف

(1) سقط العنوان من هـ.

(2)

هـ "خبر" في مكان "أخير".

(3)

ط "يثني" في مكان "تثني".

(4)

ع "أما" في مكان "ما".

ص: 1779

وهمزة الممدود إن تأصلت

تسلم كـ"قراءين" فاعرف ما ثبت

وواوًا أقلب ما لإلحاقٍ (1) وما

من واوٍ أبدلت أو اليا كـ"النما"

وذات الابدال بتصحيح أحق

والعكس للأخرى فراع المستحق

وواوًا اقلب (2) همز (3) نحو "شهلا"

والياء والتصحيح شذا (4) نقلا

وشذ قلب همزة أصليه

[واوًا كـ"قراءين" في تثنيه (5)

وشذ "خوزلان""قاصعان"

وبعضهم قاس. و (6)"مذروان"]

مستندر كذا "ثنايان" فلا

تقس وللمنقول كن مستعملا

وقد يثنى اسم وتلغى التثنية

في طبقه لخفةٍ مستدعيه

(1) ط "بإلحاق" في مكان "لإلحاق".

(2)

ع "قلب" في مكان "اقلب".

(3)

هـ "همزة" في مكان "همز".

(4)

ع "شذ" في مكان "شذا".

(5)

ط "ثنية" في مكان "تثنية".

(6)

سقط ما بين القوسين من ع.

ص: 1780

فعن "سواءين" بـ"سيين" اكتفى

أكثرهم إذ بالمراد قد وفى

؟ ؟ ؟ "أليان" و"خصيان" لما

أسقط بعض مفردًا تاءيهما

يثنيان -أيضًا- بالتا

على القياس فأطع من أفتى

قصدت تثنية اسمٍ ولم يكن مقصورًا، ولا ممدودًا فتح آخر؟ ؟ ؟ صل بإحدى (1) العلامتين المذكورتين في باب؟ ؟ ؟ .

وإلى ذلك أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . . موصولا

بما على ذاك دليلًا جعلا

فإن كان الذي قصد تثنيته مقصورًا وكانت ألفه رابعة فصاعدًا قلبت ياءً -مطلقًا- كقولك في "مهدى" و"معطى" و"حبلى" و"حبارى"(2): "مهديان" و"معطيان" و"حبليان" و"حباريان".

وإن كان الألف ثالثةً قلبت ياء إن كانت بدلًا منها (3)

(1) ع "بين" في مكان "بإحدى".

(2)

الحبارى: طائر طويل العنق، رمادي اللون على شكل الأوزة، في منقاره طول، "الذكر والأنثى فيه سواء".

(3)

سقط من الأصل "منها".

ص: 1781

كألف "هدى" أو غير بدل من شيء، وأميلت كألف "متى" أو صارت ياء في موضع ما كألف "إلى".

فيقال في "هدى": "هذيان" وفي "متى" -مسمى به-؟ ؟ ؟ لأن العرب سلكت بها سبيل ذوات الياء بإمالة ألفها.

وكذا (1) يقال في "إلى" مسمى به "إليان" لأن؟ ؟ ؟ قلبت ألفه ياء حين أولته ضميرًا، فالياء أولى من الواو؟ ؟ ؟

وإن كانت الألف ثالثة مبدلة من واوٍ كألف؟ ؟ ؟ أو غير بدل (2) من شيء ولم تمل، ولا خلفتها الياء (3) في؟ ؟ ؟ ما كألف "ألا" الاستفتاحية قلبت واوًا.

وأما الممدود: فإن كانت همزته أصلية كـ"قراء"(4) صححت وقد تقلب واوًا.

وإن كانت بدلًا من ياء أو واوٍ كـ"بناء" و"كساء" جاز تصحيحها (5) وقلبها واوًا.

وكذا إن كانت زائدة للإلحاق كـ"علباء" و"قوباء". إلا أن

(1) سقط من ع وك "وكذا".

(2)

هـ "مبدلة" في مكان "بدل".

(3)

هـ "إلى" في مكان "الياء".

(4)

الأصل "كبراء" في مكان "كقراء".

(5)

الأصل صحيحهما في مكان "تصحيحها".

ص: 1782

تصحيح نحو "بناء" و"كساء" راجح على إعلاله (1)، وإعلال (2) نحو "علباء"(3) و"قوباء"(4) راجح على تصحيحه.

وإلى هذا الترجيح أشرت بقولي:

وذات الابدال بتصحيح أحق

والعكس للأخرى فراع المستحق

وإن كانت همزه الممدود بدلًا من ألف التأنيث كـ"صحراء" و"شهلاء"(5)، قلبت واوًا، وشذ تصحيحها، وقلبها ياء، كما شذ قلب الأصلية واوًا.

ومن العرب من يحذف ألف المقصور خامسة فصاعدًا فيقول في "حبارى": "حباران" وفي "خيزلى": (6)"خيزلان".

وكذا من العرب من يثني الممدود بحذف ألفه، وهمزته إذا كان قبلهما أربعة أحرفٍ فصاعدًا فيقول في "قاصعاء" (7) و"عاشوراء":"قاصعان" و"عاشوران".

(1) ع ك "قلبه" في مكان "إعلاله".

(2)

ع سقط "وإعلال" ك "وقلب" في مكان "وإعلال".

(3)

العلباء: العصبة الممتدة في العنق "مذكر".

(4)

القوباء: داء في الجسد يتقشر منه الجلد، وينجرد الشعر.

(5)

الشهلاء: من في عينها شهلة، وهي اختلاط لونين.

(6)

الخيزلي: مشية فيها تثاقل وتبختر.

(7)

القاصعاء: جحر يحفره اليربوع، فإذا دخل فيه سد فمه لئلا يدخل عليه حية أو دابة، أو نحوهما.

ص: 1783

والجيد الجاري على القياس: "قاصعاوان" و"عاشوراوان" و"حباريان" و"خوزليان".

وقالوا لطرفي الألية، وطرفي القوس "مذروان"، والأصل:"مذريان" لأنه تثنية "مذرى"(1) في التقدير.

وألف المقصور الرابعة فصاعدًا في التثنية ياءً. واويًّا كان الاسم أو غير واوي.

إلا أن "المذروين" لازمه لفظ التثنية فأشبهت واوه واو "شقاوة" وكذلك قالوا لطرفي الحبل (2): "ثنايان" والأصل أن يقال "ثناءان" أو "ثناوان" لأنه في التقدير تثنية "ثنا" و"ثناء"(3) نظير "بناء" وقد تقدم الكلام عليه. وإنما ترك في "ثناءين" الأصل لأن لفظ التثنية لازمه فأشبهت ياؤه ياء "نهاية".

ثم نبهت على أنه قد يستغنى عن تثنية اسم بتثنية مطابقه إذا كان أخصر كـ"سي"(4) فإنه أخصر من "سواء" فأغنت تثنيته عن تثنيته؛ لأن "سيين" أخف من "سواءين".

(1) المذرى: خشبة ذات أطواف كالأصابع يذرى بها الحب، وينقى، والمذروان: الجانبان من كل شيء.

(2)

ك "الجبل" في مكان "الحبل".

(3)

الثناء: قيد للدابة ذو شقين تربط بكل شق رجل.

(4)

السي: المثل والنظير "يستوي في ذلك المذكر والمؤنث".

ص: 1784

على أن أبا زيد حكى عن بعض العرب أنه يقول: "سوءان"(1).

ومن الاستغناء بتثنية الأخف قولها في تثنية "ألية"(2) و"خصية"(3): "أليان" و"وخصيان" وذلك أن من العرب من يقول: "ألي" و"خصي" فاستغنى الأكثرون بتثنية المجرد عن التاء عن تثنية المؤنث بها.

ومنهم من لا يستغني كقول عنترة:

(1170)

- متى ما تلقني فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا

(1) قال أبو زيد في نوادره ص 70 عند حديثه عن قول رافع بن هويم:

هلا كوصل ابن عمار تواصلني

ليس الرجال وإن سووا بأسواء

قال أبو زيد:

"يقال: "رجلان سواءان" و"قوم أسواء، وسواسية" و"رجلان سيان" والجمع أسواء، أي مستوون".

قال أبو الحسن الأخفش متعقبًا قول أبي زيد:

"سواءان" -كذا وقع في كتابي- وهو عندي غير جائز.

والصواب "سويان" و"سيان" لأن "أسواء" جمع "سوأ" كـ"ضلع وأضلاع" و"عنب" و"أعناب".

(2)

الألية: العجيزة، أو ما ركبها من شحم ولحم، والجمع "ألايا".

(3)

الخصي: البيضة من أعضاء التناسل والجلدة التي فيها البيضة.

1170 -

سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب الحال وهو من الوافر.

ص: 1785

"ص"

واختير جمع في مثنى كـ"شرح

صدراكما" (1) وفيه إفرادًا أبح

وهو من الأصل أحق، والتزم

في نحو "قبل كف قيسٍ وهرم"

وجمع ما ليس بجزء إن أمن

لبس أجز فليس يأباه فطن

نحو بـ"أسيافكما اضربا العدى"

و"في عمائكما مجد بدا"

وما إضافة لجزأين اقتضت

فلهما مميزين قد ثبت

نحو: "هما ضخما الرءوس" و"هما

منطلقان ألسنا إن كلما"

وما لهذا (2) الجمع يعزى من خبر

وغيره مثنى أو جمعًا يقر

والعطف لا التثنية استعمل لدى (3)

تخالف اللفظ وما قد وردا

من "أبوين"، والمضاهيه فلا

تجزه إلا بسماع قبلا

(1) ط "صدرًا كما".

(2)

هـ "لهذي" في مكان "لهذا".

(3)

ع "كذا" في مكان "لدى".

ص: 1786

ومنع الأكثر أن يثنى

أو يجمع المختلفان معنى

وكل شيئين مؤديين ما

لواحدٍ فراع فيما لهما

مطلوب ذي إفراد أو ذي (1) تثنيه

ففي كليهما بقصدٍ توفيه

إذا أضيف جزآن إلى كليهما، ولم يفرق المضاف إليه جاز في المضاف أن يجمع، وأن يوحد، وأن يثنى.

والجمع أجود كقوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (2)، (3).

وكقوله عليه [الصلاة (4) و] السلام: (5)"إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه".

والثاني أجود من الثالث؛ لأن الثالث لم أره في غير الشعر كقول الشاعر:

(1) هـ "وذي" وسقط من الأصل "ذي".

(2)

صغت قلوبكما: مالت.

(3)

من الآية رقم 4 من سورة "التحريم".

(4)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(5)

أخرجه مالك في الموطأ في اللباس 12، وأبو داود في اللباس 26، وأحمد 3/ 5، 6/ 31، 44، 52.

ص: 1787

(1711)

- فتخالسا نفسيهما بنوافذٍ

كنوافذ العبط التي لا ترقع

وأما الثاني فوارد في النثر والنظم وفي الحديث في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم (1): "مسح أذنيه ظاهرهما، وباطنهما".

ومن أمثلة الفراء في كتاب المعاني: "إيتنى برأس شاتين". وإلى تفضيل الإفراد على التثنية أشرت بقولي:

وهو من الأصل أحق. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

(1) أخرجه أبو داود في الطهارة 51، والترمذي في الطهارة 28، والنسائي في الطهارة 51، 58، 84، وابن ماجه في الطهارة 52، والدارمي في الوضوء 36.

1171 -

من الكامل قاله أبو ذؤيب الهذلي "ديوان الهذليين 1/ 20" من قصيدته المشهورة التي مطلعها:

أمن المنون وريبه تتوجع

والدهر ليس بمعتب من يجزع

تخالسا: جعل كل منهما يختلس صاحبه بالطعن، والضمير يعود إلى الشجاعين اللذين يتحدث عنهما الشاعر قبل هذا البيت.

النوافذ: جمع نافذة، وهي الطعنة تنفذ حتى يكون لها رأسان.

عبط: جمع عبيط، وأصل العبط شق الجلد الصحيح، ونحو الصحيح من غير علة. "والبيت من شواهد المصنف في شرح التسهيل ص 18".

ص: 1788

أي: أن الإفراد في نحو: "ايتني برأس شاتين" أحق من الأصل وهو أن يقال: "ايتني برأسي شاتين".

ولو قيل (1): "برءوس شاتين" -بلفظ الجمع- لكان أجود.

ولو كان المضاف إليه مفرقًا (2) لزم الإفراد كقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (3).

وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه: "حتى شرح الله صدري لما شرح له صدر أبي بكر وعمر"(4)[رضي (5) الله عنهما (6)].

وإلى هذا ونحوه (7) أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . . والتزم

في نحو "قبل كف قيس وهرم"

(1) هـ سقط "لو".

(2)

الأصل "معرفا" في مكان "مفرقا".

(3)

من الآية رقم "78" من سورة "المائدة".

(4)

أخرجه البخاري في فضائل القرآن 3، وأحكام 37، والترمذي تفسير سورة 9، 18، وأحمد 1/ 13، 5/ 189.

(5)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(6)

هـ "عنهم" في مكان "عنهما".

(7)

هـ سقط "ونحوه".

ص: 1789

فلو لم يكن المضافان جزأى (1) المضاف إليهما لم تعدل (2) عن لفظ التثنية مخافة اللبس نحو قولك: "أعطهما درهميهما".

فإن أمن اللبس جاز الجمع كقولك: "قهرتما العدو بأسيافكما". وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر [رضي الله عنهما (3)]:"ما أخرجكما من بيوتكما"(4).

وإن كان الجزآن مميزين لكليهما فلهما من اختيار مجيئهما بلفظ الجمع ما لهما حين يضافان نحو قولي:

. . . . . . . . . . . "هما ضخما الرءوس" و"هما

منطلقان ألسنا". . . . . . . . . . .

ومنه قول الشاعر:

(1172)

- أقامت على ربعيهما جارتا صفا

كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما

(1) ع ك "جر" في مكان "جزأى".

(2)

ع "يبدل" في مكان "تعدل".

(3)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(4)

أخرجه الإمام مالك في الموطأ باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 28.

1172 -

من الطويل قاله الشماخ بن ضرار "الديوان ص 86" والضمير في "ربعيهما" يعود إلى الدمنتين اللتين ورد ذكرهما في البيت السابق وهو مطلع القصيدة.=

ص: 1790

فقال: كميتا الأعالي. والمراد: الأعليان.

فإلى (1) هذا ونحوه أشرت بقولي:

وما إضافة لجزأين اقتضت

فلهما مميزين قد ثبت

[أي: للجزأين في حال كونهما مميزين لكليهما ما ثبت لهما في حال إضافتهما إلى ما هما جزآن له (2)].

ثم مثلت بـ"ضخما الرءوس" و"المنطلقان ألسنا".

ولك فيما لهذا الجمع من خبرٍ وغيره أن تأتي به على وفق اللفظ فتجمعه، وعلى وفق المعنى فتثنيه.

فالأول كقولك: "رءوسهما ضخام".

= أمن دمنتين عرس الركب فيهما

بحقل الرخامي قد عفا طللاهما

وأراد بـ"جارتا صفا" الأثفيتين لأنهما مقطوعتان من الصفا وهو الصخر، أو لأن الأثفيتين توضعان قريبًا من الجبل لتكون أحجاره ثالثة لهما وممسكة للقدر معهما، ولذا تقول العرب:"رماه بثالثة الأثافي" يعني بالصخر أو بالجبل و"كميتا الأعالي" صفة "جارتا صفا" يريد أن أعالي الأثفيتين ظهر فيها لون الكمتة وهي الحمرة الشديد المائلة إلى السواد لأن النار لم تباشرهما، جونتا مصطلاهما:

صفة ثانية، والجونة: السوداء يريد: أن أسافل الأثافي قد اسودت من إيقاد النار بينها.

(1)

هـ "وإلى" في مكان "فإلى".

(2)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

ص: 1791

والثاني كقولك: "رءوسهما ضخمان" ومثل هذا قول الشاعر:

(1173)

- رأوا جبلًا هذا الجبال إذا التقت

رءوس كبيريهن (1) ينتطحان

ولا يجاء بالمختلفين في اللفظ إذا اشتركا في حكم إلا معطوفًا أحدهما على الآخر نحو: "جاء زيد وعمرو" و"رأيت عمة وخالةً".

وأما نحو "أبوين" في "الأب والأم"، و"القمرين" في "الشمس والقمر" فشاذ لا يقاس عليه.

ومنع أكثر الناس التثنية والجمع في الأسماء المتفقة لفظًا لا معنى.

والذي أراه أن ذلك جائز إذا فهم المعنى كقولك: "رأيت نجمين: سماويًّا وأرضيًّا" و"لي عينان: (2) منقودة (3)

(1) ك ع "كبيرهن".

(2)

العين: ما ضرب نقدًا من الدنانير، وينبوع الماء ينبع من الأرض ويجري.

(3)

نقده الدنانير: أعطاه إياها.

1173 -

من الطويل استشهد به المصنف في شرح التسهيل 1/ 18، ولم ينسبه كذلك لم ينسبه ابن جني في الخصائص 2/ 421، ولا البغدادي في الخزانة 2/ 201.

ص: 1792

ومولاودة" (1). وقد استعمل ذلك كثير من الفصحاء.

ولا خلاف في إعادة ضمير واحدٍ على مختلف المعنى كقولك: "لي عين مالٍ، وعين ماء أبيحهما (2) للضيف".

فكما جاز الجمع بينهما في الإضمار يجوز الجمع بينها في الإظهار بشرط أمن اللبس.

وممن رأى ما رأيته أبو بكر بن الأنباري واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم (3): "الأيدي ثلاث: يد الله وهي العليا، ويد المعطي، ويد السائل"(4) فعبر بـ"الأيدي" عن "يد الله"[جل وتعالى، وتبارك، وتقدس (5)] وعن "يد المعطي، والسائل" للاشتراك (6) اللفظي دون المعنوي.

وقد جمع في التثنية بين الحقيقة والمجاز كثيرًا كقولهم: "القلم أحد اللسانين" و"الخال أحد الأبوين".

(1) ورد الماء أشرف عليه دخله أم لم يدخله.

(2)

أبيحهما للضيف: أطلقهما وأظهرهما وأحلهما.

(3)

ع ك "بقوله عليه الصلاة والسلام".

(4)

أخرجه أحمد 3/ 473.

(5)

سقط ما بين القوسينمن هـ ع والأصل وفي مكانه جاء في هـ "تعالى".

(6)

ع "الاشتراك" في مكان "للاشتراك".

ص: 1793

وهذا شبيه بتثنية المشتركين وضعًا

وأشرت بقولي:

كل شيئين مؤديين ما

لواحدٍ. . . . . . . . . . .

إلى نحو (1)"العينين" و"الأذنين" قد يخبر عنه بمثنى وهو الأصل، وقد يخبر عنه بمفردٍ؛ لأن "العينين" حاسة النظر و"الأذنين" حاسة السمع و"اليدين" حاسة البطش (2) فإفراد ما لكل اثنين منها جائز.

وكذلك التعبير بأحدهما عن اثنيهما، فمن إفراد الخبر قول الشاعر:

(1174)

- سأجزيك خذلانًا بتقطيعي (3) الصوى

إليك وخفا (4) زاحفٍ يقطر الدما

ومن إفراد الضمير قول الآخر:

(1) ع سقط "نحو".

(2)

البطش: الأخذ بالعنف.

(3)

ع "بتقطيع".

(4)

هـ "وخفان أخف".

1174 -

من الطويل استشهد به المصنف في شرح التسهيل 1/ 18 ولم يعزه لقائل: الخذلان: التخلي عن العون والنصرة، الصوى: جمع صوة، وهي ما غلظ من الأرض وارتفع، الخف: ما أصاب الأرض من باطن قدم الإنسان.

ص: 1794

1175 -

وكأن بالعينين حب قرنفل

أو سنبلًا كحلت به فانهلت

ومن الاستغناء بلفظ الواحد قول امريء القيس:

1176 -

وعين لها حدرة بدرة

شقت مآقيهما من أخر

1175 - من الكامل من قصيدة لسليمى بن ربيعة من بني السيد بن ضبة كانت امرأته تماضر قد فارقته فقال قصيدته يتلهف فيها عليها.

وفي النوادر 120: قال سلمان بن ربيعة الضبي أو سليمى والقصيدة في ديوان الحماسة 1/ 303، وشرحه للتبريزي 1/ 112، وفي أمالي القالي رواها المصنف عن ابن دريد، وذكرت في أمالي الشجرى 1/ 212، والأصمعيات 162، وشرح المرزوقي لديوان الحماسة 547، واستشهد المصنف بالبيت في شرح التسهيل 1/ 81.

السنبل جزء النبات الذي يتكون فيه الحب، وهو أيضًا نبات يستخرج من جذور بعض أنواع أخلاط من الأدوية تؤثر في العين.

انهلت العين: سال دمعها.

1176 -

من المتقارب قاله امرؤ القيس "الديوان 115".

الحدرة: قرحة تخرج بجفن العين فترم وتغلظ.

البدرة: كيس فيه مقدار من المال يتعامل به ويقدم في العطايا، ويختلف باختلاف الزمن. المآقي: جمع مأق أو مؤق: وهو طرف العين مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع وشقت مآقيهما: فتحت.

ورواية الديوان:

. . . . . . . . . . .

شقت مآقيها من أخر

ص: 1795