الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الإبدال
"ص"
"هادأت مطوي" كلام جمعا
…
حروف إبدالٍ فشا متبعا
"ش"
حروف الإبدال المبوب عليها (1) في كتب التصريف هي الحروف التي تبدل من غيرها لغير (2) إدغامٍ.
والتي لا بد من ذكرها وهي هذه التسعة، وما سواها مما ذكره الزمخشري وغيره مستغنى عنه، كاللام والنون والجيم والسين.
وربما كان غير هذه الأربعة أولى بالذكر كالصاد، فإن إبدالها، ؛ من السين عند مجاورة حرف الاستعلاء مطرد على لغة فذكرها أولى من ذكر السين؛ إذ ليس للسين موضع يطرد إبدالها فيه.
(1) سقط من الأصل "عليها".
(2)
ع "من غير" في مكان "لغير".
وكذلك اللام والنون إبدالهما من غيرهما إنما هو بالنقل في كلمٍ محفوظة كقولهم في "أصيلان"(1): "أصيلال" وفي "اضطجع"(2): "الطجع".
وكقولهم في "الرفل" وهو الفرس الذيال، "الرفن"(3).
وفي "أمغرت الشاة" -إذا خرج لبنها أحمر كالمغرة (4) - "أنغرت الشاة"(5).
وأما الجيم فإن قومًا من العرب يبدلونها من الياء المشددة في الوقف باطراد، وربما أبدلت جون وقفٍ كقولهم في "الإيل" (6):"الإجل" ودون تشديدٍ كقوله:
(1226)
- يا رب إن كنت قبلت حجتج
(1227)
- فلا يزال شاحج يأتيك بج
(1228)
- أقمر نهات ينزي وفرتج
(1) الأصيل: الوقت حين تصفر الشمس لمغربها.
(2)
اضطجع الرجل: وضع جنبه على الأرض أو نحوها، واضطجع في الأمر: وهن ولم يقم به.
(3)
الأصل وع "رفن".
(4)
المغرة: الطين الأحمر يصبغ به.
(5)
ع ك سقط "الشاة".
(6)
الإيل: الوعل.
1226 -
1228 - قال أبو زيد في النوادر ص 164: قال المفضل:
وأنشدني أبو الغول هذه الأبيات لبعض أهل اليمن ثم أنشد أبو زيد هذا الرجز.
الشاحج: البغل الذي يشحج، أي: يصوت. الأقمر: الأبيض.
النهات: النهاق. ينزي: يحرك.
وفرتج: أي، وفرتي، وهي الشعر إلى شحمة الأذن.
"ينظر: العيني 4/ 570، مجالس ثعلب 143، المحتسب 1/ 75".
وهذا النوع من الإبدال جدير بأن يذكر في كتب اللغة لا في كتب التصريف، وإلا لزم أن تذكر (1) العين؛ لأن إبدالها من الهمزة المتحركة مطرد في لغة بني تميم، ويسمى ذلك، عنعنة.
وكان -أيضًا- يلزم أن تذكر الكاف، لإبدالها من تاء الضمير كقول الراجز:
(1229)
- يابن الزبير طالما عصيكا
(1230)
- وطالما عنيتنا إليكا
أراد: عصيت.
وأمثال (2) هذا من الحروف المبدلة من غيرها كثيرة.
(1) الأصل "يذكر".
(2)
ع "امتثال" في مكان "أمثال".
1229، 1230 - من مشطور السريع نسب في النوادر ص 105 لراجز من حمير وكذلك قال صاحب الصحاح ويذكر الرواة بعد ذلك بيتا ثالثا هو:
لنضربن بسيفنا قفيكا
وقد سبق الحديث عن هذا الشاهد.
وإنما ينبغي أن يعتد في الإبدال التصريفي بما لو لم يبدل وقع في الخطأ أو مخالفة الأكثر.
فالموقع في الخطأ كقولك في "مال": "مول".
والموقع في مخالفة الأكثر كقولك في "سقاءة": "سقاية"(1).
ومعنى هادأت: ساكنت، والمطو: الصديق.
"ص"
من حرف لينٍ آخر بعد ألف
…
مزيدٍ أبدل همزةً، وذا ألف (2)
مع عارض التأنيث بالها وبذا (3)
…
في (4) عين فاعل المعل أخذا
"ش"
حرف اللين يعم الألف والياء والواو، والثلاثة داخلة في هذا الضابط.
فإبدال الهمزة من الألف في "صحراء" ونحوه مما لا ينصرف للتأنيث، ولزوم التأنيث من ذي ألفٍ ممدودة.
(1) السقاءة والسقاية: من تحترف بحمل الماء إلى المنازل ونحوها وفي المثل "اسق رقاش إنها سقاية" يضرب للمحسن: أي أحسنوا إليه لإحسانه.
(2)
ع "اكف" في مكان "ألف".
(3)
في الأصل "وكذا" في مكان "وبذا".
(4)
ع "من" في مكان "في".
فالهمزة في هذا النوع بدل من ألفٍ مجتلبة للتأنيث كاجتلاب ألف "سكرى".
لكن ألف "سكرى" غير مسبوقةٍ بألفٍ فسلمت، وألف "صحراء" مسبوقة بألف فحركت فرارًا من التقاء الساكنين (1) فانقلبت همزة؛ لأنها من مخرجها.
وكانت الثانية بالتحرك أولى لأنها آخرة، والأواخر بالتغيير أولى، ولأنها حرف إعرابٍ والحركة فيه مقدرة، والأولى لمجرد المد كألف "أرطاة" فلاحظ لها في حركة.
وإذا (2) كان ألف "دابة" ونحوها قد تحرك فتتحول همزة على لغة مع عدم تقدير حركة فيها، وكونها غير آخر وكون الساكن الملاقيها مدغمًا، فأشبه المحرك (3)، فألف التأنيث أولى بالتحرك، والتحول؛ لتقدير حركتها، وكونها آخرًا، وملاقية ساكنٍ لا يشبه متحركًا.
ولو لم تكن الهمزة المشار إليها مبدلة من ألفٍ لسلمت في الجمع فقيل: "صحارئ" لا "صحارٍ" كما قيل في "شاطئ":
"شواطئ" لا "شواطٍ".
(1) ع ك "ساكنين".
(2)
ع ك "وإن" في مكان "وإذا".
(3)
ع "المجرد" في مكان "المحرك".
بل سلامة همزة "صحراء" لو كانت غير مبدلة آكد؛ لأنها على ذلك التقدير حرف دل على معنى، وهمزة "شاطيء" غير دالة على معنى.
وسلامة ما يدل آكد من سلامة ما لا يدل.
وأما الياء والواو فمواضع إبدال الهمزة منها كثيرة.
من ذلك "بناء" و"ظباء" و"دعاء" و"جراء".
الأصل: "بناي" و"دعاو" لأنهما من بنيت ودعوت و"ظباي" و"جراو" لأن واحدهما ظبي (1) وجرو (2).
تطرفت الياء والواو بعد ألف زائدةٍ فقلبت همزة وهذا الإبدال مستصحب مع هاء التأنيث العارضة كـ"بناء" و"بناءة".
فلو كانت هاء التأنيث غير عارضة امتنع الإبدال كـ"هداية"(3) و"علاوة"(4).
(1) الظبي: هو جنس حيوانات من ذوات الأظلاف والمجوفات القرون، وهو أنواع أشهرها الظبي العربي، ويقال له: الغزال الأعفر.
(2)
الجرو -بتثليث الجيم: الثمر أول ما ينبت غضا، وما استدار من الثمار كالحنظل، والصغير من ولد الكبير والأسد والسباع.
(3)
مصدر هداه: أرشده وفي التنزيل العزيز: {وَوَجَدَكَ ضَالًا فَهَدَى} .
(4)
العلاوة من كل شيء: ما زاد عليه، وما يوضع على البعير بعد تمام حمله.
فهذه قاعدة قواعد الإبدال.
ثم أخذت في قاعدة ثانية، وهي المشار إليها بقولي:
. . . . . . . . . . . وبذا (1)
…
في عين فاعل المعل أخذا
أي: كذا تبدل الهمزة من "فاعل" إذا كانت ياء، أو واوًا كما نالها الإعلال في الفعل نحو:"بائع" و"قائم".
أصلهما (2): "بايع" و"قاوم".
فأبدلت الهمة في اسم الفاعل من الياء والواو، كما أبدلت الألف منهما في الفعل (3) حيث قيل:"باع" و"قام"، والأصل:"بيع" و"قوم".
وكما جريا في الإعلال مجرى واحدًا كذلك جريًا في التصحيح مجرى واحدًا فقيل "عين (4) فهو (5) عاين" و"عور فهو (6) عاور".
"ص"
همزًا أصر مدًا مزيدًا ثالثًا
…
في الجمع إن يشابه النبائثا (7)
(1) الأصل "كذا" في مكان "بذا".
(2)
الأصل "نحو" في مكان "أصلهما".
(3)
سقط من ع "الفعل".
(4)
عين: اتسعت عينه وحسنت.
(5)
، (6) ع ك "في" في مكان "فهو".
(7)
ع "البنائثا" في مكان "النبائثا".
كل مدة ثالثةٍ زائدة فإنها تبدل همزة إذا جمع ما هي فيه على مثل مفاعل كـ"رسائل" و"صحائف" وعجائز".
فالهمزة فيهن بدل من ألف "رسالة" وياء "صحيفة"(1) وواو "عجوز".
فلو كانت المدة غير زائدة لم يجز الإبدال كـ"مفازة"(2) و"مفاوزٍ" و"مسيرة" و"مساير" و"مثوبة"(3) و"مثاوب".
فإن سمع في شيء منها (4) الإبدال لم يقس عليه كـ"مصائب" و"منائر"(5).
والنبائث: جمع نبيثة وهي تراب البئر، والقبر ونحوهما.
"ص"
كذاك ثاني (6) لينين اكتنفا
…
مدا كما في جمع شخصٍ نيفا
"ش"
الإشارة إلى جمع الرباعي باجتماع حرفي لين بين طرفيه
(1) ع "صحيف" في مكان "صحيفة".
(2)
المفازة: الفوز والنجاة، والصحراء، والمهلكة.
(3)
المثوبة: الجزاء وفي التنزيل العزيز: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْر} .
(4)
ع ك "منه" في مكان "منها.
(5)
جمع منارة: الشمعة ذات السراج، والمئذنة.
(6)
ع "بان" في مكان "ثاني.
كـ"أول" و"حول"(1) و"عيل"(2) و"سيد" فإنك تقول في جمعها: "أوائل" و"حوائل" و"عيائل"(3) [و"سيائد".
والأصل: "أواول" و"حواول" و"عيايل"] (4) و"سياود".
فاكتنف ألف الجمع حرفا لين ثانيهما متصل بالطرف فأبدل همزة استثقالًا لتوالي ثلاثة أحرفٍ لينة يليهن الطرف.
فلو انفصل الثاني من الطرف امتنع الإبدال كـ"عواوير" و"طواويس"(5).
وكذلك لو كان الاتصال بالطرف عارضًا كقول الراجز:
(1231)
- وكحل العينين بالعواور
(1) الحول: السريع التغير من الرجال، والمحتال الشديد الاحتيال.
(2)
العيل: أهل بيت الرجل الذين ينفق عليهم -للمذكر والمؤنث- والعيل -أيضًا- الفقير.
(3)
ع "عتائل" في مكان "عيائل".
(4)
سقط ما بين القوسين من الأصل.
(5)
الطاوس: طائر حسن الشكل كثير الألوان، يبدو كأنه يعجب بنفسه، وبريشه، والجميل من الناس نحوهم، والأرض المخضرة فيها كل ضرب من النبت أو الورود.
1231 -
هذا رجز ينسب إلى جندل بن المثنى الطهوى "سيبويه 2/ 374، الخصائص 1/ 195 3/ 164، 326، شرح شواهد الشافية 374، الإنصاف 785، شرح المفصل 3/ 91، 92، اللسان "عور".
أراد بالعواوير لأنه جمع عوار وهو: الرمد.
"ص"
والياء من ذا الهمز أبدل فاتحا
…
إن اعتلال اللام كان لائحا
"ش"
الإشارة بقولي:
. . . . . . . . . . . ذا الهمز. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
إلى همز "فعائل" الذي هو جمع واحد ذي مدة ثالثةٍ زائدةٍ فإن ذلك الواحد المقيد بهذه المدة الموصوفة إن كانت لامه معتلة وجب للهمزة المبدلة من مدته أن تقلب ياء مفتوحة لتنقلب اللام المعتلة ألفًا، وذلك نحو "قضايا"(1) في جمع "قضية".
وأصله "قضائي" فأبدلت الهمزة ياء مفتوحةً، فصارت الياء المتطرفة ألفًا.
وبعضهم يطيل التعليل فيقول:
أصله "قضائي" ثم صارا "قضاء" كـ"مدارى"(2) فاستثقل وقوع همزةٍ عارضةٍ في جمعٍ بين ألفين، وهي من مخرج الألف، فكان ذلك كتوالي ثلاث ألفات، فأبدلت الهمزة ياء.
(1) ع ك "سقطت "في".
(2)
جمع مدراء وهي المنتفخة الجنب الضخمة البطن، وبنو مدراء: أهل الحضر.
"ص"
وإن يكن واوًا في الأفراد سلم
…
فالواو في موضع ذا الهمز لزم
تقول في (1)"هراوة""هراوى"
…
وشذ في "هدية": "هداوى"
وفي "منية" رووا "منائيا"
…
مستندرًا عن القياس نائيا
"ش"
أي: إذا (2) كان (3) واوًا المجموع (4) على مثال "مفاعل" ولم يعل (5) في الإفراد كواو "هرواة"(6) جعل موضع الهمزة المذكورة واو فقيل: "هراوى".
والأصل "هرائي" مثل "رسائل"، ثم فتحت الهمزة فصارت "هراءًا" ثم أبدلت الهمزة واوًا فقيل:"هراوى".
وذلك أنهم عدلوا عن الهمزة لئلا يكون اللفظ بها بين ألفين كاللفظ بثلاث ألفاتٍ متوالية.
والياء والواو متساويان في الصلاحية للقيام مقامها كما استويا في قيام الهمزة مقامهما.
(1) ع سقط "في".
(2)
ع ك "إن". في مكان "إذا".
(3)
ع سقط "كان".
(4)
الأصل "الجموع" في مكان "المجموع".
(5)
الأصل "تعل".
(6)
الهراوة: العصا الضخمة.