الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعدهما همزة - "أنه قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسُّما من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
* * *
8 - باب الأَسَامِي
(باب الأسامي)
مِنَ الصِّحَاحِ:
3687 -
عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في السُّوقِ، فَقَالَ رَجُل: يَا أَبَا القَاسِم! فالْتفَتَ إِلَيْهِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَال: إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا، فَقَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"سَمُّوا بِاسمي، ولا تَكَنَّوْا بِكُنَيتي".
"من الصحاح":
" عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل: يا أبا القاسم! " وكانت كنية ابنه: أبا القاسم.
"فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال"؛ أي: الرجل: "إنما دعوت هذا"؛ يعني ابنه.
"فقال"؛ أي: النبي صلى الله عليه وسلم:
"سمُّوا باسمي ولا تَكَنُّوا بكنيتي" قال الشافعي: لا يجوز لأحد أن يكني ابنه أبا القاسم سواءٌ كان اسمه محمداً أو لا، وجوَّز جمع التكني إذا لم يكن الاسم محمداً أو أحمد.
* * *
3688 -
عَنْ جَابرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَمُّوْا باسْمِي، ولا تَكَتَنُوا
بكُنيَتِي، فإنِّي إنما جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُم".
"وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي ولا تكنُّوا بكنيتي فإني إنما جُعلت قاسمًا"؛ أي: كُنيت بأبي القاسم لأني "أَقْسِم بينكم"؛ أي: البشارة للصالح والإنذار للطالح، وكان يتولَّى القسمة من قِبَلِ الله تعالى في العلم الذي يُوْحَى إليه، وإنزال الناس منازلهم في الفضيلة، وإعطائه المالَ إياهم على قَدْر غناهم وحَسَبِ حاجتهم، ولما لم يكن أحد يشاركه في هذا المعنى منع أن يكتني به غيره بهذا المعنى.
* * *
3689 -
عَنْ ابن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُم إلَى الله: عَبْدُ الله وعَبْدُ الرَّحْمَنِ".
"عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" وإنما صار هذان الاسمان أحبَّ إليه تعالى؛ لأن أحدهما إضافة إلى أعلى أسماء الله الذي خصَّ التوحيد به في كلمة الشهادة، والآخر إضافة إلى اسمه الرحمن الدال على كمال رحمته العامة بكلِّ خليقته.
* * *
3690 -
وقَالَ: "لا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَاراً، ولَا رَباحاً، ولَا نجِيحًا، ولَا أَفْلحَ، فَإِنَّكَ تقولُ: أثَمَّ هُوَ؟ فَلا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لا".
وفي رِوَايَةٍ: "لَا تُسَمِّ غُلامَك رَبَاحًا، ولَا يَسَاراً، ولَا أفلحَ، ولَا نَافِعاً".
"عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تُسمِّينَّ غلامك يساراً، وهو من اليسر ضد العسر.
"ولا رباحًا" - بفتح الراء - من الربح.
"ولا نجيحاً" من النجح وهو الظفر.
"ولا أفلح" من الفلاح وهو الفوز؛ لأن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل بحسن ألفاظها ومعانيها، وربما انقلب ما قصدوه إلى الضد.
"فإنك تقول أثمَّ هو؟ " الهمزة فيه للاستفهام، و (ثَمَّ) - بفتح الثاء المثلثة - إشارة إلى مكان.
"فلا يكون"؛ أي: لا يوجد ذلك المسؤول عنه في ذلك المكان.
"فيقول: لا" فلا يحسن هذا في التفاؤل.
"وفي رواية: لا تسم غلامك رباحاً ولا أفلح ولا نافعاً".
* * *
3691 -
وعَنْ جَابرٍ رضي الله عنه أنَّه قَالَ: أَرَادَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنهَى عَنْ أنْ يُسَمَّى: بيَعْلَى، وببَرَكَةَ، وبِأَفْلَحَ، وبيَسارٍ، وبنافِعٍ، وبنحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، ثُمَّ قُبضَ صلى الله عليه وسلم ولَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ.
"وعن جابر رضي الله عنه أنه قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بـ: يَعلى" مضارع علا في الشرف.
"وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت عنها بعدُ، ثم قُبض ولم ينه عن ذلك" لعله نهاه في الابتداء، ثم سكت عن ذلك لمَا رأى من تعوُّد القوم بهذه الأسماء فسحةً لهم، أو خاف عليهم داخل الطيرة.
* * *
3692 -
وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسمَّى: مَلِكَ الأَمْلَاكِ".
"وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أخنى الأسماء"؛ أي: أقبحها وأكثرها مذلَّةً "يوم القيامة عند الله رجل"؛ أي اسم رجل "تسمَّى" - بفتح التاء وتشديد الميم - "ملك الأملاك" وكذا ما في معناه.
* * *
3693 -
وقَالَ: "أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى الله يَوْمَ القِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ رَجُلٌ كَانَ يُسمَّى: مَلِكَ الأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إلَّا الله".
"وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أغيظ رجل على الله" أفعل تفضيل من الغيظ، مجاز عن عقوبته للمسمَّى بهذا الاسم؛ أي: أشد أصحاب هذه الأسماء عقوبةً عند الله "يوم القيامة وأخبثه رجل تسمَّى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله" استئناف لبيان تعليل تحريم التسمية، فبيَّن أن المالك الحقيقي ليس إلا هو، ومالكيةُ غيره مستعارةٌ، فمَن تسمى بهذا الاسم نازع الله في رداء كبريائه واستنكف أن يكون عبداً لله، فيكون له الخزي.
* * *
3694 -
وَعَنْ زينَبَ بنتِ أَبيْ سَلَمَة قَالَتْ: سُمِّيتُ: بَرَّة، فَقَالَ رَسُولُ الله: لَا تُزكُّوا أَنْفُسَكم، الله أَعْلَمُ بِأَهْلِ البرِّ مِنْكُم، سَمُّوهَا: زينَبَ".
"عن زينب بنت أبي سلمة" زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
"قالت: سُمِّيتُ" على بناء المجهول للمتكلم؛ أي: كان اسمي "برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم" تزكية الرجل نفسَه ثناؤه عليها.
"الله أعلم بأهل البر منكم" وهو اسمٌ لكلِّ فعلٍ مَرْضي.
"سموها زينب" وفيه دلالة على استحباب تغيير الاسم الذي فيه التمدُّح.
* * *
3695 -
عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ جُوَيرِيَةُ اسْمُهَا: بَرَّةُ، فَحَوَّلَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا: جُوَيرِيَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أنْ يُقالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ.
"عن ابن عباس أنه قال: كانت جويرية اسمها برة" زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
"فحوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة" فإن ذلك لا يحسن في التفاؤل.
* * *
3696 -
وَعَنِ ابن عُمَرَ: أَنَّ بنتاً لِعُمَرَ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيةُ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: جَمِيْلة.
"عن ابن عمر: أن بنتاً كانت لعمر يقال لها: عاصية، فسماها رسول الله جميلة" وفيه دليل على جواز تغيير الاسم المكروه إلى اسم حسن.
* * *
3697 -
وعَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ قَالَ: أُتِيَ بالمُنْذِرِ بن أَبيْ أُسَيْدٍ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حِيْنَ وُلِدَ، فَوَضَعَهُ على فَخِذِه فَقَالَ:"مَا اسْمُه؟ " قَالَ: فُلان، قَالَ:"لكِنْ اسْمِهِ: المُنْذِرَ".
"عن سهل بن سعد أنه قال: أتي بالمنذر بن [أبي] أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه على فخذه فقال: ما اسمه؟ قالوا: فلان، قال: ليكن اسمه المنذر".
* * *
3698 -
وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُوْلَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِيْ، وأَمَتِي؛ كُلُّكُم عَبيْدُ الله، وكلُّ نِسَائِكُم إمَاءُ الله، وَلَكنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي، وجَارِيَتي، وفتَايَ،
وفَتاتِي، ولَا يَقُلِ العَبْدُ: رَبي، ولَكِنْ لِيَقُل: سَيدِي".
ويُروَى: "لِيَقُلْ: سَيدِي، ومَوْلَايَ".
وَيُروَى: "لَا يَقُلْ العَبْدُ لِسَيدِه: مَوْلَايَ؛ فإنَّ مَوْلَاكم الله".
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله وكلُّ نساءكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي" قيل: إنما كره ذلك إذا قال على طريق التطاول على الرقيق والتحقير لشأنه، وإلا فقد جاء القرآن به، قال الله تعالى:{وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32].
"ولا يقل العبد: ربي" وذلك لأن الإنسان مربوبٌ متعبَّدٌ بإخلاص التوحيد، فكره المضاهاة بالاسم لئلا يدخل في معنى الشرك.
"ولكن ليقل: سيدي" لأن مرجع السادة إلى معنى الرئاسة له وحسنِ التدبير لأمره.
"ويروى: ليقل: سيدي ومولاي، ويروى: ولا يقل العبد لسيده: مولاي، فإن مولاكم الله".
* * *
3699 -
وَقَالَ: "لَا تَقُوْلُوا: الكَرْمُ؛ فإنَّ الكَرمَ قَلْبُ المُؤْمِنِ".
ويُروَى: "لَا تَقُولُوا: الكَرْمُ، ولَكِنْ قُولُوا: العِنَبُ، والحَبَلَةُ".
"وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: الكَرْم، فإن الكَرْمَ قلب المؤمن" لطيبه وزكائه؛ لأنه معدن التقوى والإيمان.
"ويروى: لا تقولوا: الكرم، ولكن قولوا: العنب والحَبَلة" بفتحتين، أصله شجرة العنب، أو قضيبها، سمي الحبلة العنب إطلاقًا لاسم الشجر على ثمره، وسبب النهي أن العرب كانوا يسمون العنب وشجرته كرمًا، لأن الخمر
المتخذ منه يحمل شاربها على الكرم، فكره النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسمية؛ لئلا يتذكروا به الخمر ويدعوهم حسنُ الاسم إلى شربها.
* * *
3700 -
وَقَالَ: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ: الكَرْمَ، ولَا تَقُوْلُوا: خَيْبَةَ الدَّهرِ؛ فإنَّ الله هُوَ الدَّهرُ".
"وعنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تُسموا العنب الكرم، ولا تقولوا: خيبة الدهر" والخيبة: الحرمان، كانت العرب إذا أصابتهم مصيبة أو نالهم حرمان في سفر أو حرب قالوا: يا خيبة الدهر، يريدون: يا دهر صرتَ خائبًا - على طريق الدعاء عليه - كما صيَّرتني كذلك، يريدون سبَّه فنهاهم عنه.
"فإن الله هو الدهر"؛ أي: مقلِّبه والمتصرِّف فيه على حذف المضاف.
* * *
3701 -
وقال: "لا يَسُبُّ أَحَدُكُم الدَّهرَ؛ فإنَّ الله هُوَ الدَّهرُ".
"وعنْه قال: قال رسول الله: لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر".
* * *
3702 -
وقَالَ: "قَالَ الله تَعَالَى: يُؤْذِيْنِي ابن آدمَ، يَسُبُّ الدَّهرَ، وأَنَا الدَّهرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ".
"وعنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسبُّ الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلِّب الليل والنهار" تقدَّم البيان فيه في (كتاب الإيمان).
3703 -
وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يقُولَنَّ أَحَدُكُم: خَبُثَتْ نَفْسِي، ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي".
"وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي" يقال: (خبُثت) بضم الباء، و (لقَست) بفتح القاف بمعنى: غَثَى قلبي، وإنما كره صلى الله عليه وسلم لفظ (خبثت) لئلا يضيف المؤمن الخباثة إلى نفسه التي هي صفة الكفار، قال الله تعالى:{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: 26].
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فأصبح خبيث النفس كسلان" فواردٌ مورد الوعيد في حق من ثبَّطه الشيطان عن قيام الليل.
* * *
مِنَ الحِسَان:
3717 -
عَنِ المِقْدِامِ بن شُرَيحٍ، عَنْ أَبيْهِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبيْهِ هَانِئٍ: أنَّه وَفَدَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ، سَمِعَهُم يُكَنُّونهَ بِأبي الحَكَم، فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"الله هُوَ الحَكمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ"، فَقَالَ: كَانَ قَوْمِي إذَا اخَتَلفُوا في شَيء أتوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُم فَرَضيَ الفَرِيَقْانِ، فَقَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"مَا أَحْسَنَ هَذا! فَمَا لَكَ مِنَ الوَلَدِ؟ " قَالَ: شُرَيْحٌ، ومُسْلِمٌ، وعَبْدُ الله، قَالَ:"فمَنْ أكبرُهُم؟ " قُلْتُ: شُرَيْحٌ، قَالَ:"فَأَنْتَ: "لَو شُريْحٍ".
(من الحسان):
" عن المقدام بن شريح، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ قال: إنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه" الضمير المنصوب فيه إلى هانئ.
"بأبي الحكم، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إن الله تعالى
هو الحكم" وهو الحاكم الذي إذا حكم لا يردُّ حكمه.
"وإليه الحكم" وذلك لا يليق بغيره تعالى.
"فقال"؛ أي: هانئ: "كان قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي به الفريقان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هذا! "؛ أي: الحكم بين الناس، (ما) للتعجب.
"فما لك من الولد؟ قال: شريح ومسلم وعبد الله، قال: فمن أكبرهم؟ قلت: شريح، قال: أنت أبو شريح" قصد به تسميته بذلك، والحديث يدل على أن الأولى أن يُكنى الرجل والمرأة بأكبر بنيهما، فإن لم يكن ابنهما فبأكبر بناتهما.
* * *
3718 -
عَنْ مَسْروُقٍ قَالَ: لَقِيْتُ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَسْرُوقُ بن الأجْدَعِ، قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُوَلَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: "الأجْدَعِ شَيْطَان".
"وعن مسروق أنه قال: لقيت عمر فقال: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الأجدع شيطان".
* * *
مِنَ الحِسَان:
3704 -
عَنْ أَبيْ الدَّرْداء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: "تُدْعَونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُم وأَسْمَاءِ آبَائِكُم، فَأَحْسِنُوا أَسَمَاءَكُم".
"عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُدعون يوم القيامة بأسمائكم
وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم".
* * *
3705 -
عَنْ أَبيْ هُرِيْرةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهَى أَنْ يَجْمَعَ أَحْدٌ بَيْنَ اسْمِهِ وكُنيتَهِ ويُسَمَّى: مُحَمَّداً أَبَا القَاسِم.
"وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته ويسمِّي محمداً أبا القاسم" لوقوع اللبس إذا نودي الغير بحضرته، فيكون مقيَّدًا بحياته.
* * *
3706 -
وَعَنْ جَابرٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا سَمَّيْتُم باسْمِي فَلَا تَكْتَنُوا بكُنْيتي"، غريب.
وفي رِوايَةٍ: "مَنْ تَسَمَّى باسْمِي فَلَا يَكتَنِ بِكُنْيتِي، ومَنْ اكتَنَى بِكُنيَتي فَلَا يَسَمَّ باسِمْي".
"وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سميتم باسمي فلا تكتنوا بكنيتي".
"غريب ".
"وفي رواية: من تسمى باسمي فلا يَكْتَنِ بكنيتي، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمَّ باسمي، وهذا يدل على أن الإفراد جائز فإنه أقلُّ كراهة من الجمع؛ لأن في الإفراد يمكن رفع اللبس بخلاف الجمع فإنه لا يمكن الرفع فيه إلا بكلفة؛ لكثرة الاشتراك سواءٌ في زمنه صلى الله عليه وسلم أو بعده.
* * *
3716 -
عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتْ امرَأةٌ: يَا رَسُوَلَ الله! إنِّي وَلَدْتُ غُلَاماً
فَسَمَّيتُهُ: مُحمَّداً وكنَّيتُهُ: أَبَا القاسِم، فذُكِرَ لِيْ أنَّكَ تَكْرَهُ ذَلَكَ، قَالَ:"مَا الَّذِي أَحَلَّ اسْمِي وَحَرَّمَ كُنْيَتِي؟ "، أَوْ:"مَا الَّذِي حَرَّمَ كُنيتَي وأَحَلَّ اسْمِي؟ "، غريب.
"عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قالت امرأة: يا رسول الله! إني ولدت غلامًا فسميته محمدًا وكنيته أبا القاسم، فذُكر لي أنك تكره ذلك؟ قال: ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي، أو: ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي" وهذه شك من الراوي؛ يعني: لا فرق بين التسمية باسمي والتكنية بكنيتي بل كلاهما جائز، وهذا منسوخ عند مَن لم يجوّز الجمع بينهما.
* * *
3707 -
عَنْ مُحَمَّدِ بن الحَنَفيَّةِ، عَنْ عليٍّ أنِّه قَالَ: يَا رسَوُلَ الله! أَرَأَيْتَ إنْ وُلِدَ لِيْ بَعْدَك وَلَدٌ، أُسَمِّيهِ: مُحمَّداً وأُكَنِّيهِ بكُنيَتِكَ؟ قَالَ: "نعَم"، وكانَتْ رُخْصَةً لِيْ.
"عن محمد بن الحنفية عن علي أنه قال: يا رسول الله! أرأيت"؛ أي: أخبرني.
"إن ولد لي بعدك ولد أسميه محمداً وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم، وكانت رخصة لي" علم منه أن النهي مقصورٌ على زمانه صلى الله عليه وسلم، فيجوز الجمع بينهما بعده لرفع الالتباس، وبه قال مالك.
* * *
3708 -
وَقَالَ أَنسٌ رضي الله عنه: كَنَّانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَبَا حَمْزَةَ ببقْلَةٍ كُنْتُ أَجتِنيْها.
صحيح.
"وقال أنس رضي الله عنه: كناني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أبا حمزة ببقلة كنت أجتنيها"؛ أي: أقلعها؛ يعني: كنت أقلع حمزة، وهو بقلة حِرِّيفة،
وقيل: في طعمها حموضة، فكناني أبا حمزة.
"صحيح".
* * *
3709 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُغيرُ الاسْمَ القَبيْحَ.
"عن عائشة أنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح".
* * *
3710 -
ورُوِيَ: أَنَّ رَجُلاً يُقالُ لَهُ؛ أَصْرَمُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَا اسْمُكَ؟ " قَالَ: أَصْرمُ، قَالَ:"بَلْ أَنْتَ: زُرْعَةُ".
"وروى أسامة بن أخدري أن رجلاً يقال له: أصرم" من الصَّرْم وهو القطع، وذلك غير مستحسن في التفاؤل.
"قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: أصرم، قال" كراهة لهذا الاسم: "بل أنت زُرعة" بضم الزاي وسكون الراء المهملة: فُعْلة من الزرع، وهي قطعة منه، والزرع مستحسن فلهذا غيَّر أصرم إليه.
* * *
3711 -
ورُوِيَ: أنَّه صلى الله عليه وسلم غيَّرَ اسْمَ: العَاص، وعَزيْزٍ، وعَتَلَةَ، وشيطان، والحَكَم، وغُرَابٍ، وحُبَابٍ، وشِهابٍ.
"وروي أنه صلى الله عليه وسلم غيَّر اسم العاص" كراهةً لمعنى العصيان؛ لأن شعار المؤمن الطاعة والاستسلام.
"وعزيز" لأنه من أسماء الله تعالى، والعبد موصوفٌ بالذل والخشوع والاستكانة.
"وغَتَلة" بالفتحات؛ لأن معناه: الغلظة والشدة، ومن صفة المؤمن اللين والسهولة وخَفْضُ الجناح.
"وشيطان" لأن اشتقاقه من الشطن، وهو البعد من الخير، وهو اسم المارد والخبيث من الجن والإنس.
"والحكم" لما قلنا: إنه هو الحاكم الذي إذا حكم لا يردُّ حكمه، وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى.
"وغراب" لأن معناه البعد.
"وحُبَاب" بضم الحاء المهملة؛ لأنه نوعٌ من الحيات، وقيل: هو اسم شيطان.
"وشهاب" بكسر الشين؛ لأنه شعلة نار ساطعة، أي: مرتفعة، والنار عقاب الله، ولأنه يُرجم به الشيطان.
* * *
3712 -
وعَنْ أَبيْ مَسْعُودٍ الأَنْصَاريِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ في: زعموا: "بئسَ مَطيَّةُ الرَّجُل! ".
"عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول في زعموا"؛ أي: في حق لفظ (زعموا)، والزعم؛ الادعاء، والمراد به: التكلُّمُ بكلام سمعه من غيره ولم يعلم صحته؛ لأن استعمالها (1)
(1) في "غ": "لاستعمالها" بدل "لأن استعمالها".
غالبًا في حديثٍ لا سند له ولا تثبت فيه بل تحُكى على الألسن.
"بئس مطيةُ الرجل"؛ أي: مركوبُه، والمخصوص بالذم محذوفٌ للعلم به، شبَّه صلى الله عليه وسلم ما يقدِّمه الرجل أمام كلامه توصُّلاً به إلى حاجته من قول:(زعموا) بالمطية المتوصَّل بها إلى المقصد، فأمر صلى الله عليه وسلم بالتثبُّت في المحكي والاحتياط في المروي، فلا يروي حديثًا إلا عن ثقة، فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال:"كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع".
* * *
3713 -
وعَنْ حُذيْفَةَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقَوُلُوا: مَا شَاءَ الله وشَاءَ فُلَانٌ، وَقُولُوا: مَا شَاءَ الله ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ".
"عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقولوا ما شاء الله" فيه حذف، أي: فهو كائن، أو: كان ونحوه.
"وشاء فلان" بالعطف عليه؛ لأنه يلزم منه الاشتراكُ والتسويةُ بين الله وبين العباد في المشيئة؛ لأن الواو للجمع والاشتراك.
"وقولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان" لأن (ثم) للتراخي.
* * *
3714 -
وَيُروَى: "لَا تَقُوْلُوا: مَا شَاءَ الله وشَاءَ مُحَمَّد، وَقُولُوا: مَا شَاءَ الله وَحْدَهُ"، منقطع.
"ويروى: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، وقولوا: ما شاء الله وحده"، "منقطع".
* * *