المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌12 - باب المزاح - شرح المصابيح لابن الملك - جـ ٥

[ابن الملك]

فهرس الكتاب

- ‌20 - كِتابُ اللِّبَاسِ

- ‌2 - باب الخاتَمِ

- ‌3 - باب النعَال

- ‌4 - باب التَّرجيل

- ‌5 - باب التَّصاويرِ

- ‌21 - كِتَابُ الطِّبُ وَالرُّقَى

- ‌1 - باب"باب الطّبِّ والرُّقَى

- ‌2 - باب الفَأْلِ والطِّيرَةِ

- ‌3 - باب الكهانَةِ

- ‌22 - كِتَابُ الرُّؤْيَا

- ‌23 - كِتَابُ الأَدَبِ

- ‌1 - باب السَّلامِ

- ‌2 - باب الاسْتِئْذَانِ

- ‌3 - باب المُصافَحَةِ والمُعانَقَةِ

- ‌4 - باب القِيَام

- ‌5 - باب الجُلوُسِ والنَّومِ والمَشْيِ

- ‌6 - باب العُطَاسِ والتَّثَاؤُبِ

- ‌7 - باب الضَّحِكِ

- ‌8 - باب الأَسَامِي

- ‌9 - باب البَيانِ والشِّعرِ

- ‌10 - بابحِفْظِ اللِّسانِ والغِيْبةِ والشَّتمِ

- ‌11 - باب الوعد

- ‌12 - باب المُزَاحِ

- ‌13 - باب المُفاخَرَةِ والعَصَبيَّةِ

- ‌14 - باب البر والصِّلَةِ

- ‌15 - باب الشَّفَقَةِ والرَّحمَةِ على الخَلْقِ

- ‌16 - باب الحُبِّ في الله والبُغْضِ في الله

- ‌17 - باب ما يُنهَى من التَّهاجُرِ والتَّقاطُعِ واتباعِ العَوْراتِ

- ‌18 - باب الحذَرِ والتَّأَنِّي في الأُمورِ

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌21 - باب الظُّلمِ

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌24 - كِتابُ الرِّقَاقِ

- ‌2 - باب فضلِ الفُقَراءِ وما كانَ من عَيْشِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب الأَمَلِ والحِرْصِ

- ‌4 - باب استِحبابِ المالِ والعُمُرِ للطَّاعةِ

- ‌5 - باب التَّوَكلِ والصَّبرِ

- ‌6 - باب الرِّياءِ والسُّمْعَةِ

- ‌7 - باب البكاء والخوف

- ‌8 - باب تغيُّر الناس

- ‌9 - باب

- ‌25 - كِتابُ الفِتَنِ

- ‌2 - باب المَلاحِمِ

- ‌3 - باب أَشْراطِ السَّاعَةِ

- ‌4 - باب العلاماتِ بين يَدَي السَّاعةِ، وذِكْرُ الدَّجَّالِ

- ‌5 - باب قِصَّةِ ابن الصَّيَّادِ

الفصل: ‌12 - باب المزاح

نيته أن يفي فلم يف ولم يجئ للميعاد" لاعتراضه مانعٌ يمنعه عن الوفاء بما وعد.

"فلا إثم عليه" وهذا يدل على أن النية الصالحة يثاب الرجل عليها وإن تخلَّف المَنْوِيُّ عنها.

3791 -

عَنْ عَبْدِ الله بن عَامرٍ قَالَ: دَعَتْني أُمِّي يَوْماً ورَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ في بَيْتِنا فقالَتْ: تَعَالَ أُعْطِيْكَ، فقالَ لَها رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إنَّكِ لَوْ لَمْ تُعطِيْهِ شَيْئاً كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ".

"عن عبد الله بن عامر أنه قال: دعتني أمي يوماً وَرسول الله قاعد في بيتنا، فقالت: تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما" بالتخفيف "إنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت"؛ أي: هذه الكلمة "عليك كذبة" بكسر الكاف ثم السكون، وبفتحها مع كسر الذال، والتاءُ للوحدة، وهذا يدل على استحباب إنجاز العِدَة مع مَن كانت.

‌12 - باب المُزَاحِ

(باب المزاح)

مِنَ الصِّحَاحِ:

3792 -

عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنْ كَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم لَيُخالِطُنَا حتَّى يَقُولَ لأِخٍ لِي صَغير: "يَا أَبَا عُمَيْر! ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ "، كَانَ لَهُ نُغَيرٌ يَلْعَبُ بهِ فَمَاتَ.

ص: 259

وهو- بالضم- مصدر مزحته، -وبالكسر- مصدر مازحته.

"من الصحاح":

" قال أنس رضي الله عنه: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم "، (إن) هنا مخففة من المثقَّلة؛ أي: إنه صلى الله عليه وسلم "ليخالطنا"؛ أي: يجالسنا ويمزح بنا.

"حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير! ما فعل النغير؟ " تصغير نُغُر، وهو فرخ العصفور، وقيل: طائر كالعصفور أحمر المنقار واحدتُها نغرة.

"كان له نغير يلعب به"؛ أي: يتلهَّى بحبسه وإمساكه.

"فمات" وهذا يدلُّ على إباحة طير المدينة، وأنه لا بأس بإعطاء الصبي الطير ليلعب به بلا تعذيبه، وعلى إباحة السجع وتصغير الأسماء، والممازحة ما لم يكن إثماً، وجوازِ تكنِّي الصبي.

مِنَ الحِسَان:

3793 -

عَنْ أَبيْ هُرَيْرة رضي الله عنه قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! إِنَّكَ تُداعِبنا. قال: "إنِّي لَا أقَوُلُ إلَّا حَقًّا".

"من الحسان":

" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تداعبنا"؛ أي: تمازحنا، والدعابة: المزاح.

"قال: إني لا أقول إلا حقاً".

3794 -

وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً استَحمَلَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إنِّي

ص: 260

حَامِلُكَ على وَلَدِ نَاقةٍ"، فَقَالَ: مَا أصنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وهلْ تَلِدُ الإبلَ إلَّا النُّوقُ؟ ".

"وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم "؛ أي: طلب منه صلى الله عليه وسلم أن يحمله على دابة.

"فقال: إني حاملك على ولد ناقة، فقال"؛ أي: الرجل: "ما أصنع بولد الناقه؟ " زعماً منه أنه صلى الله عليه وسلم يريد فصيلاً لا يطيق حمله.

"فقال النبي" صلى الله عليه وسلم في جوابه: "وهل تلد الإبل إلا النوق"؛ يعني: جميع الإبل تلد النوق، جمع ناقة؛ يعني: أريد به ولداً كبيراً يطيق حملك، وهذا من جملة مزاحه.

3795 -

وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "يا ذَا الأُذُنينِ! ".

"وعن أنس رضي الله عنه قال له: يا ذا الأذنين" قيل: هذا كناية عن مدحه بذكائه وحسنِ استماعه مع كونه خارجاً مخرج انبساطه منه صلى الله عليه وسلم ومزاح معه.

3796 -

ورُوِيَ: أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَجوز: "إِنَّ الجنَّةَ لا يَنخُلها العُجَّزُ"، فَوَلَّتْ تَبْكِي. قَالَ: "أَخْبرُوها أنَّها لا تَدخُلُها وهِيَ عَجُوزٌ، إنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ:{إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} .

"وروي: أنه صلى الله عليه وسلم قال لعجوز: إن الجنة لا يدخلها العُجُز" بضمتين: جمع عجوز.

"فولَّت"؛ أي: أعرضت العجوز "تبكي، قال: أخبروها أنها لا تدخلها

ص: 261

وهي عجوز"؛ أي: في حال كونها عجوزاً، بل يصيرها الله شابة بكرًا، وكذلك جميع الإنسان يكونون على سنِّ مَن له ثلاثون سنة.

"إن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً}؛ أي: خلقنا وصيرنا النساء يوم القيامة شواباً {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} ".

3797 -

وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً مِنَ البَادِيَةِ اسْمُهُ: زاهِرُ بن حَرَامٍ كان يَهدِي للنَّبي صلى الله عليه وسلم مِنَ البَاديَةِ فيُجَهِّزُهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّ زاهراً بادِيتُنا، ونَحْنُ حَاضروُه"، وكَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ، وكَانَ دَميْماً، فَأَتَى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً وهُوَ يَبيعُ مَتاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لا يُبْصِرُهُ، فقال: أَرسِلْنِي، مَنْ هذَا؟ فالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ لا يَأْلُو مَا ألزَقَ ظَهْرَهُ بِصدرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ، وجَعَلَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:"مَنْ يَشْتَري العَبْدَ؟ "، فقالَ: يا رسولَ الله! إذاً والله تَجدُني كَاسِداً، فَقَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"لَكِنْ عِنْدَ الله لَسْتَ بِكَاسِدٍ".

"عن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية"؛ أي: يهدي له متاع البادية من الرياحين والأدوية.

"فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم "؛ أي: يهيئ له صلى الله عليه وسلم أسباباً من أمتعة البلد.

"إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زاهراً باديتنا"؛ أي: من أهل باديتنا [يزوِّدنا] من أمتعة البادية بما يزيد، وقيل: معناه صديقنا من البادية.

"ونحن حاضروه"؛ أي: نهيئ له ما يريد من أمتعة البلد، أو معناه: نحن صديقه من الحضر.

"وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان دميماً"؛ أي: كريه اللقاء.

ص: 262

"فأتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه"؛ أي: أخذ من حضنه.

"من خلفه وهو لا يبصره، فقال"؛ أي: زاهر: "أرسِلْني"؛ أي: اتركني "مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل"؛ أي: طفق زاهر "لا يألو ما ألزق ظهره"، (ما) مصدرية، وقيل: زائدة؛ أي: لا يقصِّر في إلصاق ظهره "بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله! إذاً والله تجدني كاسداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله تعالى لست بكاسد".

3798 -

عَنْ عَوفِ بن مالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: أتيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم في غزْوَةِ تبوكَ وهُوَ في قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَسَلَّمتُ فَرَدَّ عَلَيَّ وقَالَ:"ادخُلْ"، فَقُلْتُ: أكُلِّي يا رسولَ الله؟ قالَ: "كُلُّك"، فَدَخَلْتُ قِيْل: إِنَّمَا قَالَ: أَدخُلُ كُلِّي؟ مِنْ صِغَرِ القُبَّةِ.

"عن عوف بن مالك الأشجعي أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فسلمت فردَّ علي فقال: ادخل، فقلت: أكلِّي يا رسول الله؟ قال: كلك، فدخلت" قيل: إنما قال: أدخل كلي، من صغر القبة.

3799 -

عَنِ النُّعمَانِ بن بشيْرٍ أَنه قَالَ: اسْتَأذَنَ أبُو بَكرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمعَ صَوْتَ عَائِشةَ رضي الله عنها عالِياً، فَلَمَّا دَخَلَ تَناوَلَها لِيَلْطِمَها، وقَالَ: لَا أَراكِ تَرْفَعينَ صَوْتَكِ على رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَحْجزُهُ، وَخَرَجَ أَبو بَكْرٍ مُغْضَباً، فَقَالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ أبَو بَكْرٍ:"كَيْفَ رأَيتني أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟ "، قَالَتْ: فمكَثَ أبَو بكْرٍ أياماً، ثُمَّ اسْتَأذَنَ فَوَجَدَهُمَا قَدْ اضْطَجَعَا، فَقَالَ لَهُما: أَدخِلَانِي في سلْمِكُمَا كَمَا أَدخَلْتُمَانِي في حَربكُمَا، فَقَالَ

ص: 263

النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ فَعَلْنَا، قد فَعَلْنا".

"عن النعمان بن بشير أنه قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عالياً، فلما دخل تناولها"؛ أي: أخذها "ليلطمها"؛ أي: ليضربها.

"وقال: لا أراك" همزة الاستفهام مقدَّرة على سبيل الإنكار.

"ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم"؛ أي: طفق.

"يحجزه"؛ أي: يمنع أبا بكر عن ضربها.

"وخرج أبو بكر مغضباً" -بفتح الضاد- أغضبه رفع صوتها.

"فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر: كيف رأيتني أنقذتك من الرجل"؛ يعني: خلصتك من أبيك.

"قال: فمكث أبو بكر أياماً، ثم استأذن فدخل فوجدهما قد اضطجعا، فقالمالهما: أدخلاني في سِلْمِكما"؛ أي: صُلْحكما "كما أدخلتماني في حربكما" والمراد به رفع صوت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم.

"فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد فعلنا قد فعلنا"؛ أي: أدخلناك في صلحنا.

3800 -

عَنِ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "لا تُمارِ أَخاكَ، ولا تُمازِحهُ، ولا تَعِدْهُ مَوْعِداً فتخْلِفَهُ".

"عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تُمار"؛ أي: لا تخاصم "أخاك ولا تمازحه" بما يتأذى منه.

"ولا تَعده موعداً فتُخْلِفَه".

"غريب".

ص: 264