الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وامنعُوها النساءَ إلا مريضةً، أو نُفَسَاءَ"، وهذا يدلُّ على أنَّه لا يجوزُ لهنَّ دخولُ الحَمَّام إلا بعُذْر.
* * *
3467 -
عن جابرٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يدخل الحَمَّامَ بغيرِ إزارٍ، ومَن كانَ يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحَمَّامَ، ومَن كانَ يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يجلسْ على مائدةٍ تُدَارُ عليها الخَمْرُ".
"عن جابرٍ - رضي الله تعالى عنه -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: مَن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يدخلِ الحَمَّام بغيرِ إزارٍ، ومَن كان يؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فلا يُدخِلْ حليلتَه"، أي: امرأتَه "الحَمَّامَ، ومَنْ كان يؤمِنُ بالله واليوم الآخرِ فلا يجلِسْ على مائدة"؛ أي: على خِوان "تدارُ عليها الخَمْر"؛ أي: يُشْرَبُ فيها الخَمْر.
* * *
5 - باب التَّصاويرِ
" باب التصاوير": جمع التصوير، وهو فِعْلُ الصُّورة، والمرادُ بها صورُ الحيوانات التي تكونُ على حائطٍ أو سِتْر.
مِنَ الصِّحَاحِ:
3468 -
عن أبي طلحةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيهِ كلبٌ ولا تصاويرُ".
"من الصحاح":
" عن أبي طَلْحَةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تدخلُ الملائكةُ"، المراد بهم غير الحَفَظَة.
"بيتًا فيه كَلْبٌ"، يعمُّ جميعَ أنواعِ الكِلَاب، وقيل: يختصُّ بما لا يجوزُ اقتناؤُه منها.
"ولا تصاويرُ"، جميع تصويرٍ، يعمُّ جميعَ أنواعِ الصُّوَر، وقد رخَّصَ بعضٌ فيما كان في الأنماطِ المَوْطُوءة بالأَرجُلِ.
* * *
3469 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن مَيْمونةَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أصبحَ يومًا وَاجِمًا وقال: إنَّ جبريلَ كانَ وَعَدَني أنْ يلقَاني الليلةَ فلَمْ يَلْقَني! أَمَا والله ما أَخْلَفَنيِ"، ثم وقعَ في نفسِه جَرْوُ كلبٍ تحتَ فُسْطَاطٍ، فأَمرَ بهِ فأُخرِجَ ثم أخذَ بيدِه ماءً فنضحَ مَكَانَهُ، فلمَّا أَمسَى لقيَهُ جبريلُ، فقالَ لهُ: "قد كنتَ وعدتَني أنْ تَلقَاني البارحةَ؟ " فقال: أَجَلْ، ولكِنَّا لا ندخُل بيتًا فيهِ كلبٌ ولا صورةٌ، فأَصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ فأمرَ بقتلِ الكلابِ، حتَّى إنَّه يأمرُ بقتلِ كلبِ الحائطِ الصَّغيرِ، ويتركُ كلبَ الحائطِ الكبيرِ.
"عن ابن عباسٍ، عن ميمونَة: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أصبحَ يومًا واجمًا"؛ أي: حزينًا.
"وقال: إن جبريلَ كان وعدَني أن يلقاني الليلةَ فلم يلقَني، أمَ"، أصلُه (أمَا) للتنبيه حُذِفت الألف تخفيفًا.
"والله ما أَخْلَفني" جبريلُ في الوعد.
"ثم وقعَ في نفسِه جروُ كلبٍ": أي: خطرَ في نفسِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن جريلَ
إنما لم يأتهِ الليلة للجَرْوِ الَّذي رآه.
"تحت فُسْطاطٍ" بضم الفاء، أي: خيمة.
"فأمرَ به"؛ أي: بإخراج الجَرْو.
"فأُخْرِجَ، ثم أخذَ بيده ماءُ فنضَحَ مكانَه"؛ أي: رشَّ مكانَ الجَرْو.
"فلمَّا أمسى لقيَه جبريلُ عليه السلام فقال له: قد كنتَ وعدتَني أن تلقاني البارحةَ، قال أجل"؛ بمعنى: نعم.
"لكنَّا لا ندخلُ بيتًا فيه كَلْبٌ ولا صورةٌ، فأصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فأمرَ بقتلِ الكِلَابِ حتَّى إنه يأمرُ بقتلِ كَلْبِ الحائطِ"؛ أي: البستان "الصغيرِ"، لأنه لا يُحتاجُ إلى حراسةِ الكَلْبِ لصِغَرِه.
"ويتركُ كَلْبَ الحائطِ الكبير"؛ لعُسْرِ محافظتِه بلا كَلْب.
* * *
3470 -
عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَكُنْ يتركُ في بيتِه شيئًا فيهِ تَصَاليبُ إلَّا نَقَضَه.
"عن عائشةَ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يتركُ في بيته شيئًا فيه تصاليب"، هو في الأصل صُنع الصَّليب وتصويرُه، فأطلقَ على نفسِ الصَّليب تسميتَه بالمصدر، ثم جمع على تصاليب لتسميةِ الصورة بالتصوير، ثم جُمعَ على تصاوبر.
"إلا نقضَه"؛ أي: أزالَه وقَطَعه، والنقضُ إبطالُ أجزاءِ البناءِ بعضها من بعضٍ.
* * *
3471 -
وقالت قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يُعَذَّبونَ يومَ القيامةِ ويقالُ لهم: أَحْيوا ما خَلَقتُم". وقال: "إنَّ البيتَ الَّذي فيه الصُّورةُ لا تدخُلُه الملائكةُ".
"وقالت: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إن أصحابَ هذه الصُّوَرِ يعذَّبون يومَ القيامة، ويقال لهم: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم"؛ يعني صَوَّرْتُم، شبَّه تصويَرهم بالخَلْق، فعبَّر عنه به سخريةً بهم، وهذا الأمرُ للتعجيز؛ أي: انفخُوا فيه الروحَ ولن يقدِرُوا عليه فيعذَّبون ما شاء الله تعالى.
"وعن أبي طلحة قال: قال صلى الله عليه وسلم: إن البيتَ الَّذي فيه الصورةُ لا تدخلُه الملائكُة".
* * *
3472 -
وعن عائشةَ رضي الله عنها: أنها كانَتْ قد اتخذَتْ على سَهْوَةٍ لها سِترًا فيهِ تَماثيلُ، فهتكَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاتخذْتُ منهِ نُمْرُقتَيْنِ، فكانتا في البيتِ يجلِسُ عليهِما.
"وعن عائشةَ رضي الله عنها: أنها قد اتخذتْ على سهوةٍ لها"، وهي الكُوَّة بين الدَّارين، وقيل: هي الصفةُ بين يَدَي البيت، وقيل: بيتٌ صغيرٌ يُشْبهُ المَخْدَع وهو الخزانةُ يكونُ فيها المتاع.
"سِترًا فيه تماثيل"؛ جمع تمِثال بالكسر، والمرادُ بها صورُ الحيوانات.
"فهتكَه"؛ أي: خَرَقَه. "النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فاتخذَتْ منه"؛ أي: عائشةُ من ذلك السِّتْر المخرَّق.
"نُمْرُقَتَين"، والنُّمْرُقَةُ بضمتين يتخللهما سكون، أو بكسرتين كذلك، وبالهاء ودونها: الوسادةُ الصغيرةُ، وجمعها نمارق.
"وكانتا في البيتِ يجلِسُ عليهما)، وهذا يدلُّ على جوازِ كَوْنِ الصُّوَر فيما يجلِسُ عليه.
* * *
3473 -
ورُوِيَ عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ في غزاةٍ، فأخذتُ نَمَطًا فسترتُه على البابِ، فلمَّا قدِمَ فرَأَى النَّمطَ فجذبَهُ حتَّى هتكَهُ، ثمَّ قال:"إنَّ الله لم يأمرْنَا أنْ نكسُوَ الحِجارةَ والطِّين".
"ورويَ عن عائشَة - رضي الله تعالى عنها -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ في غزاةٍ فأخذت نَمَطًا"؛ ضربٌ في البُسُط، وقيل: هو ثوبٌ من صوف يُطرَحُ على الهَوْدَج.
"فسَتَرتْه على البابِ، فلمَّا قَدِمَ فرأى النمطَ فجذبَه حتَّى هتكَه، ثم قال: إنَّ الله لم يأمْرنا أن نكسُوَ الحجارَة والطين"، وفيه دلالةٌ على كراهة سَتْرِ الحيطانِ بالثياب كراهَة تنزيهٍ إنْ لم يكن للبَطَر.
* * *
3474 -
عن عائشةَ رضي الله عنها، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ الذينَ يُضاهونَ بخلقِ الله".
وروي: "عن عائشةَ - رضي الله تعالى عنها -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يُضَاهون"؛ أي: يشابهُون "بخْلقِ الله"، فيفعلون ما يضاهِي خَلْقَه؛ أي: مخلوقَه، أو يُشْبِّهون فِعلَهم بفِعْلِه في التصوير والتَّحلِيق، فإن اعتقدَ ذلك فهو كافرٌ يزيدُ عذابُه بزيادة قُبْحِ كُفْرِه، وإلا فالحديثُ محمولٌ على التهديد.
* * *
3475 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله: ومن أظلمُ ممن ذهبَ يخلق كخلقي، فليخلقوا ذَرَّةً أو ليخلقوا حَبَّةً أو شعيرةً".
"عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: قال الله تعالى: ومَن أَظْلَمُ"، (مَن) هذه للاستفهام.
"ممن ذَهبَ"؛ أي: أراد وطَفِقَ "يخلُقُ كخَلْقِي"؛ أي: يصوِّرُ صورةً شِبَه صورةٍ خلقْتُها.
"فلْيَخْلُقوا ذَرَّةً"، والأمرُ للتعجيز.
"أو ليخْلُقُوا حَبَّةً، أو شَعِيرةً".
* * *
3476 -
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أشدُّ الناسِ عذابًا عندَ الله المُصَوِّرون".
"عن عبد الله بن مسعود قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: أشدُّ الناسِ عذابًا عند الله المصِّورون"، الأَولَى أن يُحمل على التهديدِ؛ لأن قولَه (عند الله) تلويحٌ إلى أنَّه يستحِقُّ أن يكون كذا لكنه محلُّ العَفْو.
* * *
3477 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كُلُّ مصوِّرٍ في النارِ، يُجعَلُ له بكلِّ صورةٍ صَوَّرَها نفسًا فتُعَذِّبُه في جهنَّم".
"عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: كُلُّ مصوِّرٍ في النارِ، يُجعَلُ له"؛ أي: يُخْلَقُ في القيامة
"بكل صورةٍ"؛ أي: بعددِ كلِّ صورةٍ "صوَّرَها، في الدنيا "نفسٌ، فتعذِّبُه"؛
أي: تلك النفسُ ذلك المصوِّرَ "في جهنم".
* * *
3478 -
عن ابن عبَّاسٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن تَحَلَّمَ بحُلمٍ لم يَرَهُ، كُلِّفَ أنْ يعقِدَ بينَ شعيرتينِ ولن يفعلَ، ومَن استمعَ إلى حديثِ قومٍ وهم له كارِهونَ، أو يَفِرُّونَ منهُ، صُبَّ في أُذُنيهِ الآنُكُ يومَ القيامةِ، ومَن صَوَّرَ صورة عُذِّبَ وكلِّفَ أن ينفخَ فيها وليسَ بنافخٍ".
"عن ابن عباسٍ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: من تحلَّم"؛ أي: ادَّعى الرؤيا كاذبًا.
"بحُلُمٍ لم يَرَه" في منامه.
"كُلِّفَ أن يعقدَ بين شَعِيرتين، ولن يفعلَ" ذلك، وهذا التكليف بلا قدرةٍ عليه مبالغةً في التعذيب، ومعناه عُذِّب أبدًا.
"ومن استمعَ إلى حديثِ قومٍ"، عدَّى الاستماع بـ (إلى) لتضمنُّهِ معنى الإصغاء.
"وهم له كارِهُون"، الجملة حالٌ من القوم، أو من ضمير (استمع)؛ يعني حالَ كونهِم يكرهونَه لأجل استماعهِ، أو صفة (قوم)، والواو لتأكيد لصوقِها بالموصوف.
"أو يفرُّون منه"، شكٌّ من الراوي.
"صُبَّ في أذنيه الآنِكُ" - بالمد وضم النون وتخفيف الكاف -: الأُسْرُب.
"يومَ القيامة"، الجملة إخبارٌ، أو دعاءٌ عليه، وهذا الوعيدُ في حقِّ من يستمِعُ لأجل النميمة، وأما مَن استمَع حديثَ قومِ ليمنعَهم عن الفساد، أو ليتحرَّزَ من شرورهم فلا يدخلُ تحتَه.
ومن صوَّر صورةً" ذي الروح.
"عُذِّبَ وكُلِّفَ أن ينفُخَ فيها"؛ أي: الروح.
"وليس بنافخٍ".
* * *
3479 -
وعن بُريدةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن لعبَ بالنَّردَشِيرِ فكأنَّما صبغَ يدَهُ في لحم خنزيرٍ ودمِهِ".
"عن بُرَيدةَ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: من لَعِبَ بالنَّرْدَشِير": وهو اسمُ لعبٍ معروفٍ، عجمي معرَّب، وقيل: اسمه نَرْدَرَشِير، معناه على لغتهم حُلْو.
"فكأنما صَبغَ يدَه في لحم الخنزيرِ ودمِه"؛ أي: أدخلَ يدَه فيها وتخصيص الصبغ بهما؛ لكونه نجِسَ العَيْن، فيكون أَقْلَعَ للاعبيه عنه، قالوا: هذا من موضوعات سابوُر بن أَرْدَشِير بن بابك ثاني ملوك الساسانية، فمن يلعبُ به يكونُ مجتهدًا في إحياءِ سُنَّةِ المَجْوس المستكبرَة على الله.
* * *
مِنَ الحِسَان:
3480 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلُ عليه السلام فقالَ: أتيتُكَ البارحةَ فلم يَمنعْني أنْ كونَ دخلتُ إلا أنَّه كانَ على البابِ تماثيلُ، وكانَ في البيتِ قِرامُ سِترٍ فيهِ تماثيلُ، وكانَ في البيتِ كلبٌ، فمُرْ برأسِ التمثالِ الَّذي على بابِ البيتِ فيُقطَع، فيصير كهيئةِ الشَّجرةِ، ومُرْ بالسِّتْرِ فليقطعْ، فليُجعَلْ وسادتينِ منبوذتَيْنِ تُوطَآن، ومُرْ بالكلبِ فليُخرَجْ"، ففعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
"من الحسان":
" عن أبي هريرةَ - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أتاني جِبريلُ عليه السلام فقال: أتيتكَ البارحَة فلم يَمْنَعْنِي أن كونَ دخلتُ إلا أنَّه كان على الباب تماثيلُ، وكان في البيت قِرَامٌ"، وهو سِتْرٌ فيهَ رقْمٌ ونقوشٌ فقوله:
"سِتْرٍ فيه تماثيل": تفسيرٌ لـ (قِرام).
"وكان في البيت كلبٌ، فمُر برأسِ التمثال"؛ أي: بقطعِ رأسِ التِّمْثَال.
"الَّذي على بابِ البيتِ، فيُقطعُ فيصيرُ كهيئة الشجر"، فإن قلتَ: ما الفائدة في ذكر هذا؟.
قلت: الإعلامُ أن القطعَ ليس المرادُ به محوَ موضعِ الرأسِ من القِرَام، بل فصْلُه عنه؛ لأنه لا يَصِيرُ كهيئة الشَّجَر إلا إذا فُصِلَ منه الرأسُ، فأما ما دام الرأسُ باقيًا ظاهرًا، أو ممحوًّا فلا.
"ومُرْ بالسِّتْر فليُقْطَعْ فليجعلْ وسادتين منْبوذَتَين"؛ أي: مَطْرُوحَتَين.
"توطَآن": وأَصْلُ الوَطْء الضربُ بالرِّجْل؛ أي: يجلِسُ عليهما، والفائدة في اتخاذ ذلك صيرورةُ السِّتْر مخروقًا بقطعِ موضعِ الرَّأْس وألَّا يكون موضعٌ من الصورة باقيًا.
والحديث يدلُّ على أن الصورةَ لو غُيرَتْ هيئتُها حتَّى لم يبقَ لها أثرٌ فلا بأسَ بها، وعلى جوازِ تصويرِ نحوِ الأشجارِ مما لا حياةَ فيه.
"ومُر بالكَلْبِ فليُجرَجْ، ففعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
* * *
3481 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يخرجُ عنقٌ مِن النارِ يومَ القيامةِ لها عينانِ تُبصِرانِ، وأُذُنانِ تَسمعانِ، ولسانٌ يَنطقُ تقولُ: إني وُكِّلتُ بثلاثٍ: بكلِّ جَبَّارٍ عنيدٍ، وكلِّ مَن دَعا معَ الله إلهًا آخرَ، والمصوِّرينَ".
"عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم: يخرجُ عنقٌ"؛ أي: طائفةٌ، وقيل: شخصٌ طويلٌ.
"من النار"، (منْ) هذه للبيانِ أو تتعلَّقُ بمقدار؛ أي: تكوَّنَتْ، أو كائنةٌ من النار.
"يومَ القيامة، لها عينان تُبْصِران وأُذُنَان تَسْمَعان ولسانٌ يَنْطِق، تقولُ: إني وُكِّلْتُ بثلاثٍ، بكلِّ جَبَّارٍ"؛ أي: متمِّردٍ عاتٍ.
"عَنِيدٍ"؛ أي: جائرٍ عن القَصْد رادٍّ للحقِّ مع عِلْمِه به.
"وكلِّ مَنْ دعا مع الله إلهًا آخر، والمُصَوِّرِين"؛ يعني: وَكَّلَني الله بأن أُدْخِلَ هؤلاءِ الثلاثَة النارَ وأُعذِّبَهم.
* * *
3482 -
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الله حرَّمَ الخَمْرَ والمَيْسرَ والكُوبَة"، وقال:"كلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ" قيلَ: الكُوبَةُ: الطَّبْلُ.
"عن ابن عباس: أن رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: إنَّ الله حَرَّم الخَمْرَ والمَيْسر"، تحريمُهما مذكور في القرآن.
"والكُوَبةُ"، بضم الكاف ثم السكون، تحريمُها على لسانِ نبيه.
"وقال: كلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ، والكوبة: الطبلُ": وقيل: البَرْبَط، وقيل: النرد.
* * *
3483 -
وعن ابن عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الخَمْرِ والمَيْسرِ
والكُوبَةِ والغُبَيراءِ. والغُبَيراءُ: شرابٌ تعملُه الحَبَشةُ مِن الذرةِ يقالُ لهُ: السُّكْرُكَةُ.
"عن ابن عمرو رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن الخَمْر والمَيْسِر والكُوْبَة والغُبَيْرَاء، والغُبَيْرَاء شراب يعملُه الحَبَشَة مِن الذُّرَة يقال له السُّكْرُكة"، بضم السين والراء وسكون الكاف الأولى، نوعٌ من الخمور يُتَّخَذُ من الذُّرَة.
قال الجوهري: هي لفظةٌ حبشيةٌ قد عُرّبَتْ إلى السُّقُرْقَع.
* * *
3484 -
عن أبي موسى الأشعرِيِّ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن لعبَ بالنردِ فقد عَصَى الله ورسولَهُ".
"عن أبي موسى رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن لَعِبَ بالنَّزدَشِير فقد عصى الله ورسولَهُ".
* * *
3485 -
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَأَى رجلًا يتبعُ حمامةً فقال: "شيطانٌ يتبعُ شيطانةً".
"عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم رأى رجلًا يتبعُ حمامةً"، أي: يَقْفُو أثرَها لاعبًا بها.
"فقال: شيطانٌ يَتبَعُ شيطانَةً"، سَّماه شيطانًا لاشتغاله بما لا يَعنيه، وسَمَّاها شيطانةً لأنها أورثته الغفلَة عن ذْكِر الله وعن أمر دينهِ ودنياه.
* * *