الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :
قوله: "وتُقلب الْوَاوُ عَيْناً [أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا
…
"1 إلى آخره] 2.
هذا قسم آخر من أقسام الإعلال الذي هو القلب.
أي: وتقلب الواو ياء وتدغم في الياء ويكسر3 ما قبل المدغم إن كان ما قبله ضمة لمناسبة الكسرة الياء إذا وقعت عينا أو لاما "139" أو غيرهما، واجتمعت4 تلك الواو مع ياء وسبق الساكن على5 الآخر -واوا كان الساكن أو ياء- كسيد، أصله: سَيْوِد؛ قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وكان السابق ياء ساكنة.
وكأيام، أصله: أَيْوَام؛ لأنه جمع يوم.
وكدَيَّار، أصله "دَيْوَار" على وزن "فَيْعَال"6 لا فَعَّال. من: دار يدور؛ لأنه لو كان على وزن "فعال" لقيل: دوار، بتكرار7 الواو الأصلية
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ عَيْناً أَوْ لَاماً أَوْ غَيْرَهُمَا يَاءً إذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ يَاءٍ وَسَكَنَ السَّابِقُ، وَتُدْغَمُ وَيُكْسَرُ مَا قَبْلَهَا إن كَانَ ضَمَّةً، كَسَيِّدٍ وَأَيَّام وَدَيَّار وَقَيَّام وَقَيُّوم ودُليّة وَطَيٍّ ومرميّ ونحو مسلمي رفعا". "الشافية، ص13".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ" وإلى آخره: ساقط من "ق".
3 في "ق": وتكسر.
4 في الأصل: وأجمعت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 لفظة "على": ساقطة من "هـ".
6 فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيّام وليّام. "الصحاح "دور" 2/ 660".
7 في "ق": بتكرير.
يقال: ما بها ديّار، أي: أحد1.
وكقيّام، أصله: قَيْوَام، وزنه فَيْعَال لا فَعَّال، من: قام يقوم لما ذكرناه.
و"القيَّام": هو الله تعالى، ومعناه: القائم بتدبير خلقه.
وكقَيّوم، بمعنى: قَيَّام، أصله:[قَيْوُوم، ووزنه] 2: فَيْعُول لا فَعُّول، وإلا لزم أن يقال: قَوُّوم.
وكدُلَيَّة، أصلها: دُلَيْوَة؛ لأنه تصغير دَلْو.
وكطي، وأصله: طَوْي3؛ لأنه مصدر: طويت. والسابق في هذه الصورة واو4 ساكنة.
وإنما لم يكسر ما قبل المدغم؛ لأنه لم يكن قبله [ضمة] 5 في أصله6، [بخلاف: مَرْمِيّ] 7، أصله: مَرْمَوِيّ؛ لأنه مفعول من: رمى يرمي، وكمسلميّ، رفعا، أصله: مسلِمُوي؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل المدغم.
وإنما قال: "رفعا"؛ لأنه لا يجتمع الواو والياء في النصب والجر.
1 في "هـ": واحد.
2 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
3 في الأصل: طيوي، وفي "ق": طيو، وما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: ياء، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 لفظة "ضمة" إضافة من "ف"، "هـ".
6 في أصله: ساقط من "ق"، "هـ".
7 في "ق"، "هـ": وكمرميّ.
ولم تقلب1 الواو ياء ولم تدغم2 في الياء مع وجود علته3 في: سُويِر وبُويِع وتُسُويِر وتُبُويِع، مجهولات: سايَرَ وبايع وتساير وتبايع؛ لئلا يلتبس بمجهول4 فَعَّل وتَفَعَّل، وهو: فُعِّل وتُفُعِّل، فإذا قيل: سير5 لم يعلم أنه [مجهول سيّر أو ساير]6.
لا يقال: يحصل الالتباس في ديّار وقيّام؛ لأنه لا يعلم أنهما7 فيعال أو8 فعّال؛ لأنا نقول: وجود الياء يرفع هذا اللبس؛ لأنه لو كان فعّالا9 لقيل: دوّار، وقوّام.
ويمكن أن يقال: لم يدغم في: سُوْيِر، وقُوْوِل10؛ لأن الواو بدل من الألف، والألف لا يدغم11 في شيء، فكذلك12 الحرف الذي هو بدل عنها.
1 في "ق"، "هـ": تقلب.
2 في "هـ": يدغم.
3 في "هـ": هذه العلة.
4 في "هـ": لمجهول. تحريف.
5 في الأصل، "ق": سير حينئذ، والأصح حذف "حينئذ" كما في "هـ".
6 في "هـ": مجهول ساير، أو مجهول سير.
7 في الأصل، "ق": أنه، وما أثبتناه من "هـ".
8 في الأصل: "و" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في "هـ": فعّال.
10 في "هـ": وبويع.
11 في "ق": لا تدغم.
12 في الأصل، "ق": كذلك، والأصح ما أثبتناه من "هـ".
قوله: "وجاء: لُِيّ...."1 إلى آخره2.
أي: وجاء: لي -بضم اللام وكسرها- في جمع: أَلْوي، مع أن الأصل كسر اللام3؛ لوقوع الضم قبل ياء ساكنة.
أما ضم اللام فللتنبيه على الأصل دفعًا للالتباس، وأما كسرها فعلى القياس المذكور، وهو4 أنه تقلب5 الضمة كسرة إذا كانت قبل ياء ساكنة.
[واللِّيّ] 6 من: لوى الرجل، إذا اشتدت خصومته7.
وإنما قال: "في جمع أَلْوَي" احترازًا عن اللَّيّ الذي هو المصدر، فإنه لا يجوز فيه ضم اللام ولا كسرها.
قوله: "وأما ضَيْوَن8 وحَيْوَة ونَهُوّ فشاذ".
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ لُِيّ فِي جَمْعِ أَلْوَي -بَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ- وأما نحو: ضيون وَحَيْوَة وَنَهُوٍّ فَشَاذٌ، وَصُيَّم وَقُيَّم شَاذ، وقَوْلُهُ: "فما أرق النيام إلا سلامها" أشذ". "الشافية: ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 في "ق": كسرها.
4 وهو: ساقط من "هـ".
5 في "هـ": لقلب.
6 واللي: إضافة من المحقق.
7 في "هـ": خصومه.
8 والضيون يجمع على الضياون، وقد صحت الواو في الجمع لصحتها في الواحد، ولم تدغم في الواحد؛ لأنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل. ينظر الصحاح "ضون": 6/ 2156.
وإنما كان ضَيْوَن، للسِّنَّور البري1، وحَيْوَة، اسم رجل، شاذين؛ لأنه اجتمع فيهما الواو والياء وسكون السابق على الآخر، وكان2 قياسهما3: ضيّن وحيّة.
وإنما كان نُهُوّ [للمبالغة كما في قولهم: نُهُوّ عن المنكر] 4 شاذا [لأنه من النهي، وهو فَعُول، بفتح الفاء وضم العين وسكون الواو] 5 وقياسه أن تقلب [الواو ياء وتدغم] 6 الياء في الياء، [وتكسر الهاء للياء والنون للإتباع، فيقال: نِهِيّ]7.
[ولقائل أن يقول: جاء "نَهَوْتُه" بمعنى: نهيته، ذكره صاحب الصحاح8، وإذا كان كذلك لم يكن شاذا. نعم، لو قيل: إنه من النهي لم يكن شاذا]9.
1 ينظر المصدر السابق.
2 في "هـ": فكان.
3 في "ق": قياسه.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين من "هـ" وموضعه في الأصل "ق" عبارة أخرى هي: لأنه فعول من النهي، من: نهى الرجل، ونهو لغة فيه، نهوا أي: انتهى، فعينه واو ساكنة ولامه ياء متحركة.
6 في "ق": الواو والياء وأدغم.
7 في الأصل "ق" عبارة أخرى موضع ما بين المعقوفتين، وهي: ويكسر ما قبل الياء، وههنا قد قلب الياء واوا وأدغم الواو في الواو، وكان قياسه نِهِيّ، بكسر الهاء والنون، والأكثر استقامة ما أثبتناه من "هـ".
8 لعله حُدِّث به عن صاحب الصحاح؛ لأنه غير موجود في الصحاح. وفي اللسان: وقال في المعتل بالألف: نهوته عن الأمر، بمعنى نهيته. "نهى: 6/ 4564".
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
وإنما كان صُيَّم وقُيَّم شاذين؛ لأن قياسهما1: قُوَّم، وصُوَّم من: صام، وقام يقوم، فقلبت الواوان ياءين مع عدم المقتضي للقلب.
وأما قوله:
"29"
...............
…
فَمَا أَرَّق النُّيَّامَ إلَاّ سلامُها2
فهو أشذ من صُيَّم وقُيَّم.
أما شذوذ النيام "140" فلقلب الواوين فيه ياءين، مع عدم موجب القلب؛ لأن أصله: النوام؛ لأنه من النوم.
وأما كونه أشذ؛ فلبعد الواو عن آخر الكلمة [بالألف الواقعة بعد الواو وعدم بعد الواو في: صيم وقيم عن آخر الكلمة] 3 الذي هو محل التغيير4.
1 في الأصل، "ق": أصلهما، وما أثبتناه من "هـ".
2 هذا عجز بيت من الطويل، قاله ذو الرمة، وصدره:
ألا طرقتنا مية بنة منذر
والبيت في ديوانه ص"38".
وينظر في البيت: المنصف: 2/ 5، والتصريف الملوكي: 87، والمفصل: 383، وابن يعيش: 10/ 93، وشرح المفصل لابن الحاجب 2/ 449، والممتع: 2/ 498، وشرح الرضي على الشافية: 3/ 143، وشرح شواهد شروح الشافية: 381-383.
وهذا البيت اختُلف في رواية صدره، كما ذكر ذلك عبد القادر البغدادي في شرح الشواهد، فروي:
ألا طرقتنا مية بنة منذر
كما أثبتنا، وروي:
ألا خيلت في وقد نام صحبتي
وقيل في رواية عجزه:
فما أرق التهويم إلا سلامها
والشاهد في قوله "النيام"؛ حيث قلب الواوين فيه ياءين مع عدم موجب القلب وهو شاذ.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": التي هي.