المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] : - شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي - جـ ٢

[ركن الدين الأستراباذي]

فهرس الكتاب

- ‌[حروف الزيادة] :

- ‌[تعيين الزائد من حرفي التضعيف] :

- ‌[بيان ما يضعف، وما لا يضعف من الأصول] :

- ‌الإمالة

- ‌[إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف] :

- ‌[تخفيف الهمزة] :

- ‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

- ‌الإعلال:

- ‌[قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين] :

- ‌[حذف الواو والياء فاءين] :

- ‌[قلب الواو والياء ألفا وهما عينان] :

- ‌[تصحيح العين إذا اعتلت اللام] :

- ‌[بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك] :

- ‌[إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة] :

- ‌[قلب الواو ياء لاجتماعها والياء] :

- ‌[الإعلال بالنقل] :

- ‌[إعلال اللام] :

- ‌[قلب الواو ياء وهي لام] :

- ‌[قلب الواو والياء همزة طرفا] :

- ‌[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :

- ‌[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :

- ‌إسكان الواو والياء

- ‌حذف الواو والياء لامين

- ‌[حذف اللام سماعا] :

- ‌[الإبدال]

- ‌[حروف الإبدال] :

- ‌[مواطن إبدال الهمزة] :

- ‌[إبدال الهمزة من حروف اللين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن العين] :

- ‌[إبدال الهمزة عن الهاء] :

- ‌[مواطن إبدال الألف] :

- ‌[مواطن إبدال الياء] :

- ‌[مواطن إبدال الواو] :

- ‌[مواطن إبدال الميم] :

- ‌[مواطن إبدال النون] :

- ‌[مواطن إبدال التاء] :

- ‌[مواطن إبدال الهاء] :

- ‌[إبدال اللام] :

- ‌[إبدال الطاء] :

- ‌[إبدال الدال] :

- ‌[إبدال الجيم] :

- ‌[إبدال الصاد] :

- ‌[إبدال الزاي] :

- ‌الإدغام:

- ‌[إدغام المثلين] :

- ‌[الإدغام الجائز] :

- ‌[إدغام المتقاربين] :

- ‌[مخارج الحروف الأصلية] :

- ‌[مخارج الحروف الفرعية] :

- ‌[صفات الحروف] :

- ‌[طريق إدغام المتقاربين] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين للبس، أو ثقل] :

- ‌[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :

- ‌[إدغام حروف الحلق] :

- ‌[إدغام لام التعريف] :

- ‌[إدغام النون] :

- ‌[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :

- ‌[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :

- ‌[الحذف] :

- ‌[مسائل التمرين] :

- ‌[الخط] :

- ‌الفهارس الفنية للكتاب

- ‌أولا: فهرس الشواهد القرآنية:

- ‌ثانيا: فهرس الحديث:

- ‌ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:

- ‌رابعا: فهرس الأشعار:

- ‌خامسا: فهرس الأرجاز:

- ‌سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:

- ‌سابعا: فهرس الأعلام:

- ‌ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:

- ‌تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:

- ‌عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:

- ‌حادي عشر: فهرس المواد اللغوية

- ‌ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

[تخفيف الهمزتين المجتمعتين] :

قوله: "والهمزتان في كلمة [إن سكنت الثانية

"1 إلى آخره] 2.

أي: إذا اجتمعت الهمزتان في كلمة واحدة، فإن كانت الهمزة الثانية ساكنة وجب قلب الهمزة الثانية حرفا من جنس حركة3 ما قبلها كآدم، ايت، أُوتُمن، في: أَأْدم، وائْتِ، وأُأْتُمن؛ طلبًا للتخفيف.

قوله: "وليس آجر منه"4.

أي: [و] 5 ليس آجر مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما ساكنة، فقلبت الثانية ألفا؛ لأن آجَرَ فاعل، لا أفعل كما توهمه بعضهم؛ فإنه توهم أن آجَرَ أصله: أأجر، فقلبت الثانية ألفا6.

1 تكملة عبارة ابن الحاجب:..... وجب قلبها كآدم وايت وأوتمن، وَلَيْسَ آجَرَ مِنْهُ لأَنَّهُ فَاعَلَ، لَا أَفْعَلَ؛ لِثُبُوتِ يُؤَاجِرُ. ومِمَّا قُلْتُهُ فِيهِ:

دَلَلْتُ ثَلَاثاً على أن يوجر

لَا يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ

فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز

وصحة آجر تمنع أجر

"الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 لفظة "حركة" مطموسة في "هـ".

4 منه: ساقطة من "هـ".

5 و: إضافة من "ق"، و"ليس" مطموسة في "هـ".

6 قال الزمخشري في مادة "أجر": "أجرك الله على ما فعلت، وأنت مأجور عليه، وآجرني فلان داره فاستأجرتها، وهو مُؤْجِر، ولا تقل: مُؤَاجِر، فإنه خطأ وقبيح، وليس آجر الأجير مؤاجرة، كقولك: شاهره وعاومه، وكما يقال: عامله وعاقده. وتقول: طلب الأجرة، فأعطاه الآجُرَّة". "أساس البلاغة: 12".

ص: 704

وإنما قلنا: إنه فاعل لا أفعل؛ لأن مضارعه يجيء على وزن يؤاجر، كآخذ يؤاخذ، فكما أن الألف في آخذ ليست مقلوبة عن همزة بل هي ألف فاعل، كذلك ألف آجر.

قوله: "ومما قلته [فيه] 1".

أي: ومما قلته2 في أن آجر فاعل لا أفعل، هذان البيتان وهما:

"26"

دللت ثلاثا على أن يوجر

لَا يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ

فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز

وصحة آجر تمنع أجر3

أي: دللت ثلاثا على أن آجر فاعل لا أفعل، فعبر عنه بلازمة لأن كون آجر فاعل، يستلزم ألا يكون يُوجر مضارع آجر؛ لأن يوجر لا يكون إلا مضارع أفعل.

استدل على أن آجر فاعل، ليس أفعل، بدلائل ثلاثة:

أحدها: أن مصدر آجر جاء على إجارة، وفعالة يكون مصدر فاعل لا أفعل نحو: كاتبه كتابة وكتابا، وكتابة للفرد، وكتابا للجنس. فآجر فاعل لا أفعل؛ لأن صحة كون آجر فاعل يمنع كونه أفعل؛ لأن الأصل [عدم اشتراك اللفظ بين الوزنين]4.

1 فيه: إضافة من "ق".

2 في "ق": قلت.

3 البيتان لابن الحاجب في الشافية ص11، وفي شرح الرضي: 3/ 52.

4 في "ق": عدم الزيادة.

ص: 705

والثاني: أن آجر لو كان أفعل لكان مصدره إيجارا؛ لأن مجيء مصدر أفعل على إفعال قياس مطرد، لكنه لا يجيء مصدر آجر على إيجار.

والثالث: أنه جاء آجر يؤاجر، وهو فاعل يفاعل. وإذا صح مجيء آجر على وزن فاعل منع مجيئه على وزن أفعل؛ لأن "فاعل" لا بد له من أصل ثلاثي لا رباعي، نحو: كاتب من كتب، وقاتل من قتل، وهو قياس مطرد.

وإذا كان كذلك وجب أن يكون أصل آجر من "أجر" أي: فعل، لا "آجر" أي: أفعل.

ولقائل أن يقول: في الكل نظر، أما في الأول؛ فلأنه يدل "122" على أن آجر الذي مصدره إجارة فاعل، ولا يلزم منه ألا يكون آجر أفعل البتة؛ لجواز أن يكون مشتركا بين فاعل وأفعل، ومصدر الأول فِعَالة، ومصدر الثاني إِفْعال. وقد يخالف الأصل لدليل، وهو مجيء المضارع على يؤجر، والمصدر على إيجار.

وأما في الثاني: فلأنا لا نسلم أنه لا يجيء مصدره على إيجار، فإن صاحب كتاب المحكم1 حكى: آجرت المرأة البغيّ نفسها إيجارا2.

1 هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي، المرسي، الضرير، المعروف بابن سيده، عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها. توفي لأربع بقين من ربيع الآخر "458هـ". من تصانيفه: المحكم والمحيط الأعظم في لغة العرب، شرح الحماسة لأبي تمام، الوافي في علم القوافي، شرح إصلاح المنطق. ينظر في ترجمته: معجم الأدباء: 12/ 231-235، وفيات الأعيان: 11/ 431، وإنباه الرواة: 2/ 223، وبغية الوعاة 327، والشذرات: 3/ 305، 306".

2 ينظر المحكم، مادة "أجر".

ص: 706

وأما قوله1: "والإفعال عَزَّ" فإن أراد به أنه لم يوجد فممنوع، وإن أراد به أنه قليل فمسلم ولا يحصل به مطلوبه.

وأما في الثالث: فلأنا لا نسلم أنه لا بد لفاعل من ثلاثي، وأنه قياس مطرد.

والحق أن آجر2 مشترك بين فاعل وبين أفعل.

حكى ابن القطاع في كتاب الأفعال من كتاب الأبنية أنه يقال: آجره الله أجرا، وآجره يؤجره، وأجرت المملوك والأجير، وآجرته اؤجره: أعطيته أجره.

وهو ظاهر في أن آجر بالمعنى المذكور أفعل لا فاعل؛ لأن يؤجر لا يكون مضارعا لغير أفعل. وأما آجرت الدار والدابة ونحوهما ففيه لغتان، إحداهما: أنه فاعل، [والمضارع منه] 3 يؤاجر، والأخرى4: أفعل، والمضارع منه يؤجر.

والذي يدل عليه قول صاحب المحكم: وآجرت المرأة البغي نفسها مؤاجرة وإيجارا؛ أي: أباحتها بأجرة. فهذا من قبيل: آجرت الدار، مع أنه جاء له مصدران، فالمؤاجرة مصدر فاعل، والإيجار مصدر أفعل.

1 قوله: موضعها بياض في "هـ".

2 أن آجر: ساقط من "هـ".

3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

4 والأخرى: ساقط من "هـ".

ص: 707

قوله: "وإن تحركت [وسكن ما قبلها...."1 إلى آخره] 2.

أي: وإن اجتمعت همزتان في كلمة وتحركت الهمزة الثانية وسكن3 ما قبلها، فإن كانت الهمزة عينا ثبتت كـ "سئّال" و"جئّار"؛ "لأن"4 الأولى "لا"5 تكون مدغمة في الثانية حينئذ، والإدغام لا يمكن معه التسهيل، ولأنه6 لو سُهِّلت لم يعلم أنه فعال أو فعّال.

وإن كانت الهمزة لاما قلبت ياء كـ "قِرَأْي" نحو: قِمَطْر؛ من: قرأ، فإن نحو هذا تتحصن الهمزة الثانية منه بالإدغام، ولا يجوز أن يقال: قرَّاء، كما يقال: سئَّال.

وإن تحركت الهمزة الثانية وتحرك ما قبلها -أي: الهمزة الأولى- وجب قلب الهمزة الثانية ياء إن انكسر ما قبلها، نحو: جاءٍ وشاءٍ، وانكسرت الهمزة الثانية نحو: أيِمَّة. وإن لم ينكسر ما قبلها ولم تنكسر هي -أي: الهمزة الثانية- انقلبت الهمزة الثانية واوا.

وأشار إليه بقوله: "وواوا في غيره" أي: انقلبت7 الهمزة

1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَإنْ تَحَرَّكَتْ وَسَكَنَ مَا قَبْلَهَا كَسَئّالٍ تَثْبُتُ، وَإِنْ تَحَرَّكَتْ وَتَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا قَالُوا: وَجَبَ قَلْبُ الثَّانِيَةِ يَاءً إنِ انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا أَوِ انْكَسَرَتْ، وَوَاواً فِي غَيْرِهِ نَحْوُ: جَاءٍ وأيِمة وأُوَيْدِم". "الشافية، ص11".

2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

3 في "هـ": وسكون.

4 في الأصل: كان، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

5 في الأصل: أن، ولا: ساقطة من "ق".

6 في "هـ": ولأن.

7 في "ق": انقلب.

ص: 708

الثانية واوًا في غير الهمزة المكسور ما قبلها نحو أُوَيْدم في تصغير: آدم، ونحو: أوادم في جمع آدم.

اعلم أن أصل جاءٍ: جائئ عند1 غير الخليل، فكره اجتماع الهمزتين، فقلبت الهمزة الثانية ياء فصار: جائيٌ، ثم أعل إعلال قاضٍ.

وإنما قلنا: عند غير الخليل؛ لأن أصله عند الخليل: جايءٌ، بالقلب2 كما مر، فلم يكن من هذا الباب.

وأصل أَيِمَّة: أَإِمَّة؛ لأنه جمع إمام، وأصل أإمة: أَأْمِمَة؛ نقلت حركة الميم إلى الهمزة عند قصد [إدغام الميم الأولى في الميم الثانية3] فصار أَإِمَّة، فكره اجتماع همزتين4، فقلبت الهمزة الثانية ياء؛ لمناسبة الياء الكسرة.

وإذا5 صغرت آدم قلت: أُوَيْدم، أصله: أُأَيْدم؛ فكره اجتماع الهمزتين6، فقلبت الهمزة الثانية واوا؛ [لمناسبة الواو الضمة التي قبلها.

وإذا جمعت آدم جمع التكسير] 7 قلت: أَوَادِم، أصله: أَأَادِم، على وزن أفاعل، فكره اجتماع همزتين "123"، فقلبت الهمزة الثانية واوا، كما قلبت الواو همزة في كثير من المواضع.

1 لفظة "غير": ساقطة من "هـ".

2 حكاه سيبويه في الكتاب: 3/ 549، واختاره سيبويه "السابق: 3/ 552".

3 في "ق": الإدغام، موضع ما بين المعقوفتين.

4 في "هـ": الهمزتين.

5 في الأصل: فإذا، وما أثبتناه من "ق".

6 في "ق"، "هـ": همزتين.

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 709

قوله: "ومنه خطايا1....."2 إلى آخره3.

أي: والخطايا في التقدير الأصلي، مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما متحركة وأولاهما مكسورة، فقلبت الثانية ياء خلافا للخليل؛ لأن أصله عند سيبويه خطايئ4 فقلبت5 الياء همزة، فصار: خطائئ باجتماع همزتين6: الأولى هي التي بدل من الياء، والثانية الهمزة التي هي7 لام الكلمة، ثم أبدلت الثانية ياء فصار: خطائي، ثم عمل به ما عمل بمطايا، كما يجيء، حتى صار: خطايا.

وإنما قيد التقدير بالأصلي؛ لأن "خطائي" -بالهمزة ثم بالياء بعدها- تقديره أيضا، لكن ليس تقديره الأصلي [بل خطائئ بالهمزتين تقديره الأصلي]8. وبالحقيقة هذا أيضا ليس تقديره الأصلي بل خطايئ -بالياء ثم بالهمزة- تقديره الأصلي، إلا أن "خطائئ" بالهمزتين أصلي9 بالنسبة إلى خطائي بالهمزة، ثم بالياء بعدها.

1 في الأصل، "ق": الخطايا، وما أثبتناه من "هـ" والشافية.

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهُ خَطَايَا فِي التَّقْدِير الأَصْلِيِّ، خِلَافاً لِلْخَلِيل". "الشافية، ص11".

3 إلى آخره: ساقطة من "هـ".

4 ينظر الكتاب: 3/ 553.

5 في "ق": قلبت.

6 في "هـ": الهمزتين.

7 في "ق"، "هـ":"تلي" موضع "هى".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في "هـ": أصل.

ص: 710

وأما أصل خطايا عند الخليل فخطايئ، ثم قلبت اللام إلى موضع العين؛ لئلا تجتمع همزتان، فصار: خطائي، ثم حذفت الضمة عن1 الياء، وقلبت الهمزة ياء مفتوحة والياء ألفا، فصار: خطايا.

وكلا المذهبين حسن، إلا أن مذهب سيبويه أقيس وأصح؛ لما سمع عن العرب الموثوق بعربيتهم "اللهم اغفر لي خطائئي" بتحقيق الهمزتين2، فلو كانت خطايا مقلوبة كما زعم الخليل، لقيل: خطائي، بهمزة واحدة لا غير.

قوله: "وَقَدْ3 صَحَّ التَّسْهِيلُ وَالتَّحْقِيقُ4 فِي نَحْوَ أيمَّةٍ".

أي: قد صح تسهيل الهمزة وتحقيقها في أيمة.

اعلم أن النحاة قالوا: إن قلب الهمزة ياء في نحو: أيمة ملتزم5، فقال المصنف: هذا القول منهم غير صحيح؛ لأنه ثبت في القراءات السبع تسهيل هذه الهمزة -أي: جعلها بين بين- وتحقيقها6،

1 في "هـ": من.

2 في المفصل، ص351:"وقد سمع أبو زيد من يقول: اللهم اغفر لي خطائئي، همزها أبو السمح ورداد ابن عمه، وهو شاذ" ا. هـ.

3 لفظة "قد" ساقطة من الأصل، ومن "هـ".

4 والتحقيق: ساقط من "ق".

5 ينظر المفصل، ص351، والنشر: 1/ 374.

6 قال الزمخشري في الكشاف "2/ 251" عند تفسيره الآية "12" من سورة التوبة: "فإن قلت: كيف لفظ أئمة؟ قلت: همزة بعدها همزة بين بين؛ أي: بين مخرج الهمزة والياء. وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة، وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين. وأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن محرف" ا. هـ. وقال ابن الجزري ردا على كلام الزمخشري السابق: "وهذه مبالغة منه، والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة، أعني: التحقيق، وبين بين، والياء المحضة عن العرب، ولكل وجه في العربية سائغ قبوله، والله تعالى أعلم". "النشر: 1/ 375".

ص: 711

والقراءات السبع متواترة، وإن قلنا: إنها ليست بمتواترة فلا أقل1 من أن تكون أخبار آحاد، عدول في قبول اللغة عنهم.

وأجيب عنه بأن مراد النحاة بأن قلب هذه الهمزة ياء2 ملتزم أنه قياس، وما خالفه شاذ يحفظ ولا يقاس عليه، وهو لا يخالف مجيء خلافه في القراءات السبع؛ لجواز أن يكون شاذا مخالفا للقياس.

قوله3: "والتُزم في باب أُكرِمُ حذف الثانية، وحُملت عليه أخواته".

أي: و4 التزم حذف الهمزة الثانية من باب مضارع أُفْعِل5 إذا كان للمتكلم، نحو: أُكْرِم؛ كراهة اجتماع الهمزتين فيما كثر بابه.

وإنما حذفت الثانية لا الأولى؛ لأن الأولى للعلامة؛ ولأن ضمة الأولى تدل على المحذوف؛ ولأن الاستثقال إنما جاء من الثانية، ثم حذفت الهمزة الثانية في أخواته، وهي: تُكرِم وتُكرم ويُكرِم وإن لم يجتمع همزتان؛ حملًا على أكرم؛ اطرادًا للباب.

قوله: "وقد التزموا قلبها6 مفردة [ياء مفتوحة في باب مطايا] 7".

1 في "هـ": فلا أقبل.

2 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ".

3 قوله: بياض في "هـ".

4 و: ساقطة من "ق".

5 في "هـ": أكرم.

6 في الأصل: قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".

7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

ص: 712

أي: وقد التزموا قلب الهمزة مفردة عن همزة أخرى ياء مفتوحة في باب1 مطايا2 ورَكَايَا وشَوَايَا وحَوَايَا، جمع: مطية وركية -وهي البئر3- وشَوِيَّة -وهم4 بقية قوم هلكوا5- وحَوِيَّة، وهي كساء محشوّ حول سنام البعير6.

وهو: كل جمع على مثال مساجد وقعت بعد ألفه7 همزة بعدها ياء.

اعلم أن مطايا جمع مطية، وأصله: مطائي8 بإبدال الياء التي بعد ألف الجمع همزة؛ لكونه مدة مزيدة في الواحد9، كما في الصحيح، نحو: رسائل وصحائف جمع "124": رسالة وصحيفة، ثم استثقلت الكسرة على الهمزة لكونها حرف علة قبل حرف علة في آخر صيغة منتهى الجموع، فقلبت تلك الكسرة فتحة، فتحركت الياء

1 لفظة "باب" ساقطة من "هـ".

2 في "ق": مطايي، تحريف.

3 الصحاح "ركا": 6/ 2397.

4 في "ق"، "هـ": وهي.

5 الصحاح "شوى": 6/ 2397.

6 المصدر السابق "حوى": 6/ 2321.

7 في "ق"، "هـ": ألف.

8 في "ق"، "هـ": مطائئ.

9 في الأصل: الواحدة، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

ص: 713

وانفتح ما قبلها فقلبت الياء ألفا، فصار مطاءا1، فاستثقلت الهمزة المفتوحة بين ألفين، فقلبت ياء فصار: مطايا2.

و3 من هذا الباب: خطايا، على القولين، أي: على4 قول سيبويه وعلى5 قول الخليل، كما مر.

قوله6: وفي كلمتين يجوز [تحقيقهما....7 إلى آخره]8.

هذا قسيم لقوله: "والهمزتان في كلمة".

يعني: إذا9 اجتمعت همزتان في كلمتين، كقوله تعالى:{فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} 10 يجوز تخفيفهما11؛ وذلك بأن تخفف كل واحدة منهما على ما يقتضيه قياس تخفيف كل واحدة منهما لو انفردت، من الإبدال والحذف وبين وبين، كما مر، أو بأن تخفف

1 في "هـ": مطاء.

2 في "هـ": مطاياه.

3 و: ساقطة من "هـ".

4 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

5 لفظة "على" ساقطة من "هـ".

6 قوله: ساقطة من "ق".

7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وفي كلمتين يجوز تحقيقهما، وتخفيفهما وَتَخْفِيفُ إِحْدَاهُمَا عَلَى قِيَاسِهَا، وَجَاءَ فِي نَحْو: يشاء إلى الواو أيضا في الثانية""الشافية، ص11".

8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

9 في "هـ": إن.

10 سورة محمد، من الآية "18".

11 وهي لغة أهل الحجاز "ينظر الكتاب: 3/ 550".

ص: 714

الأولى على ما يقتضيه قياس التخفيف لو انفردت، ثم تخفف الثانية على ما يقتضيه تخفيفها للاجتماع في كلمة، كما مر ويجوز تخفيف إحداهما، وذلك بأنهما إن كانتا غير متفقتين في حركتهما خففت أيهما شئت على ما يقتضيه قياس التخفيف1.

والخليل يختار تخفيف الثانية2.

[كل ذلك على القياس المتقدم في تخفيف الهمزة]3.

ومنهم من يُقحم بينهما ألفا. قال ذو الرمة4:

"27"

........................

آأنتِ أَمْ أُمّ سالم5

1 فمن كلام العرب تخفيف الأولى وتحقيق الآخرة، وهو قول أبي عمرو، تقول:"فقد جاء أشراطها"، وحكى سيبويه عن بعض العرب:"فقد جاء أشراطها"، بتحقيق الأولى وتخفيف الثانية "ينظر الكتاب: 3/ 549".

2 ينظر المصدر السابق.

3 ينظر المصدر السابق.

4 هو غيلان بن عقبة، من بني صعب بن مالك بن عدي بن عبد مناة، ويكنى أبا الحارث، وسمي ذا الرمة بقوله:

لم يبق فيها أبد الأبيد

غير ثلاث ما ثلاث سود

وغير مرضوخ القفا موتود

أشعث باقي رمة التقليد

5 هذه قطعة من بيت من بحر الطويل، لذي الرمة "في ديوانه: 622" والبيت بتمامه:

أيا ظبية الوعساء بين جُلاجل

وبين النقا آأنت أم أم سالم

ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 551، والمقتضب: 1/ 163، والخصائص: 2/ 458، وأمالي ابن الشجري: 1/ 320، والإنصاف 482، والمفصل: 352، وشرح ابن يعيش: 1/ 94، 9/ 199، وشرح الشافية للرضي: 3/ 64 "136"، والهمع: 1/ 172، وشرح شواهد الشافية: 347-348 "168".

والشاهد في قوله "آأنت"، حيث فصل بين الهمزتين بألف زائدة؛ كراهية لاجتماعهما.

ص: 715

وأجاب عنه بعضهم بأنه يجعل الهمزة الأولى بين بين1 إذا ألقيت عليها حركة الهمزة الثانية، ويجعل2 الهمزة الثانية بين بين إذا قلبت الأولى "ألفا"3. وفيه نظر؛ لأنه لم يمكن4 جعل الهمزتين بين بين معا والمقدر خلافه.

قوله: وَجَاءَ فِي نَحْو: {يَشَاءُ إِلَى} [الْوَاوُ أيْضاً في الثانية]5.

"أي"6: وجاء في نحو: {يَشَاءُ إِلَى} 7 مع تحقيق الهمزتين وتخفيف الهمزتين [وتخفيف إحداهما فقط] 8 الواو أيضا في الهمزة الثانية، أي: قلب9 الهمزة الثانية واوا10 وهو مذهب كثير من القراء11، وهو يشابه مذهب من يقول في سُئِل "سُوِل"؛ لأنه يقلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها.

1 في "هـ": الهمزتين بين بين.

2 في الأصل، "ق": وتجعل.

3 ألفا: إضافة من "ق"، "هـ".

4 في "ق"، "هـ": يكن.

5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

6 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".

7 في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] .

8 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".

9 في الأصل: وقلب.

10 ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 65.

11 وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو ورويس، وهذا مذهب أكثر المتقدمين "ينظر الإتحاف: 149".

ص: 716

قال بعضهم: إنما يثبت ذلك في مثل: آأنت، وأما في نحو: جاء أحدكم فلا. ثم1 منهم من يحقق بعد إقحام الألف بينهما، ومنهم من يخفف2.

وفي: اقرأ آية، ثلاثة أوجه: أن تقلب الأولى ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، فينطق بألف بعده3 همزة محققة4، وأن تحذف الثانية بعد أن تلقى حركتها "على الأولى كمسالة5" 6، وأن يجعلا معا بين بين، وهي حجازية7.

اعلم أن في جعل الهمزتين بين بين معا نظرا8؛ لأن شرط جعل "الهمزة الأولى9 بين بين" أن تكون متحركة، وهمزة اقرأ ساكنة.

1 في "هـ": "و" بدل "ثم".

2 ينظر الكتاب: 3/ 551، والمفصل:352.

3 في "هـ": بعدها.

4 فيقال على هذه اللغة: اقرا آية، بتخفيف الهمزة الأولى؛ لأن الهمزة الساكنة إذا خففت أبدل مكانها الحرف الذي منه حركة ما قبلها. "ينظر الكتاب: 3/ 550".

5 في "هـ": على الأولى نحو مسألة.

6 فيقال على هذه اللغة: اقر آية؛ لأنك خففت همزة متحركة قبلها حرف ساكن، فحذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها. "ينظر المصدر السابق".

7 قال سيبويه: "وأما أهل الحجاز فيقولون: اقرأ آية؛ لأن أهل الحجاز يخففونها جميعا، يجعلون همزة اقرأ ألفا ساكنة ويخففون همزة آية. ألا ترى أن لو لم تكن إلا همزة واحدة خففوها، فكأنه قال: اقرا، ثم جاء بآية ونحوها""المصدر السابق".

8 في "هـ": نظر.

9 الأولى: إضافة من "ق".

ص: 717

قوله: "وجاء في المتفقتين1...."2 إلى آخره3.

"أي"4: وجاء في الهمزتين المجتمعتين في كلمتين5، المتفقتين في الفتح أو الضم أو الكسر حذف6 إحدى الهمزتين.

مثال المتفقتين7 في الفتح: {جَاءَ أَحَدَهُمُ} 8.

ومثال المتفقتين في الضم: {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} 9.

ومثال المتفقتين في الكسر10: في البغاء إلى11.

وإنما قال: "حذف إحداهما" من غير تعيين أنها الأولى أو الثانية؛ لأن منهم من يقول: المحذوفة هي الأولى، بناء على أن الأولى وقعت آخر الكلمة محل التغيير. ومنهم من يقول: المحذوفة هي الثانية بناء على أن الاستثقال إنما جاء عندها.

1 في الأصل، "هـ": المتفقين، وما أثبتناه من "ق".

2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وجاء في المتفقتين حذف إحداهما وقلب الثانية كالساكنة"."الشافية، ص11".

3 إلى آخره: ساقط من "هـ".

4 لفظة "أي": ساقطة من "هـ".

5 في "ق": الكلمتين.

6 في "هـ": حذفت.

7 في "هـ": المتفقتين.

8 في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] .

9 وذلك في سورة الأحقاف، من الآية "32".

10 في "هـ": الكسرة.

11 في الأصل، "هـ": في البغضاء إلى.

ص: 718

وجاء في المتفقتين1 أيضا قلب الثانية حرفا من جنس حركة ما قبلها، كما جاء في الهمزة الثانية2 قلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها، فقلبت3 الثانية في:{جَاءَ أَحَدَهُمُ} ألفا، وفي {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} واوا، وفي "في البغاء4 إلى" ياء. وهذه القراءة رواية البصريين عن ورش5.

1 في "هـ": المتفقتين.

2 في الأصل، "ق": الساكنة.

3 في "ق": فتقلب.

4 في "ق"، "هـ": البغضاء.

5 ينظر النشر: 1/ 378، والإتحاف: 324، 392، وورش هو: أبو سعيد، عثمان بن سعيد القرشي، شيخ القراء المحققين، انتهت إليه رئاسة الإقراء.

ص: 719