الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :
قوله: "وقد1 يدغم نحو: تتنزل أو تتنابز
…
"2 إلى آخره.
أي: وتدغم تاء تفعّل وتتفعّل وتفاعل وتتفاعل، نحو: تتنزل وتتنابز في التاء الأخرى في الوصل، إذا لم يكن قبلها ساكن صحيح؛ وذلك بأن يكون قبلها متحرك، نحو: فَتَتنزل أو فَتَتنابز، أو قبلها ساكن غير صحيح؛ أي ساكن مدة نحو: قالوا تتنزل وقالوا تتنابز؛ لاجتماع المثلين وعدم المانع من الإدغام.
ويعلم من قوله: "وصلا" أنها لا تدغم ابتداء؛ لئلا يلزم الابتداء بالساكن، ومن قوله:"وليس قبلها ساكن صحيح" أنها لا تدغم لو كان قبلها ساكن صحيح، نحو: هل تتنزل؛ لاستلزامه التقاء الساكنين على غير حده.
على أنه قد جاء إدغامها في قوله تعالى: "قل هَلْ تَّرَبَّصُونَ3"4 وقوله تعالى: "من ألف شهر، تَّنَزَّلُ الملائكة"5 في قراءة البزي6، مع أن قبله ساكنا صحيحا، وهو لام {هَلْ} والتنوين في {شَهْرٍ} .
1 لفظة "قد" ساقطة من "ق".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقد تدغم تاء نحو: تتنزل، تتنابزوا وصلًا، وليس قبلها ساكن صحيح". "الشافية، ص15".
3 في "هـ": تربصوا، خطأ.
4 سورة "التوبة": من الآية "52".
5 سورة القدر: من الآية "4".
6 ينظر الإتحاف: 442، والبزي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد، إمام في القراءة، محقق، ضابط، متقن لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وكان مؤذن المسجد =
قوله: "وتاء تفعل وتفاعل
…
"1 إلى آخره.
أي: وتدغم تاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، وهو الطاء والدال والظاء والذال والثاء والصاد والزاي والسين، إلا أن هذا الإدغام لو كان في الابتداء لوجب الإتيان بهمزة الوصل مكسورة؛ لامتناع الابتداء بالساكن.
وإنما كسرت هذه الهمزة؛ لما مر، نحو: تَطيَّروا، وتزيّنوا، وتثاقلوا، وتدارءوا؛ قلبت التاء طاء أو زايا أو ثاء أو دالا، وأدغمت فيما بعدها، ووجب الإتيان بهمزة الوصل في الابتداء مكسورة، فإذا أتي بها قيل: اطّيّروا، وازينوا، واثاقلوا، وادارءوا.
وتقول في المضارع إذا أدغمت: يطّيرون، ويزّينون، ويثاقلون، ويدارءون. والأصل: يتطيرون، ويتثاقلون، ويتزينون2، ويتدارءون؛ فقلبت وأدغمت.
ويجوز هذا الإدغام في مصادر هذه الأفعال نحو: اطّير اطّيّرا، وازّين ازّيّينا، واثاقل اثاقلا.
وكذلك يجوز في أمر هذه الأفعال ونهيها.
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، فَتُجْلَبُ هَمْزَةُ الْوَصْل ابْتِدَاءً نحْوَ: اطَّيَّرُوا وازَّيَّنُوا واثاقلوا وادارءوا، وَنَحْوُ: اسطَّاعَ مُدْغَماً مَعَ بَقَاءِ صَوْتِ السِّينِ نادر". "الشافية، ص15".
2 في "ق": يتزيّنون ويتثاقلون.
وأما إدغام تاء استطاع1، واستطعم في الطاء، وتاء استضاء واستضعف في الضاد، وتاء استدان، واستدرك في الدال مع بقاء صوت السين فنادر؛ لأن الثاني ساكن في استطاع، واستطعم، واستضعف، واستدرك، وأن الثاني في نية السكون في استضاء واستدان؛ لأن أصلهما: استضْوَأ2 واستَدْون، ولأنه لو أدغم فيها لزم الجمع بين ساكنين على غير حده، وهو في قراءة حمزة3، 4.
1 في الأصل، "هـ": زادت لفظة "نحو" قبل "استطاع"، والأنسب حذفها كما في "ق".
2 في الأصل: استضواء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 وهو: حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الفرضي التميمي، الكوفي. توفي بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور عام "156هـ". "غاية النهاية: 1/ 261-263".
4 قراءته لقوله تعالى: "فما اسطَّاعوا أن يظهروه"[الكهف: 97] . ينظر النشر: 2/ 316. وخطأه النحاة في ذلك، حيث جمع بين ساكنين وصلا. "ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 292".